رواية طلب طلاق الفصل الرابع 4 بقلم منه سلطان

رواية طلب طلاق الفصل الرابع 4 بقلم منه سلطان

_إرتاحي أنا ومراتي اتطلقنا، لو ده هيريحك وهيخليكي مبسوطة؛ فأنا عوضي على ربنا في خسارتي الكبيرة ليها.

_ده بجد يا سليم؟؟، أنتَ وبنت الموجي إتطلقتوا؟؟!

كانت أمي بتتكلم بسعادة كبيرة وكان واضح انها مش قادرة تسيطر على إبتسامتها اللي عمالة توسع بشكل غريب!، أما أنا فكنت بتابع ردة فعلها بشبه ذهول ومش متخيل ازاي هي مبسوطة كده بعد الخبر ده!!.


عبرت عن صدمتي لما وقفت قدامها بذهول وقلت:

_أنتِ مبسوطة!!، أنا بقولك أنا طلقت مراتي وأنتِ مبسوطة؟؟، للدرجادي أنا مش هاين عليكي !


كنت بتكلم بألم بعد ما نجحت الست دي للمرة اللي مش عارف عددها أنها تصفعني بخصالها اللي مختلفة عن كل الأمهات وده بدل ما تهون عليا!، سكتت للحظات وبعدين ابتسمت بقهر وكملت:

_ده أنتِ حتى مسألتنيش ليه خربت بيتي؟!، ولا اهتميتي بمصير بنتي اللي لسة شهرين هيكون إيه!


قربت مني وهي كالعادة بتحاول تلعب في دماغي بطريقتها اللي فيها حنية مصطنعة ومُبالغة بشكل كبير وقالت:

_سليم يا حبيبي، أنتَ كنت في غفلة وحبك للبنت دي جننك وخلاك تنسى المشاكل اللي أهلها اتسببوا فيها لعيلتنا بالذات أخوها ده.


وقفتها عن كلامها وأنا بسألها بجنون:

_ده اللي فارق معاكي!، ده اللي شاغل بالك دلوقتي إنك خلصتي من حياة ومن أهلها؟!


حاولت تتكلم وتقول حاجة تحسن بيها من مظهرها وتسوء في مظهر حياة في عيني أكتر كالعادة يعني:

_أكيد طبعًا أنتَ عارف إن البنت دي أنا مكنتش موافقة عليها من البداية بس لولا إصرارك مكانش زماننا واقفين الوقفة دي دلوقتي!


كنت متعجب من ردود فعلها، ازاي هي قادرة تكون كده!، بلاش ده..هو أنا مبصعش عليها؟، قلبها مبيوجعاش لما بتشوفني كده؟!:

_يا شيخة ده أضعف الإيمان إنك تهوني عليا!، أيًا كان بينك وبين البنت اللي بحبها إيه بس أنا ابنك المفروض تحترمي حتى حزني على الأقل!!


عينيها اتحولت بشكل ملحوظ واتعصبت وقالت:

_حزن إيه وهباب إيه اللي بتتكلم عنه؟، أنتَ بتسمي اعجابك وانبهارك بيها حُب!، فوق يا حبيبي ده مجرد اعجاب وتسلية فترة بس مش اكتر، بسيطة يعني لعبة عجبتك وقررت تشتريها وتلعب بيها شوية. 


بعد كلامها ده حسيت بالإهانة الشديدة ليا قبل ما تكون لحياة، فرديت بعدم تفكير ومن غير تردد وصوتي كان عالي لأقصى حد:

_لاحظي اللي بتتكلمي عنها دي تبقى مراتي، وكلمة كمان في حقها أنا هنسى إني ابن ليكي، مراتي مش جارية هشتريها عشان اتسلى بيها شوية، مراتي ست البنات كلهم وضفرها بس ببنات الدنيا بحالها.


بصتلي بغل قبل ما ترد ردها اللي عارفة وواثقة أنه هيجرحني:

_كانت ، كانت مراتك!، ودلوقتي أنتَ طلقتها. 


بصعوبة بلعت الغصة قبل ما أرد بجحود عليها:

_حتى لو طلقتها، وحتى لو مكانتش مراتي، هتفضل حياة أحسن بنت عرفتها في الدنيا، وأكتر بنت محترمة وعلى خُلق وده غصب عن أي حد، أنا ليا الشرف أن بنتي تبقى بنتها.


مكانش غريب إني أوصل للدرجة دي من الجحود معاها، أصل محدش بيزرع شوك وبيستنى يحصد ورد مثلًا!


دفاعي عن حياة وتمسكي بإحترامي ليها خلاها تشتعل أكتر:

_هتفضل طول عمرك خايب يا سليم وعلى عينك غشاوة مخلياك معمي في حبها. 


