جديد

رواية تيم وطيف فتاة ذوبتني الجزء الثالث جميع الفصول بقلم امينة محمد

 رواية تيم وطيف فتاة ذوبتني الجزء الثالث جميع الفصول بقلم امينة محمد






رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الحادي عشر 11 بقلم امينة محمد




- فتاة ذوبتني عشقا - 
الجزء الحادي عشر 

+



                    
** عاد سليم الي منزله بعد حضوره لخطبة صديقه العزيز - علي - دلف للمنزل وهو يتذكر احداث تلك الخطبة فأبتسم بسخرية وهز رأسه يميناً ويسارا .. قطع حبل تفكيره عندما رأي اخته " قمر " جالسة علي الاريكة .. تضم ركبتيها لها وتستند علي الوسائد .. تبدو مرهقة ومتعبة .. تبدو وكأنها تحمل ثُقل الدنيا فوق رأسها .. ياللاسف عليك يا سليم .. تترك اختك هكذا دون مساعدة .. تنهد داخلياً وهو يتجه لها ويجلس جوارها ( قمر .. حبيبتي انتي كويسة ؟) رفعت بصرها سريعاً تنظر له .. ثم اعتدلت في جلستها وهي تطلع إليه بـ لهفة قائلة ( سليم انت جيت ... انا كنت مستنياك من بدري عشان عاوزة اتكلم معاك ) أغمض عينيه بتنهيدة ثم فتحهما مرة اخرى وهو يعتدل في جلسته قائلا ( اتفضلي انا سامعك ) ابتسمت إبتسامة صغيرة للغاية قائلة بنبرة دافئة ( انا اسفة اوي ياسليم .. انا غلطت كتير اوي انا بجد بتمنى اني للحظة كنت فكرت قبل ما اخطو الخطوة دي .. انا بس عماني ادهم بحبي له وكلامه ليا .. كل دول مكنتش اعرف انه طمعان فيا وانه مش كويس كدا .. ) صمتت قليلاً وبدأت عينيها تلمع كاللؤلؤ قائلة بنبرة شبه باكية ( حبيبي انا اسفة ان علاقتنا بتتدهور بسببي .. ارجوك سامحني انت شايف اني بتعاقب اهو .. انا بتعاقب اكتر عقاب اني اتجوزته واني صدقته في كلامه .. انا بتعاقب اني مسمعتش منك واديني بخسرك ) هبطت دموعها بألم قائلة ( ارجوك متبعدنيش عنك ورجعنا زي زمان صحاب قبل مانكون اخوات .. تجيلي وقت شدتك واجيلك وقت شدتي .. عشان خاطري ) رفعت يديها تمسح دموعها .. بينما يخرج من فمها شهقات متتالية متألمة .. كان ينظر لها بحزن لحال اخته .. تلك عصفورته الصغيرة التي يخاف عليها من الهواء .. قمره الذي ينير حياته هي ووالدته .. هما اهم اثنين في حياته .. مد يديه لكتفها يجذبها لاحضانه .. يطبطب عليها ويهدئها ... ثم قال بنبرة خافتة ( كفاية عياط ياقمري .. وبإذن الله كل حاجة هتتحل ياحبيبتي .. انا عمري ماهسيبك انا الوقت دا كنت متعصب بس .. انتي عارفة انتي عندي اي يا قمر انتي اغلي حاجة عندي انتي وماما ) ظلت متمسكة باحضانه وهي تبكي بقوة قائلة من بين شهقاتها ( انا اسفة .. سامحني ارجوك سامحني ) هز رأسه بإيجابية وهو يمسد علي شعرها بحنية ( انا مسامحك .. خلاص كفاية عياط ) ثم ابعدها عنه وهو يمسح دموعها واقترب يقبل مقدمة رأسها قائلا بخفوت ( حصل خير .. ربنا يجيب الي فيه الخير يارب .. بس عايز أسألك سؤال ) مسحت بقية دموعها وهي تقول بتلك النبرة الباكية ( تسألني علي اى ؟) همهم قليلا ثم قال بعد ان اخذ نفسا عميقا ( فارس ؟؟ انتي بتحبيه وعاوزاه ؟؟؟؟) نظرت له قليلا بشرود ثم قالت ( فارس .. شخص كويس وانا بحترمه وانت عارف اننا متربين مع بعض .. وهو زي ما قال بيحبني وبيقدرني .. ليه ارفض ؟) مد سليم يديه يمسك يديها بحنية قائلاً ( عشان ياحبيبتي انتي مبتحبيهوش .. انتي هتعرفي تعيشي مع واحد مبتحبيهوش .. كنتي بتعتبريه زي اخوكي .. هتتجوزيه ازاي ؟) نظرت له قليلا تستوعب ما قاله ثم ابعدت نظرها تنظر في اللاشيء بشرود وهي تقول ( مش عارفة .. بس يمكن او جايز احبه ) وجهت نظرها لسليم الذي يتابع ملامحها بهدوء .. ثم قالت ( خلينا نسيب الموضوع دا لوقته .. يعني لسه إجراءات طلاق وعدة لسه بدري اوي ) ( امم معاكي حق .. خلينا نسيبه لوقته بس لو مالوش حاجة بلاش تعلقي فارس بيكي .. عشان يبقى احسن يشوف حياته ويحب ويتحب ويتجوز ) قال وهو ينظر لها بحنية مع نبرته الحنونة .. فهزت هي رأسها بتفاهم
...................................................................................................................................................................................
- نور وعلي -
** ( يعني اي مديرك يجي وانتي مش عزماه .. وبعدين شركة اي دي ان شاء الله الي مديرها يجيلك لحد عندك في البيت عشان يباركلك .. احنا هنستعبط يا نــور ) قال علي بصراخ مفرط .. انه يغار عليها ومن حقه .. كيف لمديرها ان يأتي للبيت هكذا دون معاد او حتى عزومة منها .. ردت عليه هي الاخرى بنبرة غاضبة ( معرفش وبعدين انت بتزعق ليه دلوقتي ... انا معرفش اي الي جابه انا اتفاجئت زي زيك كدا .. هو جه يبارك عشان انا قولتله وبعدين الراجل معملش حاجة جاب هدايا وجه يبارك ومشي ) قام علي من مكانه وهو يقول بغضب وصوت مرتفع ( لا لا كتر خيره انا بقا كدا اروح ابوسه علي راسه .. انا في حياتي مشفتش مدير شركة كبيرة بيجي لموظفة عنده بالشكل دا وبدون معاااد ) وقفت هي الاخرى امامه قائلة بهدوء وبنبرة خافتة تملؤها الحيرة ( انت مبتثقش فيا يا علي !؟) ثم بدا الغضب عليها لتقول بعصبية ( وبعدين بقا مش حقك انك تتكلم معايا بالاسلوب دا .. والراجل جه سلم وبارك ومشي ) كاد ان يتحدث لتقول والدتها بصوت عالي ( خلاص بقا صلوا عالنبي .. في اي هتلموا علينا الجيران .. انتو الاتنين غلطانين محدش فيكو ملاك والتاني شيطان .. المواضيع دي بتتحل بالهداوة .. ومظنش هتقدرو دلوقتي تحلوها ) نظر لها علي بتأييد رأي وهو ينظر لنور وهو يتوعد قائلا ( معاكي حق .. بس ماشي يانور نتكلم لما نهدا .. انا مااشي ) ثم اولاهم ظهره وغادر المكان بغضبه وجحيمه وغيرته عليها .. بينما نور ارتمت على الأريكة بأرهاق وهي تزفر بضيق .. ثم نظرت جوارها للهدية المغلفة وداخلها الشوكولاته .. وباقة الورد الحمراء .. تلك كانت هدية " تامر " كـ مباركة للخطبة .. وتلك كانت طريقة فعالة لتشعل غيرة علي 
...............................................................................................................................................................................  

- تيم وطيف -
** في صباح يوم جديد ..  ذلك اليوم من تلك الأيام الثقيلة، التي تفكر في نهايتها منذ ساعات الصباح الأولى .. 
كانت طيف تقف في المطبخ تعد الشطائر المفضلة لها .. والتي ستكون مفضلة لطفلها .. وضعت يديها علي بطنها وهي تتذكر عندما اخبرها تيم انها حامل ، عندما اخبرها انها تحمل طفله في احشائها ... الطفل الذي لا تعلم مصيره عندما يأتي .. لا يعلم كيف اتى .. فهو اتى بعلاقة غير شرعية .. ذلك سيؤثر عليه بالتأكيد فيما بعد .. مشاعره وحياته .. تنهدت بعمق واخذت نفسا عميقا تخرج به ما بداخلها .. عندما شمت رائحته تقترب منها جلست علي الكرسي الموجود في المطبخ ووضعت امامها الشطائر علي الطاولة وامسكت شطيرة تأكل بها بلا اهتمام .. رفعت بصرها تنظر له فوجدته يقف وينظر لها بتهكم فأتسعت ابتسامتها الصفراء بملئ فمها بالطعام .. فرفع حاجبيه ثم اخذ نفسا عميقا قائلا ( صباح الخير !) ردت باختصار ( صباح النور ) ثم اضافت بطريقة غير مهتمة ( انا معنتش هروح الشغل .. هفضل قاعدة هنا ارتاح عشان الدكتور كاتبلي ان انا متحركش ) رفع حاجبيه بثقة وهو يقترب منها ثم قال بخفوت خبيث ( طب منا عارف .. ولا انتي بتحبي تضيفي الـ touch بتاعك .. ولا ) ثم مال علي اذنيها يقول مداعبا اياها بانفاسه ( تحبي اقعد معاكي انا كمان !؟) ابتعدت قليلا للوراء وهي تتنحنح قائلة بتلبك ( ل.لا مقصدش كدا ولو سمحت ..يعني بطل قلة ادب شوية !) عاد بوجهه امام وجهها وهو ينظر اليها باندهاش ساخر .. نظرت لعينيه المفتوحتين وفمه المبتسم ابتسامة جانبية لعوبة .. لتقول بتهكم عابس ( اه لو سمحت .. وو وابعد كدا شوية عشان الهوا .. انت واقف في وش الهوا ) ابعدت نظرها عنه بتلبك ثم رفعت يديها امام فمها وهي تقضم في اصابعها بتلبك .. فأبتسم هو بخفوت ثم مال يقبلها علي خدها برقة قائلا ( اتظبطي معايا عشان مندمكيش علي اللحظات الي بتعمليها دي يا طيـفي .. ) ثم اعتدل في وقفته قائلا بجدية ( انا ماشي عالشغل .. الساعه سبعة تكوني جاهزة عشان هنطلع نتعشى سوا برا ماشي ؟) هزت رأسها موافقة علي حديثه بتردد فهز رأسه بهدوء ثم قال ( يلا سلام ) ثم غادر المكان تحت انظارها المترقبه .. وعندما خرج من المنزل اخذت نفساً عميقا مُرتاحا وكٱنه كان يسجنها .. بل انه واقع هو بالفعل يسجنها .. سجن يمكنها الخروج منه في اي وقت والهروب .. ولكن شئ ما يقيدها جواره
..........................................................................................................................................................................................





