سكريبت غدر الاقارب (كامل) بقلم حور حمدان

سكريبت غدر الاقارب (كامل) بقلم حور حمدان

سكريبت غدر الاقارب (كامل) بقلم حور حمدان

كنت لسه واقفة في نص القعدة الكبيرة دي.. القعدة اللي جهزتها بايدي، وطبخت الاكل اللي عمر بيحبه، ورتبت الاطباق قدام كل كرسي، وقلبي كان بيجري من الفرحة. النهارده عمر واهله وعمامه جايين يتغدوا عندنا.


القاعة واسعة، والشمس دخلة من الازاز الملون تعمل الوان على الارض.. والريحة؟

ريحة الاكل اللي قعدت عليه من الفجر.. عشان خطيبي يبقى مبسوط.


ولما دخل عمر.. وشه نور المكان، ضحكت له وسلمت بفرحة، قرب وقال بغمزة

يسلملي هالعيون يا عيوني

وضحك.

ضحكت انا كمان ومشيت عشان ابدأ اجهز الاكل.


بعد الغدا، استأذنت عمر اني اخد فونة ابعت لنفسي حاجة من فوني.

فتحت الواتساب، بس لفت نظري رقم متسجل باعتله 3 مسدجات.

غصب عني فتحت الشات.. مبصيتش الاول على الرسايل.. لا، على الصورة.


الصورة دي.. محدش صورها غير ميران بنت عمتي.

عيوني نزلت على المسدجات اللي بعدها.. كانوا مسدجين، بس والله كأنهم طعنتين.


الاولى:

قولت اقولك قبل ما تتعب نفسك وتيجي الغندورة اللي انت مسافرلها بلاد، عملالكم الاكل انت واهلك في القعدة دي.


والتانية:

يا عمر اسمع مني وسيبك منها، صدقني هي مش بتحبك زيي، ولا هتحبك بنفس قدر حبي في يوم من الايام.. حتى اتراجع يا عمر عشان خاطري..


جسمي سقع.

نفسي اتقطع.

مين.. بيكلم خطيبي كده؟


دخلت على الرقم.. لقيته متسجل باسم:

ميران


بنت عمتي.

صاحبتي.

اختي في الرضاعة.


هي اللي باعت الصور.

هي اللي بعتتهاله.

هي اللي بتحاول تفرق بينا…

عيوني فضلت معلّقة على الاسم… ميران.

اسمي تهز، قلبي وقع، وكل صوت في القعدة اختفى. بقيت سامعة دقات قلبي وبس.


قمت من مكاني من غير ما أحس برجليا، روحت ناحية الحمّام بسرعة، قفلت الباب ورايا، وسندت ضهري عليه.

إيدي كانت بتترعش… بصّيت للمراية، لقيت شكلي متغيّر.

مش من الزعل… من القهر.


إزاي؟

إزاي تعمل كده؟

دي كانت بتبات عندي… تاكل من إيدي… تلبس من هدومي… وتقول عليّ أختها.


دموعي نزلت، مش عشان عمر…

لأ.

عشان الطعنة جت من حد عمري ما شكّيت فيه.


مسحت وشي بسرعة وخرجت، عاملة نفسي بروّق الميكب. رجعت للقعدة، ولقيت عمر واقف مستنّيني، مستغرب شكلي.


قرب وقال بصوت واطي:

مالك؟

عيونك حمرا ليه؟


بصّيت له… وانا مش قادرة أتكلم.

الصور… الكلام… الخيانة اللي جتلي من أقرب حد… كل دا واقف في زوري.


قرب أكتر وقال:

حور، في إيه؟ خوفتيني.


ساعتها بس تنفست… بس المرارة كانت لسه في حلقي.

مددت إيدي ومسكت فونه… وفتحته على آخر شات.

كان قلبي بيتنطط جوّا صدري.


اقرا يا عمر.

اقرا وشوف مين بتكلّمك… وبتتكلم عليّ.


عمر خد الفون مني، وبص للشاشة.

عينه اتّسعت… وشه اتغيّر… وصوت نفسه طلع سخن، فيه غليان.


إيه القرف دا؟

ميران؟

دي هي اللي بعتالي الكلام دا؟


هزّيت راسي… وانا لسه مش قادرة أنطق.


قفل الشات، ورفع عينه عليّ:

حور، انتي فاكرة إنّي ممكن أصدق كلمة من اللي هي كاتباه؟

أنا لو كنت عايزها… مكانتش نظرة واحدة ليكي حصلت.


بس أنا…

أنا مكنتش واقفة على كلامها.

كنت واقفة على خيانتها.


قبل ما أرد… فجأة سمعنا صوت حد داخل.

كانت ميران.


داخلة مبتسمة… لابسة ومصففة شعرها، كأنها جاية حفلة مش غدا عيلة.

ولما شافتنا واقفين… بصّت لي، وبصّت لعمر…

وضحكت.


ضحكة… مش ضحكة سلام.

ضحكة اللي فاكرة نفسها ماسكة ورقة توقعك بيها.


قربت وقالت:

إيه يا حور… شكلك كنتي مشتاقه تشوفيني.


وأنا…

كنت واقفة بين نارين:

أفور وأصرخ؟

ولا ألعبها صح قدّام كل الناس… وأحرقها من غير ما أنزل لمستواها؟

وقفت قدّامها… ووقفت ضحكتها.

ولا اتعصبت… ولا عليّت صوتي.

كنت واقفة بثبات يوجّع أكتر من أي كلمة.


قلتلها بهدوء يخلّي الدم يتجمّد:

إنتي داخلة ليه بالشكل دا؟

جاية تطمني… ولا جاية تطمني إني عرفتك؟


ميران ارتبكت لحظة… بس رجعت خبّطت شعرها بإيدها وقالت ببرود:

أنا؟ دا أنا لسة داخلة أهو. إنتي اللي شكلِك متوتر شوية.


ضحكت.

ضحكة قصيرة… فيها حقيقتها هي.


متوترة؟

لا يا ميران.

دي اسمها غصّة اتشالت.


عمر وقف جنبي، صوته كان واطي بس مليان نار:

على فكرة… الرسائل اللي بعتّيها وصلت، ووصلت غلط.

والمحاولات اللي كنتِ فاكرة إنها هتوقع بينا… جابت نتيجة عكسية.


ميران وشّها وقع.

اتلخبطت.

اتوترت.

اتكلمت بسرعة:


إنت فاهم غلط يا عمر… دا كان هزار…


قاطعها عمر:

هزار؟

هزار إيه اللي يخليكي تتكلمي عن حور بالشكل دا؟

دي تبقى خطيبتي… مش صاحبتك ولا بنت خالك اللي بتلعبوا على بعض.


كان واضح إن الأرض بتتهز تحتها.

ولأول مرة… حسّيت إن الوجع اللي أنا حسّيته بيتردّ عليها.


قربت منها خطوة… وبصوت واطي بس ثابت قلت:

انا عمري ما خنت صحبتي… ولا اتمنيت أذى لحد جالي أكل من بيتي.

بس لو في درس تتعلميه النهارده… فهو إن اللعب بالناس الطيبة نهايته وحشة.

وحشة اوي.


سكتّ… وبصّيت ليه 

عينها اتهرّبت.

كأنها شافت نفسها أول مرة.


وقفت  جنبها… وبصوت عالي شوية قلت:


إنتي ضيفة… كملي قعدتك لو عايزة.

بس حدودك عندي… اتقفلت.


رجعت أقعد وأنا ماسكة إيدي في إيد عمر.

حسّيت إن الدنيا أخيرًا رجعت مكانها.


وبعد لحظات…

سمعنا صوت ميران وهي بتقوم من الكرسي.

قامت من غير ما تبص لحد.

ولا حتى ودّعت.


مشت.

والباب اتقفل وراها.


وعمر قرب من ودني وقال بهدوء:

حاسّة؟

دا صوت باب… اتقفل على حاجة ما تستاهلش مكان في حياتك.


ولأول مرة من ساعة ما قريت اسمها…

ابتسمت.

مش عشان أنا انتصرت…

لكن عشان رجعت لنفسي.


وانتهت الحكاية… بتقفل باب، وبتفتح باب أقوى منه.


#تمتت

#غدر_الاقارب

#حكاوي_كاتبة

#حور_حمدان

تمت

تعليقات