رواية ممنوع من الحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم منال كريم

رواية ممنوع من الحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم منال كريم

اقترب منها و تمعن في عيناها، و ردد متسائلاً:


_ أنتِ تخطيت حدودك يا سارة؟


اهتزت شفتاها متوترة، و تعتصر يدها بحزن، و همست بنبرة حزينة:


_ للاسف تخطيت حدودي و مشيت وراء مشاعري..


جلس أمامها على الفراش ليكون أمامها،التقط يدها ثم طبع قبلة عليها، و شق ثغره ابتسامة محفزه و مشجعة ثم أخذ نفسا مطولاً وهو يردف:


_أنا معنديش شك واحد في المئة أنك ممكن تغلطي عن قصد،حبيبتي أنا واثق فيكي، و مفيش إنسان معصوم من الخطأ ،احنا بشر،نغلط و نتوب.


أشار بالسباسبة و هو يقول بجدية:


_ إختبار سريع،اذكري الحديث الشريف اللي يتكلم عن التوابون.


أبتسمت و قالت :


_ قال رسول الله صل عليه وسلم

( كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)


صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.


رتبت على يدها التي يحتضنها و قال بهدوء:


_ شاطرة و ده دليل أن ربنا رحيم و غفور و باب التوبه مفتوح ديما.


شعرت بتأنيب ضمير، هو يرى أنها ليست مخطئة لكن هي على يقين أنها مذنبة، الابتسامة التي تزين وجهه و كلماته الطيبة اللينة، فجرت إنهيار بداخلها هي لا تستحق المعاملة الطيبة، فهي مذنبة، تتساقط دموعها كالسيول و رددت بندم:


_ بابا بلاش كلامك ده  أنا استاهل النار، أنا ارتكبت كبيرة من الكبائر ،عقوبتها الرجم.


جملة ثقيلة على قلبه قبل أذنيه، شعر بنيران تسري في عروقه بدل الدماء،إعصار هز كيانه، جملة ليست هينة، هل وصلت العلاقة إلى هذا الحد، لكن الآن يجب الهدوء و الاستمتاع ثم يقرر ، صمته منذ البداية كان هدفه ترتيب أفكاره حتي يتصرف بحكمة في هذه الأزمة ، مازل محافظ على نفس الملامح الهادئة و قال بهدوء:


_ عايزة أسمعك يا سارة.


قصت له كل التفاصيل، لم تترك شيئاً لم تذكره ،و هو يسمع بنفس الملامح التي تشجعها على مواصلة الحديث، و يده تحضتن يدها بحنان و حب، أنهت الحديث المهلك لروحها و يذكرها بذنوبها ، أما هو بدأ حديثه ردا على ما قالت، كعادته بآيات من الذكر الحكيم:


_ بسم الله الرحمن الرحيم 


قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر)صدق الله العظيم.


مد يده تزيل دموعها بلمسة حنونة و طيبة، ثم استرسل حديثه:


_من كلامك أنك كنتي في حرب مع النفس،القلب يقول و العقل يرفض، السؤال دلوقتي، أنتِ غلطتي؟

الإجابة أيوة غلطتي.


رفع يدها الممسك بها،ويعد على أصابعها :


_ أولا حصل انجذب منك للدكتور بتاعك، بسبب نظرتك ليا في المكتبة، لو كنتي غضتي البصر مكنش حصل كده، و كانت النظرة دي هي إنذار الحريقة،و من هنا مشاعرك ملت ناحيته ،حاولتي بكل طاقتك تخرجي الموضوع من عقلك و قلبك لكن محصلش.


ونجي للغلطة التانية، الاعتراف بمشاعرك و النظر و التمعن في رجل أجنبي محرم عليكي،كل ده يا سارة بتكلم أنه راجل أجبني بعيد عن أنه مسلم أو من أهل الكتاب.

رجعتي ندمتي و قررتي  تبعدي عنه، و بسبب كلام مريم عنه، شعرتي بالغيرة، و أنتِ ملكيش حق عليه، بعتب رسالة و راء رسالة، وقفت هنا لا، اتكلتمي معه في الجامعة و سمحت لحد يصورك و يبتزك بفلوس، طبعا مفيش غيره تجري عليه علشان يلحقك،يرجع ضميرك ينابك و تقولي اقفل الصفحة، و كنتي قوية و قفلتيه رغم قلبك ،هو بقا سيطر على قلبك و عقلك و اقنعك بالهروب، و جاه الكابوس انذار ليكي،و هو كمان طلع راجل لما بعت ليكي الرسالة أنه مش جاي و مقبلش يعمل كده فيكي، الموضوع صعب عليكي و عليه، بس الغلط عليكم من البداية و أنتِ غلطانة اوي يا سارة، غلطة تجيب غلطة و باب الشيطان يتفتح و بعد كده صعب يتقفل، غيرتك و حزنك لما عرفتي أنه خطب أمر طبيعي ،بس هو عمل عين العقل و ده الطبيعي يا سارة،قصتكم محكوم عليها بالفشل.


