روايات حديثة

رواية بيت المعلم الفصل الثامن 8 للكاتبة مارينا عطية

 



رواية بيت المعلم الفصل الثامن 8 للكاتبة مارينا عطيه 






#بيت_المعلم

أعمل أية ؟ 
أسامح.
أزاي أقدر أسامح شخص داس على قلبي! أزاي أقدر أسامح حد كل يوم بفكر أزاي عمل كدة! 

من حوالي تلت سنين عدوا، تلت سنين فارقوني كأنهم مفاروقنيش خالص.
قاعد جمبي في كافيه هادي.
مكانا! 
= مش عارف.
_ يعني أية مش عارف يا آدم! 
= يعني تعبت إني أقنعه! 
_ لدرجاتي! لدرجاتي يعني أنا تقيلة عليك في إنك تقنعه أننا نتجوز ! 
= جميلة أفهمي، أنا أخويا الكبير متجوزش.
وأحنا عليتنا لازم الكبير هو اللي يتجوز في الأول، ولو هو متجوزش يبقي اللي يطلع الأول أول واحد يعني من بيت العيلة بتاعتنا يتجوز حد من العيلة.
ضحكت بإستخفاف.
_ اااه اللي هي بدرية مش كدة! 
قرب عليا ومسك إيدي.
= أنا مش هضحي بحُبي ليكِ مهما كان يا جميلة! 
_ آدم أنت واقف ومش عارف تتصرف، لا أنت مش عايز تتصرف أية مستني أنا أتصرفلك! 
سكت
_ طب ووالدتك ؟ 
= مالها والدتي ! ست غلبانة متقدرش تتكلم ولا تفتح بوقها، أتغصبت زمان على جوزاتها من أبويا فـ مفيش في إيدها أنها تتكلم وتتناقش.
_ أبوك راجل قاسي يا آدم.
معرفش أزاي قولتها بس لقتني بكلم.
_ راجل قاسي ميتعشرش! 
= جميلة! 
حطيت إيدي على راسي ومنعت دموعي.
_ اللي يمنع أتنين بيحبوا بعض ورايدين بعض في الحياة تبقى قسوة، وقسوة كبيرة كمان ومتتعالجش بحنية قصادها؛ لأنه بيكون فاكر أنه هيقدر يزرع الحُب بختياره هو أو أن الحُب بيتبدل بشخص تاني مثلًا! 
مكنش بيتكلم كعادته.
_ تقدر تقولي هو متمسك ببدرية قوي كدة لية؟ 
= شايفها طيبة وغلبانة وتعيش و....وو....
_ هو اللي شايف! مش قولتلك راجل قاسي.

متكلمش مردش عليا يتخانق معايا حتى يفهمني أني فاهمة غلط وكل ده هيعدي يفهمني أننا هنكسر كل ده وهنكون مع بعض في أسرع وقت عادي وأنه لسه عنده طاقة أنه يحارب علشاني ولسه قادر يزرع جواه طاقة أكبر علشان يعمل اللي ميتعملش علشاني.

هو طبعه كدة هادي قوي واسلوبه هادي غير اي راجل كنت بسمع عنه أو كان ليا صِلة معرفة بيه.
بعد القاعدة دي قاعدنا يمكن أسبوع مش بنتكلم لغاية ما مقدرتش أتكلم وكلمته أنا.
_ مش عايز تكلمني يعني؟
= أنا مبنمش..
_ لية؟ 
= مش عايز أدوشك معايا.
_ أحكيلي يا آدم في اية.

وقتها كلمني فون وحكالي قد أية ابوه هدده بألف حاجة بس محكاليش أية هما بس أنا توقعت أنه ميخلهوش يشتغل عنده في ماله أو أنه مثلًا يمنعه من خير الأرض حاجات كتيرة خطرت على بالي بس لوهلة الموضوع أنا مدخلتش في تفاصيل.
ده غير حكالي حاجة غريبة قوي!
بدرية..بدرية نفسها قربيته دي اللي أبوه عاوزاه يتجوزها جاتله البيت وقالت لهُ" بقى أنت مش عايز تتجوزني يا آدم، أنا هندمك على اليوم اللي رفضتني فيه" 
سألته.
_ طب وهي متعشمة قوي فيك كدة لية؟ 
= بدرية من زمان كنا بنعلب سوا مع بعض لما كنا صغيرين فـ كان الكل فاكر أننا هنكون لبعض.
_ وأنت ! 
= مكنتش شايفها غير أختي علشان معنديش أخوات بنات.
سكت.
_ طب وأنت كويس؟
= أنا تعبان، تعبان قوي من غيرك.

في اليوم ده مذكرش غير أننا فضلنا نعيط بالساعات ! الموضوع مخلصش على كدة من الفرهدة والتعب اللي حصلوا لينا..
ده عدى شهر...اتنين...تلاتة.
وصلوا لست شهور! 
ياقساوتك يا معلم رُمان.
كل ده علشان كلمتك تمشي! 
ومن وقتها قررت..
قررت إني مش هخليه يواجهه كل ده لوحده وهواجهه معاه هعمل أية بقى مش عارفة ! 

