رواية في اول طريقي الفصل الخامس والعشرون
وصل جاسر وراضي وندى للمستشفى.
راضي بصّ له بهدوء وهما لسا في العربية وقال:
أتحرك أنا ولا هتزقها بنفسك؟
جاسر بصّ له بسخريه وخرج من العربية وهو قاصد يبين عضلاته قدام راضي.
ابتسم راضي وخرج وراه وشافه وهو لأول مرة بيساعد ندى.
قرب منهم يساعدهم وفتح الكرسي لندى..جاسر شالها من قلب العربية وحطها على الكرسي..واتحرك بيها لجوه المستشفى.
راضي قفل العربية واتحرك وراهم..بصلهم من بعيد بصه مش مفهومه لكنه اتحرك وهو بيضحك على شكل جاسر.
اول ما دخلوا.
اتحرك جاسر لقسم الاستقبال،اتكلم بهدوء لكن صوته واضح:
مساء الخير ،جايين نفك الجبس للانسة..الدكتور موجود؟
البنت بصتله وابتسمت و سألته بخفه:
حضرتك عاوز دكتور مين بالتحديد؟
جاسر بص لراضي وهو قرب منهم وقال:
مش عارفين اسم الدكتور.. بس الانسة كانت جت المستشفى هنا من فتره وكانت عامله حادثة ..والدكتور قال الجبس هيتفك بعد اسبوعين او ثلاثه مش فاكرين!
البنت هزت راسها وعملت اتصال سريع وبعد وقت
الدكتور كان خرج من مكتبه وقرب منهم .
الدكتور بابتسامة:
اهلا وسهلا انا دكتور محمد..اتفضلوا معايا للكشف.
ندى بصت للدكتور بهدوء وقالت:
هو دا الدكتور…خلونا نتحرك.
جاسر اتحرك وهوا بيزق الكرسي بنفسه..لحدما وصلوا غرفه الكشف ..الدكتور طلب من جاسر انه يشيلها ويحطها على السرير.
وقتها جاسر بصّ لها وهو مش فاهم ايه اللي غيره كده معاها..لكنه نفذ طلب الدكتور وحطها على السرير بهدوء.
الدكتور ابتسم وبصله :
ممكن حضرتك تستنى برة..وهي معاها الممرضة.
جاسر خرج من الاوضة وهو ساكت وقابل راضي
اللي كان واقف مستنيه.
اتكلم راضي وهو بيقرب منه :
هي المهمة دي هتكون فين يا باشا؟
جاسر اتنهد وهو بيرد:
في القاهرة..في أسلحة جاية من روسيا..هنسلمها لرجالة في الاقصر.
راضي هز راسه:
طيب وازاي هنستلمها؟
جاسر:
طيران..هنستلمها هليكوبتر وهنسلمها برضوا هليكوبتر.
راضي رفع حابه بتسليه..وبعدها سأله:
طيب هنتحرك إمتى؟ وهنروح كلنا للقاهرة ولا انا وانت وبس؟
جاسر هز راسه بالرفض:
لا مش كلنا..هنروح انا وانت وندى بس..
سكت لحظة وكمل كلامه:
هخلص موضوع دياب مع توانا ونمشي ..ولو مخلصش بسببها..هخلص انا بإيدي.
راضي سكت وهو بيفكر..وبعد وقت قال:
بس دا خطر يا باشا..ماتخلي الكبار هما اللي يخلصوا..
جاسر قاطع كلامه بيضيق:
أنا مش محتاج نصيحه..أنا عارف انا بعمل ايه كويس.
راضي اتحرج ولف وشه بزعل..همس وهو بيبص قدامه:
ابلغهم في القاهرة يجهزوا الفيلا؟
جاسر برفض:
لا هنقعد في بيت عادي..بلغ سمير يشتريه..وخليه يكتبه بإسمك!
راضي استغرب وهو بيبصله :
ليه بإسني؟ هو انت شاكك في حاجه ولا ايه؟
جاسر هز راسه وقال بموافقه:
ايوه..الحكومه اكيد عينها مفتحه اليومين دول..خصوصا بعد رجوع ليلى..اكيد بيدوروا على اللي خطفوها ومتنساش ان بسبب ذكاءك عرفوا شكل العربيات بتاعنا.
راضي اتحرك من قدامه خطوة وهو بيطلع تيلفونه يعمل الاتصال ..لكنه اتصدم انه فصل.
بص لجاسر وهو بيقول:
تيلفوني فاصل؟هروح اشحنه في الاستقبال وارجع.
