روايات حديثة

رواية وليدة قلبي الفصل الحادي عشر للكاتبة دعاء احمد

 وليدة قلبي



💧الحادي عشر 💧

مرر الكره بين قدميه باحترافية ثم وجهها لقلب المرمى ركلها فاصابت الهدف

ابتسم صالح بانتصار و هو بيقعد على الأرض في جنينه بيت " شغف الحسيني" جدته 

اخد نفس عميق بتعب وهو بياخد المنشفه يمسح وشه ملتقط ازازه المياه شرب و رمي على وشه باقي محتوى الازاز لتنزل قطرات الماء على وجهه تلمع أثر اشعه الشمس


تنهد على وهو بينحني بيسند بايديه على ركبته بتعب قالا بغيظ و ارهاق

:محدش يقدر يغلبك حتى في اللعب


بصلهم مراد (صديقهم) وهو حاطط ايديه على خصره بص لاشعه الشمس بتعب من الجو الحر 

ليردف بسخريه من علي


:تغلب مين يا ابني..... دا ابن جلال الشهاوي 


ق.لع التيشيرت ليصبح عا'ري الصدر  

بيقعد على الأرض بيرمي التيشرت  باطمئنان لان مفيش غيرهم هم التلاته بيلعبوا كره

مراد بخبث وابتسامه ذات مغزي


:العريس مشغول في ايه؟ هي العروسه لحقتك تشغلك عننا ولا ايه


رمقه صالح بضيق وفضل السكوت 


على بص لمراد بضيق هو الاخر و رجع بص لصالح

مراد بابتسامه وسيمه و مرح

:مالك يا عم انت متضايق انك هتتجوز ولا ايه.... 

طب ماشي سيبك من كل دا تعالوا ننزل المياه الجو حر اوي 


صالح قام بضيق و احساس بالغضب من قراره المتسرع جدا


مش ندمان عليه لو رجع بيه الزمن لنفس اليوم المشئوم من اسبوعين  هيعمل نفس الموقف ... 


لكن بعد ما عرف حكايتها حس ان مش هي اللي ممكن تكون على اسمه رغم أي حاجه دلوقتي


هو ملازم يكون اد كلمته ولا يمكن يتراجع عنها وخصوصا ان شهد على كلامه ناس كتير 

وحتى لو مفيش غير شخص واحد شهد على الموقف كان هيتجوز زينب....... 


خرج من شروده على صوت مراد العالي

"صالح... انت يا عم سرحان في ايه بقولك تعالي ننزل المياه" 


صالح بجمود

"ماليش نفس انزلوا انتم هطلع اخد دش و اروح على الوكاله وانت يا علي حصلني على هناك علشان بكرا هكون مشغول في الخطوبه" 


مراد باستغراب 

"اللي يشوفك كدا يقول انك مغصوب على الجواز مع ان انت اللي قلتها بلسانك انك هتتجوزها.... ولا اكمن طلعت ملهاش اصل

بس اقسم بالله دي القمر ولا عيونها شبه الملايكه "


وسع على عينيه بصدمه من كلام مراد ورقب خطوات صالح وهو بيقرب منه بهدوء ما قبل العاصفه 

غريب هو الهجوم المفاجأ 

هو النقطه الفاصله بين الهدوء التام والرعب المميت يجعلك تشعر انك تقف على أبواب الجحيم للحظات تنسحب منك روحك


الاحساس دا حسه مراد مجرد ما صالح قرب منه وه'جم عليه بكل قوته بيلوي دراعه وهو يديره

و ينقض على رقبته يكاد يخن"قه يضغط بعنف على حنجرته ليدرك انه تخطي حدود 

ربما هما أصدقاء لكن باي حق يتكلم عن شي يخصه


عروقه تكاد تنفجر من شده الغضب والغيره فحتى ان لم يكن يحبها فهي بعد أيام هتكون مراته

صالح بغيره تكاد تفتك بكل جوارحه شي خارج عن ارادته يحركه

:=مين اداك الحق تتكلم عنها....... ممكن دلوقتي حالا عزرائيل يكون واقف على باب البيت دا منتظر يقبض روح اللي جابوك فبلاش تخليني انا اللي اعملها..... اسمها ميجيش على لسانك و مالكش دخل في حكايتها بلاش تخلينا نخسر بعض 


على بخوف وهو بيحاول يبعده:

:=صالح اهدي ابوس ايدك هيمو'ت في ايديك 

انت عارف مراد متهور بس ميقصدش حاجه


ثم وجهه حديثه الي مراد اللي وشه احمر وبحاول يفلت من قبضه صالح لكن هيهات


" منك لله يا شيخ حبكت تفتح بوقك دلوقتي يعني بتاع بنات ومستحملينك لكن كمان غبي 

يخربيت ابو اللي جابك...." 


