google.com, pub-6403815486397132, DIRECT, f08c47fec0942fa0 رواية لخبايا القلوب حكايا كاملة جميع الفصول للكاتبة رحمة السيد
روايات حديثة

رواية لخبايا القلوب حكايا كاملة جميع الفصول للكاتبة رحمة السيد

 لخبايا القلوب حكايا

للكاتبة رحمة السيد

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

الاقتباس❤❤

==============================
ركبا معًا السيارة، نظر فارس نحوها وهي تضع حزام الأمان، فوقعت عيناه على جرح صغير بجانب شفتيها يقطر دمًا، مد يده وتناول "محرمة ورقية" ثم مدها نحوها بهدوء بالقرب من وجهها وهو يقول ببحة رجولية هادئة :
-امسحي في دم هنا.
قالها وهو يشير لها عند طرف شفتاها، فالتقطت منه المحرمة وبدأت تمسحها بالفعل وقد بدأ التوتر يبلغ أقصاها حين شعرت بنظراته المتفحصة مُسلطة عليها، بينما هو يشعر وكأن ذلك النمش في وجهها الأبيض يجبره جبرًا على التحديق به، كم هو مميز وكم لاق بفيروزتيها وخصلاتها البرتقالية... وكأنها لوحة بريشة فنان مبدع!
تنحنح متدراكًا لمنحنى افكاره، ونظر للجهة الاخرى، هو ليس بغر او مراهق حتى يحدق بها وكأنه يرى امرأة للمرة الأولى، لقد رأى فاتنات بعدد لا يُحصى، ولكن هذه مختلفة.. مميزة!
أغمض عيناه بقوة متنهدًا، فهاهو يتطرق لمدحها من جديد، فتح عيناه وقرر خلق أي حديث لقطع ذلك الصمت الذي يوحي بأفكار غريبة:
-أسمك إيه؟
أجابته بنبرة ناعمة بالفطرة:
-فيروز.
ربااه لمَ كل شيء متعلق بها مميز ! حتى أسمها وكأنه خُلق ليليق بفيروزتيها اللامعتين.
-ساكنة فين يا فيروز ؟
سألها بجدية، فأجابته هي بعنوانها، ثم عقبت:
-بس مايصحش حضرتك توصلني لحد البيت، لحد *** كفاية وأنا هكمل.
اومأ برأسه موافقًا دون رد، ثم مد يده وشغل الراديو ونظر لطريقه مرة اخرى، فيما كانت هي تسحب شهيقًا عميقًا وتزفره على مهل في محاولة منها لطرد التوتر عن رحابها، فها هي على مشارف انتهاء ما أرادت!

وصلا للمنطقة التي تقطن بها فيروز، كانت منطقة عشوائية بعض الشيء، فأوقف فارس السيارة، نظرت فيروز نحوه وهي تتمتم شاكرة بابتسامة حلوة تليق بتميز ملامحها رغم الإنهاك النفسي الذي استقر فوقها:
-شكرًا جدًا يا باشمهندس.
بادلها ابتسامة خفيفة:
-العفوا يا باشمهندسة.
ثم تشدق بجدية:
-بس ابقي خدي بالك متطوليش في الشركة لوقت متأخر بعد كدا عشان اللي حصلك دا ميتكررش تاني.
أطرقت رأسها أرضًا في إنكسار لاق بروحها المهشمة في تلك اللحظات وهي تضم ملابسها لها بقوة.

ثم ترجلت من السيارة تحت انظاره، وتوجهت نحو احد الشوارع لتغيب عن انظاره فهمس فارس ضاحكًا دون وعي لما تسرب من لسانه:
-برتقانة.
ثم انتبه لنفسه فعادت قسمات وجهه للجدية، لا يجب أن يعطي الموضوع أكبر من حجمه، مجرد صدفة وانتهت!
**

بينما بالنسبة "فيروز" لم تكن كذلك اطلاقًا، فقد كانت تنظر نحو سيارته التي غادرت وابتسامة تفوح بالنصر والمكر تزين ملامحها، لقد تخطت عتبة البداية في طريقها،
استدارت لـ " زياد " الذي ربت على كتفها والذي أنقذها منه "فارس" وما أن رأته حتى بدأت الابتسامة تتشعب في ثغرها، ثم لكزته في كتفه وهي تهتف بينما تتحسس الجرح الصغير عند طرف شفتيها:
-يخربيتك إيدك تقلت بجد يا زياد ولا كأنك كنت بتضربني بجد.
ضحك "زياد" قائلًا:
-معلش أصلي اندمجت شوية.
ثم اُزيحت الضحكة عن فمه حين سألها بجدية متوجسًا:
-المهم طمنيني عملتي إيه؟
هزت رأسها وهي تتابع بزهو لاوية شفتاها:
-أنت تتوقع عملت إيه؟
زجرها بخشونة مصطنعة:
-ما تنجزي يا فيروز، إنطقي عملتي إيه؟ صدق الحوار اللي حصل؟
اومأت برأسها مؤكدة:
-أيوه طبعًا يابني، دا أنت عورتني بجد، وإيه أصلًا اللي هيخليه يشك؟!
أجاب وهو يتنهد بشيء من القلق:
-مش عارف، بس ربنا يستر أنا مقلق من الموضوع كله يا فيروز وخايف عليكي لو اتكشفتي، فارس ابو الدهب شكله مش سهل.
هزت رأسها نافية وراحت تطمئنه بابتسامة هادئة:
-متخافش عليا يا زيزو أنا ادخل في الحديد، وبعدين دا لسة بدري على الخوف دا هو أنا لحقت أعمل حاجة، دي البداية بس. 

رابط البارت الاول

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-