جاسر وقفه وهو بيخرج تيلفونه من جيبه:
استني انا هتصل من تيلفوني..وابقى اشحن تيلفونك لما نرجع الفندق.
راضي وقف مكانه وجاسر طلع رقم سمير وعمل اتصال..
اول ما سمع صوته كان هيرد لكنه اتفاجى بالدكتور واقف قدامه وبيقول:
حضرتك جاسر أخو الآنسة ندى.
جاسر استغرب ورد:
خير يا دكتور!!
الدكتور بابتسامه:خير ان شاء الله..بس الانسة محتجاك معاها جوه لانها خايفه من المنشار.
جاسر هز راسه بدون اعتراض وبص لراضي واداله التيلفون وقال:
خلص بسرعه وادخل ورايا.
راضي مسك التيلفون بسرعه وجاسر دخل مع الدكتور والباب اتقفل.
_________________________
اتحرك راضي بعيد شويه واتكلم:
ايوه يا سمير..معاك راضي..عاوزك تشتري بيت في منطقة هاديه..وسجله بإسمي !
سمير رد:
ماشي ياباشا..عاوزه امتى.
راضي:
بكرة بالكتير يكون موجود وتبعتلي اللوكيشن على رقمي.
سمير بموافقه:
حاضر يا باشا..اعتبره جاهز.
راضي رفع التيلفون يبص على الشاشة قبل ما يقفله،
لفتت نظره إشعارات جديدة. قلبه اتوقف شويه لما شاف رسالة من رقم مجهول. بص على الباب بتردد،
وفتح الرسالة بحذر… وكان محتواها صدمة حقيقية.
قرأ محتواها واتصدم ،ومن غير تفكير مسح كل الرسايل بسرعه وحذف الرقم من التيلفون..
فضل يبص على الباب بحذر وهمس لنفسة:
جاسر لو شاف الرسالة دي هيتجنن.
بص على الرقم تاني وقدر يعرف مين اللي باعت الرساله.
"دياب"
النار اشتعلت في قلبه من الغضب ..همس بضيق:
خطة قذره علشان تهد جاسر بيها يا دياب الكلب..
بص للباب تاني وهو بيهمس بحزن:
انا اسف يا صاحبي، بس انا لازم احميك !
اللي قرأة وشافه مكنش سهل عليه،حاول يتمالك أعصابه ...جاسر لو عرف ان امه اتقتلت وانها كانت عايشه كل السنين دي هيقلب الدنيا.
وكل حاجه هتتهد حواليهم..واولهم انه مش هينفذ المهمه ودياب اللي هيكسب مكانه في المافيا..وقتها الامبراطورية بتاعهم هتكون في خطر..
كان لازم يحميه، لحدما يتأكد انهم بأمان وبعدها هيتعرف له بالحقيقة،برغم انه عارف ان جاسر مش هيسامحه، لكنه مش مستعد انه يخسره.
_______________________
في غرفة الكشف.
ندى كانت ماسكه في ايد جاسر بخوف..وهو كان ساكت وملامحه بارده من غير اي مشاعر.
الدكتور كان بيفك الجبس بحرص..وبعدما خلص اول رجل
ندى حست براحه كبيره..ابتسمت وهي بتبص لجاسر وبتقول:
حاسه كأن رجلي بتتنفس.
جاسر مردش عليها وهي بصت للدكتور وشافته وهو بيفك الجبس من رجليها الثانيه..
فضلت متوتره وبعد وقت من الخوف والتوتر..
الدكتور فك الجبس والممرضة بدأت تدلك رجل ندى
بالراحه.
جاسر بعد عنها وراضي دخل للاوضه..قرب من جاسر وهو بيبصله بتوتر،قرب منه وهو بيتكلم بصعوبه :
كل حاجه تمام يا بوص.
جاسر بص له باستغراب،راضي حاول يهدأ قدامه ومد ايده بالتيلفون.
جاسر اخد تيلفونه وهو عينيه على راضي ،حط التليفون في جيبه من غير ما يبص فيه..وبعدها رجع يبص لندى.
راضي عينه اتقابلت مع ندى،ولأول مره يشوفها بتبصله بصه هاديه مافيهاش كره او حقد.
ابتسملها بتلقائية وهي نزلت عينيها بسرعه وهي مش فاهمه ليه اتكسفت اوي كده.
الدكتور قرب من جاسر وقال:
هي هتروح على الكرسي..بس لازم متابعه علاج طبيعي علشان ترجع تمشى زي الاول.
جاسر رد بتساؤل:
طيب مافيش حل تاني غير العلاج الطبيعي دا؟
الدكتور :
دا انسب حل،،والافضل طبياً لحالتها.