صالح سابه وهو وقع على الأرض وهو بياخد نفسه بصعوبه وعيونه بتلمع بدموع كاد ان يزهق روحه 


صالح بحده وهو بيرجع ايديه الاتنين وراء ضهره وبيشبكهم في بعض


"كلمه واحده عليها تيجي على لسانكم خليكم واثقين ان أبن الشهاوي مش بيسيب حق... حريمه"


أتكا في نهاية جملته على تلك الكلمه كنوع من الانذار انها أصبحت ملكيه لايحق لهم التحدث عنها ولا حتى بكلمه واحده فكيف ان تغزل بها صديقه؟؟؟!!!!!


سابهم ودخل البيت على اوضته فيها

لأن جلال وحياء عملوا بعض التعديلات في البيت لكن لسه واخد نفس طبع البساطه اللي تحس فيه بروح والدتها وانها موجوده بينهم 


بعد ربع ساعه نزل وهو بيشمر كم قميصه الذي يبرز اناقته و جسده الرياضي يمرر يديه في شعره الأسود 


تنحنح مراد بحرج واعتذار

"صالح.... انا اسف والله مقصدش اللي في دماغك انا اه بتاع بنات لكن مش هبص لمراتك انت اخويا و انا مقصدش اللي انت فهمته انا اقصد انك محظوظ


زفر على بغضب من غباء صديقه

" اشكي إليك يارب يا ابني انت اهبل..... 


ضحك مراد باستغراب من غباوته

"والله ما اقصد انا اقصد... ولا بلاش انت عارف اني حنين وطيب"


لوي على شفتيه باستهزاء

" حنين اوي دا على ايدي... وبذات مع البنات اللي بتمشي معاهم.... حنية ايه.. وطيبة ايه..."


مراد بابتسامه ساخره

"يا ابني البنات دول احسن حاجه في الدنيا بذمتك تخيل كدا الدنيا بدون نوعمة و رقة البنات"


صالح بسخريه

:=ان شاء الله تيجي اللي توقعك على بوزك وتعلمك ان الله حق.... ياله اتفضلوا من غير مطرود علشان عندي شغل عيز اقفل البيت


مراد بجديه 

" خالص يا عم انا اسف و ادي راسك ابوسها"


ضحك على بسخريه 

" مش كفاياك بو"س ولا ايه يا عم الواحد بقى يقلق منك قولي صحيح انت مصاحب كم واحده دلوقتي "


مراد 

" والله يا خويا الايام دي هما اربعه بس "


علي

" برى... بري اوي الواد دا تصدق ظلمتك"


صالح بجديه:أنجز مش ناقص وجع دماغ منك له


بعد مده خرج التلات شباب من البيت وصالح قفل وطلع على الوكاله... 


=========🌱وليدة قلبي🌱 =========

                         دعاء أحمد 

في بيت الشافعي

زينب اخدت شنطتها واتاكدت انها حطت الفلوس فيها


زينب بصوت عالي مرح

:=انا نازله ياحج ..... يمكن اتأخر شويه علشان هعدي على نورهان اشوفها علشان تكون معايا بكرا


منصور بابتسامه وهو خارج من اوضته ساند على عصايته

:بس كل شويه هكلمك اطمن عليكِ اوعي مترديش..... خلي بالك على نفسك


زينب بسعاده

"ايوه كدا اخرج من الاوضه دي الحمد لله بقيت تخرج بالعصايه حاكم انا اتشئمت من الكرسي المتحرك مكنش له لازمه و الله


منصور بابتسامه :الحمد لله يا زينب ياله عشان متتاخريش وخلي بالك على نفسك


زينب بحماس وهي بتلبس الكوتشي

:ادعيلي يا حج


خرجت من البيت وهي مرتاحه يمكن بعد اللي حصل اتأكد أن ربنا مبيظلمش حد

هي أحسن الف مره من غيرها على الاقل عندها أب بيحبها وبيت محتويها 

هي على يقين تام ان الحياة لا تظلم احد و لكل شخص نصيب مما اكتسب


احيانا تقسو الحياه لكن لكل اختبار حكمه لا أحد يعرفها فقط تنكشف في الوقت المناسب

لتجعلنا ندرك اننا افضل وأننا كنا مخطئين في تقدير الأمور.... لان الله اسمه العدل...


