جديد

رواية ملاذي وقسوتي البارت الثالث عشر



البارت الثالث عشر 

💟

ملاذي وقسوتي

بقلمي دهب عطية

**************
كدا ان يقترب اكثر منها ....نظرت حياة بجانبها لتجد
ٍزهريةٍ صغيرة الحجم على سطح المنضد بجانبها ... مسكتها سريعاً وبدون تفكير نزلت على وليد بها على راسه...... في هذهي الاثناء انفتح الباب عليهم .......ولكن قبل ان ترفع حياة عينيها
بزعر على باب غرفتها وجدت ظلام الكاحل يحيط الغرفة ..........
وضع وليد على فمها قماشةٍ بها مخدر ...اغمضت عيناها على الفور مستسلم الى البئر العميق المظلم
الذي رمها به لا ترى ولا تسمع ولا تشعر بشيء حولها
وكانها فقدت شعور بي (الحياة)....

اغلقت ريهام الباب خلفها بتوتر قائلة بخوف
"هنعمل اي دلوقتي ياوليد.... "

غرز وليد يداه في جيب بنطاله ليخرج محرام ورقي
ويمرره على هذا الجرح العميق التي سببته له حياة

تطلعت عليه ريهام قال بضجر

"هي الى عورتك كده.... "

مسح الجرح من هذا الدماء الغزير..... ثم هتف بها بضيق
"ااه هي بنت الحرام عايزه تعمل فيها شريفه "

ابتسمت ريهام بسخرية
"أخيراً لقيت حد معايا على الخط... عرفت بقه انها زباله وبنت حرام.... "

نظر الى حياة وقدميها العاريةٍ امام عيناه الشهونية
ليهمس بمكر
"ااه خدت بالي بس ده ميمنعش انها مغري اوي.. وعايز تتاكل..... "

نظرت له ريهام بضجر ثم مسمست بشفتيها قائلة
"طب بالهنا ولشفاء المهم هتعمل إيه مع سالم لم يعرف انها مش موجوده..... "

ولا اي حاجه زي متفقنا هكلم من خط مش متسجل
وهبتذ لو عايزها يدفع تمنها وتمنها مش هيبقى اقل من نص املاكه ويمكن كلها لو ملية ايدي منه... "

رفعت ريهام حاجبيها قائلة بغضب
"نعم..... وانا هستفد اي لم أنتَ تاخد فلوس وترجعله
الزفت دي تاني.... وليد ده مكنش اتفاقنا حنا أتفقنا
انك هتخفي البت دي معاك للأبد........ مش ترجعهالي تاني... "

نظر لها وهو يعبث في هاتفه بضيق...
"اعاقلي ياريهام..... سالم عمره ماهيدفع مليم مصدي في حياة خديها مني كلمة ثقة مش بعيد بعد مايعرف انها اتخطفت يتجوز مره تاني ويمكن تكوني أنتي العروسه ....."أنها حديثه بغمزةٍ ماكرة

اتسعت ابتسامتها بطريقة بشعة....قالت بحقد
"ااه ياوليد لو ده حصل هبقى ست البيت ده كله
هبقى مرات سالم شاهين الى كل البنات في النجع
نفسهم يخدمه بس في بيته..... "

ربت على كتف اخته قال بهدوء
"هيحصل هيحصل ياريهام بس زي متفقنا.... لو حد فينا وقع هيقول إيه..... "

نظرت له قائلة بجمود
"ملوش شريك طبعاً..... "

برفو عليكي تعالي بقه ساعديني اطلع من الباب الوراني.... من غير ماحد ياخد باله.... معاكي المفتاح "
تحدث وهو يحمل حياة على ذراعه

ردت عليه بخفوت....
ااه سرقت بتاع حنيي راضيه...وطلعت نسخة عليه
ورجعت مكانه متقلقش امان.... "

فتح باب الغرفة قائلة بمكر
"برافو عليكي يابت تربيت اخوكي... المهم وصليني للباب الوراني ورجعي أنتي قعدي تحت عشان محدش يشك فيكي....تمام ولا اعيد تاني"

لا تمام.... ده الى كنت هعمله...."