جاسر اتنهد بموافقه:
طيب يا دكتور متشكر لحضرتك.
الدكتور خرج من الاوضة والممرضه كانت مع ندى بتساعدها .
ندى كانت فرحانه لان جاسر بدا يعاملها بحنيه..ندهت عليه يساعدها ووقتها جاسر اتضايق..
بص لراضي وقال:
ساعدها انت وانا هستناكم بره.
راضي بصله بتردد،لكنه اتحرك ووقتها ندى بصتله بزعل.
راضي قرب الكرسي من السرير..والممرضة ساعدتها تقعد عليه.
وبعدما قعدت وبقت مستعده للخروج..
جاسر فتح الباب وخرج من غير ما يبصلهم.
ندى بصت لراضي بتساؤل:
ايه اللي حصل..هو جاسر كويس؟
راضي باستغراب من تصرفه ،رد:
مش عارف..بس هو كويس متقلقيش.
ندى اتنهدت وراضي زق الكرسي وخرجوا من الاوضه.
______________________________
في شقة ليلى.
بعدما وصلها سامح ،طلعت ورنت الجرس..
فتحت شروق الباب بلهفه ،كانت لسا هتقرب منها،ليلى بعدت ايدها،ودخلت اوضتها.
شروق استغربت،قفلت الباب وهي مصدومه،جالها اتصال سامح وقدرت تفهم منه تصرف ليلي.
قفلت الاتصال وقربت من الاوضه،خبطت وهي بتنده عليها:
ليلى،حبيبتي افتحي الباب خلينا نتكلم.
ليلى ردت بصوت عالي:انا تعبانه دلوقت يا شروق،اول ما ارتاح هجيلك بنفسي.
شروق كان فضولها عالي،عاوزه تعرف ايه اللي اختها مرت بيه..خلاها تتغير بالشكل دا.
ردت عليها بصوت اهدى:
ماشي يا ليلى..انا هروح اجهزلك اكل..
ليلى سكتت وشروق ..اتحركت للمطبخ وهي زعلانه..
وقفت قدام البوتجاز وهي بتبص عليه بصمت…
جالها رساله من معتز،فتحتها بضيق وقرائتها..
كان باعت رساله طويله بيعتذر منها عن تصرفاته.
شروق قفلت التيلفون بضيق..
وسابت كل اللي في ايديها ودخل اوضتها وهي متضايقه.
_________________________
في اوضة ليلى.
كانت قاعده على مكتبها الصغير،فتحت اللاب توب بتاعها وبعتت رسالة لرنا..:
تعالي البيت ، عاوزه اتكلم معاكي ؟
رنا كانت فاتحه تيلفونها في اللحظة دي وب
لما شافت اشعار من ليلى فتحته بلهفه،قرأت رسالتها وردت بصدمه:
اي دا..انتي في البيت ازاي؟
ليلى اتنهد وكتبت:
وهكون فين يعني يا رنا؟ تعالي دلوقتي لو فاضيه،،
انا مستنياكي.
رنا كانت مستغربه اسلوب الكتابه،طلعت رقم شروق بسرعه واتصلت عليها..
بعد لحظة انتظار ردت شروق:
ايوا يا رنا؟
رنا اتكلمت باستغراب:
هي الحكومة وصلت ل ليلى.
شروق مسحت دموعها وردت عليها:
ايوه بقالها ٣ايام هنا..انا اسفه يا حبيبتي انشغلت ومعرفتش ابلغك.
رنا ردت:
حصل خير يا شروق..اهم حاجه انها رجعت بالسلامة..
عرفتوا مين اللي خطفوها.
شروق برفض:
لا لسا..هي اتعرضت لحادثة وفقدت الذاكره مؤقتا لكن رجعتلها النهارده،،والظابط قلي انها راحتله الصبح بدري وقفلت المحضر..وهي دلوقت مش عاوزه تتكلم معايا.
وانا مش فاهمه حاجه خالص،انا قاعده دماغي هتنفجر.
رنا فهمت الموضوع وردت بهدوء:
خلاص يا شروق،حاولي تهدى ومتزعليش نفسك، انا هلبس دلوقتى وجايه اقعد معاها وهفهم منها ايه الموضوع.
شروق تمتمت:
تمام يا رنا ،مع السلامة.
رنا قفلت المكالمه وقامت بسرعه غيرت هدومها..
وعند ليلى ،كانت قاعده على اعاصيها من التوتر…
كانت مستنيه الجرس يرن بفارغ الصبر..
رنا متأخرتش وكانت وصلت للبيت بسرعه.
رنت الجرس وليلى خرجت بسرعه وفتحتلها،وقبل ما شروق تلاحظ كانت دخلتها اوضتها وقفلت الباب عليهم.
_____________________________
رنا كانت بتبص لصاحبتها وهي مصدومه.
حضنتها بسرعه وهي مش مصدقه انها قدامها وكويسه.
ليلى اطمنت بوجود رنا معاها..اخدت نفسها براحه.
بعدت عنها وهي بتبصلها وعيونها مليانه دموع.
رنا اتكلمت باهفه:
ايه اللي حصل..انا مش فاهمه حاجه.
ليلى مسكت ايديها وقعدوا على السرير..
الموضوع كبير اوي يا رنا..أنا حاسه اني هتجنن،مش عارفه اتعمل ايه،انا خايفه وقلقانه واعصابي مش على بعضها خالص.
رنا بصت لها بقلق:
ليه يا ليلى،اتكلمي يابنتي انا اللي اعصابي مش على بعضها.
ليلى بصت لها لحظة بتفكر وبعدين اتكلمت.
اللي هقوله دا لو خرج برايا انا وانتي هيبقى في زعل جامد.
رنا فكرت باستغراب:
هو ايه الموضوع؟
ليلى بتردد:
رنا أوعديني،انك مش هتقولي لحد عن الكلام اللي هقولهولك.
رنا هزت راسها بهدوء :
متقلقيش يا ليلى،سرك في بير.
ليلى غمضت عينيها وبعدها اخدت نفس طويل واتكلمت:
انا روحت النهاردة الصبح القسم..لاني امبارح رجعت لي الذاكرة،واكيد انتي عرفتي اني عملت حادثة..
رنا هزت راسها وليلى كملت:
افتكرت كل حاجه..كل حاجه يارنا ..بس انا كذبت على الظابط..قولتله اني مكنتش مخطوفه وكدبت كلامك انتي وشروق.
شهقت رنا بصدمه:
وليه عملتي كده؟ انتي كدة بتضيعي حقك؟
ليلى بزعل:
لا يا رنا..أنا عملت الصح!
رنا ضمت ايديها باستغراب:
لا دانتي تفهميني بقى الحكاية كلها ومتكدبيش عليا!
ليلى هزت راسها وقالت:
انتي عارفه البنت اللي جبتهالك علشان تستخبى عندك؟
رنا هزت راسها وليلى كملت:
البنت دي فهمتني انها هربانه من اخوها اللي عاوز يجوزها شريكه ،وقالت انه زعيم عصابه وان لو مسكوها هيقتلوها.
رنا اتصدمت تاني وليلى كملت:
كلامها مكانش صح..هي مقالتش الحقيقه كلها..بس هي كانت فعلا هربانه من اخوها ،ودا لسبب تاني..يمكن مقدرتش اعرفه كله..بس هو كان حابسها وبينتقم منها!
رنا باستغراب:
طيب وهو يخطفك معاها ليه؟انتي مالك برضوا؟
ليلى بتنهيده:
علشان كدبت عليه وخبيتها عندي في الصالون.
رنا ضمت عينيها بصدمة وليلى بصتلها واتكلمت بهدوء :
كنا في مكان في الجبل مش عارفه مكانه بالتحديد فضلنا فيه شويه ومشينا،وانا اتعرفت على اخوها،هو زعيم عصابه كبير ،بس مش زي ما بتسمعي عنهم ،دا مختلف يارنا.
رنا هزت راسها..
ليلى كملت:
هو في الاول كان متعصب اني ساعدت اخته،وكان بيعذبها وصوت صراخها كان بيقطعلي قلبي،ودا خلاني اكرهه جدا في الاول ..لكنه مأذنيش زيها،كانه بيثبتلي اني مدام مأذتوش ،هو مش هيأذيني!
رنا قاطعت كلامها:
علشان كدة رفضتي تعترفي عليه ،ورفضتي تبلغي عنه وقفلتي المحضر؟
ليلى برفض:
لا مش كدة،انا كنت وعدته اني هسكت ومش هبلغ عنه.
ونفذت وعدي ليه مش أكتر"
رنا رفعت حاجبها بدهشه،مش مصدقه اللي بتسمعه،
ليلى كانت بتتكلم من قلبها، اتكلمت رنا وهي هاديه:
كملي يا ليلى.
ليلى اخدت نفس وكملت :
اكتشفت بعد فترة انه كان بيطلع غضبه بس لان اخته كسرته..لكنه بعد وقت صغير بس مكانش بيعمل حاجه غير انه يحمينا احنا الاثنين.