جاتلي فكرة غريبه.
ونفذتها.
اااه بالظبط أتقابلت مع المعلم رُمان.
نزلتله البلد
وسألت عليه لغاية ما وصلتله
كان قاسي فعلًا زي ما وصفته! عيونه حادة في بصته وقاعدته فيها قسوة وقلب لا يمكن يكون قلب أنسان جرب الحُب قبل كدة.
هي القسوة بتيجي من البني آدمين اللي ميعرفوش يعني أية حُب.
مكنتش عارفة أتكلم معاه في أية.
بصلي من فوق لتحت.
" إنتِ بقى جميلة" 
أستغربت.
_ أيوة! 
" ياوِلد أعملوا شاي لست البنات هنا اللي جاية تطلب ابني مني" 
قالها بصوت عالي والقهوة كلها وقفت تتفرج علينا.
كنت بتمنى الأرض تتشق وتبلعني وكنت مكسوفة قوي! 
أستجمعت قوتي.
وقفت وبصيت في عينه.
_ أبنك مش بيبي علشان أجي أطلبه منك، ولا حضرتك وسلطة حضرتك تسمح أنك تقعد معايا وتضيع من وقتك علشان حاجة متدخلش العقل زي كدة.
أعتقد أنكم عيلة متحفظة والعائلات المتحفظة اللي زي كدة بيكونوا واخدين بالهم كويس من كلامهم ومبيضعوش وقتهم في الفاضي! 
بصلي بنص نظرة.
_ حضرتك وافقت تقابلني مش كدة؟
"صحيح" 
_ واللي أعرفه عن حضرتك أنك مبتقابلش اي حد، يبقى شغل مش فاضي!
ضحك بمكر.
" هما كدة ناس برة" 
_ نعم ؟ 
قرب مني.
" ناس برة اللي مستحيل أدخلهم بيتي وأخري أقابلهم على القهوة زي ما أنتِ شايفة كدة"
_ عالم برة مكنش خرج ابنك من كلية محترمة! 
" آخرهم كدة، عندهم عالم كبير قوي جوه دماغهم صعب يتقابل بعالمنا وأنا ابني طيب سهل يضحك عليه بس متقلقيش كله محلول" 
قرب مني بنظرة أستكبار.
" هنستناكِ الليلة عقبال عندك ليلة فرحه على بدرية" 
وقتها حسيت جردل مياة ساقعة أتكب عليا
والدمعة منعتها تنزل مني
وقتها حسيت إني رخصت نفسي بشكل بشع إني عملت كدة وأن شخص زيه مستحيل يترضا مستحيل يقتنع بكلمتين ذكرتهم في الكلية ولا بكلام كتب وروايات
ده عايش وسط عالم ميتعشرش! 
أنا بس كنت بدافع عن حبي!
معملتش حاجة غلط! 

قمت سبته وسمعته بيكلم صبي القهوة " بِل الشربات ياوِلد" 
الغريب أن كل الاهالي محترماه كله حقيقي! كله بيضرب له تعظيم سلام بشكل أنا أستغربته
الكل حاضر ونعم مفيش حد بيعارضه واللي بيعارضه بيدوسه حتى ابنه.

ركبت القطر وأنا شاردة سرحانة بغلط نفسي مية مرة إني أعمل كدة.
كان وقتها تليفوني فاصل معرفش الساعة كام حتى.
وصلت البيت ودخلت نمت مصحتش غير في الفجر.
نزلت دمعة مني لما حسيت بحرقة قلب لما أفتكرت اللي حصلي أنهاردة كان يوم قاسي قوي في الحقيقة.
نزلت دمعة تانية لما أفتكرت أن خلاص القصة أنهاردة خلصت وأنتهت.
أخدت الموبيل من الشاحن
لقيت مسدج من آدم أول ما فتحت الموبيل.
= أنا هسافر.
مسدج تانية بعد وقت.
= مش بتردي لية ! 
مسدج تانية بعد وقت تاني.
= جميلة.
مسدج تانية بعد وقت.
= أنتِ أية اللي عملتيه ده ! جميلة تليفونك مقفول من فضلك رُدي.

سبت الموبيل ومردتش أرُد عليه مكنش عندي طاقة إني اسمع ضعفه واستسلامة أنا كنت حاسه أنه هيستستلم.
شخص زيه بحسه مبيعرفش ياخد قرارات وهادي معظم الوقت لازم يعني يستستلم.
غمضت عيني وصحيت على رنته.
مردتش.
رن تاني
مردتش.
قبل التالتة بعت ليا مسدج " أخويا هيتجوز بدرية لو سمحتِ ردي محتاجالك" 
قلبي أتقبض.
رديت.
_ آلو.
= مش بترُدي عليا لية؟ 
سكت.
= إنتِ فعلًا روحتي لأبويا ؟ 
_ ايوة.
= لية...لية عملتِ كدة أنا كنت برتب كل حاجة.
_ بترتب أنك تتجوز بدرية وتسبني ! 
= برتب أننا نكون مع بعض.
_ مبروك ياعريس.
= جميلة اسمعيني وبلاش تريقة.
أمي قالت ليا أقتراح وهو إني أسافر سنة وبكدة ابعد عنه وعن بدرية وتكون بدرية أتخطبت ولا أتجوزت ويكون هو هدي شوية و...
_ سنة ! سنة! كأن عمري معاك ملهوش حق يكبر يا آدم.
كمل كلامه.
= ده قبل ما أنتِ تروحي له.
هو أقتنع بفكرة السفر أنا كنت مرتب لكل حاجة..
_ وبعدين ! 
= خلاص يا جميلة كل حاجة أنتهت هنا، أبويا هيجوز بدرية لأخويا الكبير والموضوع خلص.
_ يعني اية! 
= يعني أنا هتجوزك لو طبقت السما على الأرض.

أنا معرفش بدرية ولغاية دلوقتي معرفش أية سر الجملة اللي قالتها له.
" بقى أنت مش عاوز تتجوزني يا آدم، أنا هندمك على اليوم اللي رفضتني فيه" 
مفيش شهرين من خطوبتهم وأتجوزوا فعلًا! 
وآدم وعيلته جم خطبوني.
كنت فاكرة وقتها أنه هو أقتنع بيا وان الدنيا هديت خلاص، بس في الحقيقة لا
الحقيقة كانت أنه كان متجاهلني وكأني مش خطيبة ابنه وكان بيعاملني معاملة كأني جاية من الشارع دي الحقيقة ايوة! 
كل ده كان بيقلتني
كان في يوم عندي آدم..
= هتسافري معايا؟
_ هو أنت من وقت ماجيت هنا وأنت غريب.
= غريب أزاي يعني ؟ 
_ آدم شكلك متغير قوي عن كل مرة بتجيلي فيها وجاي دلوقتي بتقولي هتسافري معايا! كأنك مقرر.
= أنا فعلًا مقرر وأنتِ هتسافري معايا.
ضحكت.
_ أنت غريب جدًا.
= غريب علشان عاوز أحكميكِ! 
_ من مين من مين !! 
مردش.
_ من أهلك! 
= أنا رتبت كل حاجة إنتِ هتسافري معايا.

في الليلة دي مكنش آدم اللي أتعودت أشوف الفرحه في عينه من بعد خطوبتنا.
أنا مكنتش عارفة اقول اية لأهلي على سفري ولا على جوازي اللي هيتم بسرعة ده.
هقول اية ! 
ولقد كان.
ترتيبات الفرح جات بسرعة قوي
مكنش ده الفرح اللي نفسي فيه
كل حاجة تمت وكأنها مشهد من فيلم وأتلقط جوه الكواليس.
كل حاجة كان ظاهر فيها الآلم.
_ مبسوط دلوقتي ؟ 
= جدًا.
ضحكت وأنا برجع راسي لورا على كرسي الطيارة.
_ لية عملت كدة ؟ 
= علشانك وعلشاني.
_ آدم! 
= أبويا كان مقرر أنه ميدخليش بيت ويمنع أُمي حتى، 
فأنا قررت أني هسيبه وأمشي أصل كنت هقعد في البلد علشانهم! 
مصدقتهوش.
_ ده السبب! بس.
غريبة أصل ممكن يحن بعد كدة يعني و...
= أبويا مبيحنش.
_ هو رضي أنك تسافر!
إبتسم وهز راسه.

بعدها بشوية أكتشفت أمر خطير.
أمر خطير جدًا! 
أكتشفت أن أبوه منعه من أنه يساعده في فلوس الفرح وأن مامته باعت الدهب بتاعها من وراهم وساعدته وده كان سر بينه وبين أُمه.
وقتها أستغربت طب فلوس السفر دي جت منين ! 
عرفت برضه أن مامته اللي ساعدته.
أنا عرفت عن طريق الصُدفة لما كلمها قصادي في مرة والمكالمة مكملتش خمس دقايق لأن الدقيقة برة مكلفة قوي.
كان بيقولها نصًا " هعوضك، هعوضك عن كل حاجة وهجبلك دهب غير اللي بعتيه علشاني يا أمي"
قالت " عوزاك مبسوط مش مغصوب زيي زمان يا أبني" 

وأنتهت كل حاجة عند النقطة دي! 
= جميلة..جميلة..
فوقت من سرحاني.
_ أنا هكلم حنين.




يتبع...


رابط البارت التاسع






مدونة الرسم بالكلمات
بواسطة : مدونة الرسم بالكلمات
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-