روايات حديثة

رواية زهرة اصلان الفصل السابع والعشرون




الفصل السابع والعشرون

قبل قليل :
توجس أسامة من منظر أخيه الوحشى و هو خارج من غرفة والدته و يحمل بين ذراعيه زوجته المنهارة فى بكائها .. و الذى لم يلقى بالا به أو ببوسى و سوما و اتجه لجناحه .. مما جعله يتجه تلقائيا لغرفة والدته ليرى ما الكارثة التى حدثت و أدت إلى هياجه بهذا الشكل .. و ليته لم يعلم .. إذ بدخوله للغرفة وجد أمه تبكى و عمته تهدئها .. و أسرعت سوما و بوسى لتهدئتهما .. وقع قلب أسامة فى قدميه خاصة و هو عاجز عن رؤية الصورة .. فتقدم من والدته وعمته هلعا و قال
- أسامة فزعا :
فى إيه ؟ .. إيه اللى حصل يمة ؟
.. ماله أصلان ؟!
- قالت السيدة نعمة و هى منهارة فى بكائها :
أصلان عاوز يسبنا يا أسامة ! ..
عاوز ياخد مراته و يمشى ..

- تغاضى أسامة عن شهقات بوسى و سوما فهما حمقاوتان تنقاضان وراء عاطفتهما فقال
بهدوء محاولا فهم الأمر لتأكده باستحالة تفكير أخيه الأكبر بمثل هذا الأمر :
إنتى متأكدة يمة ؟! .. لتكونى فهمتى غلط ؟!
- لم ترد والدته و تولت عمته الرد باندفاع :
فهنا غلط إزاى بس ؟ .. دا قالها بعلو صوته
لو مبعدناش عن زهرة هياخدها و يسيب
البيت .
- انطلقت الشهقات ثانية من سوما و بوسى فقالتا بنفس الوقت بعد أن عاد شىء من رشدهما :
مالها زهرة ؟ .. إيه اللى حصل هنا ؟
فى حاجة زعلتها ؟! .
- و قال أسامة بنظرة انتصار من توصل لحل اللغز :
قولتولى .. أنا قلت كده ..
" ثم وجه إصبع واحد من أصابعه تجاه
أمه و عمته كالمحققين "
قرى أنتى و هى إيه اللى حصل من الأول
.. " و بنظرة خبث " من ساعة ما طلعتوا
وراهم زى الجواسيس و هما رايحين أوضتهم .
- نظرت السيدة سعاد للسيدة نعمة بتوتر .. و قامت كعادتها بأول ما يتبادر إلى ذهنها كأم مصرية أصيلة .. فقالت ببكاء مصطنع :
هو .. هو دا جزاتنا يا أسامة .. مكنش العشم
يا أصلان .. مكنش العشم يا ابن أخويا
.. يا سندى و ضهرى .. تنصر مراتك عليا
.. يا كسرتى .. يا ............................

أوقفت السيدة سعاد شهقاتها المصطنعة التى لم يصدقها أو يتأثر بها ابنتها و ابنى أخويها أسامة و سوما .. بل لاحت أكثر نظرات الاتهام منهم لها هى و السيدة نعمة .. خاصة بعد أن أتت على ذكر زهرة .. و تأكدهم أن زهرة لن تقوم بما يؤذى أو يضايق غيرها خاصة السيدة نعمة التى لا تفارقها وتعدها كوالدتها .. أسامة بهدوء خوفا من تنفيذ أخيه لتهديده و الرحيل بعيدا بزوجته لعلمه بما يمكن أن يذهب إليه أصلان إذا تعلق الأمر بزوجته و فى نفسه يشفق على أخيه الذى لم يهنىء بحياته قط و عندما أتته السعادة أخيرا تقوم أمه و عمته الذى يعلم يقينا أنها خلف ما يحدث بتعكير حياتهم .. لذا قال أسامة حانقا منهما :
- أسامة :
عمتى الشغل ده مش هياكل معايا ..
أنا عارفك كويس .. و عملتوا إيه فيهم
.. خلونا نلحق المصيبة فى الأول .

- و لما صمتت السيدتان .. قالت بوسى حانقة هى الأخرى من أمها و زوجة 


خالها :
خليهم يا أسامة .. يمكن لما جدى بكرة
يسألهم يتكلموا .
- فقال أسامة مؤازرا لحديث بوسى :
ما هو أكيد أصلان هيعرف جدى إيه اللى
حصل لما ياخد زهرة و يمشى .
- و أكملت بوسى غير عابئة بأمها و زوجة
خالها :
و شوف أنت بقى جدى هيعمل إيه ..
و أنت عارف إن مفيش حد عنده أغلى
من أصلان .
- و أكمل أسامة :
على رأيك يا بوسى .. و شوفى هيعمل
إيه فى اللى يزعله لدرجة إنه يسيب
البيت .

- بوسى مكملة :
و طبعا محدش فينا هيقدر يقف فى
وش جدى .. أو يقوله إنت بتعمل إيه ؟!