رنا كان بتسمعها باهتمام، فسالتها باستغراب :
طيب دا واحد خاطفك بيحميكي ليه؟
ليلى بصتلها لحظة وهي بتفكر،وبعد وقت ردت:
تصدقي انا معنديش اجابه،،لاني برضوا كنت مستغربه في الاول،هو ليه اصلا بيحميني،برغم اني المفروض ضحيته؟
رنا فكرت معاها،وبعد لحظة قالت:
انتي بتقولي انك عشتي معاهم في بيتهم؟
يعني ممكن دا يخليه ينسى انك ضحية ؟
ليلى بعد تفكير:
مش عارفه..بس انا وجودي معاهم مش علشان انه عاوز ينتقم مني..هو بس كان واخدني تأديب لفتره بس ،دا اللي فهمته.
رنا بشك:
ازاي؟
ليلى:
لانه حاول يرجعني للبيت أكتر من مرة، وفي كل مره بيحاول ،كان يحصل هجوم علينا..وكان في كل مره بيحميني،حتي وهو كان على وشك الموت،كان بيخليني اقف وراه ،علشان متأذاش..
كانت ليلى بتحكي وفي غصه في حلقها واضحه .
رنا استغربت كلامها،بس واضح انها بتقول الحقيقه..
سالتها :
يعني هو اصلا كان عاوز يرجعك البيت؟
ليلى دموعها نزلت وهي بتكمل:
ايوه،،اول مرة حاول فيها..اتعرضنا لهجوم كبير..
كنت خايفه ومرعوبه،لان اول مرة اشوف ضرب نار بجد قدام عيني..وحسيت اني هموت بجد،بس وقتها،كان بيتعامل كانه عشر رجاله في بعض..وحسنني بأمان غريب.
في كل مره كان بيقولي اقف وراه ،كنت بحس بشعور حلو ،معاملته ليا خلتني احس اني في حد خايف عليا في الدنيا دي وانه مستعد يضحى بنفسه علشاني،حتى من غير ما يعرفني كويس..
رنا اتأثرت بكلام ليلى وقربت منها وهي بتبص في عينيها وبتقول بحنيه:
اللي بتقوليه دا كبير.ومش سهل ابدا يتخفى.بس انا اول مرة اشوفك بالحالة دي!
ليلى اتكلمت بصعوبه:
انتي عارفه اني مكنتش عاوزه اسيبهم..
هتستغربي بس دي الحقيقه..انا معاهم حسيت بطعم العيله،اللي كنت مفتقداها،حسيت بطعم الآمان،ونسيت الوحدة اللي كنت فيها..
اه يمكن الاحساس ده طلع مع الناس الغلط،بس كان اول حد يحسسني اني في حمايه حقيقيه مش مزيفه.
رنا طبطبت عليها،وهمست بحنيه:
انتي اتعلقت بيهن يا ليلى؟
ليلى غمضت عينيها وسكتت،دموعها نزلت وكأنها الرد على سؤال رنا..
رنا حاولت تهديها وقالت:
طيب يا ليلى،عرفيني ازاي الحكومه وصلتلك،لان للأسف انا مكنتش اعرف اي حاجه عنك ،شروق مبلغانيش!
ليلى عدلت نفسها وهي بتفكتر اللي حصل بالتفصيل
:
على ما أتذكر ان هما موصلوليش،انا اللي وصلتلهم،بس وقتها خبطوني بالعربيه لان الدنيا كانت ضالمة ومشافونيش .
رنا شهقت بصوت عالي:
يعني الحكومه اللي خبطوكي؟
ليلى بحزن:
ايوه،،انا فاكرة كويس، في الوقت دا كنت هربت من الفيلا اللي كنت فيها مع جاسر وندى.
رنا باستغراب:
وهربتي ليه؟ مش بتقولي كان بيحميكي وكنتي مطمنه؟
ليلى بحزن:
انا مكنتش فاهمه حاجه وقتها،هو فجأة اتغير،اسلوبه ومعاملته،اتغيروا جدا،هددني بطريقه رعبتني،
قالي انه هيمسحلي ذاكرتي علشان يرجعني للبيت..
علشان مأذيهوش..
انا وقتها رفضت وقولتله اني مش هسمحله يعمل كده..
كنت خايفه ومرعوبه جدا منه ،وبرغم اني مكنتش مستوعبه الفكرة..الا اني للحظة صدقتها..واللي زود الخوف،لما خلى واحد من رجالته يحبسني ويقفل عليا الباب،كان قلبي هينخلع من مكانه..
بس لما نمت وصحيت لقيت المكان هادي،والباب مفتوح،قولت فرصه اني اهرب،برغم اني كنت متردده،بس كان لازم انقذ نفسي..
