سكريبت غريقة بئر مسعود بالاسكندرية الفصل الثاني 2 والاخير بقلم شهيرة عبدالحميد
لقيت رسالة غريبة اوي في شات يارا لنفسها وهي بتقول "بصي هي تجربة يا تصيب يا تخيب، ثم ما كلنا زمان سمعنا عن بير مسعود في طفولتنا وفعلًا المكان ده ممكن يغير كل حياتي زي ما بتقول ثريا، بطلي تكوني جبانة مرة واحدة في حياتك وعبري عن نفسك ورغباتك، أهو يبقى عندك مغامرة واحدة تحكي عنها لعيالك من كاظم وتقولي قد ايه كنتي شجاعة ".
أنا شوفت الرسالة دي قلبي وقف للحظات
مبقتش حاسس باطرافي
والتليفون وقع من أيدي
بير مسعود!! معقول يارا اتجننت وراحت بير مسعود!
ده مفيش حد راحله إلا واختفى..
ياما سمعنا في طفولتنا عنه والاساطير المضللة الـ بتقول أن لما القمر يكتمل هتلاقي ست عجوزة هناك تحققلك كل أحلامك وربما تديك قوة محدش غيرك ع الأرض يمتلكها.
نزلت من البيت زي المجنون، بحاول اكذب عقلي الـ بيقولي أنها راحت خلاص ومش هترجع تاني
روحت عند بير مسعود، وقلبي مقبوض في كل خطوة باخدها تجاهه.
المكان كان ضلمة ويادوب قادر اشوف خطواتي بالعافية، مفيش اي مصدر ضوء غير القمر والنجوم في السما.
الـ عايشين في اسكندرية هما بس الـ يعرفوا شكل البير الـ موجود على مرور الزمان متغيرش شئ فيه، يمكن الصدأ أكله اكتر لكنه صامد زي ماهو وفي دوامة تحتيه مبتقفش أبدًا.
كأنها موجودة علشان تسحب الأرواح وبس...
منكرش أن قلبي كان بيرتجف من الخوف ومن رهبة المكان، والـ مخليني اكمل إني حاسس بوجود يارا حواليا، حاسسها بتهمسلي "متسبنيش"، لكن صوتها جوايا مش مسموع.
اتفزعت لما صوت تليفوني رن بصوت عالي فجأة وسط السكون ده كله، كان في جيب البنطلون، طلعته لقيت مروان اخوها الكبير!!
رديت وانا حاسس ببرودة رهيبة في جسمي "ايه يا مروان، في جديد؟"
_تعالى بسرعة، لقينا يارا....
زي الميت الـ اتردت فيه الروح، فجأة راح شعوري بالخوف والوحشة، والدم جري في عروقي وانا بردد بصوت مسموع "الحمد لله يارب.. الحمد لله يارب"...
لفيت ضهري ولسه هتحرك علشان أرجع على بيتها، سمعت صوتها بتقولي "رايح فين يا كاظم.. أنا هنا أرجع"
رجلي اتجمدت مكانها ووقفت زي التمثال بحاول اكذب الـ سمعته، لكنها أثبتت وجودها لما مررت صوابعها على ضهري!!
جسمي انتفض، ولفيت ابص ورايا مفيش حد!!
طلعت التليفون شغلت الكشاف علشان اشوف بوضوح، لقيت حد لابس أسود في اسود قاعد على بداية البير ضهره بس اللي ظاهر ورجلها جواه...
كانت هي!!
يارا بنفس العباية السمرا والطرحة بتوعها...
قربت وانا بناديها "يارا... يارا انتي إيه مقعدك هنا".
ردت عليا بهدوء غريب "اطفي الكشاف يا كاظم، النور ده مزعج اوي"
بعدت الكشاف عنها شوية، ووقفت على مسافة متر خايف اقرب اكتر من كده، نادتلي لما حست أن خطواتي ليها انتهت "وقفت بيها؟ قربلي مرة واحدة في حياتك يا كاظم، كتير اتمنيتك تقرب بس انت كنت بعيد أوي"
كانت بتحرك رجلها وهي بتتكلم كأنها مبسوطة ومستمتعة بالجو بدون خوف، بس كنت خايف عليها تقع جوا البير وتتسحب في الدوامات، قولتلها "يارا تعالي وهنتكلم، قعدتك هنا خطر عليكي".
فضلت ساكتة بتهز في رجلها ومبتتكلمش، مش عايزة تسمع الكلام ولا تسمعني..
للحظات شكيت أنها مش يارا،
وأنها العجوزة الـ كلمونا عنها في صغرنا بتتواجد مع إكتمال القمر...
بصيت للسما،
القمر فعلًا مكتمل!
ومروان قال لقينا يارا؟؟
معنى كده اني واقف قصاد شيطان...
بدأت انسحب وأبعد عنها بهدوء يمكن متحسش بيا وأقدر أفلت منها..
كنت برجع الخطوات دي بضهري علشان عيني تفضل عليها ومتتحركش ولا تختفي
بس ماكنتش اعرف انها موجودة في كل مكان
لدرجة اني خبطت فيها وانا راجع بضهري، ولما لفيت مفزوع شوفت ابشع حاجة تخيلتها
ملامح يارا خطيبتي، لكن عيونها سودا وفاضية، بتضحكلي وبوقها بينزف دم مش حاسة بيه.
قالتلي "رايح فين.. هتسبني لوحدي تاني؟"
بقيت بحرك راسي زي المجنون، بقولها "ابعدي عني أنتي شيطان مش يارا.. ابعدي عني أنا مأذتكيش"
ضحكت بصوت عالي بعد ما اختفت وظهرتلي في أقرب مسافة مني وقالتلي "طب وايه يخليك تصدق اني يارا؟ اقولك كام مرة احتجتلك تشاركني أفكاري وقولتلي مش فاضي ليكي ؟؟ اقولك كام مرة اخواتي ضربوني وأنت مفهمتش من صوتي المكسور اني بعاني من عنف مكتوم جوايا .. ولا تحب اقولك كام مرة كنت محتاجة انك تكون لين وتراضيني وتحسسني اني فارقة عندك علشان احس بقيمة لنفسي في دنيتي.."
كلامها كله نسخة من يارا ومن تفاصيل بينا، لكن قلبي رافض يصدق.. سبتها وجريت، وسمعتها بتصرخ "أنا هنا يا كاظم، هفضل هنا وجواك للأبد.. انت جزء من الـ ظلموني وطفوني في الدنيا ".
فضلت اجري لحد ما صوتها تلاشى نهائي
ونجيت منها
روحت على بيت أهلها
طلعت جري باخد انفاسي بالعافية
لقيت ناس كتير في البيت عندهم رغم أن الوقت متأخر..
كنت زي التايهه مش فاهم مين دول وليه متجمعين بعد ما لقيناها، دخلت لقيت مروان مشغول بين الناس سألته "مروان.. فين يارا عايز اشوفها واتكلم معاها"
كان باين على وش مروان أنه مكسور وحزين
خدني على جنب بعيد وقالي "يارا في الاوضة هنا بيغسلوها.. لقوها غرقانة في بير مسعود"...
يعني إيه...
يعني الـ كانت بتكلمني دي شبح يارا مش شيطان؟؟
مصدقتش كلامه، غير ما جريت على الاوضة فتحتها، شوفت يارا لكن بملامح ممحية ومتاكلة من الماية المالحة.
منفوخة وشكلها مرعب
وعلى وشها ابتسامة! وعينها مفتحة بتبصلي!!
كل الستات في الاوضة كانوا بيزعقولي اني دخلت فجأة عليهم الغسل، بس تجاهلت صوتهم وقربت من يارا الـ عيونها بتتحرك معايا وبتبصلي بتركيز.
قولتلهم "يارا صاحية... انتوا بتغسلوها ليه؟ ماهي صاحية اهي وبتضحك وبتبصلي.. قومي يا يارا يلا، قومي وهسمعك ونتكلم وصدقيني هتغير علشانك، دانا مليش غيرك"
الستات لما عرفوا اني خطيبها، قعدوا يحوقلوا ويقولوا عني اتجننت وبشوف حاجات محدش شايفها!
ناديت مروان بغضب علشان يصدقوني، وقولتله "أختك صاحية يا مروان اهي.. انت كمان مش شايف"
طبطب على كتفي وسحبني من الاوضة بالعافية..
ايام فاتت وانا مش قادر امحي شكل يارا من ذاكرتي، يارا الـ عايشة جوايا ومتأكد من وجودها.
وبعد أيام واسابيع بحاول اقنع نفسي أنها راحت، مقدرتش، وقررت اروحلها تاني بليل عند بير مسعود.. أسمعها وتسمعني يمكن تكون خدت قوة صحيح وقدرت تخدعهم بموتها..!!
ليه لأ ؟؟
أحيانا الاساطير الوهمية بتتحقق وبيكونلها جزء من الحقيقة، بس تفتكروا أنا اتجننت ولا فعلًا احساسي حقيقي ويارا لسه موجودة!!
تمت
#انسة_شين.
#شهيرة_عبدالحميد.
تمت
