جديد

رواية ‏عشق ‏من ‏رحم ‏الحياه ‏البارت ‏الثامن

#عشق_من_رحم_الحياة
##احببت_نقاء_قلبه....
#البارت_الثامن
_______***______*****______&&&


تنظر مريم لخالد ووالدته بكبرياء وايباء ،رافضه كل كلمه تحدثو بها عن صهيب، ليس لمرضه ولكن لوصفه بالعبيط والمجنون، لتحدث نفسها كيف لأناس متعلمين يعلمون جيدا ما المرض الإ إبتلاء من الله لنعرف فضله علينا، ونحمد ونشكره لأنعامه علينا بنعمة الصحه والعافيه، وكذلك ميز الاصحاء منا بالعقل والحكمه كي نفرق بين المرض الذهني والمرض العقلي ،هولاء القوم من صفوة المتعلمين ورغم ذلك يتهكمو ويسخرون من انسان ابتلاه الله بهذا المرض الورثي اللعين، وكم ابتلاءه بالمرض ،ميزه بقلب نقي لا يعرف شرور النفوس"
ترفع وجهه لهم بشموخ هاتفه بتصميم "
للاسف يا خالد انا غلطت لما اتصورت انك الزوج المناسب لي انا كنت زوجه صهيب علي سنة الله ورسوله مش في الحرام واللي كان بينا شرع الله ،لا انت ولا والدتك ليكم الحق في التقليل من شأن زوجي بوصفه بالعبيط او هضم حقه الشرعي في، لتضع يدها علي بطنها وتزفر بالم"
انا مقدرش ارتبط بيك حتي لو انفصلت عن صهيب لاني عمري ما هقدر اكون زوجه لغيره، غير لما يطلقني هو بنفسه وبطلان زواجي منه باطل ، لتنظر لابيها بكل حسم قائله"


لاني كنت زوجه شرعيه لصهيب أسمآ وفعلا بكل ما تحويه الكلمه من معني اسفه ليكم زيارتكم انتهت لعدم جدواها لاني ساظل زوجه وفية لزوجها المريض، الذي هو في اشد قمة أحتياجه إلي، انا اسفه اللي عندى قلته وكده الكلام انتهي تقترب من خالد وتخلع خاتمه من اصبعها وتضعه في يده بكل برود وهدوء تحسد عليه وتستدير علي عاقبيها خارجه ......!!!
تتركهم وتذهب لغرفتها لشعورها بمغص شديد يقطع احشاءها
ليجري وراءها خالد يريد ان يلحقها ليستفسر عن حقيقة ما قالت لكن والدته تمنعه وتقف امام ابيها سالم قائلة بتهكم"
بنتك كذبت عليك وعلي ابني، وكانت علي استعداد تكمل لحد ما ندبس فيها، لكن ربنا كشف سترها، احنا ميشرفنا نسبك ،اما ابني هجوزها اللي تستاهله وتشرف مركزه مش زي بنتك كذابه،لتطلب من ابنها ان يلحقها، ويسبقها زوجها بعد ان القي نظرة استحقار علي سالم ، محذرا ابنه من عصيانه لو قبل بها بعد ما قالت لهم صراحتنا انها كذبت ،وانفضح سر زوجها"
يقف خالد امام ابيها المذهول من حديث ابنته غير مصدق ما قالت مريم عن اتمام زواجها من صهيب ليهتف أبيها بحسره "
روح يا خالد مع أهلك،بنتي مبقتش تنفعك وأي كلام هتقوله او تزيد عن اللي قالوه اهلك ، لا هيقدم ولا هيأخر ، جواز بنتي من ابن عمها امر واقع لازم اقبله واشوف الطريقة المناسبة
للخلاص منه، روح يا خالد ربنا يعوضك ببنت الحلال اللي تناسبك وتناسب مكانتك ومركزك الدبلومسي
يطأطأ خالد رأسه حسرة وألما لجرح كرامته قائلا بحزن قاتل"
ياريتها صارحتني كان اهون عليا من اهانتي قدام اهلي بالشكل ده ،أنا ممكن اتقبل زاوجها لأني عارف الوضع اللي اتحطت فيه،وكنت هتجوزها لو اتطلقت مهما حصل ،لكن بعد معرفة أهلي مستحيل يقبلوها لانها بنظرهم لا تناسبني ولا تناسب مركزى الاجتماعي ومكانتي الدبلومسية، انا حزين لخسارة مريم، لكن هي اللي باعت احلامنا ومستقبلنا سوا بكذبها عليا، انا اسف يا عمي كنت اتمني اكون زوج لبنتك وابن ليك لكن كل شئ قسمه و نصيب سلام"
يسلم عليه مودعآ ليتركه مع صدمته في ابنته تعصف به الي الجنون ليدخل مندفع إلي غرفتها ناظرآ إليها بغضب"