ركبت مواصله في طريقها لمحلات الفساتين كانت عايزه تاجر فستان للخطوبه

  قاعد جنب الشباك سرحانه في خطوبتها اللي اتحددت بكرا اخدت نفس عميق زفرت ببط و هي تحاول أن تكون متاهبه لتلك اللحظه........


بتدير وشها لكن اتفزعت وهي بتبص لعجوز قاعد جانبها ومبتسم بسماجه


زينب بحده "في ايه يا حج ما تبص ادامك"


ابتسم بسماجه ليقول

"انتي متجوزه يا قمر"


استغربت من سؤاله وطريقته الغريبه

"لا يا أبا مش متجوزه ايه عندك عريس ليا" 


اخرج المشط من جيب القميص بيسرح شعره بابتسامه واسعه

"ما انا موجود يا قمر" 


بصتله بذهول و عصبيه 

"يا عم هو ناقصك ايه البلاوي اللي بتتحدف علينا دي.... على جنب ياسطا ما هو انا ناقصه 

قال انا قال..... فاكر نفسك مايكل جاكسون يخربيت المعاتيه".... 


نزلت من العربيه دخلت شارع زحمه فيه محلات كتير 

بقيت تلف و تدور على حاجه مناسبه ليها ومتكنش بسعر غالي عليها

لحد ما لفت انتباها فستان سواريه سماوي ابتسمت ودخلت المحل 


بعد مده خرجت و راحت لبيت نورهان يتكلموا سوا............. 


وليدة قلبي 

🌿الجزء التاني من الفصل الحادي🌿

في فجر يوم خطوبه زينب


ارتد صالح ملابسه واقف أدام المرايه وهو بيزرار قميصه الأسود..... دخلت حياء بابتسامه جميله وهي بتقول بحنان

"صباحك نور يا صالح... ياله علشان نفطر ابوك و إيمان قاعدين مستنينك"


هز راسه ب ايجاب وهو بيبص في ساعته

"ماشي يأمي جاي.... بقولك انا احتمال اتأخر النهارده محدش يستناني وانا هحصلكم على بيت الحج منصور"


شهقت حياء بصدمه من كلام ابنها

"انت بتقول ايه يا صالح انت لازم تكون هنا من بدري 

و لا في خطوبه بتحصل من غير العريس

اوعي تقولي انك هتسافر....


وقف أدام المرايه بيسرح شعره ليقول بعمليه


"معليش بقى يا ام صالح لازم اطلع على بورسعيد...

في بضاعه جايه للجمارك و لازم استلمها بنفسي و اشيك عليها

انتي عارفه الحج كبر و مينفعش هو يروح وانا موجود وان شاء الله هاجي بعد المغرب


هنحمل البضاعه على التريله (عربيه النقل) على العصر و هجيبها واجي بإذن الله .... 

و اي حد يبقى يجي من بورسعيد بالعربيه بتاعتي "


حياء بخوف عليه

:انت اللي هتطلع على التريله... خالي بالك على نفسك يا صالح الطريق مالوش امان) 


ابتسم وهو بينحني يقبل راسها وايديها

(سلميها لله يا ام صالح)


بص في المرايه بيعدل حزام البنطلون لتكتمل هيئته الرجوله الوسيمه فهو صاحب قوام رجولي ممشوق


وصل صالح مينا بورسعيد حوالي الساعه الثامنه صباحا هو و صديقه علي

وصلوا الجمارك منتظرين وصول شحنه كبيره من القماش هتتنقل المخازن الخاصه بعيله الشهاوي 

واقف مع عامل من عمال النقل في المينا 


صالح بجديه:يعني شاكر ضرغام كان ناوي ياخذ الشحنه دي 


العامل

:دا اللي سمعته و عرفت انه كان هيموت عليها و ان شاء الله حتى ياخدها من تحت الترابيزه و لو هيدفع لكل اللي في المينا ر"شوه


لكن الحكومه الايام دي مشدده على كل البضاعه اللي داخله المينا) 


حك صالح دقنه النابته بشك واستغراب وهو بيبص ل علي 

ظابط الجمارك:تعالي افطر يا صالح لسه الشحنه موصلتش و غير الإجراءات على الساعه احداشر 


صالح حط ايديه في جيب البنطلون وهو بيبص للبحر و بجديه

" تسلم يا محمد فطرت مع الحج في البيت" 


ابتسم محمد بحسره 

"تصدق يا جدع اقسم بالله انا نسيت معنى الفطار في البيت من يوم ما اتجوزت وسيبت بيت أمي و لو قلت كلمه واحده تقولي العيال والبيت مش فاضيه كلام النسوان اللي مياكلش عيش دا) 


