رواية الحب في الوقت المناسب الفصل السابع 7 بقلم زينب محروس
Part7
_ إيهاب بنفسه وصل، تقدري تسأليه أنا مراته و لا أخته.
مروة التفتت وراها، و بعدين سحبت نفس طويل، و ابتسمت بخفة و اتكلمت بصوت عالي نسبيًا:
_ أنا بعتذر على الإزعاج يا جماعة، تقدروا تكملوا اكلكم في هدوء.
ردت عليها «سما» باستهزاء و سخرية:
_ ايه خايفة الزباين يعرفوا إنك خطافة رجالة!
والد «مروة» تدخل بعصبية:
_ احترمي نفسك يا مدام، و اتفضلي امشي من هنا.
«مروة» مسكت والدها من دراعه و قالت بهدوء:
_ بابا بعد إذنك خلي الشباب يرجعوا على شغلهم، و حضرتك كمان، الموضوع اتفض.
كانت «سما» مصممة على إثارة المشاكل لما قالت:
_ لاء الموضوع متفضش، لازم تعرفي حدودك عشان بعد كدا مش هسكتلك.
هنا بقى «إيهاب» خرج عن صمته، و زجر سما بغضب:
_ احترمي نفسك يا سما، لو حد هنا محتاج يعرف حدوده يبقى انتي، مش مروة!
نطقت «سما» بازدراء:
_ مش دي مروة اللي غفلتني و بتلف معاها بقالك اكتر من أسبوعين، و معرفني إنك في المنصورة!
كدا بقى مروة فاض بها، و كان لازم تعبر عن كسرة قلبها و إحراجها قدام الناس، و عشان كدا نهت الحوار بينها و بين سما ب كف قتل الكلمات على لسان «سما» اللي كانت هترد الضربة ل«مروة»، و لكن «إيهاب» شدها بغضب و مشيوا تمامًا من المطعم.
★★★★★★
رجع بيها للبيت و اول دخلوا زقها جامد و قال بعصبية:
_ انتي ايه اللي هببتيه ده؟ بتتصلي بيا و تعطليني عن شغلي عشان تعملي العرض البايخ بتاعك ده؟!
ردت عليه سما بتهكم:
_ أنت شايف إن اللي أنا عملته كان غلط! و الخيانة مش غلط يا حضرة الظابط المحترم؟؟!!
عقد ما بين حواجبه و ردد بنفور:
_ خيانة ايه اللي بتتكلمي عنها؟ برمجتك للأمور على مزاجك هتخليكي تتجنني.
صرخت في وشه:
_ أنا فعلاً هتجنن بسببك و بسبب أفعالك.
إيهاب شاور على نفسه بصدمة و همس بصوت مسموع:
_ أنا؟ افعالي أنا؟
أكدت سما على كلامه:
_ ايوه انت! عامل فيها بريء و مقموص مني و انت اصلا اللي بتأذيني.
ربّع دراعته قدام صدره و استفسر عن قصدها:
_ عملت ايه انا؟ ايه اللي صدر مني يعكنن مزاج حضرتك؟
مكنش عندها اي رد على إجابته، بس اهي بتزعق و خلاص عشان تسكته، فقالت:
_ كل أفعالك، كل افعالك مش بتعجبني.
زفر بضيق قبل ما يتكلم بفتور:
_ في فرق بين أفعال متعجبكيش و أفعال مقصودة عشان تضايقك، خليني اقولك الأفعال اللي بعملها و مش بتعجبك......... لما أهلي قرروا جوازنا أنا اتكلمت معاكي و قولتلك إني مش بحبك بس مش قادر ازعل والدتي و طلبت منك ترفضي لكن حضرتك تجاهلتي رأي و قبلتي على نفسك تعيشي مع راجل مش حابك كزوجة!......و رغم ذلك يا سما أنا أكرمتك و طول فترة الخطوبة و شهرين الجواز أنا عمري ما زعلتك بالرغم من انك لا بتهتمي بيا و بالبيت و شئونه، و غير كدا فارضة عليّ اخرجك كل أسبوع في المكان اللي حضرتك تختاريه، بترفعي صوتك عليا و كأني طفل عايزة تأدبيه و مش عاملة اي احترام لأني زوجك، أهم حاجة عندك هي نفسك، أنا مش مهم عندك نهائي، ابسط حاجة موضوع نقلي المنصورة، حضرتك رفضتي الموضوع عشان بس...جيت قولتلك بعد ما اخدت قراري! و كل اللي شغلك وقتها فرض سيطرتك عليّ و مظهرش منك و لا ذرة اهتمام صغيرة بالضغط النفسي اللي انا حاسس بيه.......دايمًا تستغلي حبي لوالدتي وحبها هي ليكي وتهدديني اني لو معملتش كذا هتروحي تشتكي لماما.......هي دي أفعالي اللي مش بتعجبك!
نطق جملته الأخيرة بسخرية، فهي قالت باستخفاف:
_ كل اللي أنت بتقوله دا عبط!
غمض عيونه بقلة حيلة، قبل ما يتكلم بنفاذ صبر و يقول: _ لو كل اللي قولته دا عبط بالنسبالك، فأنا هكون أكبر عبيط فعلاً لو كملت معاكي بعد طريقة كلامك دي.