انا عايز افهم ايه اللي قولتيه دي ، وامتي وازاي تم زواجك من صهيب وليه يا مريم ليه تعملي في نفسك كده "
تنظر مريم لابيها بروح التحدى والتصميم مع شعور بالرضا والفخر يتملكها قائلة له بهدوء"
بابا انا قولتلك تاني يوم رجعنا من الصعيد ،انك اتسرعت في رفع قضية بطلان الزواج، وانت اللي مسالتنيش ، كان صعب عليا اقولك بصراحه اني بقيت مرات صهيب، "
يجلس ابيها بجوارها واضعآ راسه بين يداه حزنا وكمادا ،علي ما إلت اليه الامور مع ابنته ليصيح فيها معنفآ "
ليه يا مريم ازاي سمحتي بكدة، صهيب باعاقتة استحالة يفكر يقيم معاكي علاقة زوجية،او يفكر فيها يعني مكنش في اجبار انت اللي رضيتي توهبيه نفسك بمزاجك ، لا وكمان شجعتيه وساعدته اوعي تنكري لاني عارف حالة صهيب كويس ومتأكد عدم معرفته بمعني الحرفي للزواج والقيام بمهامه الزوجية كم ينبغي غير بمساعدة زوجته ،لكن اللي عايز اعرفه منك ليه قبلتي أنه يكون زوجك وليه خبيتي عني انطقي"
تتنفس مريم بعمق ،لتنظر لأبيه الجالس بجوارها واجمآ متجسد علي محياه بوادر شفير الأنهيار لفاجعته فيها ،
لتهتف في أبيها بخفوت "


ايوة يا بابا انا اللي شجعت صهيب،ليقيم بمهامه الزوجية معايا انا ماذنبتش او غلطت هو جوزي وانا مراته بشرع الله ، اسفه يابابا اني عملت كده بس كنت لازم اعوضه عن خيانت ليه "
يلتفت إليها ابيها محدقآ بها بقوة ودهشه غير مصدق ان ابنته ذو الاخلاق العالية والمثقفة من غير الممكن ان تقدم علي الخيانه ليسألها مستفسرا بألم"
انت بتقولي أيه يا مريم بنتي انا تخون مستحيل، ثم خونتيه ازي ومع مين وليه، انتي متجوزي صهيب بالغصب ،ايه يجبرك
تعيشي معاه وتخونه وتلزمي نفسك تعوضيه،بحياتك كلها
يمسكها من كتفها وبهزها بقوة وعنف"
انطقي يا دكتورة خونتي جوزك ليه ومع مين ، وليه تعوضيه بمستقبلك وحياتك والزمتي نفسك ليه ليا ، وكان الطلاق اسلم بس ده ميغفرش ليكي بنظري انك تتوصمي بالخبانه زي ما قولتي بعضمة لسانك ،انطقي ياا بنت الصعايدة ليه خونتيه
تبلع مريم أرياقها بصعوبة محدقه إلي ابيها بدهشه لتصيح"
بابا انا مش خاينه بالمعني الحرفي، لكني خونت احترامي لنفسي ولصهيب اللي بحمل اسمه حتي لو بالغصب، لو عايز تعرف أنا ليه عوضت صهيب وتممت زواجه مني هقولك"


