البارت السابع عشر
رواية/ملاذي وقسوتي
بقلم / دهب عطية
................................................................
كان يجلس على مكتبه منشغل في بعد ملفات العمل
دخلت عليه ريهام وهي تبتسم بخبث.... تنحنحت وهي تضع كوب العصير امامه على سطح المكتب
ثم لم تلبث الا وهي تقول برقة
"اتفضل يابن عمي صبيته ليك مخصوص بايدي... "
ترك سالم الاوراق لينظر لها رافع حاجبيه للأعلى
متراقب هذهي الخطوة الغريبة منها.....
رد عليها ببرود
"في حاجه ياريهام .......صاحيه لحد دلوقتي "
تنحنحت بحرج من برودة حديثة... حاولت الخروج من هذا المأزق واقناعه برتشاف هذا الكوب قبل ان
تفشل هذهي الخطة المتوقفة على كذبها ولافتراء منها على سالم بالباطل فهي تعلم ان سالم لن يقع بسهولة ويحتاج الى بعد الحيل اللعين وهي متفوقة في ذلك.....
جلست على المقعد بمقابل مقعده يفصلهم المكتب الخشبي الكبير....... ثم قالت ببراءة وحزن خبيث...
"انت مش ملاحظ يابن عمي انك بتعملني بطريقه
وحشه اوي وبدون اي سبب بتكرهني.... "
ارجع ظهره للخلف براحة على مسند المقعد....
قال بثبات....
"ده مش الرد على سؤالي يابنت عمي.... انا بسالك ليه صاحيه لحد دلوقتي..... "
قالت بخفوت وحرج ماكر....
"كنت جاي اتكلم معاك ....وسالك ليه بتعملني بطريقه
دي وانت عارف اني بحبك...... "
ريــــــهــــــام......."صاح صوته في اركان المكتب بتحذير......
توترت من تصريحها الغير مقبول الآن من قبل الحلم
الصعب المنال (سالم شاهين)...... حاولت التحلي بثبات اكثر من ذالك..... خاطبته قائلة...
"انت ااى قطعتني انا كنت هقولك اني بحبك زي اخويا....... "
تمتم داخلها بنفور.....
"زي اخوكي اقسم بالله أنا لاطيقك ولا طيق اخوكي
اقسم بربي لولا الدم لجمعنا وست الكبيره الى تبقى
ام ابوكم.... انا كنت قطعة صلة الرحم دي من زمان
بس إكرامٍ ليها ولي دم لجمعنا...... "
ساكت ليه ياسالم....... انت ليه دايماً بتتجهلني وبتعملني وحش هو انا مستهلش منك كلمه حلوه
نحسن بيها علاقتنا سوا...... '"
نظر لها وفغر شفتاه قال بصدمة من حديثها الغريبة
"بعملك وحش اي...... وكلمه حلوه اي الى اقولها
وعلاقة اي ياريهام..... انتي لي محسسني اننا كنا بعد
شر يعني متجوزين...... "تحدث اخر جملة بفظاظة ساخرة......
احمر وجهها حرج وغضب من محاولاتٍ باتت تفشل
في كل مره تجذب الحديث من على شفتاه الرجولية ليصدمها ببرودة مشاعره الصريحة اتجاها....
"طب تعالى نشرب العصير انا وانت ونقعد خمس دقايق مع بعض زي اي اخوات واعتبرني اختك الصغيرة........ "
مسك كوب العصير وارتشف منه بدون كلمة آخره وكانه يقول لها بكل وقاحة
(سافعل هذا حتى ترحلي من امام وجهي.....)
نظر لها قال بتراقب وهو يرتشف العصير.....
"انتي مش قولتي ان احنا هنشرب العصير سوا.. "
ابتسمت بسعادة ظنت ان مفعول الحبوب اصبح له
سحر اخر في نبرة صوته الهادئ......
"ايوه قولت كده..... "
تحاولت انظاره على صنية الفارغ على سطح مكتبه ومن ثم عليها وقال بصوتٍ هادئ.....
"امال ليه مش جيبا لنفسك عصير...... "
ااه تصدق شكلي نستها على رخامة المطبخ ثواني وجايا...... "نهضت بسعادة وخطت عدت خطوات بداخل غرفة المكتب..... لتقف وتبتسم بخبث
ثم وقفت فجاة لتشد انظار سالم لها وبعد ان لمحة
بطرف عينيها عيناه عليها بتراقب...... امسكت
معدتها وبدأت تتاوه بصوتٍ خافض.....
"ااااه سالم الحقني...... ياابن عمي الله يخليك.... "
نهض سالم بعد ان وضع الكوب فارغٍ منه نسبة بسيطة....... اتجه لها وأمسك يدها بتلقائية سالها
بفتور لا يمس الخوف او الاهتمام قط..
