رواية ممنوع من الحب الفصل الثاني عشر 12 بقلم منال كريم
: سرطان أبني عنده سرطان.
نطقت بها لوسي، تحدث الطبيب معارضاً:
_ لا الحمد لله الحالة موصلتش لكده،لكن الحالة خطيرة، و ممكن توصل للسرطان.
سأل عماد:
_ هو عنده ايه يا دكتور؟
أخذ نفس عميق و قال:
ـ التهاب رئوي حاد، الحالة متأخرة جدا، كل ده بسبب الإفراط من التدخين و الكحول، لازم نبدا العلاج حالا،الحالة خطيرة و مش سهلة الرئة مدمرة.
حزن تام خيم على لوسي و عماد، أما هو قال بهدوء:
_ دكتور سيبك من كل الكلام ده، أكتب على علاج يهدي الكحة و خالص.
أجاب بهدوء:
_ دكتور أدهم الحالة صعب، أنت لازم تتحجز في المستشفى و هتحط على الأجهزة.
نهض من مقعده و قال و هو يغادر:
_أنا بستنا الموت من زمان.
جحظت عيون الجميع صدماً من حديثه ، و غادرت لوسي و عماد خلفه.
/////////////
في منزل أدهم
تجمعت كل العائلة بعدما أخبرت لوسي الجميع، و هذه التجمعات و الاحاديت لا تروق له ، و حتي البكاء و النوح الذي خيم على السيدات.
تحدث سعد بهدوء:
_ أنت العند عندك أسلوب حياة،في حد يعند في صحته.
أبتسم و قال:
_ يا عمي سعد أنا مبسوط كده، خلوني في حالي.
الوضع كالتالي ،كل النساء منهارين من البكاء حتي لو تصرفاته خاطئة، فالجميع يكنن له الحب، الجميع بلا استثناء تحدث معه و هو يجيب بابتسامة باردة أو يخبرهم جملة تحطم قلوبهم:
_ أنا فرحان و مستني الموت علشان ترتاحوا كلكم مني، أنا تعبتكم معي، و ظلمت ناس ملهاش ذنب علشان كنت اناني و بفكر في نفسي بس،موتي هيريح ناس كتير.
كلماته موجهه لسارة، فهو راكض خلفها حتي وقعت في غرامه، و الآن يرى أن موته سوف يكون راحة لها..
انتهى التجمع بلا فائدة،فهو لم ينصت إلى أحد...
/////////////
في غرفة سارة، تتفحص نفسها أمام المرآة بهذا الثوب الذي يخطف الانظار، رغم أنه فضفاض،و حجابها الطويل،إلا أن مظهرها جاذب و له رونق خاص.
غادرت الغرفة و على وجهها إبتسامة ساحرة، لفت حول نفسها، لكي تنهال عليها كلمات الإعجاب و الغزل،تحرك في اتجاهه ،التقط يدها،طبع قبلة رقيقة ثم على جببتها،و هي لفت يدها حول ذراعيه.
أمام المنزل
يفتح لها باب السيارة و يقول :
_اتفضلي سيدتي الجميلة.
تزين ثغرها بابتسامة جميلة و هي تهمس بخجل:
_ ايه كل ده؟
تأملها بإعجاب ،ثم ررد بابتسامة:
_ الجميل يستهل أكثر من كده.
صعدت بإحراج و هي تشعر أن الجميع ينظرون عليها، و هو بجانبه ، حتي توقفت السيارة أمام مطعم فاخر.
فتح لها الباب، و ولجوا بهدوء و بخطوات بطيئة إلى الداخل، جاءت تجلس، لكن صاح معترضاً:
_ استني.
جذب لها الكرسي و قال بابتسامة:
_ اتفضلي يا حبيبتي.
جلست بخجل و همست بتوتر:
_ أنا مش فاهمة ليه كل ده؟ ممكن كفاية دلع.
احتضن يدها و صرح :
_ ادلع براحتك يا قمر،سارة أنا بحبك، بجد بحبك.
ابتسمت بحب وهي تردف:
_ ايه يا بابا ايه الدلع ده كله؟
تأملها بحب وفخر و أجاب :
_عشان بحبك، وعايزه أقوللك أني فخور بيكي،حبيبتي أنتِ بطلة، اللي يجاهد نفسه على إرتكاب معصية، يبقى بطل ،و أنتِ بطل لأنك تحاولي أنك تنتصري على الشيطان.
مزحها بلطف بضربة خفيفة على يدها المصابة، و هو يقول بتحذير:
_مش عايز اللي حصل ده يتكرر تاني بلاش تاذي نفسك أفضل من كده، كنت تصلي ركعتين أنا عارف أنك ملتزمة بس حرام تاذي نفسك يا سارة.
أخذت نفساً مطولاً وهي تقول بحزن:
_ يا بابا أنا تعبت و مش قادر أقاوم تاني.
شد على يديها وردد بهدوء:
_ لا هتقدري لأن احنا معاكي.
أبتسمت على هذا الحديث دون أجابه ثم استرسل حديثه:
_ يلا بقى يا ساره أطلبي الأكل على ذوقك.
التقطت قائمة الطعام ،ومجرد أن رأت الأسعار توسعت عيناها بصدمة،و همست:
_ بابا أنت عرفت المطعم ده منين؟ أنت عارف أقل صنف هنا بكام.
شق ثغره إبتسامة وقال:
_ عارف يا ساره يلا اختاري بسرعة.
قالت بتحذير :
_يا بابا الاكل غالي اوي.
رتبت على يدها و أجاب بحب:
_مفيش حاجه تغلى عليكي يلا بسرعة.
تفحصت قائمه الطعام ولم تنظر الى نوعية الطعام بل كانت تبحث على أقل سعر، لانها تعلم أن الفاتورة سوف تكون باهظة الثمن، و بالتأكيد تفوق راتب شهري لوالدها و تسأل نفسها كيف لوالدها أن يجهز مثل هذا العشاء الرومانسي؟
الحقيقه ان احمد لم يكن بمفرده بل ساعده باقي العائلة.
قبل أيام، وبالتحديد اليوم التالي الذي أصابت سارة يدها،في غرفة معيشه أغلق الباب بحذر، و أردف بهمس:
ـ أنا عايزكم في موضوع مهم.
كان أحمد يقف أمامهم بينما أمينة ومحمد وملك جالسون ولا يفهمون شيء مما يحدث، سألت بتوجس:
_ في ايه أحمد؟
جلس على الطاولة ليكون أمامهم ، و التفت حوله و قال :
_ أنا عايز أعمل عشاء رومانسي.
ابتسمت بخجل و قالت:
_ عيب كده يا أبو محمد كبرنا على الكلام ده.
بدون تجميل الكلمات، ألقى في وجهها:
_ مش ليكي أنتِ.
رمقتها نظرة حادة،بينما انفجر محمد ضاحكاً و ردد :
_ هو ده طحن الخواطر.
و أكملت ملك بهدوء:
_ ايه يا بابا في حاجة اسمها جبر الخواطر.
شعر بالندم،لذا قال بهدوء:
_ مش قصدي يا أم محمد أنتِ الغالية، أنا عامل الاجتماع ده علشان سارة.
مجرد ذكر إسمها انتبه الجميع له،و استرسل حديثه:
_من بعد اللي عملتها في نفسها و أنا مقهور عليها، قلبي بيغلي و حاسس أني عاجز،رغم أني عارف الإجابة ،بس سألت علشان أتأكد أن أحلام إنسان يتحاسب عليه لقيت لا، و أن الصبر و كتمان المشاعر في القلب يكون عليه أجر ،العلم عند الله إذا كانت سارة عليها ذنب أو لا، بس الله و رسوله أعلم هي كده مش مذنبة، المهم فكرت أعمل حاجة تخرجها من الحالة دي و عايز مساعدتكم من غير ما تعرف.
تتلألأت الدموع في عيناها و هي تردف:
_ عندك حق أنا قلبي موجوع، بس دي فكرة حلوة.
قال محمد:
_ قولوا يا بابا و احنا معك.
