جديد

رواية الشيطان شاهين الفصل الثالث

 الفصل الثالث

"جميلة.. انت يا ولية فين القميص الأزرق اللي انا جايبه امبارح؟"

هتف زكريا بحنق و هو يبحث عن قميصه الذي اشتراه امس عندما كان مارا بإحدى المحلات الرخيصة الموجودة قريبا من الحارة..

جميلة بتعمد
:"اهو يا حج زكريا... على فكرة القميص حلو اوي ذوقك يجنن خالص:"

زكريا بضيق و هو يخطف القميص من يديها
:" حج ايه يا بومة انت... أنا لسه في عز شبابي الظاهر انك انت اللي عجزتي و خرفتي يلا اطلعي برا و روحي شوفي وراكي ايه؟ قال حج قال...
جميلة و هي تتجه الي الباب :"جرا ايه يا راجل هو انا قلت إيه لكل داه... مالك مش طايقلي كلمة من امبارح ...
زكريا مقاطعا:"بقلك إيه روحي شوفي اللي وراكي و بلاش رغي عالصبح بدل ما اديكي على نافوخك...نسوان تجيب الغم..
خرجت جميلة و تركته يرتدي ملابسه، اتجهت الى غرفة ابنتيها لتوقضهما و تعدهما للذهاب إلى مدارسهم...
زكريا و هو يقفل بقية ازراز القميص بصعوبة و خاصة ببطنه الكبير
:"القميص داه يستاهل كل الفلوس اللي دفعتها فيه، داه رجعني عشر سنين لورا...اه لو ترضى عليا بس بنت سعيد ...،على العموم هانت كلها كام يوم و اكلم ابوها عشان اخطبها رسمي ماهو مش معقول اللي يشوفها يبقى عاوز يتجوزها...نثر بعض العطر على ثيابه قبل أن يكمل
:" اتجوزها بقى و اصطبح على الوش الحلو و العنين الزرقاء مش زي جوز الغفر اللي عندي...
انتهى من ارتداء ملابسه ثم خرج ليجد زوجته و ابنتيه يجلسون على الطاولة و يتناولون طعام الفطور...
البنات بصوت واحد:" صباح الخير يا بابا ".
زكريا :" صباح الخير...ايه انتوا لسه مرحتوش مدارسكم لحد دلوقتي..
جميلة بنبرة سخرية
:" لسه بدري يا معلم اصلك انت اللي صحيت بدري النهاردة، الظاهر عندك مشوار مهم مخليك حتى ناسي الوقت اد ايه ".
زكريا بعدم اهتمام:" عندي شغل بدري في القهوة... المهم محتاجين حاجة قبل ما انزل".
جميلة :"انت حتنزل كده من غير فطار؟".
زكرياء :"حبقى افطر في القهوة...يلا سلام ".
تابعت جميلة طيفه الذي اختفى وراء الباب بشرود، شرائه و ارتدائه لقميص جديد مختلف عن قمصانه القديمة و خروجه باكرا دون إفطار و هذا مالم يفعله من قبل جعلها تشك في حدوث امر جديد...لمعت عيناها فجأة عندما تذكرت ندائه لها البارحة باسم مألوف
فجأة ضربت صدرها بحركة شعبية:" يالهوي... كاميليا بنت سعيد البنت اللي حكالي عليها الواد سلامة ".
سلمى(البنت الكبرى) باستغراب:"مالك يا ماما... و مين كاميليا".


جميلة باستدراك:"و لاحاجة يا حبيبتي دي واحدة صاحبتي انت متعرفيهاش... يلا خلصي فطارك بسرعة الباص زمانه على وصول".
فرح(البنت الصغرى):"ماما انا عاوزة فلوس علشان الميس...".
جميلة :"خلاص يا حبيبتي حديكي اللي انت عاوزاه
خير ابوكي كثير... ثم اكملت بصوت منخفض و هي تخرج النقود من ملابسها
:"و يقدر يفتح بيت ثالث كمان، اما وريتك يا حج زكريا مبقاش انا جميلة يا انا يا انت يا بتاع النسوان، كل ماشوف بنت حلوة حيتجوزها لا و قد بنته كمان
يلا بنات..الوقت تأخر، خذي يا بنت الفلوس و متنسيش تاكلي الساندوتشات انت كل يوم بترجعيها زي ماهي".
فرح و هي ترتدي محفظتها:" حاضر يا ماما. "