*********************


قبل ذاك الوقت...... كادا ان يصعد سالم على درج المؤدي الى غرفته استوقفه صوت ريم بتردد
"سالم .....ينفع نتكلم شوي مش هاخد من وقتك كتير ربع ساعة بس......

تطلع عليها بهدوء بارد ود لو يستنتج حديثها من على وجهها الشاحب المتردد..... نظر لها قال بخشونةٍ حاني...
"طب تعالي نتكلم في المكتب..... "

جلس على مقعده باريحية قال وهو يتطلع عليها باهتمام....
"اتكلم ياريم انا سمعك ....عايزه تقولي إيه.... "

فرقت في يدها وبدأت تدعو الله في سرها لتبدأ حديثها قائلة بخفوت
"انا هقولك الى المفروض تعرفه عشان مكنش ادام ربنا مذنبه مع اخويه..... "

انحنى بجسده الى الامام قال سائلاً إياها وهو يستشفي الإجابة من وجهها الشاحب
"اخوكي وليد ماله..... اتكلمي على طول ياريم بلاش
تنقطيني بكلام..... "

انتفضت من جفاءه لتقول بتوتر
"وليد سمعته من ساعة بيدبر مع واحد...... يخطف حياة بعد مايخدرها وياخدها معاه.... وبعدها يبتذك بارضك ومصنعك لو كنت عايزها..... "

اتسعت عينا سالم وبرقت بهما نيران اندلعت فجأة
مهددت باحرق المكان من حوله ......
نهض فجأه ليقطع المسافة بينهم ويسحب ذراعها بقوة بين كفه العريض هدر بها بغضب
"أنتي اتجننتي ياريم يخطف حياه يخطف مراتي
انتي بتقولي إيه ... "

هتفت ريم ببكاء ورجاء...
انا آسفه ياسالم انا وحياه غلطنا لم خبينا عليك زيارة وليد ليها في شليه إسكندريه انا خفت عليها... وكمان خفت على وليد منك..... انا الى اقنعتها متقولش حاجه عن الموضوع..... و وليد استغل سكوتها لصلحه
ويمكن يكون بيضغط عليها دلوقتي.... ارجوك ياسالم
بلاش تعمل حاجه في حياه هي ملهاش ذنب انا الى اقنعتها متجبلكش سيره ليك بحاجه.... "

نفض يدها بغضب ليصعد الى غرفتها وهو يشعر ان صدره يشتعل بنيران حارقة.....

************

ركب سيارة وانتلق بها وهو يتطلع على حياة الغايب عن الوعي.... ابتسم بمكر شيطاني
"بجد مبروك عليه كل ليله جمبك يامرات سالم...
ياااااااااه ده انتصار من نوع خاص.... "ثم صمت لبرهة ثم قال بعبث
"بس الانتصار هيحلو لم ابعت لي سالم فيديو
+ 18هتبقى حفل من نوع خاص اوعدك.. "

***************
فتح الباب بقوة.... لتشتد عيناه وهي تبحث بقوة
عليها لم يجدها منظر الغرف كان مريب زهريةٍ محطمة الى شظايا صغيرة ويبدو ان هناك فوضى مريب أيضاً ولكن ما جعل عينيها قطعتين من الجمر الملتهب هذهي الدماء الذي تعتال ارض غرفته.....

بدات أنفاسه بالاسراع اكثر وبرزت اوتار عنقه بشدة وهو يرى شكل الغرفة وما بها الذي لا يبشر بخير مطلقاً..... صرخ في اركان الغرفة بغضب شيطاني يكاد ان يقتل من يقف أمامه
"ولـــــــــيــــــــد هـــــقـــتــلــــك هـــــقـــتــلــــك
يـــا ابــن الــكـلــــبــــ......."

دخلت ريم وريهام ولجده راضية على صوته بسرعة

قالت الجدة راضية متسائلا
"مالك ياسالم بتزعق كده ليه....... "

نظر الى جدته بعيون حمراء.. ومن ثم نظر الى ريهام
وريم قال بزئير كالاسد الجائع غضبٍ
"اقرأه الفتحه على اخوكم لان هيدفن انهارده حي"

خبطت راضية على صدرها بفزع

وشهقت ريم بزعر حين لمحت هذهي الدماء الملطخ
ارض الغرفة.......

ام ريهام فنظرت لهم بتوتر وهي تدعو ان لا ينكشف امرها امام سالم..... فهو لن يرحمها ازاى علم بمخطط
كهذا ولمشين انها خططها هي ووليد كان فقد منفذ
لها..........

خرج سالم سريعاً بعد ان رمى قنبلته في وجههم جميعاً....... دخل رافت وبكر شقيقة.... قائلين بتسأل

في ايه ماله سالم بيزعق ليه..... "

هتفت راضية ببكاء وترجي
ُُالحقُ ولادكم هيموته بعض.... سالم هيموت وليد وشكل وليد عمل حاجه في حياه البنت مش موجوده
ولاوضه مليانه دم وازاز مكسور الحقه عيالكم.... "

لم تقوي على صمود في ظل هذهي الأحداث وقعت راضية مغشين عليها بضعف كادا ان يوقف قلوب جميع من كان يقف في الغرفة.....

امي..... حني...... "

**********

يقود السيارة بسرعة تفوق الوصف.... أنفاسه تتسارع
بغضب يكاد صدره المنتفض غضبٍ يمزق ازار جلبابه الرمادي... بينما عيناه حمم بركانية.... وجهه اسود بشطانية انتقام هالك يقسم ان يراها وليد على يداه..

كان الطريق مظلم يخيمه ظلام كاحلٍ ...ولكن مصباح
السيارة يوفي بالغرض لرؤية الطريق امامه...
تسمرت عيناه على سيارةٍ امامه...... تراقب السيارة الغريب اكثر ليعرف هويتها على الفور .... لتذيد لمعة الإنتقام الشيطاني في عيناه اكثر......

شد سرعة المقود اكثر ليتخطئ السيارة بامتياز ويقف امامها في لمح البصر مصدر سرينة سيارة عالٍ

انتفض وليد الذي كان يتحدث عبر الهاتف ولم يلاحظ وجود سيارة سالم ورآه.... خرج سالم بغضب
من سيارة ليفتح باب سيارة وليد ويخرجه بغضب
كان وليد تحت تأثير الصدمه........ فقد انكشفت خططه سريعاً ..... فاقت توقيت تفكيره في هذا المخطط بمراحل.....

لكمه سالم بغضب وشمئزاز هدر بصوتٍ يشتعل غضبٍ .....
"هــمـــوتــــكـــ.........هــمـــوتــــكـــ يابن الــ****.....ااه يابن
الكــلـــبــــ......دخل تخطف مراتي من قلب اوضة نومها اااه يازباله يــ*******..............."

مع كل كلمه كان ينهال عليه بلكمةٍ عنيفه ...انسابت
الدماء بغزارة من وجه وليد .....ليقع على الارض بعيون لم يقدر على فتحهم بسبب الورم الذي اصابهم
بعد لكمات سالم له والذي تعمد ان يكون اكثرها تحت
عيناه حتى يضعف عذابه .....اصبح وليد تحت قدميها على الرصيف الحاد القاسي ......كان يحاول
وليد النهوض لدفاع عن نفسه او قتل سالم في هذا
الوقت ولكن غضب سالم واصراره على موت وليد
بين يداه انتقامٍ منه ....على كيفية تجرأ على اخذ
شيء يخص سالم شاهين وليس اي شيء انها
(ملاذ الحياة )خاصته ...كيف يجروا على انتزاع
حياته منه بكل هذهي البساطة .....

