البارت الخامس عشر
رواية /ملاذي وقسوتي
بقلمي /دهب عطية
*****************
تقف في شرفة غرفتها تطلع على المكان المظلم الخالي امامها .....مر اسبوعين وسالم منشغل عنها
في مقولة مصنعه الجديد يصب كل اهتمامه وتفكيره
به ....لم يتحدث عن اي شيء يخصهم بعد حديثهم
الجاد منذ اسبوعين ....
اصبحت متيقن طبيعة مشاعرها له.... تحبه.... نعم احبته ولن تنكر ذالك..... ولكن ماذا عنه هل يحمل
ذرة حب ولو قليل لها ....لا تعلم حين الأمر يتعلق بسالم تصبح ضائعة في أفكارها ......
فاقت من دومات الحيرة على صوت سيارته التي وقفت امام باب المنزل لينزل هو منها بهدواء متوجه
الى داخل.........
تسارعة دقات قلبها وهي تسافر بعينيها باشتياق على وجهه الرجولية وهيئته الجذابة......
دخلت سريعاً الى غرفتها نظرت الى نفسها في المراة
وهي تخلع هذهي العباءة من عليها ليظهر هذا القميص الأحمر القصير الذي اختاره سالم لها
كم تخجل من تهورها اليوم ستظهر امامه بهذا الرداء
الذي لم يترك للمخيلة شيءٍ ..... كان الرداء عبارة عن
انحراف بشكل قماشه من الحرير .....نظرت الى وجهها أيضاً بتأمل كانت زينتها مزالت كما هي جميلة
رقيقة على وجهها كم تفضل ...ام شعرها فتركته ينساب بنعومةٍ على ظهرها ....بدأت تطلع على قوام
جسدها في هذا القميص المخجل ....احمرت خجلٍ
وهي تقول بتردد
"معقول هظهر ادامه كده .....لا دا مفتوح اوي ..."
دخل سالم في هذا الوقت واغلق الباب بدون ان يلاحظ حياة الواقفه تنظر له بوجه محمر خجلٍ
من ردة فعلة الان ........
رفع عيناه عليها بلا اهداف ....لتتسع عيناه بإعجاب
صارخ ......ملاذ الحياة خاصته ستسبب له ازمةٍ قلبيه
حقاً..... لم يتوقع ان تتجرأ لفعل هذا..... أعجب بتفكيره جداً.... خلال هذا الأسبوع أصر داخله ان يبتعد عنها اكثر وينغمس في عمله اكثر من لازم
حتى يرى ملاذه العنيد ماذا سيفعل ولكن النتيجة
مبهرة حقاً........
نظر الى مكان اخر بضيق زائف وهدر بها ببرود
"أنتي لس صاحيه لحد دلوقتي ياحياه..... "
نظرت له بحرج..... ثم حاولت الإمساك قليلًا بحبل الصبر معه.....
"ايوا ياسالم .......كنت مستنياك....... "
اغمض عيناه وهو يحترق من نعومة صوتها وما تشعله داخله هذهي المهلكةَ....
اقتربت حياة منه بجرأة ووضعت يدها حول رقبته قائلة بإغواء انوثي.....
"مالك ياسالم..... شكلك تعبان...... "
فتح عيناه ونظر لها طويلٍ ...ثم قال بضيق زائف
يعتليه الشك....
"عايز إيه ياحياة بظبط...... "
نظرت الى عيناه السوداء وقالت بحب وهيام امام
ملامحه المحبب لها...
"كنت عايزه اقولك على حاجه مهمه..... "
أسرها بعيناه بدون رحمة... كانت عيناه تلتهم وجهها بشوق غالب عليه ولكن كان يخفيه خلال تلك الأسابيع التي مضت ....
"قولي ياحياه انا سمعِك ....."
ردت عليه بحزن وهي تطلع عليه اكثر
"مش اهم حاجه تسمعني اهم حاجه.... تصدقني.... "
استنشق الهواء بصوت مسموعٍ ....وقال لها بصدق
"انا دايماً بصدقك بس المهم انك تصدقي اني هصدقك....... "
اقتربت منه ووضعت جبهتها الناعمة على جبهته الرجولية..... وقالت بهمس حاني ودموع تنزل من
عينيها بلا أرادة منها...
