جديد

رواية تيم وطيف فتاة ذوبتني الجزء الثاني جميع الفصول بقلم امينة محمد

 رواية تيم وطيف فتاة ذوبتني الجزء الثاني جميع الفصول بقلم امينة محمد








رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل السادس 6 بقلم امينة محمد


رواية - فتاة ذوبـتني عشـقا - 




                    
** فتح صندوق السيارة علي مضض واغمض عينيه للحظة وفتحهما مع فتح الباب وهو ينظر لتلك الفتاة .. فتاة ذات بشرة سمراء بملامح مليئة بالتراب .. وملامح شرسة .. شفتين منتفختين متشتقتين .. وجه ملئ بالتراب .. احس براحة في قلبه ونظر إليها بغضب ( انتي الي عاملة دا كله ياحتة بتاعه ) لم تتحدث وهي تنظر اليه بطرف عينيها .. فرفع عينيه اليها وهو يقوص حاجبيه .. ثم اغلق باب الصندوق قائلا ( خدوها يا علي ) هز علي رأسه بطاعة قائلا ( حاضر ياسليم باشا ) ثم التفت سليم مبتسماً بثقة ونصر .. والتجه لسيارته يقودها للمنزل........................ .................................................................................................................................




                    
** في صباح اليوم الجديد .. صباح ملئ بالمغامرات التي لا تنتهي .. والقصص الطويلة .. واهمهم المشاكل 




                    
كان يجلس مع والدتها واخاها واختها الصغري .. يتناول معهم وجبة الافطار بينما هي منذ تلك اللحظة التي اتهمها بمتاجرة المخدرات وهي متوترة وخائفة كانت تنظر اليه بين الحين والآخر بينما هو يراقب كل تحركاتها ونظارتها له .. 




                    
شرب بعض الماء ونظر إليها قائلا ( فرح .. فاكرة لما قولتلك في حد بيتاجر مخدرات في منطقة قريبة من هنا ) نظرت اليه بترقب وهي تهز رأسها ( اتقبض عليها امبارح ) فتحت عينيها بصدمة .. ثم ارتسمت إبتسامة علي فمها قائلة ( بجد .. طب يعني دي حاجة كويسة ) نظرت اليهم الوالدة قائلة ( الحمدلله يابني انها اتقبض عليها عقبال امثالها ) نظرت اليها فرح وهي تبتسم ابتسامة صغيرة وتهز رأسها ( يارب ) بينما هو كان يلاحظ نظرات فرح بين الحين والاخر بين المبتسمة ... والمترددة .. والهادئة .. وبين الخائفة في بعض الاحيان ..




                    
بعدما انتهوا من تناول الفطور اخذها ليوصلها للمنزل .. بينما هي كانت شاردة في الخارج .. وتنهدت بعمق وهي تنظر اليه مبتسمة بينما هو ايضا بادلها الإبتسامة مضطراً من مراقبتها ..
وصلا للمنزل ونظر إليها قائلا ( انا مش هقدر اجي اروحك النهاردة عشان هتأخر في الشغل فحاولي تتطلعي بدري شوية ) اجابته بالموافقة وهي تهز رأسها قائلة ( ماشي ياسليم بيه ) ثم ترجلت من السيارة للمنزل بينما هو علي فمه إبتسامة هادئة ..... ...............................................................................................................................................





                    
** ( يلاااا يا نوووور ) قالها علي بصوت مرتفع يستعجل نور علي النزول لكي يوصلها لعملها .. ما هي الا لحظات حتي وجدها تهبط مرتديه فستان واسع من الخصر للقدم .. فستان مورد باللون الزهري والابيض .. هبطت كالملاك واسرت قلبه اكثر 
ابتسم باعجاب لذلك الملاك الهابط بشعرها المتطاير ليقول بنبرة خافته شاردة ( ماشاء الله ) كانت تقف امامه بينما هو يراقب ذلك الجمال لتسمعه يقول " ماشاء الله " فتوردت خدودها خجلا من ذلك الذي يحرجها دائما .. ابتلعت ريقها وهي تتنحنح ( امم احم .. يلا نمشي ولا اي ) ابتسم وهز رأسه مجيبا اياها ( يلا ياللي هتجنيني في يوم يلا ولا هو انتي لسه هتجنيني .. منتي خلاص عملتيها ) قهقهت بخفة وهي تضربه برفق علي كتفه قائلة ( بس بقا الله .. امشي يلا ) سار بجانبها قائلا ( يلا امري لله ) ركبا السيارة بينما هي تقهقه علي ما يفعله وهو مبتسم برقة لجمالها وخفتها وعفويتها .......................
.................................................................................................................................................................................


         

                
** كانت تنظر إليه برعب وهي تتفقد ملامح وجهه لتبتلع غصتها قائلة ( ممم.مممستر تيم .. انا والله العظيم ما رديت عليه يعني انا قطعت الرسالة الي وصلتني دي .. وانا اكيد مش هعمل حاجة زي دي ) صرخ في وجهها غير عابئ برعبها منه قائلا ( انتيي هبلة .. فكرك يعني هما هيسكتو لما انتي قطعتي الرسالة .. بس انا مش هسمح لامثالهم يسرقوا تعبي .. انا هوريهم .. ولو حصل منك غلط واحد يا طيف .. صدقيني اقتلك فيها فاهمه ) هزت رأسها كثيرا بدون وهي موافقة علي كلامه وهي تقول بنبرة باكية ( حا.ضر حاضر ) كانت عينيها مدمعتين خائفتين .. بينما هو نفخ بضيق من ذلك الخوف الذي يحتليها .. اقترب منها يعانقها بحنو ثم مال عليها يحملها بدون تعب وسار بها للغرفة .......................................... ...............................................................................................................................................................................





** وصلت الي المشتل لتجد سيارة مألوفه بالنسبة إليها امام المشتل .. قوصت حاجبيها وهي تدعو داخلياً الا يكون ذلك الليث الغبي .. دلفت للمشتل ولم تجد أحداً سوى فتاة صغيرة تضع للزهور ماء وتسقيها وهي مبتسمة بتلك البراءة المعهودة لدي الأطفال .. اقتربت منها وهي تبتسم ( احم .. هاي ) التفتت إليها تلك الفتاة الصغيرة بابتسامة بشوشة ( هاي .. جاية تشتري ورد ) نظرت حنين حولها لعلها تجد رزان ولكن لم تجد أحداً لتهز رأسها بنفي قائلة ( لا انا صاحبة المشتل .. انتي مين بقا ؟) نظرت إليها باستغراب وهي تفتح فمها نتيجة لاستغرابها قائلة ( لا .. الورد دا بتاع عمو فارس ) قهقهت حنين وهي تمسد علي شعرها بحنان قائلة ( مهو انا اخت عمو فارس .. وانا بشتغل هنا بداله ) همهمت تلك الفتاة وبرزت شفتيها بتفكير .. ثم هزت رأسها قائلة ( انا اسمي ماريا .. وانتي ) اجابتها حنين وهي تضع حقيبتها جانباً قائلة ( وانا حنين .. اسمك حلو خالص يا ماريا ) ابتسمت اليها ماريا قائلة ( وانتي كمان ) ثم نظرت خلف حنين قائلة ( بابي .. شوفت حنين اخت عمو فارس ؟ ) ابتسمت حنين لتلك البريئة التي تعرفها علي والدها ثم التفت لتنظر للمدعو والدها ولكن هبط دلو ماء بارد علي رأسها عندما رأته .. فتحت عينيها بصدمة وهي تنظر إليه بينما هو ابتسم ابتسامة صغيرة يعلم ما تمر به الآن فهي مصعوقة بالتأكيد ثم قال وهو ينظر لماريا قائلا بحنو ( شوفتها ياروحي ) ثم وجه نظره لحنين وابتسم بخفة ( ازيك ) ابتسمت ابتسامة صغيرة باردة من داخلها قائلة ببرود ( كويسة ) ثم نظرت إليه بقرف .. نظرة يعلمها جيداً ... معني لا يود ان يشرحه لنفسه حتي لا يتألم ولكن هو يعلم تلك النظرة .. والتي تعني " هل تتغزل بـ بنات الناس وتخون زوجتك " ابعد نظره عنها بهدوء وهو ينظر لماريا قائلاً ( حبيبي .. يلا عشان نمشي بقا انتي قولتيلي هنيجي شوية المشتل وبعدين نروح ) نفخت الصغيرة بضيق ونظرت لحنين ( باي ياحنين ) ابتسمت اليها حنين بحنان واقتربت تقبلها علي خدها برقة قائلة ( باي ياقمري .. ابقي تعالي تاني ماشي ) 

+



رفعت نظرها تنظر مرة اخري له بينما هو ابتسم لها إبتسامة صغيرة يبادلها تلك الابتسامة الباردة ثم امسك يد ماريا مودعا حنين ( سلام يا حنين ) نطق اسمها بكثير من المشاعر والمعاني التي يحملها داخله .. ولكن كل ما تحمله هي الآن الغضب .. والبغض له ...............................................................................................................................................................................................................................................





رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل السابع 7 بقلم امينة محمد




- قمر وفارس -





                    
** ( اتجوزك ؟) قالتها قمر بصدمة بينما هز فارس رأسه ووقف امامها قائلا ببرود ( اه يا قمر هتتجوزيني .. هطلقك منه وتتجوزيني ) ابتلعت غصتها ونظرت إليه بشرود وهي تبتلع غصتها .. واخفضت بصرها للأرض تعلم جيداً انها نتيجة افعالها .. ولكن لماذا يريد فارس ان يتزوجها ؟ لماذا فكر بذلك ؟ فنظرت إليه مرة أخري ثم قالت بنبرة متسائلة ( انت .. عاايز تتجوزني ليه ؟ ) نظر إليها قليلاً .. يود ان يصارحها بحبه الآن ويجذبها لاحضانه يطمئنها انه لن يتركها هكذا .. ولكن لا .. لن يفعل ذلك فقال بنبرة باردة واولها ظهره ( عشان اربيكي ياقمر ) فتحت عينيها علي وسعهما وهي تنظر لظهره ... مااااااذاااا ؟؟؟ ....... ......................................................................................................................................................................................................
- سليم وفرح -





                    
** دلف إليها مرة اخري يتمني داخله ان تعترف .. وها هو مرة اخري سيتعامل معها ببرود .. جلس امامها وهي تنظر إليه بترقب .. فقال ببرود ( قررتي اي ؟) بللت شفتيها وهزت رأسها بنفي ( ياباشا والله العظيم انا خلصت الشغل .. وروحت عشان اجيب الدوا لماما انا متعودة اجيبه في اليوم دا .. والله العظيم ما زي ما بتفكر والله ) حاول مجارتها في ذلك قائلا ( اشمعنا المكان دا بالذات يعني ؟؟ انتي فاكرة المكان دا ؟) صمتت تسترجع ذلك المكان ثم قالت ( ااه .. والله دي صدفة يعني ان المكان دا يكون نفسه هو الي انت ورتهولي .. صدقني ياسليم باشا) وعند انتهاء كلامها اقتربت منه تمسك يديه بترجي وتنظر داخل عينيه لعلها تجد النجاة .. ولكن لا حياة لمن ينادي .. دفع يديها بعنف وقام ( كدا تمام اوي يا فرح .. يبقي نكمل كلامنا في القسم قووووومي ) جذبها من يديها بعنف وهي تصرخ من شدته ومشت معه ببكاء مرير .. لماذا يرفعها لسابع سماء ثم يرميها لسابع ارض .. لماذا يفعل بها هذا .. لقد حطمها الآن !! 

+



                    
دفعها داخل السيارة بعنف واغلق الباب والتفت ليركب سيارته فأتاه اتصالا من علي .. رفع الهاتف علي اذنه يستمع لكلام علي بصدمة .. وقف مكانه يسترجع نفسه واعاد شعره للوراء بغضب ثم أخذ نفسا عميقا وعاد مرة اخري للناحية التي تركب بها فرح .. وفتح باب السيارة وانزلها بالقوة من السيارة مع صرختها وهي تقول ( في ايي هتاخدني فين تااني ؟) ادخلها مرة اخري تلك الغرفة دون قول كلمة منه واغلق عليها .. بينما هو وقف امام البيت يفكر فيما سيفعله بتلك المسكينة بعد اتصال علي له ... 
تذكر الاتصال عندما اخبره علي ( باشا في مكان من المشتبه به .. مسكوا البنت بالمواصفات الي كان متبلغ عنها .. احنا خدناها القسم وبيتحقق معاها .. مش عارف اذا كان دا تمويه عشان نسيب فرح .. ولا هي فرح فعلا مظلومة ؟) استرجع ذلك الكلام في رأسه ثم رفع رأسه للسماء واغمض عينيه وهو ينفخ بضيق ............................................... ...........................................................................................................................................................................................





            
** حل صباح يوم جديد .. يوم عاصف يعصف علي المشاعر .. يقسو عليها .. ويوم ممطر يغسل بعض القلوب .. ويطهرها .. 

+



- تيم وطيف - 
كانت تضع الملفات في حقيبة العمل بيد مرتجفة .. وتمسح بكف يديها دموعها التي تنساب علي خديها دون توقف .. وجهها به بعض الجروح بسبب تلك الليلة التي لم تمر عليها مر الكرام .. شعرت بقدومه للغرفة فرفعت رأسها سريعاً تنظر له بخوف .. ثم ابتلعت غصتها وهي تقول بصوت مختنق متقطع ( انا جمـ...مـعت الملفاتت كـ كلها .. وو والأوراق ) بينما هو جلس علي الأريكة ووضع قدم فوق الأخري وهو يشعل سيكارته التي اعتاد علي النفس منها .. وكأنها الأكسجين له .. ظل يتطلع إليها للحظات يرمقها بنظرات تجعلها تحقر نفسها .. اخفضت بصرها وهي تشعر بوغز شديد الوجع في قلبها .. أخذت نفسًا عميقًا وسمعته يقول ببرود حاد ( بُصيلي ) 
رفعت نظرها تطلع إليه بعينين لامعتين من البكاء .. مال قليلًا على الطاولة يُطفئ تلك السيكارة التي لم يكملها ويبدو انه سيكمل علي طيف بدلاً منها .. قام متوجهًا ناحيتها يرفع وجهها له ومرر يديه علي الورم الذي بجوار شفتيها من ضربه لها ليلة أمس على فعلتها الشنيعة .. فضمت شفتيها علي بعضهما بخوف وهي تنظر لعينيه .. تحاول ان تتوقع ما الذي سيفعله بها ولكن هو غامض لا يُظهر القادم .. ارادت ان تنجو من عذابه القادم فقالت بنبرة مُتألمة وهي تسند رأسها علي صدره ..
 ( انا قلبي بيوجعني اوي .. عشان خاطري كفاية .. حاسة اني روحي بتتسحب ببطء )
 اجهشت في البكاء وهي تُخبئ رأسها بصدره بينما هو ضمها إليه اكثر يمسد علي شعرها قائلا بنبرة هادئة باردة ( متخافيش .. مش هتموتي دلوقتي لسه شوية ياطيف ) ثم اكمل تمسيد علي شعرها بهدوء للغاية ............................................................... ...........................................................................................................................................................................................
- حنين وليث -
كانت تسقي الازهار في المشتل بينما هو دلف للمشتل ووقف عند بابه يتطلع إليها .. هو اُعجب بها من اول مرة رآها .. إعجاب ليس كأي اعجاب لأي فتاة يراها .. بل هي مختلفة .. فكل يوم ينمو مشاعر جديدة مختلفة في قلبه ناحيتها .. هي قطته اللذيذة .. يحب دائما مشاكستها .. تذكر للحظة صديقه المقرب - فارس - الذي وقف جانبه في كل ازماته .. يخاف ان يخسر صداقتهم بسببها .. ولكن ما يطمئنه ان فارس يعرفه جيداً .. ويعلم بما يفكر وكيف هو .. 
كانت تلتفت فرأته يقف ينظر لها بشرود .. اشتعلت غضبا واقتربت من مكانه قائلا بانفعال ( انت جاي هنا عايزز اي ؟) قوص حاجبيه وهو يتقدم امامها قائلا بهدوء ( مالك يا اسمك اي انتي .. هو انا واقف ولا قاعد فوق راسك ) التفتت حولها تود ان تضربه بشيئا فرأت كأس الماء جوارها فأمسكت ذلك الكوب ورشته بوجه ليث بلا اهتمام .. بينما هو اغمض عينيه يتلقي فعلتها المجنونه ورفع يديه يبعد الماء فرأها تنظر له بانفعال ورفعت اصبعها في وجهه قائلة ( اسمعع كويس الي هقوله وخليه حلقة في ودنك .. متجيش تاني عالمشتل عشان انا الي هبقي موجودة فيه .. عايز تشوف فارس صاحبك روح شوفه برا انا مبقتش عايزة اشوف وشك تاني انت فاهم .. اهتم بمراتك وبنتك بدل ما انت عمّال تجري ورا بنات الناس كدا .. واحد خاينن ) التفتت لتغادر فأمسكها من يديها يديرها له بعنف قائلا ( مش عشان سكتلك تعمليلي الشوية دوول ... انا مش خايين ومش بتاع بنات .. متبقيش تتكلمي وانتي متعرفيش حاجة .. وان كان مش عايزة تشوفي وشي ) دفعها دفعة صغيرة قائلا بحدة ( انا برضو مش عايز اشوفف وشكك ) رمقها بنظرة حادة غاضبة ثم اولاها ظهره وغادر بينما هي تنظر لفراغه بغضب وبعض شعور الذنب لما قالته ..... 
.......





رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثامن 8 بقلم امينة محمد



رواية - فتاة ذوبتني عشقا - 
الجزء الثامن ❤ 





                    
اتي صباح يوم جديد .. يوم مفعم بالنشاط لدي البعض و مفعم بالكسل لدي البعض الآخر ... وكل شخص لديه ما يتحمله قلبه .. فيخرج ما بقلبه بيومه ان كان يحمل الحُزن او السعادة .. او الألم ... 




                    
كانت تعد طعام الإفطار حتي تفطر هي واخاها قبل ذهابهم للعمل .. تعد بعقل شارد بـ ذلك الليث الذي اقتحم شرودها منذ الامس .... 
تفكر به وبـ كلامها له ولماذا يركض وراءها وهو متزوج ولديه ابنة ؟ بالطبع فهو مثل شباب هذه الأيام لا تملئ زوجته عينه فيخرج للاخريات .. هذا اخر ما خطر ببالها عندما قطع فارس افكارها وهو يقول بابتسامة بسيطة( صباح الخير يا روحي ) ثم جلس علي كرسي طاولة الطعام في المطبخ و ابتسمت هي بابتسامة خافتة وهي تضع الاطباق امامه ( صباح الورد ياقلبي ) ثم وضعت له الخبز وجلست ( هتخلص شغل النهاردة امتي ؟) بدأ بتناول الطعام وهو يقول بحيرة ( والله معرفش .. علي حسب بقا اما الكشوفات تخلص .. ) همهمت بتفهم وهي تتطلع لملامحه ثم قالت باستغراب مزدوج ببعض القلق ( اُمال صحيح انت مالك كدا من امبارح مش حساك علي بعض ؟) نظر إليها قليلا وهو يمدغ لقمته ببطء ثم شرب بعض الماء وهو يقول بنفي ( ماليش ياحنين ) ابتسمت بسخرية ورفعت يديها تلوح في الهواء قائلة ( لا والنبي .. اه روح قول كدا لغيري دانا حفظاك صم ) اخرج تنهيدة عميقة من داخله وهو يقول ببرود ( كنتي تعرفي ان قمر متجوزة صح ؟) ( هاا !) خرجت منها وهي تنظر إليه بصدمة علي ما عرفه .. ظلت تتطلع عليه وهي تفتح فمها وعينيها بصدمة ثم قالت بارتباك ( فارس انا .. ) لم تكمل كلامها بسبب مقاطعته لها بهدوء ( خلاص انا عرفت بقا .. وهي هتطلق منه قريب ) ابتسمت حنين بسعادة قائلة ( بجدد ) اكتفي بهز رأسه بابتسامة صفراء ثم قال ( اه كلمتها واتفاهمنا انها هتتطلق منه ) كان يود اخبارها بأنه سيتزوجها ايضا ولكنه صمت وعزم ان تكون مفاجأة للجميع فغير محور الموضوع قائلا ( بقولك .. عايز منك طلب ) ضيقت عينيها قائلة باستغراب ( طلب اي ؟) نظر لها ثم ارتشف بعض العصير وقال ( صاحبي الي اتغدا معانا من كام يوم .. ليث ) قلبت عينيها ثم قالت ببرود ( اممم اه ماله دا ؟) قوص فارس حاجبيه ثم قال ( مالك قلبتي وشك كدا ليه لما سمعتي اسمه .. هو عملك حاجة ؟) هزت رأسها بنفي وقالت بسخرية ( هو يقدر ..معملش بس من يومين كان في المشتل هو وبنته ماريا ) همهم فارس بتفهم وهو ينظر في اللاشيء ثم عاود النظر لها قائلا ( مهو الموضوع علي ماريا .. هو عنده شغل لوقت متأخر وانا اقترحت عليه يجيبها تقعد معاكي لحد ما يخلص ، ممكن ؟ ) انفعلت للحظة قائلة ( وامها فيين يعني ؟) استغرب فارس انفعالها ولكنه قال بهدوء ( ميتة !) 
لحظات من الصمت مرت علي حنين عالصاعقة !! هي اخبرت ليث انه خائن ويركض خلف البنات وزوجته متوفاه ابتلعت ريقها تشعر بالذنب ثم نظرت لفارس قائلة بنبرة حزينة ( يعني مراته ميتة ؟) ( مرااته .. مراتت مين ؟) قوص فارس حاجبيه ورفع طرف شفتيه باستغراب فقالت هي بحيرة ( مرات ليث صاحبك انت مش بتقول امها ميتة ) هز رأسه عدة مرات بنفي ثم قال ( حنين فوقي معايا الله يكرمك .. ماريا دي بنت اخو ليث .. وامها وابوها ماتو في حادثة من ست سنين كانت ماريا عندها سنتين والي رباها ليث ) ابتلعت غصتها وهي تقول بحزن ( ياحبيبة قلبي .. ربنا يرحمهم يارب ) تنهد فارس ثم قال ( يارب .. المهم اخليه يجبهالك عالمشتل النهاردة ولا اي ؟) صمتت قليلا تفكر كيف ستواجه ليث بعدما علمت الحقيقة من أخاها الآن .. ولكن لحظة حتي ولو ذلك ليس له الحق في ان يتغزل بها ! قالتها حنين في سرها وهي تهز رأسها مؤكدة علي ماقالته في بالها وعلي كلام فارس ... فأبتسم فارس قائلا ( تمام .. يلا انا ماشي ) ودعته وانتهت من تبديل ملابسها وذهبت هي الأخري للمشتل تنتظر قدومهم ......................... ....................................................................................................................................................................................................................................





    
كان مشحونا بالغضب والضيق بسبب ما عرفه عن  اخته بالأمس ... قرر من غضبه ان يعيدها لزوجها ولكنها ترفض ان تعود .. هل اكتشفت حقيقته متأخرة ؟ ولماذا لم تسمع كلام أخاها في البداية ؟؟ ها هي الان تُعاقب علي خطأها بعدم الاقتناع ان ادهم ليس شابا جيداً ...
خرج من غرفته متوجها للاسفل وقد شرد عقله بفرح... هل سيذهب إليها اليوم ؟ ولكن بأي حق سيذهب تمتم بصوت منخفض وهو يكز علي اسنانه ( دا شغلي هو انا يعني كنت اتهمتها بدون سبب ) زفر بضيق ورأي والدته تجلس علي الأريكة وهي شاردة .. تنهد بعمق واقترب يقبل مقدمة رأسها قائلا ( صباح الخير ياحبيبتي ) نظرت اليه بابتسامة دافئة ( صباح النور ) ثم قالت وهي تجلسه جوارها ( اقعد عايزة اتكلم معاك شوية ) زفر بحنق يعلم جيداً انها ستتحدث معه حول موضوع اخته فقال ( ماما انا مش عايز اتكلم في موضوع قمر تاني الي عندي قولته ) فقالت والدته بصوت غاضب ( انا بنتي مش هترجع غصب عنها لواحد زي الحيوان دا ؟) رفع حاجبيه باستنكار ممزوج بسخرية ( وهي كانت اتجوزته غصب عنه .. مهي اتجوزته عرفي من ورانا كلنا ) زفرت والدته قائلة ( يابني دي اختك وهي غلطت وكلنا بنغلط وهي دلوقتي ندمت علي الي عملته عشان كدا هي عايزانا نساعدها عشان خاطري روح خليه يطلقها ) نظر امامه في اللاشيء قائلا ( ربنا يسهل .. انا رايح الشغل وفرح مش هتيجي النهاردة كمان ) قالت والدته بتساؤل ( هي مجتش بقالها تلت ايام ليه .. في حاجة يابني ولا هي تعبانة ) تنحنح بهدوء وهز رأسه قائلا ( لا لا .. والدتها تعبانة شوية بس هتبقي كويسة وهي هترجع ) همهمت بتفهم وهي تهز رأسها ( ماشي يابني لو احتاجت اي حاجة قولنا .. فرح بنت كويسة وتستاهل كل خير ) تنهد ثم قام من مكانه قائلا ( ماشي انا همشي عشان عندي شغل ) ثم اولاها ظهره مغادرا وهي صعدت لغرفة قمر تجلس معها ....................................... .......................................................................................................................................................................................................................................