مال صالح عليه يسأله بحيره 

" هو الجواز وحش للدرجه دي ولا اي" 


"زي الز"فت.... حاجه كدا زي تكفير عن الذنوب اللي عملتها طول حياتك.... اوعي تتجوز يا صالح انت كدا ملك اقسم بالله) 


على بمرح 

"يا جدع اسكت الراجل خطوبته النهارده مش عايزين نطفشه من اولها كدا خليه يعيشله يومين" 


صالح بمرح "انا بعد اللي سمعته بفكر اغير رأي" 


ضحكوا التلاته ليقول محمد بسعاده

"الف مبروك يا جدع مش تقول كدا من الاول كنت اديك طاقه تفاءول" 


لؤي شفتيه بسخريه

"تفاءول ايه يا جدع روح منك لله"


بعد عدت ساعات من العمل الجاد المرهق بتحميل البضائع على عربيات النقل (التريله) وإنهاء الأوراق الخاصه بالجمارك


صعد صالح الشاحنه الضخمه  

بيسوق التريله في طريقه لاسكندريه مع أذان العصر ووراه عربيتين تانين كبار

كان قاعد جانبه علي ليقول بشك


" تفتكر شاكر ليه كان عايز الشحنه دي مع انه اصلا بيشتغل في السمك ومالوش علاقه بالقماش تفتكر بيعمل كدا عشان يرازي فيك


صالح بجديه

" معتقدش.... شاكر دلوقتي عايز يعوض الخساره اللي عنده و شحنه القماش دي جايه بسعر مناسب لو قدر يسوقها صح كان هيعرف يغطي الخساير اللي عليه


" عندك حق"

اكتفي على بأكلمه دي وهو بيفكر في شاكر و اد ايه هو إنسان حق"ير


بعد حوالي نص ساعه

كان (على) شارد الذهن وهو بيبص للموبايل بتاعه

صالح بصله باستغراب 


لانه قاعد و مركز في الموبيل بطريقه ملفته

كان فاتح صفحه على الفيس بوك ب اسم

"habiba Kassem" 


بيبص للموبيل بسخريه وهو شايف صاحبة الاكونت حاط بوست على الفيس 


" الحب؟؟!!!  

ان باعك الحب عليك إلا تشتريه ولو بأرخص ثمن"


(على) محسش بنفسه غير وهو بيدخل التعليقات بيكتب

"البشر مخادعون..... كانت دائما تمثل البراءه في اوفي صورها 

وفي لحظه أظهرت عن الشيطا"ن بداخلها ذلك الشيطا"ن المهو"س بالمال" 


كان هيضغط على إرسال لكن صالح شد منه الموبيل بسرعه وهو بيوقف التريله بيدوس فرامل بقوه لدرجه انهم اندفعوا لادام لكن استعدوا توازنهم بالتدريج


صالح بحده وغضب من صاحبه


" انسى (حبيبه) يا علي 


..... دي اتجوزت خالص وانت عارف اتجوزت مين..... شاكر ضرغام ابعد عن الشر و غنيله بلاش تدخل في حياتها انت متعرفش ايه اللي جبرها تتجوزه.... واكيد هو بيراقب موبايلها بلاش تاذيها يا اخي... 


صرخ( على) بجنون فما السبب الذي يجعلها تتخلى عنه


فهو احبها منذ أن كان بالثانويه وهي تعرف ذلك تعرف ذاك جيدا.... 


كان بينهم محادثات كثيره فهي ابنة حارته من نفس عمره تقريبا او لاكون دقيقه أصغر منه بتمن شهور


" الفلوس..... هي اتخلت عن حبي ليها علشان الفلوس


لا وايه طول الوقت طالعه كأنها البنت البريئه الملاك من السما و هي كد"ابه وغشا"شه" 


ربت صالح علي كتفه ليخفف عن صديقه شعوره ب الألم هو يعلم جيد كم يحب( حبيبه)


ولكن الشي الصادم للجميع انها تركته فجأه و تزوجت من شاكر (اللي حاول يق"تل صالح)


(على) شاب على عكس صالح من طبقه اجتماعيه بسيطه 


مكافح بسيط ذكي

قدر يكمل تعليمه و يجوز اخته و بدا يعدل من مستواه اشتري شقه جديده اكبر من شقتهم لكن بالتقسيط و رفض اي مساعده من صالح غير أجره على الشغل ومع ذلك هما صحاب جدا


صالح بجديه :طب هات الموبيل دا......وبلاش شغل العيال دا دي ست متجوزه دلوقتي... 