رنا بصدمه:
يعني هو سابلك الباب مفتوح علشان تهربي؟
ليلى حطت ايديها على راسها وقالت بتعب:
هو ده اللي هيجنني!!
مش قادره اصدق انه عمل كده علشان يخوفني ويخليني اهرب، بس هل هو كان عارف اني هعمل حادثة، او اني هيحصلي كل دا؟
اتكلمت رنا بضيق:
أكيد كان عارف،،يابنتي دا زعيم عصابه،،يعني راجل بيعرف يخطط ويدبر لكل حاجه.
ليلى هزت راسها بحزن:
علشان كده انا اتكسرت،كنت خلاص صدقت انه كويس..لانه قبلها كان هادي،،فجأة قلب علينا،
مبقتش فاهمه هي دماغه دي فيها ايه،وليه هو بيعمل كل دا؟
ليه بيبوظ كل حاجه حلوه حواليه!!
رنا وقفت وهي متضايقه:
انا ضدد انك تحميه يا ليلى ،لازم تبلغي عنه.
ليلى مسكتها ايديها بسرعه وشدتها عليها:
رنا انتي بتقولي ايه، وطي صوتك؟
رنا هديت وهي بتبصلها بزعل وهمست:
ليلى اللي بتحكيه دا مش سهل..هو مش شخص تكوني مطمنه كدا وانتي بتتكلمي عنه،لازم تخافي على نفسه يابنتي؟
ليلى بضيق:
كلامك نفس كلام ندى اخته؟ليه مش مصدقيني؟
رنا بسخريه:
انا مصدقاكي،بس الواضح ان اخته بتفهم،بس انتي شكل الحادثة أثرت على نفوخك!
ليلى بحزن:
هو مش هيأذيني،انا متأكدة،هو دلوقت مش فاضيلي اصلا..فمستحيل اقابله او اشوفه تاني..
رنا بخوف عليها:
طيب بعد قرارك دا؟تفتكري الحكومه هتصدق اللي قولتيه؟
ليلى بتنهيده:
انا وضحكت للرائد سامح اللي حصل،وقولتله اني في امان ومتشكره للي عمله علشاني،،وطلبت منه يقفل المحضر وينهى الموضوع!
رنا قربت منها وحضنتها،وليلى غمضت عينيها وهي مرتاحه.
بعد وقت رنا سالتها بوضوح:
وانتي ناويه تعملي ايه دلوقت؟
ليلى وهي بتبص لايديها:
هرجع شغلي،وهمارس حياتي الطبيعيه،بس انا في حاجه واحدة بس عاوزه اعملها.
رنا باهتمام:
اي هيا؟
ليلى قربت من دولابها وفتحته،طلعت منه صندوق كانت محتفظة بيه،قربته من رنا وفتحته قدامها.
الصندوق كان مليان فلوس ليلى كانت محوشاها.
اتكلمت ليلى بهدوء:الفلوس دي،أنا كنت محوشاها ،خديها يا رنا..
انا عارفه ان البيت بتاعك في حجات اتكسرت بسببي ،جددي العفش كله،علشان عاوزه اجي اعيش معاكي؟
رنا اتصدمت ورجعت لها الصندوق:
ايه اللي بتقوليه دا امسكي فلوسك،انا مش هاخد حاجه،
وبعدين انتي اتجننتي،يعني ايه هتعيشي معايا،وبيتك دا وشروق اختك اللي عايشه معاكي؟
ليلى اتنهدت وهي بتبصلها بضيق:
رنا،إنتي عارفه كويس ان شروق أختي مش قريبة مني،وبعدين انا لسا قايلالك اني نسيت الوحده،يعني مش عاوزه اعيش لوحدي تاني،وبالنسبه لشروق ف هي يومين وهترجع لجوزها،هي بتحبه ومش هتقدر تبعد عنه!
رنا مسكت ايديها وقالت:
بس دي شكلها متضايقه بجد يا ليلى،هو بصراحه زعلها جامد!
ليلى بتفكير:
انتي عارفه هو عمل ايه؟
رنا وشها احمر وردت:
انا معرفش السبب كله،بس واحنا في القسم واحنا بنقدم البلاغ،شروق لاحظت انه بيبص عليا،انا مكنتش واخده بالي بس هي هزقته وكانت زعلانه جدا منه.
ليلى ضمت حاجبها ورنا كملت كلامها:
بصراحه انا معرفش اني ملفته كدت علشان حد يبص عليا،بس انا زعلت علشان شروق جدا.