** كانت تجلس وتعبث في هاتفها الجديد .. ذلك الهاتف الذي قدمه لها سليم بالأمس منتظراً منها ردا علي زواجهم .. تركت الهاتف جانباً ثم قامت من مكانها لجوار والدتها قائلة ( ماما .. عايزة اكلمك في حاجة مهمة ؟) نظرت لها سارة باهتمام لتقول بنبرة تشبه ملامحها المهتمة ( اي يابنتي في اي ؟) اخذت فرح نفسا عميقا ثم قالت بشرود ( سليم .. سليم منتظر مني رد النهاردة علي موضوع جوازنا .. وانا خايفة اوي يا ماما .. مش عايزة اسيبكم وفي نفس الوقت خايفة حاجة تحصل ومكنش معاكم فيها .. وسليم .. سليم شخص كويس اوي يا أمي وانا بحترمه جدا ومش هلاقي حد زيه كدا لو لفيت الدنيا كلها ) تنهدت والدتها ثم رفعت يديها تمسد علي شعر ابنتها بحنان قائلة ( انا عارفة يابنتي انك مش هتلاقي زي سليم .. وانا يافرح مش عايزة احرمك من انك تعيشي زي اي بنت اتعلمت واتجوزت وفتحت بيت وجابت عيال .. انتي تستحقي تكوني كدا يابنتي .. وسليم بيفكرني بابوكي الله يرحمه في طيبته وجدعته .. مش هتلاقي زيه وهو باين عليه معجب بيكي ) هزت فرح رأسها مؤيدة كلام والدتها بتنهيدة عميقة ثم اكملت ( دا كفاية انه دخل كمان كريم وحور المدرسة .. عمل الي معملوش اهلنا و ..) صمتت قليلا وهي تنظر لوالدتها بترقب ثم احتل الخوف ملامحها قائلة بنبرة خافتة ( ماما .. انا .. انا شوفت احمد امبارح وانا مع سليم .. مظنش انه شافني بس انا شوفته وش لوش ) فتحت سارة عينيها بصدمة ثم وضعت يديها علي فمها بخوف وهي تقول ( هو بيعمل اي هنا طيب داحنا ما صدقنا هربنا منهم دول مكنوش سايبينا في حالنا واحنا في القاهرة ... جه ورانا اسكندرية ) هزت فرح رأسها بحيرة وهي تقول ( باين جاي شغل .. بس يارب منشوفوش تاني ولا ياخد باله مننا !) ظلت جالسة بجانب والدتها تفكر كل منهما في ما سيحدث بحياتهم .. تلك العائلة الصغيرة التي تشردت في الشوارع بدون رجل .. قطع حبل تفكيرهم قدوم كريم وحور من المدرسة .. 
جلس كريم امام سارة وهو يقول بحماس ( ماما انا لقيت شغل في ورشة نجارة هنا قريبة .. اي رأيك انزل اشتغل فيها ) نظرت له فرح باستغراب ( شغل؟ بس انت ايام مدرسة ياحبيبي استنى للاجازة !) هز كريم رأسه بنفي ( انا مش صغير عشان استنى للاجازة انا في تالتة اعدادي .. هشتغل بعد المدرسة وهبقى ارجع بليل اذاكر ) عبست فرح وهي تقول ( لا يا كريم انت شهادة .. انت لسه قايلها بنفسك انا في تالتة اعدادي لازم تذاكر واهو ربنا ساترها معانا ) قاطعتهم سارة وهي تتحدث بهدوء ( يابني اختك كلامها صح خلي بالك من مذاكرتك !) أصر كريم علي رأيه وهو يهز رأسه بنفي ( لا انا عايز اشتغل وهذاكر برضو .. ) قال فرح بتساؤل ( طب هي فين الورشة دي ؟) اجابها كريم ( جنب المدرسة وقريبة من البيت ) همهمت فرح بتفكير ثم نظرت لحور العابسة .. مدت يديها تجذبها لاحضانها قائلة ( مالك يا حوريتي زعلانة كدا ليه ؟) احتضنتها حور وهي تقول بحزن طفولي ( كل صحابي في المدرسة بيتريقوا علي هدومي يا فرح .. عشان انا هدومي شكلها وحش وبصي كل هدومي مقطوعة ) هبطت دموع حور بقهر علي مظهرها امام زملائها .. نظرت فرح لوالدتها بحزن ثم مسدت علي شعر حور بحنان ( متزعليش يا روحي .. اوعدك هشتريلك هدوم جميلة قريب جدا ) مسحت فرح دموع حور وقبلتها علي رأسها بحنان ثم قالت والدتها سارة ( خلاص ياحور يا حبيبتي كفاية عياط ) هزت حور رأسها وهي تمسح دموعها بكف يديها الصغير .. حور ذات العشر سنوات .. تلك المظلومة منذ والدتها بسبب ظروف اهلها .. ظلت فرح تهدأها ثم امسكت الهاتف وهي ترسل لسليم رسالة واحدة تحتوي علي " عايزة نتقابل النهاردة عشان احكيلك علي حاجات كتير لو عايزنا نبدأ صح " وصلتها رسالة منه بعد عدة دقائق قائلا بها " هخلص شغل واكلمك تجهزي وهاجيلك " قرأت الرسالة وجلست تفكر ...........................................................................................................................................................................................
- ليث وحنين -
** وأخيراً بعد تحايلات منه لموافقتها ليجلسا في كافية .. نظر له بتهكم ( منك لله ياشيخة بقى انا ليث اتحايل علي بنت من امبارح للنهاردة عشان نتقابل دي محصلتش في تاريخ البشرية ) نظرت له بتهديد وكادت ان تقوم من مكانها قائلة ( بقولك اي والله همشي ) امسك يديها سريعاً قائلا بتلبك متصنع وبعض القرف علي وجهه .. وأيضا يضيق عينيه بعبوس ( خلاص انا اسف اقعدي بقا ) رفعت رأسها بتفاخر وهي تقول ( انا مش اي حد برضو .. المهم انجز عايز تقولي اي ؟) نظر لها قليلا بازدراء وهو يضيق عينيه ( وانا الي بقول عليكي راقية وكانت عايشة في بلاد خواجات .. طلعتي اكتر شرشوحة شوفتها ) كادت ان تتحدث ولكنه قاطعة بنبرة لعوبة ( بس ميضرش يعجبني القطط الي زيك !) ابتلعت ريقها وابعدت نظرها عنه تتحاشى النظر له حتي لا يرى خجلها ..فأبتسم هو بحب لصغيرته المشاكسة تلك .. ثم قال بجدية ( حنين انا بجد عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم .. قولت أبدأ معاكي قبل ما اخطو الخطوة دي مع فارس واهلك !) نظرت له باستغراب وهي تقوص حاجبيها .. ليبدأ هو بالحديث ( بصي يا حنين انا يتيم الاب والام وعشت مع اخويا الكبير وهو الي اسس الشركة الي انا ماسكها دلوقتي .. هو الي رباني وكبرني وعلمني .. كان ابويا التاني في الحياة .. اتجوز وخلف ومراته كانت اكتر من اخت ليا .. كانت معايا في مشاكلي وبتساعدني اكتر من اخويا كمان .. لحد ما جه اليوم الي ربنا خدهم مني زي ماخد ابويا وامي .. خده هو ومراته في حادثة .. وفضلتلي ماريا ) اخفض بصره يتحاشى النظر لها حتي لا ترى الدموع في عينيه فمدت يديها تضعها فوق يده وهي تضغط عليه وكأنها تصبره وتمد له الطاقة فأبتسم بخفوت ثم قال ( ماريا كبرت معايا وهي عارفة امها وابوها الحقيقين مين .. بس هي بتناديلي بابا وانا عمري ما منعتها تناديني كدا .. عشان هي بنتي بجد وانا الي مربيها .. وعمري ما فكرت في جواز طول ما هي معايا عشان انا كنت خايف عليها قبلي .. كنت خايف الي اتجوزها متعاملهاش كويس وتظلمها وانا اظلمها .. انا مش عايز كدا يا حنين ) كان ينظر لها وبعينيه نظرة حزن ثم قال بتردد ( اول ما شوفتك كل كياني اتغير .. حسيت انك انتي الإنسانة الي انا عاوزاها رغم الي بيحصل بينا وشغل توم وجيري دا .. بس انا بجد محتاج وجودك في حياتي ... واتأكدت من دا في اليوم الي سبت فيه ماريا عندك وصحيت تاني يوم مكنش على لسانها غيرك .. وقد اي كنتي كويسة معاها وحنونة اوي معاها ... وقتها انا قررت اني اتجرأ واطلب منك الطلب دا .. انا عايز اتجوزك ياحنين .. تتجوزيني ؟) قلب وجها الوان الطيف جميعاً .. هو يطلب يديها .. توترت وبدأ قلبها بالنبض بقوة .. كاد ان يخرج من قفصها الصدري .. ابتلعت غصتها بتوتر ظلت تجول في المكان بعينيها ... تنظر هنا وهناك ولكنها لم تنظر في عينيه إطلاقا .. بينما هو ظل ينظر لها ويحاول أن يقرأ ماذا تقول ملامحها .. ظلا علي هذا الحال قرابة الدقيقتين حتي قال ليث بهدوء ( انا هسيبك تفكري يومين تلاته اسبوع .. فكري زي ماتفكري بس عاوز جواب بـ اه او لا .. ارجوكِ فكري كويس يا حنينـي ) نظر لعينيه للحظة .. يناديها حنيني ! .. ابتلعت غصتها بخفوت ثم قالت بنبرة شبه مسموعة ( مـ.مـاشي .. سيبني افكر !) هز رأسه بتأييد وظل ينظر لها بحب .. وهو يتمني ان توافق ...
.............................................................................................................................................................................
- علي ونور -
** ذهبت الي الشركة في تاكسي .. ولم تتحدث معه اليوم .. كانت تضع عليه كل الحق .. ترى انها مديرها " تامر " لم يقترف خطأً بالأمس .. بل اتى ليبارك .. بينما "علي" غضب وتشاجر معها بسبب تلك الفجعة بالنسبة له .. دلفت مكتبها وبدأت بالعمل .. رن هاتفها بإسم علي فنظرت للهاتف بضيق ووضعته صامت .. منذ الصباح وهو يرن وهي لا ترد وبلا جدوى .. وصل لهاتفها رسالة منه ففتحتها لتجد محتواها ' ماشي يا نور مترديش عليا كويس بس خليكي عارفة انك انتي الي بدأتي .. انا رنيت عليكي ولا ٥٠ مرة .. ودا كل الي عندي ' زفرت بضيق وهي ترمي الهاتف امامها على المكتب ... تكره غضبه وعصبيته ... هل غيرته هذه عدم ثقة ؟ ذلك ما فكرت به وهي شاردة .. حتي قطع حبل تفكيرها طرق خفيف على باب مكتبها فرفعت رأسها لتجد بعدها تامر يدلف للمكتب مع إبتسامته الساحرة تلك .. ابتسمت هي الاخرى تلقائيا ثم وقفت مكانها وهي تقول بخفوت ( مستر تامر .. اهلا وسهلا اتفضل اتفضل ) جلس تامر علي الكرسي امامها فجلست هي الأخرى ليقول هو بدفئ ( اولا صباح الخير .. ثانيا انا جيت اعتذر عن الي حصل امبارح .. امبارح جيتي في بالي وافتكرت انه خطوبتك قولت اجي اباركلك وامشي بسرعة .. بس يعني انا حسيت ان خطيبك زعل واضايق ) هزت رأسها بنفي وهي تقول بابتسامة ( ابدا ابدا دا اتبسط ان حضرتك شرفتنا امبارح ... واتصدمنا كلنا انك وسليم بيه صحاب ) هز رأسه بإيجابية وهو يقول بضحكة صغيرة ( اه احنا صحاب .. كان حصل كذا مشكلة في بداية شغلي وهو الي وقف جنبي !) همهمت بتفهم ثم قالت ( كويس .. مافيش داعي تعتذر تاني يا مستر تامر انا اساسا اتبسطت اوي لما حضرتك جيت ) ثم اكملت بتساؤل ( بس هو حضرتك عرفت عنوان بيتي منين ؟) اجابها باختصار ( من الcv بتاعك ) ثم اكمل بابتسامة ( خلصي شغلك ولما يجي معاد الغدا ابقي تعالي لمكتبي قبل ما تنزلي البوفية ) تنحنحت بهدوء ثم هزت رأسها بإيجاب قائلة ( حاضر ) ابتسم ابتسامة هادئة ثم غادر مكتبها تحت مراقبتها له ولطفه معها ....
.............................................................................................................................................................................
- فارس وقمر - 
** كانت تتحدث معه بالهاتف وهي ترتدي حذاءها قائلة ( انا طالعة اهو يا فارس وجاية ) اجابها فارس ( ماشي هستناكي في الكافية .. متتأخريش ) ( حاضر حاضر مش هتأخر ) ثم ودعت والدتها وغادرت المكان .. خرجت في تاكسي وجدته سريعاً امام بيتهم وقالت له عنوان الكافية .. ثم ظلت تعبث في هاتفها لقليل من الوقت .. رفعت بصرها تنظر للطريق فوجدت انهم في طريق غير طريق الكافية فنظرت للسائق قائلة بتساؤل ( اومال احنا فين .. دا مش طريق الكافية !) اجابها السائق بنبرة مهدئة ( اهدي يا انسة اصل الطريق التاني زحمة .. فدخلت من دا مختصر يعني ) همهمت بتفاهم ولكن داخلها قلق ففتحت تسجيل صوتي في المحادثة بينها وبين فارس دون الارسال فقط تسجل حتى تصل له .. وما هي الا لحظات حتي وجدت السائق يقف في مكان خالي من البشر فقالت بخوف ( انت وقفت ليه !) لم تجد سوى ادهم يفتح باب السيارة لتصرخ بخوف ( ادهم ؟؟؟؟؟؟) ثم ارسلت الرسالة لفارس واغلقت الهاتف سريعاً وهي تنظر لادهم بخوف فجذبها من شعرها ورمى كل اغراضها في الأرض ( جحيمك الاسود ... انزلي ياروح امك ) صرخت بعنف وهي تصرخ ( حدد يساعدني .. ابعد عني يا ادهم ابعد عني ) لم تجد سوى صفعة تسقط علي وجها بقوة .. بعد ذلك بدأت ترى ضباب أمامها حتي وقعت مغشية عليها ............. 
.............................................................................................................................................................................
- سليم وفرح - 
** وصل لمنزلها وجلسا سويا في شرفة المنزل .. ليبدأ هو بالحديث قائلا ( قوليلي يا فرح في اي !) تنحنحت فرح ثم بدأت بالحديث بتلبك ( بص ياسليم في حاجات كتير حصلت في حياتي لازم تكون بعلم بيها .. يعني حكاية احمد في حياتي اي .. اظن حكتلك قبل كدا هما عملوا كدا ليه .. عشان الورث وانا مكنتش عايزة ابدأ اي حياة جديدة غير لما ارجع حقي وحق اخواتي .. بس اكيد انا مش هينفع لوحدي .. سليم انت الوحيد الي عملي حاجة حلوة في حياتي من بعد والدي الله يرحمه .. أرجوك متخذلنيش ) مد يديه يمسك يديها بحنان قائلا ( انا مش هخذلك يا فرح .. وهساعدك .. هنكون ايد واحدة نرجع بيها حقك وحق والدتك واخواتك .. انتي بس ....) لم يكمل كلامه عندما سمع صوت هاتفه يرن بإسم فارس .. فقوص حاجبيه وهو يهمس ( فارس .. بيتصل ليه دلوقتي ؟) نظر لفرح ( معلش هرد عليه ونرجع لموضوعنا ) هزت رأسها فرفع الهاتف علي اذنه ليستمع لصوت فارس اللاهث والعالي .. فتح سليم عينيه بصدمة وهو ينظر لفرح قائلا بغضب ( انتتتت بتقوول اييي ؟؟!) 
.............................................................................................................................................................................


رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثاني عشر 12 بقلم امينة محمد





                    
** مد يديه يمسك يديها بحنان قائلا ( انا مش هخذلك يا فرح .. وهساعدك .. هنكون ايد واحدة نرجع بيها حقك وحق والدتك واخواتك .. انتي بس ....) لم يكمل كلامه عندما سمع صوت هاتفه يرن بإسم فارس .. فقوص حاجبيه وهو يهمس ( فارس .. بيتصل ليه دلوقتي ؟) نظر لفرح ( معلش هرد عليه ونرجع لموضوعنا ) هزت رأسها فرفع الهاتف علي اذنه ليستمع لصوت فارس اللاهث والعالي .. فتح سليم عينيه بصدمة وهو ينظر لفرح قائلا بغضب ( انتتتت بتقوول اييي ؟؟!) قام من مكانه بفزع شديد وغضب .. قائلا بنبرة سريعة عالية ( انا جايي حالا ) ثم اغلق الخط بينما فرح تتابعه وقفت جواره تقول بفزع ( في اي يا سليم ... اي الي حصل ؟) لم ينظر لها بل جمع اغراضه سريعاً قائلا ( في مصيييبة .. انا لازم امشي حالا ) ثم اتجه مهرولا مغادرا البيت .. اتت سارة لفرح وهي تقول بقلق ( في اي يابنتي حصل حاجة ؟) نظرت لها فرح بحيرة وهي تبرز شفتيها قائلة ( معرفش يا ماما .. في واحد اسمه فارس اتصل بيه ودا باين قريبهم .. وهو من وقتها وهو متعصب كدا .. ) قابت والدتها بتمني ( اتمني كل حاجة تتحل ربنا يكون في عونه ) هزت فرح رأسها بأسى علي حالها وحظها ......... 
....................................................................................................................................................................................................

+



                    
** لا يعرف كيف قاد السيارة بتلك السرعة ولم يفتعل حادث .. يتصل به فارس يخبره ان ادهم اختطف اخته .. اختطف قمره .. تفادى اكثر من حادث بسبب سرعته المفرطة كي يصل لقسم الشرطة ويرى فارس ويستفهم منه كل شئ .. وأخيراً وصل للقسم وترجل من سيارته بخطوات سريعة للداخل بوجه غاضب .. وصل لمكتبه ووجد علي وفارس امامه فهب كالرياح في فارس قائلا بصوت مرتفع ( اختي فين يا فارس ؟) لم يكن حال فارس اقل حالا من سليم ولكنه كان يتفادى غضبه .. يكفي غضب سليم الذي يملئ المكان .. اعطاه فارس الهاتف كي يسمع تلك الرسالة التي سجلتها قمر قبل ان ترى ادهم القذر .. استمع لها سليم بغضب ثم اتجه لكرسيه وجلس قائلا ( اي الي حصل من البداية بالظبط يا فارس .. وانجز في الكلام !) جلس فارس امامه مكملا هو الاخرى بملامح غاضبة ولكن صوته كان هادئ ( كنا المفروض هنتقابل في كافية بنتقابل فيه علي طول ... وهي طالعة من البيت كلمتني وقالتلي انها طالعة وقفلنا علي كدا .. والكافية قريب من البيت اصلا ولما كنت لسه هتصل عليها وصلتني الرسالة دي منها .. وبعد ما سمعتها فضلت اتصل كان فونها مغلق ) كان سليم يستمع له بتركيز وعندما انتهى مسح وجهه بضيق ثم وجه نظره لـ علي قائلا بجمود ( الواد دا يطلع .. ان شالله يكون تحت الارض تدورو عليه ويطلع مفهووم ؟) هز علي رأسه بإيجاب قائلا ( مفهوم ياسليم باشا ) ثم غادر المكتب يفعل ما أمره به سليم بينما قام سليم من مكانه قائلا بنبرة سريعة ( انا لازم اروح اشوف كاميرات البيت ) وغادر المكتب وفارس يلحقه .. 
كلا منهما عقله شارد بنفس الشخص وهي قمر .. سليم عقله شارد بأخته خوفا عليها وعلى ما سيفعله ادهم بها .. خصوصاً بعد اخر لقاء بينهم في المنزل 
بينما فارس عقله شارد بصغيرته وقلبه يؤلمه عليها .. كيف حالها الآن .. ماذا سيفعل بها ادهم كل تلك الأسئلة تدور برأسه خوفا وقهرا عليها وعلى ما عانته .. قطع حبل تفكيره طرقة سليم علي مقود السيارة وهو يتمتم بالفاظ بشعة في حق ادهم ... ( وحياة امي ما هسيبه ابن ال .. ) اخذ فارس نفسا غاضبا .. وصلا للمنزل فقابلتهم والدة سليم وقمر ' نورهان '
كانت تنظر لهم بإستغراب ممزوج بالقلق قائلة ( مالكو يعيال وشكو مخطوف كدا ليه ؟) ثم نظرت لفارس بقلق ( مش قمر كانت طالعة تقابلك يابني .. اومال هي فين ؟) تلعثم فارس في الحديث ثم نظر لسليم الذي ينظر لوالدته بهدوء عكس تلك العاصفة التي تجتاحه بسبب اختطاف اخته .. ولكن هو الآن يحاول ان يخبئ ذلك الخوف والغضب داخله حتى لا تمرض والدته فقال سريعاً ( راحت مع صحبتها يشتروا حاجات ياماما ) ثم نظر لفارس ولوالدته مرة اخرى ( انا داخل اوضتي انا وفارس في حاجة ضروري عايزين نعملها عن اذنك ) ثم اقترب يقبل مقدمة رأسها التفت لفارس مشيرا له للغرفة .. ثم اتجهوا سويا لها واخرج سليم الحاسوب الخاص به وفتح تسجيلات الكاميرا الموجودة علي بوابة منزله .. ظل يتابع هو وفارس ويقدمان بالشريط ويأخران حتي خروج قمر من المنزل وركوبها سيارة الأجرة ..
قال سليم وهو يتابع الفيديو بتركيز ( اكتب رقم التاكسي دا يا فارس بسرعة ) اخرج فارس هاتفه ونقل الرقم بـ هاتفه بينما ظل يتابع سليم الذي يكبر ويصغر بالصورة ليرى صاحب سيارة الاجرة ولكنه فشل في المحاولة .. أعاد ظهره للخلف وهو شارد بتفكير .. ظل فارس يتابعه يعلم جيداً انه يفكر ولكن هو الآخر سأم بسبب طول الإنتظار فقال مقاطعا حبل تفكير سليم ( سليم انت بتفكر في اي ؟) نظر له سليم ثم وقف مكانه قائلا ( روح انت البيت يافارس وانا هطلع عالقسم .. ولما اوصل لحاجة هكلمك .. ابعتلي بس رقم التاكسي في رسالة ) رفع فارس حاجبيه في انكار ( لا طبعاً انا مش همشي غير لما قمر ترجع .. ولو سمحت متتناقش في الموضوع دا عشان دا اخر الي عندي ) اخرج سليم تنهيدة قوية من داخله ثم قال ( طب يلا ياعم ) ثم غادرا المنزل مرة اخرى باتجاه القسم ...
....................................................................................................................................................................................................
- نور وتامر -
** اتى موعد الغداء .. ذهب جميع الموظفين لبوفية الشركة من أجل تناول وجبة الغداء .. بينما نور فعلت مثلما طلب منها تامر وذهبت له المكتب .. طرقت الباب طرقة خفيفة بينما هو كان يجلس وعندما استمع لتلك الطرقة اعتلت شفتيه إبتسامة منتصرة .. ثم أعاد ظهره للكرسي قائلا ( اتفضل !) دلفت للمكتب وهي الأخري علي وجهها إبتسامة واسعة .. اشار لها بيده بالجلوس فجلست ثم قالت بتساؤل ( حضرتك كنت عاوز تقولي علي حاجة ؟) كان يتابع حركات وجهها وطريقة حركة فمها في التحدث .. وكأنه يحاول ان يحفظ ذلك الوجه في مخيلته .. قام من مكانه وهو يلف حول المكتب متجهها لها قائلا ( اه انا فعلا كنت عاوز حاجة ) وقف خلفها ومد يديه يضعها فوق ظهر الكرسي التي تجلس عليه ثم مال جوار اذنها قائلا ( كنت عاوز اعرض عليكي اننا نتغدى النهاردة سوا ، اي رأيك يانور  ؟) ابتلعت ريقها محاولة انزال كلماته التي قالها .. وللاسف اتجهت تلك الكلمات نحو القلب .. فأبتسمت إبتسامة صغيرة قائلة بتلعثم ( اها طبعا .. طبعا .. يعني ليه لا .. بس اي المناسبة ؟) همهم بتفكير وهو يتحرك من خلفها متوجها للكرسي الآخر المقابل لكرسيها ثم وقف خلفه واستند علي ظهر الكرسي مثلما فعل خلفها ولكن تلك المرة عينيه في عينيها ينظر لها بعينين لامعتين وابتسامة تعلو جانب شفتيه قائلا ( نعتبرها بداية علاقة كويسة ما بينا ) نظرت له بحيرة وتساؤل فأعتدل هو في جلسته قائلا بابتسامة ساذجة ( صداقة .. نبقى اصحاب !) ابتعدت ملامح الحيرة والتساؤل وحل محلها ملامح التفكير  .. دارت بعينيها في ارجاء المكان .. ثم نظرت له مرة أخرى قائلة بإبتسامة واسعة تُظهر أسنانها البيضاء وتظهر عفويتها الزائدة ( ماشي انا موافقة .. بما ان احنا هنبقى اصحاب فـ مافيش مشكلة ) ابتسم بسعادة لموافقتها .. ولقد خابت تلك الابتسامة عندما قالت بإبتسامتها الواسعة ( بس ثواني هتصل بـ علي اقوله ) اخذت هاتفها بينما هو يتابعها بضيق .. قلب عينيه بيأس .. يحاول ولو دقيقة ان يبعد علي عن تفكيرها ويحتل هو تفكيرها ولكن لا يوجد نفع .. سيحاول مرة أخرى خاصةً وان والمرأة تعشق الدلال والاهتمام .. ابتسم بسخرية عند تلك النقطة .. عاد من تفكيره لأرض الواقع عندما قالت بحيرة ( علي تليفونه مقفول .. ممكن يكون في شغل ضروري) اعتدل تامر في وقفته ثم اتجه نحوها وهو يمد يديه لها قائلا ( خلاص انتي مش هتروحيله شغله عشان تستأذني يعني هو تلاقيه عاوز يريح دماغه شوية ..... او فعلا زي ماقولتي بيشتغل !) كانت تنظر له وهو يتحدث بتفكير ثم نظرت ليديه ووضعت يديها في يده .. ووقفت مكانها وهي تقول بشرود ( ممكن فعلا ... ) ابتسم تامر ابتسامة ساخرة ثم قال ( يلا بقى احنا نمشي ) ابتسمت بخفوت وهزت رأسها له موافقة وغادرا سويا للمطعم المجاور للشركة ... طلبا الطعام بينما هو لم يبعد نظره عنها طوال الوقت .. حتى انها لاحظت واصبحت تخجل بسبب ما يفعله .. لأكثر من مرة يظهر احمرار وجهها خجلاً .. وماكان منها سوى انها تخفض بصرها أرضا خجلة مع شتائم محبين - علي - لها لانها تتصرمح مع تامر وتوزع عليه ابتساماتها الخجلة والمحببه ... وكما قال المثل القديم " اللي اختشوا ماتوا "
....................................................................................................................................................................................................
- تيم وطيف -