_ تقصد ايه؟؟
ابتسم لها بتكلف و قال:
_ انتي طالق يا سما.
عيونها وسعت من الصدمة، و نسيت طريقة الكلام، بل اتخشبت في مكانها و عقلها بيحاول يستوعب اللي حصل حالًا، المفروض إنها كانت هتقابله عشان تقوله على حملها و يتصالحوا، بس اللي حصل عكس كدا تمامًا......انفصلوا!!!!!
★★★★★
في الوقت ده، مروة اتحججت بالعطل اللي في الكافية و إنها هتروح عشان تقابل عمال التصليح، و في الحقيقة هي كانت عايزة تقعد مع نفسها، عشان تسمح لنفسها تعيط بعيدًا عن عيون والدها، اللي أكيد هيستفسر منها عن اللي حصل، و اللي كان هيجننها أكتر هو سكوت إيهاب.
لما إيهاب وصل عندها الكافيه كانت علقت لوحة الإغلاق، لكنه كان متأكد من وجودها، لما دخل مكنتش ظاهرة، بس كانت شهقاتها مسموعة، لما تتبع الصوت وجدها قاعدة على الأرض في جزء التحضير.
قرب و قعد جنبها، وقال بندم:
_ أنا آسف.
خرجت كلماتها بحسرة شديدة:
_ مش سهلة، مش سهل حياتك تتأسس على شخص ما، و في لحظة تلاقي وجوده بقى طيف!
حاول يدافع عن نفسه:
_ أنا عارف اني غلطان، بس صدقيني عملت كدا عشان حبيتك، انتي أول حاجة اختارها في حياتي، و مكنتش عايزك تضيعي مني.
سألته مروة من غير ما تبصله:
_ أنت ايه اللي جابك؟
عيونه دمعت لما شاف حزنها اللي بسببه، و رد عليها بندم:
_ جيت عشانك.
مسحت دموعها و قالت ببرود:
_ و أنا مش عايزاك، امشي من هنا، مش عايزة اشوفك تاني........تلاقي مراتك قلقانة عليك!
شددت على حروف جملتها الأخيرة، و قامت من جنبه تفتح له الباب و هي بتودعه ببرود عكس البركان اللي جواها:
_ نورت يا حضرت الظابط، متنساش تشرفنا مع المدام.
اتحرك إيهاب بخطوات بطيئة و هو بيتأمل ملامحها و بيدور على سبب مقنع يقوله لعل و عسى تغفر له غلطه، لكن النتيجة و لا نطق بأي حاجة.
★★★★★★
بالنسبة ل مروة الحزن و البكا كان كفاية ياخد ليلة واحدة من وقتها، و من تاني يوم رجعت تاني لوضعها الطبيعي و لشغلها و لا كأن حصل حاجة، و بالرغم من تردد إيهاب على الكافيه و محاولاته عشان يتكلم معاها، إلا إنها كانت بتصده و تتعامل معاه زي أي زبون عابر.
حتى لما حاول يكسب رضاها عن طريق الدفتر اللي كانت عايزاه، رفضت تاخده و كان ردها عليه ببرود لطيف و ابتسامة خفيفة:
_ بعتذر من حضرتك بس مش بقبل الهدايا من الزباين.
رد عليها إيهاب بحزن:
_ بس انا مش مجرد زبون يا مروة!
نبهته بحدة مكتومة:
_ بعد إذنك ترجع مكانك عشان اشوف شغلي يا حضرت الظابط.
حرك دماغه بتفهم، و اتحرك تجاه مكانه، لكنه التفت لما ندهت عليه، و هنا بقى كانت بتلفت انتباهه للدفتر اللي رفعته ببطء و رمته في سلة المهملات، و كأنها بتقوله إن أي حاجة تخصه مكانها مع الدفتر.
كان عارف و متأكد إنها مش هتسمع كلامه، و أكيد مش هتروق بسهولة، بس كان عنده أمل إنها تاخد الدفتر، و عشان كدا كتب لها فيه اعتذاره و مبرره و كل حاجة كتمها جواه لسنين.....
و كأن السعادة الغامرة اللي عاشها في الأسابيع اللي فاتت، كانت تمهيد لحزن و تعقيد نفسي أشد من الأول، بقي يختصر حياته على شغله و على عزلته في شقته، و مبقاش يزور الكافيه بتاعها.
أما مروة فكان غياب إيهاب مأثر عليها، ملل غريب في يومها! مفتقدة وجوده و حاسة بالوقت مش بيفوت، و كأن الحزن بيبطأ حركة الزمن.
بعد ما خلصت شغلها في الكافيه و كان المفروض هتمشي، وقفت قدام الكافيه و بتتفقد العمارة اللي قصادها، كانت بتدور عليه، عايزة تشوفه و أخيرًا اتنهدت و غمضت عيونها بيأس، لكنها فتحت عيونها بوسع لما افتكرت إنها لسه مأخدتش الدفتر للبيت.
دخلت الكافية تاني و استخرجت الدفتر من درج الكونتر و هي بتفتكر ازاي احتفظت بالدفتر بعد ما إيهاب خرج من عندها.
يتبع..............
#الحب_في_الوقت_المناسب
#زينب_محروس