_على الأقل لقيت حد أحبه ويحبني بجد!


_وهي عشان بتحبك طلبت منك الطلاق مش كده!!.


وقفني بعد ما كنت هطلع لشقتي هربًا من كل الضغط اللي بتسببهولي كلامها اللي كان متحدد كويس أوي وكأنها على علم بإيه اللي يوجعني فبتدور عليه بحرص وتعمله، وموقفتش لحد هنا وكملت:

_ده حب جديد ده بصراحة أول مرة أسمع عنه!


وقفت وعلى عكس الطبيعي إبتسمتلها بهدوء وجاوبتها:

_تعرفي أنا مبقتش مستغرب ولا زعلان من طريقتك ولا شماتك فيا، على عكس أي أم في مكانك طبعًا، بس ده مش جديد عليكي أنا هستنى منك إيه!.


خلصت كلامي وسبتها وطلعت، وصوتها العالي وصلني وهي بتتكلم بغيظ:

_روحلها يا سليم، روحلها ومدلها خدك التاني خليها تديك بالقلم عليه، طالما حنيتها دي عاجباك أوي كده!.


دخلت شقتي وأنا حاسس لأول مرة فيها بالغربة بعد ما كانت ملجأي الأمن، وبعد كنت هنغمس في حزني اللي واضح بدايته النهاردة، صوت مسدج من باسم قطعت عليا حزني لما لاقيته باعتلي:

_"سعد كان عندك بيعمل ايه عندك يا سليم، المتخلف ده عملك حاجة؟!"


كتبتله بإختصار:

_"معملش حاجة يا باسم واطمن أنا كويس".


قفلت موبايلي ورجعت بضهري على الرُكنة ولساني بيردد بتوهة كبيرة:

_يا ترى إيه خلاكي تكرهيني كل الكره ده يا حياة، عملتلك ايه عشان أستاهل منك كل القسوة دي!


*********


_حياة، أنتِ سامعاني يا حبيبتي؟!


فُقت على صوت شروق اللي كالعادة قطعت عني تفكيري وشرودي، فبصيتلها بضيق ورديت:

_نعم؟!


ابتسمت بود كعادتها وهي بتحاول تقومني وبتقول:

_قومي يالا عشان تاكلي، مش معقول هتفضلي كده على لحم بطنك، قومي يلا يا حبيبتي وكُلي.


تحاهلتها ورجعت أراقب المارة من شباك أوضتي تاني بعد ما جاوبتها بإقتضاب:

_مش عايزة .


شروق ميئستش من برودي وردي عليها، بالعكس تجاهلت كل الاقتضاب ده ورجعت تتكلم تاني بنفس الطريقة:

_مش معقول هتفضلي كده يا حياة؟؟، أنتِ بقالك على الحال ده أسبوع بحاله، وفي الاسبوع ده مفكرتيش حتى تاكلي .


هنا أنا كنت جبت اخري منها فبصيتلها بغيظ ورديت عليها:

_قولت مش عايزة أنا حُرة!.


اتنهدت شروق بقلة حيلة وبعدين قربت مني وهي بتحاول تهديني وبتتكلم بهدوء:

_حبيبتي، جسمك له حق عليكي حق ولازم تهتمي بنفسك كويس، أنتِ كده هتتعبي وأنا خايفة عليكي .


_وأنا قلت مش عايزة، أنا حرة ودي حاجة ترجعلي، اخرجي أنت براها خالص وبطلي تنظري عليا .


كنت بكلمها بصوت عالي وبعصبية شديدة جايز تبعد عني وتريحني من تنظيرها اللي كى دقيقتين تعمله ده، بس هي برضه مسكتتش وردت بحرج عليا:

_لا طبعًا أنا مقصدش أنظر عليكي، كل الموضوع بس إني خايفة عليكي بسبب قلة الأكل دي.


هنا كنت وصلت لأقصى درجات تحملي ليها ولكل اللي حواليا تقريبًا فصرخت في وشها وأنا بشاورلها تخرج:

_متشكرة لأفضالك أمشي اطلعي ىرا بقى وسيبوني في حالي، محدش له دعوة بيا .


_حياة؟؟؟!

صوت ماما العصبي وهي بتنده بإسمي أكدلي أنها سمعت مني كل حاجة قولتها فبصيتلها بملل قبل ما أتفاجئ بوجود سعد جنبها!!، بس أنا مهتمتش ورجعت أبص من الشباك التاني وأنا سامعاها بتقول لشروق:

_معلشي يا شروق يا بنتي، حقك عليا أنا، اخرجي أنتِ وأنا ليا تصرف تاني معاها.


سمعت شروق اللي ردت بصوت حزين عليها قبل ما تخرج:

_لا يا ماما مش مستاهلة، حياة أكيد متقصدش، عن اذنكم أنا هروح أشوف نيلي.


كنت مستغربة من هدوء سعد رغم اهانتي لمراته، لحد ما اتكلم وهو موجه الكلام لماما:

_بعد إذنك يا ماما سيبينا لوحدنا، محتاج أتكلم مع حياة شوية .


ماما انسحبت هي كمان بعد ما سمعت صوت زفيرها الغاضب، ومفيش ثواني الا ولقيت سعد قاعد قدامي فبصيتله بجمود وأنا بسأله بسخرية:

_خير، جاي أنتَ كمان تكمل المحاضرة؟!


_لا جاي أكمل المحاضرة ولا جاي أعاديكي، أنا جاي أقعد معاكي عادي خالص زي أي أخ وأخت طبيعيين فيها حاجة دي؟!


رجعت إبتسم تاني بسخرية وبعدين جاوبته:

_بس احنا عمرنا ما كنا أخ واخت طبيعيين، ده ممكن تضحك بيه على نفسك، أو على أمك مراتك مثلًا. 


سعد بصلي بصدمة وبعدها اتكلم بذهول:

_للدرجة دي شايلة مني؟؟!


_أنا مش شايلة من حد، ولا عايزة حاجة من حد فيكم أصلًا، أنا مش عايزة منكم غير انكم تسيبوني في حالي وتتعاملوا كأني مش موجودة، صعبة دي؟!


اتنهد بصوت مسموع وبنفس الهدوء رد:

_لا مش صعبة ولا حاجة، حاضر هنتعامل معاكي زي ما أنتِ عايزة ومش هنتتطفل عليكي ولا هنجبرك تاكلي، بالنسبة لبنتك بقى اللي بقالها يومين مرضعتش واللي مانعة واللي أكيد مانعة الأكل عنها طبعًا عشان مترضعيهاش، وحقيقي أنا لحد دلوقتي مش مستوعب إيه سبب الغل والكره اللي في قلبك دول ناحية طفلة!.


بصتله بجمود ومعلقتش، أما هو فكمل كلامه وقال وكأنه مش مستني إجابة مني:

_أنا مقدر حالتك رغم اني معنديش تفسير لتغير تصرفاتك وعدونيتك الدايمة بصراحة، لكن كله كوم وانك تنبذي بنتك كل النبوذ ده يا حياة..يبقى دي حاجة تقلق!!.


عيني اتحولت بعد كلامه لدرجة إني صرخت بإنهيار في وشه:

_أنا مش عايزاها، بكرهها ومبحبش اشوفها، حلو كده قدرت تستوعبها!!


رد بعصبية عليا:

_مادام مبتحبهاش يبقى أبوها أولى بيها.


هزيت رأسي بفرحة وأنا بشاورله ببساطة:

_ايوة خُدها لعنده، أنا مش عايزاها. 


وقف بصدمة وهو بيبصلي بدهشة:

_وهتأمني عليها مع أم سليم؟، على الأقل سليم بيحبها وأبوها، بالنسبة لأمه قلبك هيطاوعك تأمني عليها معاها؟!


اترددت لثواني وأنا بستوعب ان وجودها معايا جحيم بس مع جدتها أكيد هيبقى جحيم أكبر؛ بس رغم ده مهتمتش:

_دي جدتها، وبعدين أنا ميخصنيش أصلا ، طالما أهم حاجة هتمشي من هنا.


_زي ما تحبي يا حياة، اللي أنتِ عايزاه كله هيتنفذ.


********


_أنتَ كويس؟؟!


غمضت عيني بتعب وأنا بسمع سؤال باسم نفسه للمرة المليون تقريبًا، فإتنهدت قبل ما أجاوبه بضيق:

_اه يا باسم ، كويس الحمد لله، يلا بقى عشان نطلع .


رجع يوقفني تاني والمرة دي قال بيأس:

_سليم، أنتَ لو مش كويس، تعالى نلف ونرجع، وملهاش لازمة الزيارة دي أصلًا ، خليها مرة تانية أحسن. 


حاول يسحبني من ايدي وننزل فوقفته بعصبية وقولتله:

_الموضوع مش مستاهل يا باسم، خلينا نخلص.


برضه فضل على نفس وضعه متغاظ مني ومن ردودي:

_أنتَ شايف شكلك ده يسمح أنك تتواجه مع سعد، يا ابني أنتَ يدوب لسة راجع من السفر وحيلك مهدود، وده متخلف ومش هيرتاح غير لما يخرجك عن شعورك!.


رديت عليه بإصرار وأنا بكمل طلوع:

_وهي ملهاش ذنب، ده حقها ولازم تاخده، خلينا نخلص بقى يا عم.


وصلنا لباب الشقة في اللحظة اللي رد فيها باسم عليا بغيظ وقال:

_خلاص أنا غلطان لك. 


حطيت ايدي على الباب وخبطت ففتحت لينا شروق مرات سعد، اللي شاورتلنا ندخل وهي بتنده على حوزها، فدخلنا وقابلنا سعد واللي حسيت بيه نفسه يطردنا بس ماسك نفسه بالعافية، في الوقت ده خرجت لينا أم حياة وشاورتلنا نقعد بحرج فمديت ايدي ليها بشنطتين سفر وأنا بتكلم بجمود:

_دي حاجة حياة ونيلي، كنت مسافر ومقدرتش أجيبهم في وقت قبل ده. 


رد سعد بنفس استظرافه المعتاد:

_طب حلو، إحنا كده كده كنا هنيجي ناخده مع باقي حاجتها ، بس كتر خيرك يا ابن العدلي. 


اتنهدت بضيق ومردتش وكل اللي كان شغالي وقتها هي عيوني اللي بدأت تدور عليها بلهفة وأنا كلي أمل اشوفها وهي خارجة ببنتنا، وده على عكس باسم اللي حسبت بيه بيشيط جنبي واللي طبعًا مضيعش على نفسه فرصة أنه يرد على سعد كعادتهم كناقر ونقير:

_ملوش لزوم الكلمتين دول يا سعد، خلص لو سمحت عشان زي ما أنت شايف الراجل تعبان ومحتاج يرتاح، ولولا حضرتك كان المفروض نايم دلوقتي .


غمضت عيني بتعب وأنا ببص لباسم بتحذير:

_باسم!!!


ورد سعد بإبتسامة مستفزة وهو بيتكلم بنبرة مستفزة أكتر:

_سيبه يقول الكلمتين اللي عنده عشان ميتكتمش في قلبه ويموت.


_أو أمّوت مثلًا، في حالتي دي متستبعدهاش.


ده كان رد باسم اللي اتحفز في قعدته أكتر، وده خلاني بسرعة أدخل في صلب الموضوع:

_خلونا نرجع لموضوعنا أسهل، أنا قصدت دلوقتي أجيب الحاجات دي عشان مش ناوي اني أرجعلكم عزال بنتكم.


ضيق عينه بشك:

_أومال ناوي على ايه بالظبط؟


مديت ايدي في جيبي وخرجت منه ورقة وبعدها حطيتها قدامه وأنا بتكلم بصعوبة:

_ده شيك بنص مليون، وده المبلغ اللي مضيت عليه في القايمة، وطبعًا النفقة وباقي طلبات بنتي ومصاريفها هتكفل بيها، وكل شهر هبعتهم مع حد.


سعد بصلي بإستغراب، على عكس حماتي اللي اتكلمت بسرعة:

_بس أنتَ ماضي على 350 بس مش 500 يا ابني؟!


إبتسمتلها بتقدير وامتنان وبصدق جاوبتها:

_مش هتفرق يا ست الكُل، هيسووا إيه دول قصاد الخسارة اللي خسرتها!، حياة تستاهل كنوز الدنيا كلها.


خلصت كلامي وأنا ببلع ريقي بصعوبة واحساس بالحزن مسيطر عليا، فوقفت بسرعة وأنا بتكلم بلهفة وبوجه ليهم كلامي:

_هستأذن منكم قبل ما امشي، كل أسبوع أشوف نيلي وتقضي معايا اليوم، أنا اتفقت مع باسم كل أسبوع يجيبها وياخدها عشان أنا مش هينفع اجي اخدها طبعًا. 


رد سعد بإختصار وقال:

_أكيد ده حقك ومش هنحرمك من بنتك.


هزيت رأسي بتعب وقبل ما أتحرك طلبت منها بلهفة:

_قبل ما أمشي، ممكن بعد إذن حضرتك تجبيلي نيلي عشان عايز أشوفها.


جريت حماتي على أوضة حياة واللي كانت في آخر الطرقة بعد ما ردت بحزن:

_طبعًا يا ابني، أنت مش محتاج تستأذن مني يا حبيبي..دي بنتك.


وقفت وعيني ثابتة على الأرض بصعوبة مخافًة إني أشوف حد بالغلط من أهل البيت سواء كانت شروق أو حتى حياة...اللي خلاص بقت لا تحل ليا..!.


ومفيش ثواني إلا وكنت انتفضت في مكاني بعد ما سمعت صوت حماتي اللي صرخت وهي بتقول:

_أنتِ بتعملي ايه يا مجنونة؟؟، بتخنقي بنتك؟!!

                                                                    ◇◇◇◇◇◇◇

                                                     Ops, it's

 horrible 🙊!.

#يُتبع 

#إسكريبت 

#منة_سلطان 

#طلب_طلاق4.

          الفصل الخامس من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات