روايات حديثة

رواية كارينغتون 2059 الفصل العاشر " كارينغتون "



 كارينغتون 2059

الحلقة العاشرة والاخيرة بعنوان " كارينغتون "
جيار (قائد الذئاب) جرب عجينة النبالم فى سور البيت فانفجرت وهدت جزء من السور .
سقف بحرارة وعوى بهسترية فعوت باقى رجال الذئاب وراه.
قالنا :
برافو برافو
وشاور على نورا و قال :
ندخل بقى فى موضوع السحر .
اتمشى فى الجنينة و شد شبكة من وسط الشبك الكتير اللى مالى المكان ، رمى الشبكة قدام نورا وقال :
ورينى ازاى هتحوليها لتعابين.
قالتله :
هو انا لو فى ايدى احولها لتعابين كان هيبقى ده حالى دلوقتى!!! . انا فاقدة قدرتى على ممارسة السحر انا لو بمارس السحر كان زمانى نفختكم.. كل اللى اقدر اعمله دلوقتى انى اعلم.
قهقه من الضحك وقال:
خزعبلات نابعة من ثقة طفلة بشخة... خلينا نتسلى ونجرب
نادى على ابو عضلات وقاله :


اعمل اللى هتقولهولك بالضبط.
نورا بصتله بأستغراب وقالت:
هو مش أنت اللى هتتعلم .
قالها :
انتى مفكرانى عبيط مش ممكن تطلعى فعلا ساحرة وتخلينى اقول حاجة العن بيها نفسي .
ابو عضلات رجع لورا وهو مقلق.
القائد شده لقدام وقاله :
اعمل اللى بقولك عليه والا هعتبرك كداب.
ابو عضلات ردد وعمل اللى قالته نورا وهو مقلق ومغلوب على أمره و فضل ينفخ فى عقد الشبكة وهو بيردد فى الكلمات ورا نورا
محصلش حاجة..
نورا قالت :
الموضوع مش بالسهولة دى لازم يكون عندك طاقة كونية وحاسس بقوة الكلمات اللى بتقولها او حد من اجدادك ساحر أو متوحد مع الطبيعة كراهب مش مجرم سافك للدماء واكل لحوم بشر!!
القائد قال :
امممم يعنى مبقاش ليكوا لازمة.. هنا وشفاء
وشاور اللى حواليه فقربوا علينا بسكاكينهم .
فجأة حسينا بهزة غريبة فى الأرض.
شوية و الهز وقف والأرض ثبتت تانى.
الذئاب بصوا لبعض فجيار قائدهم قالهم :
بتبصوا لبعض ليه ؟ زلزال عادى يعنى .. خلصوا علي..
قطع كلامه والتفتنا كلنا حوالينا لما سمعنا صوت عواء بيقرب على البيت

وصدى لصوت حد بيردد نفس التعاويذ اللى قالتها نورا !!
القائد قالهم :
هو فى حد مننا بره ؟!
واحد منهم قال :
لا يا قائد كلنا هنا فى البيت !!
شاور لواحد من رجالته وقاله:
اطلع شوف مين اللى بيعوى بره ده
وبص على المجموعة اللى حوالينا بالسكاكين وقالهم :
انتوا متنحين كده ليه ؟!! بقولكم خلصوا عليهم.
نورا ضحكت بطريقة مخيفة فاللى حوالينا استغربوا واتوتروا، واحد منهم قال :
يا قائد البت دى مش طبيعية وعلى ما اعتقد الهزة اللى حصلت دى بسبب الكلام الغريب اللى كانت بتقوله.
جيار قطع كلامه وقاله :
هششش
وبص لنورا اللى كانت لسه بتقهقه بالضحك وقال بفضول :
بتضحكى على أيه يا ام شخة ؟!!
قالت وهى بتحاول تتمالك نفسها من الضحك :
اصله وصل ..
الفضول اتملك من جيار فقرب عليها ورفسها برجله وهو بيقول :
هو مين اللى وصل يا بت ؟!
نورا تألمت لكن تمالكت نفسها وفضلت تضحك وهى بتقوله :
اهو قدامك اهو..
اتلفت حواليه واحنا كمان اتلفتنا حوالينا بس مشفناش حاجة !
فجأة سمعنا صوت العواء تانى، بصينا فى الاتجاه اللى جاى منه لقيناه جاى من عند الجزء اللى اتهدم من السور.
شوفته لابس شنطة غريبة وواقف مبتسم ..
متمالكتش نفسى من الفرحة وانفجرت فى الضحك زى نورا.
لطيف قال بدهشة :
رضوااان !!!!


