روايات حديثة

رواية بيت المعلم الفصل السابع 7 للكاتبة مارينا عطية

 



رواية بيت المعلم الفصل السابع 7 للكاتبة مارينا عطيه 






_ لقيتها فين ؟ 
مسكت إيدي وسحبتني لغاية المطبخ.
شاورت على تحت الحوض الخرطوم اللي موصل بالحوض.
"-هنا" 
كان ملفوف في كيس أسود.
لقيت آدم بيرن فجأة.
_ آلو.
= بُصي أنا ظبطت دنيه المياة خلاص والكهرباء كمان.

ولأن من وقت ما جينا تقريبًا مرتحناش هو يومين بالظبط بس عدوا بالمرارة بالظبط كأن الشراين بتتقطع فينا مكنتش عارفة أعمل أية.

حتى الكهرباء والمياه آدم أتصرف من الجيران اللي تحت معرفش عمل أية وأتفق أية مع صاحب العمارة بس وصلوا لينا وصل كهرباء موقتًا لليوم ده اللي سكنا فيه.

أنا من وقت ما جيت بتصدم وبس! 
الورق كان ملفوف في كيس أسود ومربوط.
فتحت الورق.
كان متبهدل شويتين! أكيد يعني في مكان زي كدة لازم يتبهدل.
فتحته مفتهمتش فيه أي حاجة نهائي.
كل العنوانين فيها حاجات مش مفهومة.
عقود...
بيع...وشراء.
عقد إمتلاك!
محبتش العب في حاجة وسبته لما يجي آدم.

الست رُقية كملت نضافة في المطبخ، في نفس الوقت اللي بتخلص فيه سمعت صوت كُحة المعلم رُمان.
جريت عليه.
لقيته قاعد صاحي.

_ محتاج حاجة ؟ 
بص عليا بحُزن.
_ طب أجبلك تاكل.
مردش.
_ شكلك بقيت أحسن.
تحب أعملك حاجة سُخنة! 
مردش.
فضلت أسئلة كتير بس مكنش بيرُد عليا نهائي! 
لقيته بيتكلم بصوت واطي.
" آدم ابني فين" 
إبتسمت وحسيت بأمل بيخبط على قلبي من جديد، لأنه فاكر أهو فاكر آدم! 
_ جاي، شوية وجاي.
مسكت إيده وسندته.
أخدت بإيده لبرة الأوضة طلعنا وقعدنا على الكنبة.
_ أجبلك أكل طيب ؟ 
"- أنا خلصت يا ست جميلة" 
قالتها وهي بتقرب مننا في الصالة.
بص عليها وسألني.
" مين دي؟" 
_ متشغلش بالك حضرتك.
قمت حسبتها وأديتها حقها وفتحت باب الشقة كان آدم والراجل بيطلع على السلم.
ميل عليا.
= أدخلي جوه.
لأني كنت بلبس البيت.
دخلت الأوضة وهو كان واقف معاه بيعمل قفل الباب.
خلص في وقت مش كبير، مشي الراجل خرجت لقيته قاعد جمب ابوه في الصالة.
= معقولة يابا أنا ابنك آدم.
سكت ومردش.
_ في أية ! 
= متقلقنيش عليك، أنت متعرفنيش! 
مردش عليه برضه.
_ آدم في أية ! 
= بيقولي انت مين ! 
أتصدمت وفتحت بوقي.
_ آدم ده لسه سأل عليك ! 
آدم صدقني لسه بيقولي آدم فين ! 
سكت ومردش عليا طلب مني أروح أعمل الغدا دخلت جوه وناديت عليه 
جالي.
_ أنا لقيت ده.
مسك الكيس الملفوف مني.
= أية ده ! 
_ معرفش لقيته هنا.
شاورت على المكان اللي الست رُقية لقيته فيه.
فتحه وبص فيه للأسف كان ريحته بشعه من الركنة
_ فهمت حاجة؟ 
= مش عارف، هبقى أشوفه كدة بس أرتاح شوية.
مسكت إيده.
_ لوحدك ! 
قرب مني.
= إنتِ فاكرة إني مسامح أخواتي يا جميلة ! مسامحهم على اللي عملوه دلوقتي ولا على اللي عملوه زمان.
أنا عُمري ما سمحتهم.
قلبي وجعني.
_ آدم حاول...
= حاول تنسى...أنسى أية ولا أية ! 
_ ناوي على أية
سكت! 
= مش عارف.
_ محاولتش تفهم أو تعرف أية الحكاية يا آدم؟ 
إبتسم.
= كل حاجة هتنكشف واحدة واحدة.

كنت مستغربة جايب برود الأعصاب ده منين! 
هو آدم بطبيعته شخص هادي جدًا، حتى مش من نوع الرجالة اللي صوته عالي أغلب الوقت ولا بيزعق كتير ولما بتوصل منه للآخر ويعلي صوته ويزعق أعرف كدة أن خلاص الأمر نفذ! يمكن لأن معداش علينا مشاكل كبيرة توصل أني أشوفه قصادي هيتصرف فيها أزاي من غير كلامه عن نفسه.
بس على رأيه كله هينكشف.

خلصت أكل ودخلت صحيته وصحيت باباه.
لما صحي.
" أنتِ كويسة يا بنتي؟" 
إبتسمتله.
_ كويسة! 

قعدنا ناكل كلنا وكان آدم جمب باباه بيحاول يفكره بكل حاجة ولما ملقيناش آمل قرر أنه ياخده لدكتور العيلة يشوف حالته ويطمنا على حالته الصحية.

بعد حوالي يومين روحنا عند الدكتور ومعانا المعلم رُمان.
" الوِالد عنده نسيان مؤقت في ذاكرته يعني نوع من أنواع الزهايمر في سن مُتأخر طبعًا"
_ بس هو في حاجات بيفتكرها وبيرجع ينساها.
" أيوة مفهوم، ده بيحصل في أوقات معينة عقله بيفتكرها ولما بيرجع لمرحلة النسيان تاني بيرجع ينساها!"
" يعني ممكن يفتكر حاجات قديمة جدًا بس ميفتكرش كل الحاجات الجديدة!"

خرجنا من عند الدكتور وأحنا فاهمين حالته بعد ما أطمنا برضه على حالته الصحية بالكشف عليه.
أفتكرت كلام الدكتور وهو بيقولنا " عاملوه معاملة الأطفال بالظبط!" 
روحنا البيت.
_ شوفت موضوع الورق ؟ 
= أستني.
قام من مكانه وجاب الورق وقعد جمب باباه.
= بُص كدة يا با الورق ده! ده جميلة لقيته هنا، ده يُخصنا صح ! 
إبتسم المعلم رُمان وبص ليا.
"- ده ورق ليا، ورق البيوت والأراضي" 
= بس أنت لية شايلة! 
"- شايلة من العو" 
ضحكنا.
"-في حرامية" 
= حرامية ! 
"- حرامية عاوزة تسرق البيت وتسرق أملاكي" 

سكت وقام وسابنا دخل أوضته، كنت مبسوطة أنه بدأ يتحرك.
_ فهمت حاجة ؟ 
سكت..
_ آدم.
= قبل ما نسافر طبعًا أنتِ عارفاه كانت معامله أبويا وأخواتي أزاي.
_ عارفة.
= أبويا علشان يعاقبني وقتها كتب جزء من املاكه لأخواتي.
أتصدمت.
_ بجد ! 
= اايوة، الورق ده شكله كدة رِد الجزء ده.
_ بس أنت مقولتش ليا حاجة زي كدة! 
= جميلة أحنا شقينا علشان نكون لبعض.
_ يعني باباك كان معاه يا آدم وسابك هو وأخواتك تسافر وننحت في الصخر لوحدنا ! نتعب ونمو...
كانت عيني بتدمع طبطب عليا.
_ أنا عارفة كل حاجة إلا دي أزاي متقوليش.
= سامحيه يا جميلة، سامحي أبويا.

إبتسمت وبصيت ليه بإستغراب بيطلب مني أسامح أكتر شخص كان مؤذي في حياتنا أنا وهو.
أكتر واحد فرق بنا ومكنش عاوزنا لبعض.
أعمل أية !! 

يتبع...
بيت_المعلم.


رابط البارت الثامن
مدونة الرسم بالكلمات
بواسطة : مدونة الرسم بالكلمات
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-