رواية في اول طريقي الفصل السابع عشر
بعد تذكر ندى كل اللي حصل معاها في خلال ٨شهور ،بدات تحس انها تعبت من الحياة،وانها لحد دلوقت مافيش حاجه حصلت تخليها عايزه تعيش،لا عيله ولا اخ ولا حتى حبيب يعوضها ويهون عليها..
كانت شايفه ان واحده زيها،ماتستحقش ان حد يحبها،
وكل الاتهامات متوجهه ليها هيا بس،العيوب منها هي،وانها السبب الرئيسي في تدمير حياتها.
الباب اتفتح فجاة وندى اتخضت،بصت على الباب وهي مستغربه:
مين؟
صوت هادي ومليان حنية اتكلم:
انا ليلى يا ندى..!
ندى لما سمعت صوتها قلبها دق بعنف،وسألت نفسها باستغراب:
ليه كل مره احس بضعف ،بتظهر ليلى؟
ليلى قربت منها وشغلت النور واتكلمت بهدوء:
اخوكي حظرني اني ما اخرجش من الاوضه بس انا مش جيلي نوم،بصت على ندى وسالتها بإستغراب:انتي لسا صاحية ليه؟.
ندى حركت راسها بهدوء،حاولت تبتسم لكن عيونها فضحوها انها حزينه ،ليلى حست انها مش كويسه،قربت منها وقالت:
مالك يا ندى انتي كويسه.
ندى هزت راسها برفض وقالت:
لا،ومش هكون يا ليلى ،مش هيحصل!
ليلى طبطبت عليها واتكلمت بحنيه:
ماتقوليش كده يا ندى،انتي هتخفي وهتبقي زي الفل.
ندى غمضت عينها وحركت راسها برفض:
لا يا ليلى،انا مش هخف،لاني كل ما هخف هيعمل فيا كده تاني،دا بيكرهني،ومش عاوزني عايشة ،ياريته كان قتلني معاه كان زماني ارتحت.
ليلى حضنتها بقوه وردت بهدوء :صدقيني يا ندى ،جاسر اخوكي جواه حنية بعيده تماما عن قسوته،انا شوفتها بعيني.
ندى استغربت كلامها وبعدت عنها وقالت بكسرة:
ليلى انتي متعرفيش حاجة..جاسر مش حنين؟
ليلى سرحت لثواني وبعدين ردت:
ليه بتقولي كدة؟
ندى دموعها نزلت وبدأت تتكلم..
اللي حصلي كان صعب يا ليلى..لدرجة محدش يستوعبها..
اتنهدت وبدأت تحكي ل ليلى كل اللي حصل.
ليلى بعدما سمعت القصة شهقت بصدمة كبيرة..
:دا رعب؟ازاي يعمل فيكي كدة ؟
ليلى لمست ايديها واتكلمت..
:علشان كدة انا مش مصدقة انك بتقولي عليه حنين؟حاسر قلبه حاحد وعمره ما حن!!
ليلى ردت بتوتر:
بصي انا مش هقدر اقول انها حنية،لكن بالنسبة لواحد زي اخوكي دا،اقدر اقول اه،وكويس اصلا ان حاجه زي دي موجوده جواه…انا شوفتها بعيني.
ندى مسكت ايديها وقالت بخوف عليها:
ليلى،انا خايفة دي تكون خدعه منه ..وانا مش هسمحلة يأذيكي،انتي لازم تمشي بسرعه من هنا ،جاسر اخويا مافيش في قلبه رحمه ،هو مش شخص تفضلي معاه في نفس المكان،جاسر هو الشر نفسه.
ليلى اترعبت..هي اكيد عندها حق..
،سألت نفسها،، بعد اللي حكتهولي عن اللي عمله فيها وفي الحادثة اللي حصلت معاها،هو فعلا خطر،بس انا شوفت فيه حاجه غريبة ومختلفه،ممكن تخرج منه حنية ،وهدوء،هو بس عاوز اللي يكتشف كل حاجه بنفسه.
ندى بصت على ملامحها وسألتها:انتي مش على طبيعتك خالص،قوليلي صح كنتي فين معاه وليه مرجعتيش بيتك ورجعتي تاني هنا؟
ليلى اتوترت من سؤالها:
هنكون فين ياعني ؟..اكيد في مغامرة فيها ضرب نار،ما انا وقعت في طريق ناس لبش، واهو الحمدلله ربنا عداها على خير.
ندى ضحكت غصب عنها وليلى ابتسمت.
:انتي ماتعرفيهوش بقالك كتير،بس حاساكي فهمتي حاجات انا معرفتش افهمها خلال كل السنين اللي عيشتها معاه.
ليلى هزت راسها وجاوبتها:
بصي انا مش هجاملة..بس انا شوفت معاه انه شخص كويس ،مش طول الوقت شرير،يعني بدا يكتشف ان الحنيه والسماح موجودين جواه وانه يخرجهم للي حواليه عادي،مش جريمة.
نهت كلامها بابتسامه وكملت ،انتي متخيله يا ندى،انه اعتذر مني؟
ندى اتصدمت وهيا مش مصدقه اللي بتسمعه!
ردت عليها وقالت :الي بتقوليه دا غريب اوي يا ليلى،جاسر اخويا،عمره ما اعتذر من حد،ولا حتى بيظهر اي مشاعر بيحس بيها ،انتي متخيله ان بابا لما كان بيقابله مكانش بيمد ايديه حتى يسلم عليه.
ليلى استغربت كلامها وهمست :
ايه السبب اللي يخليه يعمل كده؟
ندى سرحت للحظة،مكانتش فاهمه هيا كمان ايه السبب؟ليه جاسر اخوها اتزرعت فيه كل القسوة دي؟
ليلى لمست ايديها وندى اتفزعت.
بابتسامه خفيفه قربت منها وقالت:
انا متاكده ان كل حاجه بينكم هتتصلح وتكون كويسه،بس لازم تكوني عارفه ان اخوكي خطر فعلا،عالم المافيا دا مش بينتهى بسهوله ويا اما بقى بالموت او بالسجن.
ندى بنظرة حزينه حركت راسها وقالت:دي اكتر حاجه بترعبني ،خصوصا اني اوقات بخاف عليه،مهما كان فانا برضوا ماليش غيره في الدنيا،كنت أتمنى يكون أحسن من كده،لكن مافيش في ايدي حاجه اعملها.
ليلى مسكت ايديها وطبطبت عليها بهدوء وقالت:انا ممكن اطلب منه اننا نخرج بكرا على البحر بما اننا في اسكندريه،علشان تغيري جو.
قالت كلامها وابتسمت وبعدين كملت :
انا شكلي مطولة معاكم شويه،فهحاول استغلهم بقى واقضي وقت معاكي.
ندى سكتت وسألتها باستغراب:
عندك ثقة غريبة يا ليلى،هو انتي اعجبتي بجاسر ولا ايه..لدرجه انك مصدقه انه هيوافق بحاجه زي دي؟
ليلى اتصدمت من سؤالها وردت فورا:
لا خالص يا ندى انا مش طيقاه اصلا،انا بس بحاول اهون على نفسي وعليكي ،وحكايه انه هيوافق دي،احنا هنضغط عليه لحدما يزهق ويوافق.
ندى ابتسمت وحضنتها وبعدين قامت ومسكت ايديها وقالت،ساعديني اقعد على الكرسي،وخلينا دلوقت نخرج في الجنينه شويه نشم هوا.
ليلى هزت راسها وقامت،لكنها سألتها بتوتر:
تفتكري ان لو حد شافنا دلوقت وقاله وهو اصلا مهددني ماخرجش،هيعمل فينا ايه.
ندى بضحكه حزينه:سيبيها لله يا ليلى هي كده موته ولا أكتر.
ليلى ضحكت وهزت راسها وقامت ،ساعدت ندى تقعد على الكرسي المتحرك وبعدها عدلت هدومها وخرجوا مع بعض بكل هدوء.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في الجنينة
الهوا البارد بيلمس وشوشهم وبيطير شعر ندى وطرحه ليلى، وريحة البحر كانت واضحة رغم إن المكان محاط بسور عالي .
ندى أخدت نفس عميق وقالت بصوت مكسور:
من زمان ماحستش إني بتنفس براحة كدة.
ليلى ابتسمت وحطت إيدها على كتفها:
غمضي عنيكي يا ندى،وافتكري إنك لسه عايشة واتنفسي.
ندى ابتسمت وغمضت عينيها وبدات تستنشق الهواء بكل هدوء واستمتاع،وليلى متابعاها ومبتسمه.
هدوء الليل مع صوت البحر من بعيد كان كفيل يهديهم شويه ويحسسهم براحه.
ليلي كان عندها فضول انها تشوف البحر في الوقت دا،لكن الفيلا مقفوله ومستحيل يخرجوا وخصوصا ان اكيد رجالة جاسر واقفين بره.
ندى اتحركت بالكرسي لحدما وصلت عند مفتاح نافورات المايه اللي في الجنينه وبصت على ليلى اللي مغمضه عينيها وسرحانه ..
ضحكت بخباثه وفي ثانيه كانت نافورات المايه اللي في الجنينه اشتغلت كلها وبدات تغرق ليلى،اللي اتفزعت وهيا مش مصدقه اللي بيحصل.
بصت على ندى اللي بتضحك وقربت منها بسرعه وشدت الكرسي وحطته تحت النافوره وغرقتها هيا كمان ،وهما بيضحكوا بكل استمتاع وصوتهم بدا يعلى وهما مش حاسيين.
كان بيتابعهم من خلال الزجاج بتاع غرفته ،جاسر ،
كان واقف ووشه مافيهوش أي تعبير، لكن عينيه مترقبة ومشدودة، بيتابع ضحكة ليلى وصوت ندى العالي اللي عمره ما سمعه بالشكل ده.
شد سيجارته من على الكومودينو، لكن قبل ما يولعها، لقى نفسه واقف ثابت… مش قادر يبعد عينه عنهم.
همس لنفسه ببرود:
إزاي لسه عايشة وبتضحكي كده يا ندى… بعد اللي عملتيه فيا؟
حرك عينيه وبص على ليلى اللي مبلولة ميه وبتضحك من قلبها، عض شفايفه وهو بيكتم حاجة جواه مش فاهمها.
ليلى وندى كانوا في عالم تاني مبسوطين وبيلعبوا كأنهم أطفال ومش فارق معاهم معاقبة اهلهم ليهم.
جاسر كان عاوز ينزل ويعاقبهم ،لكن اللي شافهم بيعملوه خلاه ثابت ومش قادر يتحرك،خصوصا حركات ليلى المضحكه مع ندى اللي لاول مره يشوفها بالسعاده دي من وقت كبير.
ندى بضحك وهيا بتحاول تاخد نفسها بصعوبه:
خلاص كفايه كده يا ليلى،مش قادره .
ليلى وقفت وهيا بتاخد نفسها هيا كمان واتجهت عند مفتاح النافورات وقفلته،ورجعت تاني لـ ندى وقالت:
اكيد طبعا انتي عندك لبس فوق لان بعد اللي حصل دا هاخد برد لو مغيرتش هدومي.
ندى عضت شفايفها واتكلمت:
انا عندي لبس وكتير كمان،بس كله قصير ومش هيناسبك؟
ليلى شهقت :
بتهزري؟؟ اكيد طبعا انا مش هلبس المسخره دي؟
ندى رفعت حاجبها بصدمة وليلى انتبهت ليها واعتذرت:
مش قصدي اقول كده ،بس هيا فعلا متنفعش..مافيش حاجه محتشمه خالص.
ندى حركت راسها بالرفض وليلى بدات تترعش من البرد،وندى اتكلمت بسرعه:طيب خلينا ندخل علشان شكلك وانتي بتترعشي كده بيضحك.
ليلى مسكت الكرسي وزقته ودخلوا لجوا الفيلا،ندى في اللحظة دي كانت بتفكر هتساعد ليلى ازاي،وهتجيب ليها لبس واسع ومحتشم منين،، لحدما وصلوا للاوضه،ندى طلبت من ليلى تساعدها تغير هدومها .
بدات ليلى تختار ليها هدوم مريحه،وبدات تساعدها تلبسها،وبعدما انتهت بصت ليها بحزن وقالت:
هنعمل ايه يا ندى انا جسمي بيترعش،ومش هعرف انام كده؟
ندى حطت ايديها على راسها وهيا بتفكر ،وفي وقت قصير ردت عليها بسرعه:
لقيتها،انتي تروحي تتسحبي بهدوء لاوضه جاسر وتاخدي من عنده لبس،هو كدة كدة مقاسه كبير يعني التيشرت بتاعه هيبقى عليكي كاش مايوه،تاخديلك بيچامه وخلاص.
ليلى بصت لندى بصدمة:
انتي مجنونة؟! أنا لو روحت أوضته اصلا أفتش وآخد منها حاجة؟ ممكن يقتلني!
ندى حاولت تمسك ضحكتها وقالت:
هو تلاقيه نايم اصلا ومش هيحس بحاجه… ادخلي انتي بس بهدوء وهو مش هيحس،خدي أول تيشرت كبير ييجي في وشكك واطلعي.
ليلى عضت شفايفها وهي بتتردد:
هو لو مسكني هتدفني معايا انا بقولك اهو!
ندى قربت منها وقالت بجدية:
لو معملتيش كده هتضري تبلسي من هدومي ووقتها برضوا هتموتي من البرد ومتنسيش انه ممكن يدخل اوضتك في اي وقت ويشوفك كده.