صدمت السيدتان من حديث أسامة و بوسى ..
فكانت كل منهما تفتح فمها و تنتقل برأسها من أسامة ل بوسى و العكس .. حتى كادت سوما تنفجر من الضحك على منظرهما إلا أنها تمالكت نفسها .. فالموقف لا يسمح خاصة إنها تأذت من منظر زهرة و بكائها كذلك منظر أخيها الأصلان الذى ارتسمت تعابير الوحشية و الحزن و الخيبة على 


وجهه .. و فكرت فى نفسها لما لا يدعوه و شأنه ؟! .. فهو لم يكن له حياة خاصة كباقيتهم يوما .. بل كان منغمسا فقط بعمله و مشاكلهم جميعا يلهث من أحدهم إلى الآخر لحلها .. غافلا عن حياته و التى لم تكن من إهتماماته إلى أن جاءت زهرة و غيرت كل شىء به للأفضل .. و يريدون الآن التدخل فيما لا يعلمونه جميعا حتى يحدث شقاقا بينهما لا قدر الله .. و لما وجدت السيدتان إصرارهم على المعرفة و أن الأمر يمكن أن يتطور و يصل للحج قدرى الذى بالطبع لن يرضى عن ما فعلتاه .. فقصت السيدة سعاد على الأولاد ما حدث من بداية إتفاقهما على الأمر حتى غضب الأصلان تحت بكاء السيدة نعمة التى ندمت أشد الندم على إحزان ولدها و على جرحها لتلك الصغيرة التى طالما عاملتها كوالدتها و فى الأخير تجازيهم بهذا الأمر .

تجهمت ملامح أسامة و سوما و بوسى من فعلة السيدة سعاد و السيدة نعمة .. و ساد الصمت بين الجميع تحت نظرات أسامة اللائمة لوالدته فهو و هى أكثر من حزنا على وضع الأصلان .. و أكثر من يعرفا ما عانته زهرة لإزالة الأسوار التى حاوط بها نفسه .. و أكثر من يعرفان بعشق كل منهما للآخر .. و قد هربت السيدة نعمة بعينيها من نظرات إبنها اللائمة و لم تقدر على مواجهتها .. فى حين انفجرت بوسى غاضبة فى أمها و زوجة خالها فتلك الصغيرة طيبة القلب سليطة اللسان تعشق أخيها الأصلان و لا تطيق به مكروها .. و الله وحده يعلم مقدار سعادتها برؤيته فرحا لأول مرة من سنوات بعيدة و مستقرا بحياته التى تدمرت بحادثته هو و سميتها بثينة
- قالت بوسى غاضبة :
ليه كده يمة ؟! .. هو أنتى إذا مكنتيش
تحشرى منخيرك و تخربى عليهم
متستريحيش .. مالك إنتى خلفوا و لا
مخلفوش ؟! .. يعنى هو جه الحمل و قالوا
لأ .. أديهم مستنيين .

- أكمل أسامة الذى لا يقل غضبا عن بوسى :
و هو يمة ده كلام حد يقوله لحد ..
بالله عليكوا متكسفتوش و انتوا بتقولوله
صحتك وشدتك و الكلام ده .. ليه تكسروا



بخاطروا كده ؟! .. ما كنتوا سيبتوه ينبسط
هو و مراته زى أى اتنين متجوزين .

- و قالت سوما بهدوء :
و بعدين يا جماعة إنتوا هتحرموا حلال
ربنا .. لأ و عاوزين تحبسوها غصب عنها
و عنه .. أنا مش مصدقة اللى عملتوه ؟!

- بوسى :
لأ .. و قال إيه الواحدة لو محملتش من
أول شهر زى أسماء و سلوى يبقى خلاص
مش هتخلف !! .. من إمتى الكلام ده ..
ده على أساس إن أسماء سعيدة أوى مع محمد .. ما هى لاهية عنه ببودة و مش عارفة
توازن حياتها .. و لا لحقوا يفرحوا بجوازهم
.. و كل يوم و التانى يتخانقوا على حاجة شكل .. و اللى مبقتش عجباكوا هى اللى
بتساعد بنتك يا مرات خالى .
- أسامة حانقا :
و الله لولا زعل جدى لو عرف أنا اللى كنت
رحت و قولتله اللى حصل ..
" ثم نظر لسوما و بوسى "
ملوش لازمة الكلام دلوقتى .. مفيش أدمنا
غير إننا نستنا بكرة الصبح و بعدين نشوف
إيه اللى هيحصل .

همهمت بوسى و سوما بالموافقة .. و اتجهتا مع أسامة لغرفهم متجاهلين السيدتان تماما حنقا من أفعالهم .. إلا أن أسامة نبه على أمه و عمته قبل مغادرته بعدم الذهاب لأصلان فى جناحه حتى لا يزيدوا الأمور سوءا .




أما فى جناح الأصلان .. تتوسد قطة الأصلان جسده شاعرة بالراحة و التخمة من كم المشاعر الجياشة التى غمرها بها أصلانها و غلب عليها النعاس .. إلا أنه ما زال يوزع قبلاته المحبة على شعرها و أجزاء وجهها من وقت لآخر .. و يشدد من أحتضانه لها بعد أن رفع عليهما غطاء خفيف ..
يود لو يدخلها بين ضلوعه حتى لا يصلها أى أذى .. و عاد إلى ذاكرته موقف والدته و عمته و الذى لولا وجود تلك القطة النائمة على صدره لكان قلب البيت رأسا على عقب إلا أن حالتها و انهيارها أمامه فى غرفة والدته لم تسمح له بذلك .. بل كان جل اهتمامه هو أخذها بعيدا عنهم و حمايتها بأسرع وقت .. و قد تشكل فى قلبه لأول مرة عتب تجاه والدته و عمته مما قامتا به .. ألا تريان كيف هو متعلق بها ؟ .. كيف يكاد يفقد صوابه إن غابت عنه ؟ .. يكاد يقسم أنه على استعداد لعودة طباعه الإجرامية إن مسها أى ضرر و لم يمنعه أحد عن ذلك .. كيف لأمه و هى رأت تألمه و جنونه و هى أمامه و لا يستطيع مصارحتها بحبه خشية من رفضها له ؟ .. ألا يستحق فى نظرهم أن ينعم بها فى حياته ؟ .. ألا يستحق بعض من الراحة ؟ .. تنهد ثانية و عاد ببصره لتلك القطة التى تتوسد جسده و تتمسح به بمتعة مما آثار ضحكه عليها .. فهى تبدو كقطة أكلت حتى شعرت بالتخمة .. و يتعجب من شغفها به فهى تكاد تلتهمه مثلما يلتهمها .. تثير جنونه من شغفها برائحته و ملامسته بيديها الرقيقتين على جسده بطريقة تجعله يخرج عن صوابه .. بل تجعله لا يقيم وزنا لأحد و يلتهم شفتيها فى قبلات ساخنة تجعلها لا تخرج من فمها الصغير هذا سوى أصوات متعتها .. تلك القطة الصغيرة الفاسدة التى لا ترضى مثله إلا أن تتوسد ذراعيه يوميا و تتطبع علامات ملكيتها على جسده مقابلا لعلاماته على جسدها .. أوقف نفسه بحزم عن مسار تفكيره حتى لا يجذبها من شعرها الطويل هذا و يفعل معها ما يجعلها تتأوه بمتعة كما جعلته منذ قليل .. و أشغل نفسه فى التمسيد عليها حتى سقط فى نومه هو الآخر .

1
اليوم التالى ظهرا :





كاد الحج قدرى يفقد صبره من الأصلان الذى يبدو أنه أعطى لنفسه أجازة طويلة من عمله .. فلا يكاد يظهر منذ قدومه من سفره الأخير و يعتكف ساعات طويلة بجناحه .. بل و الأدهى يحتفظ بقطته جانبه فلا تكاد ترى هى الأخرى .. و كأنه بذلك يعطى الكل صورة لما يحدث بينهما فبالتأكيد لا يشرح لها شئون أعمالهم .. حتى أصبح لايستطيع الرد عن التساؤلات الخاصة بغيابه .. بل انتهت التساؤلات نهائيا و كأن هناك إتفاقا ضمنيا بين أفراد الأسرة بعدم الحديث عنه هو و زوجته .. و لكنه ككبير لتلك العائلة لا يرضيه هذا الحال .. فالأصلان هو خليفته فى عائلته .. و العائلة لها وقتها 

الخاص كما لحياته الخاصة وقتا كذلك .. أو على الأقل ليس أمام أبنائه و ضيوفهم .. حتى لا يقال فى حقه ما لا يرضيه
.. كما إنه لا يصح أن يترك ضيوفه لوقت طويل كما يفعل .. فمهما كانت الاختلافات بينهم إلا أنه كما يقولون إحترام الضيف واجب
..

1
إلا أنه بعد وقت أبعد عن رأسه فكرة إنعزاله بزوجته فى جناحه كما كان يفعل عند قدومه من سفره أو قبل سفره .. بل إن هناك أمرا آخر
.. و قد أدرك بحكمته وجود خطب ما بين أفراد منزله و الأسوء أنه ليس أمرا جيدا بل مشكلة تلوح فى الأفق .. فقد استشعر وجود توتر بين أفراد منزله .. فلا يفوته صمت ابنته الثرثارة دائمة الضحك .. و لا يفوته حزن نعمة و شرودها .. كما لا يفوته نظرات أسامة المعاتبة لوالدته و كأنه يلومها على أمر ما .. و لا حنق بوسى و توترها و نظراتها النارية لابنته الثرثارة .. و الأسوء طلب الأصلان لطعامه بجناحه و لم ينزل ليتناوله مع الأسرة هو أو زوجته على الرغم من دلالة استيقاظهما مبكرا من خلال قهوته التى طلب من ورد إعدادها و فطار بسيط لزهرة و له .. أى بمعنى آخر لا يريد النزول للأسفل .. و تكهرب الأجواء حينما ينادى بصوته الجهورى على أحد من الخدم .. كما إنه لم يفقد تمييزه ليدرك أن حفيده غاضب و بشدة من صوته .

قرر الحج قدرى أن يتجاهل استنتاجه بما يخص الأصلان .. و تعامل بشكل عادى جدا و كأنه لم يلاحظ شىء .. فبالطبع لا يريد أن يقدم عرضا مجانيا 


لصفصف لتشمت بهم .. و لا يريد لحفيده الآخر أن ينتهز الفرصة بوجود خلاف .. فهو ليس بغافل عن رائد الذى أصبح كالذئب يترصد الفرصة لينقض على ابن عمه الأكبر .. حتى أنه طلب من محمد الذى يبدو هو الآخر لا يفقه أى شىء هو أو زوجته أن يأخذ أحفاده منير ورائد كذلك سلوى ونانى و أسماء فى جولة للأراضى و ركوب الخيل .. حتى يخف الضغط قليلا بالمنزل و يستطيع التصرف بقدر بسيط من الحرية لوجود العقربة صفصف التى رفضت الذهاب مع أبنيها و ربضت بالمنزل .. إلا أن الفرصة أتت بشكل إلهى حينما ملت لأول مرة من مراقبتهم و ذهبت لتستريح قليلا بغرفتها بعدما لاحظت صمت الجميع و تصرفهم باعتيادية أصابتها بالملل و لم تلاحظ لحسن الحظ كم الضغط النفسى الذى يتعرضون له حتى يستطيعون التصرف باعتيادية أمامها .

بعد أن انسحبت زوجة ابن الحج قدرى و لم يتبقى بغرفة الجلوس سوى أسامة و بوسى و سوما .. كذلك السيدة نعمة و سعاد قدرى و زوجها و ابنه زاهر .. استقام الحج قدرى من مجلسه متجهم الوجه طالبا من أسامة فقط اللحاق به إلى غرفة المكتب و اتجه هو سابقا له .. و لا يحتاج الأمر لذكاء حتى يدرك الجميع ماعدا محسن و زاهر سبب استدعاء الجد لأسامة .. و قد انقبض قلب سعاد و نعمة من الآتى .. و لم يطل الأمر حتى انتفض الجميع على صوت صراخ الجد الجهورى باسم نعمة و سعاد اللتان هرولتا إليه فى الحال .


فى غرفة المكتب أحتدت الأجواء بين الجد الجالس على كرسى المكتب و بين سعاد و نعمة اللتان تجلسان على أريكة جلدية فى أحد أطراف الغرفة .. و انسحب أسامة تحت أمر الجد ليستدعى أصلان و زوجته .. لم يتمالك الحج قدرى أعصابه بسبب ما سمعه من أسامة بعد أن طلب منه أن يقص الأمر عليه بالتفصيل ..ينظر بوجه متجهم لابنتيه اللتان ترتجفان منه على الرغم من كبر سنهما
- الحج قدرى بصوت مقتضب :
أنا مش هعاتب واحدة فيكم على
حاجة .. لإن أنتم لو بتفهموا كنت
اتكلمت و زعقت .. بس أنتم خسارة
فيكم الكلام .
- سعاد التى أيقنت بخطأ تصرفها :
يا بابا و الله .........................

- قاطعها الحج قدرى :
أخرسى و لا كلمة .. أنا لما صممت
أنك تقضى كل أجازة فى بيتى هنا ..
كان غرضى نتلم و منغيرش عوايدنا و لا
طبعنا .. و تبقى عادة ليكى كل سنة أنتى
و أخوات الأصلان من بعدى .. إنما مجاش فى بالى
و لا مرة واحدة إنك هتكونى سبب فى
مشاكل للأصلان .. و فى الحالة دى إنتى
هتضطرينى اتصرف تصرف مش هيعجبك .

- ثم تجاهلها تماما و وجه حديثه للسيدة نعمة
التى لم تتوقف عن ذرف دموعها :
و أنتى يامرات ابنى يا عاقلة يا فاهمة
.. يا اللى بقيتى جدة .. هان عليكى ابنك
تكسريه كده و تحرميه من مراته و أنتى
عارفة إن روحه فيها ؟ .. ابنك اللى خط
الشيب راسه و هو شايل حملنا على كتافه
لوحده .. و لا عنده أخ ضهر ليه ينفعه ..
متبوصليش كده أوعى تكونى فاكرة إن أسامة
و لا محمد يغنوا عنه ..دول و لا يقدروا يتحركوا خطوة واحدة من غير شوره .. و لا عنده أخت فى سنه تفهمه و توسيه .. و لا أنتى و لا أنا عرفنا نلم عليه و نحوطه و نخفف جرحه .. إلا الغلبانة اللى فوق .. اللى ربنا بعتها لينا من السما و لا كانت على البال و لا على الخاطر .. تقومى أنتى بمشيك وراها




" مشيرا لسعاد "
و طمعك و قلة عقلك ترجعيه تانى للصفر .. و عاوزة تخليه زى الأول قبل ما تيجى .. وحيد
.. وشه مهموم .. معندوش بيت و لا مرة يستنوه .. و كل واحد فيكو يضحك .. و يهزر .. و يتباهى بنفسه .. و يحب .. و هو واقف محلك يتفرج عليكوا و يتوجع .
" ثم وجه حديثه لكلتاهما "
لأ ..و رايحين كمان بكل عين قوية تعايروا البت و تحبسوها عندكوا من ورا جوزها و غصب عنها .. و لا واحدة فيكوا أتقت الله .. و قالت أنا عندى بنت أخاف يحصل فيها اللى حصل للبت الغلبانة اللى بتعاملكوا أحسن من عيالكوا و لا حاجة ؟
قوليلى يا نعمة .. محمد عامل إيه مع أسماء اللى حملت من أول شهر ؟ .. مش بيشتكى منها مر الشكوى .. عرفتى تساعديها بحاجة ؟
.. لولا الله سبحانه و تعالى و زهرة مكناش عارفين هيجرالهم إيه ؟ .. طاب و تعالى قوليلى إسراء بنتك المحروسة اللى متجوزة أخوها و جت المسكينة دى مكانها بعد عملتها المنيلة حملت و لا لسه ؟ .. طاب مسألتيش نفسك إيه اللى كان ممكن يجرا لو أصلان خرجها من عندك و قالت أروح لأهلى ؟ .. مسألتيش نفسك إيه اللى ممكن يجرا لو حكت لأهلها عن اللى حصل ؟؟ .. و لا أخوها مثلا اللى متجوز بنتك اللى لسه محملتش هيعمل إيه فى المحروسة بنتك لما يعرف اللى عملتيه فى أخته عشان الخلفة ؟ مسألتيش نفسك قبل ده كله هتقابلى ربك إزاى أنتى و هى بذنب زى ده ؟ .. و لا لو كان جرالها حاجة مثلا و أنتى عارفة يا نعمة إنها ضعيفة و مبتستحملش ضغط .. عاوزاها تروح فى غيبوبة لقدر الله .. هاه .. قومى إنتى و هيا لعنة 


الله عليكم سودتوا وشى قدام ربنا ..
مش عاوز أشوفكوم أدامى .. و أنتى
" مشيرا لسعاد "
خدى جوزك و غورى على بيتك لحد ماتسافرى
.. يلا .. همى منك ليها .

ألتقط الحج قدرى أنفاسه أخيرا .. و استقامت إبنتاه متخاذلتان متجهتان للخارج .. فى أثناء دخول الأصلان و زوجته و التى تبدو من دموعها و من تجهم وجهه أنهما استمعا لكلام الجد من الخارج .. ضم أصلان زوجته الباكية بين ذراعيه و اتجه للداخل متجاهلا أمه و عمته غالقا وراءه الباب .

بعد فترة خرج أصلان و زهرة من غرفة المكتب و اتجه أصلان بزوجته ثانية إلى جناحه رافضا طلب أسامة بالحديث معه هو و بوسى و طالبا من فاطمة إحضار الغذاء لجناحه .. جلست زهرة على فراشها بعد أن تركها أصلان و ذهب للاستحمام .. سارحة فى كلام الجد الذى اعتذر لها مرارا و ما فعله فى ابنته لأجلها و كذلك زوجة ابنه الأمر الذى هدأ من حدة الأصلان قليلا .. إلا أنها لم تكن تتوقع أن يصل الأمر لهذا الحد لعدم ظنها أن يصل الأمر للجد من الأساس .. فهى بكل بساطة حزنت قليلا من موقف والدة زوجها و عمته و نامت و استيقظت لتجد أن البيت كله يعلم بالأمر .. مما أدى لخجلها من أسامة و بوسى و عدم رغبتها فى الحديث معهما لظنها أنهما غاضبان لما حدث لوالدتهما .. كذلك حزنها لما فعله الجد مع والدة زوجها و عمته فهى تحب السيدة سعاد التى لم تقابلها إلا من مدة بسيطة .. و تكن معزة خاصة لوالدة زوجها التى لطالما أعدتها فى منزلة والدتها .. و قررت أن تحاول التصرف لحل المشكلة بطريقتها فهى لا تريد أن تكون سببا فى شقاق يحدث بين أفراد العائلة .. كما أنه من حق والدة زوجها أن تعبر عن رغبتها فى الحصول على حفيد بما لا يضرها و إن كانت جرحتها قليلا فهى ستسامح من أجل أصلانها .. فهو يستحق أن تضحى من أجله قليلا بل كثيرا طالما يتعلق الأمر بسعادته و راحته .

قطع على زهرة أفكارها خروج زوجها من الحمام و قد أرتدى جلباب بيتى مريح ذو لون سماوى .. و اتجه لفراشه بجانبها يأخذ قسطا من الراحة .. نظرت له زهرة متألمة و قد تعجبت من حالتها فأصبحت أكثر حساسية تجاهه فلا تكاد تبتعد عنه .. كما تشعر دائما و أنها على وشك إلتهامه .. و رائحته تجعلها على وشك أن تفقد صوابها .. ضغطت على شفتها السفلية بأسنانها لتوقف نفسها قليلا عن أفكارها .. إلا أن عينيها اللتان زادتا إشراقا و إحمرار وجنتيها الشديد و افتراق شفتيها و تسارع أنفاسها أوشوا بها عند 


أصلانها .. الذى سرعان ما فتح لها ذراعيه لتنضم له .. لبت دعوته بلهفة .. و استقرت بين ذراعيه التى أحاطها بهما .. يقربها له حتى شعرت بألتصاقها الكامل به الأمر الذى لا يساعدها خاصة مع إزدياد حساسية جسدها تجاهه .. أخفت وجهها بصدره خشية منها أن يشعر بما تخفيه عنه إلا أن أوان ذلك فات .. فهو الآخر يبادلها نفس المشاعر المحتاجة دائما لقربها منه إلا أن خوفه عليها يمنعه عنها .. فهو الآخر لا يفوته كثرة قربهما الذى يكون نتيجته علاقة حميمية ساخنة .. حتى باتت مرهقة أغلب الأوقات .. فعلى الرغم من أنها تقابل شغفه بشغف مماثل إلا أنه مازال يخشى عليها من شدته التى تحدث رغما عنه نظرا لفرق حجمهما و رغبته و حاجته كرجل و التى تجعله راغبا بها بكثرة .. و لا ينكر أيضا أن كلام والدته و عمته عن فرط قوته معها صواب إلا أنه بحق الله ماذا يفعل ؟ ..فلطالما حاول أن يحجم نفسه عنها .. إلا أنه دائما ما ينفرط عقد إرادته بالبعد عنها و يجد نفسه فى النهاية يلهبها بعلاقة تجعلهما يكادان يفقدان أنفاسهما

..

شعر بقطته تختبىء بصدره فشدد من إحكام ذراعيه حولها .. و وجدت نفسها رغما عن إرادتها تستنشق رائحته بشغف و رقة مرة و مرة و مرة .. بشكل ألهبه هو و جعله يزيد من ضمها له و يضعها بالقرب من خافقه .. فاستنشقت رائحته ثانية و يزيد هو من قربها ثانية .. و استمر الأمر بينهما كذلك حتى فقد صبره معها و رفع وجهها لتقابل عينيها عيناه ليداعب بانفه ملامح وجهها يستنشقها بشغف
.. ابتلع ريقه و اتجه لشفتيها التى قد فرقتها له قليلا مسبقا تزيد جنونه بها .. ليستمرا بقبلاتهما اللاهبة فترة حتى ابتعد عنها قليلا يلتقطا أنفاسهما و قد ضغطت هى على شفتيها بأسنانها تمنع ارتعاشة جسدها رغبة به حتى طفرت دموعها إلا أنها تمنع نفسها عنه فليس الوقت أو الظروف المحيطة بهما و الموجودة بالمنزل مناسبة لقيامهما بهذا الأمر
.. كذلك هو الذى يشعر بأنه من غير اللائق بهما ترجمة مشاعرهما فى ظل تلك الظروف على الرغم من أنه يكاد ينفجر رغبة بها .. إلا أنه فى نفس الوقت يجد جسده عاجز عن الاستجابة لما يمليه عليه عقله .. فلا تطاوعه ذراعيه بتركها تبعد عنه و لا تطاوعه شفتيه بترك شفتيها فيجد نفسه يقبلها باحتياجات أكبر .. و تجد نفسها تبادله قبلاته و تتفاعل معها برغبة تكاد 


تأكل جسدها .. و مع زيادة القبلات يزيدان من احتكاك أجسادهما ببعض
.. حتى فقدا أنفاسهما .. و ابتعدا .. يتأفف هو من الوضع الذى وضعا به .. و تنهمر هى دموعها صمتا خجلة من رغبتها الشديدة به و التى انزلت ماء شهوتها فلوثت ملابسها و تركت بقعة لا بأس بها على الفراش لا تعلم عنها شىء .

انتفضت زهرة من الفراش مسرعة الى الحمام تتخلص من آثار شهوتها خشية من افتضاح أمرها أمام الأصلان .. الآخر الذى تعجب لقيامها مسرعة بعد حالتهما المضطربة يحاول تهدئة نفسه التائقة لها .. و لا يكاد يصدق نفسه فهو كان على وشك إكمال أمره لولا ابتعادهما فى الوقت الغير مناسب .. فأسرعت هى إلى الحمام بينما يتلظى هو بنار رغبته على الفراش بعد أن وصلت رجولته لمرحلة لا رجعة بها .. فحاول على قدر استطاعته تهدئة تنفسه المتسارع و اعتدل قليلا بجسده لعل الأمر يساعد معه .. و لكن لمست يده بقعة رطبة بجانبه على الفراش .. و لم يحتاج الأمر منه لثوانى ليستدل عليها و جعلته يفقد الباقى من تعقله .. و نهض سريعا فاقد العقل وراء تلك القطة الصغيرة التى تحاول إخفاء رغبتها به .

دخل الأصلان الحمام هائجا .. و رأى قطته قد تخلصت من ملابسها بملامح متجهمة تجلس على حافة حوض الاستحمام منتظرة لامتلاءه
.. نظرت له بملامح مضطربة و حاولت أن تضم ساقيها خوفا من اكتشاف أمرها الذى يعرفه أصلانها .. إلا أن أصلانها الهائج اقترب منها بملامح لا تقل تجهما عنها فلأول مرة يحدث بينهما هذا الأمر .. أن يخفى أحدهما عن 


الآخر رغبته و يتعذب وحده بالبعد .. اقترب منها و ابعد ساقيها التى جلس بينهما على الأرض و لم يخفى عنه الآثار المتبقية على منطقتها و رائحته المميزة .. فأعاد نظره لتلك التى أشاحت بصرها عنه و قال بصوت متهدج و عقل فقد رشده و أنفاس دافئة تلفح منطقتها
اللى هدرتيه جوا على السرير ده ملكى
رورو .. ليا أنا ..
" ثبت قدميها بحزم "
تديهولى أنا و أديكى بداله بتاعى أنا
.. فاهمة ..

" تهدجت أنفاسه و غامت عينيه
و فصل عينيه عن عينيها و اتجهت
خاصته أسفل و أسفل و أسفل حتى
وصل إلى ما قطع نفسه "

ثم اقترب الى منطقتها مغيبين فى شبقهما و غرق بها بأنفاسه .. و لسانه .. و شفتيه .. ينهل منها حتى شبع و اكتفى و انتهت هى مما يفعله بها .. ابتعد قليلا إلا أنه لم يخرج من بين ساقيها يلتقط أنفاسه .. رفع بصره لها فوجدها فى حالة لا تختلف عنه و قد وصلوا لأقصى ما يستطيعوا تحمله .. فاستقام سريعا
يتخلص من ملابسه و يتجه بها لفراشهما يكملان ما بدآه .. و يقول لها ما بين قبلاته
مجيبا عن تسأولها الصامت بأمكانية إشباع شغفهما فى ظل تلك الظروف :
ملناش دعوه بحد .. ملناش دعوة بحد
و يكمل قبلاته الساخنة التى جعلتها فى عالم آخر .. نفذ فيه صبرها و نفذ صبره .. و بدأت بالصراخ الخفيف و التأوه مطالبة به .. و كان أصلانها أكثر من راغبا فادخله مرة واحدة .. ينهل منها و تنهل منه .. حتى تهدجت أنفاسه دليلا على نهايته و جاءت رعشتها و نزل ماءها لحقه أطلاق سائله .. و لم يتخلص من رغبته بعد فاستمر و استمرت معه .. حتى وجدته ينسحب منها فى وسط شبقهما .. و يبتعد بمقدار قليل يسمح له لإدخال يده و إمساك رجولته بشكل يمتنع فيه عن إطلاق سائله .. ضاع صوتها و دمعت عيناها و لم تستطع سؤاله عن سبب ابتعاده إلا أنه قرأه فى عينيها ..
مش قادر يا زهرة لو فضلت كده
هينزل .. و أنا لسه مشبعتش ..
و عاد لإغراقها بالقبلات على كافة أنحاء جسدها مسندا نفسه على ذراع واحدة حتى فقدت صبرها .. فلم تعد القبلات وحدها تكفيهما و تسد جوعهما .. فتلمسته بعشوائية راغبة فى الحصول على أكبر قدر يكفيها منه
.. و فى ظل عشوائيتها صدمت يدها بيده الممسكة برجولته .. فأزاحتها و لمستها هى بشكل صدمه و صدمها و أثاره :
متخفيش يا زهرة
و تناول يدها التى صدمته و مازالت بينهما .. ليضعها على رجولته و يده 




فوقها .. أنفاسها توقفت و عادت .. و جعل يدها التى تتحكم بها يده تلمس رجولته بالشكل الذى يرضيه .. صدرها يصعد و يهبط من الشعور الذى يباغتها لأول مرة .. و هو تائه فى متعته التى تعطيها قطته له .. يرجع رأسه للخلف و يتأوه من إثارته و رضاه .. ثم يعود برأسه لينهل من ثدييها يرضيها و يرضى نهمه تجاهها .. يزيد لمساتها له .. فاقدين الوعى بما حولهما .. حتى أطلق سائله بينهما ملطخا جزء من يديهما .. و انتهى لقائهما بقبلات عديدة على محياها .. يتوسطها القليل من الضحك و القليل من الخجل على جنونهما
.. ثم سقط الأصلان فى نوم عميق .

و ارتاحت زهرة قليلا تمسد على خصلات أصلانها حتى شعرت بنومه العميق .. فاتجهت بخفة للاستحمام .. و ارتدت بيجامة سوداء قطنية يتوسط 

القطعة العلوية فيها رسمة للقمر و تتزين القطعة السفلية بنجوم منثورة عليها وارتدت فوقها إسدالها و انسحبت من جناحها بهدوء عاقدة العزم على إصلاح ما يمكن إصلاحه .. فهى كزوجة للأصلان لا ترى أن حكم الجد لائقا على الرغم من مراعاة الجد لخاطرها فى مقابل إبنتيه .. إلا أنها لا ترضى بذلك فى حق السيدتان التى تملك تجاههما محبة خالصة .. كما أنها لا ترغب بأى أمر يعكر صفو علاقتها بزوجها حتى و إن جاء عليها .

اتجهت زهرة أولا إلى جناح الجد فى الطابق الأول حتى تستأذنه فيما عقدت العزم عليه .. فهو كبير العائلة و لا يصح أن تتعداه أو تتصرف من تلقاء نفسها دون مشورته .. و لم تقلق من تعدى الساعة منتصف الليل .. لأنها على علم أن أصحاب المشكلة لن يزورهم النوم فى هذا اليوم أبدا .. إلا بالطبع أصلانها الذى تركته غارقا فى نوم عميق و قد إتسعت ابتسامتها لذكرى حبيبها .. تفاجأت زهرة بوجود منير وسلوى و رائد ونانى يشاهدون فيلما و يتبادلون الأحاديث فى الصالة المقابلة لغرفة الجد .. و قد تفاجأوا من نزول زهرة متأخرة .. بعد أن أختفت طوال اليوم هى و أصلانها .. بالأضافة لوجود أسامة و سوما و بوسى متجهمى الوجه من قرار الجد و قد امتنعوا عن النوم كذلك .. ألقت زهرة تحية بسيطة خجلة من أسامة و بوسى ثم اتجهت لغرفة الجد غير عابئة باستغراب الجالسين لطرقها غرفة الجد فى هذا الوقت .. و قد زاد عجبهم عندما فتح الجد لها باب غرفته و يبدو هو الآخر أنه لم يستطع النوم و كأنه ينتظرها .. ادخلها الجد و لم يلقى بالا بالعيون المحدقة به و بزهرة بل و أغلق الباب بوجههم .

الأمر الذى لم يفت رائد و آثار استغراب منير .. و شجع سلوى على توجيه السؤال لسوما و بوسى عن سبب ذهابها للجد .. إلا أن الفتاتان لم تجيباها و تبادل أسامة و بوسى النظرات دلالة على فهمهم للسبب .

خرجت زهرة من غرفة الجد و اتجهت ثانية للطابق الثانى إلى غرفة السيدة نعمة ثم إلى غرفة السيدة سعاد التى كانت مستيقظة هى الأخرى غارقة فى رثاء ذاتها و بجانبها زوجها محسن الذى حرمته من النوم يواسيها .. كذلك هو من تكفل بفتح باب غرفتهم لزهرة ...

تنهدت زهرة بعمق بعد أن أنتهت من مهمتها الخاصة بإصلاح الأوضاع بالمنزل كما كانت ...
تريد الأوضاع أن تكون فى أفضل صورة عند استيقاظ وحشها اللطيف ... و لم تستطع زهرة منزل الحج قدرى الرجوع لجناحها و التنعم بدفىء أصلانها إذ فاجأها ثلاثة أزواج من العيون الشبيهة بعيون المحققين أضطرتها لعقد جلسة أخرى تشرح بها آخر المستجدات التى تقف عليها الأزمة الراهنة .. كما تبادل معها أسامة و بوسى الاعتذار الصادق من قبلهم 


و أن نيتهم كانت الاعتذار لها منذ الصباح إلا أن وحشها اللطيف الذى شكل حولها حصن منيع منعهم من الاقتراب و احتجزها معه بجناحه طوال اليوم .. و عرضت بوسى الخبيثة التعليقات الخاصة على غيابها مع الأصلان من قبل زوجة عمهم زاهر و نانى و كذلك منير وسلوى و تبادلوا الضحك تحت خجل زهرة منهم حتى سماعهم لآذان الفجر ...

فانطلق كل منهم للصلاة و عادت زهرة ثانية إلى الأسفل لإعداد الأفطار للعائلة و قهوة الجد و السيدة نعمة حيث استعادت زهرة واجباتها بعد تغيبها عنها بأمر الأصلان ...

تقابلت السيدة نعمة مع سعاد فى ردهة الطابق الأول بناء على طلب زهرة منهن فى جلسة ودية لجمع الأبنتين مع الجد دون علمه هذه المرة و كانتا ممتنتين لها لذلك .. كانت السيدتان بكبر عمرهما تجلسان خجلتين من أفعالهما الصبيانية أمام أبيهما الذى ما أن فطن لهذا اللقاء المدبر بينه و بين ابنتيه شرع فى تأنيبهما و حثهما على شكر تلك الصغيرة التى أثبتت نفسها بأفعالها ... فى حين تتواجد زهرة بالمطبخ لإعداد القهوة للثلاثى المجتمع بغرفة الجلوس و تحمد الله فى نفسها مئات المرات على نجاحها فى إصلاح هذا الشرخ العائلى ...
و لكن إرهاقها الذى زاد فى الساعات التى بذلتها لأصلاح الوضع كذلك لقائها السابق مع أصلانها جعلها تشعر أن حوائط المطبخ تنطبق عليها ثم رويدا رويدا بدء الظلام يسحبها له ...
فسقطت على أرضية المطبخ مع صينية القهوة التى كانت تحملها محدثة دويا جلب على إثره الآخريين .

يتبع
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-