11
         
** ارتدت ذلك الفستان الذي يغيظه ويكيده حتي تكيده من الداخل .. فُستاناً من اللون الابيض يبرز مفاتنها .. علي الرغم من انها تشبه عود القصب .. ولكن ذلك لم يمنع من ظهور بعض المفاتن .. مثل فتحة الظهر الطويلة .. رفعت شعرها في وضعية - الكعكة - مع سقوط مع الخصل علي عنقها .. ابتسمت برضا لنفسها وهي تنظر في المرآة .. كادت ان تلتف لتأخذ حقيبتها ولكن منعها الالتفاف وجوده علي باب الغرفة يقف ناظراً اليها بنظرات تحمل العديد من التفسيرات .. نظرات محببه .. غاضبة .. حارقة ويود يود حقا ان يحرقها الآن امامه حتي تعلم جيداً ما مصير اللعب مع النار .. اقترب قليلاً من مكانها فعادت هي للخلف خطوتين من ذلك الوحش الذي سينقض عليها الآن .. رفع يديه يمررها علي ذقنه بفمه مع عضه لشفتيه السفلية بقوة .. ازدردت خوفاً وضمت يديها لها قائلة بتلعثم ( دا دا دا .. ااا دا دا انا .. اااا ) لم تكن تعلم ماذا تقول .. جذبها من يديها له لتصبح بمقابلة صدره بينما هو يقول بـ نبرة خافتة رجولية ( اااا اي مسكك سلك عريان ) ابتلعت ريقها الذي لم يعد موجود من الأساس .. فلقد جف حلقها تماماً من الخوف .. لم تستطع ان تتفوه بكلمة ... ليقول بسخرية وابتسامة لعوبة وهو يلف يديه حول خصرها (عارفة ياطيف .. يعجبني فيكي القوة والحماسة الي بتبقى فيكي قبل ما تشوفيني .. واول ما تشوفيني كل دا بيطير .. هو انا مخيف يا طيف ولا حاجة ؟) هزت رأسها لاعلي واسفل ثم قالت بنبرة شبه هامسة وهي تنظر في عينيه ( اه .. انت بعبع !) ظل ينظر إليها وهو يرمش بعينيه عدة مرات ثم وللمرة الثانية انفجر في الضحك امامها .. بينما هي ابتسمت ببلاهه وهي تتأمله عينيه المغمضتين بسبب ضحكه المفرط .. ضحكته الرجولية التي تملئ المكان .. وكانت لحظات من الاحلام الوردية لدى طيف .. ان تراه يضحك .. ها هو يحقق لها تلك الأمنية ولكن في لحظات وينتهي الحُلم .. وعاد لوجه العابس فقالت في داخلها " دا باين عليه بيتحول ولا اي " اخفضت وجهها أرضا ثم رفعت عينيها فقط تنظر له باستطعاف .. فرفع حاجبيه بسخرية وتنقل بعينيه في ارجاء المكان بينما هي استغلت تلك الفرصة وضعت يديها علي بطنها وهي تقول بتأوه ( ااه .. بطني بتوجعني اوي باينله كدا بيرفس !) ابعد يديه عنها ثم ابتعد مقدار خطوة عنها بينما هي تتابعه بعين وتعود للتمثيل مرة اخرى ..وقف واضعا يديه في جيبه وملامح القرف والسخرية تحتل وجهه مع ارتفاع احدى حاجبيه وطرف شفتيه قائلا ( مفقوسة اوي يا طيف هانم .. وبعدين عيل اي الي بيرفس فالشهر الاول ) كانت تحنو ظهرها ممسكة ببطنها وعندما استمعت لتلك الكلمات رفعت بصرها تنظر له ثم اعتدلت في وقفتها ورفعت اصبعها تضعه في فمها بأرتباك قائلة ( مافيش طفل بيرفس فالاولاني صح ) ابتسم بمجاملة لها ثم عاد لجموده ( وحتة القماشة الي انتي لابساها دي تلبسيها وانتي معايا ياعنيا .. روحي غيري والبسي حاجة مظبوطة .. انا داخل اغير هدومي ) ثم ابتعد من امامها باتجاه غرفة الملابس وهي عندما رأته يختفي من امامها قالت بسخرية ( البسه قدامه قال .. دا علي اساس اني مراته ) صمتت قليلا ثم قالت ببلاهه ( لا ماشاء الله عليكي ياطيف وحامل في ابنه ... يارب امسك عامود نور يكهربني خليني اموت وارتاح ... !) طل رأسه من تلك الغرفة قائلا لها بسخرية وصوت مرتفع نسبيا ( عواميد النور مش بتكهرب غير في المطر .. عندك فيش النور كتير يا طيف علي واحدة منهم ودبي صوابعك فيها هتهزك هز جامد !) التفت تنظر له وهي تضيق عينيها قائلة ( علي فكرة دا مش احترام عيب كدا ) اخرجت تلك الكلمات من فمها ثم اسرعت في حركة قدميها متجهه لخارح غرفته لغرفتها تُبدل فُستانها ... 
....................................................................................................................................................................................................
- حنين وليث -
** جلست علي الاريكة تُفكر فيما عرضه عليها ليث .. تعلم جيداً انه قرار مصيري يجب ان تختار الصحيح .. تذكرت لماذا اتت من لندن فأخرجت تنهيدة من داخلها توضح ما تشعر به حنين من كره تجاه الزواج بسبب والدها .. ذلك الاب الذي لم يرحمها منذ ان تخرجت من جامعتها وهو يريد تزويجها .. وفي آخر مرة اراد تزويجها لرجل في سن والدها .. اللعنه هو لا يريد تزويجها بس يريد بيعها بلا مقابل .. ولكن الآن ان الوضع مختلف كليا مع ليث .. فهو شخص جيد وعمله جيد ولديه مستقبل وكل الفتيات تتمناه .. عند تلك النقطة توقفت قليلاً تسأل نفسها " هل هذا المهزء عرض على غيرها الزواج من قبل ؟" هزت رأسها بنفي وكأنها تجيب علي نفسها لتقول بخفوت ( قالك انه كان بيدور اتهدي بقا بتفكيرك دا !) ثم اكملت تفكير فيه وبجماله ووسامته ورفعت حاجبيه باستمتاع وهي تضيق عينيه بابتسامة خبيثة ( قشطة يولاه ) ثم حركت شفتيها للجانب الآخر بلا مبالاة وهي تضع يد فوق الأخري قائلة ( أحلى من الشرف مفيش فعلا ) .. اعادت رأسها للخلف تسندها علي الأريكة وهي تفكر وتشرد بتفكيرها بعيداً في حياتها مستقبليا مع ليث وماريا .. تلك الصغيرة التي احبتها من قلبها .. ابتسمت بدفئ وقطع حبل تفكيرها صوت هاتفها .. اعتدلت في جلستها ممسكة الهاتف فوجدت رقم مجهول .. انه رقم ليث .. لم تسجله بعد ولكنها حفظته بسبب كثرة الاتصالات خاصته .. ترددت في البداية من ان تجيب ثم اجابت قائلة بخفوت ( الو ؟) اتاها صوته متحمسا ( ها وافقتي انا سبتك تفكري كتير اهو ) قوصت حاجبيها ببلاهه ( كتير اي يابني دانت لسه موصلني البيت من نص ساعة ) اجابها بتساؤل مزيف ( وهي نص ساعة قليل !) قلبت حاجبيها وهي تنفخ قائلة ( انت قولت مش هتكلمني لحد ما افكر كويس يبقى متتصلش تاني ) اتاها صوته الذي يبين عبوسه قائلا ( طاه ياختي .. فكري كويس ها .. خلصي حساباتك وبعدين كلميني .. ولو احتجتي اي مساعدة في الحسابات كلميني انا مهندس شاطر !) كان تقلده بفمها بسخرية ثم قالت ( طاه طاه يلا يلا سلام ) ابعدت الهاتف عن اذنها واغلقت الخط في وجهه وهي تبتسم ابتسامة خجلة .. سعيدة .. مُرتاحة .. وداخلها يود ان يوافق بنسبة خمسة وتسعين في المئة ... ولكنها ستنتظر لتُفكر جيداً وتصلي صلاة الاستخارة حتى توافق عن اقتناع .. اتى في بالها قمر ففتحت هاتفها تود ان تحادثها ولكنها وجدت رسالة من رقم مجهول في البداية اعتقدت انه ليث ولكن لا هذا الرقم غير رقم ليث .. إذن لمن وما محتوى رسالته .. فتحت الرسالة وكان محتواها فيديو ... فتحت الفيديو والفضول يأكلها .. بدأت عينيها تتوسع بصدمة ونفسها يعلى شيئاً فـ شيء .. كان الفيديو يحتوي علي قمر وهي مربطة اليدين والقدمين تجلس علي ارض مليئة بالتراب .. جوار فمها جرح كبير ينزف دماً .. ثُم وصل فيديو اخر لهاتفها فرأته وهي تسمع صوت رجولي لا تعرفه ولكن من شكها علمت انه ادهم .. ( ها اي رأيك في قريبتك ياقطة .. وري الفيديوهات دي لاخوكي الشبح والظابط سليم ) قهقه ادهم بطريقة مقززة وتسللت يديه لذراع قمر وهو يتلمسه بينما هي تنفر منه ببكاء مرير وانتهى الفيديو عند تلك الثانية بينما حنين كانت دموعها تهبط علي خديها بأسى علي قريبتها وصديقة عمرها وطفولتها .. اخذت ترن علي فارس بجسد مرتعش وقلب مرتجف .. لم يجيب فـ رنت مرة اخرى فلم يجيب .. ثم رنت علي سليم ليرد هو بنبرة سريعة ( حنين انا في شغل ومش هعرف اكلمك دلوقتي ) ردت بسرعة وبنبرة باكية ( قمر يا سليم .. قمر مخطوفة ) اتاها الصمت لبعض من الوقت ثم أجاب سليم بنبرة متسائلة ( انتي اي عرفك ياحنين ) فردت هي الأخرى وهي تمسح دموعها ( هقولك عرفت ازاي بس انا لازم اشوفك دلوقتي حالا ) اجابها ( طيب خليكي في البيت انا جاي انا وفارس ) ثم اغلقا الخط بينما حنين جلست تضم ركبتيها إليها وهي تفكر بـ قمر ببكاء وما يحدث لها الآن ...
..............................................................................................................................................................................
** ظل سليم يشاهد الفيديوهات اكثر من مرة يحاول ان يستنتج منها شئ بينما فارس .. غاضب .. هائج يود ان يفتك ذلك المدعو ادهم .. نظر لسليم قائلا ( وبعدين بقا احنا هنلاقي صرفة ازاي .. الواد دا محدش عارف يوصله يعني ولا عارف مكانه ) نظر له سليم ثم لحنين قائلا بحيرة ( هنلاقيه لو تحت الارض .. بس انا عاوز اعرف إيه غايته انه يبعت الفيديو لحنين مش يبعته ليا ولا ليك !) هز فارس كتفه بلا مبالاة ( وانا اي عرفني يعني مكنتش قاعد في راسه ولا عارف هو بيفكر ازاي .. المهم هو عايز يكيدنا وبس ) نظر له سليم بهدوء ثم نظر امامه بشرود وهو يفكر ويحاول ان يصل لحل او طريقة ما .. ثم نظر لحنين وفارس ( انا اهم حاجة عندي ان امي متعرفش اي حاجة دلوقتي تمام ) هزت حنين رأسها بإيجاب بينما فارس اكتفى بالصمت .. 
ظل سليم جالسا معهم لبعض الوقت حتى اتته رسالة من علي .. واكتفى بمعرفة محتوى تلك الرسالة دون إخبار فارس .. ثم قام من مكانه قائلا ( انا همشي عشان مسبش والدتي كل الوقت دا لوحدها وهقولها ان قمر بايتة مع حنين الليلة دي عشان كانت مخنوقة شوية ) نظر له فارس قائلا بهدوء ( لو عرفت حاجة اتصل بيا انا مش هنام ) .. هز سليم رأسه ثم غادر المكان وركب سيارته متوجها نحو المكان الذي اخبره به علي في رسالة .. وفي طريقه رن هاتفه بإسم فرح .. تذكر كيف تركها وغادر علي ملى وجهه دون اخبارها بشئ .. يبدو انها قلقت كثيرا عليه .. امسك هاتفه واجابها ( الو ) ردت بنبرة متلهفة ( اي ياسليم في اي .. انا عمالة احاول اتصل عليك بيديني مغلق .. هو في حاجة وحشة حصلت معاك !) اخذ نفسا عميقا ثم قال ( محصلش حاجة يافرح .. بس في كذا حاجة في الشغل لازم اخلصها .. نبقى نتكلم بعدين واحكيلك كل حاجة مش هينفع في التليفون ..) همهمت ثم قالت ( ماشي .. خد بالك من نفسك ) ابتسم إبتسامة صغيرة ثم قال ( حاضر .. يلا سلام ) ( سلام ) كانت تلك اخر كلمات سمعها منها عندما اغلق المكالمة .. وصل لمستودع ملئ بالسيارات الخردة .. وبعض سيارات الأجرة .. التفت حوله فوجد علي يترجل من سيارته بأتجاهه قائلا ( التاكسي الي ظهر في الكاميرا هنا ) وضع سليم يديه علي المسدس الذي يعلقه في بنطاله ثم قال ( تمام اوي ) ثم دلف للمستودع وبرفقته علي ووجد بعض الرجال يجلسون حول مائدة يلعبون القمار والبعض الآخر يعد رُزمة من النقود .. والبعض الآخر يغير ارقام السيارات .. اتى رجل وبفمه سيجاره ( خير يابشاوات ) نظر سليم له من اعلاه لأسفله ثم اشار لـ علي الذي فهم ما يريده فأمسك هاتفه يعبث به .. فقال ذلك الرجل ببعض الرهبة ( في اي يا اخينا انت وهو ؟) اقترب سليم في مقابلته قائلا بهدوء وتساؤل ( في تاكسي خرج الصبح من هنا بالنمرة دي ) ثم اخرج هاتفه يريه التاكسي برقمه فقال الرجل وهو يشوح بيده ( اه .. طب هو يخصك في حاجة لمؤاخذة !!) نظر سليم لـ علي ( انت بتتصل بالبوليس ليه ياعلي هما هيجاوبونا ) تريث الرجل في خوف ثم قال ( بوليس اي بهاوات هو في اييي ؟) فقال علي بتهديد ( جاوب عالباشا !) نظر لهم ذلك الرجل ببعض الخوف ثم اشار لاحدى رجاله ان يأتي .. فأتي واحداً منهم ليسأله ذلك الرجل وهو ينظر لسليم بخوف ( التاكسي الي الي خرج الصبح نمرته اي ؟) أخبره ذلك الشاب بنمرة سيارة الأجرة فسألهم سليم بإستغراب ( وفين الواد الي كان سايقه الصبح ؟) فرد الشاب ( منعرفوش هو انتو الكاميرا الخفية ولا اي ؟) ابتسم سليم بسخرية ( لا قدرك الأسود ) ثم نظر للرجل ( انطققق فين الواد الي كان سايق التاكسي الصبح ؟) فرد ذلك الرجل بخوف ( دا واحد منعرفوش جه طلب التاكسي وادانا فلوس كتير قال هيعمل بيه مشوار وهيرجعه ) همهم سليم فسأل ذلك الرجل مرة اخرى ( بس انتو تطلعو مين يابشاوات ؟) فرد سليم بابتسامة صفراء ( ماقولتلك قدرك الأسود .. الرائد سليم ياروح امك !) وما هي الا عدة ثواني حتي حاصرت الشرطة المكان ليقف الكل رافعا يده لاعلي بينما سليم نظر لهم ببعض من القرف قائلا ( نكمل كلامنا مع كوباية شاي في القسم ياخويا !) ثم استدار مغادرا المكان تاركا عناصر الشرطة تقبض علي الرجال الموجودين في المكان .............
..................................................................................................................................................................