هرعت جميلة الى الداخل متجهة نحو هاتفها لتتصل بأحد الأرقام.. جلست على الاريكة الذهبية اللون واضعة ساقها فوق الأخرى.
:" اهلا ،اهلا بضرتي ازيك؟
هتفت جميلة بعد أن اتاها صوت نعمة.
نعمة بملل :"اهلا بيكي يا ختي...خير عاوزة ايه؟ ".
جميلة:" وحشتيني قلت اسلم عليكي و اطمن عليكي و على البنات، عاملين إيه؟ ".
نعمة بتعجب :" فيكي الخير يا ضرتي...كلنا كويسين الحمد لله، لو عاوزة تقولي حاجة قصري اصلي مستعجلة دلوقتي".
جميلة باهتمام :"كنت عاوزة أسألك على المعلم، حالته اليومين مش عاجباني،بقى بيغير من شكله وهدومه هو ناوي على إيه، اكيد انت عارفة".
نعمة بضحكة عالية:"هو انت لسه مش عارفة ياختي، دا ناوي يتجوز الثالثة .. لا و ايه المرة دي عرف ينقي بصحيح بنت قمر لا قمر ايه دي بدر منور اسمها كاميليا أجمل بنت في الحارة كلها، و كمان متعلمة و كلها سنتين و تبقى مهندسة ...دا لغاية دلوقتي المعلم مطفش يجي الف عريس متقدميلنها و مفيش راجل في الحارة يستجري يبصلها بصة حتى...و الظاهر كده انه ناوي يخطبها الايام دي، على العموم انا بكرة رايحة عند اختي اسكندرية فهو حيبقى يجي يبات عندك و انت حاولي تعرفي منه التفاصيل
جميلة بغيرة :" ناوي يخطبها ... انا قلبي كان حاسس و الله دا بقى بيلبس و بيتشيك، اشي قمصان و برفانات....طب و العمل يا نعمة انت حتسكتي على اللي بيحصل داه "

نعمة بتشفي:" عاوزاني اعمل إيه ياختي انا لو كنت اقدر امنعه مكنش زمانه متجوزك دلوقتي... خليه على راحته هو راجل مقتدر و يقدر يفتح بدل البيت عشرة و كمان الشرع محلل اربعة".
جميلة بحقد
:" نعم يعني انت عاوزاه يتجوز علينا و بتشجعيه كمان.. انت جرا لعقلك حاجة يا نعمة... الظاهركويس، فاكراني سهلة زيها اما وريتك مبقاش انا جميلة بنت سمعة سيد المعلمين في الحتة كلها...مش حخليكي تشمتي فيا يا نعمة و مش حخليه يتجوز لا البنت دي و لا غيرها و بكرة تشوفي انا حعمل إيه ".
اخذت هاتفها من جديد لتطلب احد الأرقام ثم تقول :" بقلك إيه يا واد انت ترجع تراقبلي المعلم زكريا و كمان تجيلي قرار اللي اسمها كاميليا دي اوعى عينك تغفل عنه دقيقة و انا حبقى ازودلك اللي اتفقنا عليه... المهم تجيلبي الاخبار اول بأول ".
في منزل سعيد والد كاميليا
تقف كاميليا في المطبخ تساعد والدتها في إعداد الإفطار... انتهت من اعداد الشاي ووضعه على الطاولة لتقول لها الام
:" روحي انت يا كاميليا صحي اخواتك و لبسي كريم زمانه ابوكي صحي عشان نفطر كلنا..
كاميليا و هي تنشف يديها :"حاضر يا ماما... انا كمان لازم اجهز عندي محاضرة بدري الصبح و مش حقدر افطر معاكم...

الام بحنان :"طيب ححظرك سندويتش تاكليه في الطريق، مش معقول تروحي جامعتك و انت جعانة كده مش حتعرفي تركزي ".
كاميليا :" لا يا ماما مش عاوزة حاجة مليش نفس لو جعت حبقى آخذ اي حاجة من كافتيريا الجامعة...

اتجهت كاميليا الى غرفتها المشتركة مع اختها نور لتوقضها ثم تتجه الي غرفة أخيها الصغير لتجد مستيقضا و يحاول ارتداء ملابسه
هتفت كاميليا بابتسامة :"مش كده يا كيمو انت حتقطع البنطلون استنى حلبسك".


كريم بضيق :"اصل البنطلون داه مش مقاسي اكبر مني و ماما مصرة تلبسهولي انا زهقت منه و عاوز واحد جديد.."
كاميليا :"حاضر يا حبيبي حبقي اشتريلك واحد جديد بس مش دلوقتي ماشي يلا عشان تلبس الجزمة و تطلع تفطر، الوقت تأخر و بابا يا دوب يلحق يوديك المدرسة و يروح شغله".
خرج كريم من الغرفة و اتجه الى المطبخ ليتناول الإفطار مع عائلته لتذهب كاميليا بدورها الى غرفتها... وجدت اختها نور ترتدي ملابسها...
أخرجت بعض الملابس من الخزانة ليقاطعها رنين هاتفها..
كاميليا :" صباح الخير يا هبة،... لا انا لسه في البيت..... طيب مش متأخر مسافة السكة ماشي اشوفك في الجامعة".
رمت الهاتف ثم بدأت في ارتداء ملابسها المكونة من بنطال جينز اسود اللون و قميص ارزق غامق طويل يصل إلى فوق ركبتيها بقليل تركت العنان لشعرها البني الطويل، لململت بعض الأوراق و الملازم في حقيبتها المهترئة انتبهت لنظرات اختها التي تكاد تخترقها منذ دخولها لتقول و هي تكمل ترتيب اغراضها:"مالك يا نور في حاجة؟".
نور بانكار :"لا مفيش حاجة بس...
كاميليا بانتباه :" بس ايه...قولي
نور :"انت مش ناوية تحطي ميكاب زي البنات اللي في الجامعة ؟".
كاميليا بضحك :"مش كل البنات اللي في الجامعة بيحطو ميكاب و بعدين انا رايحة أدرس مش احط ماكياج"
نور بتحمس :" يا سلام يا كامي لو تحطي شوية روج و ماسكارا حتبقي أجمل من كده و مش بعيد تلاقي ابن الحلال اللي يخرجك من الحارة المعفنة دي هو مفيش اولاد أغنياء في جامعتك دي ".
زفرت كاميليا بملل فهي تعرف اختها و كرهها للحارة
:" مالها الحارة يا ست نور دلوقتي بقت مش عاحباكي و بعدين انا لا عاوزة احط روج و لا زفت و الاغنياء دول حيبصوا لواحدة فقيرة زي ليه ها و الا من قلة البنات الاغنياء اللي زيهم ".
نور بغيظ:" يعني عاحباكي عيشة الفقر و البهدلة دي، و الا انت ناوية ترضي تتجوزي العجوز اللي اسمه زكريا، داه واقفلك في الرايحة و الجاية و مطفش كل العرسان اللي جاييلك و مش ناوي يحل عنك و ابوكي و امك ملهمش قوة عشان يوقفولك...انا بس خايفة عليكي و الله مستخسراكي في الحارة الزبالة دي، انت حلوة اوي و كمان كلها سنتين و حتبقي مهندسة "

كاميليا و هي تعانق اختها :" متخافيش يا نور انا اقدر ادافع على نفسي كويس و مستحيل اتجوز او افكر حتى في المعلم زكريا و لا في غيره انا بس عاوزة اشتغل عشان اساعد بابا في مصاريف البيت... انت متفكريش في حاجة غير مذاكرتك اتفقنا و انا ربنا معايا وحيحميني ".
نور بطاعة :"حاضر انا حطلع دلوقتي علشان اتأخرت و زمانها زينب مستنياني تحت "..
كاميليا :" ربنا معاكي يا حبيبتي ".
بعد ساعة من عذاب المواصلات و الطرق الزحمة وصلت كاميليا الي جامعتها حيث وجدت هبة في انتظارها
تستمر القصة أدناه
هبة بعتاب :" انت اتأخرتي يا كامي و بصراحة مقدرتش ادخل المحاضرة من غيرك ".
كاميليا بتعب:" ما انت عارفة المواصلات و موال كل يوم داه...بس انت لو كنتي دخلتي على الاقل كنت نقلت منك المحاضرة".
هبة :"نبقى ناخذها من البنت شيماء... بقلك إيه انا جيبالك خبر حلو اوي... لقيتلك شغل إنما إيه زي الفل مرتب كويس مكنتش تحلمي بيه و كمان حتقدري تيجي الجامعة زي ما انت عاوزة "

كاميليا بفرح:" بجد يا هبة لقيتيلي شغل... طب احكيلي فين و ازاي...
هبة مقاطعة :"يا بنتي استني و انا ححكيليك كل حاجة...انا عندي خالتي بتشتغل مشرفة على الخدم في فيلا واحد من الاغنياء و انا كنت موصياها عليكي انها تلاقيلك شغل معاها فامباركويس، فاكراني سهلة زيها اما وريتك مبقاش انا جميلة بنت سمعة سيد المعلمين في الحتة كلها...مش حخليكي تشمتي فيا يا نعمة و مش حخليه يتجوز لا البنت دي و لا غيرها و بكرة تشوفي انا حعمل إيه ".
اخذت هاتفها من جديد لتطلب احد الأرقام ثم تقول :" بقلك إيه يا واد انت ترجع تراقبلي المعلم زكريا و كمان تجيلي قرار اللي اسمها كاميليا دي اوعى عينك تغفل عنه دقيقة و انا حبقى ازودلك اللي اتفقنا عليه... المهم تجيلبي الاخبار اول بأول ".
في منزل سعيد والد كاميليا
تقف كاميليا في المطبخ تساعد والدتها في إعداد الإفطار... انتهت من اعداد الشاي ووضعه على الطاولة لتقول لها الام
:" روحي انت يا كاميليا صحي اخواتك و لبسي كريم زمانه ابوكي صحي عشان نفطر كلنا..
كاميليا و هي تنشف يديها :"حاضر يا ماما... انا كمان لازم اجهز عندي محاضرة بدري الصبح و مش حقدر افطر معاكم...

الام بحنان :"طيب ححظرك سندويتش تاكليه في الطريق، مش معقول تروحي جامعتك و انت جعانة كده مش حتعرفي تركزي ".
كاميليا :" لا يا ماما مش عاوزة حاجة مليش نفس لو جعت حبقى آخذ اي حاجة من كافتيريا الجامعة...

اتجهت كاميليا الى غرفتها المشتركة مع اختها نور لتوقضها ثم تتجه الي غرفة أخيها الصغير لتجد مستيقضا و يحاول ارتداء ملابسه
هتفت كاميليا بابتسامة :"مش كده يا كيمو انت حتقطع البنطلون استنى حلبسك".
كريم بضيق :"اصل البنطلون داه مش مقاسي اكبر مني و ماما مصرة تلبسهولي انا زهقت منه و عاوز واحد جديد.."
كاميليا :"حاضر يا حبيبي حبقي اشتريلك واحد جديد بس مش دلوقتي ماشي يلا عشان تلبس الجزمة و تطلع تفطر، الوقت تأخر و بابا يا دوب يلحق يوديك المدرسة و يروح شغله".

خرج كريم من الغرفة و اتجه الى المطبخ ليتناول الإفطار مع عائلته لتذهب كاميليا بدورها الى غرفتها... وجدت اختها نور ترتدي ملابسها...
أخرجت بعض الملابس من الخزانة ليقاطعها رنين هاتفها..
كاميليا :" صباح الخير يا هبة،... لا انا لسه في البيت..... طيب مش متأخر مسافة السكة ماشي اشوفك في الجامعة".
رمت الهاتف ثم بدأت في ارتداء ملابسها المكونة من بنطال جينز اسود اللون و قميص ارزق غامق طويل يصل إلى فوق ركبتيها بقليل تركت العنان لشعرها البني الطويل، لململت بعض الأوراق و الملازم في حقيبتها المهترئة انتبهت لنظرات اختها التي تكاد تخترقها منذ دخولها لتقول و هي تكمل ترتيب اغراضها:"مالك يا نور في حاجة؟".
نور بانكار :"لا مفيش حاجة بس...
كاميليا بانتباه :" بس ايه...قولي
نور :"انت مش ناوية تحطي ميكاب زي البنات اللي في الجامعة ؟".
كاميليا بضحك :"مش كل البنات اللي في الجامعة بيحطو ميكاب و بعدين انا رايحة أدرس مش احط ماكياج"
نور بتحمس :" يا سلام يا كامي لو تحطي شوية روج و ماسكارا حتبقي أجمل من كده و مش بعيد تلاقي ابن الحلال اللي يخرجك من الحارة المعفنة دي هو مفيش اولاد أغنياء في جامعتك دي ".
زفرت كاميليا بملل فهي تعرف اختها و كرهها للحارة
:" مالها الحارة يا ست نور دلوقتي بقت مش عاحباكي و بعدين انا لا عاوزة احط روج و لا زفت و الاغنياء دول حيبصوا لواحدة فقيرة زي ليه ها و الا من قلة البنات الاغنياء اللي زيهم ".
نور بغيظ:" يعني عاحباكي عيشة الفقر و البهدلة دي، و الا انت ناوية ترضي تتجوزي العجوز اللي اسمه زكريا، داه واقفلك في الرايحة و الجاية و مطفش كل العرسان اللي جاييلك و مش ناوي يحل عنك و ابوكي و امك ملهمش قوة عشان يوقفولك...انا بس خايفة عليكي و الله مستخسراكي في الحارة الزبالة دي، انت حلوة اوي و كمان كلها سنتين و حتبقي مهندسة "

كاميليا و هي تعانق اختها :" متخافيش يا نور انا اقدر ادافع على نفسي كويس و مستحيل اتجوز او افكر حتى في المعلم زكريا و لا في غيره انا بس عاوزة اشتغل عشان اساعد بابا في مصاريف البيت... انت متفكريش في حاجة غير مذاكرتك اتفقنا و انا ربنا معايا وحيحميني ".
نور بطاعة :"حاضر انا حطلع دلوقتي علشان اتأخرت و زمانها زينب مستنياني تحت "..
كاميليا :" ربنا معاكي يا حبيبتي ".
بعد ساعة من عذاب المواصلات و الطرق الزحمة وصلت كاميليا الي جامعتها حيث وجدت هبة في انتظارها
تستمر القصة أدناه
هبة بعتاب :" انت اتأخرتي يا كامي و بصراحة مقدرتش ادخل المحاضرة من غيرك ".
كاميليا بتعب:" ما انت عارفة المواصلات و موال كل يوم داه...بس انت لو كنتي دخلتي على الاقل كنت نقلت منك المحاضرة".
هبة :"نبقى ناخذها من البنت شيماء... بقلك إيه انا جيبالك خبر حلو اوي... لقيتلك شغل إنما إيه زي الفل مرتب كويس مكنتش تحلمي بيه و كمان حتقدري تيجي الجامعة زي ما انت عاوزة "



كاميليا بفرح:" بجد يا هبة لقيتيلي شغل... طب احكيلي فين و ازاي...
هبة مقاطعة :"يا بنتي استني و انا ححكيليك كل حاجة...انا عندي خالتي بتشتغل مشرفة على الخدم في فيلا واحد من الاغنياء و انا كنت موصياها عليكي انها تلاقيلك شغل معاها فامبارخديجة و هي تشير لهما بالجلوس :"دقائق و أدى خبر الهانم الكبيرة هي اصلا كانت مستنية وصولك من الصبح و انت يا هبة تعالي معايا عاوزاكي في موضوع ضروري ".
اومأت لها هبة ثم وقفت من مكانها و تبعتها الي ان وصلتا الى المطبخ الذي لم يكن يقل فخامة عن باقي أجزاء الفيلا
طلبت خديجة من احدى الخادمات اخبار السيدة ثريا
بقدوم المربية الجديدة ثم جلست و أجلست هبة على احد الكراسي الموجودة في المطبخ.
نظرت خديجة حولها جيدا حتى تضمن عدم وجود أي شخص بقربهما حتى تستطيع التكلم على راحتها.
خديجة بصوت منخفض:"انت تجننتي يا هبة جايبلي بنت زي دي و عاوزاها تشتغل هنا...اش حال ماكنتش بحكيلك و قايلالك اخبار الناس اللي عايشين هنا.. عارفة لو صاحبتك دي شافها شاهين بيه و الا صاحبه الدكتور اللي اسمه ايهم ربنا ياخذهم هما الاثنين.. مش حتفلت من إيدهم، دي باين عليها غلبانة و دول شياطين و العياذ بالله و مبيرحموش ".
هبة بخوف :" قصدك إيه يا خالتو؟ مش فاهمة".
خديجة بغضب:" يعني مش حيسيبوها في حالها يا فالحة، البنت حلوة و حتشتغل هنا عندهم و كمان انت عارفة كويس ازاي البيه بيكره الستات و بيعاملهم زي العبيد عنده ".
هبة :" انا و الله مكنش عندي حل ثاني يا خالتو أصلها محتاجة فلوس ضروري و كمان ملقيناش شغل بقالنا شهور و احنا بندور في كل مكان بس مش لاقيين و بعدين متخافيش هي مش من النوع داه.. دي عاقلة و متربية و ملهاش في الغلط.. "

ضحكت خديجة باستهزاء و هي تقول :" انت مش فاهمة حاجة... شاهين بيه لو حط حاجة في دماغه مفيش حد حيمنعه دا... دا ممكن يعمل اي حاجة خصوصا ان صاحبتك حلوة بصراحة دا حتى الحارس اللي وصلكم لباب الفيلا كان حياكلها بعنيه...انا عشان كده مكنتش بحب تجيلي هنا ابدا خايفة عليكي من الناس دي، انا قلتلك تيجي النهاردة عشان البيه عنده شغل كثير و مش حيجي غير بالليل متأخر ".
هبة :" طيب انا حاخذها و امشي و بلاش شغل هنا قبل ما تتفق مع الهانم ".
خديجة بتفكير :" تمشي فين؟ داه زمان الحرس عرفوه انكم جيتو و كمان الكاميرات المزروعة في كل مكان هنا... بقلك إيه مفيش غير حل واحد ".
تستمر القصة أدناه
هبة :" حل إيه؟ "

خديجة باهتمام:" حقول للست ثريا دي طيبة و عارفة عمايل ابنها كويس و كمان لازم صاحبتك دي تغير شكلها شوية... خليها تلبس حجاب و نظارة و تعمل حاجات في وشها تخليها وحشة... مش عارفة ازاي بس اتصرفي لو عايزاها تشتغل هنا
هبة باستنكار :" دي لو غرقت نفسها في برميل طين بردو حتطلع حلوة... على العموم انت احكي للست هانم و انا حتصرف متقلقيش بكره حتيجي بس بشكل ثاني و مختلف".
جلست كاميليا باضطراب و هي تنتظر مجيئ السيدة ثريا... دقائق قليلة حتى وجدت سيدة تجلس على كرسي متحرك تقترب منها وقفت لتحييها باحترام لتبتسم لها الأخرى باعجاب بجمالها الباهر

كاميليا بترحيب :" اهلا يا ست هانم... انا كاميليا اللي حكتلك عني طنط خديجة.
ثريا بابتسامة :" أهلا يا بنتي... هي حكتلي بس مقتليش انك قمر كده.. ".
كاميليا بخجل :" داه من ذوق حضرتك ".
ثريا :" اقعدي يا بنتي خلينا نتفاهم... طبعا زي ما قالتلك خديجة انت حتهتمي بفادي... دا حفيدي الوحيد و ابن شاهين اللي هو ابني...هو عمره خمس سنين، بس ذكي جدا و بيتكلم فرنساوي و انجليزي و كمان مصري احنا حريصين اننا نعلمه لغات من دلوقتي... المهم انت المسؤولة عنه و عن كل حاجة تخصه حبقى افهمك كل حاجة عملي لما تستلمي الشغل انشاء الله... و متخافيش انا عارفة انك لسه بتدرسي و حسمحلك تروحي الجامعة من وقت للثاني دا غير المرتب الكبير اللي حتاخذيه ".
كاميليا بابتسامه :" ميرسي لحضرتك وانا ممكن ابدأ
الشغل من بكره انشاء الله ".
ثريا :" تمام.. اتفقنا بكرة تيجي بدري الساعة ثمانية و نص تكوني هنا و لما تعوزي تروحي الجامعة ابقي اديني خبر قبلها بيوم علشان اسيب وحدة من البنات تهتم بفادي".
وقفت كاميليا و ابتسامة كبيرة ارتسمت على وجهها، هاتفة بحماس:" انشاء الله يا هانم... ميرسي جدا لحضرتك استأذن أنا ".


صاحت ثريا لتنادي على خديجة بعد أن غادرت الفتاتان.
ثريا بسعادة :" انا اتفقت مع البنت و حتبدأ شغل من بكرة، باين عليها طيبة و في حالها... هي بتدرس إيه أنا نسيت".
خديجة :"هندسة زي هبة بنت اختي.. ست هانم انا كنت عاوزة اقلك على حاجة بس محرجة منك شوية
ثريا باهتمام :" اتكلمي في إيه... البنت عندها مشكلة
خديجة بنفي:"لا يا ست هانم مفيش حاجة بس بصراحة انا كنت عاوزة اقلك ان البنت زي ما شفتيها حضرتك... حلوة و صغيرة و حتيجي تشتغل هنا و انت عارف البيه و أصحابه يعني... ".
أشارت لها بيدها لتتوقف عن الكلام،و هي تفكر في ماقالته لها للتو....
ثريا باستدراك :"معاكي حق يا خديجة انا كنت ناسية الموضوع داه...البنت بصراحة حلوة اوي و ملفتة جدا و انا عارفة ابني كويس مش حيسيبها في حالها و انا ميرضينيش داه ابدا...شاهين من وقت الحادثة اياها وهبة :"شاهين الألفي وحش المعمار انت مش عارفاه
ارتجفت كاميليا بخوف بمجرد ذكر اسمه لتهمس بصوت منخفض:" يا لهوي يا شاهين الألفي... انت عاوزاني اشتغل عنده ،دا شيطان يا هبة و كل الناس بتترعب منه و انت عاوزاني اروح للخطر برجليا ؟".
هبة بسخرية :" شيطان و الا ملاك يا كامي احنا مالنا بيه انت حتكوني مربية يعني مسؤليتك حتكون ابنه و بس و ملكيش دعوة بيه".
كاميليا بتفكير :" طب افرضي اني غلطت في حاجة، أو عملت حاجة تزعله... لالا يا هبه انسي اللي بتتكلمي عنه دا شيطان و مفيش قلبه الرحمة دا مش بني آدم زينا انت مسمعتيش عن جرايمه و بلاويه، انا مستحيل اشتغل عنده... خلينا ندور على شغل ثاني و اكيد حلاقي"...
تستمر القصة أدناه


قلبت هبة عينيها بانزعاج قبل أن تهتف :" احنا بقالنا ثلاث شهور بندورلك على شغر و مش لاقيين كلهم عاوزين وقت كامل، يعني شغل طول النهار انا كنت موصية خالتي انها تشرفلك شغل في قصر الألفي عشان مرتباتهم عالية اوي و اول ماقالتلي على شغل المربية انا فرحت جدا خصوصا انها كلمت الهانم الكبيرة و حكتلها على ظروفك و انك لسه بتدرسي فهي وافقت و حتظطري تروحي الجامعة وقت ما انت عاوزة فكثر خيرها الست باين فيها طيبة ووافقت. وافقي يا كاميليا انت حتلاقي فين شغل مريح و مرتبه كويس زي دا خصوصا انك محتاجة فلوس ظروري الايام دي ".
أطرقت كاميليا رأسها بحزن فهي بالفعل تحتاج بشدة لهذا العمل فمصاريف جامعتها تزداد يوما بعد يوم و كذالك احتياجات المنزل و اخوتها و والدها المسكين يعمل بدوام إضافي من أجل بعض الجنيهات...
قاطعت هبة تفكيرها مشجعة:" بتفكري في ايه يا بنتي انت جربي يومين كده و لو ما ارتاحتيش ابقي سيبي الشغل و متخافيش خالتي هناك يعني حتكون معاكي و توريكي كل حاجة...يلا بقى حنتأخر".
اومأت كاميليا برأسها لتتبع هبة بخطوات مترددة و و قد ازدادت دقات قلبها..

استقلت الفتاتان احد سيارات الأجرة للذهاب إلى الفيلا... مرت عدة دقائق قبل أن تدخل السيارة الى احد الأحياء الراقية و الهادئة...
نظرت كاميليا من نافذة السيارة بتعجب، أحست و كأنها دخلت الى بلد جديد...فيلات و قصور فخمة تحيط بها الحراسة من كل جانب، افاقت على صوت السائق و هو ينبهما بالوصول الي الجهة المنشودة، نزلت هبة من السيارة لتجد نفسها أمام فيلا فخمة تتوسط حديقة شاسعة خضراء، نظرت حولها لتجد عدة رجال صخام يرتدون ملابس سوداء و يحملون أسلحة مخيفة، ارتعشت كاميليا بخوف و هي تهمس لهبة :"ايه دا يا هبة انت متأكدة من العنوان... ومين دول هما حيقتلونا قبل ما ندخل".
هبة بضحك :"اسكتي يا مصيبة دول حراسة، انت مش شايفة حواليكي دا كومباوند للاغنياء و طبيعي يكون في عليه حراسة يلا خلينا ندخل خالتي قالتي انها حتسيب خير للقاردز عشان يدخلونا".
أمسكت هبة بكف كاميليا المرتجف ثم تقدمت بها نحو الغرفة الصغيرة الموجودة بجانب البوابة، اقتربت من احد الحراس ثم قالت :" صباح الخير... انا هبة بنت اخت الست خديجة اللي بتشتغل عنا. "
الحارس بتفهم :" ايوا احنا معانا خبر ندخلك...
طرق الحارس شباك الغرفة الصغير قبل أن يصيح :" افتح الباب يا أحمد دول الناس اللي قالت عليهم الست خديجة ".
توسعت عينا كاميليا بدهشة و هي تشاهد جمال الحديقة التي كانت تضج بأنواع الزهور و الورود المختلفة و أشجار و نباتات نادرة تراها لأول مره في حياتها،
بعد عدة دقائق من المشي وصلتا الى مدخل الفيلا،لتستقبلهما خالة هبة بسرور قبل ان تقودهما الى قاعة كبيرة يتوسطها صالون فاخر باللون البيج تطل على الحديقة و لايفصل بينهما سوى حائط زجاجيخديجة بتأكيد :"طبعا مفيش حل غير داه خصوصا ان البنت معرفة و نقدر نوثق فيها و هي مع البيه الصغير "..

ثريا :" معاكي حق يا خديجة انت عارفة اني انا بثق فيكي جدا اعملي اللي عاوزاه و متنسيش تبعثيلي مجدي بسرعة".
اومأت لها خديجة بطاعة و قد ارتسمت على وجهها علامات الفرح و قد عزمت على تنفيذ خطته
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-