فتور مزقها من داخل بالم....
ومزق قلب عاشقة تستمع الى
حديثهم وراء باب المكتب..... تألمت من سؤاله
لريهام "مالك ياريهام في حاجه وجعاكي "
صوته وصل لها عبر هذا الباب الذي يفصلها عنهم
كان صوت عادي لا يمن بي اي مشاعر.... ولكن
غيرتها وحبها نسج لها خيال اهتمام سالم وخوفه
بامرأة اخره غيرها ......
معدتي معدتي وجعني اوي اسندني يابن عمي قعد
اريح رجلي..... "
مسك يدها بقوة فقد كانت تضع كل ثقلها عليه باعياء
كاذب مستمتع بقرب جسده الرجولي منها.. كم تمنيت
هذهي الحظة التي تكن بها بين احضانه ولو حتى
بالخطأ.........
عضت حياة على شفتيها بغضب وهي تشعر بسالم
يمسك بهذهي الحية وهي تستغل هذا لتتشبث به
لم تحتاج لرأيت المشهد هي تخيلته بقلب ينزف حسرة.....
"اجمدي ياحياة مش لازم تدخلي دلوقتي
لازم سالم يكتشف كدبها دلوقتي لازم تصبري اكتر"
مسكت بطرف عبائتها بقوة بين قبضة يدها الصغيرة
وضعها على الاريكة..... قال بخفوت خشن لا يمس
التعاطف صلةٍ ...
"هخلي حد من الخدم يعملك حاجه دافيه تريح
معدتك...... "
مسكت يداه وقالت بصوتٍ ناعم لايناسب تاوهات ألمها الزائفة منذ دقيقة واحدة......
"خليك ياسالم رايح فين الخدم نايمين... ولمكان
كله مفهوش حد صاحي غيرنا...... "
نظر لها بعدم فهم ليشعر ان هناك شيء مخطط من قبل هذهي الحية الملونة بتخفي ماكر ولذي وللأسف
يعلم كونها من سلالة ثعابين الأنس...... سألها سالم
بخشونة وشك.....
"في اي بظبط ياريهام انتي بتخططي لي ايه.... "
نهضت من على الاريكة بخفة..... وخلعت هذهي العباءة المفتوحة وقذفتها جانباً وقفت امامه بهذا
القميص القصير جداً ولمفتوح بدرجة انحراف عالية
لم يترك للمخيلة شيء من شدة عريه على جسدها
المكشوف امام اعين سالم كالبضاعة الرخيصة المعروض امامه بسخاء ! .....
نظر لها من اعلها لاسفلها بستهانة قال ساخراً
"معقول دمك شبه وليد اخوكي رخيص اوي... مش
حلو الرخص ده يابنت عمي مش من مقام عيلة شاهين انك تعرضي جسمك لراجل غريب عنك
حتى لو كان جسمك وشرفك رخيص بشكل ده عندك...."
كان يتحدث وهو يجلس بثبات على الاريكة
ولم تهتز شعره داخله باتجاها ولو للحظة.... انتهى
من جملته وهو ينظر الى مكان بعيد عنها.. فعل هذا
من اجل حياة واهم من حياة.... الله خوفٍ من الله
امام نظرته الى هذهي الحية التي اتفقت مع
شيطانها في مسرحية مثيرةٍ بالاشمئزاز......
جلست تحت قدميه بوقحة ظنت انه ادار وجهه عنها
في مكان اخر ضعف منه.... وانها على حافة خطوه آخره لتعلن هزيمة سالم امام جسدها ورغبته بها....
فاهي تظن ان رغبة كل رجال لا تفرق بين جسد
من يلامس لا يفرق مع من سيبدأ بفعل هذا الشيء
فقط اهم شيء انتهاء رغبته الجامحة مع اي جسد. ولكنها لم تحسب ذالك جيداً فهناك رجال تعرف كلمة
(حدود الله )ورجال تعرف معنى
(الوفاء في الحب)ورجال تعرف الإثنين بدون منازع
وسالم واحد منهم.. كان سالم ممن يحتل قلبه
الاثنين الله وحدوده..... الوفاء لمن سلم لها قلبه وامانه امانة الحافظ على قلبها وكرامتها
كأنثى !.....
وضعت يدها على قدميها وقالت باغواء انوثي
"سالم انا بحبك.... وكل الى بعمله ده مش رخص
سمي حب..... حب وجنون بيك انت عارف انك..
اااااه"
مسك شعرها بين قبضة يداه القويتين وعيناه كانت حمراء مشتعلة ببركتان من اللهيب من كثرة وقاحتها تماديها معه..
هدر بها بغضب......
"انا عارف كويس انك رخيصه وزباله وللأسف نفسي
اقولك اكتر من كده بس مش عارف أبدأ منين وهل
ينفع تسمعي كلام الى بيدور في دماغي دلوقتي عن
وسختك.....ورخصك "
نظرت له بغضب وهو يمسك شعرها بقوة وعيناهم
مقابلة لبعضها تحمل ادنئ وابشع المشاعر لكليهما
قالت بغل وحقد....
"انا مش رخيصه انا بعمل زي ماعملت بنت الحرام معاك مش هي عملت كده برده عشان تخليك تجوازها
مش عرضت جسمها قبلي عليك..... "
لم يسمح لها بالمزيد صاح بها بغضب ....
اخــــــــــــرســــــي .....حياة اشرف منك مليون
مره......."
وضعت حياة يدها على شفتيها تمنع شهقتها العالية من الخروج ....يجب الدخول الان عليهم يكفي كل مااكتشفه سالم عن هذهي الشيطانة...ولكن قدميها
كانت كاثلج لم تقدر على رفعهم بخطوة واحدة ...
لتسمع صوت ريهام يصيح بحقد وكره لها ....
"لا مش هخرس .....انت كنت رافض الجواز وكنت
رافض فكرة ست في حياتك ....لكن من ساعة ما حسن اخوك مات وانت اتغيرت .....وفضلت هي تحلو وتدلع ادام عينك لحد معرضت نفسها عليك وانت وفقت وتجوزتها ...مكنتش ليه رخيصه في نظرك ليه بنت الحرام تربية الملاجئ......
ليه هي ....."
لم يتمالك نفسه بعد الان فهي تجرح روحه وتقطع بها
وهو يتماسك حتى لا يمد يداه على امراة مهم كان
ولكن ريهام جعلت الغضب يصل معه لطريق مغلق
نهض بقوة وعصبية ومسك ذراعها ليرفعها على الارض بقوة.......قال بصوت زئير كالاسد الغاضب بالقرب من وجهها ونظر لها نظرة جعلت جسدها يرتجف بخوفٍ من التوعد الواضح في عيناه....
"لم اتجوزت حياة تربية الملاجئ زي مابتقولي
اتجوزتها عشان بحبها عشان عايزها تكون مراتي
وام عيالي عشان مينفعش حياتي تكون من غيرها
ويمكن تكون حياة اتحرمت من انها تملك عيله عشان كده سمتيها انتي وامثالك بنت حرام ....لكن نسيتي
حاجه مهم هي بنت سالم شاهين مكتوبه جمب اسمي في البطاقه..مكتوبه في قلبي امي وحبيبتي
وبنتي ....ركزي معايا اوي يابنت عمي حياة مش بنت
حرام حياة بنتي وانا ابوها قبل ماكون جوزها....وااه
حياة اتربة من غير اب وام لكن موقفتش ادامي
في يوم قبل جوازنا او حتى قبل مافكر اتجوزها
من غير حجاب على شعرها مش عريانه كده زيك
وبتعرض جسمها عليه زيك ....."
بعد ان انتهى من حديثه الهادئ ..تفجات
بصفعات تنزل على وجهها بقسوة وقوة دون رحمة منه او شفقة على تاوها المعدوم من وسط صفعاته القوية ولم يهتز لو للحظة عن وجهها الذي اصبح ازرق بين صفعاته القوية ودماء سالت في كل انشاء بوجهها ....
مسك شعرها بعد ان افرغ طاقته الهمجية عليها وكانه يصارع عشر رجال بمفرده ....لم تقدر على الحديث فقد كانت تلتقط انفاسها بصعوبة.....
سالها بغضب وانفعالٍ قوي وهو يلهس بصوت عالي.....
"انطقي يارخيصه كنتي حاطه اي في العصير
خلاكي تتشجعي اوي كده وتقلعي ادامي وتوقفي بالبس الى لبستيه مخصوص تحت العبايه عشان عرضك الرخيصة....."
كانت تتاوه وهي تحاول التقاط أنفاسها ردت
بنفي وخوف....
"مكنتش حاطه حاجه.... "
ضحك بسخرية... وهتف بصراخ
"انطق يابنت خيرية.... لان لعبتك كلها مهروش من ساعة مدخلتي عندي ....انتي فكرتي اني صدقت
البؤقين بتوع اخوات وعلاقتنا تتحسن ....انا وفقت اشرب العصير عشان اتفرج على اخر مسرحيه هتقدميها هنا مش من فترة برده عملتي مسرحيه خبيثه من بتوعق ووقعتي حياة من على سلالم وكنتي ناوي تموتيها...."كان يتحدث بثقة وثبات
جعلها ترد عليه بذهول وغباء.....
عرفت ازاي..... "ثم توقفت عن التحدث بصدمة وهي
لا تصدق سهولة اعترافها له......ويبدو انه كان يختبرها لان عيناه احتدت فجأه بالهيب مهدد
النزول على جسد ريهام ليحرقها باكمله....
بعد اعترفها الغبي عليه....
شد خصلات شعرها بقوة وصراخ غاضب
" يعني انتي الى عملتيها انتي الى حاولتي تاذيها
وكانت ممكن تموت فيها .......انتي إيه شيطانه ليه عملتي كده........... لــيــه .............لـــيـــه....."
لم تبالي بالالم المبرح الذي سببه لها سالم ...
ردت عليه بجنون وحقد....
لـيـه ....عشان خدتك مني عشان انت مش من حقها انت من حقي انا....... بتاعي انا الى استحقك مش هي ...."
نظر لها بتقزاز قال بنفور
"انتي مريضه ......"
قالت بجنون
مريضه بحبك ....."
رد عليها بنفس النفور ولكن بلهجة اكثر صارمة
"بالعكس انتي مريضه بحقدك وغلك ....للاسف قلبك
عمره ماعرف يحب حد ...انتي حتى مقدرتيش تحبي
نفسك وتحترميها ...."
قذفها على الاريكة بشمئزاز كااقماشةٍ مقزاز
الرائحة......
اشعل سجارته بغضب وهو يقول ببرود
"كنتي حاطه اي في العصير ...سؤالي للاسف مش هيتكرر تاني بلساني ......"
لم ترد ولم تحاول حتى التفكير في النطق فهي قرارت ان لن يعرف ماذا وضعت يكفي خطة فاشلة
جعلتها تخسر سالم شاهين للابد.....
ماتـنــطــقـي يابـــتـــــ......"
انتفضت جسد ريهام على صوته خوفٍ من بطش يداه القوية مره اخره عليها فهي مزالت تعاني
من الألم المبرح في وجهها ......
ولكن سرعان ما التفتت
لي مصدر الصوت الذي اتى بعد ان انفتح باب المكتب واغلق.....
"العصير كان فيه منشط ****ياسالم....."
بهت وجه سالم ونظر بصدمة الى حياة والى ردها عليه الذي جعله يغفل للحظةٍ عن وجودها في هذا الوقت وردها الذي يعني انها كانت تسمع الحديث من البدايه خلف هذا الباب الخشبي .....
ردد جملة حياة بصدمة
"منشط .....منشط **** ......."
____________________________________
(لن اوضح اسم الحبوب ونوعها ولكن وضحت لكم
بطريقة غير مباشرة في سرد ولحوار.....اعتذار لاني لم اوضح اكثر ولكن انا احترم كونها رواية رومنسي ولم تكن بمفهوم رواية+١٨وهي لم تكن من هذا النوع ارجو تفهم الامر......)
______________________________________
تسارع أنفاسه بشدة وهو يتطلع على حياة بنظرات
تكاد تحرك فوائدها.... ماذا فعلت...
من اين علمت بهذهي تفصيل الذي غافلاً هو عنها...
وجودها في هذهي اللحظة تجعله متيقن انها كانت
خلف الباب منذ فترة او منذ بدأ هذهي المسرحية
او ممكن من قبل بدء اي شيء كانت تعلم......
الأفكار تتزاحم داخله وزوبعات منها تدمر عقله...
لكن كانت ملامحه جامدة ....جامدة الى ابعد حد كان ماهر في اخفاء توهج أفكاره ومشاعره وكتمانها خلف قناع الجمود وثبات........
انزل عينيها من على وجه حياة..... لينظر الى ريهام
لم يسألها عن حقيقة ماقالته حياة.... فهو نسج الاحداث ببعضها ليظهر امام عيناه اجابة كان يشك
من وجودها ويكذب عقله الذي أوله الاجابة بدون
ابتذال مجهود في تفكير..... ولكن حياة اكدت استنتج عقله...... ظل يبعث لريهام نظرات حانقة غاضبة لا بل يتمذج معها الاشمئزاز ولتقزاز الذي
يثير للغثيان الان منها..... قال لها بسخرية....
"تعرفي اني عايز ارجع من كمية الأرف الا عرفتها عنك....... "
نظرت له ريهام بخوف....... ولم تعقب على حديثه او
تقطعه فقد أصبح جسدها هش امام همجية سالم
عليها وعلى وجهها الذي لا تشعر به.....
نظرت لها حياة بشفقة.... ولكن الخوف تربع داخلها
من مافعل سالم بها.... لاتعرف انه بهذهي الوحشية
حين يفقد ثوابه لا تعرف !....بلعت مابحلقها
بخوف ونظرت الى سالم الذي اكمل حديثه وهو
ينفث سجارته وينظر لريهام ببرود.....
