رواية في اول طريقي الفصل الخامس عشر
ليلى كانت قاعدة جنب جاسر في العربية، إيديها مشبوكة في بعض، وعينيها معلقة في الطريق الأول… لكن بعد شوية لقت نفسها بتبص له من غير ما تقصد.
هو قاعد بجوارها، ملامحه مركزة وقاسية كعادته، بس في حاجة مختلفة… كأن التعب اللي مر بيه سايب أثر في نظرته، مخليها أقل حدة.
قلبها دق بسرعة، ليه؟ ليه وجوده جنبي مطمني وأنا المفروض أكرهه؟
فضلت تبصله لحظات طويلة، كأنها بتحاول تلاقي إجابة في ملامحه.
لما حس بنظرتها، لف عينه ناحيتها بسرعة.
هي اتلخبطت وراحت منزلة عينيها في الأرض بسرعة، كأنها اتقفشت.
جاسر في اللحظة دي اتفاجئ من نفسه… لأول مرة، وهو شايفها جنبه، حس بحاجة غريبة: أمان.
مش أمان إنه مطمئن عليها… لا، أمان ليه هو شخصيًا. كأن مجرد وجودها جنبه بيهدي صراعه اللي عمره ما هدي.
بعد عينيه وهو تايه في إحساس جديد عليه. مش فاهمه، مش عارف يفسره، بس متأكد إن ليلى غيرت حاجة جواه من غير ما تاخد بالها.
ليلى فضلت ساكتة، بتحاول تشغل نفسها بالمنظر اللي برة العربية، بس عقلها كان بيرجع لنفس السؤال:
“هو ليه بيخليني أحس بالأمان؟ مش المفروض العكس؟”
فضلت تفكر وهو بيفكر وساد الصمت بينهم،لدرجة إن صوت الموتور بقى هو الوحيد اللي مالي الجو.
ليلى رجعت تبص عليه لكن جاسر قطع الصمت فجأة بصوت منخفض، كأنه بيكلم نفسه:
انتي ليه بتبصيلي كده؟
اتخضت…قلبها وقع من مكانه.
أنا؟! لا… مفيش.
ضحك ضحكة قصيرة، مش سخرية، لكن استغراب من ردها. رجع يبص قدامه تاني، بس عقله كان مشغول بيها.
أول مرة يحس إنه عايز يفهم مشاعر حد، وأول مرة يلاقي نفسه مش قادر يهرب من إحساس مش مفهوم.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد وقت وصلوا لفيلا جاسر في إسكندرية.
رجالته فتحولهم الباب،خرج جاسر وبعده ليلى،فضلت ليلى مكانها مش عارفه تعمل ايه لحدما قرب منها وهمس:وصلنا ،يلا اتحركي قدامي.
بدون اعتراض مشيت قدامه ،ودخلت من الباب وهو وراها.
راضي كان في استقبالهم،واتصدم لما شاف ليلى معاه.قرب من جاسر وسأله :حصل ايه ياباشا،وليه ليلى لسا معاك.
جاسر مسكه من ايديه وبعدوا عن ليلى،شرحله اللي حصل على السريع وراضي اتصدم،دا اتجنن على الاخر ياباشا،هي رجالتنا مخلصوش عليه لي؟
جاسر همس بضيق:الرجاله اللي راحوا مسكهم الحيوان،واعتقلهم عنده !
راضي هز راسه بفهم وقال:طيب ياباشا ،انا شايف ان حضرتك ترتاح الاول،وبعدين نشوف حل مع دياب الكلب دا؟
جاسر هز راسه باستسلام مؤقت:دا اللي هيحصل ياراضي،بس الاول،خد الرجاله وارتاحوا،مش عاوز اكتر من اتنين .
راضي باعتراض:لا ياباشا اتنين قليل،وسيادتك تعبان ومش ضامنين ايه اللي ممكن يحصل.
جاسر اتنهد:اسمع الكلام يا راضي ،معنديش طاقة للكلام.
راضي حرك راسه ووافق:خلاص ياباشا تحت امرك .
جاسر سابه ومشى وقرب من ليلى وقال،تعالي معايا"
ليلى كانت متوتره،بس مشيت وراه وهيا ساكته.
جاسر كان ماشي وهو ماسك نفسه بالعافيه،كأنة لأول مره يحس انه مهزوم.
طلعوا على السلالم ،لحدما وصلوا عند اوضه كبيره،جاسر فتحها ودخل وطلب منها تدخل وراه.
ليلى دخلت الاوضه وهيا بتبص عليها باستغراب:اي دي؟
جاسر بص عليها بارهاق واضح :دي الاوضه اللي هتقعدي فيها؟
ليلى ردت بسرعه:لحد امتى؟
جاسر اتنهد وهو بيحط إيده على الباب:
لحد ما أشوف… الدنيا هتمشي إزاي.
بصت حواليها في الأوضة، كانت واسعة بس فاضية من الروح، لونها بارد زي ما يكون مكان مش معمول عشان حد يعيش فيه… بس عشان يبقى سجن شيك.
سكتت ثواني وقالت بتحدي ضعيف:
وإنت… هتسيبني هنا لوحدي؟
وقف لحظة كأنه بيفكر في إجابة، وبعدين قال بهدوء غريب:
ايوا… بس أوعى تفتكري إني بسيبك عشان إنتي عايزة الحرية… أنا بس محتاج أرتاح شوية، مش أكتر.”
كلماته دي زودت حيرتها. هو بيتحكم فيها ولا بيتعلق بيها؟ مش قادرة تفهم.
قبل ما يخرج، لف ناحيتها بعينين تعبانة وقال:
ليلى… متعمليش اي حركة غبيه وتفكري تهربي تاني. المرة دي مش هسامح.
سابها وخرج، والباب اتقفل وراه بهدوء.
ليلى فضلت واقفة مكانها، قلبها رجع يدق بنفس السرعة اللي بدأ بيها وهي في العربية.
قعدت على طرف السرير، ضامة إيديها على بعض وقالت بصوت واطي كأنها بتكلم نفسها:
هو إيه اللي حصللي؟ معقول صعب عليا؟ ولا أنا بخدع نفسي؟”
رفعت عينيها تبص في السقف،بتحاول تقنع نفسها إنه عدوها، بس صورته وهو تعبان في العربية، وهو بيبص لها بعين مش قاسية زي كل مرة… كانت أقوى من أي مبرر.
في اللحظة دي، ورا باب تاني في الفيلا…
جاسر دخل أوضه تانيه وهو ماشي بخطوات تقيلة. لأول مرة حاسس إنه مش ماسك زمام نفسه، وليلى بقت موجودة جواه بشكل غريب مش فاهمه.
رمى نفسه على الكرسي، مسك راسه بين إيديه وتمتم بغضب مكتوم:
أنا بعمل إيه…؟ ليه وجودها بيهديني وأنا المفروض أخاف أضعف؟
مكانش في اجابه واضحه،وعقله وقف عند نقطة واحدة ومش قادر يفكر،جاسر قرر يستريح علشان يقدر يواجه المشاكل اللي حواليه،وبالفعل قام غير هدومه كلها،ولبس بنطلون مريح،وكان عاري الصدر،عضلات جسمة بارزة ،ومكان الجرح فيه دم لكن بسيط.
وقف قدام المرايه وهو بيبص على الجرح وهو متضايق،حسابك كبر اوي يا دياب،اوعدك اني هخليك تتمنى الموت تحت ايدي.
قال كلامه ورجع عند السرير،رمى جسمة بتعب،ولأول مرة ينام من غير ما يفكر في الماضي،عيونه قفلت بسرعه كأنها محتاجه ترتاح من سنين،ملامحه بقت هادية،وجسمة ارتخى بهدوء،لكن قلبه،فضل يدق وبيفكر ليه حاسس بالامان لأول مرة.
_______________________________
(في الأسفل)
راضي جمع كل الرجالة وطلب منهم ياخدوا اجازه يومين،وهو اتحرك وركب عربيته واتجه بيها للفندق اللي متعود يقضي فيه وقت الراحة.
وفي غرفه ندى،كانت نايمة على السرير،وعيونها سرحانه وملامحها حزينه ،وكأنها بتفتكر الحادثة اللي حصلتلها مع الشاب اللي ضحك عليها ووصلها للحالة دي.
ومع نضرات ندى للسقف بنرجع بالزمن معاها،وبنشوف كل التفاصيل اللي مستخبيه ورا دموعها اللي بتنزل.
"من ٨ شهور"
في فيلا داخل حي راقي،كانت موجودة ندى ومعاها بنت من الي شغالين في الفيلا،بتساعدها تلبس هدومها علشان هتخرج مع صحابها،ودا الكلام اللي قالته ندى ليها،لكن في الحقيقه هيا خارجه مع الشاب اللي مرتبطة بيه من ورا جاسر.
ندى بحماس:عاوزه اكون جميلة النهاردة،الخروجه دي مش عوزاها تكون عاديه ابدا.
المساعدة ابتسمت:والله يا انسة ندى أنا أشك ان الخروجه دي مع صاحبك،معقول كل الشياكة دي علشان هتقابلي اصحابك البنات.
ندى خجلت من كلامها،لكن خايفه ان حد يعرف وتتكشف،فكذبت عليها:تقصدي ايه ،اني رايحه مع شاب؟
المساعدة اتخضت وتراجعت :استغفر الله يا انسة ندى انا مقلتش كدة.
ندى ضحكت وهيا بتتحرك خطوتين قدام المراية:متقلقيش اول ما اقرر ارتبط انتي اول واحده هقولها،بس اهم حاجه متقوليش لجاسر اني خرجت خالص.
المساعدة هزت راسها وابتسمت،وندى نزلت بكل طاقة،متحمسه انها تقابل حبيبها،وتقضي معاه وقت لطيف.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لما خرجت من الفيلا علشان تركب العربسة،قابلها جاسر اللي كان مخلص شغل وراجع يرتاح،سالها باستغراب وصوت جاد:على فين؟
ندى اتوترت وخافت منه:لا مافيش انا كنت بفكر اخرج بس خلاص رجعت في كلامي.
جاسر لاحظ توترها وهز راسه:يعني،افهم من كلامك انك داخله جوه تاني.
ندى هزت راسها وهو سابها ومشي وهيا دخلت وراه بسرعه.
المساعده اتصدمت لما شافتها،ندى بصت عليها وشاورتلها متتكلمش،وجاسر طلع على فوق من غير اي كلمة،وهيا قربت من المساعده وقالت:هعمل ايه يا قمر دلوقت،شافني وانا خارجه.
المساعده بصت ليها بشك:فيها ايه يا انسه ندى هو انتي بتعملي حاجة غلط،انتي خارجه عادي مع صحابك البنات؟
ندى بصت لها وسكتت،وبعد تفكير قالت:عندك حق ايه اللي هيخوفني،بصي انا هطلع،بس شوفيلي بقى طريقه اخرج بيها من غير ماحد يشوفني،علشان رجالته لو شافوني خارجه هيبلغوه على طول وانتي عارفاه لو عرف اني خرجت من غير اذنه هيعمل فيا ايه .
المساعده بصت عليها شويه بتفكير وبعدين قالت:عندى فكره،انا هطلع ابعت رجالته يجيبوا لينا طلبات واحاول اشغل الباقي على ما تخرجي انتي بس حاولي ماتعمليش صوت .
ندى بتوتر:تفتكري محدش هايشوفني؟
المساعده ابتسمت بثقه:متقلقيش،وسيبي الموضوع دا عليا.
قمر قالت كلامها وخرجت ،اتكلمت مع اتنين من رجالة جاسر اللي في الجنينه وطلبت منهم يشتروا طلبات،وبعدين قربت من الرجاله اللي على البوابه وطلبت منهم يساعدوها تشيل ادوات من ورا الفيلا.
وفي الوقت دا مبقاش في حد منهم موجود،ووقتها استغلت ندى الفرصه واخدت عربية من عربيات جاسر القديمة وخرجت بيها من الفيلا بكل هدوء.
_________________________
(في الخارج)
ندى بعدت عن الفيلا بمسافه ووقفت بالعربيه،كانت بتبص وراها وعيونها بتقول انها مستينه حد.
وبعد دقايق ظهر شاب من رجالة جاسر ،كان خرج وراها من الفيلا على طول.
كان مبتسم وهو بيقرب منها ولما شافها اتكلم بحب:وحشتيني جدا،انا كنت حاطت ايدي على قلبي لما شوفت جاسر بيه بيوقفك.
ندى ابتسمت :ايوا متعرفش انا قلبي اترعب ازاي،بس الحمدلله ان المره دي محدش كشفنا،قولي بقى ناوي تخرجني فين.
الشاب ابتسم،وندى نزلت من العربيه وهو ركب مكانها في كرسي القياده،وهي ركبت للكرسي المجاور ليه.
الشاب بص عليها بنظرات صامته وغريبه،لكن ملامحه اتبدلت لابتسامة لما ندى بصت عليه.
ندى عيونها كانت مبتسمة وهي بتبص عليه،كانها بتحاول تحس بالامان وهيا معاه.
الشاب كانت نظراته فيها حاجه مش مريحه ..كانه بيفكر ازاي هيستغلها المرة دي،وانه داخل العلاقة دي علشان يتسلى بيها وبس.
لما شافها بتبص له ابتسم وقال:المرة دي هنروح مكان جديد،مختلف عن المرة اللي فاتت،اهم حاجة،انتي واثقه فيا.
ندى بحب وحماس:أكيد يا حبيبي،انا لو مش واثقه فيك تفتكر هضحي بكل دا ليه؟
الشاب ابتسم واتحرك بالعربيه ،وفضل طول الطريق ماسك ايديها وبيغازل فيها،لحدما وصلوا عند عماره شكلها غريب.
ندى بتساؤل:إيه المكان دا؟
الشاب قبل ايديها وابتسم،دا المكان اللي هنبدأ فيه قصه حبنا الحقيقية.
ندى استغربت لكنها ابتسمت من تصرفاته معاها.
الشاب نزل وفتح ليها الباب،وقبل ايديها تاني وهمس:عاوزك تثقي فيا،والمرة دي خليني اعمل حاجه علشان افرحك واخليكي مبسوطة.
ندى زاد حماسها وابتسمت والشاب مسك ايدها كويس ودخلوا من باب العماره،ركبوا الاسانسير ووصلوا لدور معين وخرجوا،وقفوا قدام شقة مرقمة ومكتوب عليها 22 .
ندى بصت له وهيا مش فاهمه،الشاب خرج مفتاح من جيبة وفتح باب الشقه وندى اتصدمت.
شافت ورد في كل مكان وبلالين،وصوره كبيره ليها مكتوب عليها انا بحبك.
ندى بصت له وبصدمه قالت :انت بتهزر.
الشاب ابتسم:ايه عجبتك.
ندى حماسها وفرحتها خلاها تحضنة جامد ومتحسش بنفسها:دي تجنن يا ياسر.
الشاب بص عليها وابتسم،مسك ايديها ودخلوا لجوا،وقفل عليهم الباب،سابها واقفه بتتفرج على المفجاة ودخل يجهزلهم عصير.
وبعد دقايق خرج،شايل صينيه في ايديه عليها كاسين عصير قدم ليها كاس وقال وعيونه بتلف يمين وشمال كأنه بيخبي توتره:انا قولت اعمل حاجه بسيطة تفرحك وتكون مختلفة.
ندى بحب:ياسر انت فاجأتي،انا متوقعتش ابدا انك تعملي مفجأة حلوة زي دي.
الشاب مسك ايديها ولامسها بطريقه غريبه وابتسم:ولسا يا حبيبتي دانا هفجأك،اشربي العصير.
ندى ابتسمت واخدت من ايديه العصير وشربت شويه،بصت عليه وقالت بتساؤل،طيب هو احنا هنفضل هنا كتير،اقصد يعني هنفضل في الشقه دي والباب مقفول علينا كده؟
الشاب ضحك:انتي خايفه مني ولا ايه؟
ندى اتوترت من ضحكته،لكن تماسكه وقالت بخفة:لا خالص،انا بثق فيك جدا،بس خايفه اوي من موضوع اننا نكون لوحدنا في شقة.
الشاب قرب منها ولمس كتفها بطريقه مثيره وهمس في ودنها:متقلقيش ،انا مستحيل اعمل حاجة تضايقك،ندى هزت راسها وجسمها بيرتعش من قربه منها،الشاب فضل مصمم انها تشرب العصير،لحدما خلصته.
ندى قامت ،وبصت حواليها:انا عاوزه اشوف الشقه دي؟هي دي الشقه اللي كلمتني عليها؟
الشاب مسك ايديها وهو بيضحك:ايوا يا حبيبتي ،دي الشقه اللي هنتجوز فيها، تعالى معايا افرجك عليها.
ندى ابتسمت ومشيت معاه وهيا حاسة بخوف لكن بتحاول تطمن نفسها وانه أكيد مش هيأذيها.
الشاب كان بيبص عليها وخايف من اللي هيحصل،لكن جواه احساس مثير انه يجرب معاها حاجة مختلفه.
في نص الطريق الرؤية بدات تختفي وندى حست ان جسمها بيتقل ودماغها مشوشة ،وعيونها بتقفل بالراحة،اتكلمت باستغراب:ايه دا يا ياسر،انا فيا حاجة غلط،مش قادره اتمالك اعصابي.
جاسر ابتسم وهو ماسك ايديها وساندها:لا ماتقلقيش خالص يا روح قلبي،دا بس من المخدر اللي كان في العصير!
ندى اتصدمت وبعدت ايده بخضه:ايه؟مخدر؟
الشاب ملامحة اتبدلت وقرب منها والمرة دي لمس جسمها بجرئه :ماتخافيش،كل الحكاية اننا هنصورك كام صور بكام وضعية وخلاص.
اتخضت من كلامه وجسمها اتشنج:ايه اللي بتقوله دا،انت أكيد بتهزر صح؟رد عليا وقول ان دا هزار؟"
ياسر بص عليها بخوف واضح لكنه زعق فيها:لا،مش بهزر، انا لو معملتش كده،هيقتلوني؟
ندى ردت وهيا دايخة:مين دول اللي هيقتلوك.
ياسر رد بزعل:ناس معندهاش ضمير يا ندى،قلوبهم قاسية ومبيرحموش حد،هيقتلوني لو معملتش اللي هما عاوزينه.
ندى دموعها نزلت بقهر:وانا ذنبي ايه؟انا حبيتك ووثقت فيك،متوقعتش انك تعمل فيا كدة.
ياسر رد بقهر:ذنبك انك اخت جاسر العاشيري ياندى،،هو وامثاله خطر علينا،واحدة في طيبتك،ماينفعش تكون اخت راجل زي دا،إنتي عارفة لو كنتي غريبة عنه،كنتي هتبقى في امان.
ندى مسكت ايديه بتعب واتكلمت برجاء:علشان خاطري يا ياسر،أرجوك متأذنيش.
ياسر بزعل:غصب عني،انا اسف.
قال كلامه وشالها بين ايديه،وهيا مصدومه مش فاهمه هيعمل ايه.
دخلها اوضه من اللي موجودين واللي شافته جابلها صدمة قوية.
مجموعة شباب قاعدين وبيشربوا سجاير،اول ماشافوا ياسر شايل ندى،قاموا واخدوها من ايديه كانها عروسة لعبه مش مجرد انسانة،حطوها على السرير وبصوا ليه وابتسموا.
ندى بصت عليه وهيا حاسه بروحها بتهرب منها،شافته واقف مكانه ساكت وبيولع سيجاره،صرخت باسمه بتستغيث،لكنه متهزش.
شاب قرب منها وهو بيضحك بخبث: متخافيش احنا مش هنعمل حاجه،،احنا هنعمل حاجات.
ندى حست إن روحها بتخرج من جسمها، قلبها كان بيخبط في صدرها بشكل يخليها مش سامعة غير دقات الرعب.
اللحظة دي فهمت إنها وقعت في فخ مش هتعرف تخرج منه بسهولة.
الأوضة اتقفلت عليهم وياسر كان واقف بيصورهم وهما حواليها، وضحكاتهم الخبيثة بتتردد في ودانها كأنها النهاية.
آخر حاجة شافتها قبل ما دموعها تغرق عينيها كانت ابتسامة ياسر الباردة، والباب اللي اتقفل عليهم.. بعدها كل حاجة بقت سودة وفقدت وعيها.
