روايات حديثة

نوفيلا أنه أنا يا حبيبي الفصل الثاني للكاتبة نورا محمد

 انه انا يا حبيبي

الفصل الثاني




انه انا يا حبيبي

بقلم نورا محمد علي

كانت ابتسامته ساخرة

وهو يقرأ ما كتبته تلك العابثة الصغيرة

من تظنه مراهق غر ستسحره كلمات طفلة

ولكن ماذا حدث له لما القي الكارت في درج مكتبه

هل اشتاق للحب او هو تصرف عقله الباطن من اين يرفض كلماتها

ولما احتفظ بالكارت ولم يلقيه في سلة المهملات

خرج ليتناول افطاره المتأخر مع والدته

مر اليوم عادي لم يشغل باله سوي ذكرى حبيبته الراحة

لقد كانت زينة في الصف الخامس احبها حتي تغلغلت في دمه

كانت إدمانه كانت عشقه ولكنها كانت

وهو الي الآن يستيقظ ليرها تركض عليه غافلة عن تلك السيارة الآتية بسرعة خرافية لا تناسب المكان حيث الحرم الجامعي

وفي لحظة توقف فيها الزمن سقطت إمام عينه

كان يركض ليحقها قبل أن ترتطم بالأرض ولكن

هل يستطيع أحد ان يلحق الروح قبل أن تخرج

الإجابة لا احد

لقد رحلت

ورحل معها كل شئ جميل

والان هو يعيش بلا روح بلا قلب بلا هدف

ولكن من هذه التي تجرأت لتكتب له عن حبها

ومن اين اتتها الجرأة لاقتحام أسواره العالية وتهمس بحبها له

في اليوم التالي كان يستعد ليخرج الي الجامعة

يرتدي كالعادة بدلة كلاسيكية سوداء تحتها قميص اسود يترك اول زرين دون أن يغلقهما

ولأن الون قاتم فلقد اظهر الشعر الابيض في فودته

وعطره يسبقه مع نظارة شمس وساعة يد من نفس الماركة العالمية

قابلته حسنية مربيته العجوز

شهاب : صباح الخير

حسنية :صباح الورد يا شهاب وناولته باقة ورد

ابتسم لها ولكن ابتسامته تلاشت !

انه نفس بوكية الورد كل الورد احمر ولكن هناك وردة وحيدة بداخله بيضاء !

وبه نفس الكارت الصغير

نظر الي ما كتب

حبيبي النهاردة اول يوم ليك بعد الأربعين يا رب العمر كلة

النهاردة محاضراتك بدري ياريت تفطر قبل ما تنزل وفي ذيل كلامها امضائها السخيف

انه انا يا حبيبي

نظر الكرت بدهشة وهز راسه لحسنية

التي ارتسم الفرح علي وجهها فلقد ياس الجميع من يرتبط بعد وفات خطيبته زينة

شهاب : مين اللي جابه !

حسنية :بتاع الورد

القي التحية علي والدته

هدي: مش هتفطر يا شيبو

شهاب : متاخر يا قلب شيبو

حسنية :اي حاجة قبل ما تنزل

شهاب: ماشي عشان خاطركم

نظرت له امه فابتسم وهو يشرب القهوة مع قطعة كيك وما ان نهض

الام: بس كده !

شهاب :دا بس عشان متزعليش قبل رأسها

وانصرف ليقود سيارته التي ايضا كان لونها اسود.

مر اليوم لا يدري كيف انتهي ما بين محاضرات، و زهن مشتت وفي المساء

خرج مع طارق وجمال وصابر لتناول العشاء

ولكنه كان شاردا

صابر: مالك قاعد زي ابو الهول

شهاب: نظر له فاحصا وبدأ يشك انها قد تكون مزحة سخيفة منه

شهاب :مفيش

جمال: لا بجد يا شيبو سرحان في ايه !

طارق: انسي بقي هي اكيد في مكان احسن وصدقني اللي بتعمل ده اكيد هيزعلها .

جمال: فعلا مين يقول انك تترهبن بعدها دا عمر يا شهاب ٧ سنين

شهاب : نظر لصابر ها وانت مش عاوز تقول حاجة

صابر: لا اله إلا الله هقول ايه انا ريقي نش معاك

شهاب رفع كوب العصير الي فمه

طارق :خلاص غيروا الموضوع بدل ما يقلب نكد ربنا يبعت ليك اللي تصحي قلبك

أيدعي عليه؟

ام يدعي له ام ماذا يعني ؟!

ربما كلهم مشتركون في هذه المزحة السخيفة

او ربما أصبح هو حساس ذيادة عن اللازم

وتلك العابثة سلبت جزء كبير من تفكيره

شهاب :عاوز تقول حاجة معينة ؟

طارق : حاجة زي ايه
رابط البارت الثالث
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-