ليلى اتصدمت وندى كملت :
هو نايم فوق… أنا حاسه إنه في سابع نومه واكيد تعب من المشوار الكبير دا.
ليلى حست إن بردها بيزيد، جسمها بدأ يرتعش أكتر، حطت إيديها على دراع ندى وقالت:
طيب هروح بس ادعيلي يا ندى… أنا داخلة على موت حقيقي.
ندى بصت لها بعين فيها خوف وأمل مع بعض:
والله مش هيحصل حاجة… بس انتي خلي بالك.
ليلى خرجت بهدوء من الأوضة، صوت خطواتها كان بيترن في طرقة الفيلا الكبيرة وهي ماشية على أطراف صوابعها. الجو كان ساكت ودا كان مخليها مطمنه شويه.
وصلت قدام باب أوضة جاسر… إيدها كانت بترتعش وهي بتحاول تفتح الباب ببطء. الباب فتح معاها بهدوء… النور كان طافي بس ريحة سيجارته لسه موجودة في الجو.
ليلى بصت على سريره لقته نايم ومتغطي ومديها ضهره.
مشيت بهدوء وكانت بتبص على محتوايات الاوضة ،لفت نظرها باب بعيد قررت تروح تشوفه .
ومع كل خطوه كانت بتحط ايديها على قلبها،لحدما وصلت عند الباب وفتحته بهدوء وهيا مغمضه عينيها،
دخلت وهيا بتدعي انها تخرج بسلام،بصت على الاوضه ولقت انها مليانه هدوم.
قربت منها وبدات تفتش فيهم بهدوء لحدما لقت اخيرا هدوم تنفع انها تلبسها،مسكتها كويس في ايديها وخرجت من الباب.
جاسر كان لسا مديلها ضهره ،ولما حس انها بتقرب من الباب لف بجسمه في اتجاهها،لما شافته كانت هتعيط من التوتر لكنها تماسكت،قربت بهدوء تمشي وهو كان قاصد يعمل حركات توترها،وليلى خلاص قلبها هيقع من مكانه،
قرر فجاه انه يقوم،ولما حست بيه وقفت مكانها مش بتتحرك،جاسر اتجه للحمام وهيا مش عارفه تعمل ايه،لحدما انتبهت ان دي فرصه كويسه انها تهرب،وقبل ما تفتح الباب سمعت صوت بنت من الخدم بتخبط وبتنادي عليه.
(جاسر باشا،ممكن ادخل)
اتخضت ليلى وجريت بكل قوتها واستخبت جمب السرير.
وجاسر خرج من الحمام وهو بيرد على الخدامه:
ادخلي؟
البنت دخلت وهيا شايله في ايديها صينيه عليها عصير فريش،وحطته على السرير،وقبل ما تقول اي كلمه زياده،جاسر بص عليها وشاورلها تخرج،وبعدها حول نظره على مكان ليلى ولما اتاكد انها موجوده،مشى في اتجاها بكل برود.
ليلى غطت وشها بهدومه وهو وقف قدامها،مد ايديه شال الهدوم من على وشها وفضل واقف يبص عليها بثبات.
ليلى فتحت عينيها ولما شافته، اتجمدت في مكانها، قلبها كان هيطلع من مكانه، وشها أحمر من الخجل والخوف..واتكلمت:
أنا… أنا كنت… بس هدومي… أنا كنت هاخد تيشيرت علشان..
جاسر نزل لمستواها وعيونه لسا مثبته عليها،قرب منها اكتر وليلى من صدمتها غمضت عينيها،وهو مد ايديه اخد حاجه من وراها وقام وقعد على السرير.
وثواني وقام تاني ومشى.
ليلى فتحت عينيها ولما لقته مش موجود اتشجعت وأخدت خطوة وقامت عشان تهرب.
لكن أول ما استدارت فجأة خبطت في صدره من غير ما تاخد بالها!
شهقت بعنف، جسمها كان هيتهاوى على الأرض من المفاجأة… بس إيده مسكتها بسرعة، شدها ناحيته بقوة، لحد ما لقت نفسها واقعة جوه حضنه.
قرب وشه من ودنها بصوت هامس مليان ثقل:
انا مش حظرتك ماتخرجيش من اوضتك؟
ليلى اتجمدت وعينيها كانت مقفولة وأنفاسها بتتهز، مش قادرة تفكر ولا تقول كلمة.
جاسر فضل سايبها لحظة في حضنه، كأنه بيستمتع برعبها، وبعدين فجأة سابها فاتحركت خطوة لورا، وإيده لسه سايبه أثر سخونته على دراعها.
فضل مركز معاها بنظراته وهي متوتره مش قادره ترد،لحدما اتشجعت وقالت:انا….