"انا حبيتك...... انا بحبَك ياسالم..... "
اغمض عينيه بقوة.. مزالت على وضعها في احضانه تقف.... مزالت جبهتهم ملتصقة في بعضها كالمغناطيس أبا ان يبتعد ....هتف بصوت ارهقته المشاعر ونيرانها
"قوليها تاني ياملاذي..... "
ابتسمت وهي مغمضة العين وقالت بصوتٍ حاني يشتبك به الخجل القاتل لها.....
بــــحــــبــَــــك ......"
قال سالم بعد تنهيدة ...
يااااااه ياحياه أخيراً نطقتي....."
ابتسمت بخجل صارخ.....
ابتعد عنها قليلاً ومرر يداه على وجنتيها يمسح دموعها..... ثم وضع قبُلة حانيه على جبينها....
ثم قال بتصريح صادق ....
"مكنتش اعرف ان كلمة حب هتفرق معايا اوي كده
تعرفي حاسس اني معاكي وجمبك حد تاني .....حتى
وانا زعلان منك ببقى عارف ومتاكد اني مش زعلان
منك انتي لا زعلان من تصرفَتك وخوفك مني ....حياه ......"
رفعت عينيها له بحرج وردت بخفوت
"نــعــم ......"
وضع يداه الاثنين حول وجهها الفاتن قال بنبرةٍ صادقة.....
"انا مش عايز ابعد عنك ......مش عايز اخسرك بسبب
سوء تفاهم بينا او قلة ثقه مش قدرين نديها لبعض..
انا عايز افضل في حضنك لاخر نفس ليه
فهماني ياملاذي .....عايزك توعديني انك مش هتبعدي عني ولا هتسمحيلي انا كمان في يوم من لايام اني ابعد عنك مهم كانت الاسباب ....لاني للأسف بقيت بخاف ......"
نظرت له بدهشةٍ من جملته الغريب
(بقيت بخاف)سالم شاهين يقول هذا لما يصل الوضع معه لتصريح كهذا ......لم تجرأ على سؤاله
ولكن هو اكمل حديثه قال بصوتٍ اجأش .....
"عارفه ليه بقيت بخاف..... وعرفت الخوف ...."
نظرت له بترقب تريد ان يكمل حديث اثار الفضول داخلها ......
اكمل سالم ومزال ممسك بوجهها بين كف يديه ويقرب وجهها من وجهه اكثر قال بحب ....
"عشان حبيتك وخايف اخسرك خايف اندم اني سبتلك قلبي .....اوعي تخليني اندم ياحياه ....
اوعي لاني ساعتها ..........مش هرحمك ......"
وقبل انت تبرمج جملته الاخيره كان يطبق على شفتيها ويعتصرها بين شفتاه ...وللحظه كانت خائفه
من تهديده الصريح ولكن لم يترك سالم لها عقلها فقد
كانت قبُلته شغوفة ومليئة بالمشاعر الجياشة ابحارت معه في عالم الغرام .......... وايقونه من الشغف يعزفها سالم على شفتيها.........
وجدته يحملها ليضعها على الفراش سريعاً ابتعد عنها
قليلاً ليلتهم ماترتديه بعيناه وهمس لها بعبثٍ وقح...
"حلو عليكي اوي ياحياه........ زي متخيلته بظبط..... "
ضحكت بخجلٍ وهي تهتف بحرج
"سالم .....ممكن تبطل تحرجني ... "
هشششششش لسه بدري على الإحراج ... "
انهال عليها ببعض القبُلات الحارة لتسلم له الرايا البيضاء... تركته يفعل بها مايحلو له...... فهذهي الحظة اصبحت تحمل مشاعر اخره لكليهما مشاعر دافئ اكثر حنان بلمسات حنونه وهمسات شغوفة جعلت للحظة احساس اخر بينهم........