بعد ما رجعت من عندك وعرفت مرض اذنه المزمن وبدانا العلاج ، بعدها خرجنا واشتريت ليه ملابس جديدة واخدت عهد علي نفسي اهتم بيه لانه محتاجني وفعلا كان وديع كانه طفل صغير زي الملايكه لكني اتصدمت بانه بيفهم وعارف اني كزوجه ليه مينفعش اكلم راجل غيره ،لانه لم خرج من الحمام لقاني بكلم خالد، اتصدم فيا وخرج من البيت يومين محدش يعرف عنه حاجه، بقيت هتجنن عليه لحد.ما جالنا خبر انه مرمي علي الطريق، خرجت ليه وجبته شوفت بعيني الالم اللي سببته ليه، حسيت اني قتلت روحه وطعنته بغدر بخيانتي ثقته فيا ، بعدها جينا علي البيت ورعايته لانه كان مصاب بالحمي، اليومين اللي غبت عنك فيهم ، ساعته طلبت منه السماح والعفو،وطلب منه هو الحنان والثقه، معرفش ازاي حسيت اني اخطاءت في حقه ، واصبح وواجب عليا امنحه الثقه فيا، كانت لحظة ضعف مني لشعوري بالذنب وعوضته بكل احتياجاته، حسيت معاه بالراحه والحرية ، انا وهبته نفسي يا بابا وكنت سعيدة ومرتاحه وانا معاه ، لان لقيت وياه النقاء والطيبه والحنان والاحتواء اللي مستحيل القيها في راجل بزمانا الحالي ، عشت معاها كزوجه لانه يستحق يتحب ويكون ليه اللي يراعاه ويخاف عليها من الوحوش اللي عايش معاهم، انا مكنتش عايزه اسيبه ليهم يا بابا لكني وبكل غباء غلطت تاني ودخل عليا وانا بكلم خالد مقبلش علي نفسه ، م من اني اعيش معاه بعد ما خونت ثقته تاني واحترامه كزوج ،رغم احتياجه ليا ،طردني يابابا ، وانا سبيتع رغم ثقتي انه تعبان من غير وولاد عمه هيهملو فيه اكثر من الاول "
وخبيت عليك خوفآ مش كسوف منك، خوفت عليك تتصدم ويجرالك حاجه تاثر علي صحتك و حالة قلبك ، لكني مش مكسوفه من اللي حصل بينا لانه جوزي حلالي، ولا زعلانه اني وهبته نفسه هو اللي خسارة فيا ، صهيب يستحق واحدة احسن منه تخاف عليه وترعاه وتستحق ثقته واسمه وشرفه
وترفع يداها الي ابيه لتحدثه إلي بتوسل "
ارجوك يا بابا حاول تساعدني انقذ جوزي منهم ، لازم اسافر الصعيد واكون جمبه بس قبلها نسحب القضيه لانها ملهاش لزمه انا عايزه اكمل حياتي مع صهيب ارجوك"
ينهض ابيها وقد اهلكه الحزن، يعد ان قضي علي ما تبقي له من امل في انقاذ ابنته من هذه الزيجه الغير مناسبه لها ولمستواها العلمي والعملي لينظر إليها بألم"
حاضر يا مريم هنقذ صهيب منهم لاني اولي برعايته، كابن اخ وليس كزوج ليكي، لكن طلاقك منه امر حتمي، كفاية انك ضيعتي بتهورك خالد الشاب الطموح الذي كان يتناسب مع مستواكي التعليمي وهيدفعك للامام بسبب مركزه المرموق"



