روايات حديثة

رواية الداغر الحلقة السابعة

الحلقة 7. تقارب و غيرة

مرت بضعة ايام على استقرارها بمنزل داغر ... تأقلمت خلالهم على العيش برفقته هو و والدته و التى اعتنت بها و حرصت على راحتها اشفاقاً منها على حالها بعد معرفتها بما مرت به من مصاعب ... فى حين راعى هو وجود مسافات بينهم وجعل كل واجبه هو توفير الحماية و الامان لها لا اكثر فما زال بداخله لا يستسيغ فكرة وجود ابنة عدوه و قاتل والده بمنزله رغم عدم حمله اى ضغينة ناحيتها لكن مازال الوضع غير مريح بالمرة لذا فالغاية تبرر الوسيلة كما ظل شعورالذنب يتملكه ناحيتها عند رؤيتها تتعامل معه بتلقائية و طفولية و ثقة عمياء ... كأن عالمها يتمحور حوله فقط

بنهار يوم ما كان هو بعمله و حنان تنعم بقيلولتها بهناء فى حين كانت هى تجلس بغرفتها مستلقية على الفراش تنظر نحو الأعلى بشرود .. تفكر به .. بطلها المغوار .. حاميها .. تشعر بسعادة لاتذكر أن شعرت بها من قبل .... ابتسمت بسخرية إثر تفكيرها ذاك لتهتف لنفسها ...." وانتى كنتي فاكرة حاجة قبل كده اصلاً عشان تفتكرى فرح او حزن حتى "

ظلت على وضعيتها تلك حتى سمعت رنين جرس المنزل يتعالى بأرجائه .... نهضت جالسة تفكر بتوتر بما يتوجب فعله فداغر بعمله فى حين والدته تنام بعد تناولها لدوائها لذا من الصعب ايقاظها و هى ... هى وحدها ولا يجب ان يراها اياً كان

تحركت لخارج الغرفة متجهة نحو الباب لتنظر خلال العين السحرية فترى رامي يقف مستنداً بتعب على الحائط .... اضطربت لدقائق تفكر بما عليها فعله قبل ان تهم بفتح الباب

كان بعمله بالخارج يطارد حفنة من مروجي المخدرات ليحدث اشتباك بين افراد الشرطة .. هو على رأسهم و بين افراد العصابة انتهى بإصابته بجرح ليس بكبير ..... و بعد رفض قاطع منه بالذهاب للمشفى اسرع بالذهاب لبيت خالته فلا ملجأ له غيره خصوصاً انه يعيش بمنزله وحيداً بسبب سفر والدته للعيش مع زوجها المغترب

فور وصوله لمنزل داغر و بعد رنينه لجرس المنزل بقي للحظات ينتظر فتح الباب ....يستند بجانبه السليم على الحائط و ينظر ارضاً من شدة الألم مغمضاً عيناه بقوة

لحظات شعر بعدها بفتح الباب ليهتف دون رفع رأسه

رامي : خالتى الله يهديكي انا كويس مفييش حاجة ده جرح بسيط فمتعمليش هيصة

لم يلقى الرد المتوقع من جهة خالته ليرفع رأسه فيراها تقف امامه مُحدقه به بأعين متسعة و فم مفتوح

ابتسم على هيئتها تلك و حاول الاعتدال بوقفته لكن أنة ألم خرجت منه و أوشك على السقوط أرضاً .. و كرد فعل طبيعي تحركت تسنده مانعة اياه من السقوط ليرفع نظره نحوها هاتفاً بألم

رامي : فين خالتي؟

تاج بتوتر و تعلثم : ن ن ..... نايمة

رامي : و داغر؟

تاج : فى الشغل

سمعته يشتم بلفظ احمرت وجنتاها بسببه ومن ثم أردف بصعوبة

رامي : طب انا محتاج بس علبة الاسعافات اللى هنا عشان معنديش فى البيت

و من ثم اعتدل بوقفته مبتعداً عنها مكملاً

رامي : ممكن تدخلي تجيبهالي من جوة

ظلت على وقفتها تحدق به للحظات ... ترددت اكثر من مرة قبل ان تهتف اخيراً

تاج : ممكن تدخل جوة و اساعدك

نظر نحوها بدهشة

رامي : انتي ؟ تساعديني؟

اومأت بهدوء لتردف

تاج : انا شوفت الممرضة قبل كده بتساعد واحد كان مصاب زيك

ثم توجهت نحوه مرة اخره تسنده و تدخله الى المنزل فى حين كان هو مذهولاً من تصرفها فهى الخجولة الانطوائية تقدم له العون ؟؟؟؟