بعد مرور ساعتين كان يقف في شرفة غرفته عاري الصدر يشعل سجارته وينظر الى المكان الخالي بلا أهداف..... كان سعيد باعترافها ولحظات التي قضيت
معها.... اخرج الهواء الرمادي الناعم بهدوء من
فمه......... كان يعبث في هاتفه بملل فقد جفاءه النوم لتنام ملاذه وتتركه يقف وحيداً شاردٍ بها وبي كل لحظة مرت عليه معها في هذهي الليلة المليئة بالمشاعر الجامحة من كلاهما ......
سالم..... "نادته باسمه وهي تقف تنظر له باعين ناعسة على عتبة الشرفة ......نظر لها والى ماترتديه ....اغلق ستارة الشرفة سريعاً ليصبح المكان
مغلق واكتر خصوصية...... سحبها من يدها واجلسها
في احضانه قال بحنان وهو يتطلع عليها....
"صحيتي ليه ياحياة انتي لسه نايمه من شويه... "
ابتسمت بخجل... وقالت بهدواء
"أنتَ ايه الى مصحيك لحد دلوقتي ياسالم ..... "
مرر يداه على وجهها المشع احمرارٍ ...وقال بعبث
"مش عارف انام بصراحه.... الى عملتي فيه مش سهل يطلع من دماغي...... "
سالم..... "هتفت بحرج وكادت ان تنهض من احضانه
لول يداه المطبق عليها باحكام....... ضحك على تصرفاتها الطفولية وقال وسط ضحكته
"خلاص بهزر قلبك اسود..... "
نظرت له وابتسمت بخجل
وضعت راسها على صدره تتابع معه شروق الشمس الظاهر من فتحه بسيطة من الستار ......
قالت حياة داخلها بتامل..و صوت العصافير العذب يغني حولها بنعومة.......
مش مصدقه ان احنا وصلنا هنا بعد كل ده غريبه
اوي الحياه دي..... "
بس مفيش حاجه بعيد عن ربنا.... "همس سالم بحنان
وهو يتطلع على شروق الشمس حولهم
ابتسمت هي بخجل.... اى الحب الذي يحمله لها كبير
لدرجة ان يفسر نظرت عينيها ومايجول بخاطرها
تنهدت بتعب لتدفن وجهها اكثر في صدره العاري
وتغمض عينيها بتعب من ليلةٍ لم تتذوق بها طعم
النوم ولكن تذوقة بها الراحة ولحب واحضان سالم
الدفء.... فماذا ستريد اكثر من ذالك......
حملها على ذراعه..... ليضعها على الفراش ومزالت في ثباتٍ عميق......استلقى بجانبها واخذها في أحضانه
يريد ان ينعم بالنوم بين أحضانها ليس اليوم فقط
بل كل يوم ستكون ملاذ الحياة خاصته في احضانه
للأبد................
(القصة تبدأ بكلمة حب وتنتهي بكلمة كره.. ومن منا قادر على ان يرى صدمات ومفاجأت القدر له...... )
********************
حمدل على سلامتك ياوليد..... "هتفت بهذهي العبارة ريهام وهي تجلس على مقعدٍ ما بجانبه.....
رد عليها وليد بضيق
"اموت وعرف بس مين الي قال لسالم ان حياة معايا
ازاي لحق يكشفني بكل سرعه ديه..... "
نظرت ريهام لي لا شيء بتفكير.... لتنظر له بعدها بتذكر....
"انا حسى ان لكشف العبه دي البت بنت فوزيه المسهوكه........ "
رفع حاجبيه بستنكار.... وقال بشك
"معقول تكون ريم.... "
وليه لاء بتحب حياه وصحاب من زمان مستبعد
الموضوع ليه يعني اكيد هي الي بلغت سالم بكل حاجه........"
قال وليد بشرود وشك يعتليه
"طب عرفت منين ... "
هتفت ريهام بيقين
"اكيد سمعتنا..... مافيش غير ريم الى عملته... "
اشتدت عروق وجهه غضبٍ من هذهي الفتاة البلها التي أفسدت خطته في لمح البصر بدون حتى أن
تبدأ........ هدر بقوةٍ وانفعالاً
"اقسم بالله ماسيبها بنت فوزيه... بس اخرج من الارف ده...... "
ربتت ريهام عليه قائلة بخبث...
"ارتاح انت ياوليد وسيب ليه الموضوع ده وانا هتصرف "
*******************
في ايه ياريهام سحباني كده ليه.... "هتفت ريم بزمجرة وضيق من تصرفات ريهام الغريبة...
اجلستها ريهام على الفراش بقوةٍ ...وأغلقت الباب بالمفتاح عليهم.....
زفرت ريم بضيق وهي تطلع عليها قائلة....
انتي بتعملي اي ياريهام..... وشداني على مل وشي
في اوضتك ليه...... ممكن افهم..... "
نظرت لها ريهام بتراقب قائلة بخبث
"انتي الى قولتي لسالم ان وليد هو الى خطف
حياة......."
ايوه انا...... "ردت ريم بمنتهى الهدوء
احتدت عيون ريهام وهدرت بها بقوة وعصبية
"يابجحتك وبتقوليه بمنتهى البساطه كده... واخوكي
مرمي في المستشفى وعضمه مفشفش بسببك ..... حيات اخوكي مش غالي عندك لدرجادي بترميه ادام سالم افرضي كان موته ..."
نهضت ريم بغضب وقالت بضجر ساخر
"ولمفروض كنت اعمل إيه اسيب حياه تموت على ايد اخوكي ويستغل سالم باسم مراته..... "
هدرت بها ريهام بجنون وحقد .....
اخوكي ولا بنت الحرام الى عملتي ده كله عشانها"
رفعت ريم سبابتها في وجه ريهام وقالت بحدة ...
"ولا كلمه على حياة ياريهام وكفايه حقد بقه من ناحيتها انسي سالم ياريهام سالم بيحب حياه
وهي بتحبه...... كفايه حقد بقه وغل يشيخه.... "
ابتسمت ريهام بسخرية وردت عليها بكره...
"بتحبه وبيحبها ....وانسى كمان لاء احلى نكته سمعتها في حياتي...... "صمتت برهة وقالت بعدها
بحقد شيطاني....
"سالم ده بتاعي انا ياريم مش هسيبه ليها أبداً...
وبكره يزهق منها ويرجع ليه...... "
قاطعتها ريم عن الحديث وهي تضع يدها على كتفها.. قائلة بستياء من تغير شقيقتها......
"يرجع ليكي هو كان معاكي من الاول عشان يرجعلك
اسمعيني ياريهام وفهميني بلاش تمشي ورأ كلام وليد ارجعي لجوزك دا لسه بيحبك وشريكي
وانسي سالم وحياه انسيهم وسبيهم يعيشوا مرتاحين بقه...... "
نفضت يد ريم عنها وقالت بكره وغل
"انسى سالم وسيب حياه تعيش مرتاحه لاء انا مش
هسيب سالم ليها يقمه اتجوز سالم وعيش معاه يقمه
هيتحرم من اكتر حاجه بيحبها...... "
نظرت لها ريم بصدمة وخوفٍ على شقيقتها وحقدها
التي بدأ يحرق رحمة داخلها.....
"أنتي بتقولي إيه ياريهام......قصدك ايه"
ابتسمت لها بشر قائلة بحقد
"كل حاجه في وقته بتبقى احلى يابنت مرات ابويه"
خرجت من الغرفة وتركتها تفكر في حديثها بخوف
على حياة وسالم من شياطين ريهام و وليد .......
*********************
كانت تستلقي نائما على صدره العاري براحةٍ ....
تاملها سالم بحب ظلت تسافر عيناه على وجهها وجسدها الظاهر امامه بوضوح وعبث... وكأنه يدعوه دعوة خفيةٍ خجولة..... مرر يداه الخشنة قليلاً على وجهها ناعم الملمس ومن ثم على شعرها الأسود الناعم وهذهي الرائحة المبعوثة منه رائحة مذيج مابين الياسمين ورائحة شعرها الطبيعية.... لينعم بعطر خالص وخاص بملاذه فقط......