أخذ نفس عميق ثم أكمل:


_و بناء عليه،يتم مجاهدة النفس و الشيطان علشان تخلصي من الحب الممنوع، حبك مش بس ممنوع هو مستحيل و البداية كانت مبنية على معصية لأن التطاول في النظر و الحديث مع أجبني حرام شرعاً.


سحب يدها التي تضعها على خدها،وضمها إلى الأخرى و حضن كفوف يده بقوة ثم أكمل:


_أنتِ مش لوحدك في الحرب دي، بابا و ماما و اخواتك معاكي،هنقف جنبك لحد ما تعدي الأزمة دي، حتي لو غلطتي غلطة كبيرة ربك رحيم بعباده،و احنا البشر لازم نرحم و نقدر ضعف الإنسان، أنتِ قوية يا سارة، حطي قدمك الجملة دي أنا قوية، و ربنا حطك في المواقف ده اختبار لكي، حاربي و أحنا جنبك من غير لؤم أو شك،عندنا ثقة كاملة فيكي، الموضوع يفضل بينا بس ،أنا و ماما و محمد و ملك، اي حد تاني مش مسموح يعرف حاجه ،ماشي يا حبيبتي.


الكلمات أشبه بدواء يشفي الجروح، لم تنكر أن هناك كلمات ثقيلة جعلها تشعر حجم الذنب الذي اقترفته، و كلمات آخره تلطف على  قلبها برفق و حنان،رفعت عيناها الممتلئة بالدموع، و صرحت بندم:


_أنا آسفة يا بابا، حقك عليا.


إزالة دموعها و ردد مازحاً:


ـ و لا يهمك نصيبي و لازم أتحمل.


ألقت نفسها في حضنه ،لتجد طريقها إلى الأمان،كانت ضائع وسط طريق مظلم بلا معالم و الآن ظهرت طاقة نور تنير طريقها المظلم..


تسارعت أنفاسه و تحررت من عيناه دمعة كان يخفيها، شد من قبضه عليها، يتمني أن يمد يده داخل قلبها و ينتزع هذا الحب الذي يرهق صغيرته،الألم يملأ قلبه،حاول التحدث بهدوء ،لكن داخله نيران تحترق روحه حزناً عليها...

///////////

في منزل أدهم 


_أنا مش أكمل في الخطوبة دي، كلمي عمي أو أكلمه أنا.


شهقت مصدومة من حديثه،نهضت من مقعدها،لتكون قابليته، و تحدثت بهدوء:


_ و لما أبلغ عمك بالسرعة دي أن الخطوبة اتلغت شكلي يبقي ايه؟


طحن أسنانه غيظًا و أخبرها بنبرة حادة :


_ ده مش ذنبي يا ماما.


لطفت وجهه بحنان و همست بحب:


_ أدهم أنت متاكد أني بحبك، و بعمل كل حاجة علشان خاطرك، نفسي قبل ما أموت أشوفك متجوز و عندك اولاد، و يارا أحسن واحدة تصلح تكون زوجتك، مثقفة و متعلمة و هادئة ورقيقة، خد فرصة معها يمكن تلاقي كلامي صح.


وضع يده على يدها و فرت دمعة من عيناه ، و ردد بحزن:


_ مش هينفع.


عندما رأت دموعه، وضح لها الأمر أكثر أنه ليس مثل السابق، توقف عن كل العادات السيئة، تغير إلى الأفضل ،و دموعه الآن دليل أن سبب كل ذلك فتاة، ابتسمت بهدوء ،و رددت متسائلة:


_ أنت بتحب صح؟ قولي مين يا حبيبي و أنا اطلبها ليك.


حرك رأسه بالنفي و قال:


_ حب ممنوع.


و ابتعد عنه جلس على الأريكة بإهمال ،ولت وجهها له و سألت:

_ يعني ايه؟


أعاد رأسه إلى الخلف و قال:


_ لو سمحتي يا ماما أنا تعبان و مش قادر أتكلم..

///////

في صباح اليوم التالي


تقف أمينة تحضر الافطار ،توجهت سارة إلى المطبخ بخطوات خزي و استحياء،تنهيدة طويلة شقت صدرها،و بنبرة مخجلة همست:


_ ماما أساعد حضرتك في الفطار.


استدرت بوجهها،خطفت نظرة سريعة ثم نظرت إلى الأمام و لم تنطق حرفاً،قطعت المسافة بينهما ،و لفت يدها حول خصرها ،و وضعت رأسها على كتفها و نطقت بحسرة و ندم:


_حقك عليا يا ماما، أنا آسفة.


التفتت لها و تحدثت بهدوء:


_ كفاية عياط يا سارة بابا كلمني و عرفني كل حاجة ، أن شاء الله فترة صعبة و تعدى ،هو إختبار صعب شوية ،بس احنا قده صح.


ظل صامتة، الدموع مثل بركان، رأسها منكمشة إلى الاسفل، تخشي رفع عيناها أمام عائلتها،اكملت بابتسامة:


_ أنا واثقة فيكي يا سارة،ثقة عمياء،متأكدة أنك تحاربي يا حبيبتي، و على فكرة أنا بحبك اوي.


و ضمتها أمينة إلى حضنها و ياليت تأخذ كل الألم الذي يقع في قلبها..

////////

في غرفة المعيشية 


_أسمع يا محمد أسلوبك امبارح كان غلط، يا حبيبي أنت كبرت و لازم تصرف بعقل، سكوتي  مش دليل أني موافق على معاملتك لأختك بالشكل ده، أنا كنت ساكت علشان مقلش من كرامتك، محمد بعدي أنت اللي تخلي بالك من أمك و اخواتك البنات، و لازم يا أبني تحكم عقلك، لول تتدخل ملك كنت عملت ايه؟ الوحيدة اللي تقدر عليك.


لم يقاطع حديث أبيه ،يسمع باهتمام حتي انتهى من الحديث، و أجاب مبتسماً:


_مش ملوكة اختي الكبيرة ولازم تقدر عليا.


ظهرت ابتسامة على شفتيه و قال:


_ أكبر منك بسنة واحدة، بس ما شاء الله اعقل منك.


نهض من مقعده و جلس بجوار أبيه، وضع رأسه على كتفيه ، و قال:


_ أنا آسف يا بابا، أنا فعلا غلطت و لازم اتصرف بعقل،و خصوصا بعد ما سمعت الكلام اللي سارة حكتوا ليك امبارح.


قال بهدوء:


_ سارة زي المد،من اللي محتاج دعم علشان يتعافى و ده دورنا نقف جنبها و ندعمها ،ملك لما خبت علينا خوفا على سارة مننا، و حاجه كمان، الموضوع يفضل بينا ،شهد و محمود جوز أختك ميعرفوش حاجة تمام..


حرك رأسه بالإيجاب و تفهم كل حرف من أبيه..

/////////


تغادر المطبخ و هو يتجه إلى الخارج، اقترب منها وضع قبلة على جبينها و سأل :


_ عاملة ايه يا سارة؟


أبتسمت أبتسامه مكسورة و أجابت :


_ الحمد لله بخير.


مد يده تحت ذقنها و رفع رأسها، و هو يقول:


_ رأسك ديما تكون مرفوع لفوق.


ثم استرسل حديثه ندماً:


_ حقك عليا يا سارة ،سامحني أني مدت ايدي عليكي.


بنبرة هادئه أجابت:


_ مفيش حاجه يا محمد.

///////////////

في مكان عام.


أخذ نفساً عميقاً و قال:


_ بصي يا يارا، مش عايزك تزعلي من كلامي، بس أنا و أنتِ.


قبل أن يكمل الجملة انفجرت باكية ، نظر حوله بتوتر و سأل:


_ في ايه بتعطيي ليه؟الناس تبص علينا.


مجرد سماع نصف الجملة ارتجف قلبها، هل يعقل أن  يتركها بهذا السرعة؟ أجابت ما بين دموعها:


_ لأن اللى الجاي بعد الجملة دي مش خير و متوقع.


تنهد بحزن ثم قال:


_ يارا أنا مش الشخص المناسب لكي.


تحدثت مسرعة :


_ أدهم بلاش تسرع خد وقتك، أنا بحبك اوي و مستعدة استنا العمر كله على أمل نظرة منك.


تعمن النظر فيها، و يحدث نفسه،لماذا لم يقع في حبها؟فتاة جميلة و رقيقة و مثقفة ،لو كان القلب بأمره لكان أختار أن يقع في غرامها هي، لكن القلب ركض إلى حب ممنوع..


أبتسم و قال:


_مش عايز اتعبك معي، أنا شخص مش طبيعي.


بخجل ملحوظ وضعت يدها على يده،شعر بلمستها المرتعشة، و عيناها الزائغة التي تهرب منه بخجل و بنبرة حنونة ،همست:


_أدهم.


جذب يده بهدوء و قال:


_ بقول تاني خايف اظلمك أنا قلبي مشغول.


ارتعشت شفناها ،و تنهال دموعها بدون توقف،و سألت بحزن:


_ في أمل تكمل  معها؟


حرك رأسه بالنفي ،ابتسمت و شعرت بتجديد الامل سوف تظل معه على أمل أن يقع في غرامها..

//////////////

مرت الإجازة الصيفية و سوف تبدأ الدراسة، رفض أحمد نقل سارة من الجامعة رغم أنها طلبت ذلك،و إجابته أنه يثق فيها.


و كانت قد الثقة مرت أيام و شهور حتي اقترب نهاية العام الدراسي الأخير لها، ولم يحدث لقاء أو حديث بينهما.


ليس هي فقط التي تبتعد بل هو أيضا يركز في الشرح و لم ينظر لها أو لغيرها،كلما رآها في مكان، يركض من المكان، يدعو دعوة واحدة و هي،انزع حبي من قلبها الطاهر..


تضع سماعات الاذن وقت محاضرته لأن صوته يروق لها، تفر هارباً بعد إنتهاء المحاضرة، عيناها ملتصقة في الأرض لم تنظر إلى الأعلى حتي لو بالخطا، لعل تجمعهم نظرة و يفتح  باب الشيطان.


عائلتها مثال للدعم  و الثقة.


يارا تحاول معه بل هدف، لا لقاءات أو رسائل ،لم يتذكر أنه خاطب،يارا لم تكل أو تمل و تنتظر اليوم الذي يعترف لها بحبه.


في الفترة الأخيرة أصيب أدهم بسعال حاد وصل أن يبصق الدماء و كعادته مستهتر و لا يهتم و لا يسمع لاي أحد.

//////////

و رغم البعد بينهم إلا أن قلوبهم ترفض التمرد على هذا الحب، قلوب تصرخ شوقاً،قلبه ينبض باسمها و قلبها يهمس بإسمه ،و ليس هذا فحسب ،أصبح مهوس و يراها في اليقظة و المنام، أما عنها أحلامها لا تخلوا منه..

////////////

في منزل أدهم 


.يهرول إلى الحمام ،مصاب بسعال حاد،حتي راى الدماء تتدفق من فمه، شعر بايدها الحنونة ترتب على ظهره، أغمض عيناه بحزن، و تحدث:


_ كفاية بقا يا سارة، كفاية أنا  تعبت ، عارف أنك مش موجودة و ده خيال،امشي يا سارة علشان ده مش مكانك.


متكأ بذرعية على الحوض،و يشعر بلمسات يدها ،و سمع صوتها:


_ عايزني أمشي ليه؟ أنا بحبك يا أدهم و مش عايزة ابعد عنك.


مازل مغمض عيناه، صاح و هو يقول:


_ أنتِ مش موجودة و ده خيال في دماغي المريضة، أنتِ معي و أنا نائم أو صاحي ،ابعدي عني علشان أنا تعبان.


همست بنبرة هادئة:


_ أنا موجودة معك.


رفع رأسه ليكون مقابل المرآة، فتح عيناه، رآها انعكاسها فيها ،تقف خلفه بنفس ثوب الزفاف التي ترتديه في أحلامه أو خياله، و شعرها الاسمر يطير بلا قيود و حرية، لا يعلم إذا كان هذا شعرها الحقيقي أما لا ،هيئتها تخطف قلبه، نزلت دموعه و قال:


_ لو بصيت وراء مش هتكوني موجودة صح.


ابتسمت بهدوء، خطف نظرة سريعة إلى الخلف و لم يجدها ،ثم نظر إلى المرآة وجدها أمامه ،انفجر ضاحكاً بحزن تزامناً مع دموعه الغزيره و صاح :


_شفتي بقى يا ساره أنتِ مش موجودة إلا في خيالي أمشي من هنا.


حقاً هي لم تكن موجوده بل هو أصبح يتخيلها في اليقظة،  فضلاً عن أنها دائما رفيقه أحلامه، و ازداد  الوضع سوءاً  بأنه أصبح يخترع حوار يدور بينه و بينها،وكانها تعيش معه لحماً ودماً وكل هذا هو خيال.


صرخ و هو يلكم المرآة:


_ كفاية بقا يا سارة.