مكملتش كلامها و لقته رجع قعد على السرير بهدوء، مسك السيجارة وحطها في بوقه من غير ما يبص لها، وقال ببرود:
ارجعي اوضتك واقفلي الباب وراكي.
ليلى هزت راسها و طلعت من الأوضة بسرعه، كانت تايهة بين خوف ورجفة وخجل…
قلبها كان هيولع من اللي حصل،ولما قفلت الباب بصت علي ايديها واتصدمت ان الهدوم اللي عملت كل دا علشانها ،نسيت تاخدها ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ليلى جريت بسرعه ودخلت اوضة ندى، وقفلت وراها الباب كأنها مطاردة، قلبها بيدق وصوت نفسها باين.
ندى بصتلها بقلق:
إيه ده؟! وشك احمر كده ليه ..هو في حاجة حصلت،وفين الهدوم؟
ليلى حاولت تخفي ارتباكها:
لا مفيش…انا بس كنت خايفة ليكون صحى.
ندى نبهتها تاني بسؤالها:
ايوا يا ليلى،بس هي فين الهدوم اللي جبتيها.
ليلى بصت على ايديها وقالت:ما هو ..اصل..نسيت اخدها من الخضة.
ندى قعدت قدامها وضيقت عينيها وهي بتراقبها:
جسمك بيرتعش، ووشك عامل زي الطماطم قوليلي بس حصل ايه وانا مش هقول لحد.
ليلى فتحت الدولاب وخرجت ليها لبس من بتاع ندى،وقربت من الباب قفلته كويسه وقالت:رجعت في كلامي وقررت البس من هدومك وانام معاكي هنا.
ندى ابتسمت بخبث وقالت:
شكلك لقيتي جاسر صاحي؟
ليلى شهقت بسرعة:
إيه؟! لا طبعا إنتي بتقولي إيه؟!
ندى رفعت حواجبها:
وفيها ايه ياعني ،هو كان صاحي… صح؟
ليلى سكتت لحظة، ابتلعت ريقها وحاولت تغير الموضوع:
يلا ننام بقى، الجو برد وأنا مش قادرة أقف.
ندى هزت راسها،وليلى دخلت غيرت هدومها ونشرتها علي الباب بعشوائيه ورجعت لندى وقالت:بكره الصبح هرجع اوضتي وكأن محصلش حاجه.
ندى ضحكت وردت :
طيب نامي…انا برضوا كنت عاوزاكي تفضلي معايا.
ليلى نامت وغطت نفسها بسرعه،ووشها كله كان باللون الاحمر،وندى كانت مغمضه نص عين وهيا حاسه ان في حاجه حصلت ،بس اكيد مش حاجه وحشه،فاخيرا استسلمت ونامت.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في اوضه جاسر ،كان قاعد على طرف السرير، بيولع سيجارة، وعينيه مركزة على الهدوم بتاعته اللي كانت ليلى ماسكاها قبل ما تخرج . وابتسامة خفيفة جدًا ظهرت على وشه لأول مرة، وكأن في حاجة غريبة بدأت تتحرك جواه وهو مش واخد باله.
قرب بهدوء ومسك الهدوم،وقرر انه يروح بنفسه ويوديها ليها،…خرج من أوضته بخطوات هادية لحد ما وقف قدام أوضة ليلى.
وقف لحظة…وعينه على الباب، وصدره بيطلع وينزل ببطء. حس لأول مرة إنه متردد يدخل،ومتردد يواجه.
مد إيده وخبط خبطة خفيفة.
سكت شويه… مافيش صوت.
خبط مرة تانية أقوى شوية..ولما ملقاش رد نده عليها بهدوء:ليلى…
برضوا مافيش أي رد.
حاجبه اتعقد، وبهدوء حرك المقبض وفتح الباب.
دخل وهو بيبص حوالين الأوضة… كانت فاضية. السرير متغطى زي ما هو، مافيش أي أثر ليها.
شد نَفَسه وهو بيرجع خطوتين لورا.
لمح بعينه إن نور أوضة ندى من تحت الباب منور. لحظتها فهم انها معاها…
وقف ساكت قدام طرقة الفيلا الكبيرة، ونظرة عينه اتغيرت، بقت أهدى من غضبه المعتاد.
وبدل ما يدخل عليهم أو يواجههم، لف ورجع بخطوات تقيلة على أوضته.
دخل وقفل الباب وراه، رمى الهدوم على الكرسي، وقعد على طرف السرير.
بص للهدوم تاني… وابتسامة صغيرة جداً طلعت من غير ما يحس، كأنه لأول مرة يقرر يسيبهم على راحتهم.
