روايات حديثة

رواية الداغر الحلقة الرابعة

الحلقة 4. امنية

يتناولون الطعام بهدوء لم يخلو بالطبع من مشاكسات رامى مع خالته والدة داغر فى حين كان هو شارداً بحديث سابق دار بينه و بين قائده بالمركز

فلاش باك

بمديرية امن القاهرة

داغر بدهشة : حماية ؟؟؟؟

اومأ قائده الاعلى و الذي استدعاه خصيصاً اليوم بعد وصول خبر فشل الاطباء فى انقاذ طارق

عماد ( قائده ) : ايوة ..طارق مات ... حاولو معاه بس ربنا اراد .... و انت عارف انه كان متوصي عليه من ناس كبيرة اوي و مش هيسيبو اللى عملها ينفد منها .... طارق كان مهم اوي ليهم و هى خسرتهم كتير

داغر : بس ياباشا دي .........

عماد : عارف انها مريضة نفسية و ده اللى خلاها تتعفي من اى اجراء ممكن ناخده ضدها .... ده غير انه يعتبر دفاع عن النفس

داغر بجدية : و المطلوب ؟

عماد : حمايتها ... و بأي طريقة .. دي خلاص بقت مسئوليتك... اكيد مش هنسيبهم يئذوها و كله هيبقى بسببنا

شرد الاخر عدة لحظات قبل ان يومأ ومن ثم ادى تحيته لسيده منصرفاً بعدها الى مكتبه .

نهاية الفلاش باك

استيقظ على هتاف والدته به ليكمل طعامه و الذى توقف عن تناوله نظراً لشروده

اومأ لها بابتسامة قبل ان ينهض فجأة هاتفاً

داغر : الحمد لله شبعت يا امى و ارجوكي متضعطيش عليا .......... هتف بجملته الاخيرة ليقطع احتجاجها و من ثم وجه حديثه لرامي .............. وانت خلص و حصلنى على اوضتى عايزك فى موضوع مهم

اومأ رامى بهدوء ليردف وسط تناوله للطعام

رامى : هتلاقيني فى ديلك

ليتجه هو ببطئ نحو غرفته ......... فور دخوله للغرفة تحرك ليجلس على الفراش يفكر بأمر ما ليقطع تفكيره بعد عدة دقائق دخول صديقه يهتف بمرح

رامي : خير يا ابن خالتى ......... منظرك ميطمنش و شكلك ناويلى على نية زى الزفت .......... اشجيني

تنهد داغر بضيق ليمسح على وجهه بكفه و من ثم اردف بثبات

داغر : تاج .............. عايز اعرف اصلها و فصلها ........ وانت اللى هتساعدني

حدق به رامي بعدم استيعاب ليردف

رامى: تاج مين ؟ و اصل و فصل ايه؟

ذفر الاخر بنفاذ صبر

داغربتحذير: فوق معايا شوية .... تاج اللى قتلت طارق .. المستشفى ...... هااا فاكرولا عايزنى افكرك بنفسي

رامي وقد استوعب عن من يتحدث صديقه

رامي: طب مين و فهمناها ... عايز تعرف عنها كل حاجة ليه؟

تحرك داغر من مكانه بعصبية ليردف

داغر : واحدة مكلف بحمايتها يعنى طبيعي استفسر عن كل حاجة تخصها و هى زي ما قولتلك فاقدة الذاكرة

حك الاخر ذقنه بأنامله ليردف

رامي : ايوة برضو هعملها ازاى دي ..... يعنى واحدة فاقدة الذاكرة ومش فاكرة غير اسمها ... معهاش اي اثبات شخصية ولا حتى بطاقة يعنى مش هتبقى متسجلة فى قاعدة البيانات ...... قولى بذكاءك كده هعرف اى حاجة عنها ازاى؟

داغر بتفكير : هقولك .... فى فكرة فى دماغى كده لو نفعت ... احتمال كبير نعرف منها حاجة

رامى بانتباه : فكرة .... فكرة ايه دى ؟

بفيلا ظافر البشري

كان يجلس خلف مكتبه يحدق بالفراغ ليهتف بضيق

ظافر بانزعاج : وبعدين يا نضال مع اللى اسمه داغر ده ... مش سايبنا فى حالنا و عمال يدور و يدعبس ورانا ...... اخرتها ايه ؟

نضال بثقة : يا باشا ما انا اقترحت عليك اكتر من مرة نخلص منه و حضرتك اللى رفضت ...... مش فاهم ايه سر رفضك ده ؟

ظافر : هنفتح العيون علينا

نضال : مين قال كده ... كله هيبقى فى السليم ومحدش هيجيب سيرة معاليك فى الحوار كله

ظافر : مش بالسهولة دى يا نضال .... لو كان الموضوع سهل كده كان تامر الحسيني نجى بعمره

نضال باعتراض : ما انت عارف يا باشا انه مش هو ال.............

ظافر : بس وقع فى ايده و مش هيهداله بال الا لما يوقعني انا كمان ........ هو عارف انى كنت الشريك الاساسي لتامر وانى كنت السبب فى موت ابوه ... و اللى زي داغر دول مش بيرحمو ولا هيهدو الا لما ياخدو بتارهم

نضال : طب و العمل ؟

ظافر بوعيد و مكر : هو اتخطى حدوده فى الفترة الاخيرة وفاكر نفسه سبقنا بخطوة ...... انا بقى هرجعه بدل الخطوة دى ألف

بعد اسبوع بالمشفى

داغر بسخرية : هو انا كل ما اجيلك الاقيكي بتاكلى ؟ ........ نفسي افهم بتودى كل الاكل ده فين وانتى بالحجم ده

قاطع تناولها وجبتها بسلام صوته الساخر لتجفل اثر المفاجأة ومن ثم ترفع حدقتاها سريعاً عن الطعام باحثة عن مصدر صوت ألفته فى الفترة الاخيرة وسرعان ما انفرجت شفتاها و كشفت عن ابتسامة واسعة فرحاً بقدومه لزيارتها

وقف للحظات يتأمل استجابة اعتادها منها بالفترة الاخيرة والتى تكررت خلال زياراته المتعددة لها لتعتاد هى على وجوده فى حين ازداد هو تعلقاً بها فمنذ مقابلتها بالواقع بعيداً عن احلامه اصبح لا يكتفى برؤيتها فى منامه كما كان فى السابق .... تنهد بهدوء ومن ثم سحب كرسي واقترب منها بجلستها على الفراش فى حين تعلقت عيناها بكل حركة وصوت يصدر منه

داغر بابتسامة : عاملة ايه النهاردة ؟..... كويسة ؟

ظلت تحدق به بابتسامة بلهاء ثم وبعد ثوان قليلة اومأت على استحياء ليتنهد هو بتعب

داغر بحزن : لسة برضو مش هتتكلمي .... الدكتور بتاعك قالى انك معندكيش اي مشكلة فى النطق وان انتى اللى مش عايزة تتكلمي ......... عايز اسمع صوتك .... ممكن ؟؟

ابتسامتها اختفت ليحتل محلها ملامح العبوس والحزن .. تقلب شفتاها الى الخارج بصعوبة هاربة بعيناها الى اللامكان ليتنهد مرة اخرى بيأس ويردف محاولاً تخفيف حدة الجو

داغر : تاج

عادت بأنظارها نحوه تطالعه باهتمام و شغف طفولى رسم البسمة على محياه

داغر : انا مش هغصب عليكي دلوقتى انك تتكلمى لكن وعد منى انه لو حصل و حاولتى ..... هنفذلك اي حاجة تتمنيها مهما كانت

تعلقت عيناها به بحماس لتتسع ابتسماتها تنظر نحوه بشك ومن ثم التقطت دفترها تسجل به شيء ما ثم قدمته نحوه

" أى حاجة مهما كانت؟ "

هذا ما خطته بقلمها لينظر نحوها بدهشة

داغر : ايوة اى حاجة ... ثم اردف بغيظ .... بس واضح انك معندكيش اى نية للكلام و الدليل انك لقيتي وسيلة للتواصل اهو

ملوحاً بدفترها فى الهواء لتلتقطه منه فجأة و تعيد كتابة شيء ما مرة اخرى

" هحاول ... أوعدك .. لان عندى امنية نفسي احققها "

قرأ ما دونته لينظر نحوها بحنو

داغر : وانا عند وعدى لو حصل و اتكلمتى ... اطلبي و اتمنى وانا عليا انى انفذ ... ثم اكمل بمرح .... ها بقى يا بيكاسو ... رسمتى حاجة النهاردة ؟؟؟

اومأت له بسعادة ومن ثم امسكت بدفترها تقلب به بسرعة لتأتى برسمة اليوم لكن اوقفتها يده على احدى الصفحات ليتأملها بدهشة

وجه رجل يبدو فى اواخر العشرينات ملامحه ليست مرسومة بإتقان نظراً لكونها هاوية لا اكثر لكن يمكن التعرف على الشخص من الرسمة



اومأت بهدوء ليكمل متسائلاً

داغر : مين ده ؟

ظلت تحدق به للحظات قبل ان تدون اجابتها

" معرفش فجأة لقيت نفسي برسمه "

تعجب لجوابها ذاك لكن بعد تفكير بسيط ادرك انه ربما يكون شخص ما قد تعاملت معه بالماضي .... نظر نحوها ليجدها تحدق به بتوتر فرسم ابتسامة هادئة و اردف

داغر : مورتنيش بقى رسمتي ايه ؟

قاطع حديثهم رنين هاتفه لتنتفض فزعاً من صوت غير معتادة عليه ..... احاط كفها بكفه كرد فعل على فزعها مطمئناً اياها

داغر بحنان : اهدى اهدى ده صوت موبايلي

هدأت قليلاً تنظر نحو كفه بتوتر لم يلحظه ليسحب يده و يجيب الهاتف بجدية مفاجئة

داغر : الو

رامى : داغر ... انت فين ؟

داغر : مشوار .. خير ؟

رامى : ليك عندى اخبار انما ايه ..... هتبهرك

داغر : بخصوص ؟

رامى بتهكم : البرنسيس تاج

حول انظاره نحوها ليجدها تطالعه بابتسامة بادلها بأخرى بعدها نهض من جلسته مودعاً اياها على وعد بلقاء قريب

خرج من الغرفة مغلقاً بابها خلفه ومن ثم القى بأوامره على افراد حراستها و الذين امر بتواجدهم بالفترة الاخيرة على باب غرفتها لحمايتها ... انتهى من سرد اوامره ومازال رامى ينتظره على الجهة الاخرى من الهاتف ....... رفعه لاذنه و اردف بثبات

داغر : انت فين ؟ فى البيت ولا المكتب ؟

رامى بجدية : لا فى مصنع الحاج القديم

داغر : مصنع ابوك ؟ ...... خير؟

ألقى رامى نظره بأرجاء مصنع مهجور منذ زمن .. تحديداً نحو شخص مقيد بإحكام بكرسي خشبي .. يهمهم بكلام غير مفهوم اثر لصاقة وُضعت على فمه

رامى بغموض : معايا ضيف و عنده كلام مهم ليك .... مستنيك متتأخرش ... سلام

داغر بدهشة : سلام

وصل داغر بعد فترة الى المكان المنشود ليدلف بهدوء و يرى المشهد امامه ليصيبه الذهول

داغر : انت عملت ايه ؟ ومين ده ؟

حدق بالرجل بتركيز ..... يشعر ان ملامحه مألوفة الى حد ما .... ليدرك فجأة ان ملامحه هى نفسها ملامح الرجل برسمة تاج لتتوحش عيناه و يدرك وجود علاقة تربطه بها

رامى بابتسامة : اعرفك .... عمر

داغر بغضب و عصبية : هو انا هسحب منك الكلام ما تنطق يا زفت مين ده و هبب ايه عشان تربطه بالمنظر ده ؟

رامي بغيظ : زفت ؟ بقى ده جزاتى ...... ماشي انا كنت عارف انى دى هتبقى اخرتها

داغر : يوووه انطق و وقول مين ده لحسن و ربي ل...........

رمي : خلاص خلاص ...... ده يا سيدي يبقى اللى لقى تاج مصابة ونقلها المستشفى

داغر بدهشة : ايه ؟.... انت بتقول ايه ؟

رامي : لا وخد دى كمان ......ثم قطع حديثه ليردف ..... ولا اقولك خليه هو اللى يبلغك بنفسه .... اه انا مش مستغنى عن نفسي

توجه داغر بنفاذ صبر نحو الرجل المقيد ليزيل اللصاقة عن فمه

داغر : انطق قول لقيتها فين و تعرف ايه عنها

عمر بخوف : يا باشا انا معرفش حاجة .. كل الحكاية انى لقيتها و نقلتها المستشفى ... بس كده

رامي بعصبية و صراخ : ولا ... انطق و قول اللى قولتهولى من شوية بدل ما اعلقك مكانك هنا .... انطق

نفذ صبره ليستل سلاحه من مكانه موجههاً اياه نحو رأس عمر ليهتف بنفاذ صبر

داغر : هاااا هتنطق ولا اطيرلك نافوخك

عمر برعب : هنطق يا باشا ......... اااااااا .... هى .. تبقى تاج هانم بنت الباشا اللى كنت شغال عنده و اتصابت برصاصة طايشة وآ.....

داغر مقاطعاً : باشا .... باشا مين ؟ ...... اسمها تاج اييييه ؟ انطق بدل ما..............

بلع ريقه و بلل شفتاه بتوتر ليكمل مقاطعاً تهديد داغر

عمر : تاج ...... تاج تامر الحسيني ..... بنت تامر بيه الحسيني

............................

يتبع ..........
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-