رواية جدار فاصل الفصل التاسع 9 بقلم عادل عبدالله
#رواية_جدار_فاصل
للكاتب عادل عبد الله
#الحلقة_التاسعة
تدخل شريفة ويبدو علي ملامحها شيئاً غامض !!!
ندي : تشربي ايه يا شريفة ؟
شريفة : لأ انا مش جاية أشرب حاجة ، أنا جاية في كلمتين .
ندي " بدهشة " : كلمتين ايه ؟؟
شريفة : أنا عرفت إنك كنتي تعرفي شاب اسمه نادر قبل جوازك من أخويا .
ينقبض قلب ندي وتضطر وترتبك بشدة : أاااانا ...
شريفة : أنتي أيه ؟؟ اسمعي كلامي للأخر .
ندي : أتفضلي .
شريفة : المصيبة إني عرفت أنه ساكن معاكم هنا في نفس العمارة !!!
ندي : دي صدفة !!! أنا مكنتش أعرف .
شريفة : وأشرف جوزك كان يعرف ؟
ندي : معرفش اذا كان يعرف ولا لأ ، وبعدين الموضوه ده أنتهي من زمان .
شريفة : أيييييوووه ، هو ده اللي أنا عايزة أسمعه منك .
ندي : دي الحقيقة .
شريفة : لازم يكون الموضوع ده أنتهي وأتنسي من زمان ، ولازم كمان تسيبوا البيت ده في أقرب وقت ، بالكتير أوي أخر الشهر .
ندي : نسيب الشقة أزاي ؟؟ و هنلاقي شقة غيرها بسرعة أزاي ؟!!
شريفة : يا ندي أنا ست زيك وعايزة أستر عليكي ، لكن جوزك ده أخويا ، اللي مينفعش أشوف حاجة تمس شرفه واسكت .
ندي : مفيش حاجة تمس شرف أخوكي.
شريفة : حتي لو كلامك ده حقيقي ، مينفعش يكون النار جنب البنزين ونفضل ساكتين ، أنا مش هتكلم يا ندي ولا أقول لأخويا حاجة ، لكن قدامك لأخر الشهر تكوني أقنعتي جوزك يسيب البيت ده وتروحوا شقة تانية .
تنصرف شريفة بينما تبقي ندي حبيسة خو،فها ثم أمسكت بهاتفها و أرسلت إلي عشيقها كل ما حدث وأخبرته بضرورة البعاد لفترة حتي تهدأ تلك العاصفة !!!
ظلت ندي حبيسة منزلها لا تكاد تغادره إلا للضرورة ، تحاول مقاومة رغبتها القوية في القرب من حبيبها .
كلما أشتاقت إليه جلست أمام الجدار الفاصل تتخيل حبيبها في الجهة الأخري منه وكأنه قد أٌزيل نهائياً وأرتمت بين ذراعيه تلقي ما بها من خو،ف وألم وحزن في إح،ضانه !!!
مرت الأيام حتي فوجئت بزوجها يعود إليها ومعه والدته !!
تذكرت ندي ما حدث معها في بداية زواجها وتذكرت أيضاً كلمات شريفة لها والتي قد تكون باحت بسرها إلي والدتها !!!
ظلت تنظر لها في ترقب تحاول أكتشاف ما وراء إبتسامة تلك المرأة العجوز إليها ، بادلتها الإبتسام ثم رحبت بها وأجلستها وبدأت في تقديم المشروبات لها .
ابتسم أشرف فرحاً حين رأي ترحيب زوجته بوالدته ، أخيراً قد أٌزيل الحاجز بينهما الذي كان يؤرقه .
الأم : سيبني يا أشرف مع ندي شوية .
يبتسم أشرف : يعني أنتوا هتتصالحوا وتكونوا كويسين مع بعض وأنا خلاص مليش لازمة !!!
الأم : لا يا حبيبي أنت عارف غلاوتك في قلبي ، أنا عايزة ندي في كلمتين ، كلام ستات ، سيبنا بقا لوحدنا .
أشرف : حاضر يا ست الكل مكنتش أعرف أن مصالحتكم هتيجي علي دماغي .
يبتعد أشرف عنهما قليلاً فتقترب والدته من ندي قائلة : عايزاكي يا حبيبتي متزعليش مني أبداً ، أنتي عارفة أنا أم ، وأهم حاجة عندي إني أشوف ابني سعيد ومبسوط في بيته .
ندي : وأنا قصرت مع أشرف في حاجة ؟
الأم : لا يا حبيبتي مقصرتيش في حاجة ، بس عايزاكي تحتويه ويكون بالنسبالك كل حاجة وأنتي كمان تكوني مراته وحبيبته وامه وأخته وبنته ، فهماني يا ندي ؟
ندي : أيوه .
الأم : ولو كان فيه أي حاجة قبل الجواز البنت الشاطرة لما تتجوز تنسي كل ده وتبدأ حياتها مع جوزها كأنها لسه مولودة يوم فرحها .
ندي " بخو،ف " : ليه بتقولي كده ؟؟ أنتي فيه حد قالك حاجة عني ؟؟
الأم : لأ مفيش حد قال حاجة ، أنا بكلمك من قلبي كأنك بنتي بالظبط .
تتنفس ندي الصعداء : مفيش حاجة يا طنط ، صدقيني مفيش غير جوزي في حياتي .
تمر أيام وتتفاجئ ندي بزيارة شريفة لها مرة أخري !!
بمجرد رؤيتها تضطرب مشاعرها ويزداد توترها !!
تجلس شريفة وتنظر إلي ندي بنظرات ثاقبة ثم تسألها : عاملة أيه يا ندي دلوقتي ؟
ندي : بخير .
شريفة : عملتي ايه في الموضوع اللي كلمتك فيه قبل كده ؟
ندي : موضوع ايه ؟؟ مفيش أي مواضيع .
شريفة : موضوع نادر ، ولا نسيتي ؟!
ندي : علفكرة أنا قولتلك إن الموضوع ده انتهي من زمان .
شريفة : بجد ؟؟ أتمني فعلا يكون كده .
ندي : أطمني ، هو كده فعلاً .
شريفة : طبعاً أنا وعدتك إني مقولش لجوزك وأظن كنت علي وعدي معاكي .
ندي : متشكرة أوي .
شريفة : ياريت بقا تكوني كمان عند وعدك وتسيبي البيت ده وتنقلوا شقة تانية .
ندي : صعب أوي .
شريفة : وصعب أكتر أسيبك في البيت ده وأنا عارفة أن مفيش بينك وبينه الا جدار واحد !!! مين ممكن يقبل بكده ؟!!
ندي : حاضر يا شريفة هحاول أقنع أشرف ننقل من الشقة دي في أقرب وقت ممكن .
تتركها شريفة وتنصرف بينما تبقي ندي تبكي لا تجد بجوارها إلا جدار !! جدار مصمت خالي من المشاعر والحب ، لكن خلفه يكمن الإنسان الوحيد الذي يمكن أن تشعر معه بالأمان والحب !!
لم تتردد كثيراً وهاتفته وأخبرته بكل ماحدث .
ظلت علاقتها به عبر الرسائل والمكالمات حتي غلبهما الشوق يوماً !!!
أستيقظت من نومها يوماً يغلبها شعور قوي بالشوق أتصلت به وظلا يتحدثان ويتبادلان كلمات العشق والهوي حتي عبر لها عن شوقه له ورغبته في لقائها فوافقت في لحظة غاب فيها خو،فها و حرصها !!!
بدلت ملابسها سريعاً و ذهبت إليه في الحال .
وبعد لقاء طويل مرت ساعاته وكأنها دقائق معدودة أرادت أن تعود إلي شقتها لتزيل معالم جر،،يمتها ، وقفت معه عند بابه المغلق و ضمته إليها ضمة طويلة وكأنها ضمة وداع ، وفتحت بابه لتخرج منه وكأنها تودعه !!
خرجت وأغلقت خلفها بابه ولم تخطو خطوة واحدة حتي رأت شريفة أمامها !!