كان كالمغيب يلكم ويثور على جسد وليد الذي شعر انه كد سكن بين يداه....... سمع صوت سيارة تقف امامه..... خرج منها والده وعمه بكر الذي يصيح
ٍٍبخوفٍ على ابنه الذي اصبحت تنساب الدماء منه في كل مكان بجسده ومع ذالك لم يتوقف سالم أيضاً عن لكم وجه الذي اختفت معالمه ولم يصبح وجه رجل مطلقٍ بعد هذا الازاء الجسدي.....

نهض سالم ليرى صخرةٍ متوسطة الحجم حملها...
وكدا ان ينزل بها على راس وليد...... صرخ بها والده
رافت بترجي ....علم ان ابنه اصبح كالغيب يستمع الى شيطانه فقط وهذا على الارجح سيفقد الكثير بعد ان يعود الى رشده ....
"سالم كفايه يابني ......بلاش توسخ ايدك بدم ياسالم
انت متربتش على كده .....اوعا تنسى ربنا وقران الى
مسكت بين ايدك
(من قتل نفس بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا)
بلاش يابني بلاش عشان خاطر مراتك وبنت اخوك
الى ملهمش في دنيا غيرك بلاش تضيع نفسك يابني بلاش ......."

رمى الحجر بعيد ونظر الى والده بوجه قاتم مثل لون
الليل من حولهم .....اوما له والده برجاء ....زفر بغضب وهو يرمي نظرتٍ على وليد المرمي ارضٍ يبكي بكر بجانبه خوفٍ على فقداً سنده في الحياة
(واذا كانت نواياك سيء ..تذكر انك انسان ولكلٍ منا نقطة ضعف تعني لك الكثير !!...)

ركع رافت على ركبته بجانب شقيقه بكر ...وضع يداه
على عنق وليد بهدوء .....ثم نظر الى شقيقه يبث له الطمانينة ....
"متقلقش يابكر انشاء الله وليد هيبقى كويس لسه في نبض ....."

هدر به بكر بغضب وغل لاذع
"اقسم بالله لو ابني جرا ليه حاجه روحك وروح ابنك قصاد روح ابني ....."

نظر له سالم بتقزز نظره ساخرةٍ مشمئزةٍ من وجود هذان الشخصاً في حياته بالقب (العم وابنه)يالله
اكتر الكرهين لنا هم من المفترض ان يكون عائلتنا
حقاً للقدر قصةٍ أخرى !!......

صمت رافت ولم يرد على شقيقه حتى لايفقد ثوابه فا سكوت افضل الآن من الجدال في عملت ابن اخيه
مع زوجة ابنه (حياة)........

فتح باب السيارة ونظر لها كانت كالمغيب عن العالم ومن فيه...... بدأ يضرب على خديها بحنان بالغ قال
"حياه....... حياه...... ردي عليه ياحـبــبـتـ ....."صمت
وهو ياخذ بعض الماء من انينةٍ كانت في سيارة ...
وضع القليل على وجهها لكي تفيق.....

فتحت عيناها بتعب وبطئ شديد.... كانت الصوره
مشوش قليلاً في البداية ولكن قد بدأت الصور توضح اكثر لتجد سالم يقف امامها يراقبها بقلق
همس لها بحنان وهو يمرر يداه على وجهها الشاحب
المبلل من اثار قطراة الماء .....
"أنتي كويس ياحياه...... "

بدأت تطلع حولها بتذكر ما حدث معها قبل ان تفقد الوعي..... كانت تجلس في سيارةٍ غريبة عليها لم تكن
سيارة سالم..... اي اين هي..... اتسعت عيناها بزعر حين تذكرت وليد وهجومه عليها وضربها له بزهرية
وبعدها الباب فتح وفقدت القدرة على رؤية اي شيء
بعدها...... هتفت ببكاء وزعر هستيري
"سالم..... وليد..... وليد..... كان في اوضتي.... سالم وليد .....و........ "

هشششش اهدي ياحياه انا جمبك متقلقيش....
تعالي........"حملها على ذراعيه بحنان بالغ...

