رواية تيم وطيف فتاة ذوبتني عشقا كاملة وحصرية بقلم امينة محمد
رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الاول بقلم امينة محمد
رواية - فتاة ذوبتـني عشـقًا -
الجزء الاول
لم اكن اطيل النظر أليك عبثا في كل مره انظر فيها أليك كنت أشعر ان جزءا داخلي يترمم !
** تقلبت في فراشها وهي تشعر بفراغ بجانبها .. فتحت عينيها بتكاسل ولم تجده بجانبها .. فأعتدلت في الفراش ورفعت شعرها الذي كان يغطي نصف وجها .. ليظهر فمها الصغير وعينيها الكبيره ذات اللون العسلي .. رفعت بصرها للأعلى لتنظر للساعة فوجدت الوقت متأخر جداً .. قامت من الفراش بهدوء .. اتجهت لحمام الغرفه وفتحته ولم تجده هناك أيضاً .. تنهدت بقوه ونزلت من الغرفه للاسفل وقفت بمنتصف السُلم ورأته يجلس مديراً ظهره لها امام المدفئة وينظر للنار التي تنعكس لونها في عينيه البنية ... فأقتربت منه ووضعت يديها علي كتفه فرفع رأسه اليها وابتسم بهدوء وشدها لتجلس متكوره بين احضانه وكأنها تحتمي به .. كأنها تستمد منه القوه والدفئ ... كانا كالوحه ابدع بها من رسمها .. كانت كطفل بين احضان امه .. مسد علي شعرها وقال (فرح .. ايه الي صحاكي دلوقتي ؟!)... اغمضت عينيها وهي تتشبث برقبته وتريح رأسها علي صدره قائله (ملقتكش جنبي وقمت ايه الي صحاك ؟ ) .. ابتسم بهدوء وقبل رأسها وشدها اكثر اليه ( زي كل ليله يافرح .. مش قادر انسي الي حصل معانا .. زي مايكون كابوس بس طَول اووي .. او دا اختبار من ربنا عشان يشوف مدي صبرنا .. بس اختبار طويل اوي مش راضي يخلص !! ) فرت دمعة من عينيها وكأنها رأت الماضي امامها لتو .. صمتا قليلاً ..كل منهما شرد بالماضي وكيف كان .. !! شرد بماضيه منذ ان كان طفلاً وكَبُر ودخلت فرحته لحياته ونشرت الفرح في كيانه .. بل قلبت كيانه رأساً علي عقب .. مشاكل عديده وعديده واجهتهم وهم يصدوها وتحملوها كثيرا .. وهم يقولون " لا يكلف الله نفسا الا وسعها " آمنوا بقدرهم وما كُتب لهم في حياتهم رغم انه كان مؤلماً !! كان الصمت هو سيد المكان حتي قاطعته هي بصوتها الملئ بالألم والأختناق ( احنا امتي هنرجع مصر .. سليم رجعني مصر ارجوك !! ) خبأت رأسها بحضنه وبكت .. فنظر لها بهدوء ولم تتدم نظراته للحظات ورفع رأسه للاعلي سانداً اياه علي الكرسي واغمض عينيه بتنهيده بينما هي تبكي بصمت بأحضانه .. ليشرد مره اخري بالماضي !!
(Flash back )
** كانت تركض بسرعة شديدة ، حتي بدأت أنفاسها تنقطع من شدة وسرعة الركض ، ولكن ليس الآن فهي في وضع خطير حرِج ، ترتدي ذاك الفستان المُترب وبدأ يفقد لونه من وساخته وكمية التراب التي تغطيه ، ولكن لم يمنع ذلك من ظهور لونه النبيـتي ، وترتدي فوقه الكاب الذي يغطي كامل الفستان من الخلف ويغطي شعرها ونصف وجهها من الامام ((( الي معرفوش زي الي ف التصميم يابنات ))) ظلت تركض حتي وصلت للطريق العام وقفت تنظر أمامها وهي تلهث بتعب ومرة أخري أمسكت فُستانها وركضت للمكان المقصود " الصيدليـة " دلفتها سريعا فتوقف الصيدلي بسرعة من هيئتها ومعه المساعدة ، لتنظر لهم بخفوت وقالت بسرعة وبصوت لاهث ( عايزة دوا السُكر والنبي بسرعة ) مط الصيدلي شفتيه باستنكار وذهبت مساعدته واتت بعدها بدقيقة بالدواء وهي تمليها علي سعره ..
نظرت لها وهي تتمسك اكثر بثيابها كـ شئ تستمد منه القوة قائلة ( بس انا معييش فلوس خالص ) خرج صوت الصيدلي بصياح ( انتي جايه تهرجي يا ست انتي ، امال جاية تشتري ازاي ) ألتفتت له وهي تضم يديها بترجي ( والنبي يا دكتور تديني الدوا وانا هجبلك الفلوس بكرا ، بس والنبي تديهولي ، امي تعبانة اوي ) هز رأسه بغضب قائلاً ( اطلعي يابت انتي برا ) كانت دموعها تسير علي خديها وصوتها مرتعش خائف ، ولكن يكفي خوف ، والدتها مُتعبة كثيرًا وتحتاج للدواء الآن .. وجهت اخر نظرة للصيدلي ثم للمساعدة اللذان لم يستطعا رؤية وجهها إطلاقاً بسبب ذلك الوشاح الذي يغطيها ، لم يروا كم ان الزمن قسي علي تلك الفتاة وجعلها علي ما بها الآن ، لم يروا ملامح وجهها المتعبة ، الشاحبة ، المزرقة ، الحزينة ، لم يروا دموعها التي تنهار علي خديها بلا توقف ، اكثر ما تخشاه في حياتها هو خسارة والدتها واعز ما تملك والوحيدة التي تملك ..
خرجت من الصيدلية ووجهت نظرها للارض لتري حجر ، لم تجد سوي تلك الفكرة لتأخذ الدواء لوالدتها ، لملمت القليل في ثوبها ودلفت مرة اخري وهي تمسك اكبرهم قائلة بنبرة غاضبة ولكن لم يخلو منها الخوف ( هتديني الدوا ولا افتح راسك وابوظلك الصيدلية ) نظر لها بصدمة ثم تبدلت للغضب قائلاً ( اخرجي يابت انتي من هنا وإلا والله هجبلك البوليس ، قسم الشرطة جنبنا والله هناديهم ) لم تبالي لا بشرطة ولا بغيرها ورمت حجر من معها علي الزجاج امامها لينكسر الي اشلاء مكملة ( والله العظيم هكسرلك الصيدلية هاااات دواا بقولك ) نظر لمساعدته لتهز رأسها فـ خرجت تركض لقسم الشرطة المجاور لهم ونظرت للشرطي قائلة (يا باشا في بنت هبله اقتحمت الصيدلية بتاعتنا وماسكة طوب وعايزة تاخد دوا عافية وهي ممعهاش فلوس ) ، كان يقف خلفها وهو يستمع لكلماتها قائلاً بنبرة هادئة ( فين الصيدلية دي ) التفتت سريعاً له قائلة بنبرة خائفة ( جنبكو هنا يباشا تعاليٰ معايا ) نظر لمُساعده وتوجه معها لتلك الصيدلية بينما لحقه المساعد وبعض رجال الشرطة .. دلفت الصيدلية وهي تشير للمجهولة تلك قائلة ببغض ( هي دي ياباشا بُص معاها طوب قد اي ) توجه لها بهيئته الضخمة ، بينما هي ارتعش جسدها ووقع من يديها الحجر كله ، إذن اتت الشرطة ولن يرحمها أحداً الآن لتذهب لوالدتها ، وقبل ان يتقدم ليراها كانت تمسك بفستانها وتستعد للركوض من باب الصيدلية الآخر ، ولكنه كان أسرع منها وامسكها بقـوة مزمجراً ( علي فيننن ؟) ظلت تحاول النفور منه ولكنه كان الاقوي علي قبضته ليستمعا لصوت الصيدلي ( انا برفع دعوة علي البنت دي لانها اتهجمت علي صيدليتي وكسرت حاجات فيها ) جال ببصره في المكان وهو يري ما فعلته تلك القطة التي يمسكها بقوة وهي تحاول الهروب منه .. نظر للصيدلي قائلاً بصوت حاد ( تعاليٰ القسم ارفع الدعوة هناك ) نظر لرجاله واكمل ( هاتوه هو كمان ) امسكها بقوة مكملاً بضيق ( اهمدي بقاا ) وجذبها عنوة وهي تصرخ ( سيبني يا باشاا والنبي ياباااشا سيبني ) لم يستمع اليها بل كانت كلماتها كمعزوفة تطرق أذنيه ، وصل بها لقسم الشرطة ومعه رجاله وذلك الرجل الذي رفع عليها دعوة بالتهجم علي أملاكه ..
