رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الخامس 5 بقلم زينب محروس

رواية الحب في الوقت المناسب الفصل الخامس 5 بقلم زينب محروس

Part5

_ أنا مش جاية معاك يا إيهاب، سافر لوحدك. 


شد على ايده كمحاولة للصبر و قال: 

_ ليه يا سما؟ مش طول عمرك نفسك تزوري المنصورة؟ اهي الفرصة جت لحد عندك اهو، فين المانع؟؟ 


ردت عليه سما بتهكم: 

_ المانع هو شخصيتي يا إيهاب، أنا مش حيوانة تجرها وراك مطرح ماتروح! انا عندي شخصية و ليا رأي و كان المفروض تاخد رأي في موضوع نقلك ده. 


حاول إيهاب يقنعها و قال: 

_ سما أنا اليومين دول حالتي النفسية مش احسن حاجة، و عشان كدا عايز ابعد عن هنا فترة، و عايزك تيجي معايا. 


ردت عليه سما بزعيق: 

_ حالتك النفسية هي اللي تعبانة يا إيهاب، مش أنا! يبقى أنت اللي تسافر مش أنا! و أنا لما أحب اشوفك هكلمك تيجي، و لو مش عايز تيجي لحد ما تبقى افضل براحتك، لكن سفر المنصورة أنا مش هسافر . 


                           ★★★★★★

كان ردها  الجاف بمثابة تدمير للفرصة الأخيرة اللي حاول إيهاب يمنحها لعلاقتهم، كالعادة خرج من البيت بس المرة دي و هو معاه كل حاجة تخصه، توجه مباشرة لمكتب هاني. 


_ ايوه يعني أنت دلوقت عايز تفضل هنا و لا تتنقل المنصورة؟ 


كان دا سؤال هاني، و رد عليه إيهاب بجدية: 

_ هفضل في شغلي زي ما أنا، أنا كدا كدا لسه مقدمتش طلب النقل، بس أنا خلاص هعيش حياتي زي ما أنا عايز. 


ضحك هاني بخفة، و سأله بحماس: 

_ هتعمل ايه؟ قول، قول. 


إيهاب استخرج مفتاح من جيبه و قال: 

_ هعيش في شقة لوحدي بعيد عن سما و عن أهلي، و دا مفتاح الشقة. 


سأل هاني بتفاجؤ: 

_ اشتريتها امتي دي؟ و بعدين دا انت لحد امبارح كنت رايح المنصورة! 


اتنهد إيهاب وقال: 

_ كنت عارف إن سما مش هتوافق، عشان كدا عملت خطة بديلة، يعني أنا قولت هحاول معاها عشان نمنح علاقتنا فرصة بس هي محبتش تيجي معايا، عشان كدا قررت افضل هنا على الأقل اكون وسط ناس أعرفهم. 


ابتسم هاني بخبث و سأل بترقب: 

_ يعني كدا هترجع تشوف مروة تاني؟؟ 


حرك دماغه بنفي و قال: 

_ بردو لاء، أنا هعيش مع نفسي اشوف أنا عايز ايه الأول، ما يمكن إعجابي ب مروة دا مجرد وهم مش أكتر، و كمان سما جزء من حياتي و لازم افكر كويس عشان هي متتظلمش. 


رد عليه هاني بضيق: 

_ يا جدع أقسم بالله بنت عمك اتجوزتك عشان مكانتك الاجتماعية مش أكتر، أنا مش فاهم هتفضل حامل همها كدا لحد امتى! امال لو كنت بتحبها! 


حاول إيهاب إنه يبرر أفعاله: 

_ الحب ملهوش علاقة بإنك تحترم الشخص اللي معاك يا هاني، و كمان دي بنت عمي، ايوه صح اتجوزتها إجباري بس دا مش معناه إني مهتمش بيها! 


هاني قام من مكانه و قعد قصاد إيهاب و قال: 

_ دا لما هي تكون بتحترمك يا إيهاب، إنما الطريقة اللي بتتعامل معاك بها كفيلة عشان تلغيها من حياتك خالص. 


إيهاب بانسحاب: 

_ بقولك اي فكك من سما، ايه رأيك تيجي معايا تشوف الشقة الجديدة و بالمرة نتعشى سوا. 


                        ★★★★★★


كانت شقة في حي جديد نوعًا ما، و هما خارجين من العمارة انتبه هاني للكافيه المواجه للعمارة، فقال بحماس: 

_ تعال بقى اعزمك أنا على حاجة حلوة في الكافيه ده، شكله شيك كدا.