ابو عضلات قال وهو مرعوب :
الحق يا قائد الساحر بتاعهم طلع لسه عايش .. اهجموا عليه
رضوان كمل فى ترديد تعاويذ نورا وهو بيبص على الشبك الموجود فى حديقة البيت .
نورا بطلت ضحك وقالت بذعر :
مش هيتحركوا يا رضوان لازم تنفخ فى الشبك.. .
قطعت كلامها واتذهلت زينا لما لقينا الشبك بيتحرك وبيتحول لكومة أفاعى .
لطيف كان مذعور من منظر الافاعى طمنته و قولتله :
اهدى يا لطيف... مش هيأذونا .
كل اللى رجالة جيار فركوا عينيهم فى رعب و ذهول وقبل ما يفكروا يهربوا , الافاعى فكت من بعضها، انتشرت فى المكان فغطت ارضية الحديقة وهاجمتهم بشراسة.
رجالة جيار حاولوا يقاوموا ويقتلوا الافاعى بالسنج والسكاكين اللى معاهم لكنهم اتفاجوا ان الافاعى مبتتأثرش بأسلحتهم !! بالعكس بتغضب اكتر لما بتتهاجم وبتكون اشرس واعنف .
تلات اشخاص منهم القائد قدروا يهربوا من الافاعى ويحتموا بالبيت بعد ما قفلوا بابه ، اما الباقيين الافاعى السوداء نهشتهم واطلقت سمومها فى عروقهم.
منظر الافاعى كان مهيب، اعدادهم كانت مهولة وصوت فحيحهم كان عالى جدا ومرعب يتسمع من على بعد امتار.
شوفت جيار وهو بيفتح الستارة وبيبص من وراها على الافاعى المتجمهرة فى حديقة البيت وعلى رجالته اللى الافاعى قضت عليهم.
رضوان قرب علينا فالافاعى فتحتله طريق، نزل الشنطة من على كتفه وفتحها , مد ايده فى الشنطة وقال بسعادة :
رضوان غسل هدوم جدو .
دموع الفرحة انهالت من عينى حاولت احضنه معرفتش من الكلابشات اللى فى أيدى وعلى رقبتى .
لطيف قاله بذهول :
يابن الايه يا رضوان عملتها ازاى دى.. صحيح يوضع سره فى اضعف خلقه!
نورا قالت :
مش وقته يا جماعة ..
ووجهت كلامها لرضوان وقالتله :
فكنا يا رضوان انا طلعلى اتب من التكتيفة دى.
رضوان دلدل شفته فى اشارة انه مش عارف يعمل ايه ..


نورا قالتله :
اهاا مش عارف تعمل اايه .. بص امسك الكلابشات وردد ورايا التعويذة دى.
رضوان مسك الكلابشات وردد كلمات نورا..
اتفأجأنا بالكلابشات بتتفتت زى التراب.
نورا فردت ظهرها وقالت :
يلا لف على اخواتك وبعدها تعلالى هنا.. لسه فى اوغاد جوه بس دول عايزينهم عايشين ..
وشاورت على القائد اللى بيبص من ورا الستارة على الافاعى.
واللى اول ما شافها بتشاور عليه قفل الستارة بسرعة.
رضوان فتت الكلابشات بتاعتى انا ولطيف ونفذ طلب نورا.
الافاعى قربت على البيت، كسرت الازاز ودخلت جواه.
سمعنا صوت صرخات الموجودين جوه البيت، شويه واختفت الصراخات والصمت ساد المكان .
جرينا على البيت .. دخلنا لاقينا الافاعى رجعت حبال تانى ومكتفة القائد والاتنين اللى معاه.
نورا قالت لرضوان :
جدع يا رضوان ..
و طقطفت رقبتها بعدها طقطقت صوابعها، قربت من القائد وقالتله :
اهلا بيك فى عالم نورا عالم كله مغامرات وحكايات والشرير فيه عقابه مبيكونش الموت بس... عقابه بيبقى من جنس عمله.
سابته و بصت للاتنين التانيين , قربت عليهم وقالت وهى بتفك الحبال اللى مكتفاهم :
انتوا احرار لكن بشرط..
هزوا رأسهم فى رعب وهم بيبصوا لرضوان.
شاورت على القائد وقالت :
تأكلوه..
الاتنين بصوا لبعض بعدها هزوا رأسهم بالموافقة.
القائد كان بيتنفض فى مكانه وبيحاول يفرفص من الحبال اللى مكتفاه.
واحد منهم قام ومسك سكين من اللى كان معاهم ووقف قدام جيار.
جيار كان بيبصله بغضب وبيحاول يقول حاجة من ورا الحبل اللى مكمم بوقه .
لكنه اتفأجأ بسكين الذئاب بيرشق فى زوره.
لطيف قال لنورا بصوت واطى :
انتى هتسيبى ولاد الكلب دول يعيشوا ولا ايه!!
قالتله بهمس :
لا طبعا دول سفاحين قتلوا وهيقتلوا ناس كتير... هنسلط عليهم تعابين رضوان بعد ما ياكلوا بالهنا والشفا.
ادينا ظهرنا لمقر جماعة الذئاب بعد ما قضينا على كل اللى فيه، ورجعنا نكمل رحلتنا للصعيد .
أول ما طلعنا على الطريق رضوان قالنا :
رضوان عنده مفأجأة .
نورا قالتله بفضول :
مفأجاة ايه يا رضوان؟
رضوان قال
:


رضوان مش هيقولك ..رضوان هيوريكى .
رضوان قادنا لنزلة عاملة زى مهبط جراج، لما دخلنا لقيناه ورشة ميكانيكى .
شوفنا حوالينا مواتير وبواقى اكسسورات عربيات.
رضوان سبقنا لجوا فدخلنا وراه لحد ما وقف قدام حاجة متغطية بملاية شد الملاية فبانت عربية انتيكة من ايام الابيض واسود .
لطيف قاله :
يا بن الايه ...
قولتله :
ودى شغالة يا رضوان؟
هزلنا رأسه بالتأكيد.
نورا اتقدمت ناحيتها وقالت بحماس وهى بتسقف :
قشطة جدا هات المفتاح يا رضوان.
انا ولطيف قولنا فى صوت واحد :
لااااااا
لطيف قال :
مش ناقصة فقر ابوس ايدك
وشاور على رضوان وقال :
انا همشى ورا المبروك ده.
اكدت على كلامه وقولتله :
عندك حق ما تفسده نورا يصلحة رضوان وياريت يا نورا بعد اذنك متجوديش ولا تدينا اى اقتراحات وتخلينا نكمل رحلتنا بدون توقف تحت اى ظرف.
قالتلنا :
فى ايه ياد منك له انتوا ناسيين ان انا اللى معلماه السحر .
يعنى لولايا انا كان زمانكم ميتين برضه.
ركبنا العربية واحنا بنتجادل.
رضوان ساق بينا وطلعنا فى اتجاه الصعيد.
واحنا فى الطريق عدينا على بنزينة ملقناش بنزين لكن لقينا فيها مايه ونص كرتونة بسكويت بالعجوة.
قطعنا شوط كبير بالعربية لحد ما البنزين فضى لكن قربنا من المنيا.
طول ما احنا ماشيين مكناش شايفين اى بنى ادمين وكأننا فعلا اخر مجموعه على وجه الارض .
ريحنا فى مكان مهجور، لطيف ورضون ناموا من التعب وانا ريحت جنبهم.
بصيت على نورا لقيتها شاردة وبتشاور بصوابعها فى الهواء كانها بترسم حاجة!!
اتفاجأت بيها بتعنف نفسها وبتخبط ايديها على رأسها وهى بتقول :
ازاة نسيت حاجة زى كده .. افتكرى يا نورا..