وانت مش صغير


اخده وحذف التعليق و خرج من صفحتها

(على الله يا علي تعمل كدا تاني فوق لنفسك حبيبه اتجوزت حطها حلقه في ودنك) 


على دير وشه وبص من ازاز التريله بضيق و غضب لكن يقسم بداخله يعشق تلك الفتاه لطالما كانت صديقته او كما يسميها ملاك الرحمه

تميزت عن جميع الفتيات و خ"طفت قلبه 


لتصدمه بالنهايه بزواجه من عدوهم شاكر ضرغام لكن دا كله قبل سنتين لكن هل ننسى من 


صالح بصله وهو بيدور الشاحنه من تاني و لنفسه


" حبيبه مش وحشه اوي زي ما انت فاكر يا علي ربنا يكون في عونها على هي عايشه فيه "


في مكان آخر

بيت كبير واسع جدا ملكاً لشاكر ضرغام


جرس الباب بيرن خرجت بنت من المطبخ

جميله نحيفه على وجهها قسمات الحنان والطيبه رقيقه

و قسمات القوه اكتسبتها من سباق الركض بين عقلها وقلبها و القدر المؤلم


الذي جعلها زوجة شاكر ضرغام رغم انه اكبر منها ب خمستاشر سنه لكن قدرها ان تقع تحت يدي ذلك الاربعيني


شعرها البني منسدل على ضهرها بنعومه

(حبيبه قاسم)


فتحت الباب وعلى وشها ابتسامه رقيقه اعتادت انها ترسمها تخفي بها مرارة زواجها الفاشل. 


خالتي (ام محمد) وهي بتمسح وشها من العرق

:حبيبه اللحقيني بكوبايه مياه الجو حر اوي....


حبيبه بابتسامه سعيده : وحشتيني اوي يا خالتي تعالي ادخلي... حاضر ثواني


دخلت المطبخ بسرعه طفت عن الأكل و اخدت كوبايه مياه وطلعت بسعاده


بعد دقايق في الصالون

حبيبه كانت قاعده على الكنبه وهي سانده دماغها على ايديها وسانده على مسند الكنبه وراها

و بتسمع خالتها و هي بتشتكي منها


حبيبه 

:يعني عيزاه ايه يا خالتي بتلفي وتدوري عليا وحاسه ان الزياره دي وراها حاجه


ام محمد :بصي يا حبيبه من الاخر كدا جوزك هو اللي بعتني و عايزني الين دماغك اللي زي الحجر دي انتي كدا بتخربي على نفسك


حبيبه بغضب و مع ذلك خوف منه

:هو بيشتكي لك مني؟ 


ام محمد :

ايوه يا عنيا.... بيقول انك بتتلوعي عليه ومش عارف ياخد منك حق ولا باطل حتى لما بتكونوا سوا مش عارف يطول منك حاجه.... و كمان موضوع الخلفه


حبيبه بحزن و طيبه :

اعمل ايه بس مش عيزاه اخلف منه 


انتي عارفه اني مش بحبه انا بكر"ه نفسي لما بيقرب مني.... لولا اني تعبت منه وخايفه 

كنت طلبت الطلاق"


ضربت ام محمد علي صدرها بقوه من كلام حبيبه الطايش

"يلهوي يا حبيبه انتي بتقولي ايه اكتمي خالص

عارفه لو سمعك هيعمل ايه فينا هيقطع خبرك من على وش الدنيا


وبعدين ايه يعني دا جوزك يابت و من حقه عليك انك تجبيله حته عيل يشيل اسمه و يكوش كل دا انتي عارفه انه مخلف من مراته الاولانيه بنت ومراته التانيه مخلفتش الدور عليك تجبيله الواد و تئوشي "


حبيبه بقله حيله وسخريه

" اديكي قولتيها يا خالتي انا التلاته ههه قال جوزي قال انا لما اتجوزت شاكر كان عندي اتنين وعشرين سنه و دلوقتي عندي اربعه وعشرين 


عارفه يا خالتي السنتين دول ضر"ب واهانه و حبسني في البيت 

فين وفين على ما بخرج

انا بكر"ه اليوم اللي بيجي فيه 

و تقوليلي جوزك منه لله اللي كان السبب

منه لله على البهدله اللي انا فيها

و لما ازعق واقول كفايه و ادور على حد يقف قصاده ملقيش حد منكم سبيني في الغلب اللي انا فيه يا خالتي) 


ام محمد بجديه وخوف


" اوعي يا حبيبه تكوني بتشوفي اللي اسمه

"علي" دا


حبيبه بصتله وسكتت لكن للحظه ابتسامتها ظهرت فاقت من شرودها على صراخ مرات خالها

"يلهوي يا حبيبه لا تكوني لسه بتفكري فيه فوقي يا بت يانهار مالوش ملامح لو جوزك شك في حاجه هيطين عشتك"


حبيبه بسخريه

" متخافيش اوي كدا انا نسيته اصلا و بعدين شاكر مانعني من الخروج...