** بدأ يشقشق النهار باشعة بسيطة للشمس .. فكانت السماء عبارة عن زراق ممزوج بـ لون اشعة الشمس قادما من الافق البعيد مشيراً ان الشمس ستشرق كاملة بعد قليل من الوقت .... بينما علي في القسم رفقة سليم .. لم يتركه دقيقة واحدة حتي يحل معه تلك المصيبة التي وقعت علي عاتقهم .. كان جالساً يشرب بعض الشاي وفتح هاتفه .. فوجد رسالة منها محتواها ' مجتش النهاردة ليه ؟' اخذ نفسا عميقا ثم رد برسالة مختصرة ' انا اصلا مروحتش البيت .. انا في الشغل يا نور ' اغلق هاتفه مرة اخرى يفكر فيما يحدث معهم .. تلك المشاكل التي هبت فجأة عليهم منذ ذهابها للشركة وعملها بها .. منذ يوم خطبتهم وهي تزيد .. يكره المشاكل بينهم يود ان يظلا مثل العسل بينهم الحب والعشق فقط .. ولكن كما نقول تلك هي سُنة الحياة .. المشاكل والحزن والهم ... 
انتهى من كوب الشاي ودلف لسليم في مكتبه فوجده يشاهد بعض الفيديوهات وهو شارد ... تنحنح علي مشيراً لوجوده فنظر له سليم لبعض الوقت وهو شارد .. ثم قام من مكانه وهو يأخذ مسدسه قائلا ( انا عرفت مكانهم فين !) وضع علي كأس الشاي ولحق سليم الذي استعجل في الذهاب .....
..............................................................................................................................................................................


رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثالث عشر 13 بقلم امينة محمد



                    
** ** وصل سليم وعلي لاحدي الأماكن القديمة .. التي جر عليها الزمن فأصبحت مبانيها متهريه .. تلك الأماكن التي كان لها شنة و رنة في بدايتها .. تفقد رونقها وجمالها بسبب قدوم الزمن عليها .. ترجل سليم من سيارته ينظر للبناية التي امامه بشرود .. بينما علي يقف جواره غير قادر علي استوعاب ما يريده سليم .. كانت الساعة تقريبا السادسة صباحاً .. لا يوجد مخلوق في الشارع .. فقال علي بتساؤل ( باشا هو احنا بنعمل اي هنا !؟) تقدم سليم بخطواته للبناية وعلي يتبعه ليقول سليم بخفوت ( دا بيت امه واخواته ) صعد سليم للشقة المطلوبة ثم طرق الباب بقوة عدة مرات .. يديه كانت تتجول من الباب للجرس .. حتى فتحت له سيدة كبيرة في السن تنظر له بتساؤل ( في اي في حد بيضرب الجرس كدا عالصبح !) فقال سليم بجمود ( البوليس يا هانم ) وقفت متشنجة مكانها وهي تخبط يديها علي صدرها تولول ( يلهووي .. في اي ياباشااا احنا معملناش حاجة !) رفع سليم يديها لها وهو يهدئها ( اهدي يا ست انتي اهدي .. انا جاي اتكلم معاكي بهدوء وماشي تاني ... انا عارف انكو معملتوش حاجة ) تطلعت له ببعض القلق وهي تهز رأسها ( اتفضلو يابني طيب اتفضلو ) ثم ابتعدت عن طريق الباب ليدلف علي وسليم سويا وجلسا بينما هي جلست امامهم تنظر لهم بقلق وتفرك بيديها بقلق كبير قائلة ( اؤمرنا يابيه ؟) نظر لها سليم بجمود ( الأمر لله وحده .. انا جاي اسألك علي كذا حاجة وياريت تجاوبيني بصراحة ... ادهم ابنك فين ؟) ظلت تنظر له قليلاً بخوف .. فقال سليم سريعاً ( ابنك عامل مصايب كتير ولو انتي خبيتي عن مكانه هيبقى انتي كمان متورطة معاه واكيد انتي مش عايزة كدا ) هبطت دموعها بقهر وهي تقول ( بالله عليك يابيه تسيبه في حاله ... هو معتوه وغبي بس والله لما يجيلي انا هربيه واقوله يبعد عن سكتكم ) ارتفع صوته بنفاذ صبر ( ابنك خاطف اختي ... ادهمم فين ؟) شهقت بعنف وهي تطلع به بصدمة قائلة ( يامصيبتي !!!) ... مال علي في جلسته وهو ينظر لها قائلا ( ياحجة ابنك مش بس خاطف اخت سليم بيه دا كمان متورط في قصص مخدرات وحاجات كتير !) هزت رأسها ببكاء وهي تقول ( والله يابني انا مبعرفلوش طريق هو كان هنا من يومين .. ومردش علينا تاني يابيه والله .. الله يخربيتك يا ادهم يابني الله يخربيتك ادعي عليك اقول اي بس يابني ) ارتفع صوت نحيبها فنظر لها سليم بحزن ثم اكمل بهدوء ( اهدي ياحجة .. طب تقدري تقوليلي اي حاجة تتدلني عليه ) هزت رأسها بإيجاب ( العمارة الي في وشنا دي فيها واحد صاحبه روح بالروح .. ممكن يكون عارف مكانه ) فقال سليم بتساؤل ( طب ودا في انهي شقة ولا هنعرفه ازاي ؟) فقالت من بين بكاءها ( العمارة بتاعتهم وهما الوحيدين الي ساكنين فيها ) وقف سليم مكانه ومعه علي أيضاً قائلا ( ماشي .. عن اذنك !) ثم اتجه ناحية الباب مغادرا وعندما خرجا اتت ابنة تلك السيدة وهي تبكي وتقول ( قولتيله ليه يما علي مكان صاحبه كدا ادهم هيروح في داهيه !) جلست تلك السيدة وهي تبكي بقهر ( اخوكي المصيبة خطف اخت الظابط .. خاطفها ياحزني خطفها !) ..... 
وقف سليم وجواره علي بجانب السيارة فقال علي بتساؤل ( مش هنطلعله ؟) هز سليم رأسه بنفي وقال ( اركب يا علي ) ثم ركبا السيارة ليقول سليم ( هنستناه هنا لحد ما يشرف ) همهم علي تفهم ثم اراح علي ظهره للخلف وهو ينظر حوله ويرى المكان .. 


                
مرت ساعتان علي جلوسهم في تلك السيارة منتظرين ذلك الشاب صديق ادهم حتي يعرفون منه مكان " قمر " .... انتبه سليم لشاب خرج من تلك العمارة فقال لـ علي ( بص شكله هو دا !) نظر علي للشاب بتركيز فترجل سليم السيارة ويتبعه علي أيضاً .. بينما ذلك الشاب كان يمشي وهو يشعل سيجارته وعندما رفع رأسه ورأي امامه سليم وعلي .. وقف مكانه ناظراً لسليم بتركيز ثم رمى السيجارة من يديه وبدى علي وجهه علامات الصدمة والخوف قائلا ( يانهار اسود ) ثم التفت يركض عنهم فتبعه سليم وعلي يركضان خلفه .. ذلك يدخل هنا ويخرج من هنا بينما سليم يتبعه وعلي أيضا .. وصل الحال بهم ممسكين به واقعا أرضا بينما سليم يعلوه واضعا ركبتيه علي ظهره جاذبا يديه لخلف ظهره قائلا بصوت لاهث اثر الجري ( يعني انت عارف اننا هنمسك كان لازم الجري دا .. بس يلا ميضرش ) ثم جذبه يوقفه بينما ذلك يحاول الركوض منهم قائلا ( سيبني ياباشا انا معملتش حاجة والمصحف ) فقال سليم بابتسامة ساذجة ( انا عارف انك معملتش حاجة بس امشي يلا انا عازمك علي كوباية شاي ) ثم جذبه هو وعلي عنوة لقسم الشرطة ..........
كان سليم يجلس علي كرسي مكتبه وامامه ذلك الشاب الذي امسكه فقال سليم بحدة ( ادهم فين ؟) هز ذلك الشاب رأسه بتوتر قائلا ( معرفش انا مشفتوش بقالي .. كام يوم هو عمل حاجة سعادتك ؟) ابتسم سليم بسخرية ( لا اصله واحشني وبدور عليه من امبارح !) ثم قال بصوت مرتفع غاضب ( انطق ياروح امك هو فين ؟) تلعثم في جوابه فقال ( و.والله مـ معرفش يابيه) نظر سليم لـ علي يشير له ليُدخل صاحب المستودع وبالفعل ماهي إلا دقائق حتى دخل علي وصاحب المستودع وهي يحيي سليم ( هطلعني يابيه ؟) نظر سليم لصديق ادهم ثم لذلك الرجل قائلا ( تعرفه ؟) فهز صديق ادهم رأسه بنفي وتلعثم بينما قال ذلك الرجل بانفعال ( هو دا يابيه الي خد مني التاكسي امبارح الصبح وادانا فلوس كتير ايوه هو انا عرفته !) ابتسم سليم بخبث ثم نظر لصديق ادهم فكان يبدو عليه القلق والخوف وهو يخفض بصره .. فقام سليم واتى امامه ممسكا مسدسه بهدوء ( ها ادهم فين ؟) فقام صديق ادهم من مكانه بخوف كبير قائلا بنبرة متلعثمة ( انا هقولك يابيه انا هقولك !) فأبتسم سليم بنصر قائلا ( انت مش هتقولي انت هتوريني ) ثم جذبه للخارج بينما لحقه علي ومع بعض عناصر الشرطة ذاهبين للمكان الموجود به ادهم ...
............................................................................................................................................................................





** كانت مغمضة العينين بتعب وارهاق .. لا تشعر بما حولها .. هي مخدرة تماما من ضربه لها .. تعتقد انها ستكون اخر أيامها هُنا ومعه في هذا المستودع الكبير .. يزرع الانسان ويحصد ما يفعله وها هي تحصد ما تفعله .. كانت تعتقد انه روميو خاصتها وهي جوليت ولكنها لم تكن تعلم ان حب روميو لجوليت كان انقى بكثير من حب ادهم لها .. لم تعلم ان روميو وجوليت ماتا حتى يكونا سويا في مكان آخر كما اعتقدا .. احبته بـ قلب برئ .. ولم تكن تعلم انه احبها بـ قلب شهواني .. يفعل كما يفعل المغتصبون تماماً .. لا يوجد فرق بينه وبين المغتصب فهو حاول اغتصابها قبل الآن .. حاول اغتصابها حتى وهي زوجته .. 
شعرت بـ خطى قدم تخطو نحوها فتأوهت بألم ها هي ستنعم بطعم الجحيم مرة اخرى .. لم تشعر سوى بشعرها يُشد بيديه بقوة يجلسها ولكن جسدها لا يتحمل الجلوس من شدة التعب الذي حل به .. همس ادهم جوار اذنها ( قمر انا حبيتك يا قمر .. انتي حلوة اوي وانا حبيت حلاوتك دي انا مكسرتش قلبك لا انتي فهمتي حبي غلط .. تعالي نتجوز ونرجع سوا ياقمر انا اسف !) نظرت له بقرف ثم بزقت في ووجهه قائلة ( متتكلمش عن الحب .. انت متعرفش يعني اي تحب .. الحب الي انت بتتكلم عنه دا ميعرفش امثالك .. انا مش هرجعلك ولو علي جثتي !) ثم أكملت بسخرية ( انا فضلت اسامحك كتير عشان انا حبيتك بجد بس خلاص .. كل الحب دا اتحول لكره عمى قلبي زي ما حبك كان عامي قلبي .. انت احقر حد شوفته في حياتي يا ادهم .. انا مش هبكي عليك عشان البكاء عليك هيكون اكبر خسارة ليا .. انا همحيك من ذاكرتي .. وانت وقتها هتكون بتعفن في السجن بسبب اعمالك القذرة ..... سليييم مش هيرحمك ) كانت تقول اخر كلماتها وهي تضغط علي اسنانها وكأنها تنبهه بمصيره وما سيفعله به سليم ... كان ادهم ينظر له والغضب يتطاير من انفاسه وعينيه .. فشد على شعرها بقوة قائلا ( انتي مبجيش معاكي غير الضرب والتهزيق .. ) نظرت له بغل وملامح القرف تعلو وجهها .. فـ عندما ينكسر في النفس شئ لا يجبره ألف إعتذار ... هبط علي وجهها كف من يديه القوية لتصرخ بألم ولكن عينيها جامدة لا تذرف منها دمعة .. عينيها تظهر صورة قاسية .. تعكس تلك الصورة عن قلبها الذي جمدته الأحزان التي مرت عليه .. ضربها كف وراء الآخر حتي وقعت ارضا بلا هوادة وبلا حول او قوة ... 
فزفر ادهم بغضب وهو ينظر ولها بانزعاج ثم غادر تلك الغرفة الاي يحبسها بها .... 
..........................................................................................................................................................................
- تيم وطيف -
** استيقظت باكراً ثم ذهبت للمطبخ تعد لنفسها بعض الشطائر .. تبدو مثل المفجوع هذه الأيام تأكل كثيرا بلا رحمة .. يبدو ان طفلها جائعا دوماً فيأكل كل ما تأكله هي .. تذكرته عندما اخبرها بالأمس انه يشك انها يوماً ما ستأكله .. فأبتسمت بسخرية وهي تأكل الشطائر بنهم .. انتهت من الطعام ثم اتجهت لغرفته فرأته نائما .. اقتربت منه وهي تقف جواره وتنظر له بهدوء .. ذلك الملاك النائم امامها .. اخذت نفساً عميقاً وهي تتطلع له بسخرية قائلة في بالها " شوف نايم ازاي زي الملاك .. ولما بيصحى اعوذ بالله من غضب الله " جلست جواره تمسد علي شعره بحنان وهي تركز في ملامحه الجامدة القاسية .. ولكن لم تخلو ملامحه من بعض البراءة التي احتفظ بها من قسوة الزمن .. تذكرت معاملته لها قبل وجود ذلك الطفل في احشائها وبعده .. تتذكر كيف كان يقسو عليها ويجرحها .. و الآن يعاملها بحنو وهدوء .. هل يخاف علي ابنه ام يخاف عليها بسبب تعب قلبها .. 
ألا يعلم كم يجرح احساسها عندما تبكي امامه فلا يمد يديه ليهدء من روعها بل يكمل قسوته عليها .. ألا يعلم كم يكون ذلك الشعور مؤلم عندما يبكي المرء امام من يحب معتقدا انه سيمد يده ليمسد الدموع .. هبطت دمعه من عينيها متألمة علي حالها .. كم يكون صعباً عندما تحب شخصاً رغم ما سببه لك من جروح تدمو القلب .. 
كان ينظر إليها وهي شاردة والدموع تهبط من عينيها .. يعلم جيداً بـ ماذا تفكر .. ويعلم جيداً انه السبب الآن بهبوط تلك الدموع .. اعتدل من موضعه جالساً وهو يمد يديها يمسد دموعها مبتسماً إبتسامة صغيرة .. فأنفضت من لمسته قائلة بتلعثم ( انا .. صحيت .. من شوية وفطرت .. وجيت عشان اصحيك عشان تروح الشغل .. وو انا ) قاطعها هامسا بدفئ ( ششش اهدي طيب وخدي نفسك ) نظرت له بحزن والدموع تتساقط من عينيها فقربها منه يعانقها بحنان قائلا ( اهدي يا طيف كفاية عياط ... طب قوليلي بتعيطي ليه ؟) ابعدت وجهها عنه تنظر لعينيه بعيونها الدامعة الحمراء ( ا..اااصل انا جعانه اوي !) فتح فمه بصدمة ... ثم قال ( انتي مش بتقولي لسه فاطرة !) هزت رأسها بإيجاب ثم قالت ( ما ابنك كل الاكل كله الي في بطني وانا جعت تاني .. ولا انت مستخسر فيا الاكل يعني !) ثم تعالى صوت بكاءها وهي تضع يديها فوق فمها .. بينما هو ضم شفتيه يكتم غيظه مرفرفاً برموشه ثم قال محاولاً الهدوء ( لا طبعا مش مستخسر فيكي .. تعالي اعملي دور فطور تاني يلا ) دفعت يديه بعيداً عنها ثم قامت متوجه للخارج وتحديداً للمطبخ ... 
بينما هو زفر بضيق قائلا ( صبرني يارب عشان مرتكبش فيها جريمة قتل !) ثم توجه لحمام غرفته ينعم براحة صباحية حتى يكمل يومه في العمل بتركيز كبير .. 
........................................................................................................................................................................
** ترجل سليم من سيارته وهو يجذب صديق ادهم من ملابسه متوجهين ناحية المستودع الذي وصلوا له .. دلفوا جميعهم للمستودع فلاحظ سليم انه نفس المكان الموجود في الفيديوهات التي ارسلها لهم ادهم .. دفع سليم صديق ادهم لينادي عليه فقال بصوت مرتفع متلعثم ( يا ..ادهم !) فأتى صوت ادهم من الداخل قائلا ( اي يسطا !) ثم خرج من المكان مصدوما بـ سليم وعناصر الشرطة .. دفع سليم صديقه ليمسكه علي بينما هو توجه ناحية ادهم الذي عاد خطوتين للخلف ثم ركض لاحدى الغرفة فركض خلفه سليم ليجده يقف في تلك الغرفة موجه المسدس ناحية قمر القابعة بالارض دون حركة .. فصُدم وهو يرفع يديه ليهدأ ادهم قائلا ( متتهورش اي عايز تاخد إعدام؟) ابتسم ادهم بسخرية ( يعني علي اساس لو مسكتوني دلوقتي هتعملو فيا اي ما انتو هتدوني مؤبد .. ) نظر سليم لقمر ثم لادهم مرة اخرى وهو يتقدم منه ( ادهم اهدى كدا متتهبلش !) هز ادهم رأسه بنفي وسخرية .. بينما قمر شعرت بصوت أخاها يطرق في اذنها وذهنها .. ففتحت عينيها بتكاسل وهي تهمس ( س.سـليم !) رفعت عينيها تنظر له فأرتسمت إبتسامة سعيدة علي فمها بتعب وهي تقول ( سـليم ...) حاولت ان تعتدل في جلستها بينما سليم تقدم خطوتين يريد مساعدتها فصرخ ادهم ( اقف مكانك وإلا والله هفشفش دماغها بالمسدس دا ) وقف سليم مكانه بينما عناصر الشرطة تجمعت في الغرفة فشاور لهم سليم بالتوقف والهدوء ليقول ادهم بخبث ( براڤو .. عموما عاوز اقولك علي مفاجأة في التجمع الحلو دا !!) ثم لف بنظره في المكان ليقول بسخرية ( بس التجمع كان ناقصه الواد الحمش قريبكو دا .. بس مش مشكلة .. انا واختك متجوزناش .. انا مضتها علي ورق مضروب وهي صدقت !) هبطت تلك الصاعقة علي سليم وقمر في نفس الوقت .. ولكنها هبطت علي قمر صاعقتين وليست واحدة .. كان يكذب عليها بشأن زواجهمها .. نظرت له بإحتقار وهي تقول ( انت اكتر واحد وسخ شوفته في حياتي يا ادهم .. انت اكتر واحد قذر انا بكرهك بكرهك ) هبطت دموعها بغذارة وهي تبكي بألم .. فجز سليم علي اسنانه وهو يقترب بغضب من ادهم الذي فُزع نتيجة ذلك الإقتراب وقبل ان يضع سليم يديه علي أدهم كان رصاصة المسدس التي بيد ادهم الأسرع في اختراق جسد قمر ... صدمة وقعت على الجميع .. شهقة خرجت من فمها قبل ان تسقط أرضا بلا هوادة .. بينما سليم انقض علي ادهم عالاسد الذي ينقض علي فريسته دون ان يرحمها .. ظل يضربه بقبضته في وجهه مرة وراء الأخرى وهو يصرخ به ويسبه بألفاظ سيئة للغاية .. ركض له علي يبعده عن ادهم قائلا بتحذير وصوت مرتفع ( هتودي نفسك في داهية عشان واحد زي دا سيبه ياسليم باشا !) ابتعد سليم من فوق أدهم الذي لا يتحرك ثم ضربه مرة اخرى بقدمه في بطن ادهم .. والتفت ينظر لأخته الغارقة في دمها .. ثم ركض إليها يحملها دون التحدث لأحد وذهب راكضا بها لسيارته متوجها للمستشفى .. 
وأخيراً بعد طريق طويل للمستشفى كان يخاف ان يخسرها بذلك الطريق ومن حين لآخر ينظر لها بقلق ها هو الآن يصل للمستشفى .. حملها وهو يصرخ ليساعده احدهم فأتت الممرضات والممرضين يأخذونها لغرفة العمليات سريعاً .. بينما وقف سليم خارج الغرفة مصدوما .. بل مصعوقا وهو يتذكر كيف قوصها ادهم .. ينظر للدماء التي تغطي قميصه .. دمائها .. لا يعلم ان كانت ستكون بخير ام لا .. ولكن ما يعلمه انها لن تتركه .. افاق من شروده علي صوت هاتفه وهو يرن .. امسك الهاتف فوجد المتصل " فارس " رفع الهاتف علي اذنيه وهو يقول بجمود ( انا في المستشفى الي انت بتشتغل فيها .. قمر في العمليات !) لم يسمع صوتا لفارس بل سمع صوت اغلاق الهاتف .. جلس علي الكرسي الذي امامه منتظراً خروج الطبيب حتي يطمئنه عليها .. ظل جالساً .. قلبه ينبض بقوة خوفاً علي صغيرته .. رن الهاتف مرة اخرى ولكن تلك المرة بأسم فرح .. اتت في وقتها المناسب فهو كان يريد التحدث معها .. رفع الهاتف علي اذنيه قائلا بصوت مختنق ( فرح !؟) ردت من الجهه الاخرى بصوت حائر قلق ( سليم .. في اى انا بتصل عليك من امبارح مبتردش عليا .. مالك صوتك متغير ليه ؟) ظل قليلاً صامتاً ثم قال بتلك النبرة المختنقة ( هبقى احكيلك بعدين .. بس عايزك تيجيلي المستشفى !) ثم اخبرها اسم تلك المستشفى فقالت بقلق ( انت بتعمل اي هناك يا سليم قلقتني كدا في اي ؟) فقال بخفوت ( قمر في المستشفى .. لما تيجي هفهمك كل حاجة ) فأجابته سريعاً ( حاضر هلبس واجي !) ثم اغلقت الخط وذهبت تخبر والدتها بأنها ستغادر ثم تجهزت ووصلت المستشفى .. وجدته جالساً واضعا رأسه بين يديه وجواره حنين .. وامامهم يقف فارس .. عرفتهم سريعاً بسبب رؤيتها لهم من قبل في منزل سليم .. اخذت نفساً عميقاً ثم تقدمت منهم ( السلام عليكم ) ابتسمت لها حنين بخفوت ( وعليكم السلام ) بينما سليم رفع رأسه ينظر لها بملامح حزينة .. فأقتربت منه تجلس جواره من الناحية الاخرى وتضع يديها فوق كتفه ( هتبقى كويسة .. هي حالتها خطيرة ولا في اي ياسليم ؟) نظر لها ثم ابعد وجهه ينظر امامه بجمود ( اه .. اضربت بالنار ) فتحت فرح عينيه بصدمة وهي تبتلع غصتها .. ثم ضغطت على كتف سليم وهي تقول بقلق ( ه.هتبقى كويسة ان شاء الله !) امسك يديها بين يديه ثم اعاد رأسه للخلف يستند علي الحائط بينما هي كانت تنظر له بحـزن بالغ علي حالته تلك ... نظرت مرة اخرى لفارس فكان يقف بجوار باب غرفة العمليات وهو يضم يديه لصدره .. نظره بالأرض وعندما رفع نظره كانت عينيه مدمعتين .. وجهه مختنق حالته لا تقل شيئا عن حالة سليم .. ابعدت نظرها عنه تنظر لحنين هي الاخرى شاردة .. ملامحها حزينة وخائفة .. ودموعها تهبط علي خديها بقلق .. فقالت بخفوت ( ربنا يقومها بالسلامة يارب !) ... ابتسمت لها حنين بدفئ ثم نظرت لهاتفها الذي يرن باستمرار بأسم ليث .. نظرت لهم ثم قامت من مكانها مبتعدة عنهم قليلا وهي تجيب بصوت باكي ( الو !) رد ليث بقلق يغمر صوته ( انتي بتعيطي ولا اي .. في اي يا حنين ؟) فقالت حنين بنبرة باكية وهي تقول ( قمر بنت خالي في المستشفى .. جوزها ضربها بالنار !) شهق ليث بصدمة قائلا ( جوزها ؟؟ لا حول ولا قوة الا بالله .. طب هي عاملة اي دلوقتي ؟) فقالت وهي تمسح دموعها ( هي في اوضة العمليات لسه مخرجتش !) همهم ليث ثم قال بتساؤل ( طب اجي ؟) فقالت برفض سريعاً ( لا لا .. متجيش غير لو فارس كلمك .. عشان انا لسه مقولتلوش حاجة !) فأخرج تنهيدة قوية قائلا ( ماشي يا حنين .. خدي بالك من نفسك وانا كل شوية هكلمك !) فردت بهدوء ( ماشي .. سلام !) اغلقت معه فرأت والدة قمر ترن عليها .. اتجهت سريعا لسليم وهي تقول بقلق ( سليم .. مامتك بترن .. اقولها اي ؟) نظر لها سليم لبرهة ثم قال بهدوء ( مش عارف .. كنسلي عليها وانا هروحلها !) وقف مكانه فوقفت معه فرح قائلة ( انا هاجي معاك عشان اكيد لما تعرف حالتها مش هتكون كويسة !) هز رأسه موافقاً ثم نظر لفارس فقال فارس بصوت منخفض مختنق ( متقلقش لو حصل حاجة هكلمك علطول !) ابتسم يليم بخفوت كـ علامة شكر ثم ذهب هو وفرح متجهين للمنزل !! 
........................................................................................................................................................................







رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الرابع عشر 14 بقلم امينة محمد



                    
فتاة ذوبتني عشقا 
الجزء الرابع عشر ♥ 




                    
** ترك كل ما بيديه وهرول للخارج علي صوت فرح الصارخ بأسمه واسم والدته .. وقف امام والدته الغير واعية والفاقدة للوعي تماماً وهي يصرخ بصوت قلق ( ماما .. ماما فتحي عيونك الله يرضى عليكي !) ابتعدت فرح من جوارها سريعاً ثم اتت بكوب ماء واخذت تمسد بالماء علي وجه نورهان ولكن لا حياة لمن تنادي .. نظرت لـ سليم القلق قائلة بنبرة خافتة يغلفها القلق ( احنا لازم ناخدها المستشفى دي باينلها ضغطها وطي ) مال علي والدته يحملها بين ذراعيه متوجهاً للخارج بينما فرح تلحقه للسيارة متوجهين للمستشفى ... 
كان الجميع قلق .. سليم .. فرح جواره .. فارس .. حنين .. جميعهم .. القلق ينهش قلوبهم علي كل من قمر والوالدة نورهان .. وبعد طول انتظار خرج الطبيب من غرفة العمليات التي بها قمر ووقف جوار فارس وسليم قائلا بهدوء وخفوت ( احنا عملنا الي قدرنا عليه .. دعواتكم للمريضة !) ابتلع فارس غصته قائلا ( يعني اي يادكتور ؟ .. هي اكيد هتبقى كويسة حالتها دلوقتي افضل صح ؟) اخذ الطبيب نفساً عميقاً قائلاً ( المريضة باين اتعرضت لعنف جسدي مع الرصاصة الي جت في مكان غلط كُليا ممكن تأثر بعد كدا .. انا مش هقدر اقول اكتر من كدا إلا لما المريضة تفوق ونبدأ نعملها فحوصات نطمن علي كل حاجة .. ) نظر له سليم بقلق قائلا ( دكتور انا ممكن اجيب دكاترة من برا تشوف حالتها المهم أختي تبقى كويسة !!) هز الطبيب رأسه بنفي ثم قال ( مافيش داعي لدكاترة من برا ) ثم ابتسم ابتسامة بسيطة ( ان شاء الله بدعواتكم لربنا هتبقى كويسة !) ثم غادر من امامهم بينما استند فارس علي الحائط رافعاً رأسه لاعلي قائلا بخفوت ( يارب ... يارب اشفيها يارب !) اقتربت منه حنين واضعة يديها علي كتفه قائلة بنبرة شبه باكية ( هتبقى كويسة ياحبيبي بإذن الله ربنا يقومها بالسلامة !) نظر لهم سليم ثم وجه نظره لفرح التي تنظر له بقلق ثم ابتسمت بخفوت قائلة بنبرة دافئة ( هتبقى كويسة ان شاء الله .. ربنا هيقومها بالسلامة !) هز رأسه بخفوت ثم توجه للغرفة التي تقبع بها والدته .. نظر إليها بحُزن ها هو الآن بأختبار صعب من الله .. في حالة اخته .. ووالدته الحزينة على ابنتها .. اختبار في اقرب اثنين لقلبه ... في الحياة نفسها .. اخذ نفساً عميقاً ثم التفت عندما شعر بيديها على كتفه تواسيه بإبتسامتها الدافئة .. بادلها هو الآخر بابتسامة بسيطة فقالت ( تعالى نقعد شوية برا واهو تشم هوا !) اخفضت يديها من علي كتفه لـ كفه ممسكة به .. ثم خرج معها للخارج وجلسا جوار بعضهم على كرسي كبير امام المستشفى ينظران للفراغ .. للظلام الذي حل السماء يعلن قدوم الليل بقمره ونجومه .. نظر للسماء بشرود قائلاً ( حاسس بـ الذنب في اللي حصل لـ قمر ..) نظرت له فرح بأهتمام وقبل ان تتحدث اكمل ( انا علطول بكون جنبها يافرح .. انا عمري ماسبتها في حياتي في لحظة ضعف .. او لحظة حُزن .. حتي في السعادة بنتشاركها سوا .. كنا بنتشارك كل حاجة عشان كنا عايشين في الحياة و فاهمين الي بيحصلنا .. كنت دايما انا الحامي بتاعها بعد ربنا .. ) اكمل بضحكة حزينة ( حتي حاميها من الصراصير الي كانت بترعبها وبالذات في نص الليل .. كانت بتيجي صريخ من اوضتها لاوضتي عشان تصحيني اموتلها الصرصار ) ابتسم بحنية مكملا ( قمر كانت في حياتي مش بس اختي .. كانت صحبتي كمان .. كانت بنتي .. ) نظر لفرح ثم قال بنبرته الحنونة ( انا بحب اوي اقعد افتكر ذكرياتنا .. بحب افضل افتكر كام مرة كنت بخليها تعملي اكل .. كام مرة كنت اقومها في عز الشتا والبرد عشان تقليلي بطاطس او تعملي شاي .. كام مرة هي قومتني في عز البرد والشتا عشان انزل اجبلها ايس كريم من الي بتحبه .. كام مرة مرة سهرنا سوا نسمع مسرحية ونفضل فطسانين عليها من الضحك .. او فيلم رعب وتفضل يومين تلاته خايفة من خيالها !) ابعد نظره بنبرة مختنقة مكملا ( كنت دايما جنبها .. ولما جه الكلب الي دخل حياتها هي بدأت تبعد عني عشان معرفش .. عشان هي عارفة اني مش هوافق علي ادهم عشان الي بيعمله !) اخذ نفساً مكملا ( هي حبته اوي .. وهو مكنش همه غير شهوته تجاهها وانه يجي في الآخر منتقم مني عشان انا شايل ضده حاجات كتير عشان يتحبس .... انا حذرتها منه كتير اوي بس هي كانت مفكرة اني مش عايزها تكون مع الي بتحبه وبيحبها .. حاولت اقنعها انه مش بيحبها بس هي مكنتش بتقتنع بكلامي .. انا غلطت لما يأست وقولت بكرا تفهم لوحدها .. اهو جه بكرا وهي بين ايد ربنا دلوقتي مش عارفين حالتها هتبقى اي .. ياريتني منعتها غصب عنه عشان متوصلش للحالة دي ) هبطت دمعة فارة من عينيه فمسحها سريعاً .. بينما فرح كانت تسمعه بحُزن .. تعلم جيداً ماهي الأخوة .. فهي لديها اخ واخت تخاف عليهم من نسمات الهواء المارة .. تعلم الآن بماذا يشعر .. وضعت يديها علي كتفه بحنية قائلة ( هتبقى كويسة ياسليم .. هي جت فترة عليها وضعفت وغلطت .. واحنا كلنا بنغلط عشان احنا مش ملايكة .. بس احمد ربنا انها عرفته علي حقيقته احسن ماكانت تتخدع فيه اكتر من كدا ... والحب اعمى زي ما بيقولوا ) ابعدت نظرها قائلة للحظات بنبرة شاردة ( الحب اعمى ياسليم .. وزي ما بيقولوا الي بيحب مبيعرفش يفرق بين صح وغلط .. بيشوف كل الي بيعمله صح .. ومبيشوفش قد اي كان غبي وهو بيعمل الخطأ دا .. !) نظر لها سليم ببعض الاستغراب الممزوج بالحيرة فنظرت له سريعاً مبتسمة ابتسامة هادئة مكملة ( متظلمهاش لمجرد انها حبت وهي كانت صاينة للحب دا .. انما هو باع !!) كان يتابع ملامحها بهدوء ثم قال بعد تنهيدة ( مبظلمهاش يافرح .. مبظلمهاش ! ) اغمضت عينيها للحظات مع تنهيدة قوية اخرجتها من داخلها .. ثم فتحت عينيها قائلة ( ولا انت ليك ذنب في الي حصل ... متفضلش محمل نفسك الذنب دا !) اخذ نفسا عميقا مكملا بخفوت ( بحاول !) ثم امسك يديها بين يديه ينعم بتلك الراحة التي يجدها جوارها .. جوار فرحته !! 




                
........................................................................................................................................................................ 
- علي ونور -
** دلف لمنزلها والقى التحية علي والدتها .. ثم عليها بحب محملا بـ شوق يقتله داخلياً .. ذلك الشوق الذي يجعله يراها في وجوه الآخرين عندما تكون بعيدة عنه .. بداخله عقل لا يجيد التفكير إلا بها .. وقلب لا يتقن سوى اشتياقها .. كان علي جالساً معها في شرفة المنزل .. ينظر لتلك العينين الشاردتين بإنزعاج .. فهي لم ترحب به كما توقع .. اطفأت داخله ذلك الحماس الذي أتى به .. ومنذ أن أتى وهي صامتة .. وكأنها تفعل ذلك عمداً وتتجاهله عمداً ... ذلك الإهمال الذي يأتي بعد الإهتمام هو قتل نفس بريئة بغير حق .. قال في على في خفوت ( انتي مالك بتتجاهليني كدا ليه من ساعة ما جيت !) ردت بإختصار دون النظر إليه ( شايفاه الحل الامثل في المشكلة الي احنا فيها !) نظر إليها بإندهاش قائلا بسخرية ( مشكلة ؟؟ .. مشكلة اي دي ان شاء الله الي احنا فيها !! بقا انتي مسميه الي حصل بينا مشكلة وحله التجاهل وهو دا الحل الامثل يانور ... !) نظرت له ببعض الغضب ثم قال بانفعال مع الاحتفاظ بصوتها الهادئ ( اه مشكلة يا علي .. ومشكلة كبيرة لما تحرجني قدام مديري يوم خطوبتنا وهو جاي يباركلي .. هو انت مبتوثقش فيا يعني ولا اي !) اكمل بغضب هو الآخر ( رأيك لما يجيلك مديرك من غير عزومة دا عاادي .... دا حتى سأل على عنوانك وجه مخصوص ... اي الإهتمام دا كله ... مكنتيش مجرد موظفة في شركته !!!) قالت بنبرة جافة ( على الاقل هو اهتم وجه .. وكمان اعتذرلي في الشركة انه جه من غير معاد وانه ممكن يكون سبب مشكلة بينا .... بس لما جه وضحلي انك مبتوثقش فيا اصلا .. وجوده وضحلي حاجات كتير .. !!) جذبها من ذراعيها لداخل المنزل حتي لا يصل صوتهم للمارة في الشارع .. كانت تحاول جذب ذراعيها من يديه بإنزعاج ( سيبني ياعلي .. ابعد ايدك عني !) ولكنه كان الاقوى بالضغط علي يديها ممسكا بها بغضب .. اغلق باب الشرفة ثم التفت لها قائلا بغضب يعمي عينيه ( لا بصي بقا يانور .. احنا نتكلم دلوقتي علي بياض كدا .. معنى اي الكلام الي انتي قولتيه دا بقا .. يعني اي وضحلك حاجات كتير .. ومعنى اي وجوده في دي ... كان مين هو عشان يبقى له وجود في حياتك ؟؟؟) كانت ملامحها مصدومة من ردة فعله الغاضبة .. فغضبت هي الاخرى قائلة ( انت باين عليك اتجننت ولا اي .. ايوه اثبتلي انك اساسا مبتهتمش بيا وانك كل همك شغلك وبس .. انت اي ياخي ... واذا كان عن وجوده الي انت مضايق منه فهو له وجود انه كشف اهمالك ليا قبل مانخطو خطوة تانية !) لحظات صمت وكأن دلو ماء بارد وقع فوق رأسه .. ينظر لها بصدمة .. هل هذه نور التي يعرفها وتربى معها واحبها من قلبه .. اتت والدتها علي صوتهم قائلة بتساؤل وحيرة ( مالكم ياولاد .. صوتكم عالي ليه في اي ؟ ) كان علي ينظر لـ نور فقط .. ينظر إليها بصدمة يعتريها الإختناق .. اختناق يشعر انه سيحطم قلبه من الداخل .. هل تُعلي من شأن رجل اخر غيره وامامه !!! اعتراه الغضب مرة آخرى قائلا ( واللهِ .. لا والله شابوه لمديرك انه خلاكي تشوفيني علي حقيقتي .. بقا انا مش بهتم بيكي يانور ... انا الي بقيت مش بهتم بيكي .. انا الي كنت ببقى جاي مفحوت من الشغل ومرضاش انام الا لما اجي اشوفك واطمن عليكي .. انا الي عمال اكافح واعمل واعمل عشان تبقى حلالي في اقرب وقت ونبقى سوا .. هو جه في يومين غيرلك المنطق دا كله .. اي سحرلك دماغك ولا عشان هو بتاع شركات بقا ومستواه اعلى مني واهتم بيكي بتاع مرتين تلاته ميجوش في العمر الي عشناه سوا !!) كانت تستمتع إليه بعيون باكية .. عينيها تنظر بعيداً .. لا تقوى علي النظر في عينيه او له حتى .. قالت والدته محاولة ان تُلطف الجو ( اهدا ياعلي يابني اكيد نور متقصدش حاجة .. اقعدوا واتفاهموا طيب انتو الشيطان دخل ما بينكم يابني استغفروا ربنا واقعدوا يا حبيبي يلا !) هز رأسه بنفي وهو ينظر لـ نور بنظرة منكسرة ( فكري كويس في كلامي وقوليلي انتي ناوية علي اي ؟؟) شهقت والدتها وهي تضع يديها علي صدرها ( متقولش كدا يابني هتكون ناوية على اي يعني اكيد ناوية تصلح الي بينكم .. استعيذوا بالله ياحبايبي واهدوا كدا !) لم ترد نور بحرف بل التفتت مُغادرة لغرفتها بخطى سريعة .. بينما علي يتابع تحركها من امامه بعينين منكسرتين .. ابعد بصره من الفراغ الذي احتل موضعها الذي كانت تقف به منذ قليل لوالدتها .. نظر إليها بهدوء ثم اقترب يقبل رأسها قائلا بهدوء ( انا ماشي يام نور .. خدي بالك من نفسك !) ثم اولاها ظهره هو الآخر وهي تدعو له قائلة ( ربنا يحل مابينكم يابني يارب ويهديكم .. الف سلامة ياحبيبي !) تنهدت بعمق بينما هو غادر المكان بـ قلب عالق ما بين الحياة والموت .....
........................................................................................................................................................................


رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الخامس عشر 15 بقلم امينة محمد



** تلقى كلامها وكأنه سَمُاً يتلف قلبه .. كانت ملامحه جامدة لا يظهر عليها شيئاً سوى الصدمة .. لم يكن يعلم ماذا يفعل او كيف يتصرف .. بماذا يرد عليها .. الآن هي تريد ان تنهي علاقتهم .. والحب الذي كان بينهم .. حب السنين .. حب الطفولة وحب المراهقة وحب النضوج .. أم انه هو من احبها ؟ .. وهي لم تحبه !! كيف وهو يرى في عينيها نظرات الحب يومياً .... استيقظ من شروده علي شهقة والدتها التي دوت في ارجاء الصمت الذي يعم المكان ... نظر لوالدتها التي تقول بصدمة وانفعال ( انتي بتقولي اي يا نور ؟؟) نظرت لها نور بـ حُزن ثم ابعدت نظرها لـ علي وملامح وجهها تحمل الحيرة لـ صمته والحزن لـ صدمته .. 
قهقه علي بخفوت ثم نظر إليها ( انتي بتقولي اي يانور .. مينفعش نكمل دا اي ؟) ابتلع غصته وهو يقول بحب ( انا اسف ياستي علي الي حصل ما بينا .. انا بحبك يانور !) هزت رأسها بنفي ثم قامت من مكانها واولته ظهرها وهي تفرك بيديها .. ثم قالت بهدوء ( لا .. انا محبناش بعض يا علي .. احنا بس كنا متعودين علي بعض وشايفين ان التـعود دا حب .. لكن هو مكنش حـب .. !) وقف خلفها قائلا بتساؤل هادئ ( اُمال كان اي يعني .. بلا مكنش حب .. احنا حبنا دا عُمر يا نور !) التفتت له وهي تقول بصوت مرتفع نسبياً ( فوق يا علي دا مش حُب قولتلك دا تعود وانت مع الايام هتفهم دا كويس .. انا فهمته قبلك .. انا بس ..) تلعثمت في حديثها واخفضت بصرها أرضا قائلة ( انا عرفت دا لما خرجت روحت اشتغلت ودماغي اتفتحت اكتر عالدنيا وعالناس ... ) قاطعها بسخرية ( قصدك علـى تامر !!) نظرت بعينيه للحظات بـ تلبك بالغ .. لم تكن تعلم ماذا تقول .. نظرت لوالدتها المصدومة وهي تتابع حديثهم .. ثم نظرت مرة اخرى لـ علي .. هل تخبره انه بالفعل تامر من غير تفكيرها !! ام تكذب عليه وتستمر بكذبتها في ان ما بينهم مجرد تَعود .. حسمت امرها ثم قالت ببرود  ( اه تامر .. تامر غيرلي تفكيري في حاجات كتير علمني حاجات كتير .. تامر غير ١٨٠ درجة يا علي .. تامر علمني ازاي العيشة في الدُنيا .. انت مكنتش بتعلمني غير ازاي احبك .. تامر فهمني ووقف جنبي .. كان بينصحني كتير .. انت معملتش كدا .. دا احنا مكنش بيحصل بينا مشكلة وكنت مستغربة .. بس دلوقتي عرفت ليه .. عشان انا وانت مكناش بنحب بعض .. احنا بس اتربينا سوا كبرنا على نفس التفكير .. مكنش قدامي غيرك حبيتك وانت حبتني عشان مكنش قدامك غيري .. !) صمتت تتابع قسمات وجهه التي بدأت تتحول لغضب جامح .. سيتحول لشخص ثائر لن يستطيع احد إيقافه ... ولكنه خذلها بإبتسامته الساخرة قائلاً ( بصراحة ... انا معرفكيش دلوقتي .. وانتي دلوقتي قدامي مش نور الي انا عرفتها طول عمري .. انتي حد تاني اتخذلت فيه !) امسك يديها تحت تلبكها منه .. ثم سحب خاتم خطبتها من يديها قائلا بحدة ( انا محبتش غيرك ومش عشان انتي الوحيدة الي كنتي قدامي .. لا حبيتك عشان انتي نور .. انا فعلا حبيتك .. بس انا دلوقتي اتمنى في اسرع لحظة ان انا احس انه كان تعود زي ما حسيتي عشان بصراحة ... انا قلبي مش مستحمل انه يوجعني عشانك .. ومش هيوجعني عشان واحدة باعتني عشان شافت الاحسن مني ... بس فعلا يا نور انتي محبتنيش والا كانت عينك هتشوفني احسن من اي حد حتى لو في احسن مني .. كنتي هتشوفيني انا الاحسن !) ابعد نظره بضحكة ساخرة وهو ينظر للخاتم بين يديه قائلا ( بكرا تفهمي كلامي دا كويس وتفهمي كل حاجة بس وقتها مش هكون زي الاول .. ربنا يوفقك مع ... تامر !) نظر لها بعينين منكسرتين يعافرهم القوة .. تلك النظرة التي لن تنساها ابداً في حياتها .. تلك النظرة التي حُفرت في قلبها ولن تخرج منه .. ابعد نظره عنها ناظراً لوالدتها ... اخذ نفساً عميقا ثم جثى على ركبتيه قائلا بنبرة مبحوحة ( كل شئ قسمة ونصيب يام نور .. عشان خاطري متزعليش وخليكي فاكرة ان انا كدا مبسوط وهي مبسوطة .. ) مال علي رأسها يقبلها قائلا بحنان ( هبقى اجي اشوفك علطول عشان انا دلوقتي معنديش غيرك في الدنيا دي كلها .. خدي بالك من نفسك ومن صحتك ) كانت دموعها تهبط علي خديها بغذارة ثم جذبته بين احضانها وهي تقول من بين شهقاتها ( سامحني يابني .. سامحني ياحبيبي وبكرا ربنا هيعوضك خير ياحبيبي .. !) ابتسم بحنان يغلفه الحزن الواضح علي قسماته .. ممزوجاً بإختناق .. لم يسمح لتلك الدمعة ان تفر الآن .. للدموع جميعها وقتها ومكانها المناسب .. وذلك ليس المكان المناسب قط .. رد على والدة نور بنبرة تشبه الاختناق الذي يغلف قلبه ( الغلط مش منك ياحبيبتي .. الغلـط مننا من الأول .. احنا كان المفروض نفكـر .. كل شئ قسمة ونصيب !) ثم ابتعد عن احضانها وابتسم بخفوت ( انا همشي دلوقتي .. عن اذنكم .. !) لم ينظر لـ نور اطلاقا بل غادر المكان وهو يستمع لـ همسات والدة نور بالدعاء له .. وعينين نور التي تراقب مغادرته ... 



                
** ( يا مستر تيم انا قولت لحضرتك المدام متتعرضش لأي ضغط نفسي وبالذات في حالتها دي .. دي شايلة روح في بطنها وهي نفسها تعبانة !) هز رأسه بهدوء جامح ( طب هي دلوقتي عاملة اي ... والبيبي عامل اي !) هز الطبيب رأسه يطمئن تيم قائلا ( متقلقش .. وكويس انك جبتها وجيت بسرعة .. هي كويسة والبيبي كويس .
. اتمنى يبقى الوضع اهدا من كدا بعدين عشان المرة الجاية هتبقى بخساير كتير !! ) ... وقف مكانه فسبقه الطبيب قائلا ( المدام هتفضل هنا لحد العصر كدا مانطمن علي حالتها كويس اكتر من كدا !) هز رأسه بإيجاب قائلا ( تمام يادكتور

 ...) ثم غادر مكتب الطبيب متوجها للغرفة التي تنام بها .. ولثانِ مرة يواجه ذلك الإختبار .. الاول عند معرفته بحملها .. والثاني عند معرفته بأنه كان على وشك خسارة إبنه .. 
وخسارتها ... دلف لها وجلس بجوارها وهو ينظر لملامحها النائمة .. ملامحها المُتعبة .. تذكر حديثها المؤلم وهي تعترف له انها وحيدة .. يتيمة .. لا تَملكُ في الحياةِ سواه ..
 تعترف له كم عانت في الحياةِ وهو مازال يجبرها بإستمرار على المعاناة اكثر معه .. إلا تعلم كم يكره صنف النساء وهي الوحيدة التي يتقرب منها هكذا !! ألا تشعر بالتمييز !! 
اخرج تنهيدة قوية من داخل اعماقه ومال عليها يقبلها اعلى جبهتها .... فلم يظهر اي تغييرات في ملامحها .. سوى ذلك التعب الذي يطغى على ملامحها فقط .... ! 
...................................................................................................................................................................... 
- تيم وطيف - 
** حل صباح يوم جديد .. شمس ساطعة تُزعج قلوب البعض .. فـ ماكانت القلوب تريد إلا الظلام لتبكي به حرقة والماً على تلك المأساة التي يعيشها البعض .. 
استيقظت طيف بأرهاق بالغ على ملامحها .. تأوهت بألم بسبب ذلك السيروم الذي بيديها ويعطيها الغذاء .. دارت بعينيها في ارجاء المكان وهي في حيرة من أمرها .. وبعد لحظات استوعبت انها تمكث الآن في المستشفى .. بحثت عنه في ارجاء المكان فلم تجده .. واين سيكون بالتأكيد سيخرج من أي مكان الآن .. لا تخاف يوماً من فكرة فقدانه لأنه دائما يُظهر لها انه بحاجة لها وانه لن يتخلى عنها يوماً الا يوم موتها .. وها هو اتى على من الخارج على سيرته .. كان ينظر في بعض الاول التي بيديه ثم رفع بصره ينظر إليها وعندما وجدها مُستيقظة ترك الاوراق التي بيديه سريعاً ثم هرول إليها جالساً جوارها .. وظهر صوته القلق ( طيف .. انتي كويسة ؟) نظرت له لبرهة من الوقت دون النطق بأي كلمة .. فقط تتابع قسمات وجهه المتغيرة ما بين تساؤل وحيرة وخوف وقلق .. تاركة اياه عالقاً في جواب لم تُجيبه ... أهي بخير ؟؟ 
لاحظ صمتها الطويل فـ كفها من فمه يلثمه بحنان قائلا ( انا آسف .. انتي حتى مدتنيش فرصة اشرحلك .. انا عملت دا عشان مصلحتنا .. عشان مخسركيش ..) قاطعته في حزم قائلة ( ابني كويس ؟!) ابتلع غصته ثم هز رأسه بإيجاب ( اه الحمدلله انتي وهو كويسين .. وهتفضلوا كويسين طول العمر يا طـيف !) ابعدت كفها عن كفه واغمضت عينيها ببرود قاتل يقتل كل خلية داخله .. هي حزينة .. ويبدو ذلك علي ملامحها .. ولكن هكذا هي تقتله .. ؟؟؟!...
ظلت على ذلك الصمت حتى انتهى من اوراق خروجها من المستشفى متوجهين للمنزل لحياة اخرى لا يعلمون إن كانت سعيدة ام حزينة .. تاركين ذلك للقدر ليحدد مصيرهم المكتوب عند الله ... 
.





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-