قولتلها :
تفتكرى ايه ؟ فى ايه يا نورا مالك ؟!
مردتش عليا فعيدت عليها السؤال تانى :
يا نورااا فى ايه !!
قالتلى :
فى طلسم وتعويذة بحاول افتكرهم.
قولتلها :
هتعملى بيهم ايه يعنى؟!
قالت :
هستدعى بيهم نصير .. الجن الورث اوالعفريت حنوش صديقى او اخويا مارو هو نص جن نص انسان...
قطعت كلامها و قولتلها :
طب تصبحى على خير يا نورا ربنا معاكى.
فردت ضهرى وعينى قفلت غصب عنى.
فتحتها بوهن لما سمعت نورا بتتنطط فى مكانها وبتقول :
افتكرت..
لمحتها وهى بتجرى على رضوان وبتصحيه و سمعتها بتقول :
رضوان فوق يا رضوان عايزاك..
رضوان صحى من النوم اتاوب وفرك عينه.
نورا بغتته بسؤال وهو بيفوق وقالت :
هو انت ازاى حركت الشبك من غير ما تنفخ فيه ..اصل ده ضلع من اضلاع التعويذة.
رضوان ضم كتفاه على رقبته ودلدل شفايفه وقالها :
رضوان مش عارف .


قالت :
هى ملهاش تفسير تانى .. انت عندك طاقة كونية كبيرة اوى يا رضوان .. طاقة مشفتهاش طول حياتى ومتستهونش بعمرى انا عمرى صغير اه بس شوفت كتير... المهم عشان مطولش عليك انا معايا تعويذة خاصة بيا وفيها ضلع ناقص، الضلع ده هو انى انا الوحيدة اللى ينفع استخدمها.
ده طبعا عشان علاقة الدم اللى بينى وبين اللى هستدعيهم .
رضوان دلدل شفايفه تانى وقالها :
رضوان مش فاهم حاجة!
قالتله :
ببساطة انا عايزة استدعى حد من اهلى , معايا التعويذة الخاصة بالاستدعاء بس زى ما أنت عارف فقدت قدرتى على ممارسة السحر فأنا عايزاك تجرب مش هنخسر حاجة يعنى .. موافق تساعدنى ؟!
هزلها رأسه بالموافقة ..
مكملتش باقى حوارهم عينى خدعتنى من التعب وكملت نومى .
معرفتش نمت قد ايه بس صحيت لاقيت نورا قاعدة مقرفصه زى اليوجا ومغمضة عينيها وبتردد فى تعاويذ ورضوان قاعد وقدامها و عامل زيها وبيردد وراها اللى بتقوله.
لطيف كمان كان بيفوق , فتح عينه , بص على نورا ورضوان وقال وهو بيتاوب :
ايه بتلعبوا يوجا اجى العب معاكم ؟!
نورا ورضوان تجاهلونا تماما فضلوا يرددوا ويعملوا اللى بيعملوه من غير ما ينتبهوا لينا...... حتى لما فتحنا البسكويت وبدئنا نأكل منه ملتفتوش حتى لينا كأنهم فى عالم تانى!!
ناديت على رضوان وقولتله :
يا رضوان تعالا كل
برضه تجاهلنى وفضل يردد ورا نورا
لطيف قال وهو بيأكل :
خد بالك على رضوان البت دى فقر وهتكرف علي..
فجأة تنح، وقف كلام وأكل وتساقط من بوقه فتافيت البسكويت.
وأنا كمان البسكويت سقط من بوقى من الدهشة لما شوفت نورا ورضوان بيرتفعوا عن الأرض وهما على وضع قرفصة.
لطيف قال :
حوش حوش الحق .. حاسبى يا بت هتخبطوا فى السقف.


فجأة اترزعوا الاتنين على الارض فصرخوا من الآلم .
نورا قالت وهى بتتآلم :
اه يا ضهرى ..
رضوان معلش نفسه وقال :
معلش ... معلش يا رضوان ..
جريت على رضوان وانا مخضوض ولطيف راح ناحية نورا، مد ايده عشان يقومها وهو بيقول :
بتهببى ايه يا بت انتى؟!
نورا قامت من على الارض بمساعدة لطيف , نفضت هدومها وقالتله :
متقولش يا بت ومن هنا ورايح تقولى يا نورا هانم اظن دلوقتى انت شوفت بأم عينك ان نص كلامى صح وانى ساحرة واياك تنكر عبقريتى ..
لطيف قطعها وقال :
خلاص نافورة كلام واتفتحت انا بسألك بتهببى ايه..
نورا قالتله :
ملكش فيه ..
سألت رضوان وقولتله :
كنتوا بتعملوا ايه يا رضوان .
رضوان قالى زى نورا :
ملكش فيه
لطيف بصلى وقال :
قابل يا عم قابل مش قولتلك هتكرف عليه.
نورا قطعت كلامه وقالتله :
بس يا مسخناتى... من الاخر كنت بحاول استدعى بالسحر حد من عيلتى.
لطيف سألها بأستهزاء :
وعرفتى؟!!
قالتله :
مش عارفة !
لطيف قال :
مش عارفة!!.. طب ماش يلا بينا بقى نكمل طريقنا
نورا قالتله :
للاسف يا جماعة مش هينفع.
قالها :
اشمعنا؟
قالتله :
عشان لازم استنى اشوف حد من اهلى هيجى ولا لا .


لطيف قالها :
بصى يا بت الحلال انا منكرش ان انا الاسبوع ده شوفت منك ومعاكى اللى مشفتهوش فى حياتى كلها بس زى ما انتى بتحاولى تتواصلى مع اهلك انا برضه عايز اوصل لاهلى واحنا اتفقنا مش هتعطلينا فى الطريق احنا يدوبك فضلنا حوالى 100 كيلو مشي بس.
نورا قالته :
الليلة بس عشان كمان انا ورضوان ملحقناش نريح زيكم
صدقنى لو حد من اهلى وصلنا هنختصر المشوار فوق ما تتخيل .
فتحت كيس بسكويت واديته لرضوان وانا بقول :
رضوان مرهق اوى انا من رأى نستنى يوم كمان .. يمكن..
لطيف هز رأسه وقال بأستسلام :
لو على ليلة ماشي ربنا يعديها بالسلامة.
نورا نامت من التعب والارهاق ورضوان نسى بسكوته فى بوقه و نام على كتفى .
لطيف قالى :
انا هطلع اتمشى حوالين المنطقة يمكن الاقى حاجة نأكلها غير البسكويت .. تيجى معايا ؟
قولتله :
لا انا هستنى معاهم مينفعش نسيبهم لوحدهم وهم نايمين انت خد بالك من نفسك ومتبعدش.
لطيف قام وقف واتمشى برتابة ناحية الباب وهو بيحك بيادته فى الأرض وصل للباب ومسك المقبض واول ما فتح الباب فتحة صغيرة حاجة سودا طارت فى وشه هبشته.
اتنفضت من مكانى وبصيت على الحاجة اللى دخلت من الباب فلاقيته طائر... غراب!!
لطيف حاول يهش الغراب وهو بيسب ويلعن، اتلفتلى وقالى :
ما تقوم يا عم ساعدنى نطلع البتاع ده بره


ريحت رضوان على الأرض وقومت.
حاولنا نخرج الغراب بره المكان لكنه راوغنا وطار فى السقف وفضل متشعلق فوق.
حاولنا نهشه تانى بس معرفناش نطوله ،لكن لاحظنا انا بيبص على نورا اللى رايحة فى النوم!
نورا اتقلبت فى مكانها وقالت وهى نايمة :
حفيد غداف..
اتلفتنا للغراب لقيناه اختفى!!
لطيف قال وهو بيخبط كف على كف :
هو الواحد ميعرفش يقعد ساعة من غير ما جتته تتلبش! هو الغراب راح فين؟!!
قولتله وانا بتلفت حواليا :
معرفش.. اخت...
مكملتش جملتى، هبت فجأة رياح قوية جدا , نطرتنى انا و لطيف لورا فخبطنا فى الحيطة ونطرت رضوان ونورا من مكانهم فصحيوا مفزوعين.
ظهر وسطينا من لاشىء شخص عملاق لابس لبس قديم شبه لبس المحاربين القدامى ، فى أيده عصاية خشب عليها نقوش غريبة.
العملاق تفحصنا كلنا بأندهاش وزادت دهشته لما شاف نورا , لدرجة أنه فرك عينه وهو مش مصدق وقال :
نورا !!! أنتى كنتى فين ؟ أحنا قلبنا عليكى الدنيا، أيه اللى صغرك كده ؟!!!
نورا بكت، قامت من مكانها وجريت عليه , حضنته وهى بتقول :
مارو ... أخويا ... شكلك متغيرش !!! بقيت أضخم بس , طمنى عليكم أنتوا كلكم كويسين ؟ انا اتبهدلت اوى يا مارو
العملاق (مارو) قال بأستغراب :
أحنا كلنا كويسين , انتى اللى مختفية من اسبوع ومش لاقينك , بس أختفيتى وأنتى عندك حاجة وخمسين سنه أيه اللى رجعك عيلة تانى .. هاه .. انتى لعبتى فى حاجة يانورا ؟!!
نورا قالتله :


اقسم بالله ما عملت حاجة، انا فى ساحر قابلنى فى الماضى بعتنى هنا بعد ما وقف قدرتى على ممارسة السحر وعطل الحذاء.
سكتت فجأة بعدها قالت :
اخخ!! أنا دلوقتى تقريبا فهمت...... على حسب كلامك انا مختفية هنا من اسبوع وانا عندى 50 سنة وانتوا بتدورا عليا هنا ..
و مختفية من هناك من اسبوع واكيد انتوا بتدوروا عليا هناك..
يعنى اختفيت هنا وهناك فى نفس الوقت..
شكرا انا كده تقريبا ترجمت ...
الساحر تقريبا بدلنى.. بعت نسختى اللى فى الماضى للمستقبل ورجع نسختى اللى فى المستقبل للماضى !!
مارر هرش فى دماغه وقال :
ثوانى بس يا نورا نفهم.. ساحر مين ده اللى بعتك هنا ؟!! وهيبدلك ليه وازاى !!! وقبلتيه فين وامتى؟
قالتله :
انا هحكيلك كل حاجة بس انتوا وحشتونى اوى انا عايزة اشوفكم ماما سندس عاملة ايه؟!
قالها :
زى الفل كلنا زى الفل.
قالتله :
طب وبابا؟!...يعينى عليك يا بابا مش متخيلة رد فعله لما يشوفنى داخله عليه فى الماضى وانا عندى 50 سنة .
اخوها قال :
فعلا بابا هينجلط لو شافك حاليا وانتى صغيرة وأكيد أنجلط لما شافك فى الماضى وانتى عجوزة.
مدلها ايده وقال :
هاتى ايدك تعالى معايا عشان تحكيلنا اللى حصل و نشوف حل للمشكلة لان فى حاجات كتير اوى مش مضبوطة .
قالتله :


ثوانى بس الكلام اخدنا .. نسيت اعرفك برفقاء نهاية العالم
شاورت علينا وهى بتقول اسمينا، بصلنا و شافنا واحنا متنحين وبنبصله بذهول فابتسملنا بترحيب.
نورا كملت كلام وقالت :
مش هينفع نسيبهم لوحدهم فى الظروف دى لازم نخدهم معانا وعايزين نوصل لطيف لأهله فى الصعيد.
مارو قالها :
الأول كلنا هنروح للمعسكر اللى انتى عملتيه.
نورا قالتله بأستغراب :
معسكر ؟!!
قالها فى عجالة :
قبل العاصفة بكام شهر كان عندك هوس غريب كنتى حاسه ان فى كارثة هتحصل وحذرتينا.
حاولتى تحذرى الناس كلها بس محدش صدقك وافتكروكى مجنونة، لكن احنا صدقناكى وبنينا معاكى المعسكر وجهزناه بكل حاجة وحاليا المعسكر هو ملجأ لغالبية الناس اللى لسه عايشة.
المعسكر بيضم ناس من كل الفئات.. أطباء ومزارعين ومهندسين حاليا بيحاولوا يعمروا الأرض بطريقة بدائية من غير تكنولوجيا.
زى ما قولتلنا هنرجع بالزمن سنين لكن هنبنى عالم جديد...
المهم نبقى نكمل كلامنا هناك..
بص للطيف وقال :


وبالنسبة لأهلك اوعدك هوصلك بيهم لو عايشين بس يلا دلوقتى شبكوا أيديكم فى بعض وغمضوا عينيكم.
بصينا كلنا لنورا فنورا هزت رأسها وهى بتطمنا.
مارو مسك ايدينا و قال وهو بيخبط عصايته المنقوشة فى الأرض :
متقلقوش الموضوع بسيط كأنك بتقلع بالطيارة.
فجأة حسينا ان جسمنا بيتسحب وفى أقل من ثانية اتهبدنا فى الأرض.
بصينا حوالينا لقينا نفسنا اتنقلنا مكان تانى فى لمح البصر!
مكان غريب كله زرع وبيوت كلها باللون الأبيض..
المكان كله متسور بسور عالى و الشوارع نضيفة ومنظمة .
اندهشت لما شوفت ناس ماشية بشكل طبيعى وناس تانية راكبين عجل بيتنقلوا بيه.
شوفت أطفال بتلعب فى الجناين وصوت ضحكات لستات بيتسامروا وهم بيقطفوا ثمار الفاكهة.
لطيف قال وهو مذهول :
هو احنا موتنا ودخلنا الجنة ولا أيه !!
مارو قالنا :
اهلا بيكم فى معسكر كارينغتون... خدوا بالكم نورا حاطه شروط صارمة للى هيلتحق بالمعسكر اهمها انه يساعد فى البناء ويقدم حاجة للمعسكر .
شاورت و قولتله وانا مذهول :
ايه دى.. دى مدرسة؟!!
قالى :


اه... المعسكر نسخة مصغرة من دولة..عندنا مدرسة ومركز شرطة وابراج مراقبة وحراس ودار قضاء حتى ساعى البريد موجود.. كل حاجة تتخيلها.
قولتله :
انا كنت مدرس ماث واقدر اساعد فى التدريس غير ان اخويا رضوان موسوعة ويكبيديا ممكن يساعدكم فى المناهج وأى معلومة محتاجينها فى اى حاجة، حتى اسأل نورا
نورا هزت رأسها بتأكيد وهى بتبص على المعسكر بذهول.
سمعتها بتقول لنفسها :
انا عملت كل ده!!
اتلفت للطيف ملقتهوش حواليا، بصيت عليه لقيته واقف مع واحد بعيد عننا .
ناديت عليه وشاورتله فلوح بأيده وقال بسعادة بصوت عالى :
مش هتصدق انا واقف مع مين!!
قولتله بصوت عالى :
مين؟!
قال وهو بيتنطط من الفرحة :
ابن عمى ظريف... بيقولى ان اهلى كلهم هنا.. انا رايح لاهلى وبايت اهنه.... يا فرج الله.
مارو قال لنورا :
ايه ده هو الراجل ده طلع قريب ظريف حارس الامن!! .. اصل العيلة دى تقريبا من اول العائلات اللى روحتى جيبتيهم هنا بنفسك.. انا بدأت اقلق اكتر يا نورا يلا نشوف هنعمل ايه..
قالتله :
يلا بينا فين؟! هو انتوا مش هنا؟!!!
قالها:


لا احنا قاعدين فى الكهف لوحدنا.
نورا قربت منى سلمت عليا انا ورضوان وقالتلنا :
مبحبش اقول الوداع بس مضطرة اقولها.. الوداع.
رضوان قالها :
نورا هتوحش رضوان..
وانا قولتلها :
نورا هتوحش مروان.. شكرا لكل اللى عملتيه عشانا، خلى بالك من نفسك.
مارو قرب من نورا، مسك ايديها وخبط بعصايته الارض فاختفوا...
ووقفت انا ورضوان نتأمل الجمال، جمال الحياة الطبيعية
قربت علينا بنت جميلة ابتسمت وادت لكل واحد مننا وردة وقالتلنا :
اهلا بيكم فى معسكر كارينغتون انتوا تبع القائد مارو؟!
هزينا رأسنا فقالت وهى مبتسمة :
تعالوا اعرفكم اكتر على المعسكر واوريكم البيت اللى هتقيموا فيه.
مشينا معاها فشوفنا البير اللى بيمد المعسكر بالماية و المكان الكبير اللى بيتجمعوا فيه عشان يأكلوا.
البنت ناولت لكل واحد فينا وجبة واللى كانت عبارة عن بولة رز وبسلة مطبوخة مع قطعة من الدجاج و عنقود عنب .
بصيت على الوجبة بأنشكاح وبصيت على اخويا رضوان اللى كان منشكح زيي وقعدنا نأكل وجبتنا واحنا بنتأمل المكان اللى شيدته نورا ... وطننا الجديد.
تمت بحمد الله
النهاية... شكرا لكم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-