قومي نامي دلوقتي والصبح لازم تجي معايا نسحب القضية، وبعدها نسافر علي الصعيد واجب علينا نوصل قبل الفرح،أهي طريقه نقدر ندخل فيها الدار بدون ما يشكو في رجوعنا بعد طرد صهيب لينا اهر مره" ،
بس عايز وعدك ليا يا مريم بعد ما اخدت حق الوصاية علي صهيب هتطلقي منه وتشوفي حياتك وانا اوعدك هتولي رعايته واهتم بيه زي ابني بالظبط "
تحتضن مريم ابيها وتقبل وجنتيه بقوة وفرح"
اوعدك يا بابا مدام هتاخد الوصيه عليه، يبقي كدم ضميري هيرتاح لانه هيكون تحت رعايتك في ايد أمنية "
يقبل ابيها راسها ويحتضنها بحنان أبوي سعيد لوعدها له لكن قلبه مازال حزين عليها ويقطر دما لانها ستصبح مطلقه والله اعلم ااذ كانت ستلتقي يوما مع من يقدرها حق قدرها:
***************
وفي صباح اليوم التالي تستيقظ مريم من نومها ، وقد دب النشاط في أوصالها ،علي غير عادتها منذ عودتها من الصعيد حينما تذكر ان اليوم ستري صهيب وتطلب منه السماح وتاكد عليه انها لم تخن ثقته او وعدها له "
تجهز الفطار لأبيها، بعدها تتهيأ للذهاب معه إلي المحامي الذي يستغرب سحبهم للقضية،وذلك بعد ما اكد لهم عن ثقته التامع بانه سياخذون حكم ببطلان الزواج من اول جلسه لكنه يتفذ طلبهم بدون أعتراض بناء علي رغبتهم"
بعد اتمام بعض الأجراءات، يتم سحب دعوة بطلان الزواج ليرتاح قلب مريم ويهدأ بالها ،وتضع مريم يدها علي بطنها بحركة لا أرديا لأحساسها بالم ينتباها فجأة "
يري أبيها حركتها يرتاب بها شاعرآ بالقلق عليها الذي ياخذ منه مأخذه مفكرآ مع نفسها عن سر هذه الحركة منها"
متوجسآ خيفة من ان تكون ابنته حامل من صهيب، يكتم ابيها حساسه بداخله لايعبر عنه ، خوفآ من ان تصدمه ابنته بالحقيقة التي تبادرت إلي ذهنه ، ان حملها من صهيب هو السبب الرئيس لطلبها مساعدته واخذ الوصية عليه لانه سيكون أبو وليدها وليس حزنا علي حاله "


يظل طول الطريق ينظر إليها بغموض ، منتظر اي بادرة تصدر عنها تأكد او تنفي ظنه، الي ان وصل بهم القطار للمحطه"
ينزلو سويا وقد ظهرت علامات الفرح والسرور علي وجه مريم بجلاء ليزداد شك في قلب ابيها بأضشن ظنه بمحله ، او ان ابنته احبت صهيب فعلا،ليصح علي نفسه سائلا"
كيف تحبه ولا يوجد بينهم اي توافق فكري او حتي تفاهم 
ليهز رأسه رافضآ حبها ليتساله بهلع،
هل من الممكن ان تكون ابنته اصبحت فريسه لعلمها ، وصهيب هو الشخص المناسب الذي تحتاجها لتطبق عليه نظريته ولهذا احبته كنوع من الشفقه علي حاله تقومها وليس حب امرأة لرجل لان صهيب ليس الرجل الذي من الممكن ان تحبه مريم"
ليتنهد بعمق وارتياح لافكاره التي رسمت له المستقبل ورديآ "
ام مريم فكانت تشعر كان روحآ بثت فيها الحياة من جديد واعطتها طاقه ايجابيه وسعادة كبيرة لا تعرف سببها ، لتحدث نفسها قائلة بتهكم علي نفسها "
لا يوجد. تفسير غير ان ما أشعر به هو نتيجة قرب رؤيتي لصهيب اطهر وانقي من قابلته في حياتي "
تقترب مريم وابيها من دار عائلة سمعان الاسيوطي ليرو الكهارب والزينات تزين البيت استعدادآ لزفاف المهندس فضل


تدخل مريم الدار بشموخ وكذلك ابيها لينصدم ناصر من حضورهم رغم انه هو من أرسل إليهم الدعو ، لكنه كان يظن انهم لم بأتو، بسبب ما حدث لهم المرة السابقه "
ورغم ذلك يقوم بالترحيب بهم رغمآ عنه لانهم ضيوفه بناء علي دعوته التي ووجهها لهم ، وحتي لا يعيب عليه ابناء عمومته لعدم قيامه بأصول الضيافه مع عمه وزوجة ابن عمه يتقدم منه مصافحآ عمه بحفاوة "
يا مراحب يا عمي ، شرفت الصعيد كله انت والدكتورة مريم
اتفضل جوه بالمندرة هبابه وهنكتب الكتاب،وانتي يا دكتورة روح اجعدي مع الحريم والعروسة لحد ما يتم الزفاف ونشوف طلباتك بعد ما رفعتي قضية علي جوزك ببطلان جوازك منيه 
بس حج يا دكتورة كي تطلبي بطلان جوازك وانتي كنت مرته"
تعقد مريم ساعديها امام صدرها ناظرآ له بتهكم"
شئ ما يخصكش يا ابن عمى ،هو فين صهيب ليه مش قاعد مع رجالة العيله ولا هو اقل منكم ، رغم انه اغناكم كلكم "
يتدخل علوان اخيه الاصغر منه بالحديث قائلا"
والله يا دكتورة من يوم ماوطردك وهو مهمل الدار ومحدش يعرف ليه طريج جرة، ابجي دوري عليه بنفسك علشان يحضر نظر الجضية ولا ماريداش تخلصي منيه"
تنظر له مريم بغضب وتتفوه بكلام يلعنهم لكنه لا يخرج من بين شفتاها لتوجه حديثها لناصر"
لما انت كبير العيله والوصي علي صهيب ازاي تسيبه تاية وهايم في بلاد الله لخلق الله هو ده حقه عليك ولا حقه بس يتلخص في سرقتك لميراثه وميراث بابا اللي عايش فيه زور انا بعد الفرح هنطلب بحقنا في الميراث لأني نفذت الوصية ولعلمك يا ناصر انا عارفه حقي بابا وحقي جوزي كويس ومش هسيبه لشوية طماعين زيكم ينهبوه اكثر من كده"



يزمجر ناصر غاضبآ وكاد ان يقترف غلطه عمره حين سحب مسدسه ووجهه إليها، يريد اسكاتها، وفجأة يرفعه إلي الأعلي مطلقآ عيارآ ناريآ كأنه ترحيبآ بهم ليهتف فيها بعصبية"
ادخلي للحربم يا مرت المبروك ،مش وجته حديتك الماسخ ده دلوجيت الليلة ليلة زفاف خوي الصغير والكل فرحان، روحي وهملي عمي مع رجالة العيله ولما يخلص الفرح نبجي نتحدد كي ما تريد يا بت عمي"
تمتعض مريم من حديث ناصر المبطن بالتهديد لتري زوجته مقبله باتجاهه مرحبآ بها واخدتها لمكان جلوس الحريم "
تقترب مريم من العروسة تبارك لها وتهنئة لتشكرها العروس 
وتجذبها اليها لتقربها منها لتهمس لها بصوت خافت"
بالله عليكي يا دكتورة خدي صهيب ومشي من اهني، اهربي بيه جبل ما يجتلوكي وياذوه بحبسته في مستشفي المجانين"
تبتعد مريم عنها لتتلاقي عينيها بعين العروس التي تنظر لها بخوف وجسدها يرتجف بشده، تحدق بها وتجوال بعينيها عليها ، تريد ان تفهم ما معني حديثها، ومن متي يوجد احدا يخاف علي مصلحة صهيب بالدار ولماذا سيقيمون باحتجازه بمصح عقلي وهو قد شارف علي الثلاثون عام ولم يقوم بأذئ احد يومأ ما ،والاهم كل ذلك والذي جعلها تتوتر ماذا قال لهم صهيب عنها حتي يفكروو بقتلها"



تقترب منه مريم مره اخره لتسالها بحذر "
قصدك ايه باللي قولتيه وليه يقتلوني ،هو صهيب قالهم حاجه عليا ، تمس شرفي ياريت تفهميني وتعرفيني فين صهيب"
تبتلع العروس ريقها وتجول بعينيها بين النسوة تريد أن تتاكد بانهم لم ينتبهو لم تقوله لمريم لتكمل حديثها هامسآ"
اسمعي يا دكتورة صهيب طردك من خوفه عليكي، ولاد عمي ومنهم عريسي اتفجو يجتلوكي بالمسدس اللي صهيب كان بيضرب بيه نار علي ناصر بعد جوازكم بكام يوم ، وبجي عليه بصماته، وبعد موتك يجولو ان صهيب جتلك في لحظة جنان لانك صرختي بوشه والكل عارف انه بيكره الصوت العالي ، بس كانو مستنين عمي يخرج من المستشفي ، علشان يكون حاضر ويشوف حالة صهيب بعد ما يسمع طلج النار وصراخه ويتاكد انه هو اللي جتلك، وبعدها هيطلبو يدخل مصح عجلي لانه بجي خطر عليهم، هو سمع حديتهم وكان داخل يضربهم بس انا وجفته وجولتله هتضربهم بس هيضرو مرتك ، الاسلم انن يخرجك من الدار جبل ما يجتلوكي بجي زي المجنون لكن سمع حديتي ونفذه وطلع جابك وطردك من غير ما يفهمك علشان متجفيش ليهم لانك عنيده، لكن من يوم ما خرجتي وهو ماطيجش الدار ولا طايج حد فيهم وهملنا وجعد بالغيط لحاله ، انا اللي بروح كل يوم اوديله الوكل لولا اكده كان مات من الجوع ،واليوم هتجوز ومش هجدر اروح ليه الغيط تاني ، احب علي يدك ما تهمليه انتي كمان، المبروك جلبه كي البفته البيضا،كأنه طفل محتاج اللي يرعاه وانتي مرته وياما عشيرته شوفتي منه غير كل خير روحيله يا دكتورة وخلي بالك منيه"


تنزل دموع مريم بغزارة علي حال صهيب المسكين ،تنهض من جوارها بعد ان شكرتها لمعروفه مع زوجها وتخرج بدون ان يشعرو بها لأحتفالهم بكتب الكتاب وتشير إلي ابيها الجالس معهم ،كي يخرج إليها حين يراها يباغتها بالسؤال عن سر دموعها"
تهتف له وهي ترتجف بسبب صدمته من قسوة ابناء عمها وتفكيرهم الشيطاني للخلاص منها ومن صهيب ليستولو علي ميراثهم لتقول لابيها علي استعجال "
بابا احنا لازم نمشي من هنا فورآ،ولاد عمي طلعو مجرمين يلا بينا نخرج من هنا ، وانا هحكيلك كل حاجه في السكه بس الأول ناخد صهيب معانا انا مش هسيبه ليهم لحد ما يموت"
يتطلع ابيها فيها بأستغراب هاتفا بعصبيه "
هي حصلت أنهم يفكرو في قتلك، لا مبدهاش انا لازم اوقفهم عند حدهم،بس انتي عرفتي مكان صهيب ازاي"
تخطو مريم خطوات سريعه لتخرج من الدار وابيها خلفها يلحقها صامتآ منتظر جوابها "


عرفت من هنادى عروسة فضل ، هي اللي وضحت ليا سبب طرد صهيب لينا ، الحمد لله انه مش بيشك فيا كنت خايفه اكون جرحته لكن ناصر واخواته المجرمين قتلو روحه الطيبه بأفكار الابالسه اللي عايشين بيها ، تتخيل يا بابا دول كانو بيخططو كمان يرموه في مصح عقلي تتصور كل ده علشان ياخذو نصيبه بالميراث ليهم وحدهم مش مكفيهم طول عمره بيسرقوه كمان عايزين يحبسوه"
يقف أبيه ويمسكها من معصمها كي يوقفهم حتي لا تتقدم "
انت راحه علي فين، مش جايز يكونو مجهزين لينا فخ هناك ويخلصو علينا،بعيد عن الدار ، اكيد خلو هنادى تقولك كده علشان تبعدينا عن الدار وتبعد الشبهه عنهم
تخلص مريم يدها من ابيها وتتقدم بخطي سريعه وثابته وسط الغيطان الواسعه "
يابابا انت شايف محدش فايق لينا ولا كانو يعرفو اننا هنحضر من الأساس علشان يرتبو الحوار مع هنادى تقولي كده، ده غير احساسي اللي بيقولي ان صهيب طردني فعلا بسبب خوفه عليا ، ارجوك با بابا قدم خلينا نلحق ناخده ونسافر قبل ما يلاحظو عدم وجودنا في الفرح "
يقتنع ابيها بكلامها ويتقدم معاها وسط الغيطان إلي ان وصل 
لعشه صغيرة من الخوص لا تكفي طفل صغير يعيش فيها فكيف بصهيب الرجل الناضج ذو الجسم الضخم"
تقترب مريم رويدا رويدا لتنظر بداخل العش الصغير لكنها كان خالي لا يوجد به احد لتشعر بخيبة الأمل تسيطر عليها
واذا بها تسمع صوت من خلفها يقول بتلعثم واضح"
مرمم انت جيتي تاني اهني ليه
**************

*  
ملحوظه/ حديث صهيب يشوبه التعلثم والتأتئة
تستدير مريم علي عقيبها لتقع عينيها عليه ، كان بنفس الثياب التي تركته بها منذ اكثر من اسبوعين، وبدات لحيته تظهر وشعره تشعث لكنه كان وسيمآ بعينها تقترب منه لتملس علي ذقنه الخشن وتبتسم له"
ياه وحشتني مرمم منك، ازيك يا صهيب ايه مش هتسلم عليا
يحدق بها بحزن ويشيح نظره بعيدآ عنها ليهم بالانصراف 
تمسك ذراعه بقوة وتساله بحيرة"
رايح علي فين انت ازاي عايش بالعش الصغير ده، ليه سبت الدار وجيت هنا ، صهيب رد عليا انا واثقه انك فاهمني كويس
ينزع ذراعه من يدها ويتاتأ وهو متعصب "
مرمممممم ووووحشه كلللللم خااالد ، مششييي من أهنني يلاااا بت مشييي وحشه
تبتسم له مريم بحنان ويقترب ابيها سالم منه ليحتصنه"
أهدى يا صهيب احنا عرفني كل حاجه وطردك لينا مش بسبب شكك في مريم لكن كان خوف علي مريم وعليا وعليك


اسمع يا ثصعيب تحب تعيش معايا انا ومريم بمصر وتبعد
عن ناصر وولاد عمك اللي بيفكروو يأذوك ومهملين فيك
يهز صهيب رأسه بالرفض القاطع "
لااااه دي أرضي وارضي جددودي مجدرش انجلع من جدري وابجي بلا جدر ثابت في الارض ، لاه ياعمي انا عايز لما اموت اندفن جار بوي واماي وجدى رغم جسوة ولاد عمي لكني عايش في ارضي وبين اهلي"
تملس مريم بحنان علي وجنتيه لتستشعر تجاوبه معها لكن نظرة عيونه لها تشوبها الحزن لتهتف به قائله"
طيب وانا يا صهيب مش اهلك وناسك وحبيبتك، ولا انت مش بتحبني زي ما كنت دايما بتقول "
يحدق بها بقوة ويصمت طويلا ليسالها ابيه عن الوضع"
تضحك بمرح ظاهر قائلة"
خلاص يابابا صهيب جاي معانا مش كده اوعي تنكر عيونك قالت اللي لسانك مش قادر بنطق بيه ،انا بقيت افهمك كويس
هات ايدك وتعالي نبدأ حياتنا سوا ، من النهاردة ايدي هتفضل بايدك عمري ما هتخلي عنك ولا اسيبك
يبتسم صهيب وتنزل دمعه ساخنه تحرق قلبه قبل وجنتيه"
انت اكده بتجلعيني من جدوري لكني مطمن معاكي ومعي عمي وعارف ان جدورى هتتمد بيكم ومعاكم
لبتسم لها والحزن مازال يملاء عينيه بغرابة ليقول"
يشاور علي قلبه وقلبها بصابعه قائلآ" 
بت مرمم انا بحبكك جوووي جووي مرمم انت حبي صهيب


تضحك مريم من حركته الطفولية تحتصنه بقوة سعيدة بوجوده في حياتها من جديد لتهتف لها علي استحباء"
لتشار علي قلبها وقلبه باحدى اصابعها "
وانا بموووت فيك يا روح مريم وبعشق اسم مرمم منك اووي
يمد صهيب اصبعه ليحتضن اصبعها ويجذبها لصدره القوى ليضمها ليه وتعيش مريم بين احضانه شعور لذيذ لم تعهد"  
هنا تنتهي مرحلة من حياة صهيب وتبدء مرحله اخري لصهيب اخر انتظروني واحداث اكثر تشويقآ مع الفصل القادم
     ☆☆☆☆☆••••••☆☆☆☆☆☆☆☆
#يتبع.......
#سلمي سمير
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-