خليه يعمل اللي هو عايزه مدام كله بالضر"ب و الاهانه يبقى ينسى موضوع الخلفه دا لا يمكن اخلف من واحد زيه...... وان شاء الله هرفع عليه قضيه خلع و اخلص منه يبقى


ام محمد بشك

:اوعي تكوني بتاخدي حاجه لمنع الحمل يا حبيبه......


حبيبه ب ارتباك بتحاول تداريه

:هاخد ايه يعني بقولك انا عامله الاكل اللي بتحبيه هغرفلك....


قامت بسرعه و دخلت المطبخ قعدت على كرسي السفره و شردت للماضي و اد ايه نفسها ترجع له بقالها سنتين في الغلب دا مع شخص عمرها ما حبيته ولا هتحبه في يوم


افتكرت "على" اكتر شخص كانت بتحبه واكتر شخص حنين في الدنيا


وصل صالح اسكندريه وبالتحديد يقف في احد مخازن القماش لعائله الشهاوي

مرر ايديه على رقبته بتعب من الطريق


مط (على) شفيته بغضب من صديقه ليقول بخفوت

"صالح يا جدع روح ياله العشاء هتاذن اللحق روح غير واللحق الناس اللي مستنينك


ولا انت عايز تصغر الحج جلال ولا ايه حكايتك)


ابتسم صالح ابتسامه بعيده تمام عن المرح ليقول بجديه 


" افضل مع العمال يا علي بعد ما يخلصوا تتأكد من كل حاجه و تقفل كويس

وتنبه على الغفر ياخدو بالهم..... ياله يدوب اللحق انا الناس اللي في انتظار هات مفاتيح الموتسكل بتاعك


ابتسم على بمروغه وهو يمرر يديه في شعرها قالا بمرح وأسلوب مضحك

" مش عارف من غيري كنت هتعمل ايه خد يا وحش الف مبروك مقدما"


ضحك صالح وهو يربت على كتف صديق قالا بحماس

"نردهالك في الأفراح ان شاء الله"


خرج من المخزن تحت نظرات( على) الحزينه عند تذكره لتلك الفتنه التي يعشقها.....


النصيب قيود من نيران احيانا تهلك أرواحنا تجعلها معذبه في الهوى.......

مؤلم جداً ان تتظاهر انك بخير مع أنك في الواقع تحترق ببط..... على عبد المنعم


_______________________________

خرج صالح من المخزن كان واقف أدام دراجه بخاريه دورها بالمفتاح لتطلق صوت مزعج أثر تشغيل المحرك


ركب الموتور في طريقه للبيت زود السرعه لينطلق بسرعه عاليه 


هو كم يعشق تلك الدرجات على الرغم ان سيارته مريحه جد

لكن هو واقع في عشق الموتور احساس بالحريه السرعه الجنون احيانا


كأنها تمثل البشر في تهورهم و اندفاعهم 

وأحيانا في رغبتهم في الحريه المطلقه للجنون

رغم ذلك كان حريص دايما حتى لا يؤذي احد........ 


يبدو للبعض شي تافهه لكن لكل مرء نصيب من الجنون في الحياه ربما شغف!!!! 

ف لاتناقش راجل ان احب شي....


بعد مده بسيطه

وقف يزرار قميصه الكحلي ابتسامه وسيمه ظهرت على شفتيه حك دقنه النابته وهو ينظر في المراءه

بص في الساعه لكن وسع عينيه بدهشه لانه اتأخر و حالا لازم يكون في بيت الحج منصور 


وصل بعد ربع ساعة جلال بصله ب ارتياح كان خايف يتأخر اكتر من كدا 


حياء اول ما شافته راحت ناحيته بخوف 

"صالح اتاخرت ليه حصل حاجه طمني انتي كويس.... 


ابتسم وهو يقبل قمه راسها بحب

" متخافيش يا ام صالح الحمد لله عدت على خير..... 


انطلقت الزعاريد في كل ارجاء البيت و الاغاني 

حضر الخطوبه الحج عمران (كبير الحاره) ابتسم وهو بيسلم على صالح بصله بنظره غريبه شايف راجل ادامه قدر يوفي بكلمته 

شخص واحد وقف أدام قوانينهم و يقولهم دا ميرضيش ربنا 


بص لجلال و ابتسم ليقول بفخر

"انت محظوظ يا جلال عرفت تربى راجل من ضهر راجل..... ابن جلال بصح" 


ابتسم صالح بحده دليل على عدم الارتياح له


هو يعلم جيدا ان ذلك الرجل

لطالما سقي قلوب المظلومين العلقم

ليقول بحده و قسوة و عينيه الزيتونيه الداكنه تبرز وحش غاضب بداخله

"وانت كنت فاكر ايه يا حج عمران.... انا أديت كلمه 

و عمري ما اكسر كلمتي مدام رافع وناصر.. الحق


اتكا على تلك الكلمه بقسوه ليحمحم عمران بحراج بعد فهم ما يريده صالح وقد نجح في احراجه" 


انطلقت الزغايط من ناحيه اوضه زينب 

الكل بص ناحية نورهان اللي بتزغط وهي طالعه من الاوضه مع زينب...... 


واقفه ادامه بهيئتها المميزه ترتدي فستان فضي رقيق جدا 

صاحبة ملامح رقيقه بشره صافيه 


عينيها الدخانيه الداكنه

و آآه من تلك الغيمه في عينيها

و كأن جمالها يكتمل مع عينيها البريئه

ربما عاديا بسيطه لكن هناك شي مميز 

يبدو عليها

لان الرمادي الأقرب للاسود في عينيها  

هو سيد الألوان يجمالها يحليها


انحدرت عيني صالح علي فستانها المحتشم ومع ذلك يظهز انثه بجسد ممشوق 


فهي تتميز بحلاوه شرقيه تخطف العقول 


زينب اتوتر من نظراته الواضحه والصريحه لتجبرها قدميها على الاستمرار في طريقها ناحيته تتمنى لو ان تنشق الأرض وتبلعها


رغم أنها محجبه و ملابسها تداري تفاصيلها لكن لأول مره ترى منه نظرة

(وقحه... صريحه... واضحه... ) والاغرب انه لا يخجل من النظر إليها هكذا وسط هذا التجمع كأنها حق من حقوقه لكن في صميم نفسه انه تربى على غض البصر فلما تلك النظرات الان


ربما اول مره يركز معها بالطريقه دي لكن رغبه قويه بداخله تدفعه لمعرفة كل شي عنها لحد دلوقتي 

شايف

بنت جميله جدا.. بسيطه.. ملامح حزينه... لكن في جزء كبير من حياتها لسه مجهول 


مد ايديه وهو بيبصلها بتركيز كانت بتبصله بقوه غريبه و كأنها بتحاول تستكشف اللي عيونه مخبيه و ياترى حكايتهم الغريبه دي مصيرها ايه


وضعت يديها بين يديه مسكها بقوه يتجه ناحيه الكرسي المخصص لهما 


وسط نظرات الحب الفرح السعاده والكر"ه السخط والغضب تمت خطبتهم وتحديد الفرح بعد اسبوعين........ السرعه دي كانت موتره زينب 


لكن ما يريده الله هو ما سيحدث

فهي على ثقه تامه بأن اراده الله فوق كل شيء

لم تتخيل بحياتها انها ستكون زوجته

ف اهلا بما يريده الله

و لكن ياتي القدر برياح الهوى... القسوه.. الدموع


الساعه اتناشر بليل 

جلال كان ساند دراعه على كتف حياء وهما طالعين السلم و باين فرحتهم لاولادهم


صالح كان لسه قاعد في عربيته يشعر بإنشاء غريب يجتاحه 


_____________صعد يوسف السلم بسرعه وهو بيمسك ايد ايمان كأنه عايز يخط"فها بسرعه قبل ما صالح يدخل او جلال يشوفه


ايمان بفزع ودهشه:

"يوسف..... "


وضع يديه على شفتيه بمعنى اسكتي

ايمان بحده وهي بتشد ايديها من بيت ايديه بغضب 

" في ايه يا حيلتها ما تحترم نفسك ولا علشان بقيت خطيبي لا فوق قسما بالله اصوت واخلي صالح يتصرف هو معاك"


هز راسه بتعب من عنادها

"ممكن افهم في ايه؟ يعني من كم يوم كانت خطوبتنا و انتي كنتي فرحانه و جميله وكيوت كدا ليه قلبتي فجأه ممكن اعرف" 


مسمست شفتيها بطريقه شعبيه اصيله 

" ولا حاجه ابقى اسأل روحك وانت تعرف "


يوسف بغمزه و ابتسامه مرحه

" ما انا بسألك اهو يا روحي"


لوت شفتيها بغيظ وغيره لتنفجر من الغضب

" يوسف مين حنين دي..... اللي كل دقيقه والتانيه بتكلمك واحنا في الخطوبه"


مال عليها وهو يشعر بسعاده لرويه غيرتها الواضحه رد بمراوغه و نفس اسلوبها 


" وانتي مالك مش انتي لسه بتقولي حي الله مخطوبين مالك بيا بقى "


وسعت عينيها بصدمه و رغبه قويه في الانقضاض عليه لكن أخلاقها منعتها و بحده وقوه


" ماشي يا جو كلها اسبوعين و ابقي مراتك وساعتها و رب الكعبه ليكون باسورد موبيلك معايا... هو ايه صحيح الباسور"


ابتسم يوسف بمراوغه وقحه وهو يغمز لها 

" لا طبعا مينفعش يا قلبي دا عليه حاجات للكبار " 


احمر وجهها بغضب وغيظ من هذا السليط لتقول بحده

"بج"ح.. صا'يع.... من'حت انا هفركش الخطوبه سلام"


ضحك بسعاده لرويه مشاعرها المضطربه مابين الخجل تخفيه بقناع الغضب.... الغيره.... الحده


يوسف :ايمان


اديرت قبل ما تطلع شقتهم وهي بتبصله بوجهه كاتم لكن تحول لذهول وهي تراه يرسل على قب"له على الهواء 


" بتعمل ايه يا صايع انت بتسغفلنا يا روح امك" 


لم يكن سوا صالح الذي صعد الدرج للتو و هو يرى ابن عمه و اخته 


ايمان وهي بتضحك

" حلال عليك العل"قه يا جو سلام ياروحي"


تحول وجه يوسف للشحوب وهو يرى صالح ينقض عليه بعنف

اقترب منه صالح بغضب وهو يمسك عنق قميصه وبدون مقدمات و قصف بعنف أمام عينيه و بغضب وحده


"بتعمل ايه يا روح امك انت بتستهبل يالا ولا فاكر نفسك بقيت جوزها فوق يا حيلتها علشان قسما بالله دلوقتى حالا اخليها ترمي الدبله في وشك 


معندناش بنات تقف تتكلم على السلم وإذ كنت نسيت الأصول وانت برا مصر كنت تجيلي وانا اعلمهالك...... لما تحب تكلمها تيجي ب الأصول وتستاذن تقعد ادامنا "


يوسف بفظاظه واستفزاز

" و ماله بكرا تبقى مراتي وفي حضني وساعتها ميبقاش ليك كلمه عليها "


صالح بهدوء ما قبل العاصفه

" ايه البجا"حه اللي انت فيها دي يالا.... ما تحترم انها اختي..... لما تبقى مراتك دا لو بقت بس معتقدش" 


ابتسم يوسف باستفزاز وهو بيبعد ايد صالح عن ياقه قميصه بيحط دراعه على كتف صالح بعفويه ليردف بهيام

"الحب يا جدع..... 


سابه وكان نازل لشقته لولا أن صالح بحركه سريعه حط رجليه كعائق أدام يوسف بمجرد ما جيه ينزل اتكعبل لولا انه مسك في تربزين السلم 

بص لصالح بغيظ 


" طب روح يا صالح يا ابن عمي اللهي تنكوي بنار الحب و يبعد حبيبك عنك و تدوق عذابه"


صالح ضحك بسخريه على شكل يوسف و طلع شقته...... 


==================

في صباح يوم جديد 

في بيت شاكر ضرغام

حبيبه صحيت من النوم بملل كعادته هيكون يوم ممل تفضل قاعده طول النهار في البيت لوحدها ممنوع انها تخرج او تكلم اي حد

و دا تقريبا من بعد جوازها من شاكر بتلات شهور

يسيبها ايام طويله بفضل مع مراته الأولى 

يمكن هي مش زعلانه بالعكس دي اكتر حاجه بتفرحها لانه مبيجيش لها إلا لما يكون عايز مزاجه منها  


ابتاعت مرارة العلقم الذي تعيش فيه منذ سنتين في سباق مع الحياه


لكن ابتسمت بسخريه من تحكمات شاكر فيها و تمردها عليها و خروجها


قامت دخلت اخدت دش بعد دقايق خرجت وقفت أدام المرايه ولاهي لابسه بلوزه مكتنزه بأكمام طويله


بنطلون جينز ازرق واسع رفعت شعرها في كحكحه فوضويه تبرز جمالها و اناقتها

فهي صاحبه الشعر البني المتموج يوح لك عن امرأه متمرده رغم ذلك ضعيفه


المتمرده المكسوره الشرسه

رابط الفصل الثاني عشر


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-