رواية الوسيم و السمينه للكاتبة امنيه اشرف
الحلقة الاولى
غطت وجهها بيديها وهي تبكي بحرقة : ليه سبتيني يا ماما ..انتي عارفه إني بخاف اقعد لوحدي ..هعيش ازاي من غيرك ..يا رب ..يارب
مر شهر علي وفاه والدتها وهي مازالت علي هذه الحاله من البكاء المتواصل تظل تبكي حتي تذهب في سبات عميق فبعد وفاة والدتها لم يعد لها أحد فلقد مات والدها منذ عدة سنوات ولحقته امها
وتركوها وحدها في هذا العالم القاسي
.............
دخل منزله وهو يدندن بمرح يختال بنفسه وبوسامته
فهو اسم علي مسمي القی السلام ثم جلس علي الكرسي المجاور لأخته الصغری
عبث في شعرها وقال : عامله اي يا قرده
ابتسمت بسمه وقالت : احسن منك
ضحك وسيم بمرح وأردف : بقا كدا
لعبت حاجبها بمرح : اها كدا
قطع حديثهم صوت والده الصارم من غرفه الصالون ينادي : وسيم ..يا وسيم
رد وسيم وهو يقوم من مكانه ليذهب إليه : نعم يا بابا
هتف الأب قائلا : تعالا عاوزك
دخل وسيم واقترب من أبيه قبل رأسه ويده بمحبه وقال : خير يا بابا
تنحنح الأب ليجلي صوته : انت عارف ان بنت عمك من وقت وفاه والدتها وهي عايشه لوحدها
هز وسيم رأسه بمعرفه
استطرد والده قائلا : انا بصراحه مش عاجبني قاعدتها لوحدها ..وكمان مش هينفع تقعد معانا وانت هنا
قطع وسيم كلامه قائلا : طب مفيش مشكله يا بابا
انا هروح اقعد في شقتي وهي تنزل تقعد معاكوا
رد الأب : دا مش حل يا وسيم ..هيا مش راضيه اصلا تسيب شقتها
تأفأف وسيم وقال : طب و ست هيا هانم عاوزه اي
ابتسم الأب : هي بصراحه مش عاوزه حاجه انا اللي عاوز
هتف وسيم : وحضرتك عاوز اي
أردف الأب بصرامه قاطعا أفكاره : عاوزك تتجوز بنت عمك
اتسعت عين وسيم وهو ينتفض واقفا : نعم ...بنت عمي مين دي ال اتجوزها ..هو حضرتك مش شايفها عامله ازاي ..دي عِجله ..عامله زي الغساله المتحركه
صرخ الأب بغضب : وسيم ...أحترم نفسك وانت بتتكلم عن بنت عمك
أخفض وسيم رأسه بحرج وقال : آسف يا بابا
بنت عمي علي عيني ورأسي ...أما اتجوزها لا ..يعني لا
رد الأب ببرود : مش هاخد كلامك دلوقتي علي انه قرار نهائي ..وهسيبك أسبوع تفكر
ثم تركه وغادر قبل ان يتفوه بكلمه اخري
رمي وسيم جسده علي الاريكه وهي يضع رأسه بين كفيه لا يصدق ما قاله والده ..هل طلب منه ان يتزوج هيا ..تلك السمينه ...القبيحه ..الا يدري والده انها لا تليق به ..فهو وسيم الذي تتصارع الكثير الفتيات من أجل نظره واحده منه
تكون نهايته مع تلك الهيا فهي ليست سمينه ..قبيحه وفقط ...بل مجنونه ومعقده أيضا
لا ..وألف لا ..لن يتزوجها ابدا مهما حدث
شعر بيد حانيه تمس كتفه بحنان هامسه : وسيم
رفع نظر إليها
لتقول بسمه بحنو : هيا مش وحشه اوي كدا زي ما انت متخيل
تكلم وسيم بغضب : كنتي عارفه
هزت رأسها بنعم
أردف بسخريه : ودي محتاجه سؤال ..هي في حاجه بتخفی عنك
ابتسمت بسمه وقالت : فكر يا وسيم ...والله هيا طيبه جدا وعمرك ما هتلاقي زيها
صرخ وسيم بحده : بسمه ..مش عاوز اسمع اسمها
صمتت بسمه وهي تدعي الله في سرها ان يهدي اخيها فهو لن يجد افضل من هيا ولكنه يابس الرأس ولا يرى سوى نفسه و وسامته التي يختال بها
........
في الصباح استيقظت هيا من نومها عيناها منتفخة من كثره البكاء ملامحها حزينه كطفلة ضائعه
تاهت من أمها في أحد الاسواق
سمعت رنين الجرس فقامت بتعب لكي تفتح لبسمه
فلا احد يأتي إليها في الصباح سواها
فتحت الباب ليقابلها وجه بسمه المبتسم : صباح الخير ع الناس الكسلانه
ردت هيا بشبه ابتسامه : صباح النور
افسحت لها الطريق لتدخل وقالت وهي تتجه الي المطبخ : روحي اغسلي وشك يلا ..عما اشوف عندك اي نفطر بيه
هزت هيا رأسها وهي تشعر بعدم رغبتها في اي شئ
ولكن بسمه لن تتركها ابدا مهما فعلت
بعد قليل
حضرت بسمه الطعام ووضعته ع الطاوله
وهي تنادي بصخب : هياااا ...يا بنتي ..بتعملي اي كل دا
جاءت هيا وهي تقول : كنت بصلي
ابتسمت بسمه : تقبل الله
ردت هيا بإبتسامة جميلة مثلها : منا ومنكم ان شاء الله
ثم جلسا يأكلان في صمت نوعا ما
قطعت بسمه الصمت قائلة : بقولك اي يا يويا ...بفكر انزل اشتري لبس جديد ما تيجي معايا
هزت هيا رأسها بنفي واعتذرت قائلة : اسفه يا بسمه ...بس مليش مزاج
رفعت بسمه حاجبها بعند : هتجي معايا يعني هتيجي ... وع فكره انا مش باخد رأيك انا بعرفك بس
تكلمت هيا ببؤس : معلش يا بسمه بس مش هقدر
لم تعرها بسمه اي اهتمام وهي تقول : يلا قومي البسي عشان نلحق وقتنا بدري
صرخت هيا : بسمه اسمعيني
لم ترد بسمه ولم تتحرك هيا من مكانها
ولكن في النهايه رضخت لألحاح بسمه المتواصل
نزلت بسمه تقفز علي الدرج كعادتها وهياا تنزل ورائها بهدوء تثبت عيناها علي الأرض
ومع آخر درجه التقوا بوسيم الذي تكلم مع بسمه بهمس مرِح ولكن لم يعر هيا اي اهتمام
لم ترفع عيناها إليه ولكن شعرت أن عيناه مثبته عليها
كان ينظر إليها بغضب تحول الي استهزاء وهي يراها ترتدي عباءه سوداء وطرحه من نفس اللون
وجهها مثبت بلأرض لا ترفعه ابدا
لا يتذكر انه رأي لون عيناها من قبل
ما هذا الافكار فلتذهب هي وعيناها الي الجحيم
تركهم وغادر وذهبوا هم الي طريقهم
كان يوم مرهق لهياا فبسمه لا يعجبها شئ ابدا
تدخل جميع المحلات تدخل المحل تقلبه رأساً علي عقب وتخرج دون ان تشتري شيئًا
اخيرا وصلوا الي بيتهم
لتصر بسمه علي هياا ان تدخل معها الي شقتهم
دخلت بسمه بصخب اما هيا فألقت السلام بهدوء
ابتسم لها عمها قائلا بمحبة : وعليكم السلام
تكلمت زوجه عمها بحنان : تعالي يا هيا ..حماتك بتحبك
ابتسمت هيا وأردفت : شكرا يا طنط مش جعانه
أصرت زوجه عمها : والله ابدا لازم تاكلي معانا ...
اغسلوا ايديكوا ويلا
ردت بسمه : حاضر يا ماما ثواني
جلسوا علي السفره بجانب بعضهم البعض
تكلم الأب موجها حديثه لبسمه : اشتريتوا اي بقا
ضحكت بسمه : ياااه حاجات كتيشييرر
ثم استطردت ببؤس : بس انا بس اللي اشتريت
هيا مرضتش تشتري حاجه خالص
نظر لها عمها وسأل : ليه كدا يا هيا
ردت هيا بحزن : انا لسه شاريه لبس قريب انا وماما الله يرحمها
اَمن العم بحزن : الله يرحمها
تكلمت زوجه العم موجه حديثها لابنتها : بس ع الله
تكوني جبتي حاجات تليق عليكي
رد وسيم بسخريه مبطنه : يا ماما بسبوسه عود فرنساوي وبيليق عليها اي حاجه
أحمر وجه هيا وهي تشعر انه قصد هذه الكلمه
حتي يشعرها بالفرق بينها وبين بسمه
فبسمه عود فرنسي أما هي فعودها حدث ولا حرج
عم الصمت بعد جملته فبالرغم من ان الكلام مدح لبسمه
إلا أن الجميع شعر انه يقصد به مضايقه هيا
بعد العشاء صعدت هيا مباشره الي شقتها
وبعد صعودها
نظر الأب بقسوه لابنه وهدر : انت امتي هتتعدل يا اخي وتتحمل المسؤولية
رد وسيم ببرود : في اي يا بابا هو انا عملت حاجه
ضرب الأب كف بكف ورد بغضب : وكمان مش عارف انت عملت اي
لم يرد فأردف الأب بغضب : ليه قصدت تكسف بنت عمك
أجاب وسيم ببرود : انا ما قصدتش حاجه
بس لو هي خدت الكلام علي نفسها يبقا اللي علي رأسه بطحه بقا
نظر له الأب بذهول ثم قال بقوة بعد صمت دام لدقائق : آخر كلام عندي ...وانت اللي جبته لنفسك
هتتجوز بنت عمك ...وإلا والله لا هتكون ابني ولا أعرفك