ليلى طبطبت عليها:
خدي الفلوس خليها معاكي'
رنا بضيق:
مش هاخد حاجه يا ليلى،مافيش حاجه اتكسرت اصلا ،قومي رجعي فلوسك مكانها،وانا هقوم علشان اطمن شروق .
ليلى سكتت ورنا قامت وقربت من الباب،
اول ما فتحته ،لقت شروق واقفه قدامها بتبصلهم بحزن ومنهاره من العياط..
رنا اتصدمت وشهقت بإسمها،
ليلى قامت بسرعه وقربت منها
شروق بصت لاختها بزعل وقالت:
عاوز تخبي عليا حاجه زي دي؟انا مش قريبه منك يا ليلى؟
ليلى سكتت ورنا اتكلمت:
شروق،ليلى مش قصدها..
شروق اتعصبت وقطعت كلامها:
لا قصدها،ليلى طول الوقت شايفه اني مبعملش علشانها حاجه،بس بالعكس،انا طول الوقت مهتمه بيكي وبقلق عليكي وبخاف عليكي اكتر من اي حد.
ليلى بصتلها بصمت وشروق كملت بزعل:
انتي عارفه انا سيبت معتز ليه؟
علشان كان بارد لما قولتله يعمل علشانك ايه حاجه ويساعدني الاقيكي..
بعدت عنه علشانك يا ليلى،علشان هو السبب،هو اللي بعدني عندك في الاول،خلاكي تحسي انك وحيده لاني مشغوله عنك.
بس انا مكنتش اعرف انك بتحسي بكل دا،لانك ولا مره عبرتيلي ولا فتحت قلبك ليا،طول الوقت شايله همك لوحدك.
ليلى بكت وهي بتبصلها بحزن ،
قربت منها بسرعه، وشروق حضنتها وهي بتبكي..
رنا بكت على بكائهم والثلاثه صوتهم كان بيعلى .
شروق بصت لرنا واتصدمت انها بتعيط.
بعدت عن ليلى وحضنتها..
رنا اتأثرت بكلام شروق،لان وضعها زي ليلى،لكنها للاسف ملهاش حد بعد موت ابوها وامها،وكانت طول السنين اللي فاتت عايشه لوحدها وحاسة بالوحده.
______________________________
شروق مسكت ايد ليلى ورنا وخرجوا للصاله.
قعدتهم قدامها وبصتلهم بجديه،اتكلمت:
انا مسمعتش كل كلامك يا ليلى،بس انا عاوزه اعرف الحقيقه.
من اول ما خرجتي من شغلك لحد النهاردة،ايه اللي حصلك؟
ليلى اتوترت،بصت لرنا وهي مش عارفه هتقول ايه.
وبعد وقت اتكلمت بصوت هادي:
ابقى كدابه لو قولتلك مافيش حاجه..
بس انا مريت بحجات كتيرة يا شروق،بس صدقيني مش قادره اقولك عليها.
شروق كانت هتتكلم وليلى وقتها بايديها:
مش عاوزاكي تزعلي مني،بس احترمي قراري.
شروق عيونها علىيها وبصالها بحيرة..لكنها سكتت علشان تسمعها، ليلى كانت منفعله وهي بتتكلم:
يمكن مكنتش الاول بتكلم معاكي او بشيلك همي،ودا لاني اتعودت،مبعرفش اتكلم مع اي حد،حتى انتي مبعرفش اتكلم معاكي،او ادخل معاكي في حوار،لانك عمرك ما بتفهميني.
انا مقدرة اللي عملتيه علشاني،بس انا وانتي عمرنا ما اتفقنا يا شروق..انتي كنتي انانية في بعدك عني واهمالك ليا، فمتجيش دلوقت تحسسيني اني مش فهماكي وعاوزه تكوني قريبه مني بحجة ان معتز السبب.
شروق اتضايقت من كلامها،وحاولت تهدى علشان متنفعلش عليها.
ليلى كملت كلامها:
انا خلاص نهيت القصه دي كلها،وانتي يهمك اني اكون قدامك بخير..وانا اهو الحمدلله كويسه وفي احسن حال،وهمارس حياتي الطبيعه وكآن محصلش حاجه.
شروق ضمت حاجبها بضيق وردت بانفعال:
وانتي فاكرة اني ههدأ بالكلمتين دول..لازم تتكلمي وتعرفيني اختفيتي ازاي ومين اللي خطفك!
ليلى سكتت وشروق من عصبيتها قالت:
انتي اصلا كنتي مخطوفه،ولا هربانه مع حد؟
ليلى اتعصبت وردت:
مش هرد على كلامك ده ،انا قولت للظابط اني مكنتش مخطوفه،وانا مكدبتش عليه،انا فعلا مكنتش مخطوفه..اللي حصلي كان حادثة وانا متأذتش فيها ،فبالنسبالي انتهت.