بينما هو سحبها لداخل القفص الموجود في القسم ورماها به ، لتتأوه بألم من شدته معها ( اااه ) رفعت بصرها تنظر له وهي تعتدل في جلستها قائلة بترجي ( والنبي ياباشا تسيبني امي هتموت مني وهو مكنش راضي يديني الدوا بتاع السكر دا ) اقترب منها وامسكها من كتفها يوقفها بعنف لتتأوه للمرة الألف للآن ( اسمك اي يابت انتي ) نطقها بصوت حاد مُرتفع ، لينتفض جسدها بخوف قائلة بصوت باكي ( اسمي فرح ياباشااا ) كان يحاول ان ينظر لوجهها او اي شئ منها فزفر بضيق قائلاً ( شيلي البتاع دا ) ومد يديه يدفعه للخف ليسقط علي ظهرها ... فيظهر وجهها الدائري ذو اللون القمحي ، وعينيها العسليتين المدورتين برموشهم الكثيفة ، وحاجبيها الكثيفيين غير المرتبين ، وانفها الصغير نسبياً يليه شفتيها المكتنزتين الشاحبتان المتقشرتان بسبب فقر الماء الذي لم تشربه منذ الصباح ، وشعرها المبعثر المُترب من شدة وساخته ، وغرتها التي حجبت جزء من عينيها لتعيدها للخلف بقلق وخوف من تفحصه لوجهها الجميل ذاك .. كان داخلها يرتجف فتراجعت خطوة للخلف .... بللت شفتيها وابتلعت ريقها قائلة ( سيبني ياباشا ، والله العظيم امي هتموت مني ، وانا مكنش معايا فلوس وكان لازم اخدلها دوا للسُكر ) هز رأسه يخرج ذلك الجمال ليكمل ( تقومي تتهجمي علي الراجل في صيدليته .. انتي مجنونة يعني ولا اي .. وبعدين انتي مشرفانا هنا مفيش طلوع ، هما دايمًا بتوع الشوارع عاملين مصايب كدا ) حُفرت اخر جملة قالها داخلها ، وداخل قلبها لتخفض بصرها ارضاً وهي تشبك يديها ببعضهما البعض مرتجفة .. ألقي نظرة أخيرة عليها ولعن نفسه علي ما تفوه به الآن ، خرج من الزنزانة المحبوسة بها واغلق الباب عليها وسار الي مكتبه وهو يفكر بتلك الحسناء التي بعثرت الفضول داخله ليشعر أنه يريد ان يعرف عنها الكثير ، تقول ان امها ستموت منها ، يا تُري هل تكذب ام تقول الحقيقة ، اللعنة الآن علي حظك ايها الرائد جلس وقرأ الدعوة التي رُفعت عليها ثم القي نظرة عليها ليجدها احتلت ركن من الزنزانة تتكور به بخوف ، تشهق وتبكي بألم .. ثم نظر للصيدلي الواقف أمامه قائلا ( تفتكر لما ترفع دعوة عليها هتدفعلك فلوس عشان تصلح الصيدلية ؟) هز الصيدلي رأسه نافياً ( لا بس الي زيها لازم يتحط في السجن عشان ميكررش فعلته ) اراح ظهره علي كرسيه قائلا ( تفتكر لو كنت زيها كنت هتقبل تفضل في السجن كدا ) ضيق الصيدلي عينيه قائلاً ( انت تقصد اي يا باشا ) هز كتفه بلا مبالاة قائلاً ( مقصدش حاجة بس دعوتك ملهاش اي لازمة ، فأحسنلك اسحبها ، دي بنت شوارع محدش عارف عنها حاجة هتفضل يومين تلاته وهتطلع ) مط ذاك الصيدلي شفتيه قائلاً ( بس لو لقيتها قدام الصيدلية بتاعتي تاني انا هقتلها ) قام من مكانه مكملا ( اقتلها وخد إعدام انت حُر ) وقام بتمزيق الدعوة وذهب لها مرة اخري يفرج عنها قائلا ( انتي هتطلعي بس قسماّ عظماً لو عملتي مصايب تاني لتكوني مسجونة باقي حياتك فاهمة يابت انتي ) هزت رأسها بخوف وغطت وجهها مرة اخري وهي تخرج ( حاضر يباشا انا مش هعمل حاجة تاني ) ثم ركضت للخارج بينما هو خرج قائلاً لصديقه ( عندي شغل هخلصه وراجع ) خرج ليجدها تجري في الطريق كـ من يهرب من شئ مخيف يلاحقه ، او كـ شخص متلهف علي شئ
، صعد لسيارته ولحقها دون ان تشعر ، ليجدها تسلك احدي السكك الحديدية ، ترجل من سيارته وسار خلفها فوجدها تذهب لقطار مر عليه الزمن ، فأصبح قديماً لا عمل ولا منفعه له ، اختبئ سريعاً بين الاشجار الموجودة حول سكة الحديد عندما رأها تلتفت تنظر خلفها وحولها ، ثم اكملت لذلك القطار وركبته ، فتعجب لحال تلك الفتاة التي زاد فضولاً ناحيتها ..
اما هي فرحت كثيراً عندما اطلقوا سراحها ولم تجد لحظه للانتظار وهرولت سريعاً لوالدتها غير مدركة بمن يلحقها ، فقط خائفة ان يصيب والدتها شيئاً فتخسرها كما خسرت كل شئ منذ حوالي عشرة سنين ، دلفت للقطار وجلست بجانب امرأة في عقدها السادس تجلس وتحتضن ابنتها ذات العشر سنوات وبجانبها ابنها ذو الخمسة عشر عاماً وعندما رأها قفز من مكانه يقول ( جبتي الدوا لماما يافرح ) هزت فرح رأسها بيأس ونظرت لوالدتها بخوف ( معرفتش اجيبه انا وقعت في مصيبة كبيرة ومش عارفة اعمل اي ) كانت دموعها تنهار علي خديها ونظرت لوالدتها ( امي .. انتي كويسة ، حاسة بإيه ) نظرت لها والدتها بتعب ثم اغمضت عينيها .. ليقول كريم بسرعه ( فرح احنا لازم ناخدها المستشفى دلوقتي .. ماما تعبانه اوي ) كانت فرح عاجزة تماماً عما تفعله ، فقط تنظر لوالدتها بخوف ، خائفة ان تخسرها مثلما خسرت كل شي بحياتها ، هزها كريم بقوة ( فرحح مامااا يا فرحح ) استيقظت سريعًا من شرودها وهزت رأسها قائلة ( يلا هناخدها المستوصف الي قريب من هنا ، بس يارب ينجدوها بسرعه ) ساند كريم وفرح والدتهم بينما حور الصغري امسكت بوشاح اختها وهي تمشي معهم .
كان يشاهد كل شئ وهو مصدوم ، عائلة مثل هذه متشردة بالشارع ، ابتلع غصته وهو يراهم يتجهون لخارج هذه الخرابة ، ذهب سريعًا امامهم وهو ضائع غير مدرك بما يفعله ولكن في باله هو يريد المساعدة ، رفعت فرح بصرها تنظر للامام لتراه ، شهقت بعنف والخوف احتلها ، نظر كريم له ثم لها وهو يتعجب تصرفها ليقول ( نعم يا اخ في حاجة ) لتقول فرح بسرعه وبصوت متقطع ( بس ياكريم .. دا دا من البوليس ، في حاجة ياباشا .. انا معملتش حاجة تاني والله ) منعه غروره ان يقول انه قادم للمساعده ليقول ( كنت بتأكد انك مش هتعملي حاجة ) ليقول كريم سريعًا ( هو في اي يافرح ) لتجيبه ( مافيش يا كريم يا حبيبي ) ونظرت لوالدتها التي علي وشك الاغماء لتبتلع ريقها وهي تسير بها ، ليقف امامهم مره أخري قائلا ( انا معايا عربيتي هتبقي اسرع عشان تاخدوها المستشفى ، وهي اصلا هتدوخ منكو ) نظر كل من كريم وفرح لبعضهم البعض لبرهه ثم قالت فرح ( كتر خيرك يباشا هتبقي عملت معانا معروف ) هز رأسه وساندهم للسيارة وركبوا جميعهم .. بينما هو قاد باتجاه مستشفى قريب من المكان الذي هم فيه .
بعدما ادخلوا والدتهم الي الطبيب وقفت فرح أمامه قائلة ( شكرا اوي يا سعادة الباشا ) هز رأسه بابتسامة هادئة ( العفو ، ومتقلقيش من المصاريف بتاعت المستشفى انا دفعت كل حاجة ) أنزلت رأسها خجلا منه ( مكنش في داعي يا باشا مصاريف المستشفى دي غالية اوي واحنا كنا هناخدها المستوصف ) نظر لاخاها واختها المتكورة حول نفسها في الارض ثم نظر لها مره اخري قائلا ( مكنش حد هينجدها في المستوصف يا فرح ) ... نطق اسمها وكأنما ينطق اعزوفة اعجبته ليقاطع نظراتهم قدوم اختها الصغيرة " حـور " وهي تحتضن فرح من خصرها قائلة بعبوس( انا جعانه اوي يافرح .. انا هموت من الجوع كمان ) ابتلع غصته وهو يري تلك الفتاة الصغيرة وهي تعافر لتتطلب الطعام .. ألمه قلبه علي حالها وحالهم جميعهم فأخوها ذو الخمسة عشر سنة أيضاً يسند رأسه علي الكرسي ويلف يديه حول بطنه وكأنه يمنعها من اصدار اصوات الجوع .. نظر مرة اخري لفرح ( انا شوية وجاي ) تركهم وغادر بينما فرح جلست علي كرسي بجوارها وهي تحتضن اختها وتلمس علي شعرها بخفوت تنتظر ان تتعافي والدتها قليلا ليذهبوا من مكان ما أتوا .
** ( انت مجنوننن ... انت عايز نتجوز عُرفي يا ادهم ) صرخت به وهي غير مصدقة ما عرض عليها الآن .. بينما هو نظر لها بتهكم قائلاً ( يعني انتي فكرك اخوكي هيوافق يجوزنا لبعض مثلا .. قولتلك تعالي نتجوز عُرفي ونحطهم في الأمر الواقع هما وقتها بقا هيبقوا مضطرين انهم يجوزونا قدام الكل ) نظرت له بغضب وهي غير مصدقة لما وصل له ... نعم اخاها لن يوافق علي ادهم لاسبابه الخاصة ولكنها تحبه .. ولكن اولا واخراً هي لن تخدع عائلتها .... لتقول بغضب ( لا يا ادهم انا مش هكذب علي عيلتي واعمل الي انت بتقوله دا .. انت مجنون دا سليم لو عرف يدبحني ويدبحك ) امتعض وجهه قائلاً ( قمر ... انا قولتلك الي عندي لو عايزانا نكمل نتجوز عُرفي لحد ما اهلك يوافقوا .. انا مبقتش قادر اصبر اكتر من كدا .... انا بحبك وعايز نبقي سوا بقا كفاية كدا !!!) بعد ان كان بالها مشغول بما ستفعله عائلتها بها .. اصبح الآن مشغول بأن ادهم سيتركها ان لم تتزوجه !!
ابتعد نظرها للا شئ وهي تفكر وتشرد فيما سيحدث لاحقاً ، إن تزوجته فـمن الممكن أن يقتلها اخاها سليم .. فـهو حذرها من ادهم مئة مره عندما رأها معه .. ولكنها دوماً كانت تخبره انه مجرد صديق .... لا اكثر ولا اقل .. ولكن كان هو الحبيب والصديق وكل شئ لها ... فقد عماها الحب به .. رغم ان بعض تصرفاته غير لائقة وهي لم تحبها قط ولكن يبقي الحب اعمي !! افاقت من شرودها علي لمسته ليديها قائلا بحنية زائفة ( يا حبيبتي .. انتي عارفة قد إيه انا بحبك .. وعايز نكون سوا .. بس عشان خاطري وافقي واوعدك مش هتندمي .. هنتجوز ووقت ما نتقابل نقعد في شقتي بدل ما احنا بنتقابل سرقة في اماكن مافيهاش حد ... ويبقي حطينا سليم ومامتك في امر واقع فيوافقوا عليا ) نظر لعينيها الواسعه ذات اللون البني وهو في محاولة اقنعاها بتلك الزيجة المزيفة .. فقد لتحقيق ما يرغب به .. كانت تنظر في عينيه وهي
تقتنع بكلامه ....
** وصل سليم ومعه طعام لهم وجلس بجوار كريم بينما فرح كانت تنظر له وللطعام الذي بيديه وقالت سريعًا بإرتباك ( مكنش في داعي ياباشا لكل دا .. كفاية انك دفعت مصاريف المستشفى وجبتنا لـهنا وساعدتنا في كل دا ) نظر اليها ثم نظر لكريم ( بلاش كلام فاضي يافرح .. خد يا بطل ) اعطاها الطعام ثم نظر لـحور مبتسما لتبتسم له ببراءة ... واعطاها طعامها وبالنهاية اعطي فرح هي الأخري قائلاً ( كلي يا فرح عشان اخواتك ياكلوا هم جعانين ) هزت رأسها وهي تنظر لكريم الذي ينظر لها ولـحور ايضا التي تبادلها نفس نظرات كريم التي تحمل تساؤلات ( هل نأكل ؟!!) امسكت الطعام المغلف بيد حور وفتحته لها موجه كلامها لكريم ( كُل يا كريم انت كمان يلا ) هز رأسه مجيباً عليها وشرع في فتح طعامه ثم تناوله وفعلت حور المثل .. بينما فرح نظرت لسليم بنظرات امتئنان قائلة ( شكرا ياباشا علي كل الي عملته معانا ) اجاب بابتسامه صغيرة ( مافيش شكر علي واجب يا فرح .... ) كان ينطق اسمها بتلذذ فقد اعجبه ذكر الفرح الخالي من حياته .. قام من مكانه قائلاً ( انا هروح اشوف الدكتور هيقول اي عن حالة والدتك واجي ) هزت رأسها وقامت معه ( طب هاجي معاك .. عشان عايزة اسمعه برضو ) أومأ براسه وذهبت معه وهي تمسك بفستانها بتلبك حتي وصلا الي الطبيب ليستفسرا عن حالة أمها القابعة في فراشها بلا حول او قوة ....
** كانت تضع ملابسها بعنف في حقيبة سفرها ليدلف اليها رجل كبير بالعمر ولكن صحته جيدة .. فهو لا يبدو عليه الكبر قائلا لها بغضب وصوت مرتفعة ( انتي رايحة فيين ؟؟ ) لتنظر له بعينيها الخضراء التي لطالما كانوا يشبهونها بعيني القطة الشرسة لتقول بغضب هي الأخري ( ناازلة مصرر انا مش هقعد هنا اكتر من كداا ) غضب ذلك الرجل المدعو والدها قائلاً ( هو انتو الي مش هيعجبوكي هنا علي طول هتنزلوا علي مصر سواء انتي ولا اخوكي الي مرمي في مصر منعرفش عنه لا اصل ولا فصل ) اكملت وضع ملابسها بغضب قائلة ( انا عارفة عن اخويا كل حاجه وهنزل اقعد معاه او هقعد مع ولاد خاليي سليم وقمر ) هتف والدها بصوت عالي قائلاً ( ماشااء الله عايزة تنزلي وتفضحينا قدام الناس عاايزاهم يقولوا عننا ايي ) نظرت له بغضب قائلة ( عايزاهم يقولوا انك اب معندكش رحمة .. عايز يجوز بنته لواحد قده في العمر .. ليه عشان الفلووس ) رفع يده وصفعها بيديه الثقيلة لتصدر منها شهقة اثر الوجع وهي تنظر له بغضب وكره .. ليكمل والدها ( انا عايز مصلحتك .. وانتي هتتجوزيه يعني هتتجوزيه فاهمه ) لن يعيقها الآن شي في اصبحت في اعلي درجات غضبها قائلة بصوت مرتفع غاضب ( دا علي جثتي يا والدي .. والله العظيم لو اتجوزته لانتحر ) اغلقت حقيبتها وعينيها حمراء كالجمر من الغضب .. وجلست علي طرف الفراش ويديها ترتعش من غضبها وهي تنظر في اللا شئ ... بينما والدها نظر له بغضب وغادر غرفتها وهو يتخطي والدتها التي تقف وتنظر لابنتها بحزن غير قادرة علي فعل شئ لتخلصها من تلك الزيجة الكارثية التي ستقع بها ابنتها .. ذلك الرجل الثري رأها في احدي حفلات والدها وعرض علي والدها الزواج منها فطمع الاب بما يملكه ذلك الرجل من النقود لتجمعه ابنته لها بعد موت ذلك المدعو زوجها لتتحول نقوده جميعها لها ولوالدها الطماع !!
** كان يقود سيارته وكل حين واخر ينظر لها في المرآه يتفحص حركاتها .... وقعت تلك المتشردة اليوم في طريقه ليقرر فجأة ودون سابق إنذار ان يساعدها ويساعد والدتها مريضة السكري .... وقد اقنعهم بأن يمكثوا في شقته بدلاً من المكوث في الشارع .. وعرض ذلك دون مقابل .. أيضاً لا يعرف لماذا فعل ذلك .. ولكن سيعرف قريباً لما ساعدهم .. فهم عائلة كبيرة .. ينقصهم فقط الوالد ياتري اين هو ؟؟ ظلت تدور في رأسه عدة أسئلة يريد إجابة عليها عاجلاً ام أجلا .. واخيرا وصل امام بناية تتكون من خمس طوابق في مكان جميل .. نزل من سيارته وساعد فرح في مساندة والدتها الي الشقة التي سيمكثون بها .. وصلوا لها بعد عدة دقائق وذلك لسيرهم ببطء بسبب والدتها .. فتح باب الشقة ودلفوا جميعهم وهم ينظرون للشقة وما بها .. كانت جميعها مطلية باللون الابيض وبها الاثاث ولونه الرصاصي .. كانت الشقة مفروشة من كل شئ .. جلست امهم علي اقرب كرسي وهي تريح جسدها وجلس كريم أيضاً وبجانبه تلتصق حـور لتنظر فرح لسليم قائلة ( كتر خيرك بجد ياباشا علي كل الي عملته لينا .. والله كتر خيرك ) هز رأسه بتنهيدة وهو ينظر لوالدتها ( الدكتور كتبلها علي الدوا دا وقال انها تاخده كل يوم قبل الفطار .. انا كل يوم هبقي اجي اشوفكوا واطمن عليكوا اذا كنتو محتاجين حاجة ... وكمان انا هكلم البواب كل يوم يطلعلكو الفطار والغدا والعشا .. والبيت بيتكم خدوا راحتكم ) قالت والدتها " سارة " في خفوت وصوت متعب ( كتر خيرك يابني علي كل دا انا بجد مش عارفة اتشكرك ازاي علي كل الي بتعمله دا انا مكنتش اعرف ان لسه فيه ولاد حلال زيك كدا ) تنحنح واقترب جلس بجوارها قائلاً ( حمدلله علي سلامتك متقلقيش انتي عشان كدا دا واجبي برضو ) ابتسمت بحنو ونظرت لفرح ثم وجهت نظرها لسليم قائلة بترجي ( .. والنبي يابني تجيب شغلانه لبنتي فرح .. واي حاجه لكريم .. في ورشه ولا اي مكان يشتغل فيه اهو نجيب بيه اكل كل يوم احنا مش هنكتر عليك يعني ) ابتسم إبتسامة صغيرة واكمل ( حاضر بس هسيبكوا الليلة دي ترتاحوا وان شاء الله بكرا هبقي اجي نتكلم ) وتحرك من مكانه مبتسماً لفرح وقال ( يلا تصبحوا علي خير ) لتهز فرح رأسها مبتسمة ابتسامة صغيرة ( وانت من اهل الخير ياسليم باشا ) خرج من الشقة بعدما اعطاها مفتاحها ووقف أمام باب الشقة قليلاً يفكر .. ثم ارتسم علي فمه إبتسامة نصر وتحرك للاسفل ..
رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثاني 2 بقلم امينة محمد
رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
مثل الماء البارد على كبدِ ظمانٍ في يومٍ مُشمس ، كانت ضحكتكِ 💚
رواية - فتاة ذوبتني عـشقاً -
** خرجت من غرفتها بحقيبتها وهي تنظر لوالدتها بأسي عما يحدث معهم فـها هي تتركهم وستغادر لندن ذاهبة لمصر .. بسبب والدها الذي يريد تزويجها من رجل الأعمال المشهور .. ذلك الرجل الي يكبر والدها او قد يكون في عمره .. يريد والدها ان يلقي بها في لعنة هي ليست حِملها .. تريد ان تعيش مثل الفتيات في عمرها .. بـقـصة حـب .. تريد ان تُحِب وتُحَب .. تريد شريك هي من تختاره بنفسها .. حتي تكمل معه بقية حياتها سعيدة .. لا تريد ان تتزوج من عجوز اخرق .. فتتمني الموت في كل ثانية من زواجهما .. تنهدت بحرارة وهي تعانق والدتها مودعة إياها .. لتربت والدتها علي ظهرها ببكاء مرير علي فراق ابنتها بعدما فراقها ولدها الكبير "فـارس" قالت والدتها بألم ( حـنيـن .. لما توصلي مصر طمنيني عليكي ياحبيبتي وعلي اخوكي لما تشوفيه خليه يكلمني يطمني عليكوا ياحبيبتي .. سامحيني اني مقدرتش اعمل حاجة .. سواء ليكي ولا لاخوكي ) كانت تبكي وهي ممسكة بيد ابنتها غير متحمله فراقها لها ولكـن الآن لن تستطيع فعل شئ فهي تعلم زوجها جيداً .. لن يتراجع في كلامه حتي ولو غادرت ابنته المنزل وغادرت البلد كلها عائدة الي بلدها الأم "مـصر" .. كانت دموعها تنزل علي خديها علي حالة امها وقالت بألم يقطع جميع اجزاء قلبها ( انتي ملكيش دعوة يا أمي .. هو السبب في كل الي بيحصلنا انتي ملكيش دعوة ياحبيبتي .. هتوحشيني اوي ) ثم عادت تعانق والدتها وهي تنظر خلفها لاخاها الصغير .. الذي يبلغ من العمر ستة عشرة عاماً ... كان ينظر بعيداً وهو يستمع لهم بحزن .. يفرك يديه ببعضهما بتوتر .. اقترب بطريقة غير متزنة من موضع اخته وامه .. بينما اخته تراقبه جيداً وابتعدت عن والدتها وهي تنظر له قائلة ( مُراد .. هتوحشني ) هز رأسه اكثر من مره وهو يقول ( و..واانتي كمااان ..هتت هتوحشيني اووي .. هاتي فارس .. وتعالووا .. تااني ماشي ) هزت رأسها واقتربت تعانقه فهو المدلل خاصتها وهو كل ما تعشق في هذه العائلة .. إن اخاها مريض التوحد منذ ان كان صغير السن .. ابعدها قليلاً وهو يتنحنح بأبتسامة ( انتي عارفة .. مقدرش اااا احضن حد .. مش.. ععايز احضضن حد ) هزت رأسها بتفهم بينما هو لم ينظر لعينيها ولا مرة وانما ينظر بعيداً .. وضعت يديها بشعره الناعم المسترسل .. ثم قالت بهدوء ( خد بالك من نفسك ومن ماما يا مراد ماشي ) منذ ان وقف امامها وهو يهتز في وقفته ويفرك بيديه ببعضهما بتوتر ثم أردف .. وكلامه مثل النغمة الموسيقية التي طالما احبتها حنين ( م.ممتخافيش انا هاخد بالي منها ... اااناا هاخد بالي من مااماا ) هزت رأسها بابتسامة عريضة ثم قالت ( ماشي ياحبيبي ) ومالت تحمل حقيبتها ونظرت لوالدتها واخاها الحبيب ثم غادرت المنزل .. متجه للمطار ومتجه الي مصير مكتوب في مصر ....
...........................
......................
** كانت تجلس في مكتبها .. شاردة تارة .. وتارة تعمل .. وتارة تفكر فيما يحدث في حياتها .. اخرجت تنهيد من اعماقها وهي تكمل عملها .. انها سكرتيرة السيد " تيم الشرقاوي " رجل الاعمال الشهير .. ذلك الرجل الغامض .. الرجل الذي لم ولن تعرف مثله .. في بروده وفي معاملته وفي عصبيته .. فهو رجل بارد وعصبي في نفس الوقت .. لديه مزيج غريب من التصرفات .. أحياناً هادئ واحيانا عصبي .. احيانا بارد واحيانا حنون .. واحيانا اخري لا تعرف بماذا تصفه .. افاقت من شرودها ذلك علي صوت باب غرفة مكتبه وهو يغلق خلفه .. لتقوم سريعًا ترتب ملابسها التي كانت عبارة عن بنطال جينز وكنزة من اللون الابيض الناصع بأكمام شفافه وكانت ترفع شعرها ديل حصان .. كانت قصيرة القامة بجسد نحيف .. دلفت الي مكتبه وهي تلقي عليه التحية ( صباح الخير يامستر تيم ... انا جهزت جدول النهاردة .. حضرتك ) لم تكمل كلامها حيث قاطعها وهو يريح ظهره للخلف ناظرا لعينيها بهدوء حاد ( الغي كل حاجة النهاردة يا طيف انا مسافر النهاردة لندن .. وانتي هتيجي معايا ) تلبكت وابتلعت غصتها ثم اقتربت خطوتين من مكتبه وهي تقول بصوت متقطع ( هاجي مع .. حضرتك .. يعني قصدي يا مستر تيم انا ليه هاجي مع حضرتك ) كان يستمتع بتلبكها ذلك وخوفها من السفر معه .. ليكمل وهو يقف من مكانه مقتربا منها قائلا بطريقة تجعلها تُسلب منها روحها .. بتسلية وبصوت لعوب ( عندنا شغل ياطيف هتيجي معايا ليه يعني .. هفسحك مثلا لا يا قلبي عندنا شغل ) تراجعت خطوة للوراء وهي ترفع رأسها تنظر اليه لشدة الفرق بينهم في الطول ثم اخفضت بصرها لتقول بهدوء عكس ما تشعر به من خوف ( حاضر يا مستر تيم ... هنمشي امتي ) التفت واعطاها ظهره وهو يغمض عينيه بحدة ( بعد ساعتين وهنفضل هناك يومين روحي جهزي حاجتك بسرعة وهتقابليني قدام الشركة الساعه خمسة بالظبط فاهمه ) اومئت بإيجاب قائلة ( حح.حاضر يامستر تيم .. عن اذنك ) مطت شفتيها بحزن وذهبت من مكتبه متوجه لمنزلها بسيارتها اخر موديل .. لمنزلها الذي اشترته مؤخرا بعدما كانت تسكن في شقة إيجار في احدي البنايات الشعبية .. اصبح لها بيتا متوسط الحجم وسيارة اخر موديل .. وصلت منزلها ووضعت ملابس لها .. تلك الملابس الجديدة ايضا اشترتها مؤخراً .. بعدما كانت لا تملك أية ملابس بل كان لديها عدة اطقم تلبسهم باستمرار .. افاقت من كل ما تفكر به عندما انتهت من وضع ملابس تكفيها ليومين سفر للندن مع مديرها الحبيب تيم ................
** رن الجرس المنزل ليقف كريم خلفه مجيباً ( مين ؟) ليرد من الجهه الاخري صوته الهادئ ( انا سليم افتح ) فتح كريم باب المنزل وابتسم لسليم وهو يمد يديه يحييه ( اهلا يا باشا ) صافحه سليم ودلف للمنزل ليجد حور نائمة امامه علي الكنبة ... وعندما رأته اعتدلت في جلستها مبتسمة .. لاحظ ان ملابسهم اصبحت نظيفة فـعلم انهم غسلوها .. التفت علي صوتها خارج من احدي الغرف وهي تقول باستغراب ( مين الي كان بيرن الجرس يا كر..) لم تكمل كلامها عندما رأته لتبتسم سريعًا قائلة ( اهلا يا سليم باشا ) نظر مطولا لعينيها البنية اللامعه .. ثم اطال النظر لوجهها المدور الابيض .. ولانفها الصغير وشفتيها المكتنزتين ... ونظر لملابسها التي غسلتها واصبحت نظيفة وظهر لون الفستان الذي ترتديه كان باللون النبيتي الرائع .. ثم رفع نظره لشعرها الطويل الحريري باللون الاسود ثم افاق من لحظات تأملها متنحنحا مكملا ( اهلا يا فرح .. عاملين اي ووالدتك اخبارها اي ) ابتسمت بخفوت وتقدمت تقف امامه ( بخير الحمدلله يا سليم بيه كتر خيرك والله ) ذهب لاحدي الكراسي وجلس مبتسماً ( طيب يافرح الحمدلله انكو بخير ... انا جبت معايا اكل عشان تتغدوا وجيت اقولك علي حاجه ) وجه نظره للاكل الذي وضعه علي الكرسي لتنظر للاكل ثم له مقوصه حاجبيها باستغراب ( في اي ياسليم بيه ) ليبتسم مطمئننا اياها ( لقيتلك شغل .. بس كريم لسه بدورله علي شغل ) ابتسمت بسعادة لتظهر اسنانها مع ابتسامتها المشرقة لتقول ( بجدد .. شغل اي ياباشا ) اعتدل في جلسته من تلك التي سلبت عقله ليقل بهدوء ( والدتي كبيرة في السن وبصراحه كانت عايزة حد يساعدها في البيت وكدا فقولت انتي اولى وتاخدي اجرك ) نظرت له قليلا ثم اتي صوت والدتها خارجه من الغرفة وهي تقول بابتسامه ( ومالو يابني ما تروح تساعدها وتشتغل في البيت .. نورتنا يابيه ) ابتسم لها ووقف يساندها لتجلس باحترام وهو يقول ( عاملة اي انتي دلوقتي ؟؟) ابتسمت وهي تربت علي يديه الممسكة بها قائلة بابتسامة حنونه ( انا بخير يابني الحمدلله احسن بكتير ) عاد ليجلس مكانه مكملا وهو ينظر لفرح ( قولتي اي يافرح؟؟!) نظرت له قائلة وهي تهز رأسها باستجابة ( قولت خير ياباشا وانا موافقة ) ليبتسم هو إبتسامة جانبية لتظهر احدي غمازتيه والاخري مازالت مختفية ليقول ( تمام ... يبقي تبدأي تشتغلي من بكرا هسيبك تريحي النهاردة ) وقف مكانه وهو ينظر لهم ( يلا عن اذنكم ) لتقف معه فرح ومعها كريم يودعونه ثم ذهب ...........................
** وصل سليم الي قسم الشرطة ودلف الي مكتبه منادياً ( علييي ) ليدلف مساعده علي وهو يومئ له ( نعم ياسليم بيه ) اراح سليم ظهره علي الكرسي قائلا له بهدوء ( هاتلي الملف بتاع البت الي اتكلمنا عنها ) هز علي رأسه قائلاً ( حاضر ياباشا ) ذهب وبعد دقائق عاد ومعه الملف وجلس امامه قائلا وهو يقول ( الناس الي اشتكوا ضدها قالوا مشوفناش وشها كل الي يعرفوه انها بت متشردة في الشوارع وبتستلم منهم المخدرات وبيدوها فلوس .. بيقولو بتبقي مغطيه وشها بشال ... وكذا حد يحاول يتصنت عليهم تهرب بسرعه .. وناس تانية قالوا انها بتستخبي في القطارات الي بتبقي قدام المساكن القديمة ... واكتر من مره يشوفوها لمؤاخذه يعني ياباشا مع شباب في القطر وبينزلو يطردوهم بس هي بتبقي مخبيه وشها ) عند هذا الحد اكتفي وهو ينظر لـ علي بغضب وحده ( ويعني اي معرفتوش تمسكوهم مينن البت دي يعنيي ) كان ينفي من رأسه انها فرح التي يعرفها .. هو يشك بها لذلك يساعدها ولكن هو كل دقيقة بتفكير مختلف .. فاحيانا يقول هي واحيانا يقول انها فتاة مسكينة طيبة ولا يمكن ان تكون هي .. ولكن بتلك المواصفات التي يحكيها له علي .. فهو يزداد شكه ناحيتها ... بأنها فرح .. ولكن إن كانت تأخذ النقود لما لا تصرف علي عائلتها المسكينة .. او والدتها المريضة ؟؟! ... قطع حبل تفكيره صوت علي مكملا ( يباشا احنا مش عارفين نمسكها لسه ولا نمسك عليها حاجه احنا مستنين الوقت الصح عشان نمسكها بس وصلنا انها مختفية من امبارح مظهرتش ) صعقت ملامح سليم وابتلع غصته وهو ينظر لـ علي بصدمه قائلاً ( يعني اي الكلامم دا ؟؟) ليأخذ علي نفسه مكملا بملامح هادئة ( ياباشا احنا كلمنا الناس الي بتشوفها وقولنالهم كل يوم يقولولنا اخر الاخبار عن البت دي .. وكل يوم بيوصلنا اخبار .. النهاردة الصبح وصلنا انها مظهرتش من امبارح ودا غريب لانها كل ليلة بتبقي موجود مع واحد يعني في القطر وكدا ) تنحنح بحرج لما يصفه لرئيسه بالعمل وابتلع ريقه وهو ينظر لملامح سليم المصعوقة ليحاول سليم التمسك والجمود .. فظهرت علي ملامحه الجمود والغضب ( البت دي لازم تظهر وتمسكوها متلبسه سواء مع رجاله او وهي بتاخد منها مخدرات مفهوم ) هز علي رأسه باستجابة مستغربا ملامحه المصدومة لا يستطيع تفسير ما يفكر به سليم ولا أحد يستطيع تفسير ما يفكر به هذا الرائد الغامض .. فهو يسكت ويسكت وفي النهاية يخرج بحل عبقري .. والان يعلم علي انه يخطط ويدبر لتلك الفتاة ..............................
رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثالث 3 بقلم امينة محمد
رواية - فتاة ذوبتني عشقاً -
تنازل الجمال عن الجمال لجمالك فزاد جمالك على الجمال جمالاً .
** حتي وجد نفسه امام المنزل التي تسكن فيه هي واهلها فأخذ نفساً عميقًا وكاد ان ينزل من السيارة ليجد فتاة خلف سيارته .. تُخبئ وجهها في شال وتتحدث مع أحدهم ، انتفض في مكانه وهبط سريعًا من السيارة واسرع في خطاه لتلك الفتاة وامسك يديها بقوة يلفها له ليجدها احدي الفتيات التي لا يعرفهم تغطي وجهها بالحجاب فنظرت له بغضب وفزع من جذبه لها ( اي يا اخ فيي ايي ) نظر له الذي كان معها ليقول وهو يبعدها عن سليم ( مالك ياباشا في حاجة ولا اي داخل علينا الدخلة دي ليه كدا ) هز رأسه بأسف قائلا ( انا اسف فكرت حد اعرفه ) ليقاطع حديثهم صوت فتاة صغيرة تختبئ في ملابسهم ( ما يلا بقا يا بابا ) نظر لها سليم ونظر للوالد قائلا بأسف ( انا اسف عن اذنكم ) والتفت وغادر لسيارته وقادها متجها لمنزله .. رأسه تدور بالاسئلة ... ألـ تلك الدرجة هي سارقة افكاره وعقله ، ألـ تلك الدرجة لا يستطيع التفكير بسواها ، لو فعلت له سحراً لما كان سيفكر بها هكذا .... وصل امام منزله وترجل من سيارته للداخل .. ليجد والدته الحبيبة جالسة تشاهد التلفاز ... ابتسم بهدوء فتلك هي من تهون عليه كل المصاعب والأزمات في حياته .. تقدم منها ومال عليها يقبل رأسها ثم جلس بجوارها لتبتسم هي بحنو ( اي ياحبيبي .. عامل اي !) ابتسم لها وهز رأسه ( كويس يا أمي .. انا واقع جوع عاملين اكل النهاردة ولا اي ؟؟) قهقهت والدته عليه قائلة ( اه ياحبيبي قوم غير هدومك وتعال هتلاقي الاكل محطوط ) أومأ لها بابتسامة هادئة ثم توجه لغرفته .. اخذ ملابسه ودلف لحمامه ينعش جسده .. يحاول ان ينسى ما حدث اليوم .. فالذي حدث هو كبير وكبير جدا .. اتهام فرح انها تلك المُشردة التي تبيع المخدرات .. يُفكر هل هي ام غيرها .. تلك الفرح تمتلك براءة تجعلك لا تصدق انها قتلت نملة .. ما باله بالذي هي مُتهمة به .. يحاول ان يجمع شتات نفسه ليفكر جيداً حتي يكشف السر وراء ذلك .. وبالفعل كانت خطته جيدة عندما اخبرها ان تأتي لبيتهم حتى تكون تحت انظاره .. سيفعل المستحيل ليكشفها .. او يكشف من الذي يفعل ذلك .................................
** وأتى الصباح وافترشت الشمس قلب السـماء وأدلت بجدائلها الذهبية خيوط أمل تثنت على زجاج النوافذ بغـرور تغـمز للأحلام بطرفها وتنقش حـروفاً يتلألأ نورها هـنا وهناك .. استيقظ سليم مع عائلته الصغيرة المتكونه من والدته واخته الصغري قمر .. كانوا يجلسون حول مائدة واحدة يتناولون وجبة الإفطار دون حديث .. بينما سليم ينظر لوجه كل منهن ليري الشرود علي وجه اخته .. تنحنح ثم اردف وهو يضع اللقمه في فمه ( قمر .. مالك ياقلبي ) لم تجيبه وظلت شاردة في طبق الطعام امامها ليستغرب وقال مرة اخري بصوت مرتفع ( قمررر ) نظرت له بفزعة سريعًا قائلة بخفوت ( نعم ؟) .. قوص حاجبيه باستغراب ( مالك سرحانه في اي كدا .. بكلمك من الصبح ) تنحنحت والقت نظرة لوالدتها ثم له ( مافيش .. بس شوية مشاكل في الشغل عادي يعني ) كانت تتحدث بتوتر بينما هو لم يصدقها ولكنه فضّل ان يسايرها قائلا ( ماشي ) وقف مكانه واخذ جاكيته محدثا والدته ( انا ماشي .. اه صحيح انا جبتلك واحده تساعدك يا امي .. في البيت وكدا هي شوية وهتجيلك ماشي ) لتهز رأسها قائلة ( ماشي ياحبيبي كتر خيرك يابني ) ابتسم ومال عليها يقبل رأسها ثم ذهب .. قاد سيارته باتجاه المنزل التي تمكث فيه فرح وذهب للشقة .. فتحت له حـور وهي تبتسم ( ازيك يا عمو سليم ) ابتسم لها ومال يقبل وجنتيها قائلاً ( الحمدلله يا حور انتي عاملة اي ) اجابته بابتسامة دافئة ( الحمدلله ) دلف للشقة ليجد كريم وفرح خارجين من احدي الغرف ويبدو انها غرفة والدتهم .. نظر لها من اعلاها لاسفلها ... يتفحص كل انش في وجهها .. يراقب ما راه مسبقا ويستكشف الجديد به .. هبط نظره لشفتيه ليجدها تنفرج بابتسامة عريضة قائلة ( اهلا ياباشا .. اتفضل اتفضل ) شاورت لاحدي الكراسي لينتبه هو لنفسه وتوجه للكرسي وجلس عليه مبتسماً ( ازيكو يا فرح ) ذهبت وجلست امامه وبجوارها كريم بينما حور وقفت امامها تستند عليها لتقول فرح بابتسامة ( بخير ياباشا الحمدلله رضا ) هز رأسه بتفهم وشبك يديه ببعضهم قائلا ( دايما بخير .. انا جيت عشان اخدك لبيتي عشان تتعرفي علي والدتي زي ما اتفقنا يعني ) قامت من مكانها وهي تعدل ذلك الفستان الممزق به اجزاء صغيرة الحجم وهي تقول ( ماشي يابيه ثواني بس ماما بتصلي وهتيجي وبعدين نمشي ) انهت كلامها لتجد والدتها تخرج من الغرفة التي خرجا منها منذ قليل هي وكريم .. نظر لها سليم ليجدها ترتدي حجابا علي عباءتها التي كانت ترتديها منذ اتى بهم من الشارع .. ولكنها نظيفة هذه المرة .. ابتسم وهو يقف مكانه قائلا ( تقبل الله ) اقتربت منه وربتت علي كتفه بحنو ( منا ومنكم ياحبيبي .... عامل اي يابني ) ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يهز رأسه ( بخير الحمدلله .. طمنيني انتي عليكي وعلي صحتك ) ابتسمت وهي تهز رأسها ( بألف عافية يابني الحمدلله ..نعمة من ربنا ) نظر لفرح ثم لوالدتها مرة اخري مكملا وهو مبتسماً ( الحمدلله .. انا جاي اخد فرح عشان تبدأ شغل النهاردة ) اقتربت منهم فرح قائلة بأبتسامه ( هتعوزي مني حاجة يا ماما ) لتردف الأم مبتسمة ( لا ياحبيبتي مع ألف سلامة وخدي بالك من نفسك ) ابتسما هي وسليم وودعو الجميع وذهبوا ..............................................................................................................................................
** كانت تسير بخطى سريعة متجهه لمكتبه في المنزل وتحمل الملفات التي انتهت منها لتو .. اعطاها الكثير من الملفات لتعمل بها .. واعطاها وقت معين تنتهي به .. غير عابئ ان كانت ستنام ام لا .. ان كانت سترتاح ام لا .. فقط تنتهي من تلك الملفات في الوقت المحدد .. طرقت باب غرفة المكتب طرقة صغيرة قائلة ( مستر تيم .. ممكن ادخل ) اتتها موافقته لتدلف له لتجد يجلس بدون قميص او حتي تي شيرت .. احمرت وجنتيها خجلا واحراجاً من ذلك الوقح التي يتعمد احيانا إحراجها .. إن اتينا للحق فهو يتعمد دائماً .. تنحنحت وهي تتقدم من المكتب وتقف بجواره وتضع الملفات علي مكتبه قائلة ( خلصت الملفات دي ووو ) لم تكمل حديثها وهي تستشعر يديه تسير صعودا وهبوطا علي قدميها المكشوفتين بوقاحة لتبتلع غصتها وهي تنظر له قائلة بصوت متقطع ( م.مستر تيي..م ) نظر لها ببراءة وكأنه لم يفعل شيئا قائلا ( كملي كلامك يا طيف .. واي كمان ) هزت رأسها لتكمل حديثها قائلة ( و وراجعتها كويس وملقتش فيها ولا غلطة .. بب بس كدا ) كان صوتها مهزوزا من لمساته الوقحة لها ولكن ما باليد حيلة ماذا ستفعل غير انها ستظل صامتة .. ابتلعت تلك الإهانة في جوفها .. ونظرت له مرة اخري بنظرة مكسورة .. حزينة ... غير قادرة علي فعل شئ .. استشعر نظرتها ليغضب داخلياً من تلك النظرة فظهر في عينيه الغضب ليجذبها من شعرها نحوه ( في ايي يابت انتي بتبصيلي كدا ليه .. متعمليش شريفة ومش عاجبك الي بنعمله .. انتي ياروح امك بتاخدي علي كل الي بتعمليه دا حقه .. هدومك وعربيتك وبيتك دول بفلوسي ... متبصييش كدا تاني ) تأوهت بألم من جذبه لشعرها ودمعت عينيها بحرقة .. توجد غصة في قلبها تحترق كلما قال تلك الكلمات ... كم يشعرها انها رخيصة وعاهرة لديه .. وهي لولا الظروف لما كانت هكذا .. هزت رأسها بألم وهي تقول بصوت مختنق ( حح ححاضر يا مممستر تيم ) وقف من علي كرسيه وجذبها من شعرها وهي تصرخ ألما مستنجدة بأي حَاسة من حواسه لعله يشفع عن شعرها المسكين الذي تقطع في يديه وبالكاد يُقتلع من رأسها .. ولكن لا حياة لمن ينادي .. هو الرياح وهي السفينة وتسير حيثما يريد .... القاها علي الاريكة الموجودة في مكتبه وهو يميل عليها ليسرق ما لم يكن له حق به .. وهي لا تفعل شئ سوى انها تبكي بحرقة عما يحدث بها .. إنها مجرد فتاة لم تعش طفولتها او مراهقتها كما فعل الآخرون وهي في سنهم .. حتي عندما كبرت وتحملت مسئولية كانت تلك هي النتيجة ............................
..............................................................................................................
** وها هي مرة اخري تدلف لذلك البيت بقدميها .. توقع نفسها بنفس الموقف الذي هربت منه المرة الماضية بأعجوبة .. ها هي تدخل عشهم .. عش زواجهم الغير مكتمل .. ويا ليتها تستطيع هذه المرة أيضاً .. نظرت حولها في المنزل تبحث عنه بعينيها ليلفحها هواء ساخن علي رقبتها .. التفت سريعًا بفزع لتجده يقف امامها مبتسماً بخبث ( ازيك يا ست الحسن والجمال ) تقدم منها وهو يطرقع اصابعه لتتلبك هي في وقفتها وتعود للخلف ( الحمدلله.. يا ادهم .. مالك كدا في اي ) وقف مكانه وهو يرفع حاجبه قائلا ( مالي .. ماليش واحد ومراته عايزين يتمموا زواجهم اي في اي ) ابتلعت غصتها في جوفها وهي تقول ( ادهم .. احنا قولنا اننا مش هيحصل بينا حاجة زي كدا غير لما نتجوز رسمي قدام الكل ) حاولت تصنع القوة في حديثها ولكنها فشلت .. ليتطلع لها بسخرية ثم بغضب جاذبا اياها من شعرها ( وحياةة امكك يابت .. احنا اتجوزنا علشان كدا ياروح امك .. عشان نعمل كدا .. منتي مكنتيش عايزاني المسك واحنا مع بعض قولنا نتجوز برضو مش عايزة انتي حكايتك اي بقا .. متعمليش فيها الشريفة اخت الظابط ) شهقت بخوف وهي تبكي من شدته لشعرها قائلة ( انت استحالةة .. انا بجد اتخدعت فيكك .. يارتني سمعت كلام اخويا يارتني .. انا عايزة اطلق مش عاييزة اعرفك والا ..) جذبها من شعرها بقوة يلصقها به قائلا ( والا اي ياروح امك انطقي .. هتروحي ترفعي خُلع مثلا .. واخوكي يعرف .. واخوكي لما يعرف ممكن يدبحك فيها تعرفي كدا ) صرخت بعنف وهي تدفعه ( سيبنييي بقاا سيبني ارجوكك ) جذبها من شعرها للغرفة ودفعها فوق الفراش لتتطلع إليه بصدمة وهي تعود للخلف ( ل.لا يا ادهم .. لا ..ارر.جوك ) كان يفك ازرار قميصه وهو يتقدم من الفراش قائلا ( لا وحياة امك ..بلا لا دانا هوريكي ايام سودا لون شعر راسك كدا ) ...................................................................................................................................................
" عودة للحاضر " Back "
هبطت الطائرة ارض " مصر الحبيبة " وصلا الي المنزل وهي ممسكة بيديه بقوة .. تتذكر كل انش في هذا المنزل .. فقبل ان تصبح سيدته وزوجة سليم كانت تعمل لديهم .. لتصرف علي والدتها الحبيبة واخوتها .. ولكن شاء الله ان يتركا هذا المنزل ليتجهوا خارج البلاد .. تاركين كل شئ خلفهم .. تاركين تلك المصائب التي حدثت فأطفئت حياتهم .. غادورا ..ولكنهم لم يستطيعا الصمود طويلاً خارج البلاد .. ها هما يعودان مرة أخري علي طلبها ان يعودوا لمصر ... تعلم انها تعود لماضيها المؤلم ولكن ستحاول جاهدة .. ستحاول باقصي ما لديها لتتعايش .. نظرت للذي جوارها ويبدو انه يسترجع أيضاً ذلك الماضي المؤلم .. تنهدت بحرارة ووقفت امامه بعينين دامعتين وصوت مختنق قائلة ( ممكن ننسي كل حاجة ونبدأ من جديد ..ارجوك ) جذبها من يديها يعانقها لصدره يعانق .. لأمانها الوحيد في تلك الحياة .. للذي يستطيع التخفيف عن ألمها كيفما كانت .. اجشت في البكاء وهي تعانقه بقوة .. بينما هو يربت علي ظهرها مغمضاً عينيه بألم لما حدث في حياتهم .. وها هما سيواجهان ذلك الماضي الذي وقف امامهم كـ عقبة .... وبعد برهه من الوقت توقفت عن البكاء وهي تسند رأسها علي صدره تتطلع في انحاءه تتذكر اول مرة اتت اليه !!
* فلاش باك *
رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الرابع 4 بقلم امينة محمد
منذ أن جمعتني الأيام بك وأنا أدرك تماماً كيف يستطيع الإنسان أن يكون دواءً للروح.
** شهقت حنين بصدمة قائلة ( خبطتي مين يا قمر .. مين دا الي هيموتتت انطقي ) لتقل قمر بصوت خائف يرتجف ( ج.جوزي ) لم تتحمل حنين تلك الكلمات ووقفت امام قمر بصدمة .. هاهي تتلقي صدمة وراء الأخري من بائسة المنظر قمر امامها .. نظرت لها قمر بنظرات مؤلمة .. خائفة .. تائهه .. بينما حنين تبادلها بنظرات مُصدمة .. مُتسألة .. وأيضاً خائفة علي حال صديقتها .. ابعدت قمر نظرها لباب الغرفة واتجهت إليه تغلقه وجلست تنظر لحنين التي جلست امامها قائلة بصوت مختنق نادم ( فاكرة ادهم .. انا قولتلكو اني سيبتو ومعنتش هكلمه .. بس انا انا رجعت كلمته .. وهو قالي نتجوز عرفي ) ابعدت نظرها عن حنين التي خرجت منها شهقة مصدومة لتكمل قمر بصوت خافت ( وانا بصراحة شوفت انها طريقة مناسبة عشان سليم وماما يوافقوا اني اتجوزه ) ارتجف جسدها بخوف واغمضت عينيها بألم قائلة ( بس ... بس هو طلع شهواني .. كان .... كان من البداية عايز انه يقرب مني وبس .. وكان عايز يقرب مني بس انا كنت رافضة لحد ما نتجوز قدام الكل علني والنهاردة كان عايز بالغصب فأنا عشان ادافع عن نفسي ضربته في راسه ) اجهشت بالبكاء وهي تكمل بصوت متلبك ( انا خايفة اوي يا حنين .. انا واقعه في مصيبة كبيرة ) لم يكن هنا اي ردة فعل من حنين سوى انها تتلقي صعقة وراء الأخري وتحاول تحمل وموازنة ما تقوله قمر .. كانت عينيها مفتوحتين بصدمة ، وفمها مفتوح قليلاً هو الاخر .. بينما ملامح وجهها ثابتة .. لا يظهر عليها اي انفعال سوى ملامح هادئة من الصدمة .. تحاول إخراج الكلام لمواساة صديقتها او حتي لتجد حلاً لتلك المصيبة التي وقعت بها قمر .. ولكن عقلها وقف عن التفكير .. حتي انه وقف عن الاستيعاب !!!
..........................................................................................................................................................................................
** كان يقود الي المنزل الذي تسكن به .. وهو يفكر في اختراع اي حديث بينهم حتي قال قاطعا ذلك الصمت بينهم ( انا عايز اعرف قصتك كلها يافرح واي الي حصل معاكم ) نظرت له بملامح هادئة ثم خرجت منها تنهيدة قائلة ( دي قصة طويلة اوي يابيه .. بس حاضر في الوقت الي تحبه هحكيلك عليها ) وضع يديه علي ذقنه بتفكير بذلك الوقت المناسب ليقول أخيراً ( تمام بكرا يافرح تحكيلي ) هزت رأسها موافقة علي كلامه ( حاضر حاضر ياباشا ) اكمل قيادته دون كلمة اخري ووصل بها الي البناية التي تسكن بها .. ترجل من سيارته معها واخرج حقيبة سفر ووضعها بجانب فرح ( فرح .. دي شوية هدوم لحد ما تقبضي وتقدري تجيبي هدوم ليكي ولعيلتك ) ابتسم بحنو في آخر كلامه لتهز رأسها نافية ( لا يابيه مقدرش اقبلها دا كتير اوي .. وانت عملت معانا كتير كفاية انك مقعدنا في شقتك ) اقترب منها بملامح ثابتة وامسك يديها ووضعها علي مقبض الحقيبة قائلا ( خدي الهدوم واطلعي يا فرح يلا .. ) كان يوجد في كلامه نبرة الأمر لتهز رأسها في حرج مخفضة بصرها للأرض ممسكة الحقيبة لتقول بصوت خافت ( حاضر يابيه .. كتر خيرك ) حملت الحقيبة واتجهت الي المنزل بينما هو ظل يراقبها حتي شعر انها وصلت الشقة ليذهب هو أيضاً لمنزله .. يزيل ذلك الهم من رأسه ويرتاح قليلا
.......................................................................................................................................................................................
** كانت تربت بحنان علي شعر قمر النائمة .. ورأسها علي قدميها .. تشهق قمر كل ثانتين من الوجع والخوف .... بينما حنين تفكر فيما سيحدث وكيف سيحلان تلك المصيبة .. شاردة .. مازالت غير مستوعبة .. اخاها المسكين الذي يهوى تلك الفتاة .. بل يعشق التراب الذي تمشي عليه .. ويتمني ان تكون له في يوم من الايام .. هي لم تكن تحبه يوماً .... تنهدت بحزن وامسكت هاتفها تُراسل اخاها ( انا هبات النهاردة مع قمر ) انتظرته حتي يجيب وبعد لحظات اجاب بالفعل ( ليه هي قمر فيها حاجة ؟ هي كويسة صح ) اغمضت حنين عينيها متألمة علي لهفته تلك .. ثم فتحتهما وارسلت له ( اه ياحبيبي كويسة بس هي وحشاني وكدا ف هفضل معاها الليلة دي .. وبكرا نتقابل الصبح توديني المشتل ) اغلقت هاتفها ووضعته جانباً لتأتيها رسالة اخري رأتها من الخارج من فارس ( ماشي ياقلبي ) رأت الرسالة ثم وجهت نظرها لقمر لتقول بعد تنهيدة ( قمر .. ممكن تصحي عشان نكلم شوية ) اجابتها الأخري بصوت مختنق باكي ( مش قادرة اكلم .... عشان خاطري سيبيني دلوقتي ) ولم يكن من حنين سوى الموافقة متألمة لحال صديقتها !!
......................................................................................................................................................................
** اشرقت الشمس .. ونشرت اشعتها في كل مكان .. أشعة علي البعض بأمل مشرق وعلي البعض الاخر بوجع مؤلم ....
كانا يجلسان سويا في حديقة منزله .. بينما هي تفرك يديها ببعضهما بتوتر ونظرها في الارض مُتحدثة ( انا واهلي بقالنا اربع سنين في الشارع .. انا اهل امي ناس صعايدة وكانوا عايشين بعادات وتقاليد كدا خاصة بيهم .. امي في يوم سافرت مع قريبتها القاهرة عشان يشتروا هدوم وهناك ابويا شافها واتعرف عليها .. وراح بيتها عشان يتقدملها بس اهل امي موافقوش عشان هو من المدينة وان اهل المدينة دول يعني يباشا لموأخذة هما مش كويسين وكدا .. دي كان اعتقادهم .. بس انا امي كانت موافقة انها تتجوز ابويا وسابت البيت ومشيت مع ابويا واتجوزوا فعلا .. وانا بابا الله يرحمه كان عايش مع عيلة متكونه من امه وابوه واخته وكان عنده اخين .. كان هو اكبرهم ...وهما كانوا ناس معروفة في البلد يعني وكدا فأهل ابويا موافقوش علي امي عشان بالنسبالهم دي واحده خاينة لاهلها وغدرت بيهم عشان تتجوز واحد غني ومعاه فلوس وبس .. فضلت امي عايشة معاهم في ذل واهانه .. لحد ما حملت فيا فقرر ابويا انهم يعيشوا في بيت لوحدهم .. وبالفعل حصل كدا وكانو مبسوطين وجيت انا وكريم وحور .. بعد ما حور اتولدت بست سنين والدي اتوفي في حادثة .. ومات في ساعتها ... اخواته لما عرفوا انه كاتب لامي حاجات كتير اتهبله وجم البيت هددوها عشان توقع علي الحاجات الي كاتبها ليهم وفعلا امي وقعت خوف علينا ... ولما رفعت عليهم قضية وخسرتها طردونا من البيت .. مكناش عارفين نعمل اي وامي مكنش معاها فلوس تكفينا طول العمر ولا حتي تشتري بيت يسترنا .. ومقدرتش ترجع بينا لاهلها .. ومن ساعتها واحنا بنترمي في الشوارع لحد ما انت ظهرتلنا ياباشا ) كان ينظر لها مُتأثرا مما عاشوه هي واهلها .. تنهد بحزن ثم نظر لها ( ربنا بيعوضكم يافرح ) هزت رأسها بابتسامة راضية ( الحمدلله يا باشا الحمدلله ) اكمل مسايرا اياها في الحديث ( طب وانتو يا فرح يعني مشفتوش حوليكوا الي بيتاجر في المخدرات ولا بيسرق وكدا محاولتوش تعملوا حاجة زي كدا ؟) نظرت له ببعض القلق وهي تهز رأسها ( لا والله ياباشا ما حصل .. انا يعني لو عشان يوم ما اتهجمت عالصيدلي كان عشان ا...) لم تكمل كلامها لانه قاطعها قائلا ( انا عارف .. بس انتي مالك قلقتي كدا ليه ؟) هزت رأسها بنفي وتنظر في عينيه قائلة ( مش قلقت ولا حاجة ياباشا والله بس بقولك يعني ) نظر إليها قليلا يتطلع ملامحها البريئة التي تنفي انها ليست بتلك الطريقة ابدا .. هز رأسه يبعد تلك الافكار عنها وهو يقف مكانه قائلا ( ماشي ياست فرح .. قومي شوفي بقا شغلك وانا ماشي علي شغلي .. ياكش يارب الي في بالي يطلع غلط ) رفعت رأسها تتطلع عليه ببعض الاستغراب وبعض الخوف قائلة ( اي الي في بالك يابيه ؟) وضع نظارته الشمسية وابتسم ابتسامة هادئة ( متاخديش في بالك ) ثم اعطاها ظهره وغادر ....................................................................................................................................................................
رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الخامس 5 بقلم امينة محمد
** كانت تعد العشاء في المطبخ .. عشاء مميز .. ليس به اي خطأ .. فمن سيتعشى معها الليلة ليس أي شخص وانما هو تيم بجلالة قدره .. انتهت وأخيراً بعد محاولات منها للصمود علي قدميها بسبب تعبها .. ورتبت الطاولة والصحون عليها .. بينما هو عينيه عليها .. يشاهد حركاتها .. تفاصيلها .. ملامحها التي حفظها عن ظهر قلب .. شعرها الغجري ذاك .. وياللهول من شعرها .. رغم انها صغيرة القامه بريئة الملامح وليست كصنف النساء اللواتي عرفهم .. ولكنه يحبها هكذا .. يدمن وجودها بجانبه .. رغم اهانته لها وما يفعله بها .. ولكنه يخاف بُعدها عنه .....
قام من مكانه يتقدم للطاولة وجلس علي الكرسي الرئيسي ورفع رأسه لها قائلا بهدوء ( مش هتقوليلي مجتيش النهاردة الشركة ليه ؟؟؟!) تنحنحت ووضعت العصير امامه وجلست علي الكرسي المجاور له وهي تقول بنبرة مرهقة ( تعبت شوية يا مستر تيم والله ...عشان كدا مقدرتش اجي ) همهم ( اممم ) وهو يمدغ الطعام وكأنه يستطعمه .. بينما هي تراقبه بخوف وترقب .. فأي خطأ معه يتحول لحوش ثائر لا يمكن التحكم به ولا باعصابه .. ابعدت عينيها عنه وهي تمسك كوب الماء وتشربه كله .. وضعته امامها وامسكت شفشق الماء الكبير ووضعت بالكوب امامها تحت انظاره .. ومدت يديها لتأخذه فكان هو الاسرع بسحبه من امامها ووضع مكانه صحن الطعام قائلا ( كفاية شرب مايه وكلي ) تنحنحت وبدأت في الاكل وبين الحين والآخر تراقبه بصمت .................. .................................................................... ............................................................... .............................................
** بدأ يوم جديد .. كان يوم بارد كبعض القلوب .. عاصف كالبعض الاخر .. السماء ملبدة بالغيوم والشمس مسجونة خلفها ...
كانت فرح تقف امام المنزل منتظرة قدومه مثلما اخبرها .. كان قلبها يدب بالخوف .. فـ ماذا يريدها سليم في هذا الوقت .. ولماذا يريدها من الاساس .. ستعرف حتما بعد القليل من الوقت .. قطع شرودها صوت السيارة تقترب منها فنظرت لها ولصاحبها .. انه سليم بشكله العابس .. مثلما تركته بالامس تماماً .. تنهدت بعمق كبير مستعدة لما سيحدث معها الآن .. اتجهت للسيارة وركبت جواره وهي تلقي الصباح بابتسامة صغيرة ( صباح الخير ) اكتفي هو بايماء رأسه دون الرد علي الصباح حتي ............
وصلا سويا لاحدي الاماكن المشتبه بها .. والتي كانت تأتي اليها تلك الفتاة المشتبه بها بأنها تتاجر في المخدرات وتفعل غيرها من الافعال الشنيعة .. ترجل من السيارة وهي معه .. وقفت بجانبه تتطلع المكان .. كان عبارة عن سكة حديدية قديمة وامامها سور قديم اتي عليه الزمن وكان ذاك السور من اللون الاسود بسبب الحرائق التي نشأت جواره .. يوجد مساكن قديمة ايضا ويبدو ان الزمن اتي عليها الا ان اصحابها مازالوا بها .. ويوجد قطارين او ثلاث بالعدد متعطلين .....
نظرت له فرح باستغراب وقوصت حاجبيها قائلة ( باشا انت جبتني هنا ليه ؟) لم ينظر إليها وانما ظل ينظر امامه قائلا بهدوء سابق للعاصفة ( مش بيفكرك بحاجة المكان دا ؟) اخفضت بصرها بغزى وهي تقول بنبرة حزينة ( طبعا يا بيه .. بيفكرني اني كنت قاعدة هنا قبل ما حضرتك تاخدني البيت بتاعك وتشغلني عند والدتك .. ) اغمض عينيه متألما فليس ذلك ما كان يود سماعه ليس ذلك .. هو لم يكن يود ان يذكرها بما عاشته ابدا .. ازال نظارته الشمسيه ونظر إليها بهدوء ( انا مش قصدي كدا يافرح ... قصدي متاجرة المخدرات الي كانت بتحصل هنا ) فتحت عينيها بصدمة وفمها لحق عينيها في تلك الصدمة مفتوحاً .. كانت تنظر له مصعوقة .. بالمعني الحرفي مصعوقة بينما هو تهجم وجهه من ردة فعلها .. وكأنه يتأكد انها شعرت انه كشفها .........
** كانت تقف في المطبخ تعد الفطار لاخاها .. يديها تعمل ولكن عقلها في مكان اخر .. عقلها الآن مع قمر .. صديقة روحها وبر اسرارها ايضا ابنة خالها .. تفكر كيف ستساعدها في حل تلك المصيبة التي وقعت فوق رأسها .. هل ترفع عليه دعوة في المحكمه .. لا بالتأكيد ستصل المصائب تلك الي الجميع وقمر خائفة من المواجهه ! .. ولكن عاجلاً ام اجلا يجب ان يعلم الجميع بما حدث وبما سيحدث .. سليم اولهم لانه الوحيد الذي سيسرع في حل تلك المصيبة .. واخاها المسكين - فارس - ذلك العاشق الولهان .. الواقع في عشق تلك الفتاة التي وللاسف تحب غيره بل تزوجته عُرفيا .... وعلي سيرة العاشق ذلك سمعت صوته وهو يلقي الصباح بصدر رحب ( صباح الخير يا روحي ) افاقت من حبل شرودها علي صوته وهي تقول بابتسامة بسيطة ( صباح النور ياعيوني .. يلا اقعد عشان تفطر قبل ما تنزل ) جلس وهو يبتسم ( دلعيني دلعيني اصل انا وحياتك محتاج الي يدلعني ويهشتكني اليومين دول ) قهقهت بخفة وهي تضع الطعام امامه ( طب كُل ياعنيا كُل وانا بدلعك اهو يخويا ) شرع في الطعام معها وهو يقول ( ماشي .. بس بقولك انا في واحد صاحبي هيجي النهاردة معايا بعد الشغل يتغدى معانا .. اممم اجيبه ولا هتضايقي .. اصل بصراحة هو بيجي دايما وكدا وانا بروحله ) للحظات صمتت واتي ببالها ليث .. ذلك الوقح الذي غازلها بالامس في المشتل .. فضيقت عينيها بغل ونَسيت تماما انها تتحدث مع اخاها ليرفع هو حاجبيه باستغراب قائلا ( حنين .. مالك ياقلبي وانتي شكلك عايزة تاكلي حد كدا بايدك وسنانك ) افاقت علي كلامه وهي تتنحنح ( احم .. لا طبعا اعزمه طبعا ) هز رأسه بابتسامة ( ماشي ياستي .. بالمناسبة قمر عاملة اي اكيد بتتكلمو وكدا ) عبست وهي تتطلع لاخاها وقالت بتنهيدة ( كويسة الحمدلله ياحبيبي ) نظر اليها مستغربا ووضع الطعام امامه ( في حاجة ولا اي ) امسكت كوب ماء تجدد ريقها وهي تقول بنفي ( لا لا .. مافيش هي كويسة ) همهم بتفهم ثم بدأ يأكل مرة اخري قائلا بهدوء وشرود ( مش عارف ياحنين .. بفكر اقربلها اكتر .. يعني وافهمها اني بحبها هي البعيدة مبتفهمش وكل حاجة والكل عرف حتي سليم اخوها بس هي لسه .. مش عارف اعمل معاها اي تاني )