نجحت فى ايصاله الى الاريكة ليستقر فوقها فى حين هي و بدون كلمة تحركت من امامه و غابت فترة لتعود بعدها تحمل صندوق الاسعافات ومن ثم اقتربت منه و بدأت بحل ازرار قميصه لتتسع عيناه فجأة و يقفز مبتعداً عنها

رامي : انتى ... انتى بتعملى ايه؟

تاج ببراءة و تلقائية : بقلعك القميص

رامي بدهشة : نعم يا اختى بتقلعيني القميص .... بقولك ايه كله الا كده ... انا من ساعة ما شوفتك و انا مش مرتحلك اصلاً ... الزمى مكانك انا محجوز

تاج بتساؤل : محجوز ؟؟؟

رامي: ايوة لريم .... هى كلها سنة و نتجوز

شهقة صغيرة خرجت منها عند ادراكها لمقصده وما اقدمت على فعله لتعتري وجنتاها حمرة الخجل

تاج : انا .. انا مقصدتش اللى فهمته .. انا و الله كنت عايزاك تقلعه عشان اعالج جرحك بس

رامي بغباء : جرحى؟

تاج : ايوة

تنهد بأرتياح ليتهاوي مرة اخرى على الاريكة و هم بخلع قميصه فى اشارة منه لتكمل ما تريد

بدأت بمداواته .. تركز عيناها على جرحه فى حين كان هو يراقبها بتمعن

استغرقت بضعة دقائق لتنتهي اخيراً مما تفعل و ترفع رأسها نحوه فتراه ينظر نحوها

ابتعدت عنه بخجل تلملم الادوات مرة اخرى بالحقيبة ليردف هو

رامي : ليه ؟

نظرت نحوه بتساؤل ليعيد حديثه قائلاً

رامي : ليه ساعدتيني ؟... اللى اعرفه عنك انك مش بتتعاملى مع اى حد و داغر و خالتى ما هما الا استثناء مش اكتر

تاج بتوتر : وانت صاحب داغر و قريبه

رامي : يعنى عشان انا صاحب داغر و قريبه ساعدتيني

اومأت بهدوء

رامي : يعنى داغر مهم بالنسبالك و اى حاجة تخصه تهمك انتى كمان

اومأت مرة اخرى ليكمل بخبث

رامي : قوليلي ... داغر يبقى بالنسبالك ايه يا تاج؟

لم تنتظر لحظة لتفكر بما تجيب بل اردفت فوراً

تاج بإبتسامة : كل حاجة

رامي : كل حاجة؟ ... يعنى ايه ؟


رامي : كل حاجة؟ ... يعنى ايه ؟

تاج ببراءة و حالمية : يعنى داغر كل حاجة.... كل حاجة فيه حلوة ... حتى الوحش حلو

ابتسم رامي لبساطة حديثها و تلقائيتها ليعتدل بجلسته مستنداً بظهره الى الخلف قائلاً بشرود و ابتسامة صغيرة

رامي: حتى الوحش حلو ... صح حتى الوحش حلو ... ده لو كان فيها وحش اصلاً

تاج بفضول : هى مين دى؟

رامي بشرود و دون وعي : ريم

تاج ببراءة : ريم ؟ اه اللى محجوز ليها

نظر نحوها بإبتسامة ليعتدل بجلسته فيكون مواجهاً لها

رامي : عارفة ... انتى بريئة اوى و يمكن انتى فعلاً اللى الوحش بتاعك حلو ... بس مش ليا انا لحد تانى

امالت رأسها لليمين .. تحدق به للحظات دليلاً على عدم فهمها لحديثه

رامي : ايوة يا ستى ريم ... اخت داغر ... بيني و بينك كده ده سر ... احنا بنحب بعض بس مستنيها تخلص دراستها عشان اكلم داغر

تاج : بتحبها؟

رامي : كلمة الحب دى قليلة على اللى جوايا .. انا اللى جوايا اكبر بكتير ... مش عارف اعبرلك عنه ازاى

داغر بصوت جهوري : انا اللى هعرفك تعبر ازاى يا روح امك

انتفض كلاً منهما فور سماع صوته لتنهض هى واقفة فى حين تحامل رامي على نفسه ليعتدل بجلسته

أما الاخر كان كل ما يراه نصب عيناه هو مشهد واحد

رامي يجلس عاري الصدر هاتفاً بحبه و مشاعره فى حين كانت هى تجلس بجانبه بأريحية لم يألفها مع غيره .. تنظر نحو رامي بسعادة و تستمع له بإهتمام و تلك الابتسامة القاتلةخاصتها مرسومة على ثغرها

استيقظ على صوت رامي المنهك

رامي : داخل بزعابيبك كده ليه .. مش تقول السلام عليكم الاول .. ثم نظر نحو تاج و اردف .... البت اتفزعت

اشتعل الغضب اكثر بداخله قبل ان يردف بهدوء مصطنع

داغر : تاج ..... على اوضتك

رفعت رأسها نحوه لتخفضها سريعاً فور رؤيتها لملامحه الغاضبة لتتحرك فوراً مغادرة المكان

بعد خروجها تحرك داغر نحو رامي بخطوات سريعة ليمسك به من مؤخرة رقبته يسحبه معه نحو باب المنزل وسط هتاف و اعتراض صديقه

رامي : ياعم انت .. ايدك ... وسع كده ... ايه يا داغر انت اتجننت ولا ايه ؟

داغر بغضب : اتجننت ؟ .... انا هوريك الجنان اللى على اصوله ... قاعد تحب فى البت و تضحك عليها بكلمتين اكمنها خام ومش فاهمة حاجة... من امتى بقيت خسيس كده و بتتعدى على حُرمة بيت اخوك

استمع رامي لحديث صديقه ليتحرك بعصبية و يتحرر من قيد الاخر

رامي بغضب : خسيس ؟ حُرمة؟ انا عمرى ما كنت خسيس يا داغر وانت عارف كده ... ثم حُرمة ايه ؟.... و هى كانت تلزمك فى حاجة ؟

داغر : تلزمنى و لا متلزمنيش ميخصكش .... البيت ده متعتبهوش طالما هى لسة هنا و قضيتها منتهتش فاهم ؟؟؟

ثم دفعه لخارج المنزل فى حين هتف الاخر ضاحكاً و قد ادرك ما بنفس صديقه

رامي : يا عم اهدى بس و اسمعنى .... مكنتش اقصدها هى و المصحف ده انا كنت بتكلم عن ر........

داغر : انت لسة هتحكى .... ثم تحرك ليحضر قميصه ملقياً اياه بوجهه .... نتقابل بعدين و مش هنا .... فاااااهم

لم يستمع لرد الاخر ومن ثم اغلق الباب فوراً ليستند عليه محاولاً التهدئة من انفاسه الثائرة ليهتف من بين اسنانه

داغر : قالى تلزمني قال ... ما هى المصيبة انها تلزمنى .... ثم رفع رأسه للأعلى هاتفاً بتضرع ..... رحمتك يااااارب

فى حين كانت الاخرى بغرفتها تفكر بحديث رامي عن عشقه لريم و كينونة تلك المشاعر غافلة عن من بالخارج يكاد يموت غيظاً من تقاربهم ذاك

انتهى هذا اليوم دون احداث ليأتى يوم جديد ...استيقظت مبكراً على غير عادتها لتفتح عيناها بهدوء و تعتدل بجلستها قبل ان تنهض و تقف امام المرآة تطالع هيأتها بشرود ....... لم تكن تراقب منامتها ذات اللون الوردي او لنقل منامة ريم شقيقة داغر و التى استولت على غرفتها بجانب ملابسها .... ولم تهتم حتى بتصفيف شعرها الطويل المشعث ... فقط شاردة بحالها معه .... هو من كان يحتويها بأول ايامها هنا ... يراعيها و يهتم بكل ما يخصها حيث كانت لم تعتاد بعد على وجودها بمكان غريب ... لكن بعد فترة و بعد اندماجها مع والدته و اعتيادها على العيش برفقتها بدأ هو فى الابتعاد ...... عمل على وضع حواجز عدة استشعرت وجودها اثر معاملته لها ...... وكلما نجحت فى كسر احدى تلك الحواجز بنى اخرى ..... يضايقها الامر و لا تعلم لمَ ...... تنهدت بهدوء قبل ان تتجه نحو الخارج فتجد داغر يجلس وحيداً يطالع امر ما على حاسوبه النقال .... عقدت حاجبيها بتفكير تتساءل عن سبب تواجده بالمنزل فى هذه الساعة دون الذهاب لعمله لتتذكر ان اليوم هو يوم عطلته ..... غمرها شعور بالسعادة و الحماس لتواجده معها بالمنزل ليوم كامل ..... تقدمت نحوه تقترب منه بهدوء دون ازعاج .. ترسم ابتسامة واسعة على محياها و تتحرك بفخر ناحيته حيث انها و لاول مرة سبقت والدته بالاستيقاظ

تاج : صباح الخير .... شوفت بقى النهاردة انا سبقت ماما و صحيت قبليها ازاى

رفع رأسه عن حاسوبه ليطالعها للحظات ثم ما لبث ان رفع احدى حاجبيه و ابتسامة ملتوية ارتسمت على ثغره

داغر : صباح الشعر المنكوش و ال........... ولا بلاش لتزعلي

اتسعت حدقتاها بدهشة لتتحرك سريعاً نحو غرفتها تتأمل حالها بالمرآة لتجد شعرها المشعث وآثار النوم مازالت على وجهها و بعضاً من اثار اللعاب بجانب فمها لتشهق من هيأتها تلك و يحمر وجهها خجلاً لرؤيته لها بتلك الهيئة المخزية ...... عدلت من نفسها سريعاً ومن ثم عادت اليه مدعية الغضب ... تبادله نظراته الساخرة بأخرى تحمل التحدى و الغرور المصطنع ليقهقه ضاحكاً على هيئتها تلك

ضربت الارض بقدميها كالاطفال لتكتف ذراعيها امام صدرها و تنظر نحوه بغيظ هاتفة به ان يتوقف عن سخريته

تاج : بطل ضحك بقى .... رخم

توقف عن الضحك فور سبها له لتضع هي كفها على فمها يتبعها شهقة خرجت منها بتلقائية و اتسعت عيناها اثر ما تفوهت به .. كانت هيئتها الحالية تثير الضحك اكثر مما كانت من قبل لكنه تماسك تلك المرة و رسم ملامح جدية على وجهه لتهتف هى بإرتباك و خوف

تاح بتلعثم: آآ انا هروح لماما ..... اآ اقصد ... قصدي هروح اصحي ماما ... اه هروح اصحيها سلااااااام

ثم همت بالفرار هاربة من امامه بخطوات شبه راكضة لكن اوقفها صوته يناديها بجدية ..... وقفت بمكانها دون حراك توليه ظهرها تقبض بكلا كفيها على اطارف منامتها القصيرة و تعض على شفتيها بندم سمعته يهتف بإسمها مرة اخرى لتستنشق الهواء بعمق ومن ثم ذفرته ... التفت نحوه لتراه يراقبها بتمعن و تركيزمشيراً لها بأنامله لتقترب... امتثلت لأمرة حتى وصلت امامه مرة اخرى ليفاجئها بإمساكه لكفها القابض على منامتها ساحباً اياها لتجلس امامه ... ظلت تحدق به ببلاهة حتى تنحنح و اردف بجدية

داغر : ممكن اعرف دلوقتى انتى اتأسفتى على ايه بالظبط

نظرت له بدهشة ومن ثم اردفت بتوتر

تاج : عشان غلطت و .... و شتمتك

داغر : بس مش ده سبب زعلي منك

تاج بدهشة : امال ايه السبب؟

داغر : حاولى تفتكري كده ..... يعنى مثلاً اللى حصل امبارح مع رامي

عادت بذاكرتها لما حدث بالأمس لتردف بدفاع وهى على وشك البكاء

تاج : هو .. هو كان متعور و انا قولت اساعده ... عشان هو يعنى صاحبك و اكيد هتزعل لو حصلتله حاجة وحشة

ابتسم لاسلوبها الطفولى بالحديث ليردف بهدوء

داغر : ممكن تهدى .... انا فاهم ان الغلط اللى صدر منك مكنش بقصد عشان كده مخدتش منك موقف .. كل الحكاية انى حبيت انبهك انك مينفعش تتكلمى براحتك و تضحكى و تهزرى مع اى حد مهما كان

تاج ببراءة : طب ما انا بتكلم معاك و ساعات بنهزر

داغر بإندفاع : انا غير اى حد

تاج بغباء : ليه ؟

داغر بغضب : هو كده و خلاص

تاج بجهل : عشان بتحبني ؟ راني قال حاجة زي دى ... صح ؟

تجهم وجهه فجأة و أسود إثر ادراكه لخطورة ما يحدث ليعاود تذكير نفسه للمرة ال..... ؟ لا يذكر عدد المرات التى حدث بها هذا الامر .. فقط يُدرك أن ما يحدث قد تعدى المسموح به لذا يلزم وقفة و تفكير شديد بحيثيات الامر .... اغمض عيناه و تنهد مستعيداً هدوءه ليفتح عيناه مرة اخرى مردفاً

داغر : تاج احنا اتفقنا انك هتسمعى كل كلمة اقولها بدون نقاش يبقى اللى اقوله يتنفذ و خلاص .. و يلا اتفضلي روحى صحى ماما عشان نفطر

اومأت بخوف قبل ان تمتثل لأمره و تتحرك نحو غرفة والدته

تنهد بتعب اثر التطور السريع للاحداث فهو قد خمن حدوث مثل ذلك الامر لكن لم يتخيل ان يحدث بتلك السرعة ... ظل شارد لبعض الوقت يفكر ان وجودها هنا بجانبه و بمنزله بغرض حمايتها من اى خطر قد يواجهها .. هو نفسه خطر بالوقت ذاته .... لكن ... خطرعليه هو ... لذا فالحذر مطلووب


تناولو الافطار لتذهب والدته بعد ذلك لاعداد الشاي خاصته تعاونها تاج به فى حين اتجه هو لغرفته لاستكمال اعماله

بالمطبخ

حنان : يا بنتى اقعدى ارتاحي .. ملوش لزوم اللى بتعمليه ده ... يعنى هي كوباية الشاي اللى هتتعبني يعنى

تاج بإبتسامة : انا بحب اعمل الشاي من ساعة ما علمتيني اعمله ازاى و كمان الطبيخ و الحجات دي ... ثم اردفت بحزن .... اديني بتسلى بدل قعدتى من غير ما اعمل حاجة كده ...... بجد بزهق من الملل ده

حنان : عارفة انك زهقتى .... يعنى انا عادي فى البيت بإستمرار بسبب انى ست كبيرة و اتعودت على كده ... لكن انتى عروسة جميلة طبيعي تزهقى من القعدة معايا

تاج بسرعة : لا طبعاً مزهقتش من القاعدة مع حضرتك يا ماما انا بس يعنى كنت عايزة اشوف الدنيا برة عاملة ازاى ... بقالى تلات سنين فى المستشفى و قبلهم مش فاكرة حاجة .... رغم انى عارفة انه لو حصل و خرجت هبقى مرعوبة ابقى لوحدي و اتعامل مع حد غريب زي ما كنت اول ما جيت هنا

حنان: كل حاجة محتاجة تعود ومسيرك هتخرجى و تشوفى الدنيا و تتمتعي بيها .... بس عارفة اكتر حاجة مفرحانى منك ...... انك بقيتي تقوليلى يا ماما

تاج بتوتر : ده لو مكنش يضايق حضرتك

حنان : بس يابت بلاش عبط يضايقنى ده ايه .... ثم نقلت انظارها للموقد ...... شوفى المية ابتدت تغلي اهي

تاج : حاضر ... هقوم اعملها و اديهاله و ارجعلك تاني

حنان بحب : ماشي يا بنتى و انا هستناكي فى اوضتى

تحركت لانهاء كوب الشاي خاصته لتتحرك الى الخارج نحو غرفته .... طرقت الباب لتسمعه يسمح لها بالدخول ... دلفت للداخل لتجده يهاتف احدهم .... اقتربت منه و وضعت الصينية على الطاولة ومن ثم انتظرت حين انتهائه من حديثه

داغر : ياباشا نقلي لمكان تانى هيبقى اقل عقاب ممكن اتجازى بيه بعد تقصيري ..... ايوة ياباشا ... خلاص فيش داعى يا افندم تزعل نفسك .... انا فاهم كويس انه مش بأيد حضرتك ... تمام يا باشا ... سلام

انهى المكالمة لترتسم ابتسامة صغيرة على محياه هامساً

داغر : جت من عند ربنا

و من ثم التفت نحوها يطالعها بتساؤل لتتنحنح فى حرج هاتفة

تاج : انا..... آآ كنت عايزة اطلب منك طلب و اسألك سؤال

داغر بتهكم : طلب و سؤال مرة واحدة ..... خير ؟

تاج : انت مش قولت اول ما جيت هنا ان وجودي من غير خروج او حرية هيكون مؤقت و انك هتشوف حل للموضوع ده .... ادي بقالى اسبوع وكام يوم هنا من غير اى جديد

تنهد هو ليجيب بجدية

داغر : خدتى الكلام من على لسانى انا كنت لسة هبلغك انى اتنقلت بشغلى لاسكندرية و بالتالى كلنا هننقل على هناك و هنقعد مع ريم الفترة الجاية ... و بكده هتقدرى تخرجي براحتك بس اكيد مش هيبقى لوحدك برضو

تاج بفرح وسعادة: مش مشكلة المهم اخرج

تحرك ليجلس مردفاً بدهشة

داغر : يااااه للدرجة دي الموضوع كان هامك ... ماانتى بقالك تلات سنين فى المستشفى .. يعنى متعودة

تاج : بس مكنش بإرادتى

همهم بهدوء ليكمل

داغر : طب ده سؤالك .... ايه طلبك بقى ؟

تاج بتوجس : رامي

داغر بحدة : ماله سي زفت ؟

تاج بإعتراض : من يقوم ما لقيتنا بنتكلم انا و هو وانت منعته من انه يجي هنا ..... ولما بقى بيتكلم معايا فى التليفون كل فترة .. منعته من دى كمان ... انا بقيت بزهق .... ماما حنان دايماً يا اما مشغولة بشغل البيت يا اما نايمة .. وانا مش لاقية حاجة اعلمها ..... رامي كان بيسليني

داغر بغضب غير مبرر : و سي زفت ده فاضيلك بقى مفيش وراه شغل

تاج : لا ما هو كان بيكلمنى وقت فراغه ... والنبي خليه يجي يقعد معايا شوية

داغر بإصرار : رامي مش هيجي تاني خلاص انسي وجوده .... مش عايز ضحك و هزار و مرقعة على الفاضي و المليان .... شوفيلك حاجة تانية تسليكي ... ارسمي مثلاً

تاج بتحجج : مش معايا دفتر الرسم بتاعى و دورت هنا ملقيتش

داغر : اجيبلك ... سهلة

تاج بتأفف : بس الرسم مش كفاية

داغر بصرامة : بقيتي زنانة و انا مش فاضي للعب العيال ده ... عندك التليفزيون تتفرجي عليه و الرسم هجيبلك ادواته و كل اللى تحتاجيه و كلها يومين اصلاً و هنسافر اسكندرية و هتلاقي ريم تتسلي معاها لغاية ماتزهقى

تاج : طب ما ده سبب ادعى انك تخلى رامي يجي اليومين دول عشان اشبع منه

نهض فجأة من مكانه ليشرف عليها بطوله الفارع و وجها الصارم الغاضب .... هيأته دبت الخوف فى اوصالها لتتراجع خطوة الى الوراء تقدمها هو نحوها

داغر بهدوء مخيف : تشبعي من مين ؟؟؟؟؟ تاااااااج حاسبي على كلامك و اعرفي ان فيه حجات مينفعش تتقال و لا تتحس حتى ... دى مش اول مرة اكلمك فى الموضوع ده .... كلام مع رامي مفيش و لا عايزك تجيبي سيرته قدامي تاني .... ثم اردف محدثاً نفسه ...... ناقص انا رامي و زفت .... مش كفاية اللى فيا .. كمان هيبقى سي رامي

تقدمت نحوه دون تفكير تضع كفها على ذراعه هامسة بقلق

تاج بتلقائية : فيك ايه ؟

اضطربت نظراته بقلق و توتر قبل ان ينفض يدها عنه فجأة هاتفاً بحدة

داغر : تااااج ... برة ... اطلعى برة ... اخفى من وشي الساعة دي

انتفضت اثر صراخه لتفر هاربة من امامه فى حين غرس هو انامله بخصلاته يشد عليها بقوة ليردف بشراسة

داغر : و بتغير كمان يا داغر ....... قبلت على نفسك بنت قاتل ابوك .... بس لا ..... و رحمة ابويا ما هسمح انه يحصل ....... و غلاوتك عندي لو هموت لتكون هى اخر واحدة استسلم ليها .... ده انا ادوس على قلبي بجزمتى و لا انى اخونك

...............

يتبع .............
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-