تحدث بهدوء:
_ عايز مطعم فخم ،من اللي نشوفه في التلفزيون ،حاجة كده خيال.
قالت ملك:
_ بس كده التكلفة تكون عالية.
حرك رأسه بمعني لا بأس ،الأهم رسم الإبتسامة على وجهه سارة.
بالفعل بحث محمد على وسائل التواصل ، و دقائق و أختر أشهر مطعم في القاهرة،و حجز طاولة لشخصين ، و قال:
_ تم الحجز طاولة لشخصين،حضرتك و سارة.
أكدت ملك و أمينة على حديث محمد أن الشخص لرفقة سارة هو أحمد، رغم أن احمد كان يريد إرسال محمد معها، لكن رضخ لهم أنه الأفضل.
ثم أخذت ملك الهاتف لترى المطعم ، فتحت عيونها بانبهار و هتفت:
_ الله المكان جميل جداً ، بس ده حتي الحجز بمبلغ كبير.
قال محمد:
_ دي هدية مني لسارة.
قال معارضاً:
_ مش موافق أنا عارف أن التكاليف عاليا و أنا اتحملها لوحدي.
رتبت على يده و قال:
_ في ايه يا بابا؟ سارة أختي و بنتي و دي هدية مني ليها، أنا آسف بس مش من حق حضرتك ترفض.
أبتسم بفخر، لتكمل ملك:
ـ و فستان السهرة عليا، أنا لي ذمة مالية بعيد عن محمود لاني موظفة، فطبعا حضرتك موافق.
هو و أمينة ينظرون إلى أولادهم بفخر، محمد و ملك يتعاملوا مع سارة ليست أخت فقط بل ابنة لأنها الأصغر، لم يشعرون بالغربة من تصرفات أولادهم فهذه زراعتهم الطيبة و حان وقت الحصاد.
أبتسم و أردف بحب:
_ ربنا يبارك فيكم و تفضلوا طول العمر سند لبعض.
_ اللهم امين.
قالها الجميع، ثم شاركت أمينة أيضا ،عندما رددت بهدوء:
_المطعم الغالي و فستان السهرة، مش عايزين تاكسي، أنا بقا أطلب عربية حلوة من اوبرا.
نظر لها و ردد متسائلاً:
_ و أنتِ معكِ فلوس منين؟
أجابت بلا مبالاة:
_ بحوش من وراءك.
برزت عيناه بدهشة و يحرك رأسه غير مصدقاً هذا الإعتراف ،يحاول التظاهر بالصدمة،ثم قال:
_ و كانت الصدمة من وراي يا أم محمد
حركت يدها اعتراضاً على حديثه،و باتت خطته بالفشل، عندما وجد أنها غير مبالية بصدمته، و أجابت بهدوء:
_ أيوة من وراءك في ايه حاجة؟
حرك رأسه بالنفي و قال:
_ لا براحتك و لا يهمك.
حاول كبح ضحكاته ،لكن فشل في ذلك، ادار وجهه إليها و قال:
_ عجبني أو علاقة ماما و بابا يا ملوكة.
_ و أنا كمان يا ميدو.
قالتها و هي تضرب كفها بكفه، بينما صاح بغضب مكبوت:
_ خلينا نفضل نهزر كده، لحد ما سارة تتطب علينا و الخطة تكشف.
نهض من مقعده و هو يقول:
_ بابا، سارة لازم تشك طالما كلنا هنا و قفالين الباب،احنا اتفقنا على كل حاجة،افتح الباب و نتصرف عادي.
هندم الجميع نفسه و جلسوا في مقاعدهم بعد إنتهاء الاجتماع السري.
تجلس على طاولة المطبخ ،تضع يدها تحت ذقنها تترقب قالب الكيك في الفرن،بناء على طلب ولادها أنه يريد كيك من صنع يدها.
من يراها يجزم أنها ليست في مرحلة الشباب،طغت على ملامحها الحزن و الإرهاق ، لاحظت غياب عائلتها ،ورسمت في خيالها، أنهم يبعدون عنها لأنها ليست مثلهم ، تظن أن الجميع غاضب منهم، و تلؤم نفسها أنها تستحق أكثر من ذلك..