أول ما دفعوا الباب الزجاجي للكافيه صدر صوت مسجل بكلمة Welcome، كان الدهان الأبيض و الأثاث البني الفاتح مريح جدًا للنظر، كان المكان مكتمل و أغلبية الزباين كانوا بنات، و مكنش موجود غير كراسي مستديرة  طويلة تجاه كونتر الطلبات. 


قعد هاني و شاور  لإيهاب اللي كان مشغول في الفون، و في الوقت ده كانت البنت اللي شغالة في المحل بتحضر قهوة و ضهرها للزباين، كانت لامة شعرها بمشبك و لابسة طوق قماش. 


نده عليها هاني بنبرة هادية: 

_ لو سمحتي يا آنسة، هتاخد ايه يا ابني؟


كان سؤاله الأخير موجه لإيهاب، اللي رفع عيونه في نفس  اللحظة اللي التفتت فيها البنت، و هنا أدرك هاني إن القدر عنده تدابير مختلفة تمامًا عن إيهاب و اختياراته. 


تلفظ إيهاب بإسمها بصدمة: 

_ مروة! مروة!!! 


ظهرت ابتسامتها اللطيفة و قالت بهزار: 

_ عندك شك إني مش مروة!  


حرك دماغه بنفي و سألها بفضول:

_ بتعملي ايه هنا؟؟


ضحكت مروة بخفة: 

_ أنت شايفني بعمل ايه؟ 


_ قهوة. 


_ خلاص يبقى أنا شغالة هنا. 


_ ليه؟ 


ردت عليه وهي بتشيل الصنية: 

_ هعطي الطلب للزبونة، و ارجعلك عشان شكل أسألتك كتير.  


اتحركت مروة من قدامهم، و بعدها مال هاني على إيهاب و اتكلم و هو بيخبط على كتفه بحركة طريفة: 

_ همشي أنا بقى، و أنت وريني بقى هتهرب منها تروح فين!


ضحك بحماس و غمز له بمشاكسة و سابه و مشي. 


لما رجعت مروة سألته عن هاني و سألته باهتمام: 

_ تحب تشرب قهوة و لا عايز حاجة تانية؟؟ 


سألها إيهاب بشرود: 

_ انا اللي اختار؟ 


ابتسمت بخفة و قالت: 

_ أنت اللي هتشرب يبقى أنت اللي تختار! 


_ يبقى اعملي قهوة. 


  عملت له قهوة و قعدت قصاده و هي بتقول: 

_ لو كنت أعرف إنك جاي كنت جبتلك التابلو بتاع أختك.


الابتسامة اللي على وشه اختفت  لما افتكر إنه كذب عليها وقال: 

_ عادي جبيه في أي وقت، كدا كدا هنتقابل كل يوم؟؟ 


مروة بمرح: 

_ ليه هتبقى زبون دايم و لا ايه؟ 


ابتسم بسعادة و قال: 

_ بحكم إني ساكن في العمارة اللي قصادك فأكيد هنتقابل كتير. 


ضيقت عيونها و قربت منه و كأنها بتدور على إجابة لسؤالها: 

_ كذبت عليا ليه؟ 


اتوتر من قربها و من سؤالها، فقام من مكانه و هو بيتفقد في أدوات شغلها و قال باستغراب مصطنع: 

_ كذبت عليكي في ايه؟ 


مروة بتوضيح: 

_ قولت إن التابلو مش معاك و طلع معاك! 


اتنفس براحة، لأنه فكرها تقصد القرابة اللي بينه و بين سما، و بينما هو بيدور على كذبة كملت مروة بجدية: 

_ قول الحقيقة، متقولش مبرر و خلاص. 


رجع قعد قصادها و قال بصدق: 

_ طالما عايزة تسمعي الحقيقة، فأنا مكنتش عايز ارجعه عشان تخصك. 


بصت له بعدم فهم فهو وضح كلامه: 

_  كنت حابب أشوف صورتك كل يوم، بس الحقيقة إن القلب مش محتاج صور عشان يشوف اللي بيحبه. 


إنها تستوعب كلامه دا شيء سهل، لكن الصعب في الموضوع إنها تصدق اللي فهمته من كلامه، فسألته بترقب: 

_ تقصد ايه؟؟؟ 


في اللحظة دي نسيوا تمامًا الزباين الموجودين في المحل، رد عليها إيهاب بتلقائية: 

_ أنا معجب بيكي يا مروة. 


في نفس الوقت اللي كان فيه  إيهاب مستني رد مروة، كانت سما في الصيدلية و بتشتري اختبار حمل. 


يتبع........

#الحب_في_الوقت_المناسب 

#الفصل_الخامس

#زينب_محروس

         الفصل السادس من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات