روايه مرائيل الفصل الاول 1 بقلم بيتر إيفانجل
. (1)
قومت من النوم بصرخ بنبرة فزع ، ومش أول مرة تحصلي
ديماً بصرخ وبقوم مفزوع لكن ماعرفش ليه !! وده كان بيحزن أمي وبيقلقها ، وعرضت عليا كتير تشوفلي حد روحاني وهو هيعرف اذا كنت ملبوس ولا لاء ..
بس كنت برفض
انا شايف اني طبيعي وهي شيفاني ملبوس ، كنت بتجاهل الكلام واقولها أن أكيد اللي فيا سببه كوابيس ناتجة من عقلي الباطن وبتتنسي أول مابقوم من النوم و ..
إزاي يعني هكون ملبوس وانا راجل مؤمن أعرف ربنا ومواظب ع الصلاة !!
بس قبل مادخل في تفاصيل القصة أحب أعرفكم بنفسي ..
انا "رحيم العطار" خريج هندسة ، عمري ٣٢ سنة ولسه ماشتغلتش ، غالبية السنة عاطل عن العمل وقاعد في البيت ..
كنت الأول بحزن من فكرة أني مهندس قد الدنيا وعاطل من غير شغل !!
بس مع الوقت رضيت بالأمر الواقع ومابقتش بتأثر بالحكايه دي ، ماهو سواء رضيت او لاء هي عيشة والسلام وزعلي مش هيقدم ولا يأخر ..
انا واحد منحوس ونحسه من النوع المتين ، أي باب فيه بصيص أمل يتفتح قدامي ، فجأة بيتقفل فى وشي أول مابقرب من عتبته ..
غير بقى علاقاتي بالناس نبقى سمن على عسل وحبايب وفجأة بلاقيهم إتغيروا ومش متقبلني ..
أما بالنسبة لأرتباطاتي العاطفية ، فكانوا مرتين وإنتهت القصتين بالخيانة كل واحدة فيهم شافت غيري ، وبعدت عني ..
طبعاً كل اللي بحكيه دلوقت في كلمات سريعة ، كان بيعدي عليا زي عربية تريلة بتضغط على صدري ، بس وماله يا دنيا، عادي ، هتحمل وأعيش وارضى ..
بس تخيل لما الرضا نفسه ميرضاش بيك وتلاقي حياتك دخلت في دوامة سودا مش مفهومة ، كنت طول عمري بسمع عن الأرواح وعن الماورائيات ، بس ماكنتش بقتنع بأغلبية إللي بسمعه لحد ماجه يوم دخلت في قصة منهم وبقى عندي شك في أن إللي كنت بسمعه هو إللي جايز يكون بيحصلي
الحكاية أبتدت مع صديقي الوحيد " ليل "
وأعتقد أن ده الشخص الوحيد في الكون اللي إسمه كده ، ماعرفش مين اللي سماه الإسم العجيب ده !!
بس ماكنتش بضغط عليه باسألتي السخيفة عن أسمه
عشان مايزعلش ومايحسش بأي تنمر مني ..
كنت سهران مع "ليل" على ترعة في قريتنا عشان نصطاد سمك , وكان هو في اليوم ده مخنوق جداً وحاولت على قد ماقدر أغير موده لكن فشلت ..
ومع الوقت يأست وسكت وبقينا في صمت تام كل واحد فينا رامي صنارته ومركز فيها لحد مازهقت من الهدوء فكلمته تاني وقولتله ..
- هو أنت مصمم مانتكلمش ؟ هتفضل ساكت كده ؟
= هكلم اقول أيه ، خليني ساكت أحسن ولو أنت زهقت قوم روح على بيتك وسبني لوحدي ..
- لا طبعاً مش هروح وأسيبك كده قولي فيك أيه مغيرك للدرجادي ؟؟
= هتصدقني لو قولتلك أنك أنت اللي مغيرني !!
- أنا ؟!! ، ليه عملتلك إيه ؟
= ماعملتش بس لما بفكر في حياتك بتعب عشانك نفسياً ، وأنت ولا كأنك هنا ومش حاسس باللي أنت فيه ..
- ياسيدي حاسس وقرفان ، بس الحمدلله ، شوية الصلاة اللي الواحد بيصليهم بيخلوه راضي وقانع
= أهو ده الأغرب بقى !
- أيه الأغرب مش فاهم ؟
= إنك بتصلي ، أنت بتصلي لمين يا رحيم ؟
- أيه السؤال الاهبل ده ؟ بصلي لربنا سبحانه وتعالى طبعاً ، اللي فوق الكل وقادر على كل شيء ..
= يا رحيم أحنا عايشين كذبة إسمها الإيمان ، بتتزرع جوانا عشان نفضل راضيين باي حاجه ، ونتحول لكائنات تشبهك
- أستغفر الله العظيم يارب ، أيه اللي أنت بتقوله ده ، هتكفر ولا إيه ؟؟ حرام أستغفر ربك ، وانا مش هعلق على كلامك عشان أنت مش فى حالتك
= طب قولي أنت إيه أخرة الإيمان والرضا والصبر فهمني معلش وأستحملني ؟
- الإيمان ده أهم قوة بيملكها الإنسان ، أنك تحب وتثق فى الله من غير ماتشوفه وكل حاجه بتتنفذ ليك طواعيةً لايمانك ورضاك بقضاء الله وصبرك على الدنيا وبلاويها
= جميل أوي ممكن تطلب بايمانك دلوقت حالاً أن تطلع في صنارتك سمكة كبيرة ؟ وده لأنك صبرت فى الصيد ورضيت بأنك ماصطدتش حاجة من أول الليل لدلوقت ..
- أستغفر الله العظيم يارب ، ماينفعش نحط الخالق جل جلاله في لعبة بايخه زي دي ، ماينفعش نجربه بأسلوب التشكيك ده حرام يا ليل حرام ..
= هو كل حاجه حرام وأستغفار من غير إقناع ، ياسيدي إعتبرني كافر وساعدني أبقى مؤمن زيك ؟
- لو عايز تؤمن فـ بابه مفتوح ولو عايز تكفر أنت حر ، انا مش دوري أقنعك ، ده دور قلبك وروحك إذا كانوا متعلقين بحبل ربنا ومحتاجين الأيمان ولا لا ..
= طب أيه رأيك أن برغم عدم أيماني وانكاري لكل اللي بتقوله ، هقول أنا عايز سمكه كبيرة وهتطلع في صنارتي ؟؟
- لا يمكن هتطلع بطريقتك دي ، ومافيش حاجة هتتسخر لأجلك في الدنيا وأنت روحك عامية كده ..
= بس انا مؤمن بقدرات "مرائيل" وهقوله عايز سمكه كبيره دلوقت وهتشوف بعينك ..
- مين مرائيل ده ؟
= إلهي أنا اللي بيسمع وبينفذ طلباتي بسهولة من غير صبر ولا رضا ...
- وده يطلع إيه يعني !! أنت بقيت بتعبد الأصنام ؟
= أصنام أيه ياجاهل ده موجود وبيتحرك فى كل مكان وبيغير أحوال وقادر يفرح ناس أو يذل ناس ، وبيدي لناس وبياخد من ناس ..
- أستغفر الله العظيم، سامحه يارب ، مالك ياليل أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر ، ده حتى لو هزار حرام عليك اللي بتقوله ده يا ربنا هيغضب عليك ..
أبتسم ليل ببرود وبنظرة متعالية ، رمى خيط صنارته في المايه وقال
" عايز سمكه كبيرة من أيد سيدي مرائيل "
وفى خلال دقيقة او دقيقتين كان بيعافر وهو بيشد في الصنارة ، وظهر قدامي أكبر سمكة شوفتها من يوم مابدأت الصيد !!
اتخضيت من اللي حصل وقومت من مكاني وانا مذهول وكنت بسأل ليل إزاي ده حصل ؟!
لكن أستوقني ظلال شبح بيتحرك فوق المايه ، كان بيتحرك ناحيتي ببطء ، ووقتها حسيت بقشعريره دبت في جسمي وإن حرارتي بترتفع ، وسمعت أصوات كتير بتهمس بلغة مش مفهومه ، صوتهم كان مريب ومخيف ، حطيت ايدي على وداني لكن ماكنش في فايدة الصوت مسموع مهما حاولت، حسيت بصداع شديد وعيني وزغللت ، وبقى جوايا مزيج بين الألم والرهبة أثرت على التنفس بتاعي وزودت دقات قلبي وصدري أختنق وبعدها ...... فقدت الوعي ..
فوقت وانا بصرخ ،
وقومت وانا بتنفض من مكاني وبصيت حواليا لاقتني لوحدي وليل مش معايا ..
وأنتبهت أنه ماينفعش يكون معايا لما أكتشفت إني في اوضة نومي و على سريري وبعد لحظات لاقيت أمي داخله بتجري عليا وهي بتسمي ومخضوضه ..
- مالك يابني ، فيك ايه بتصرخ ليه كده ؟
.. بصتلها باستغراب وقولتلها ؛
= هو أنا هنا من امتى ؟
- لاحول ولا قوة إلا بالله ، أنت نايم هنا من بليل ودلوقت بقينا وش الفجر مالك بس ياضنايا ؟
= تقريباً كان كابوس ، حلمت بصحبي ليل وبأرواح شريرة وحاجات من دي ..
- ليل يعني أيه ! مين ليل ده ؟
= صاحبي ياما !! ده صاحبي الوحيد من الطفولة وجالنا هنا كتير إنتي نسيتيه ؟
- أنت عمرك ماقولتلي حاجة عنه ولا عمرى شوفته هنا أنت شكلك لسه متأثر بالكابوس ، أنسى خلاص أنت بخير دلوقت ..
= كابوس أيه أنا فاااايق ، إنتي بتنكريه ليه بقولك صاحبي ليل ركزي ..
- حاضر ياحبيبي خلاص إفتكرته ، معلش أصل من خضتي عليك نسيته ، قوم بس كده خد دش وقوم أفطرك , انا لسه خابزه فطير هتاكل صوابعك وراه
حسيت منها أنها بتهاودني وبتريحني ، وأنها فعلاً مش فاكره ليل صاحبي ، اللي ياما زارني وزورته ، وشكيت أنها فى مرحلة من مراحل الزهايمر ومن خوفي عليها لتزعل على نفسها قولتلها؛
= هاهاها إنتي بتهاوديني ؟ مافيش حد إسمه ليل أصلاً
- ما انا كنت عارفه أنك لسه مش في وعيك ودي تخاريف من الكابوس ..
= يعني متأكده أني ماعرفش حد إسمه ليل
- طبعاً متاكدة ، قوم بس خد دش يالا ...
معقول امي بدأت تخش في مراحل الزهايمر فعلاً ؟
معقول هتنسى كل حاجة مع الوقت ؟
أنا لازم أقنعها إنها تروح لدكتور، ودي مهمة صعبة جداً
لأن موتها وسمها الدكاترة والادوية
بس مش هستنا لحد ما نوصل أنها تنساني أنا شخصياً
انا ماليش غيرها هي وخالي اللي عايش معانا من بعد موت أبويا ، مش هينفع أسيبها تنساني ..
قومت من مكاني عشان أتصل بـ "ليل" يقابلني عشان يفكر معايا أعمل ايه في المصيبة دي، وكمان عشان أحكيله عن الكابوس اللي جمعني بيه ، بس أفتكرت انه بيكره الموبايلات ومن ساعة ماشترى تليفون وهو راميه في الدولاب عنده وديما مقفول ، فكان لازم أروح لحد بيته وأمري لله ..
يتبع ..
سلسلة (حدث في تلك الليلة)
قصة ( مرائيــل )
لمتابعه الرواية كامله اضغط هنا 👇
(روايه مرائيل )
اكتب في بحث جوجل 👇
(مدونه الرسم بالكلمات رواية مرائيل )
وستظهر لك كامله 👇
أو تابعنا على صفحة الفيس بوك 👇