وقت ما هما يخططون لها مفاجأة هي تظن ذلك، غالباً نرى الصورة ناقصة،لذا يجب التحري قبل الحكم، عائلتها مثال للدعم،و بالاخص بعد إنتهاء الجامعة انشغلت مريم مع زوجها و منزلها، بالإضافة إلى تدهور حالة أدهم الصحية و انشغالهم معه على أمل يقتنع بالعلاج، و نور تستعد لزفافها الذي يتبقي عليه القليل، هذه سُنة الحياة.
اختارت سارة أصناف أقل سعراً،لانها على يقين مثل هذه العشاء و السيارة و الفستان تكلف الكثير من النقود بالنسبة لعائلة من الطبقة المتوسطة.
اللقاء بين حبيب و حبيبها، فالأب هو أول حبيب لابنتها، انهال عليها بكلمات غزل، قص لها قصص عن الصبر على البلاء ،و أن هذا الحب ما هو إلا بلاء و اختبار، حدثها عن رحمة الله ليس العذاب، أخبرها عن الجنة و ليس النار، احيانا يحتاج الإنسان إلى سماع كلمات الرحمة و هذا حال سارة....
بعد انتهاء العشاء الذي جعلها تحلق في السماء ،تغادر الحمام، و كأن الألم وجد قلبها بيئة مناسبة للعيش فيه،لم ينتهي اليوم بسعادة، وقعت عيناها على أدهم و يارا،غضت بصرها مسرعة ، لكن حدثت نفسها:
هو ازاي بالسهولة دي عايش حياته و مكمل، اومال أنا ليه حياتي واقفة عليه،جري وراي لحد ما حبته و بعدين هو عايش و أنا ميتة، مش مسامحك لاخر يوم في عمري.
و عادت إلى طاولتها و اتخذت قرار عدم تعكير مزاجها..
/////////
على طاولة أدهم
يضع منديل ورقي على فمه، لكي يزيل الدماء، و سأل بصوت متعب:
_ طلبتي نتقابل يارا ،و نزلت رغم أني تعبان ،في ايه لكل ده؟
تتساقط دموعها و هي تردف:
_ أنا آسفة أني نزلتك و أنت تعبان، فكرت أنك تغير جو البيت، أدهم أنا عارفة أني مليش خاطر عندك ،بس بطلب منك تتعالج،احنا بنموت و احنا شايفنك كده.
وضع يده على الطاولة،ليسند رأسه عليها، ظهر عليه المرض، الحالة خطيرة و هو يرفض العلاج ،يظن بموته أن الجميع يكون سعيد و هي بالاخص، أجاب بحزن:
_ أنا عايز أمو،ت ،و مش قادر أتكلم تعبان و عايز أرجع البيت.
و محاولة آخره من المحاولات فشلت في إقناع هذا المتمرد على كل شيء...
//////////
مر أسبوع
مفاجأة عائلتها كانت لها تأثير إيجابية عليها.
و أما هو الحالة تسوء أكتر فأكثر
//////////////
في منزل نور
تجلس الفتيات بعد فترة طويلة معنا، لمساعدة نور في تحضير التزامات الزفاف، رددت بحزن:
_ شكرا ليكم ،مفيش واحدة فيكم واقفة معي،اخس عليكم.
ابتسمت سارة و قالت:
_ حقك عليا يا نور.
تمعنت النظر فيها و سألت:
_ سارة أنتِ كويسة، رغم أن الباب فالباب ،أنتِ ديما مختفية.
أجابت بهدوء:
_ الحمد لله بخير مفيش حاجه.
تمعنت النظر فيها و بشك،رددت متسائلة:
_بجد يا سارة.
ابتسمت لها، ثم نظروا الاثنين إلى مريم الجالسة بحزن،سالت سارة:
_ مالك يا مريم، رامي مزعلك.
أجابت بدلا عنها بمزح:
_ هي دي حد يقدر يزعلها.
حركت رأسها بالنفي دون أجابة،شعرت بنغزة في قلبها لا تعلم سببها و سألت مرة أخرى:
_ في ايه يا مريم؟
_ أدهم بيموت؟
جملة نطقت بها مريم، كان أثرها زلزال يضرب في أعناق قلبها، بالتأكيد لم تقصد حبيبها، أجل هو حبيبها، ألقت بجسدها على الأريكة قبل أن تسقط أرضاً، بينما جلست نور أمامها و سألت:
_ الدكتور أدهم.
حركت رأسها بالايجاب، و بدأت تقص عليهم حالته الصحية، و هي تسمع و الدموع عالقة في عيناها، و عندما سألت نور:
_ و يارا ملهاش دلال عليه و يسمع كلامها.
أخبرتهم كيف تمت الخطبة؟ تسمع بصمت تام ،لا تحرك جفن من جفونها،كانها تماثل.
/////////
عادت إلى المنزل و إلى غرفتها التي شاهدت على كل أحزانها ،القت نفسها على الفراش و أعطت دموعها إذن بالهطول.
كانت الثانية عشر، لذا ولادتها و ولادها نائمون ،قلبها يخبرها أن ترسل له و تطلب منه الخضوع للعلاج، و العقل يصرخ قائلا هذا خطأ.
في الخارج
يذهب إلى الحمام، سمع صوت دموعها و هذا ليس غريب،لكن اليوم شهقات مكتومة،خبط خبطة صغيرة و ولج إلى الداخل ، اعتدالت في جلستها و إزالة دموعها ،جلس أمامها و سأل بتوتر:
ـ مالك يا حبيبتي؟
لم تخفي عليه شيئاً ،أخبرته بحديث مريم، و أخبرته عن ظروف الخطبة،و ماذا يقول قلبها و عقلها؟ سمع بانتباه و دون مقاطعة،ثم سأل:
_ و أنتِ عايزة تسمعي كلامك قلبك أو عقلك.
قضمت أظافرها و أجابت دون تفكير:
_ عايزة أعمل اللي يرضي ربنا يا بابا.
وضع يده على رأسه بحيرة و هو يقول:
_ تصدقي يا سارة أن في حالتك دي، محتار بين الصح و الغلط، ربك رحيم و غفور ،يمكن رسالتك ليا تكون سبب علاجه و نسأل الله التوبة و العفو عن الجهل ، قال الله تعالى:
_ بسم الله الرحمن الرحيم
﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. سورة المائدة(32) صدق الله العظيم.
نهض من مقعده وكاد أن يغادر، و لكن إدار وجهه لها و قال:
_ أنا واثق فيكي يا حبيبتي.
و غادر أحمد الغرفة،جملة بسيطة لكن مسؤولية كبيرة تقع على عاتقها..
أخذ الهاتف، و كتبت الرقم ، رغم أن الرقم غير محفوظ في الهاتف بالإضافة أنها من الأشخاص الذين لا يحفظون أرقام، لكن هذا الرقم منقوش في القلب، بايد مرتعشة كتبت:
_ أدهم.
لم يستطيع النوم،ضعفت قوته، و بدنه أصبح هزيل، و كل ذلك متمسك بقراره عدم العلاج، يجلس على الأرضية الباردة ،و متكأ بذراعه على الأريكة،و أمامه وعاء يبصق فيه الدماء، وصل إشعار رسالة، كالعادة ينظر من الخارج و لم يجيب، و رغم أن الرقم غير محفوظ، مجرد رؤية أسمه علم أنها سارة ، فتح الهاتف مسرعاً ، ظناً أنها ليست بخير، حتي ترسل له بعد كل هذه الفترة، كتب بصعوبة لأن حالته الصحية أثرت بالسلب على أعصابه:
_ نعم يا حبيبي ،أنتِ بخير؟ محتاجة حاجة؟
مجرد رؤية رسالته بكت أكثر، يسألها إذا كانت في حاجة شيء، هو الآن لا يستطيع مساعدة أحد، تعبث على الحروف و لا تعلم ماذا تكتب، وجد أنها تاخرت في الرد ،أرسل هو:
ـ سارة.
الهاتف موضع على الأريكة،لانه فقد السيطرة على التحكم في الاشياء، و بصعوبة بالغة يكتب، و لأنها بحثت عن التهاب الرئوي الحاد و علمت أن في المراحل الأخيرة يضعف الاعصاب،لذا كتبت:
_ أدهم ممكن تبعت فويس أفضل.
سعر بالراحة لأن الكتابة مجهدة، و سجل فويس:
_ مالك يا حبيبي؟
أخذت نفس و كتبت:
_ لو طلبت منك طلب هتوافق؟
أبتسم بمجرد رؤية الرسالة وأرسل فويس:
_ الواحد مش عارف يعمل ايه في مريم دي.
و أصابه سعال حاد، ثم أكمل:
_ كل حاجة لازم تقولها.
و كأن احداهما شق صدرها من المنتصف عند سماع معاناته و السعال الحاد، كتبت مسرعة:
_ علشان خاطري أبدا علاج.
أرسل رسالة صوتية و نبرته صوته مبتسماً:
_ علشان خاطرك أعمل اي حاجه ، بس صدقني ده الحل الافضل للكل، أنا نقطة سودة في حياة الجميع، و بالاخص أنتِ،أنا ظلمتك يا سارة مو،تي راحة ليكي وليهم.
طحنت أسنانها غضبا، و قررت أرسل رسالة صوتية, بنبرة حادة:
_ عندك حق أنت النقطة السودة اللي في حياتنا كلنا.
حتي لو صوتها غاضباً و كلماتها قاسية، يكفي أنه استمتع لها، دق قلبه بسعادة، و أرسل رسالة يعلم أنها تغضبها أكثر و هذا ما يريده سماع صوتها قبل أن يغادر الحياة،فهو على يقين أنه في أيامه الاخيرة:
_ ليه كده يا سارة أنا بحبك.
و نجح في تحقيق هدفه، و جذبت خصلات شعرها بعصبية و أرسلت بنبرة حادة و مرتفعة:
_ حب، لا معلش بلاش تقول الكلمة دي،لأنك مش عارف يعني حب، نصيحة مني بلاش تحب، لأنك بسهولة تقت،ل اللي تحبه ، أنت شخص أناني و بتحب نفسك بس ، و عمرك ما حببت حد، عارف أنك مؤذي لكل شخص دخل حياتك،ذنبي الكبير أني حبيتك، كرهتك لدرجة أني بتمنى ليك المو،ت.
و انقلب السحر على الساحر ،لما يتوقع أن يكون الرد بهذه القسوة و العنف، كل كلمة كانت بمثابة صفعه قويه على قلبه البائس و المكسور، لكن تحكم في ردة فعله و أبتسم بسخرية و سجل رسالة صوتية:
_ عندك حق في كلمة ،أبعدوا عني بقا ، و محدش يتكلم معي، و أدعو كتير عليا بالمو،،ت، و متخافيش الموضوع قرب، حقك عليا،ربنا ياخدوني و يريحك، أو أقتل نفسي علشان ترتاحي مني يا سارة،أنا عارف أني مو،تي راحة للجميع.
لم تقصد ذلك، كيف تكون بهذه القسوة؟ هو لا يقبل العلاج،اخطأت في أسلوب الحديث، يجب عليها إقناعه..
أرسلت رسالة مكتوبة:
_ أنا آسفة.
قرأ الرسالة و لم يجيب ، زمّت شفتيها بغضب من نفسها و أرسلت :
_ خالص بقى مكنش قصدي كده.
أيضا قرأ الرسالة دون رد ، حتي أرسلت الرسالة التي تعني الكثير لهم، رغم أنه مجرد أسم:
_ أدهم.
يقسم أن مجرد أن رآه الرسالة و تخيلها و هي تنطق أسمه دق قلبه مثل طبول الحرب، و ثواني ثم كتب بتعب:
_ عايزة ايه ؟
أرسلت :
_ بلاش تكتب ابعت فويس علشان متعتبش.
ـ خايفة عليا.
= لو سمحت ابدا العلاج.
أرسل رسالة صوتية و نبرته ملبدة بدموع أسيرة عيناه:
_موتي راحة ليكي يا سارة، أنا آسف للمرة المليون أني جريت وراكي، كان لازم أبعد بس كنت أناني.
اضطرب قلبها بحزن عند سماع صوته المتعب، و زفرت دموعها التي لا تنتهي، و ارسلت :
_ لو فاكر أن موتك راحة ،أقولك أن موتك عذاب، بلاش تعمل فيا كده.
إزالة دموعها بعنف،استغرقت ثانية في التفكير،و عضت أظافرها و هي تفكر هل يجب إرسال هذه الرسالة أما لا؟ ثم قررت إرسالها:
_ أدهم أنا عايزة أكون معك و جنبك و أنت تعبان.
رسالة عادية ، رغم أنها تحمل مغزى آخر ،لكن هو فهم أنها تتطلب منه اعتنق الإسلام، و هو لم يفكر في هذه الخطوة، أرسل رسالة صوتية:
_ أنا مش مستعد للخطوة دي يا سارة.
و للمرة الثانية بهدم آمالها،تتمنى أن يفعل ذلك لأجلها و لأجله،تبيان لها أنه لم يحبها بشكل كافي حتي يأخذ خطوة لأجل أن يكونوا معنا، تاخرت في الرد،يعلم أن الإجابة لم تروق لها، أرسل :
_زعلتي مني، أنا فعلا مش مستعد الخطوة زي دي في الوقت الحالي.
رأت الرسالة و كعادتها أغلقت الهاتف دون سلام،بينما ارسل هو:
_ لسه موصلش عندك أن في حاجة إسمها سلام😂..
رأت الرسالة من الخارج و شعرت بالجنون من هذا الشخص المستفز و البارد ، و الآن في يضحك عليها، هو محق هي أضحوكة للجميع، ألقت نفسها في جحيم....
غطت نفسها تحت الغطاء و بكت بشدة.
سمع أحمد كل الحديث ،لأنه كان يجلس في صالة المنزل، تصنت على حديثهم ليس قلة ثقة فيها، بل تجنب شبه الخلوة بينهم حتي لو على الهاتف، شعر بالشفقة عليه و عليها، و بات الليل يفكر في شيء معين...
////////////
في صباح اليوم التالي
قضي الليلة على الأريكة و يفكر فيها،يتقلب بتعب شديد، نهض بتذمر لكي يرى من يدق الباب منذ الصباح الباكر ، سار بصعوبة حتي وصل إلى الباب، نظر إلى الواقف أمامه و سأل:
ـ مين حضرتك؟
رمقه نظرة من الاعلى الى الأسفل ثم أجاب
_ أنا أحمد
لم يتعرف عليه،و لم تسعفه ذاكرته أنه رآه هذا الشخص من قبل ،أبتسم و هو يقول:
ـ الظاهر أنك مش عارفني،عندك حق احنا متقبلنش و لا مرة ، بس بينا عامل مشترك مهم.
اضاق عيناه بدهشة و متعجباً من حديثه، هو ليس في حالة تسمح له بحل الألغاز ، و جسده المتعب لا يتحمل الصمود، قال حتي ينهى حيرته:
_ العامل المشترك بينا، هي سارة أنا والد سارة.
توسعت عيناه بصدمة، بحركة سريعة أعاد خصلات شعره المتمردة إلى الخلف، و هندم ثيابه،و قال بتوتر:
_ خير.
نظر له بغضب ثم قال ووو
وللحديث بقية
رايكم يا حلوين ♥️ 🥰
تفتكروا احمد راح عند أدهم ليه
رايكم في أسلوب الحوار بين أدهم و سارة🧐🧐
لو حد صعبان عليكم اكتر هو مين
أدهم💔
سارة 💕
#الفصل_الثاني_عشر
#ممنوع_من_الحب
#روايات_بقلم_منال_كريم
♥️♥️♥️♥️♥️♥️
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
اللهم احفظ أولادنا وبناتنا
اللهم احفظ مصر واهلها من كل سوء
اللهم انصر اخواننا في فلسطين و السودان و النصر لجميع البلاد العربية و الإسلامية
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