فتحت عينيها ببطء على لمساته وتامله لها....
نظرت له وابتسمت بحب ابتسمه مشرقة قائلة بصوتٍ ناعم عذب...
"صباح الخير...... "
حدق في إطار عينيها يتأمل سحر عينيها التي جعلته
يعترف بالحب ولخوف من خسارتها......
رفع كفيه ليضعهما على جانبيها جذبها اليه اكثر من لازم...... ناظراً إلى عينيها وهو يقول بصوتٍ أجش ساحراً لها......
"صباح نور..... كل ده نوم ياملاذي..... "
لم ترد عليه على الفور فقد ضاعت في نظرة عيناه
وجملته...... لتدرك نفسها بعد ثواني وهمست بخجل
"يمكن لاني نايمه متأخر وكده يعني ..... "
مرر يداه على جسدها بعبثٍ قال
"عندك حق امبارح كان يوم صعب اوي...... "
سالم...... "غطت وجهها باشرشفة الفراش بخجل صارخ على وجهها.......
انفجر سالم ضاحكاً وهو يبعد عنها الغطاء قال بمزاح.....
"بتغطي اي ياحياه..... انا جوزك على فكره..... "
هتفت حياة بحنق زائف
ممكن تبطل تحرجني ..... "
انكمشة ملامحه صدمةٍ زائفة قائلاً
"هو انا كده بحرجك ياحياه... في واحده تقول
كده على جوزها.... "
اقتربت منه ومالت عليه بتردد قائلة
"سالم انا مش قصدي حاجه ...انا كنت بهزر معاك"
الهزار ليه حدود ياحضريه...... "
حزنت من تقلبه المفجأ وكادت ان تتجمع الدموع
في عينيها السوداء .....لتجده يطبق على خصرها
بقوة مقربٍ وجهها منه...... وهتف ممازحاً ....
"على فكره ياحياه ده مش إحراج.... دي قلة ادب....
وبصراحه انا بحبها اوي...... "
نظرت لها ببلها متسائلا
"هي مين دي الى بتحبها.... "
قرب شفتاه من شفتيها قال بعبث
"قلة الادب ......طبعاً ...... بموت فيها "
التهم شفتيها هذهي المرة بجوع وشوق..... كان يلتهم
بدون رحمة ولم ينتظر لحظة واحدة ليبتعد عنها قليلاً تستجمع هون مفجاة إعصاره ...بلا جذبها بخفةٍ
الى أحضانه اكثر ساحبها الى عالم الغرام وترنيم
تسمعها اذنيهم بادمان خالص لن يمل كليهما منها قط....
بعد مدة من الوقت......
تقف امام المرآة تجفف شعرها بالمنشفة.... تطلع على صورتها في المراة كانت ترتدي منامة قصيرة ذات الون الوردي تتناثر عليها بعد رسومات الفرشات مختلفة الالون ......غامت عينيها بشرود في طعم
الجديد الذي تتذوقه على يد سالم... لم تدرك يوماً
أنها ستحمل له كل هذا الحب ....او يكون هو يتملك
داخله كل هذهي المشاعر التي هزت كيانها بأكمله
مفجاةٍ حقاً ان يعترف بحبه لها وان يستحوذ عليها
بلمساته كانت حقاً اكبر الصدمات جمالاً ...واكثرهم
تأثيراً عليها....... هل حقاً اختفى كل شيء .....
هتف عقلها خوفٍ من هذهي آلسعادة المفاجئ.....
وجدت من يقيد خصرها بيداه القويتين ...ويسند
وجهه على كتفها بل ويغوص في جوف عنقها بلا
تردد........
ابتسمت وهي تنظر في المرآة على صورة مهلك انوثتها وقلبها (سالم شاهين).... هتفت بنعومة له...
"خرجت امته من الحمام.... انا محستش بيك.... "
قبل جانب عنقها بفمه وباسنانه ببطء ثم رد عليها
قال بصوتٍ خشن جذاب..
"من شويه ......المهم أنتي سرحان في إيه ..... "
ابتسمت بحب وهي تنظر الى صورتهم المعاكسة عبر المرآة ...وتشبثه بها بامتلاك وشفتيه التي لا تمل من دغدغت عنقها المرمري ببطء ليسير الرجفة داخلها..
حاولت ان تتماسك قليلاً وسط طيات أفعاله.....
"مش سرحانه ولا حاجه عادي....... اااااااه.... سالم "
اتكا باسنانه على جانب عنقها الأيمن بمزاح جاد قليلاً..... رد بعد ان ترك عنقها لينظر الى صورتهم عبر المرآة قال بخبث.......
"العض دي عشان .....حسيت انك بتكدبي.... "
وضعت يدها مكان عضته... لتهمس بضيق
"على فكره وجعتني اوي..... "
ابعد كف يدها عن عنقها ومال قليلاً عليها ليقبلها
في نفس المكان الذي احمر اثار هجومة
الحاني......
"لازم تتعودي على كده ...كل ماهتكدبي هتلاقي نفسك متعلم عليكي في كل حط شكل....... "
هتفت بتزمر كالاطفال
يسلام وده بقه اسميه إيه......."
حب......... "اكتفى بهذهي الكلمة وهو مزال يطبق على خصرها ويدفن وجهه في جوف عنقها.....
ردت عليه وهي تبتسم
"اي الحب الي كل عض ده..... دا حب جديد.... "
رد وهو يتطلع على احمرار عنقها من الجانب الأيمن
بسبب اتكأ أسنانه عليه.... ابتسم وهو يرد عليها بمنتهى الهدوء
"ااه حب جديد اسمه حب سالم شاهين.. عندك اعتراض......"
لاء.... بس الموضوع جديد عليه........ "
نظر الى عينيها عبر المرآة بتأمل وقال بمزاح
"وجديد عليه انا كمان...... "
انفجرت حياة ضاحكا بقوة......
ابتسم سالم وهو يتطلع على ابتسامتها المشرقة
وعيناها المعة ببريق جديد جذاب... لم يكن يريد
تفكير..... لمعة الحب ظهرت..... كان يراها دوماً في
عيناها حين راها اول مرة..... ولكن بعد موت حسن
انطفاءة لمعة عينيها بألم طاغي عليها وحزن اخذ
من روحها المرحة...... لكن اليوم هو يرى لمعة عشق
ليس حب فالمعةٍ اكثر بريق اكثر إنارة تظهر بوضوح
في هذهي العيون المهلكة...
قبلها من عنقها قائلاً بصوت عاشق
"بحبك ياملاذي ...... "
توقفت عن الضحك وهي تنظر له عبر المرآة والى همسه المفاجئ...... ابتسمت بعد ان ادركت سكونه
في أحضانها لتهمس له بحب.....
"وانا اكتر....... "
استدرت لتقف امامه مباشرةٍ جالت عيناها مجدداً في فضاء عينيه ثم همست له بحنان
"ربنا يخليك ياحبيبي........ "
إيه قولتي إيه........ "حدق في إطار عينيها بشوق ينتظر سماع جملتها مرة آخره
اقتربت اكثر منه بجرأة لم تعهدها ولكن مع سالم وفي أحضانه ترمي كونها انثى يجب عليها الدلال امامه او تصنع الخجل عليه..... ولكن في أحضانه وبعد اعترافها أمامه وامام نفسها بانها عشقتها وتبرهن بذالك.... فا لاداعي لتصنع خجل هي بغنى عنه امامه..... وضعت انفها على انفه تحركهم بعبث ومزاح انوثي ناعم......
"بقولك....... ربنا.... يخليك ......ليه...... ياحبيبي...... "
قبض على خصرها وهو يرفعها قليلاً على الأرض
ومزالت في أحضانه لينظر لها بشهوةٍ وجوع قال
بخبث......
"للاسف هتندمي على جرأتك دي معايا ياحياة.. "
أطلقت اجمل ضحكاتها وهي تقول بإغواء
"طعم الندم ده معاك ...........شهد ياسولي....... "
*************************
جلست بجانبها بسنت وقالت بضجر وتوبيخ
"يامه قولتلك بلاش تدي الامن لي وليد مسمعتيش كلامي ياخوخه ودي أخرتها حامل وهتسقطي.... "
التوت شفتها بزمجرة وهي ترد عليه
"مش وقت الكلام ده يابسنت تعرفي دكتوره شاطره
تعملي عملية الإجهاض ده..... "
ارتشفت بسنت بعضاً من كوب الشاي ...وهي تنظر
لها بطمع قائلة.....
"اعرف واحده شاطره اوي بس محتاجه مبلغ يجي
خمس تلاف كده....... "
إيه كتير يابسنت هجبهم منين...... "هتفت خوخة بعباراتها بضياع.....
ارتشفت بسنت من الكوب بتلذذ قائلة بخبث....
"بقولك إيه ياخوخه..... متيجي ياختي نستفيد انا
وأنتي من العز ولخير الى في بيت سالم شاهين.... "
نظرت لها خوخة بعدم فهم..... وقالت بترقب
"ازاي يعني ....مالو سالم شاهين... بموضوعي انا
وليد وبالعمليه الى هعملها..... "
نظرت لها بسنت صديقتها ولتي تعلم عن خوخة كل شيء وحافظة أسرارها من يوم ان تقابلو....
"اول حاجه بلاش تنزلي الى في بطنك ....تاني حاجه
ودي الأهم انك لازم تستغلي التسجيلات الى مسجلها
لزفت الى اسم وليد وهو بيعترف انه هو الى قتل
حسن اخو سالم لازم تستغليها لصالحك ...."
قالت خوخة بانفعالاً....
"اكيد هستغلها.... دم ابني مش هيروح كده ببلاش..
هبلغ عنه البوليس ....بعد ماابعت ليهم تسجيل الي
معايا الى هيسلمه لحبل المشنقه ...."
نظرت لها بسنت قائلة بسخرية..
"تسلمي للحكومه ...ونبي انتي هبله وتستهلي الى حصلك ......"
قالت خوخة بعدم فهم وتسأل
امال عايزاني انتقم منه ازاي يعني يابسنت الحكومه
هتعدمه ......."
ابتسمت بسنت بخبث قائلة
"الحكومه هتعدمه بدون مقابل .....لكن سالم شاهين
هيقتله وهناخد منه مقابل مادي مبلغ بسيط حلاوة
سر متخبي بقله اكتر من اربع سنين ....."
اتسعت اعين خوخة بعد ان ترجمة حديثها لتقول بصدمة....
"انتي عايزاني اوصل التسجيل الى فيه اعتراف وليد
بقتل حسن وتدبيره للحدث من اربع سنين ....عايزاني اسلم التسجيل لسالم ....."
بمقابل مادي ....تعيشي بيه انتي واهلك وابنك بعيد
عن شياطين وليد ......بس اوعي تنسيني لم تاخدي
الفلوس ......"
ضاعت عينيها بشيء وهمي وعقلها شارد بخوفٍ
من مخطط كهذا ضدد وليد .....ولكن يستحق لم
تامن له يوماً لذالك سجلت له اعترافه بتدبير
الحادثة لحسن ....وهذا الشك وقلة ثقه جلبت
النفع حقاً .....فإذا قالت الحقيقة لسالم من
خلال تسجيل الإعتراف.... ستضمن مبلغ مالي
ليس هين .......بعد تفكير طال بها حاسمة أمرها
بطمعٍ وانتصارٍ على وليد.... ووجود ابنها أيضاً معها
انتصاراً اخر .......
قالت باعين حاملة فرحة غداً بأموال باهظةٍ ......
"موفقة يابسنت اسلم التسجيل لسالم شاهين.. بس
ازاي هناخد منه الفلوس...... يتبع