جديد

رواية ساكن روح الفصل الاول 1 بقلم ندي هارون

رواية ساكن روح الفصل الاول 1 بقلم ندي هارون

رواية ساكن روح الفصل الاول 1

- "عارِف إنتَ وحشتني أوي، يومي ناقِص حاجات كتير من غيرك.
ناقِص ضحكنا وهزارنا وكلامنا الجَد، يومي ناقص هدوءنا وخناقاتنا .. وحشني إنك ترخّم عليا وتنكُشني.
وحشني كلامك ليا لما تكون رايق وف المود.
وصوتك، صوتك وحشني ف كُل حالاته .. متعصب أو زعلان، وصوتك وهو مبسوط.
وحشني فرحتي بنجاحك ف حاجة بسيطة.
وفرحتي بيك لما تنتظِم ف الصلاة
ولما تعمل شيء صح وتبعد عن حاجة غلط



وحشني فرحتك بفوز الأهلي اللي كان بيخليك ف حتة تانية، وحشتني ووحشني كلامك اللي مش مترتب، أنا عمري ما قُلت لك إني بحبه صح؟
وحشني الكُتب اللي كنت بقرأهالك.
لسة برضو مش بتحب القراية وبتحب تسمع أكتر؟
ولسة بتشرب القهوة ف كوباية إزاز صغيرة برضو؟
قلت إني عُمري ما هسامحك فاكِر؟ بس الحقيقة إن حُبي ليك بيغلبني ف كُل مرة ومش بقدر أتمنالك
الشَر أبدًا.
أنا بكُل أسف، حبيتك بجد.
أتمنى تكون بخير، عشان ع الأقل يبقى حد فينا عِرف يكون بخير".
                   ...................................

كُنت فاتحة الواتساب على الشات بتاعه، وكتبتله كل حاجة كنت حاسّة بيها، كُنت حاسة إنه واحشني وحاسة إنه مش بخير، وإنه محتاجني معاه
وقبل ما ادوس على "إرسال" افتكرت عياطي وتعبي وقت ما سابني بسهولة ومبصش وراه حتى، وعياطي وانهياري ووقوعي ف الشارع، افتكرت اللحظة اللي حسيت فيها إني ماليش قيمة عنده، افتكرت قد إيه حسيت بسببه إني متحبش وإني مستاهلش حد يعافر عشاني وإن التخلي عني سهل .. افتكرت إنه عمره ما حبني زي ما كان بيقول لإن اللي بيحب حد بيتمسك بيه مش بيسيبه.



مسحت دموعي، ومسحت الرسالة وسيبت الموبايل وروحت عشان أكمل مذاكرتي اللي هتخليني أحسن ف نظر نفسي قبل الناس، وقبل ما أبدأ الباب خبّط خبطة خفيفة، حسيت إنه بيتهيألي ف سكت شوية عشان أتأكد، ملقتش حد خبّط تاني ف إتأكدت إنها تهيؤات، بس أول ما جيت أمسك القلم لقيت خبطة تانية ع الباب، بس قوتها أكبر م الأولى، وبعدين ابتدى الخبط يزيد وقوته تزيد.
خوفت للحظة وقومت أشوف من عين السحرية ملقتش حد واقف، خوفي زاد، ف بعدت عن الباب وبعدين قربت تاني لقيت حد زي ما يكون مبرقلي ولازق عينه ف الباب وصرخ ف وشي، فصرخت م الخضّة وأُغمى عليا.

*بعد مرور وقت*

فتحت عيني لقيتني على سريري وجنبي كوباية ماية، كأن كان فيه حد معايا ف البيت.
خوفي زاد أكتر طب مين شالني ومين جابني للسرير أصلاً، وهدومي ! ليه هدومي اللي كنت لابساها اتغيرت وبقيت بهدوم تانية تمامًا ؟
رُعبي زاد، بس قررت محطش ف دماغي، دخلت عملت حاجة اشربها وفتحت فيلم بحبه عشان اتفرّج عليه وفجأة بدون أي مقدمات، حسيت بإيد بتلمس كتفي، كإنها بتحضني، محطتش ف دماغي وكملت الفيلم.
وفجأة النور قطع ...
لقيت حد بينادي عليا بصوت مش مُخيف بس مش مألوف ولا طبيعي.

 - روح !

دقات قلبي زادت، صوتي اتخنق م الخوف، نَفَسي ابتدى يعلى.
لقيته بيكررها:
 - روح !

فضلت دقيقتين بحاول أجمّع اللي بيحصل واستوعبه ولقيت نفسي برد وبقول:
= أيوة
كأن فيه حد معايا وبكلمه بجد وفعلاً حصل



- تعالي، قرّبي خطوة قدام !

قرّبت.
 - أكتر، أكتر، أكتر.
فضلت أقرب مع صوته وفجأة لقيتني واقفة على سور البلكونة !
وهدومي متبدلة ولابسة أسود ف أسود، وشعري مفكوك وطويل عن طوله الحقيقي.
 
- روح، قرّبي يا روح.
= أقرّب فين؟
- ف حُضني.

ف اللحظة دي الدنيا ضلمت جدًا، كأني اتعميت وبعدين الدنيا نوّرت نور شديد أوي، وف اللحظة دي لقيت حد من ورايا بيتكلم كلام مش مفهوم، مفهمتش منه غير اسمي وشدني ليه فجأة وقرّب مني ...
   
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-