شروق وقفت وهي بتعارض كلامها:
اكيد هو مصدقكيش،وانا برضوا مش قادره اصدقك..
انتي كلامك مش مقنع ومش طبيعي.
ليلى اتنهدت ووقفت قدامها:
كنتي مستنيه تسمعي ايه؟ كنتي عاوزاني اقولك اني هربت مع حد!!
شروق ضغطت على ايديها بضيقي:
من امتى وانتي بتتكلمي معايا بالاسلوب دا؟
مفكراني مش خايفه عليكي؟
ليلى ببرود مصطنع:
لا انا بس مش عاوزه اشغلك بمشاكلي.
شروق ضغطت على اعصابها أكتر وكانت هترد،لكن تيلفونها رن.
ليلى بصت على التيلفون وشافت المتصل.
اتكلمت ببرود :
دا الرائد سامح،ردي عليه.
شروق ردت وهي متعصبه من برود اختها،
:
الو..
ليلى اتكلمت بهدوء:
افتحي الاسبيكر يا شروق،عاوزه اسمع كلامة.
شروق فتحت الاسبيكر بضيق وسمعوا صوت سامح بيقول:
ايوه يا مدام شروق،قدرتي تفهمي حاجه من ليلى؟
شروق بصت لاختها بضيق وردت:
ايوه يا فندم،فهمت انها مكانتش مخطوفه واللي حصل كان مجرد حادثة،وسوء تفاهم.
سامح رد بالإيجاب :
تمام ،انا عاوزك تخلي بالك منها،لان ليلى شكلها مخبيه حاجه كبيره اوي،لو خايفه عليها خليكي معاها وقت اطول.
ردت شروق بهدوء:
تمام يا فندم متشكرة لاهتمامك.
فصلت المكالمه وليلى اتضايق من كلامه.
اتكلمت بعصبيه:
طبعا كنتي داخله تستفسري مني علشان تكلمي الظابط..
بصي أنا أعصابي تعبانه ومش قادره اتكلم تاني،،انا قولتلك كل حاجه عندي،عاوزة تصدقيني براحتك،مش عاوزة انتي حرة.
رنا كانت مستغربه معاملة ليلى،لأختها..
خصوصا ان ليلى بنت هاديه بطبيعتها وعمرها ما اتكلمت ما حد بإسلوب وحش.
شروق كانت هتتجن من تصرفات اختها الغريبة،بصت ل رنا اللي كانت مستغربة زيها،وليلى اتحركت من قدامهم وهي مش فاهمه ليه اتغيرت بالشكل ده،وليه مش قادره تتحكم في اعصابها.
بس رنا كانت فاهمه ليلى بتتصرف كدة ليه..قربت من شروق واتكلمت بهدوء:
متزعليش منها يا شروق،هي لسا اعصابها تعبانه.
شروق بدموع:
انا مش وحشه يا رنا،والله أنا خايفه عليها،ليلى فهماني غلط.
رنا حضنتها بحنيه وهمست:
يومين وهتهدى وهتفهمك كل حاجه بنفسها، بس لو بتحبيها بجد ،اقفلي موضوع الظابط دا،لانه لو طول ليلى مش هتكون مرتاحه.
شروق استغربت وهمست:
بس دا اللي انقذها؟من حقه يعرف الحقيقه.
رنا كملت بنفس الهمس:
الموضوع مش مستاهل تحقيق ،وهي بنفسها شرحت الحكايه،وصدقيني انا متأكدة ان ليلى بخير،ولو في خطر على حياتها هي مش هتسكت وهتقلب الدنيا..
شروق بصت لها بحيرة ورنا كملت:
هي محتاجه اننا نريحها،مش ناقصه ضغط،متنسيش انها اتعرضت لحادث واكيد الصدمة كانت قوية..
وانتي يا شروق اختها الكبيرة لو مقدرتوش تتفاهموا قبل كدة،حاولي المرة دي تفهميها وتصدقيها.
شروق اتنهدت بتعب وهزت راسها:
طيب يا رنا،هحاول.
رنا بعدت عنها واتكلمت وهي بتشيل شنطتها:
هروح انا،عندي كام مشوار،لو خلصتهم بدري هاجي اقعد معاكم شويه.
شروق ودعتها ورنا مشيت،وبعد لحظة شروق دخلت اوضتها وهي بترتب كلام رنا في دماغها،وبعد وقت
اخدت قرارها تهدى ومتضغطش على ليلى.