خرجت من السيارة ارتطمت بالهواء البارد اثار المكان
الخالى المظلم.... تطلعت حوله بقلب ينتفض وهي مزالت على يد سالم القوية...... وقعت عينيها على
عم زوجها بكر يجلس على الارض وينظر لها بكره وغضب ...ام رافت فنظر لها باعتذار وحنان كانت هذهي هي نظرته وحنانه المعروف دوماً لها منذ اول يوم رأته به..... وقعت عيناها أيضاً علئ الممدد بجانبهم وتسيل الدماء من وجهه لم تتعرف عليه بسبب وجهه الغارق بالدماء ولكن علمت بهويته
فوراً شهقت بصدمه وهي تنظر الى سالم بصدمه تسأله بعينيها (انت من فعلت هذا)

نظر لها ورد هو بصوتٍ خشن غاضب
"للاسف كان نفسي نهايته تكون على ايدي لكن لس
في نفس...... بس العيب مش عليه لوحده ومش هو بس الى نال عقابي..... "صمت قليلاً ثم قال بفحيح
كالافعى "انتي كمان لسه دورك جاي ياحضريه.... "
رمها بقوة داخل السيارة.... ابتلعت ريقها بصدمة وخوف.... صدمه من انفصام من المفترض ان تعتاد
عليه..... ولخوف من عقابها الذي يلمح به هل سيمد
يداه عليها.... لم يفعلها من قبل..... هل سيفعلها الان..

قادا سيارة بصمت مريب.... اختنقت انفاسها خوفٍ
من القادم على يداه........

********************
حمد الله على سلامتك ياحياه يابنتي... "قالت راضية
حديثها وهي تمسد على شعر حياة ..

جلست بجانبها ريم على حافة الفراش قائلة بحزن
"حقك عليه ياحياه.... كان لازم ابلغ سالم اول ماسمعت مكلمة وليد وهو بيدبر لخطفك..... "

رفعت عينيها بزهول تريد توضيح اكثر

ردت راضية بهدوء
"مش وقت الكلام ده ياريم سيبي حياه ترتاح... "

اتجاهة حياة بعينيها على سالم الذي يقف في نفس
الغرفة وينظر لها بعتاب غاضب..... عيناه تلمع بقسوةٍ
مخيفه اصبح وجهه قاتم لا يعرف النور.... من شدة الغضب........

هتف سالم بخشونة قبل ان يخرج من الغرفة
"ياريت نسبه ترتاح....... "ثم نظر الى ريم قال
"نامي معها انهارده ياريم..... وانا هروح انام في اوضه تانيه....... تصبح على خير....... "

خرج وتركها تنظر الى فراغه بضيق... نعم كانت تود
لو ظل بجانبها اليوم فهي تحتاج الى حنانه واهتمامه
الذي يمحي تعب وعناء الحياة من حولها..... اغمضت
عيناها بيأس فا على الأغلب تركها اليوم حتى يهدأ
من روعه حتى لا ينفعل عليها ويصل الموضوع الى
الضرب..... كما تظن...........

حيااه مش هتنامي..... "هتفت ريم لها بصوتٍ حاني
نظرت حولها وجدت الغرفة فارغة من اي شخص
باستثناء ريم الواقفه امامها وابنتها نائمة في أحضانها..... كم استغرق التفكير به كل هذا الوقت وهي لا تشعر بي اي شيء يحدث حولها.........

نظرت الى ريم ثم همست بحزن
"ادخلي انتي نامي جمب ورد وانا شوي وجايا... "

نظرت ريم لها بستغراب .....متسائلا
"راح فين ياحياة دلوقتي..... "

نهضت ببطء وهي تفتح باب الغرفة قائلة بقلة صبر
"مش وقت اسأله ياريم ..... بعدين..... "

خرجت من الغرفة وهي ترتدي منامةً ذات حملات رفيعة..... ومنطال يصل لي بعد ركبة.... كانت منامة ً
وردية ألون..... وكان شعرها ملموم على جانب واحد
ينساب على كتفها اليمين....... مزال وجهها شاحب عيناها حزين منكسره الخوف اخذ من لون عينيها مكانٍ ليسكن به......... كانت ملامحها تشفق عليها
العين...... وبرغم كل ماتعنيه مزال (سالم) شغلها شاغل...... تريد ان ترآه فقط تريد ان تفهم منه لم
قال لها ان وليد( لم يكن هو المذنب الوحيد وهي أيضاً مذنبه معه)
........ هل يشك فيكِ .... سألها عقلها بشك
من حديث سالم لها ...... ام ان وليد افترى عليكِ في الحديث......هتف عقلها داخلها بتهكم جعلها تتوتر من ردة فعل سالم اذا سألته عن معنى حديثه.....
وهل صدق وليد بالفعل....... زوبعات من الاسالة المتراكمة فوق عقلها......وهي امام ازدحام الأفكار تضعف وتتوتر اكثر من ردة فعل سالم عليها بعد ان يرها امامه الان في هذا الوقت.... ولكن لم ترتاح
ان لم تعرف ماذا قال له وليد.......

******************
كان يستلقي على الفراش وهو يرتدي منطال قطني مريح عاري الصدر يعبث في لاب توب امامه بلا أهداف مزال عقله معها بعد كل شيء يشغل تفكيره
بها..... وكان النوم جفاء وأبا ان ياتي ليريح عقله ولو
ساعات قليلاً....... اغلق الاب توب بتهيدة محارب أرهقته حربٍ هو محاربها الوحيد في ساحةٍ لا يعلم
بها من عدوه !....

سمع طرق على باب غرفته..... ابتسم ساخراً على تدقيقه في هواية الطارق..... ملاذ الحياة خاصتهُ
مميزة في كل شيء حتى طرقات الباب من على يديها لها لحن خاص على أذنيه فايميزها بسرعة.....

ادخل...... "همس بها وهو يستلقي على الفراش ويضع
يديه تحت راسه..... وعيناه تراقب دخولها بملامح خالي من اي تعبير.......

دخلت بخطىً يشوبها الارتباك قليلاً.... اغلقت الباب
بهدوء... ورفعت عينيها إليه بحرج.....وجدته مستلقي
على الفراش باريحية وينظر لها بعدم اهتمام....
همست بتوتر
"سالم...... انت كنت نايم...... "

رمقها بجفاء ورد ببرود
"حاجه زي كده...... كنتي عايزه إيه...... "

عضت على شفتيها بحرج ثم ترددت قليلاً في الحديث الذي اتت إليه.... فوجدت ان الهروب اسهل
الآن من امامه .....
"خلاص بقه...... مش لازم الصبح نبقى نتكلم... بعد
اذنك...... "

خطت خطوتين في داخل الغرفة حيثُ خارجها..... نهض سالم من على الفراش وقطع المسافة بينهم... ممسك بيدها قال ببرود وتوبيخ..
"أنتي هتفضلي جبانه كده لحد امته..... جاي هنا عشان توجهيني.... يبقى لازم تبقي قد الموجها مش
تهربي من قبل حتى متكلمي...... "

احتدت عينيها وهتفت به بضيق..
"انا مش جبانه ياسالم...... مسمحلكش....."

مسك ذرعها بقوة وقرب راسه منها قال بغضب
"ومن امته وانتي بتسمحيلي اقرب من حاجه تخصني..... من أمته وانتي مراعيه وجودي في حياتك من امتى ياحياه من امته...... "

ترك يدها بنفور... ومد يداه على المنضد ليشعل سجارته بغضب خرج منها دخان رمادي قاتم
اولها ظهره وهو يتحدث.. قال بحزن
"أنتي عمرك مرعيتي وجودي في حياتك ياحياة...
عمرك مقدرتي انك اول ست في حياتي اول واحده
المسها اول واحده انام جمبها على سرير واحد....
عمرك مرعتي فكرة ان كل مابلمسك مابين ايدي ببقى
عارف ومتاكد ان حسن عملها قبلي.... "اغمض عينيه
بالأم وهو يفتحهم ويزفر دخانه رمادي بقوة....
"ذكريات حسن لسه محتفظه بيها.... كل ماكنت اقرب منك اشوف في عينك حبك لخوي وندمك الى دايما
بشوفه في عينك مع كل يوم بيمر على جوزنا..... "

نزلت دموعها وقالت بحزن
"سالم بلاش تظلمني انت لازم تقدر اني كنت مرات حسن اخوك واحنا مش هنقدر ننسى حاجه زي دي
ياريت تقدر ده..... "

وضع سجارته فالمنفضة..... ليرد عليها بدون ان يرفع عيناه لها .... وكانت بينهم مسافةٍ ليست كبيرة.......
"اقدر....... طب وأنتي ليه مش قادره تقدري اني راجل..... "

ارتعشت شفتيها واتسعت عينيها من تصريح غريب على لسانه.. " سالم انت بتقول...... "

قطع المسافة التي بينهم في لحظة ليمسك ذرعها بقوةٍ وهدر بها بغضب....
"بقول الحقيقي الى بشوفها في عنيكي.... اني مش راجل في نظرك.... اني مش من حقي اكون جوزك
مش من حقي امحي حسن وذكرياته من قلبك وعقلك.. واني مش من حقي اعرف بزيارة وليد ليكي في شليه اسكندريه...... اني مش من حقي اكون مصدر ثقه زي حسن زمان ......اني مش من حقي
مش من حقي اي حاجه فيكي .... دايماً بتقوليها
بعينك.... حتى مش من حقي اكون اب لورد بنتك مش دي كمان نظرتك ليه اني مش من حقي اي حاجه "اصبحت انفاسه متشنجة بشدة متسرعةٍ بقوة... قال بوجع منهار امام عينيها المصدومة
"تعرفي ساعات بحس اني كمان مش من حقي ارتاح
في حياتي وبذات معاكي...... "

نزلت دموعها بلا توقف على وجنتيها الشاحبة من انهيار كلماته امام عيناه اليأس..... شعرت بنغرة حادة
إصابة قلبها المدمر من اجله.... هي سبب الأمه ...
هي من وصلت به وبها الى هنا على ماذا تلوم وهي الملامة هنا..... وصلت له كل شيء يألم ويجرح كرامة اي رجل واذا كان هذا الرجل كاسالم شاهين ...فهي
حمقاء في ما سببته له..... همست بترجي قائلة
"انا آسفه..... "

ضحك بسخرية لا بل تحولت الضحكة لسخريةٍ اكبر
ثم نظر لها واختفت ضحكته الساخرا ببطء.. ثم بعد مدةٍ قصيرة رد عليها قال بألم ....
" اسفه....... خليكي واثقه ان مش اي أسف يمحي الوجع ياحياه ...."

عضت على شفتيها بحرج...... ووضعت عينيها على الارض.... فماذا ستقول..... سالم على حق وهي على الباطل تقف تترنح ....ماهي الكلمة المناسبة له
وهل هناك كلمة تصلح موقفها امامه.... تباً لموقف
لم اتخيله يوماً.......فاقت على صوت سالم وهو يقول
بتعب
"روحي نامي ياحياه.... الوقت اتاخر روحي نامي لاني كمان محتاج انام ورتاح...... "

سالم...... أنا "

وضع يداه على شفتيها قال بتمهل
"كل حاجه وليها وقتها..... وانا محتاج وقت اراجع فيه علاقتنا من تاني....... "

نظرت له بصدمة.... ثم حاولت اخرج صوتها الذي أختفى في اعماق الذهول بعد تصريحه الواضح
(عن الفراق يتحدث) هتف عقلها بستنكار

تحدث سالم بتوضيح اكثر بعد ان راء تشنج قسمات
وجهها الشاحب..... تنهد وهو يقول
"احنا اتسرعنا في جوزنا.... انتي مش هتقبلي وجود راجل تاني في حياتك غير حسن وذكرياته ...وانا مش هقبل اكون مش راجل في نظر مراتي... يبقى
خلاص كل واحد يروح من طريق وكفايه وجع لحد
كده ياحياه لاني تعبت ........... يتبع
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-