انتشر الزجاج في الأرض ، و نزفت يده بغزارة، و جلس على الأرض يبكي كطفل صغير...

/////////

مستقله على الفراش تعبث في الوسادة ،جفونها تخبرها أنه حان موعد النوم، و هذا ما تخشاه ،وتحدث نفسها بصوت مسموع،حديث ليس له علاقه بشيء بل هي تحاول اللعب على عقلها  الباطل، لعله يأخذها الى أي مكان آخر دون هذا الكابوس  الذي لم يتركها ليلة واحدة،تردد الاذكار حتي استسلمت عيونها الى النوم. 


تسير على جسر مشتعل بالنيران ومن كل الاتجاهات حريق وفي أعماق هذا الجسر حفرة من نار،في آخر الجسر يقف أدهم ينتظرها ببذلة رسمية، و هي ترتدي ثوب زفاف، و خصلات شعرها ترقص بجنون، كانت تبتسم رغم أن قدمها تنزف دماء و احترقت بالكامل ، حتي وصلت اليه، ضمها إلى حضنه بقوة،و همس بجوار أذنها بكلمات جعلت قلبها يرقص على لحن الحياة:


_ أنتِ بالنسبة لي آخر شعاع ضوء  ينير الليل المظلم في قلبي،القمر يخجل من جمالك، عيونك لها بريق مميز،أنتِ حبيبتي.


و أقترب منها أكثر.


و هي تبتسم بسعادة،فغرت فاها و صرخت:


ـ أدهم النار، النار يا أدهم.


و سقطت سارة و أدهم وسط النيران.


نهضت بفزع، تضع يدها على قلبها الذي يدق سريعاً ،عندما تذكرت التجاوزات التي حدثت بينها و بين أدهم،حتي لو كان حلم فشعرت بذنب ينهش روحها، هبطت من على الفراش و توجهت إلى المطبخ، فتحت الموقدة ثم جاءت بسكين و ضعتها  على النار و تنظر لها حتي أصبحت مثل الجمرة، حدثت نفسها:


_ أنا أستحق العذب و استاهل النار.


باليد اليمنية التقطت السكين و فتحت يدها وضعتها على يدها، تشعر بألم النار لكن تقسم أن ألم قلبها أعمق و أقوي..


كانت أمينة تذهب الى الحمام رأت ذلك ،صرخت و هي تركض عليها،أخذت السكين و ألقته في الحوض، و صاحت و هي تسأل:


_ بتعملي ايه يا مجنونة.


نظرت لها و دموعها لا تنتهي ،رددت قائلة:


_ بفكر نفسي بالنار اللي أكون فيها لما أموت، أنا أدخل النار يا ماما، بعدت عنه و مش بفكر فيه، و كل ليلة معي في الحلم ،أعمل ايه تاني؟


ضمتها إلى حضنها و قالت:


_ حرام عليكي كده، ربنا غفور رحيم..


الحرق كان عميق،أستيقظ احمد و ذهب لشراء دواء لها، لم يطلب من محمد حتي لا تعلم شهد شيئاً عن الأمر....


عائلتها عاجزون لا يستطيعون مساعدتها، يسألون نفسهم هل هي الآن ضحية أما مذنبة؟

////

و تمر الأيام حتي انتهى العام الدراسي و ياليت يستطيعون نسيان هذا الحب..

////////////////////

أما عن أدهم حالتها أصبحت تسوء أكثر،بعد معاناة استمتع لوالدته و عماد و ذهب لأجل الفحص،تبيان للطبيب من أول وهلة أن الحالة خطيرة لكن فعل الفحوصات حتي يتأكد.


هو ينتظر معرفة النتيجة بهدوء أعصاب، على عكس لوسي و عماد متوترين و يشعرون بالقلق.


تحدث الطبيب بهدوء و عملية:


_ التحاليل مش خير، في مشكلة خطيرة في الرئة.


دقائق يسود الصمت القاتل، ثم رنت هذه الكلمة :


_ سرطان..


و للحديث بقية 

رايكم يا حلوين ♥️ 🥰 

#الفصل_الحادى_عشر

#ممنوع_من_الحب

#روايات_بقلم_منال_كريم

♥️♥️♥️♥️♥️♥️

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 

استغفر الله العظيم و اتوب اليه

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 

لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم 

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين 

اللهم احفظ أولادنا وبناتنا

اللهم احفظ مصر واهلها من كل سوء 

اللهم انصر اخواننا في فلسطين و السودان و النصر لجميع البلاد العربية و الإسلامية 

♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

        الفصل الثاني عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات