روايات حديثة

رواية الداغر الحلقة السادسة

الحلقة 6. حماية ام انتقام

رامي بصراخ : نعم ؟؟؟؟؟؟؟

رفع داغر كفه ليسكت به فم الاخر

داغر : بس الله يخرب بيتك ..... اهدى و انا هشرحلك كل حاجة لكن صوت عالى و رب العزة ما هقولك حاجة و هتروح زي ما جيت .... و مفيش اكل ليك كمان

رامي : لااااا كله الا كده ..... هسكت خالص بس تحكيلي اللى حصل و اللى ناوي عليه

تنهد داغر بعمق قبل ان يتحرك نحو فراش صغير بالغرفة ليجلس

داغر : من يومن حصل حاجة حاولو انهم يئذوها بيها

رامى بإهتمام : يقتلوها ؟؟؟؟

حرك داغر رأسه نافيا ليردف

داغر : لا .... يخلوها متفتكرش اي حاجة تانى

رامي : طب وهي كانت افتكرت اولانى

داغر : فاكر الولا اللى جبته يوم المصنع

رامي بتذكر : اه ماله ؟

داغر : قبل ما تتصل بيا و تكلمنى كنت عندها فى المستشفى و لقيتها رسماه

اتسعت حدقتا رامي دهشة لحديث صديقه ليتوجه للجلوس على احدى المقاعد

رامي : قصدك انها .........

اومأ بهدوء

داغر : ايوة بتفتكر .... هى مكنتش عارفة هو مين او رسمته ليه لكن المهم انه كان شخص اتعاملت معاه

رامي : وانت جبتها هنا بعيد عن عين اي حد بيهدد حياتها مش كده ؟ وطبعاً مستحيل حد يخمن انك انت اللى عاملها ... بس وجودها هنا هيخليها متطلعش برة البيت خصوصاً اننا مش عارفين احنا بنحميها من مين

داغر : هشوفلها حل الحكاية دى بس المهم انها تبقى تحت عيني يمكن توصلنى للى عايزه

اومأ رامي بتفكير ليكمل قائلاً

رامي: بس يا صاحبي الموضوع ده خطر و ممكن يوديك فى مصيبة .... دي قضية ... خطف قاصر .... يعنى ملقيتش حل تاني تحميها بيه ما هى كانت تحت الحماية فى المستشفى ؟

تنهد داغر بهدوء و تعب

داغر : عندك حل تاني غير ده ؟ ... هى فى خطر بسبب قضية طارق زائد ان فى شخص مش عارفين هو مين مصمم يخليها متفتكرش اي حاجة ....البت اللى حاولت تأذيها فى المستشفى خرجت من القضية بسهولة متعرفش ازاى

رامي بدهشة : قصدك فى ناس من فوق و تبعنا بيغطو عليهم ؟

اومأ داغر بضيق ليردف

داغر : ايوة ده اللى اكتشفته ... القضية اتغطى عليها ... يعنى ممكن فى لحظة لو افتكرت اى حاجة عن حياتها قبل الحادثة ميترددوش و يقتلوها وهتروح فى داهية من غير ما حد يحس بيها .... كان لازم لها حماية و بعيد عن البوليس لغاية ما نعرف مين اللى عايز يأذيها .... و انا بقدملها الحماية دي .. طبعاً مقابل الامل فى انها ممكن تفتكر حاجة تساعدني

رامي بشك : بس كده ؟

داغر : قصدك ايه ؟

رامي : قصدي هو ده السبب اللى خلاك تفكر فى كل ده ...... عشان تبقى تحت عنيك ؟ .. بس كده ؟

داغر : امال هيكون ليه ؟ .... القضية بالنسبة لشغلنا زيها زي اى قضية تانية لكن بالنسبة ليا دى حياة او موت ... و مستحيل اضيع ورقة كسبانة زي دي .... ما انت عارف ان اكتر شيء بسعى له هو انى انتقم لابويا

رامي : ماهو ده اللى اقصده يا صاحبي ..... انت جايبها هنا عشان تنتقم بس ياتري هتنتقم من خلالها ولا منها هي نفسها

داغر بثبات : بلاش هبل و غباء ... اكيد انا مش هيبقى في بيني و بينها عمار بعد اللى عرفته عنها بس مش معنى كده انى انتقم منها بسبب حاجة هي ملهاش اي دخل فيها غير كده هى فيها اللى مكفيها اصلاً ومش ناقصة

رامي : طب و تفتكر الشخص الخفي اللى كان متكفل برعايتها هيعمل ايه لما يلاقيها اختفت

داغر بذكاء : مش ده اللى يهمنى ..... السؤال الصح هو هل الشخص ده له علاقة بأبوها ولا لا

رامي بسرعة : قصدك انه ممكن يكون .........

داغر : احتمال كبير جداً انه يكون الشخص اللى احنا عايزينه .... يمكن يكون شريك ابوها ...... بس السؤال .... مين الشخص ده ؟

قطع حديثهم دلوف والدته الى الغرفة

حنان : يلا يا حبايبى الغدا جاهز

رامي : حبيبتي يا خالتي و ربنا

نهض الاثنان للتوجه الى الخارح فى حين هتفت حنان بتساؤل

حنان : طب و البت الغلبانة دي .. مش هتاكل ؟

هم بالرد لكن قاطعه صوت صراخها يصدر من غرفته ليتنهد بقوة ومن ثم اتجه اليها يتبعه كلاً من رامى و حنان

دلف الى غرفته ليجدها تجلس نصف جلسة على الفراش تغمض عيناها بقوة و مازالت على صراخها ليتسمر هو بمكانه مثله مثل الاخرين قبل ان يتقدم نحوها بحذر هاتفاً بإسمها

داغر : اهدي ده انا .... داغر ...... انتى بأمان محدش هيأذيكي

فتحت عيناه الدامعة فور سماعها لصوته لتتوقف عن الصراخ محظقة به بدهشة و ذعر لم يُمحى بعد من ملامحها

تاج بذهول : داغر

ومن ثم لم يستطع التمتع بتأمل جمال و نعومة صوتها الملائكي لتفاجئه برمي جسدها داخل احضانه ... تتمسك به بشدة و خوف لتعاود البكاء مرة اخرى

بلع ريقه بتوتر ليرفع يداه بتردد مربتاً بهدوء على رأسها فى حين اشار لوالدته و رامي بتركهم وحدهم بعضاً من الوقت

ظلو هكذا لثوان قبل ان يبدأ هو بالحديث

داغر : يعنى دكتور شرف الدين كان بيتكلم جد و انتى فعلاً اتكلمتى

ظلت على وضعها دون رد ليكرر

داغر : تاج ؟؟؟؟ ... ارفعى راسك و بصيلي

حاول ابعادها قليلاً عنه لكن مازالت متمسكة به بشدة لكن بعد محاولات عده سحيت جسدها من احضانه لتنظر ارضاً

داغر : تاج ارفعي راسك

لم تستمع لأمره ليقوم هو بوضع اصابعه أسفل ذقنها رافعاً رأسها نحوه

تنهد بعد رؤية الدموع العالقة بأهدابها و راوده شعور بحاجته لإحتضانها و احتواءها بشدة لكنه تجاهله و رفضه دون تفكير

داغر : احنا لازم نتكلم بس قبل كل ده لازم اتأكد من اللى سمعته .... انتى اتكلمتى صح ؟

ظلت تنظر نحوه ومن ثم اومأت بهدوء

داغر : طب ممكن تسمعيني صوتك عشان اتأكد ... قوليلي انتى كويسة ؟؟؟ ... حاسة بحاجة وجعاكي

و برد فعل طبيعي اعتادت عليه اكتفت بحركة من رأسها بالنفي

داغر : مش عايزك تحركيلي راسك ... عايز اسمع اجابتك ... انتى كويسة ؟

تاج بهمس : آ آ انا كويسة

ذفر انفاسه بقوة ومن ثم تجاوزها متوجهاً للجلوس على الاريكة

داغر : تعالى اقعدي عشان انتى محتاجة تسمعي و تفهمي اللى هقوله كويس

امتثلت لأمره و تحركت للجلوس بجانبه

بعد استفرارها بجواره تقدم بنصفه الاعلى الى الامام ليمسح بيداه على وجهه ومن ثم شرع بالحديث

داغر : اكيد انتى بتسألي دلوقتى ايه اللى بيحصل و ايه اللى جابك هنا بعد ما .... بعد ما اتخطفتى

اومأت بهدوء ليكمل

 ......... اول يوم قابلتك فيه كان في واحد هربان و وصل بطريقة او بأخرى للمستشفى اللى كنتي فيها المهم بعد اشتباك حصل بينا و بينه انتهى الامر انه اتصاب بالرصاص و مات بعد ايام ... طبعاً انتى مش فاكرة اى حاجة من الاحداث دي رغم وجودك ساعتها فى نفس المكان اللى اتصاب فيه الشخص ده

تاج بدهشة : أنا ؟؟؟ مش صحيح

داغر : لا صحيح .... انتى عارفة حالتك المرضية و عارفة انك اول ما بتفوقى من النوم الطويل ده بتفضلي فترة بعدها مش واعية للى حواليكي ... المهم انك بشكل او بآخر اتورطتي فى القضية دي ... ازاى .. مش لازم تعرفي حالياً بس اللى اقدر اقوله انك بعد اللى حصل كنتى محتاجة حماية من اى حد ممكن يفكر ينتقم

تاج ببراءة : عشان كده كان فى ظُباط قدام الباب بتاع اوضتى

ابتسم لبراءتها ليكمل

داغر : دول مش ظباط .... دول حرس و كانو مكلفين بحمايتك ... لكن للاسف من يومين فى ناس حاولو يأذوكي و احنا محبناش انك تحسي بحاجة عشان متخافيش .... بس انا شوفت انك لو فضلتى فى المستشفى اكتر من كده ممكن تبقى حياتك فى خطر و عملت اللى عملته ده و خليت الكل يفتكر انك اتخطفتى عشان ابعد عنك الانظار و احميكى من الاشخاص اللى انا مش عارفهم اصلاً ... فاهماني ؟

اومأت بهدوء لتردف بعدها

تاج بفضول: و احنا هنا فين ؟ ومين الناس اللى دخلو معاك دول ؟ مش ممكن يقولو للناس التانية دي انى هنا ؟

داغر بإبتسامة : انتى هنا فى بيتي و الناس دول فهم انى و رامي ابن خالتى ... اطمنى الدار امان

بادلته الابتسامة ببلاهة ثم سرعان ما عبست مرة اخرى

تاج : يعنى كظه انا مش هخرج من هنا خالص عشان مفيش حد يشوفنى ..... خرجت من المستشفى عشان اتحبس هنا

داغر بتفكير : معلش استحملى فترة كده و هحاول اشوف حل قريب .... ثم اردف بمرح بسيط ...... ومتقلقيش يا ستي انتى هتقعدي مع امي و امي دي بقى ميتزهقش منها ... اتفقنا ؟؟

تاج : اتفقنا

نهض واقفاً ليكمل

داغر : بخصوص المكان اللى هتقعدي فيه فممكن اظبط اوضة اختى ليكي ... هى حالياً فى اسكندرية عشان كليتها هناك .. ممكن تستخدمي اوضتها مؤقتاً ...... ثم اردف بجدية .... عايزك تسمعى كل كلمة اقولها و تنفذيها ومش عايز اى اعتراض ... كله عشان مصلحتك ؟

اومأت بسعادة لتردف دون وعى

تاح بتلقائية : مش هقول لأ على اى حاجة ... كفاية انى هبقى معاك هنا

نظر نحوها بدهشة من جملتها الاخيرة و ظل يفكر بما قصدته بها لكن ابعد تلك الافكار من رأسه ليتحرك نحو الخارج مصطحباً اياها لمشاركة والدته و رامي الغداء

تقدم معها الى الخارج ليجد كلاً من والدته برفقة رامي ينتظروه بقلق و توتر زاد عندما رأوا طيفها خلفه ... تنهد بهدء ليشرع بالحديث

داغر : أمي .... اعرفك ... تاج ... سبق و قولتلك حالتها و انها هنا فى ضيافتنا لفترة مؤقتة بغرض حمايتها .... و طبعاً مش محتاج اقولك ان وجودها هنا مينفعش حد غريب يعرف بيه ...... ثم وجه حديثه نحو تاج المتشبثة بذراعه اثر رهابها الاجتماعى ...... تاج دي والدتي و اللى هتعيشي معاها لفترة الجاية ... خدو وقتكو لغاية ما تتعودو على بعض

ثم نقل انظاره نحو رامي ليجز اسنانه عند ملاحظته تحديق ابن خالته بها ليردف بحدة غير مقصودة

داغر : و ده رامي صاحبي و اخويا و ابن خالتى .... مفيش سبب يخليكي تتعرفي عليه غير لانه بينط لنا هنا كتير

تحرك رامي بسرعة ليقف بجانب داغر مواجهاً لها مما جعلها تنكمش اكثر ناحية بطلها

رامي بمرح : ازيك يا مزة ..... بلاش رامي دي خليها للمعقد اللى جنبك ده ... ممكن تناديني روميو عادي

ومن ثم اتبع حديثه بغمزة ليحدجه داغر بنظرة جعلته يعتدل بوقفته مبعداً نظره عنها

اقتربت والدته ناحيتها لتردف بحنان

حنان : انا حنان ام داغر ..... متخافيش مننا يا بنتى انتى ضيفتنا و نحطك فى عنينا .... يلا سيبك من العيال دي و تعالى ناكل .. الا انا عملالك غديوة انما ايه هتاكلى صوابعك وراها

و لسوء عادتها و نهمها للاكل و نتيجة لإمتناعها عنه بالفترة السابقة بسبب غياب داغر عن زيارتها ... تغلبت على خوفها بصعوبة لتسحب يدها بهدوء من ذراع داغر لتومأ لوالدته بهدوء ومن ثم تسير معها الى الخارج تاركة كلاً من داغر و رامي ينظرون بدهشة فى اثرها

رامي بدهشة : اه يا بنت المفاجيع ....... شوف البت كانت مكلبشة فيك ازاى ومش راضية تسيبك كأننا هناكلها و اول ما جت سيرة الاكل هوب تلاقيها باعتك و راحت مع خالتي ....... ايه كانو بياكلو اكلها فى المستشفى و لا ايه

لوى داغر شفتيه ليردف بتهكم مجيباً الآخر

داغر : شوف مين اللى بيتكلم ..... يلا يلا خلينا نروح ناكلنا لقمة احسن موعدكش انها هتسيبلك حاجة

تحرك رامي سريعاً بعد تهديد داغر له هاتفاً

رامي : مش بقولك مفجوعة بنت مفاجيع

.................

يتبع ........

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-