+



- علي ونور -
( اخبارك شغلك اي؟) ابتسم علي وهو يقف علي باب المطبخ يستند علي الحائط ويتابعها وهي تعد الطعام .. ابتسمت وهي تهز رأسه لاعل واسفل ( حلو خالص ) همهم وهز رأسه قائلا ( اممم ماشي كويس ربنا يوفقك ) ثم لف رأسه ينظر لوالدتها وهي تجلس خلفهم تنقي الأرز قائلا ( يامم نوور .. عايز افتح معاكي موضوع مهم ؟) نظرت إليه وهي تعدل من وضعية النظارات علي عينيها ثم نظرت مرة أخرى للارز وهي تضيق عينيها لتري الحصى من الارز وتخرجه قائلة ( اي يابني قول ) نظر لـ نور ثم لها وهو يقول ( بصراحة بقا انا عايز اطلب ايد نور بنتك ونخلي الموضوع رسمي .. انتي عارفة اننا بنحب لبعض ومن زمان وانتي عارفة اننا لبعض وانا كل حاجة جاهزة ليه نستني ؟) نظرت والدتها له مرة اخري وهي تبتسم بحنو ثم نظرت لابنتها حمراء الوجه من الخجل قائلة ( هو انا هلاقي احسن منك لنور بنتي يا علي ) ابتسم علي ابتسامة واسعة ثم نظر لمعشوقته قائلا ( وانتي اي رأيك يا نور ؟) تنحنحت بخجل قائلة ( الي ماما تقوله !) ثم اولته ظهرها وظهر علي وجهها الإبتسامة الواسعة الخجل فقال وهو يصفق بسعادة ( يبقا علي بركةة الله زغرطيلنا زغروطة يام نوور ) فزغرطت تلك السيدة بصدر منشرح بينما العشاق يبتسمون بسعادة غير مدركين ماهو المصير القادم ............................................. ..............................................................................................................................................................................................................................................................................................



رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل التاسع 9 بقلم امينة محمد



                 
رواية - فتاة ذوبتني عشقا - 
الجزء التاسع ..❤ 





                    
- سليم وفرح - 
صدمة تلو الأخري تسقط فوق رأسها عند قوله ( انا عارف ان كان المفروض والدتي تيجي معايا بس انا قولت يعني اجي افاتحكم في الموضوع والمرة الجاية والدتي تيجي ) ماذا ماذا ماذا ؟؟ أيطلب يديها حقا .. هو يريد ان يتزوجها ؟ كيف ومتي ؟ ولماذا يريد ؟ لم يكن في الحسبان يوماً ان يأتي سليم ويطلب يديها .. بل لم يكن بالحسبان ان تتزوج هي ؟! كانت تريد ان تعيش مع والدتها واخوتها خوفا عليهم من صدمات تلك الدنيا .. صدمات الدنيا التي تعيشها فرح الآن .. شعرت بدوار يقتحم رأسها بألم قوي .. خرج منها صوت أنين وهي تستمع لصوت والدتها المتلبك ( يابني هو انا هلاقي زيك لفرح بنتي .. بس يعني مش عارفة والله اقولك اي ؟) لم تشعر بعدها سوى بارتطام رأسها بالأرض وذهبت بعدها في سبات عميق .. 
فُزع المتواجدين وجرى سليم لها يجلس جوارها وهو يطرق علي خدها ( فررح .. فرحح ) اتت والدتها هي الأخري بسرعة البرق وجلست جوارها والقلق ينهش بقلبها فقالت بصوت قلق ( يافرح يابنتي اصحي ) اتى كريم بكأس ماء فأخذه منه سليم وبدأ يرش علي وجهها بعض قطرات الماء .. ولكنها لم تفق فقالت والدتها بخوف وقلق شديد ( يابني هي مش راضية تصحى ليه ؟) اخرج هاتفه من جيبه وهو يقول بقلق ( هتصل عالدكتور دلوقتي ) ثم تحدث مع فارس وارسل اليه العنوان وانحني لفرح مرة اخرى يحملها للغرفة ثم وضعها علي الفراش وهو ينظر لها بنظرات قلقة .. وجهها الشاحب وعينيها الدابلتين .. كل ذلك بسببه .. بسبب ما فعله بها .. زفر بضيق ونظر لوالدتها التي تجلس جوارها وتمسك يديها بقلق .. ولاختها واخاها القلقيين علي اختهم الكبرى .. تتابع خطوات " حـور " له وهي تنظر لفرح بقلق ثم نظرت له قائلة ببراءة ممزوجة بقلق ( انكـل سليم .. هي فرح هتبقي كويسة صح ؟) ابتسم بحنو ثم انحني يجذبها لجانبه يلف يديه حول كتفها قائلا ( اه ياحبيبتي هي كويسة .. هي بس تعبانة شوية والدكتور هيجي دلوقتي يقولنا مالها .. متخافيش ماشي ) تطلعت له قليلاً ثم لفرح وتنهدت بهدوء .. 
وما هي إلا دقائق اخرى حتى وصل فارس وبدأ بفحص فرح ... وعندما انتهى نظر لـ سليم ثم لوالدتها ( هتعوز يتعلقلها محلول يفوقها .. وهي ممكن يكون حصلها كدا عشان مكلتش كويس وباين حالتها النفسية مش كويسة فعشان كدا ضغطها نزل !) ابتلع سليم غصته بشعور الذنب قائلا ( طب يعني هتبقى كويسة بعد كدا ) هز فارس رأسه قائلا ( اه يابني هتبقى كويسة .. بس تاكل كويس وهكتبلها دوا تاخده ) ثم خرج من سليم خارج الغرفة وكتب له الدواء وقال بهدوء ( نبقى نتكلم بعدين يا سليم .. في مواضيع كتير عايز نتكلم فيها ماشي ؟!) هز رأسه قائلا ( ماشي هبقي اتصل بيك ونتقابل ) ثم ودعه واخذ فارس اغراضه وغادر المكان .........
بينما سليم دلف مرة اخرى ونظر لفرح قليلاً .. نظرات تحمل شعور الذنب .. نظرات حزينة .. ومحببة لقلبه .. تلك القابعة في الفراش .. يود ان يخبئها بعيداً عن انظار كل هؤلاء اللذين يجرحونها .. وبالذات هو .. يريد ان يخبئها من نفسه .. اخذ نفسا عميقا ونظر لوالدتها ( انا هنزل اشتري الدوا بتاعها .. وهو المحلول هيفضل زي ساعة ونص كدا هفضل لحد ما يخلص وتفوق وهبقى امشي ) قامت والدتها وقفت امامه وهي تربت علي كتفه قائلة ( تسلم يابني .. والله ماعارفة من غيرك كان حصلنا اي .. ربنا يحفظك يارب ويحرسك ) ابتسم لها بامتئنان لدعاويها له قائلا ( كله في ايد ربنا .. مش هتأخر عليكم ) ثم اولاها ظهره وغادر لجلب الدواء لتلك المسكينة النائمة في الفراش بلا حول او قوة .. لا تعرف ماهو المصير القادم ولا تعرف ماذا سيحل بهم هي تاركة كل الأمر الآن علي ربها ............................................................. .....................................................................................
ليث وحنين 
** ( ايوه يا ليث .. انا راجع عالبيت اهو حصلني انت وماريا مع حنين في البيت اصلا ) اتاه صوت ليث من الهاتف قائلا ( ماشي خلال ربع ساعة بإذن الله وهكون قدام بيتك .. يلا سلام ) اغلقا الخط بينما عاد فارس للمنزل ليرى اخته جالسة علي الأريكة وتتحدث مع احدهم في الهاتف وعندما رأته قامت باتجاهه قائلة ( ايوه يا ماما فارس لسه واصل اهو .. ماشي خديه معاكي ) ثم ناولته الهاتف ليبتسم هو بحنو ( السلام عليكم .. ازيك ياست الكل ) ثم خرج للشرفة بينما حنين تتبعته بابتسامة خافتة وذهبت لغرفتها تجلس علي الفراش بجانب " ماريا النائمة " ابتسمت بحنو وهي تمسد يديها علي شعر ماريا تتذكر يومها معها وطفولتها المفرطة ولهوها .. حزنت كثيرا علي حال تلك الصغيرة فاقدة الام والاب .. وللحظه اتى في بالها ليث .. الشاب الوسيم .. "المهزأ" اخفضت وجهها مبتسمة عند ذلك اللقب الذي تلقبه اياه .. ثم تطلعت مرة اخرى لماريا وكأنها تستنتج حب ليث لابنة اخيه وعنايته بها .. وكأنها ابنته تماما .. حتي انها تناديه بـ " بابا " استيقظت من شرودها علي صوت جرس المنزل .. فقامت من مكانها متوجه للباب تفتحه .. لتجده امامها بوجه متعب مرهق .. وعينين دابلتين وكأنه كان يجاهد اليوم في عمله .. وضع يديه حول رقبته بتعب قائلا بصوت هادئ ( مساء الخير !) تنحنحت وهي تبتعد له ليدلف وهي ترد بصوت منخفض هادئ ( مساء النور ) نظر حوله في المنزل ثم نظر بقلق لـ حنين قائلا ( ماريا فين ؟؟) استشعرت قلقه لعدم تواجد ماريا في المكان فقالت وهي ترفع يديها له تهدأ من روعه ( اهدأ اهدأ .. هي نايمة من كتر اللعب تعبت ونامت ) اخذ نفسا عميقا وهز رأسه بامتئنان وشكر ( متشكر اوي يا انسة حنين علي الي عملتيه معايا النهاردة بجد ) قوصت حاجبيها وضيقت عينيها باستنكار " ماذااا ؟" هل يقول لي انسة حنين ويتحدث باحترام .. فأبتسمت بعد ذلك ابتسامة واسعة صفراء قائلة ( مافيش شكر علي واجب ... ) لم تكمل كلامها بسبب قدوم اخاها من الشرفة عند رؤية ليث مبتسماً ( شكلك تعبان اوي يصاحبي ) اغمض ليث عينيه بتعب ثم فتحهما وهو يقول ( اوي اوي يعني انا من الصبح واقف علي رجلي والله ) تأوه فارس قائلا ( اوتش .. ياعيني ياحبيبي) ثم قهقه بينما ليث تتطلع إليه بسخرية وهو يلوي فمه .. اتت عينيه علي حنين وهو ينظر إليها من طرف عينيه من أعلي لاسفل وهي تلاحظ مايفعله لتضيق عينيها كفعلتها الدائمة قائلة ببالها " قال مؤدب قال بقى مهزأ في ثانية " بادلته تلك النظرة ببرود قبل ان يقول ( ماريا نايمة فين عشان اخدها ومنتأخرش !) نظرا كلا من فارس وليث لحنين منتظرين الجواب فقالت بهدوء ( في اوضتي ) فذهب فارس ولحق به ليث المشاكس وهو ينظر لها غامزا اياها .. بينما هي دبت قدميها في الارض ذاهبة خلفهم لتلك الغرفة .. 
جلس ليث بجانب ماريا مبتسماً بحنو واقترب يقبل مقدمة رأسها .. انحنى ليحملها فاستيقظت الصغيرة وهي تنظر إليه بنعاس قائلة ( بابـي ) حملها بين احضانه قائلا بنبرة منخفضة ( عيون بابي ) لفت الصغيرة يديها حول رقبته واكملت نومها بينما اقترب فارس منها يقبل رأسها بحنان .. وحنين تتابعهم بنظرات حنونة مثلها .. نظرات عاطفية لذلك المشهد .. ابتسمت إبتسامة امتئنان لليث ومايفعله مع تلك الصغيرة ... تخطاها ليث بعد ان ابتسم بها بحب وكانت ابتسامة صغيرة وخافتة .... وذهب معه فارس يودعه ........................................................... ......................................................................................................................................
- تيم وطيف -
** عدا مساءاً لبيته .. بينما هي دلفت لغرفتهم تبدل ملابسها لملابس مريحة وغادرت تلك الغرفة تعلم مجرى قدميها لغرفة مكتبه .. عزمت ان تتحدث معه اليوم قبل ان تخرج نتائج فحوصها .. دلفت لغرفة المكتب وجلست علي الكرسي امامه .. اغمضت عينيها ثم فتحتهما بقوة وعزيمة ( انا عايز نتكلم في موضوع مهم جداً ) نظر ليديها التي تسندها علي المكتب وتفرك بهما فيما يدل علي قلقها .. فرفع رأسه عن حاسوبه ينظر اليها بخشونة ثم مد يديه يخرج سيكارا من جيبه ويشعله وبعد ان اخذ نفسه الاول منه قال بهدوء ( اتكلمي يا طـيف ) ضغط علي اسمها ليلعب علي وتيرة اعصابها وذلك ما يحبه .... فتنحنحت هي وظلت علي تلك الملامح القوية والتي تمثل بأنها قوية بعد ان كادت فقدان تلك الملامح لتتحول للخوف .. ولكن ها هي قوية ولديها عزيمة فقالت بصوت ملئ بالثقة ولكن لم يخلو منه التوتر ( خلينا نشوف اخرة الهباب إلي إحنا فيه دا ايه .. عشان انا تعبت .. يا كل واحد يشوف طريقه يا نشوف حل للاي احنا فيه ونعيش صح وزي الناس .. يعني نتجوز ونعيش زي اي اتنين متجوزين !) كان ينظر إليها وهو يدخن ويخرج ذلك الدخان بتسلاية لكلامها الذي لم يهز منه شعره سوى انها تتأمر عليه وهذا كل ما يكره تيم .. حاول التحكم بنفسه قائلا ( انتي شكلك جرالك حاجة في عقلك و لا إيه .. اكيد منمتيش كويس قومي نامي .. ولا تقومي تيجي في حضني احسن ) شهقت بعنف لوقاحته معها فقامت من مكانها سريعاً وهي تبتلع غصتها .. ففي كل مرة تنقلب الطاولة عليها .. وها هي مرة اخرى تُقلب عليها بلا شك .. بينما هو أطفأ السيجارة وقام متوجها لها بهدوء الاسد الذي لتو سينقض علي فريسته .. بينما هي كـ رد فعل طبيعي للفريسة تود الهرب ولكنها فشلت بسبب انقضاضه عليها وامساكه لها جاذبا اياها له .. فطرقت رأسها في صدره وتأوهت بألم .. ثم رفعت رأسها تنظر له بخوف وهي تبتلع غصتها قائلة ( فـ..في ايـ يه ) رفع كلتا حاجبيه باستنكار وبراءة قائلا ( مالك مش انتي عايزانا نتجوز ونعيش زي الناس .. احنا متجوزين بس الفرق ان دا متكتبش علي ورق .. عايزة ورقتين نشخبط عليهم بتوقعينا اننا اتجوزنا .. ياشيخة قولي انك عايزة توقعي هجيب ورقتين توقعي فيهم زي مانتي عايزة ) رفعت عينيها تنظر له بألم لسخريته بها وبحديثها فتحولت ملامحه من سخرية لملامح حادة غاضبة .. مخيفة تماماً .. واقترب بوجهه منها قائلا بصوت كـ فحيح الافعي ( شغل التأمر الي مش عارف جبتي جراءة منين عشان تعمليه عليا .. ميتعملش تاني يابت فاهمة ولا مش فاهمة !) هزت رأسها سريعاً موافقة علي كلامه فربت علي خديها كطفل بينما اليد الاخرى تعتصر خصرها بقوة من حدته .. ليقول بعدها بابتسامة حنونة مزيفة ( شطورة يا طيفـي ) ثم تركها بدفعة صغيرة فوضعت يديها علي قلبها بألم وعينيها تذرف الدموع ثم استندت علي الكرسي خلفها بينما هو ينظر إليها بغضب ممزوج ببعض السخرية وهو يلعن تحت انفاسه .. كانت تكتم صوت بكاءها أمامه .. وعندما التفتت لتغادر كان الدوار هو الأسرع فبدلا من الذهاب ارتمت أرضا بلا حول او قوة وهو يتابعها بصدمة مهرولا إليها يحاول افاقتها مناديا باسمها علها تستجيب ( طييييف !؟) .................................................... .............................................................................................................................................................




