رواية نهاية وعد الفصل العاشر 10 بقلم الين روز
أنتِ مش فاهمة حاجة..!
– "لا… أنا فاهمة. فاهمة إنك سبتني علشان كنت مدمن."
_ وأنتِ عرفتِ منين؟_
– "مش مهم… أنا عايزة أعرف كل حاجة يا عمر، كل حاجة."
اتنهد، ووجهه تغير كأنه بيستجمع نفسه بالعافية.
_ كان باباكِ… بيحب خالتك، ومامتك كانت بتحبه. وقتها أبو باباكِ أجبره يتقدم لمامتك لما شافها مناسبة أكتر، لكنه اعترض… لكن اضطر إنه يتجوز."
بص بعيد، وشه متغيّر، وأتنهد وقال:
_ بعد الجواز، مامتك حملت فيكي… لكن كل حاجة اتغيرت بعد الجواز. مبقتش طايقة تعيش معاه، كانت بتعمل كل حاجة عشان تكره وجوده… معاملة وحشة، زعيق على أقل حاجة، واتفقوا على الطلاق بعد فترة.
بلع ريقه، وصوته اتكسر وهو يكمل:
_ لحد ما اكتشف خيانتها… خانته… مع أبويا.
أمي اللي شافته… رنت عليه منهارة وحكتله كل حاجة. جه… كان عاوز يضربها، بس معرفش ليه ما عملش علشان كانت حامل. وقتها أمي ولدت، لكن البنت خرجت متوفية… وفي نفس اليوم، مامتك ولدت بنت… لما أبوك عرف، رشّى الدكتور وبدّل البنات.
صوتي اتجمد، وقلبي كاد يقف.
لكن هو كمل، والكلمة دي قلبت حياتي:
_ عيون… مكتوبة باسم أمي، وأمها في الرضاعة.
اتسمرت مكانها، والدنيا كلها وقعت عليا.
سيبته ومشيت… دموعي نازلة ورجلي بتترعش. وصلت البيت بالعافية، ولما دخلت، شفتهم بيضحكوا.
سكتوا لما شافوني. قربت منهم، والعياط باين على وشي:
_ إزيك يا عمتي…؟
إزيك… يا بنت عمتي؟
عيون اتصدمت، وعمتي اتسعت عينها.
دخلت الأوضة وقبل ما أقفل الباب، سمعت عيون بتعيط. قلبي وجعني، بس رفضت أطلع.
بعد شوية، باب الأوضة اتفتح… عمتي كانت واقفة، غضبانة ومتكسرة في نفس الوقت.
_ عرفتي إزاي؟
إزاي تقولي لعيون حاجة زي دي؟ مش مراعية شعورها؟
بصيت لها، والدموع واقفة في عيني:
_ وأنا؟ مين راعى شعوري؟ مين فهم إن اللي حصل ده مش بإيدي؟
أنتي اللي خليتيه يكرهني… أب يكره بنته بسببك.
قربت منها، وصوتي اتغير:
_ بس خلاص… هخد كل حاجة منك… أولهم عيون… وآخرهم عمر. برا.
خرجت… وقلبي بيدق، بس لأول مرة حسيت إني مش ضعيفة.
نمت… ومن غير ما أعيط.
صحيت على خبط شديد، بابا شد إيدي وهو غضبان:
_ أياكِ تتكلمي مع عمتك كده تاني!
دمعت عيوني… وراها كانت واقفة مبتسمة.
_ أنا مقلتش حاجة غلط.
أنت وهي… خنتوا بعض.
وعيون… مش بنتك.
الحقيقة وجعتك؟
إيده جات على وشي… صفعة هزت الدنيا جوّايا.
_ كتب كتابك الأسبوع الجاي!
مش هسمح يكون عندي بنت زيك.
بصيت له ودموعي بتنزل غصب… وصوتي مكسور:
_ عاملني حلو… مرة واحدة بس. حسسني إني بنتك.
قربت منه وكنت هحضنه، لكنه وقفني وقال:
_ وأنا معنديش بنت غير عيون، أما أنتِ فكبرتك ودخلتك الكلية علشان ده واجبي… غير كده فلأ.