"انا بصراحه مش حبب اوسخ ايدي اكتر من كده... فكفايه عليك الى خدتيه مني مع ان مش كفاية خالص على عمايلك السواده معايا ومع مراتي وغيرتك وحقدك الى للأسف خلوكي شبه
شيطانه.... "
ثم صمت برهة وهو ينظر لها ببرود وينفث سجارته بثبات بارد لا يناسب الجو الملتهب بنيران حولهم...
ولكن هذهي هي شخصيته الامبالاة وبرودة واقناعة
آخره يجد تصنعها بماهرة...... خاطبها بحدة ومزال صوته هدأ بارد......
"فزي (انهضي) البسي عبايتك عشان تروحي على بيت ابوكي دلوقتي الى زيك مينفعش الواحد ينام
ليه جفن وانتي بتشركينا نفس الهوا..... "
هتفت حياة بعتراض وهي تنظر الى ساعة الحادي
عشر ليلاً .....
"بس ياسالم الوقت متأخر خليها الصــــــ..."
اخــــــرســــــي مش عايز اسمع صـــوتـــــك"
هدر سالم بها بحدة صارمة مزقتها من داخلها....
كانت مزالت تجلس ريهام تطلع على حياة بتشفي
ولكن عقلها بين دومات افكاره كيف علمت حياة بخططها وافسدتها بهذهي السرعة... لم تتحدث امام
احد ولم يكن في غرفة المعيشة غيرها هي وامها....
"ريم"هتفت داخلها بشك..... ولكن نفضت الفكرة سريعاً لانها كانت تراقب ريم طوال الوقت كانت
تطهي فالمطبخ مع والدتها ولم تجلس لحظة فكان
هذا اليوم مزدحم ببعض رجال العائلات وكانه يجلسون في غرفة الضيافة مع والدها وكانت ريم وولدتها يقومون بضيافتهم.....
فمن يترا الذي افسد خططي واخبر
حياة........ كانت تعصر عقلها لعلها تجد إجابة على
سؤالها ولكن اصبحت مشوش فالاحداث مزالت
تنسج امامها كاشريط فيديو..... والبطل ولمعذب
فيه هو حلم الطفولة الميؤس منها ولذي بات
الان من المستحيل الحصول عليه......
انتي لــســه قــعــده مــتــفزي غــوري من ادامي ...." صرخ بها سالم بجنون ..
ارتجف جسدها وهي تنهض بخوف من بطش سالم لها مرة اخره برغم الالم المبرح الذي يعتليها الى انها
حاولت التمسك قليلاً ارتدت عبائتها ببطء وتعب امامهم فهي اصبحت مجردة من الكرامة أمامهم..
ولاهم امام نفسها..... ليزيد الحقد ولغل إتجاه حياة
اكثر اشتعالٍ للانتقام منها ومن سالم الذي وللأسف
جعل منها بعد إهانته وهمجيته الغير متحضرة
معها..... حطام انثى كرامه تمزقت الى شظايا حادة
وحدتها ستجعلها تصيبهم بتأكيد ....
وجدت سالم يغلق الهاتف وهو ينظر لها قائلاً
ببرود.....
"جابر هيجي يوصلك لحد البيت.... ومتفكريش ده اكرامن ليكي.... لاء ده عشان شكلي ادام النجع ولناس ....."
خرجت من غرفة المكتب وهي تسحب قدميها بقوة
لمهاجرة هذا المنزل ولكن ستعود يوماً عن قريب للانتقام من كلاهما وكلن منهم له نصيب مختلف
عن الآخر..........
ذهب سالم واغلق الباب بالمفتاح.....
تطلعت عليه حياة بخوف من وجهه الاحمر القانٍ
وعيناه المظلمة بطريقة مخيفة.... وعضلاته التي تشعر بالتواءهم بغضب وعصبية مفرطا..... وصل امامها ومسك معصمها بقوة قال ببطء وتوعد .....
"ايش عرفك ان لعصير كان فيه منشط... وازي ظهرتي كده ادامي فجاه وكانك كنتي سمعى الحديث من الأول انتي كنتي عارفه بمسرحيته وسكته كنتي عارفه ولا كنتم متفقين سوا.......
ردي عليه سكت ليه "
ارتفع صوته بغضب وانفعالٍ لم يقدر
السيطرة على نفسه امام هدوءها وعيناها التي تطلع عليها بصدمة من حديثه الجاد......
ردت حياة بصدمة من ظنه المشين بها
"انت بتقول إيه متفق معها ازاي.... وليه هعمل كده "
مسك كتفها بين يداه وبدأ يهزها بغضب...
"امال عرفتي منين وزي ظهرتي فجأه كده وتكلمتي
بكل هدوء وكانك كنتي سمعى الحوار من بدايته ومكنتيش مصدومه من وجودها معايا بشكل ده... "
بلعت مايحتل رقتيها بمرارة حديثه وغضبه عليها
ردت عليه بهدوء عكس خوفها منه....
"انا اتفجاة بالموضوع زيك.... لم عرفت من ريم... "
ريم...... "هتف بعدم فهم.....
اااه ريم كلمتني وحكتلي ان..... "
قصة عليه مكالمة ريم........
وبعد انتهى حديثها وهي تقول
"وساعتها غيرت العصير ورميت الى كان فيه الحبايه.. "
ظنت ان بعد هذا الحديث سيشعر بندم من ظنه بها
وممكن ان يعانقها ويتمنى ان تغفر له انفعاله عليها وظنه المشين بها..... ولكن انصدمت من ردة فعلة....
نظر له سالم وابتسم بسخرية
"بجد شابو يامدام حياة....... بجد شابوه ليكي تصدقي عجبني اوي تفكيرك...... "
تطلعت عليه بعدم فهم من هذهي السخرية والاستهانة بحديثها ...
"انت بتكلم كده ليه..... مال يعني تفكيري.... "
عقيم....... "هتف بهذهي الكلمة وهو يجلس امامها بهدوء على مقعد كبير يناسب جسدها وهالته الرجولية.....
عقيم..... تفكيري عقيم ازاي يعني.... "حروفها كانت
ضائعة وهي تسأله......
نظر لها بتمعن ثم قال ببرود....
"اكيد لو مش تفكيرك عقيم.... مش هتعملي الفيلم الهندي ده كله..... كان ممكن اوي ياهانم تحكي ليه عن مكالمة ريم...... بدون ميوصل الموضوع لكده
بدون ماريهام تظهر ادامي بشكل ده وحضرتك وقفه
ورا الباب بتسمعي جوزك هيتصرف ازاي مع واحده
بتعرض جسمها عليه ببلاش...... "
انفعالة من تلميح حديثه ولكن ردت عليه بصدق
"انا عملت كده عشان تعرفها على حقيقتها عشان
خفت احكيلك مكلمة ريم تكدبني..... "
وضع رأسه في لارض ورد عليها وهو في نفس الوضعية......
"مش بقولك تفكيرك عقيم...... طب وبنسبه لوجودها
معايا في المكتب وعرضها الجبار ليه ...تفتكري رفضت عرضها بقلة ذوق ولا بشياكه..... "
ارتجفت شفتيها واحمرت عينيها من دموع تحرقها بدون نزول وكانها تعذب مقلتيها مثلما يعذب سالم
قلبها بحديثه اللعين..... همست باسمه ليتوقف
"سالم....... "
نهض وكد حضر الانفعال في كل خلايا به ليهتف بحدة مزقتها......
"سالم إيه ..... لا سبيني اكمل سبيني اقول ان
مراتي مش فارق معاها وجود واحده في مكتبي بتعرض جسمها عليه بدون مقابل ..مع العلم ان مراتي على خبر بكل حاجه .....لاء ولا موضوع الثقه الى مش قادره تستوعبها اني بثق فيها وبصدقها ...مزالت
خايفه من اني اكدبها ......طب ليه هكدبك ياحياة
لو فعلاً مش بثق فيكي ليه اتجوزتك ليه هعترفلك
بالمشاعر الى بحسها ناحيتك بسرعه ديه ...لو فعلاً مش بثق فيكي وهكدبك.....ليه خليتك كل حياتي وتمنيتك ام ولادي ......دا انا حتى مش بقولك غير ياملاذي "
ضحك بسخرية....
"وفي لاخر بتقولي خايفه تكدبني....و زعلانه من اني
بقول على تفكيرك عقيم بالعكس دا انا اختارت الكلمه
دي افضل من كلام تاني ممكن يوجعك ...."
حمل جاكت بدلته وارتداه وهو ينظر لها قال بخشونة
وامر......
"اطلعي نامي .....عايز ارجع مشوفكيش في وشي
لاني بجد خايف افقد اعصابي وافقدك معها
الى عملتي مش سهل يمر ياحضريه مش سهل.....
يمر "
خرج وتركها بعد ان رمى تحذيره المخيف عليها ..
لتقف صامته كاجسد بلا روح..... وروح هو المعذب المهدد لها الراحل الان امامها ......
................................................
ادخلي يابت .....ينهار اسود مين الى عمل في وشك
كده ياريهام....."هتفت خيرية بهذهي العبارة وهي
تجلس بجانب ابنتها على حافة الفراش.....
"اوعي يكون سالم الى عمل فيكي كده...."
اومات لها بسخرية ....بمعنى (ومن غيره)
خبطت خيرية على صدرها بغضب
"وليه يعمل فيكي كده ابن زهيرة ....طب ويمين
بالله ماانا......"
قاطعتها ريهام قائلة بضيق
"وطي صوتك يامااا لو ابوي صاحي وشافني كده هيبقى فيها سين وجيم ومش هخلص ساعتها
هقوله إيه وقتها....."
مسمست خيرية بشفتيها بامتعاض ومزالت تحتفظ
بغضبها من سالم من ما فعله بوجه ابنتها....
"لازم ابوكي يعرف لازم يعرف عمايل ابن اخوه .."
ولم يروح يسال سالم لي عملت كده في بنتي
ساعتها سالم هيقوله من غير خشا على كل
حاجه ...."
هتفت خيرية بيقين
سالم مش هيفضحك انتي بنت عمه...."
بس هيفضحني ادام ابويه ووليد لانهم اهلي واهله
وانا مش مستعده لحاجه زي ديه ...."هتفت ببرود
لها.....
خبطت خيرية على فخذيها بغضب قائلة
"ااه ياناري ....هموت وعرف مين بس الى قال لي بنت الملاجئ دي على الموضوع دا احنا لسه كلامنا في مبردش....كلمتك بنهار وكنتي بتنفذي بليل مين بس الى قالها ولحق بسرعه ديه....."
اغمضت ريهام عيناها بتعب وهي تتحدث لانهاء النقاش فجسدها اصبح ثقيل ولا تشعر بنفسها
بعد هذهي اليلة اللعينة......هتفت بحقد وتوعد
"مش عارفه ياماا...ومش عارفه افكر دلوقتي بس مين مايكون مش هرحمه ....ام بقه سالم وبنت الحرام الى متجوزها ...فا انا هاخد طاري منهم
قريب......... بس الصبر جميل......"
...................................................................
بعد مرور ساعتين في ركوب الخيل في صحراء الكاحلة مع هذا الجو البارد ليلٍ ......دخل من
بوابة القصر بجسد ثقيل متعب ...ولكن رغمٍ عنه
يفكر في هذهي العنيدة الغبية ....غبية وستفقده
يوماً بسبب هذا الغباء الذي تحيا به .....ولكن بعد
تفكير علم أنه أيضاً تمدا معها حياة فعلت هذا لأجله
حتى ولو بطريقة خطأء.. ولكن فعلت هذا لي ابعاد
ريهام عنه وان يكتشف حقيقة ابنت عمه الواضحة
من يوم ان وقعت عيناه عليها ولكن كان يكذب...
حياة أخطأت ولكن على حسب تفكيرها قدمت..
ابتسم ببطء حين تذكر صدمتها بعد ان قال عنها
عقيمة التفكير..... يعلم انها كانت تود عناق حنون
وكلمات شغوفة مواساة حانية منه بعد ان علمت
بحقد ريهام لها وترتيبها البشع لحدثة الدرج
كان يود ان يحتضنها ويهمس لها بحنان لتنسى
وترضى....ولكن كان يجب ان يقسى عليها حتى
تنهي فكرة قلة الثقة هذهي وتستبدلها بثقة التي لم
تنتزع من صدره أبداً مداما العشق بينهم قائم .....
كانت تجلس على الفراش تبكي بدون توقف ..
تلوم نفسها وعلى تفكيرها... سالم محق كان من الممكن إصلاح كل شيء بدون ان تترك ريهام تقترب
من سالم وتعرض نفسها عليه ولكن.. سحقاً سرعة
تفكيرها توصلها لكلمة سالم الجارحة
(تفكير عقيم) هو ليس تفكير فقط حتى قلبي كان
عقيم فالم يمنعني من اجل الحب ولغيرة... او ممكن
ان يكون كان معارضاً الفكرة وانا من لم استمع له...
"غبيه ياحياه........ غبيه..... "
هو انتي فعلاً ساعات بتبقي غبيه... لكن للأسف
اجمل غبيه...... "كان هذا صوت سالم وهو يجلس
بجانبها على حافة الفراش.... لم تشعر بوجوده حين
دلف الى الغرفة الي هذا الحد كانت شاردة...
"سالم انا..... "
وضع أصابع يداه الرجولية على فمها قال بحنان
"بس ياحياه مش عايز اسمع حاجه..... "
مرر أصابعه تحت عيناها .... قال بهدوء حاني...
"ليه كل العياط ده..... عينك أحمرت ..انتي عايزه تحرميني اني اشوف لونهم ولا إيه.... "
انا آسفه....."قالتها حياة وهي تنفجر باكية....
طب تعالي ياملاذي ..... "
سحبها الى أحضانه بحنان وهمس لها
بحب ....
"ممكن ننسى الموضوع الرخم ده... ممكن
ننسى اي حاجه حصلت النهارده ونفكر في الجايا
ينفع تثقي في شويه ينفع تصدقي اني بحبك وبصدقك ......وبثق فيكي ..... "
ردت عليه وهي تضع وجهها في احضانه كاطفلة
الصغيرة التي تشكي لوالدها وجعها....
"ولله ياسالم انا بحبك اوي وبغير عليك اوي... بس
خوفت متصدقنيش عشان كده عملت كده بس انت
عندك حق انا غبيه..... "
انتزعها من أحضانه ببطء لمواجهة عيناها الحمراء موبخها بلطف....
"ممكن تبطلي تقولي على نفسك كده... انتي مش غبيه ياحياة انتي متسرعه... متسرعه في تفكيرك
وفي رد فعلك عشان كده ساعات بتبقي ... "
غبيه قولها مخلاص انا معترفه.... "قطعته بتزمجر طفولي مضحك لا يناسب احمرار وجهها من أثر
الحزن والبكاء.....
ضحك وهو يمرر اصابعه مره اخره تحت عيناها بحنان ابوي ...نعم وما الغربة في كتابتها في النص فالحبيب الحنون والعاشق الصادق في عشقه هو لحبيبته لأب.....ولاخ ....والصديق .....ولحبيب...
واخر شيء الزوج الحنون ......
قال سالم بحنان
"انتي فعلاً غبيه بس غبيه بطعم الكريز.... "
فغرت شفتيها ونسيت حزنها ...متسائلا بعدم فهم
"يعني إيه..... "
حملها فجاة..... وهو يقول بامر خشن مسكر على مسامعها....
"تعالي اغسلك وشك لاول..... وبعدين افهمك انتي
ازاي غبية بطعم الكريز..... "
ابتسمت وسط طياط حزنها.... لتقسم داخلها ان الحياة بدون سالم ....مثل الدنيا بدون هواء
بنسبة لها!...
.............................................................
بعد مرور شهر.....
كانت تقف بسنت وخوخة في شرفة غرفة خوخه
"ها نويتي على ايه..... "سالتها بسنت
اجابتها خوخة ....
هكلمه بكره الصبح وهروح تاني يوم يكون حضر
الفلوس الى هطلبها منه..... "
تطلعت بسنت على هذا الرجل من خلال وقوفها
في هذهي الشرفة الصغيرة.... التوت شفتيها بشك
وبدون ان تظهر اي تعبير على وجهها قالت بسنت
بهمس وشك....
"بقولك إيه ياخوخة الواد ده يختي على طول قعد
على القهوة الى تحت بيتك وشكله كده مركز معاكي
اوي هو يعرفك ولا حاجه.... اصل شكله مش
مطمني....."
نظرت خوخة بطرف عينيها مثلما فعلت بسنت حتى
لا تثير شك الرجل انهم يتحدثون عنه...
هتفت بتوتر بعد ان اختلست نظر له....
"شكل فعلاً جديد على الحته ..." ثم هتفت بعدم اهتمام بعد ان استنتجت من تفكيرها انها ليس لديها
اعداء لمراقبتها وفعل شيئاً ما لها
استبعدت الفكرة...... وقالت بسخرية....
"فكك يابسنت يمكن واحد من المقطيع الي مش فلحين غير في لقعده على القهوي ومرقبة الرايح ولجاي تعالي جوه يابسنت نتكلم عشان عايز
اشيلك امانه.. "
جلست بسنت على الفراش وهي تطلع عليها
"في ايه ياخوخة امانة ايه الى بتكلمي عليها... "
فتحت خوخة خزانة ملابسها واخرجت منها فلاشة
"خدي يابسنت الفلاش ديه عليها تسجيل وليد صوت
وصوره وهو بيعترف انه هو الاقتل حسن اخو سالم
خليها معاكي...... "
مسكتها بسنت بعدم فهم متسائلا....
"اخليها معايا ليه انتي مش رايح لسالم ده كمان يومين وهتكلميه بكره...... "
ايوه..... بس.... "صمتت خوخة لبرهة
وقالت بخوف يعتليها
من اكتر من اسبوع ولا تعرف سببه...
"انا خايفه شويه وحسى ان ممكن يجرالي حاجه
عشان كده بامنك امانه لو حصلي حاجه قبل موصل
لبيت سالم شاهين..... ابعتي انتي ليه الفلاشه ديه
وخدي الفلوس قسميها عليكي وعلى امي
وخواتي ....."
تسلل الخوف الى قلب بسنت وساد الصمت بينهم
للحظات .... ولكن حاولت ان تتحدث بسنت معها بمزاح ملطف الجو المرعب من حديث صديقتها
عن الموت....
"بطلي نكد ياخوخه.... دا انتي هتعيشي اكتر مني ياهبله وانتي بنفسك الى هتصرفي الفلوس ديه وتنغنغي اخواتك وامك ....دول نص مليون
جنيه..... "ابتسمت بسنت لها بمشاكسا ...
ابتسمت خوخة بحزن.... وهي تضع الفلاشة في يد
صديقتها وتطبق يد بسنت عليها بيدها....
"محدش ضامن عمره..... خليها معاكي
احطياتي ......يتبع