                
- سليم وفرح -





**عاد مرة اخرى لمنزلها .. وظل جالساً جوارها حتى لمح ملامحها بدأت تنكمش .. فعلم انها تفيق الآن فأقترب منها يمسك يديها التي بها السيروم حتي لا تحركها .. ثم نظر لوجهها مرة اخرى يتأمل تغير ملامح وجهها .. يتأمل كيف ستفيق .. داخله يبتسم وعينيه تلمع ولكن شفتيه لا شعور ولا وصف لها .. فقط في حالهما الطبيعي .. فتحت عينيها فكان مصيرها لقاء عينيه اول شئ .. جفلت عدة مرات تستوعب وجوده .. تستوعب ماذا حدث ولماذا هي نائمة هكذا وهو يجلس جوارها وممسك بيديها .. ظهر علي وجهها ملامح التساؤل فقال هو بنبرة هادئة ( اغمى عليكي وانا بتقدملك .. يعني مش عارف اقولك اي .. بس هايل جدا يافرح ) ضيقت حاجبيها عابسة لا تعلم ماذا يقول فقال بنبرة ساخرة ( مدمرة اللذات ) ثم انحنى يهمس بنبرة خبيثة ( بس لينا معاد تاني نتقابل ونتكلم ) ابتعد عنها قائلا بنبرة عالية متقصدا اخجالها ( يا ام فرح .. فرح صحيت وبتنادي عليكي ) ثم ترك يديها وقام من جوارها بينما هي تتابعه بنظرات نارية لو خرجت من عينيها لاشعلته مكانه .. دلفت والدتها إليها مهرولة وجلست جوارها قائلة بلهفة ( حبيبة قلب امك .. وقعتي ولا حدش سمى عليكي يابنتي .. انتي كويسة !) ابتسمت فرح لحنان والدتها وامسكت يديها قائلة بحنو ( كويسة ياماما ، ربنا ما يحرمني منك ابدا ) ابتسم لهما سليم قائلا بنحنحة ( طيب ادي المحلول خلص والست فرح صحيت .. يادوب انا امشي بقا ) اقترب من يديها يمسكها وهو يخرج من يديها الإبرة ناظراً باتجاه عينيها بنظرات مشاكسة لتقول والدتها ( كتر خيرك يابني والله تعبناك معانا النهاردة !) هز رأسه بنفي واقترب يقبل رأس والدة فرح " سارة " ثم قال ( انتو عيلتي التانية يا أم فرح .. وزي ما قولتلكم برا .. وانا هستنى منكم رد ومنتظر علي احر من الجمر !) نظر بطرف عينيه لفرح ثم ودع السيدة سارة والقى تحية بسيطة على فرح وخرج وتودعه السيدة سارة .. بينما فرح عندما رأته يخرج من الغرفة اخرجت لسانها له وهي تزفر بضيق .......





- تيم -
** جلس امام الطبيب ينظر له بقلق .. القلق الذي ينهش قلبه عليها .. منذ تلك اللحظة التي وقعت امامه دون حركة ودون حول او قوة ... اخرج الطبيب الاشاعات الخاصة بها والفحوصات قائلا ( استاذ تيم .. المدام بتعاني من ذبحة صدرية .. وغالباً ما بتكون وراثية او بسبب عوامل تانية اتأثرت بيها في الحياة ) كانت ملامح تتحول بحزن و أسى علي حال تلك المسكينة التي عانت وها هي تعاني بسببه .. لم تعش يوماً براحة في حياتها بطولها وعرضها .. اكمل الطبيب موضحاً لتيم ( مستر تيم اتمنى ميكنش في زعل كبير يأثر عليها عشان مندخلش في حاجات احنا مش قدها .. تاكل كويس وتشرب مايه كتير .. ياريت نفسيتها تبقى كويسة جدا جدا .. مثلا لو هي بتدخن ياريت تبطل وتقلل من النشاط الجسدي والتوتر .. وكمان حاجة ودي مهمة جدا المشروبات الكحولية .. تبعد عنها خالص والاكل السمن ) ثم بدأ بوصف الذبحة التي تعاني منها طيف .. وانها مستقرة مازالت في بدايتها .. يمكن ان تخمد بالراحة وعندما التأثير القوي علي النفسية .. ابعد تيم بصره عن الطبيب يفكر  ويفكر فكل ماحدث الآن له نسبة 80٪ بسببه .. نظر مرة اخرى للطبيب وقال بنبرة لعله يجد امل ( مافيش علاج ؟) اومىء الطبيب برأسه وكتب اللازم لها في ورقة واعطاها لتيم وعند تلك النقطة دلف ممرض معه تقارير فأمسكها الطبيب منه قائلا ( دي تكملة الإشاعات والفحوصات الباقية بتاعت المدام ) فتحها الطبيب وبدأ بقراءتها قائلا ( بعيداً عن الأخبار السيئة الي انا كلمتك فيها .. في خبر كويس اوي هيفرحكم .. المدام حامل ...) توقف قلبه عن النبض .. توقفت انفاسه عن الخروج .. تحول وجه للون الاصفر .. شفتيه منفرجتين مصدومين وعينيه مفتوحين علي وسعهما لما سمعه الآن .. للحظات ظل علي تلك الحالة وافاق عند قول الدكتور ( انا دلوقتي هضطر اشيل بعض الادوية الي كتبتها فيها خطورة عالحمل .. ونكتب غيرهم .. ولازم لازم تاخدها لدكتور نسا وتوليد عشان يوصفلكم اكتر ويعرفكم اكتر عن وضع الجنين عندها .. وانا احب اطمنك يامستر تيم .. مافيش اي خطورة علي المدام الا لو التزمت بالقوانين الي هكتبها ) ثم بدأ بكتابة ما يطلبه من تيم لأجل طيـفه .. بينما تيم شارد في عالم اخر غير واعي .. نعم لقد اخبرها ان تلتزم بدواء منع الحمل .. كي لا تحمل منه ولكن شاء القدر ان تحمل الآن في احشائها طفله .. منه ومنها .. اخذ من الطبيب الأوراق والتقارير متوجهها للغرفة التي تقبع بها .. دلف وجلس جوارها وهو يتأمل وجهها النائم .. ملامح الحزن عليه دائمة .. ملامح الكسرة والضياع ... تلك الأحاسيس التي تشعر بها وهو يعلمها جيداً ولكن يتخطاها .. قرب يديه من يديها يمسكها بـ حنان ثم انحنى لموضع يديها يقبلها برقة ................

+




رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل العاشر 10 بقلم امينة محمد



                                   
❤🌚 





                    
رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
الجزء العاشر ..♥





                    
- سليم وفرح - 
** تنهدت ونظرت ليديه التي تحتوي يديها ثم رفعت بصرها له فتحول نظرها منه لوراءه تتطلع بصدمة للشخص الذي خلفه وهي تهمس بصدمة ( احـ ـمد ) ... قوص سليم حاجبيه وهو ينظر إليها ببلاهه من ذاك أحمد التي تهمس بإسمه .. التفت برأسه حيثما تنظر فوجد بعض الشباب الجالسين علي الطاولة التي خلفهم والمقابلين لفرح شابين يجلسان بجانب بعضهما .. خطر بباله " تُرى من منهما أحمد ؟" عاود النظر لها مرة اخرى وهو يهز يديها ليفيقها من تلك الصدمة التي وقعت بها .. نظرت له بفزع وهي ترمش عدة مرات بعينيها .. فـ إزداد استغرابه لتصرفها ثم قال بنبرة متسائلة ( مين أحمد دا ؟ ) صمت ثم عاود التساؤل بنبرة قلقة ( مالك وشك قلب اصفر كدا ليه ؟ انتي كويسة يافرح ) هزت رأسها بنفي ثم قالت بنبرة متعجلة ( لازم نمشي حالا من المكان دا .. أرجوك قوم خلينا نمشي ) امسك يديها كتثبيت مكانها حتي لا تتحرك ( مافيش روحة .. انتي هبلة يابنتي انتي قاعدة مع ظابط ) ثم اكمل بنبرة خشنة حادة ( فررح .. انتي مخبية عني اي ؟!) حاولت ان تبعد نظرها عن ذلك المدعو أحمد الذي لم ينتبه لوجودها بعض وهذا اكثر ما يريحها .. ثم قالت بنبرة خافتة لسليم وصوت منخفض متلبك ( انا مش عاوزاه يشوفني هتبقى مصيبة كبيرة ) صمت قليلاً وهو ينظر لها ببعض من التصديق ثم قام من مكانه ممسكا يديها مغادرين المكان وهي التفتت لتنظر اخر نظرة قبل الذهاب لاحمد لتجده ينظر لها بهدوء فأبعدت عينيها سريعاً لامامها بخـوف 
وصلا لسيارته واجلسها بها وركب هو الآخر ثم نظر لها  قائلا بحدة ( ممكن افهم في اي ؟) تنحنحت بخجل قائلة بصوت منخفض ( الي كان جوا دا يبقى ابن عمي .. ابن عمي الي رماني انا واهلي في الشارع .. اشترك في الجريمة دي هو واهله !) ظل يتطلع إليها بحدة ممزوجة بهدوء .... اخذ نفسا ثم قال بتساؤل خشن ( وانتي خايفة تقابليه ليه ؟) نظرت امامها بشرود ثم له قائلة بنفي ( مافيش .. ملوش داعي انا بكرههم كلهم ) ضيق عينيه قائلا بنبرة تحذيرية ( بس كدا ولا في حاجة تانية يا فرح ؟) اكتفت بهز رأسها بنفي وابعدت نظرها عنه للجهه الاخرى وهي شاردة في تلك الذكريات التي تعتبرها سجن بالنسبة لها وهي مسجونة بها .. وتنتظر الإفراج علي احر من الجمر ولكنه لا يأتي .... بينما هو ظل ينظر إليها دون تحدث وكأنه يحاول ان يقرأ ملامحها فيعرف بماذا تفكر ولكنه فشل .. مد يديه يمسك يديها بين يده الدافئة قائلا ( فرح .. انا عايزك تنسي الماضي دا كله .. وابدأي حياة جديدة يافرح معايا .. خلينا نبدأ حياة جديدة !) لمعت عينيها بحزن وهي تنظر له ثم قالت بنبرة مختنقة ( انا مقدرش ابدأ معاك حياة جديدة وانا عندي ماضي المفروض تعرفه كله عشان لو حصل حاجة قدام متتصدمش !) أجابها بدفئ ( احكيلي يا فرح وانا هسمعك وهكون جنبك صدقيني ) ظلا يتبادلا النظرات للحظات بينما هي ابعدت نظرها عنه تنظر للخارج بصمت وشرود 
.................................................................................................................................................................................


                
- تيم وطيف - 





** رفعت بصرها تنظر له بصدمة .. أيطلب زواجها الآن .. للحظات ابتعدت بجسدها عنه وهي تنظر له بتساؤل .. كان تطلب منه الزواج ورفض ! والان ها هو يطلب .... من اجل من ؟ ابنه ؟ بينما هو قوص حاجبيه يحاول ان يقرأ تلك الصدمة البادية علي وجهها ليقول بخفوت ( في إيه ياطيف ؟) ظلت كما هي صامتة لتقول بعد نفس عميق بصوت حاد ( انا مش عايزة اتجوزك !) ضيق عينيه بإستغراب ثم بدا علي وجهه علامات الحدة ( يعني اي مش عايزة تتجوزيني .... مش انتي كنتي عايزة كدا من الاول ولا اي ؟) قامت من جواره وهي تقول بكل برود ( كُنت .. دلوقتي مش عايزة .. وان كان تغيرك تجاهي عشان ابنك الي في بطني .. فـ ألبس بقا انا هعمل الي انا عايزاه برضو عشان ابني ) نظر لها بصدمة وهو يقوم من مكانه متوجها ناحيتها .. هل هي تتمرد وتهدده بطفله ؟ هل هي الآن اصبحت القطة المتوحشة ؟ بدت علي ملامحه علامات الغضب ثم قال بحدة وصراخ ( فوقي كدا وركزي كويس انتي بتكلمي مين .. مش انا اللي يتقالي كدا يا روح امك فاهمة ؟) ابتلعت غصتها وها هي من تعلن الحرب وهو من سيفوز ولكنها تغلبت علي ذلك الخوف قائلة بحدة ( لا انا عارفة كويس انا بقول اي .. ولوو .. لو سمحت متقربش كدا ) اقترب اكثر وهو يقول بسخرية ( مقربش ليه ، الله مانتي علطول بتبقي متمردغة في حضني اشمعنا دلوقتي ؟) ابتلعت ريقها بازدراء وخوف ( مهو .. مهو كانن غصبب عنيي ) ارتفعت نبرة صوتها في اخر حديثها ليقترب اكثر محاصرا اياها علي الحائط قائلا بنبرة تحذيرية ( لحد هنا وكفاية يا طيف .. انا قولتلك كل الي عندي هنتجوز وان شاء الله عنك ما وافقتي .. انا بس هادي عشان مش عايزك تتعصبي عشانك قبل ما يكون عشان البيبي ) نظرت له قليلا ثم قالت بانفعال ( بنقول تور بيقولوا احلبوه ) امسكها من كتفها بحدة قائلا ( هو مين الي تور يا طـيـف ؟) رفرفت برموشها قليلا وهي تنظر داخل عينيه وكأنها تخبره بطريقة غير مباشرة انه هو الثور .. ولكن الآن الحرب ستنتهي وهي من ستخسرها .. رغم انها بدأتها بروح عالية .. اقترب منها اكثر بشكله المخيف ووضع يده خلف شعرها ممسكا اياه ولكن دون شده قائلا بحدة مخيفة ( خلينا ماشيين سوا كويس يا طيف .. هنتجوز وهعملك كل الي انتي عايزاه انتي تعبانة دلوقتي وتحت ضغط وانا هتخطى الي قولتيه لحد ما تبقي في وعيك كدا .. ماشي ) جذب شعرها برفق محذرا اياها فهزت رأسها بضعف وعينيها مدمعتين قائلة ( حـ.حاضر ) تركها وخرج من الغرفة يينما هي جلست قليلا تستوعب ما يحدث معها منذ الأمس .. فهي كانت بالامس تعرض عليه الزواج والآن هو .. من اجل ابنه .. ذهب تفكيرها انها عندما تلده سيرميها في الشوارع وسيأخذ منها ابنها وكل ما اعطاها .. فرت دمعة من عينيها بعد هذا التفكير الذي يقتُلها من الداخل ...
.................................................................................................................................................................................





** كانت في شركتها تؤدي عملها .. والإبتسامة تعلو وجهها بنفس راضية وسعيدة .. فهي اليوم ستُخطب لحب حياتها .. اتتها سكرتيرة المدير قائلة بهدوء ( نـور المدير عايزك بالتصاميم الجديدة بسرعة ) جمعت التصاميم وقالت بنبرة سريعة ( حاضر انا رايحة اهو ) أمسكت التصميم جيداً ووضعتهم في الملف وضمته لصدرها ثم ذهبت لمكتبه ودلفت وعلي وجهها إبتسامة خافتة وقالت ( مساء الخير ) رفع بصره ينظر إليها واراح ظهره قليلا علي الكرسي قائلا بابتسامة هادئة ( مساء النور ، تعالي يا نور اقعدي ) جلست علي الكرسي ومدت له التصاميم فأخذها وهو يتفحصها .. استغلت تلك اللحظة لتبدأ لتبادر بالحديث قائلة ( مسـتر تامر .. هو انا ممكن امشي النهاردة بدري شوية ) رفع بصره ونظر لها ثم وجه نظره للملف مرة اخرى قائلا ( اي العذر ؟) ابتسمت بحماس ثم قالت ( اصل النهاردة خطوبتي !) رفع بصره وملامح وجهه تحولت لصدمة نوعا ما ... او لنقول انها تحولت للاندهاش .. فقال بتساؤل هادئ ( هتتخطبي ؟) هزت رأسها اه والإبتسامة لا تفارق وجهها ثم قالت ( هتخطب من حب حياتي .. يعني هنعمل حاجة صغيرة كدا والفرح بإذن الله هيبقى كبير وهعزم حضرتك ) تكلمت بعفوية بينما هو يتابع ملامح وجهها وطريقتها بالتحدث ليقول بخفوت ( الف مبروك يا نـور .... اتبستطلك ) فجاوبته هي بخفة ( الله يبارك فيك وعقبال حضرتك ...) مد لها الملفات واكتفى بالايماء لها .. بينما هي اخذت الملف وقامت ( عن اذن حضرتك ) قال لها وهو يريح ظهره مرة اخرى ببرود ( ابقي امشي علي الساعة تلاته كدا ) اومئت قائلة ( متشكرة اوي ) ثم غادرت المكتب بينما هو ظل يتتبعها بعينيه وهي مغادرة حتي اختفت تماماً من امامه .. ها هي ستخطب .. تلك التي سرقت نظره وقلبه وروحه منذ اول نظرة رأها بها بالمكتب ... ولكن هي تقول انها ستتزوج من حب حياتها ... إذن هي تحبه منذ زمن ...... زفر بضيق ثم نادى سكرتيرته قائلا بحدة ( هاتيلي الcv بتاع الموظفة نور ) ( حاضر يابيه ) ثم خرجت من المكتب وبعدها بقليل اتت بما طلبه فأشار لها بالخروج من المكان واخذ الملف يقرأ اكثر عنها .. ثم اخذ التفت للاب توب خاصته وكتب اسمها في " الفيسبوك " وجد صورتها فدلف لصفحتها .. قلب بها ووقف عند صورة لها ولشاب .. ويوجد فوق الصورة قلب احمر .. يبدو انه حب حياتها .. وجد حسابه هو الاخر واخذ به لفه .. ثم تمتم بهدوء ( الظابط عـلي !) اغلق الاب توب وقرأ عنوانها من الملف ثم اراح ظهره وهو يفكر ...............................................................................................................................................................................................
- سليم وفرح - 
** اوصلها امام البناية التي تسكن بها واخذ من الكرسي الخلفي للسيارة هاتف محمول جديد وفوقه خط .. ثم اعطاها اياها قائلا ( انتي اكيد محتاجة موبايل عشان لو حصل معاكي اي حاجة ، خليه معاكي .. وانا هستني ردك علي كلامنا بكرا .. مش هضغط عليكي خالص .. ورقمي متسجل عالفون ) نظرت للهاتف ثم له وقالت بنفي ( لا انا مقدرش اخد منك حاجة زي دي .. دا اكيد غالي وكلفك .. بجد مقدرش .. انا اسفة مش هقدر ) اجابها بنبرة سريعة ( بقيتي بتتكلمي كتير يافرح ... خدي الفون وانتي ساكتة ) ترددت قليلا ثم اخذت منه الهاتف وهي تقول بخفوت ( ماشي شكراً اوي يا سليم بيه ... انا هطلع بقا .. عن اذنك ) ثم ترجلت من السيارة تحت نظراته الهادئة ودلفت للبناية 
.........................................................................................................
** وصل سليم للمنزل ووجد فارس وقمر ووالدته يجلسون .. ابتسم بخفوت لفارس و سلم عليه ثم نظر نظرة خاطفة حادة لقمر دون مخاطبتها وسلم أيضاً علي والدته جلس بجانب والدته ونظر لفارس بابتسامته الخافتة فبادر فارس بالحديث قائلا ( سليم انا عرفت الي حصل مع قمر .. وانا قابلت الواد الي هي متجوزاه دا امبارح .. هو واد بجح وو ... ) لم يكمل بسبب مقاطعة سليم له بخشونة ( وبتاع مخدرات ومشيه مش مظبوط ووسخ كمان .. وانا قولت كدا للست قمر بس هي مسمعتش كلامي رغم انها عارفة اني مش هكذب عليها او ابعدها عن الي بتحبه ) كان فارس يسمعه بهدوء ثم نظر لقمر فأخفضت بصرها ونظرت مرة اخرى لسليم وعلي وجهها علامات الشعور بالذنب قائلة بصوت منخفض ( كلنا بنغلط يا سليم .. يعني احنا مش ملايكة ) اجابها بحدة وصوت مرتفع نسبيا ( ولا انتي مجنونة او هبلة في دماغك عشان تصدقيه ومتصدقيش اخوكي ) قالت والدته محاولة تهدئته ( اهدا يا سليم .. احنا بنتكلم بهدوء يابني .. في الاول والاخر انت اكيد مش هتسمح ان اختك تعيش وتكمل مع واحد زي دا .. يابني طلقها منه وريحنا من الهم دا بقا واهي هي اتعلمت من غلطها ) ( النااس هتقول علينا اي .. بنتهم راحت اتجوزت من وراهم ... هي متعلمتش هي راجعة بتستخبى من غلطها ) قالها سليم بصوت مرتفع غاضب .. ثم قامت قمر من جوار فارس لجوار سليم وهي تمسك يديها قائلة بترجي ( سليم .. انت اكتر حد بيفهمني يا سليم .. وانا عندي استعداد اعمل الي انت عاوزه بس طلقني منه .. هعمل اي حاجة تطلبها عشان خاطري ياسليم ) كانت تبكي في حديثها وتشهق بين الكلمة والاخرى .. لم تجد منه ردا بل ابعد نظره عنها .. فقالت بنبرة مختنقة اكثر ( يعني برضو عايزاني ارجعله ؟) قام من جوارها ناظراً لفارس ( هي عرفت هتعمل اي يا فارس .. لا انا ولا انت هندخل في الموضوع دا دا غلطها وهي هتتحمل نتيجته هي مش صغيرة ) فقام فارس في مواجهته قائلا بحدة هو الاخر ( بس دي بنت .. دي اختك .. الي بتستند بيك وانت هتسيبها كدا .. انت مجنون ياسليم حصلك اي ياخي .. دي اختك دي لو راحتله ممكن يقتلها ولا يعمل فيها حاجة هتبقى مرتاح .. فتح عقلك والنبي ياصاحبي ) ظل ينظر له سليم ببرود وابعد نظره بعيداً ليقول فارس ببرود هو الآخر ( انا هتجوزها ياسليم بعد ما تطلق .. انا بحب قمر وعايزها وشاريها ) نظر سليم له بهدوء بينما والدتهم السيدة " نورهان " نظرت لفارس بصدمة ( انت بتقول اي يافارس ؟) نظر فارس لها قائلا بخفوت ( انا عارف ان دا مش وقته يا طنط بس انا لازم اقول كدا من دلوقتي .. وسليم لو مساعدنيش اني اطلقها انا هروح اعمل اللازم واطلقها !) اقتربت قمر منهم وهي تقول بإختناق ( انا هرجعله ياسليم زي ما انت عاوز واتحمل غلطي ... بس انا عمري ما تخيلت انك تعمل معايا كدا .. عمري ما تخيلت اني لما اقع في حفرة انت مش هتمدلي ايدك وتطلعني منها .. عمري ما تخيلت انك تتخلى عني بالسهولة دي عشان غلطة ارتكبتها في حياتي واديني بتحاسب عليها .. ) نظرت لفارس بقهر الذي يبادلها نظراته بحدة ليقول ( مش هترجعيلو يا قمرر .. مافيش رجعة ) كادت ان تتحدث فسمعت صوت صراخه خارج المنزل .. تشنج جسدها بخوف ودون إرادة منها أمسكت بذراع سليم وهي تقول بخوف ( متخليهوش ياخدني ياسليم بالله عليك ) ابتلع سليم غصته ورأي ادهم يدلف للمنزل وخلفه البواب وهو يقول ( يباشا الشب دا دخل غصب عننا ومش راضي يقول حاجة ) هز سليم رأسه للبواب فخرج ثم نظر لادهم بحدة ( خيير ؟) فقال ادهم بصوت مرتفع ( جاي ارجع الهانم .. اختك الي بطحتني في راسي وهربت ) وقفت قمر خلف سليم ممسكة بملابسه بخوف .. فقال سليم بحدة ( حقك ترجع تاخدها .. مهي مراتك ) صُدم الجميع من كلام سليم بينما ادهم ابتسم بخبث وسخرية .. عاود سليم التحدث بغضب ( بس مش من اللحظة دي .. لانك هتطلقها حالا ) اقترب ادهم بغضب وهو يقول ( انا مش مطلق حد انا عايز مراتي والا هروح ارفع عليكو قضية اقول انكو واخدين مني مراتي غصب .. ) ربع سليم يديه امام صدره قائلا بسخرية ( هتبقى فتحت علي نفسك باب الجحيم .. بأنك تتطلقها و تتحبس بتهمة متاجرة المخدرات ) نظر له ادهم بصدمة فقال سليم بغضب ممزوج بالقرف تجاه ادهم ( فكرك اني نايم علي وداني ياروح اهلك ومش عارف انت بتعمل اي يالاا .. دانا دارسك ومستني اللحظة الي هاجي اخدك فيها من قفاك للسجن ) عم الصمت المكان .. قمر فرحة بسبب قرار اخيها .. وفارس ينظر لادهم بغضب والسيدة نورهان فرحت ايضا بقرار ابنها ممزوج شعورها بالقرف تجاه ادهم .. وما هي الا لحظات حتي قال ادهم ( وان مطلقتهاش ؟) فقال سليم بحدة واصرار ( هتطلقها ) نظر ادهم لقمر خلف اخاها ليقول بسخرية وتهديد ( استخبي حلو ورا اخوكي وعيلتك ياقمر .. انا هوريكي ) اقترب منه فارس بحدة وامسكه من ياقة ملابسه قائلا ( اتكل علي الله احسنلك يلاا ) ودفعه بقوة فنظر له ادهم بغضب وغادر المكان .. تحت نظرات الجميع الغاضبة .. ونظرات قمر الخائفة .. التفت سليم لها ينظر لها بهدوء ثم نظر لفارس واولاهم ظهره صاعدا لغرفته 
.................................................................................................................................................................................






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-