بعدت عنه بحزن وقلت:
_ هييجي يوم… وتحتاج تحضني أو حتى تبوس راسي، بس وقتها هيكون فات الأوان. صدّقني… هيكون فات الأوان.
سيبته ونزلت السلالم بخطوات متكسّرة، وروحي كلها واجعة. طلعت السطح، يمكن أهرب من الوجع… يمكن أنسى كلمته الأخيرة:
"مش عاوزك بنتي."
جملة قطعت قلبي.
قعدت في ركن السطح، والهواء بيشد شعري وأنا ببكي. ولأني بحب أغني، لقيت صوتي بيطلع غصب عني… متكسر زي قلبي:
_ محبتش غيرك واعمل إيه،
فشوقي وهوايا… وليلي ونهاري بفكر فيك، ما ترجع كفاية!
محبتش غيرك واعمل إيه…
كل كلمة كانت بتطلع مني وجع.
وفجأة سمعت حد طالع. مسحت دموعي بسرعة والتفت… ولقيته.
عمر.
الوحيد اللي رغم أذيته… موجود.
_ عمر!
قربت منه، وبدون ما أفكر… حضنته.
وانهرت.
كنت بعيط بحرقة، وهو سايبني… وطبطبته كانت أهدى من الدنيا كلها.
وسط دموعي قلت له:
_ قال مش عايزني بنته… اتخلى عني يا عمر.
أنا ليه محدش بيحبني؟
ليه أتزرع جواه كره ليا؟ ليه؟
سكت.
وإجابته كانت صمت… زي السنين اللي عدّت وأنا مستنية كلمة مابتيجيش.
مسحت دموعي بكفّي وقلت بصوت مكسور: _ أنا بحبها يا عمر… أمي. حتى بعد اللي عملته، بحبها.
وحبيته هو… وهو محبّنيش.
حبيت عيون… وطلعت حتى هي كذبة في حياتي.
إزاي قدر يتخلى عن بنته؟ ويكتبها باسم حد تاني… حتى لو أخته؟
ضحكت وسط دموعي، وقلت وأنا ببعد عنه: _ وأنت كمان… حبيتك. وكنت مستعدة أعمل أي حاجة علشانّا.
بس حتى أنت أثبتّلي إنك مش بتحبني… وسبتني.
_ لا!
قرب مني بسرعة، وصوته كان مرتبك:
_ لا يا ورد… أنتِ عارفة إني بحبك. غلطت… آه. بس مش قصدي.
وأنا لسه معاكِ في قرارنا… نسيب كل حاجة ونسافر.
هزّيت راسي.
_ مش هقدر.
مش هقدر أكسره وأسافر.
هو كسرني… علشان هو بابا.
بس أنا… لأ.
مش ههرب.
هكمّل مع غيث… يمكن وقتها يحبني.
سيبته… ونزلت.
دخلت الشقة، ولسّه دموعي مرسومة على وشي.
سمعت صوت بكا جاي من أوضة عيون.
مسحت دموعي، وقربت.
خبطت، سمعتها بتقول جوّه:
_ محدش يدخل… سيبني يا بابا!
فتحت الباب.
_ مينفعش يا ورد؟
قولتها بهدوء، وأنا داخلة.
عيون اتخضّت، دموعها كانت مغرقاها، وقالت بصوت متكسر:
_ ورد…!
قربت منها وحضنتها، وأنا بقول:
_ الجميل بيعيط ليه؟
هزّت راسها، ودموعها نازلة:
_ أنا آسفة… أنا السبب في كل ده.
بس والله بحبك!
أنتِ أختي… أنتِ أمي مش هي.
حضنتها أقوى… وقلبي بيوجعني عليها وعلى نفسي.
_ مفيش سبب لعياطك يا عيون.
فكّري إن عندك عيلة بتحبك… ومستعدة تعمل أي حاجة علشانك.
فكري إنك أقرب لبابا…
أنتِ عيون محمد، وده اسمك الحقيقي.
يكفي إنك عارفة مين أبوك… ومين أختك.
افرحي… زي ما أنا فرحانة إن نصيبك أحسن مني.
#يتبع
#آلين_روز
#نهاية_وعد
