رواية ما وراء ما نظن الفصل الثاني 2 بقلم ملك عبدالله
حضرتك وسّعي شوية.
_ أفندم؟!!
_ مسمعتيش؟ وسّعي أنتِ واقفة بالطول والعرض قدّام الباب نِدخل إحنا إزاي؟
_ عنك ما دخلت لو هت.موت على الدخول ادخل من الباب اللي ورا، لكن متقوليش أعمل إيه ومعملش إيه كانت ناقصاك إنت كمان بلا داهية!
سيبته ومشيت بزهق حرقلي دمي أكتر ما أنا مخنوقة.
بكره الشباب، وخاصة شباب الجامعة مش فاهمة دماغهم وتفكيرهم إزاي.
اتنهدت بحزن لما افتكرت اللي حصل مجرد خناقتي مع الشاب نسّاني كل حاجة.
للأمانة فرحت رغم إني متضايقة على الأقل نسيت
نسيت عمر وحياتي ونسيت نفسي.
أمتى هبطل أفتكر؟
بس بجد هو المفروض أنسى وبس.
مش هيظهر عُمر ولا أعرف عنه حاجة.
طب يا ترى ممكن يكون حصله حاجة؟
أكيد خايفة أقول كده لمجرد إني أرتاح نفسيًا إنه مسبنيش لوحدي. بس لو حصله حاجة بجد أنا هعيش إزاي
لازم أعرف أي حاجة عن عمر… لازم!
غسلت وشي وخرجت أروح للمدرج لقيت الباب مقفول
يا ترى الدكتور دخل ولا إيه؟
دي أول مرة أحضرله ومش عارفة شخصيته يمكن يطردني بس حاجاتي جوّه وأنا مضطرة أدخل على أي حال.
خبطت بخفة ودخلت لكن الصدمة اللي حاولت أخفيها، والحرج اللي بان على ملامحي، وتوتري
ده نفس الشاب اللي اتخنقت معاه!
مستحيل يا ربّ لأ، يا ربّ يكون واحد من الدفعة عادي.
مش عايزة مشاكل ولا وجع دماغ من دلوقتي.
_ هتفضّلي واقفة يا آنسة؟ عايزة إيه؟
_ ممكن أدخل؟
_ أنتِ مين؟ ودفعة إيه؟
اتوترت بيتكلم ولا كأني كنت مهزّقاه من شوية! ولا كأنه يعرفني
هو نِسيني؟ ولا إيه؟
_ أنا في تالتة، دي دفعتي يا دكتور وحاجاتي هنا أنا بس خرجت برّه ثواني ورجعت.
_ برّه.
برقت بذهول:
_ نعم؟!!
كان بيقرب بخطواته وأنا تلقائيًا ببعد.
مش مستوعبة لسه إنه بيطردني.
_ برّه يا آنسة… يعني برّه.
أنتِ محرومة من دخول السكشن طوال الترم.
نلقاكي في الترم الصيفي بإذن الله.
اتقفل الباب في وشي، وأنا من صدمتي معرفتش أتحرك لدقايق، بحاول أستوعب كل اللي حصل.
دموعي نزلت بصمت، يمكن أخيرًا لقيت الموقف اللي يخلّيني أعيط قدّام الكل من غير ما حد يسأل هي بتعيط ليه
للوهلة نسيت كل حاجة واللي حصل، ودماغي فضلت تفتكر كل اللي بينّا أنا وعُمر من أول بداية كلامنا لحد آخر مرة بينّا.
"بكيت بكاء التائه الذي لا يعرف أين يذهب وكل الأماكن لا تألفه حتى جدران
غرفته ملّت من سماع شكواه."
خرجت من الجامعة وأنا ببكي بقهرة وبحزن ووجع
مش قادرة أتنفّس، ولا أهدّي ضربات قلبي العالية.
يمكن لأول مرة أحس بالوِحدة بعد الأُنس اللي كان غامرني.
أيوه أنا اللي كان في إيدي رفيقة، وقبل ده كله كانت أخت.
كانت هَيّنة في تعاملها معايا، ليّنة في كلامها، كانت حياة بالنسبة ليّ وهي حياة بالفعل.
لكن سبتها.
سبتها بسبب نصايحها وخوفها عليّا، وسمعت كلام عمر لما قال ليّ:
"دي بنت مش تمام سيبِك منها هي أكيد غيرانة من علاقتنا وشايفة إنك اتغيّرتي وبقيتي تقربي من ربنا وتغيري لبسك وأسلوبك.
ابعدي عنها أنتِ فاهمة؟"
وساعتها كنت مفكّرة إني بفهم.
لكن واضح إني كنت أبعد ما يكون عن الفهم.
وقفت في نصّ الطريق تايهة، مش عارفة أروح فين ولا إزاي.
حاجتي كلّها سِبتها هناك؛ لا معايا شنطتي، ولا تليفوني، ولا حتى فلوسي عشان أرجع.
كلّ الأبواب اتقفلت في وشي غيّرت طريقي عشان أرجع الجامعة، لكن وقفت وابتسمت طلِع لسه فيه باب يمكن ده أهم باب أساسًا.
روحت المسجد، وجوايا كان فاضي مش حاسة براحة، رغم إنّ حواسي كلّها كانت بتسابقني إني أروح، بس من جوا مفيش استشعار، وكإني مُغرمة على الخطوة دي.
دخلت، ولسّه أثر بكائي عليّ ضربات قلبي بتعلى، وارتعاش إيدي واضح.
كان فيه بنات كتير بيصلّوا.
خدت ركن بعيد وهادئ، وقعدت وضميت رجلي، ودفنت راسي فيها.
مش عايزة أشوف حد، ولا أسمع أصوات.
وكل اللي حاسّه مشاهد من اللي حصل وجعتني.
فضِلت قرابة نص ساعة على نفس الوضع؛ من غير حركة، ومن غير صوت بس دموع وقهر واضحين على ملامحي.
لقيت إيد بتطبطب عليّا بحنان عرفتها فورًا.
بصّيت بترقّب… كانت هي.
قولت ليّ قبل كده:
_ خلي بالك، مش هتلاقي اللي يمسك إيدك كل مرة.
وفعلًا جه الوقت اللي اكتشفت فيه إنّ مفيش غيرك مِسِك إيدي يا حياة.
أخدتني في حضنها من غير كلام، وهنا انهرت بشكل هستيري.
_ليه بجد؟ ليه كل حاجة حلوة بتضيع منّا؟ أنا والله كويسة، ملتزمة ومفيش ذنوب بعملها ليه ربنا بيبتليني؟ ليه؟
ليه سبتيني؟ وليه سابني؟ وليه بيحصلي المواقف دي؟
_ اهدي يا شيماء، أنتِ بتقولي كلام غلط، بلاش كلمة ليه.
أقدار ربنا مينفعش نقول عليها كده.
أنتِ بترضي بكل اللي بيحصل؛ لأن لازم يكون جواكِ ثقة إن اختيارات ربنا لينا هي الصح والمناسبة.
قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"لو عُرِضَت الأقدار على الإنسان لاختار القدر الذي اختاره الله له."
وكل إنسان فينا واخد رزقه كامل، حتى الابتلاءات ربنا بيدّينا منها على قد طاقتنا.
"لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع."
كلامها مريح قدرت ببساطة تخليني أهدى، تمتص الألم والحزن.
ياريتني ما سبتها ياريتني سمعت كلامها.
مسحت دموعي وأنا بقول بحيرة:
_الحمد لله بس ليه يا حياة أبتلى أصلاً؟ أنا مش بعمل ذنوب عشان ربنا يعاقبني بالابتلاءات دي.
_لا يا شيماء مش كل الابتلاءات بسبب الذنوب بس.
الابتلاءات أنواع ممكن تكون عقوبة، وممكن تكون رفع درجات، وممكن تكون تقوية إيمان، وممكن تكون حاجات مالهاش علاقة بالذنب أصلًا—زي ابتلاء الأطفال والحيوانات.
ربنا بيبتلينا بالخير والشر، والابتلاء بيبقى نعمة أو نقمة حسب تعامل العبد معاه.
يعني عقوبة للذنوب ممكن يحصل ابتلاء بسبب ذنب، عشان نتوب ونستغفر. قال تعالى:"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ".
رفع درجات ربنا يبتلي عباده الصالحين ليزيدهم أجرًا قال تعالى:"وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً".
امتحان إيمان زي ابتلاء الأنبياء.
حكمة أخرى زي الأطفال والحيوانات، ودي حكمة ربانية مفيهاش ذنب.
وبعدين سألتني وهي بتبص في عنيا:
_بس قولي يا شيماء أنتِ متأكدة إنك خالية من الذنوب لدرجة إنك واثقة إن الابتلاءات دي مش بسبب ذنوبك؟
سكتّ.
فين الذنوب اللي بعملها؟ آه، زمان كنت بعمل ذنوب لكن دلوقتي لاء.
_فين يا حياة الذنوب؟ أنا بلبس واسع، حجابي شرعي، منتظمة في صلاتي، بحفظ قرآن، مواظبة على الأذكار، وبصلي قيام الليل لا بشتم، ولا بقلل من حد، ولا بغتاب، ولا بجيب سيرة حد علاقتي مع أهلي كويسة فين الذنوب بقى؟
ابتسمتلي بسمة كنت عارفة إنها بتشفق عليّ بسبب كلامي.
_هو كلامي غلط ولا إيه؟
_مش غلط يا شيماء بس يا إما أنتِ فاهمة وبتتدلعي، يا إما فعلًا مش فاهمة، ودماغك محتاجة شوية إعادة تأهيل.
_يعني إيه؟
_يعني ببساطة محتاجين نفهم ألف باء أساسيات الدين.
الصلاة فرض.
ترك الصلاة حرام.
الحجاب الشرعي فرض.
إظهار الشعر حرام.
لبس الضيق والمحدد للجسم حرام.
لبس البناطيل حرام.
إظهار زينة المرأة لغير محارمها حرام.
سماع الموسيقى حرام.
وسماع الأغاني اللي بتحرك المشاعر أو بتفتح أبواب الفتن حرام.
الاختلاط المحرّم حرام.
الخلوة بين رجل وامرأة أجنبيين حرام.
ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها من غير عذر حرام.
إيذاء الوالدين أو عقوقهم حرام.
الكلام اللي فيه دلع أو ميوعة مع ولد أجنبي حرام.
الخلوة بغير المحارم حرام.
الضحك العالي أو المزاح اللي يجذب الانتباه حرام.
التصوير المتبرج أو نشر صور فيها زينة حرام.
التساهل في الحجاب أو إظهار خصلة شعر حرام.
متابعة المحتوى اللي فيه إثارة أو فتنة حرام.
الغِيبة والنميمة حرام.
السبّ والشتم حرام.
اليمين الكاذب حرام.
الاختلاط اللي فيه تلامس أو قرب مش لازم حرام.
يعني مفيش نقاش في الأوامر دي ده فرض، أمر من ربنا لازم نطبقه، مفيش أوبشن إني أُكسل أو أحتار.
بس يا شيماء الذنوب مش كلها بتبان للناس.
فيه ذنوب جوا القلب ذنوب محدش بيشوفها
سوء الظن،
العُجب بالنفس،
الرياء،
الحقد،
الكسل عن الطاعة،
التفاخر بالطاعة،
نظرة مش في مكانها،
كلمة خرجت بدون قصد،
جرح مشاعر حد ومشيتي…
حتى تضييقك على نفسك، واعتراضك الداخلي على القدَر ده نفسه ذنب.
مش شرط الذنب يكون كبير أو واضح
أوقات بيكون صغير جدًا بس بيمنع عننا خير كتير.
_شيماء الذنب مش بس فعل الذنب ممكن يكون نية، نظرة، هم، تفكير، أو حتى كلمة جوه القلب محدش سامعها غير ربنا.
عشان كده محدش يقدر يقول
أنا معملتش ذنوب.
لأن كلنا بنغلط كلنا بشر.
ونسيت أهم حاجة وهي دي مشكلتك أصلاً
كل الحيرة، الألم، وحتى الابتلاءات اللي بتحسي بيها جزء كبير منها بسبب الكلام اللي كان بينك وبين الولد ده.
حتى لو الولد ده كان بيقربك من ربنا أو بيبعدك عن الحرام، الكلام الخاص بينك وبينه حرام الشرع مش بيقيس النية الكلام ده يفتح أبواب الفتنة.
مش معنى كده إنك وحشة أو غلطانة في نفسك. لكن ده السبب اللي بيخلي ربنا يبتليك ويوريك الطريق الصح.
ده اللي قولتهولك من زمان، وأنتِ كذبتيني ومشيتي وقطعتي علاقتنا بس والله أنا مكنتش عايزة أضرك، اتهمتيني إني بغار منك عشان بتقربي من ربنا هو فيه حد يا هبلة بيغير لما يشوف حد بيقرب من ربنا؟ لاء، وكمان أقرب حد ليه؟ بس طريقتك كانت غلط يا شيماء، وكان لازم أنصحك.
_ليه… ليه كلامي مع عمر ذنب؟ ليه كلكم بتقولوا كده؟
أنتِ متعرفيش غيرني إزاي حياتي كانت إيه وبقيت إيه؟
إزاي عمر الشخص المتدين بالنسبالي يكون عارف إننا بنعمل حاجة حرام وما يقولش؟ ده اللي كان بيحذّرنا عن كل الحرام فاهمة؟
_مش هكلمك من كلامي هتكلم بكلام ربنا ورسول الله ﷺ.
الخلوة محرمة
قال رسول الله ﷺ:
"لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعه ذو محرم"
يعني البنت والولد الأجنبي ممنوع يكونوا وحدهم في مكان خاص، حتى الكلام الخاص.
الكلام الذي يثير المشاعر محرّم
قال الله تعالى في القرآن:
"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
والمقصود كل ما يجرّ إلى الفتن، بما فيها الكلام العاطفي مع غير المحارم، حرام.
اختلاط البنت بالولد الأجنبي ممنوع
قال رسول الله ﷺ:
"ماذا يفعل الرجل بامرأة ليست له؟"
وأيضًا قوله ﷺ:
"اجتنبوا السبع الموبقات" ومنها الزنا والكلام أو التعامل الذي يؤدي إليه.
الحماية بالحياء والطاعة
قال الله تعالى:
"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم"
وهو حكم شامل البنت تغضّ بصرها، وتحمي نفسها من أي كلام أو علاقة مع ولد أجنبي قد تثير المشاعر أو الفتنة.
قال الله تعالى:
"وَلَا تُقَرِّبُوا الزِّنَى ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا"
حتى الكلام أو المزاح الذي يثير المشاعر يُعد قربًا من الفتنة، والشرع ينهى عنه قبل أن يتحول إلى فعل محرّم.
_ شيماء حتى لو الولد ده بيخليكِ تبعدي عن الحرام أو يقربك من ربنا، الكلام الخاص بينك وبينه حرام.
الشرع مش بيقيس الخير أو النية، الشرع حاطط حدود عشان يحميك من الفتن والمشاعر اللي ممكن تقودك للخطأ.
وعشان بس متقوليش نفس الحديث كل مرة بكلمك فيها
قال رسول الله ﷺ:
"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (متفق عليه)
لكن هذا الحديث لا يبيح مخالفة الشرع النية الحسنة لا تغيّر حكم أي فعل أو موقف محرّم، فالكلام الخاص مع الولد الأجنبي يبقى محرّم مهما كانت النية.
لو حطيتي حدود واضحة، وبُعدتي عن الكلام ده، ربنا هيهديك ويخفف عنك كل القلق والمشاكل اللي حاسة بيها. المفتاح ببساطة توقفي عن كل التعاملات الخاصة مع الولد، واعتمدي على الطاعة والحياء ده اللي هيحميكي ويصلح حياتك.
_ أنا توهت يعني إيه هو بجد؟!!!
يعني كل الوقت ده كنت بذنب ذنب عظيم كده؟
كنت فاكرة عادي وفين المشكلة
أو عارفة إنه مش صح اللي بعمله لكن متوصلش لذنب كبير كده اتوب إزاي وإزاي ربنا يغفرلي؟
_ حبيبتي توبة القلب الصافية من أعظم الأشياء اللي تقرّبنا من ربنا ربنا غفور رحيم وما بيحبش الإنسان يضيع، دايمًا فاتح الباب للتوبة. هاقوللك بطريقة منظمة إزاي تتوبي وربنا يغفرلك
الندم الصادق لازم تحسي بالندم الحقيقي على اللي عملتيه، وتكوني عارفة إنه غلط وحرام.
ترك المعصية فورًا لازم تتوقفي عن الغلط على طول، مهما كان صغير أو كبير.
العزم على عدم العودة لازم يكون عندك عزيمة حقيقية إنك مش هترجعي للغلط ده تاني.
الاستغفار والدعاء قولي باستمرار. "استغفر الله" وادعي ربنا من قلبك إنه يغفرلك ويصلح حالك.
عمل الخير كل عمل صالح بتعمليه بيغطي ذنوبك. الصلاة، الصدقة، مساعدة الناس، قراءة قرآن… كل ده بيقوّي التوبة.
الصبر والثبات أحيانًا الرجوع للغلط بيكون سهل، فخلي نفسك قريبة من ربنا دايمًا، واحمي قلبك بالعبادة.
ربنا قال في القرآن:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"
يعني مهما عملتي غلط، لو رجعتي لربنا هو يغفرلك كل حاجة.
_ بس أنا لسه واقفة عند عمر ليه عمل كده واختفى؟
ليه أصلاً كان بيقربني للحلال بس بطريقة حرام مش قادرة أفهم تفكيره؟
_ حبيبتي اسمعي، أحيانًا الشباب بيتصرفوا بطريقة متناقضة ممكن يكون عنده نية حسنة، عايز يقربك من ربنا أو من الحلال، بس طريقته كانت خاطئة أي كلام خاص أو خلوة معنوية مع البنت الأجنبي حرام، مهما كانت النية.
_ يعني مش كله غلط من ناحيته؟
مش بالضرورة أحيانًا الولد بيحس بمشاعر أو تعلق وعايز يقرب نفسه منك، بس مش عارف يتحكم فيها بطريقة شرعية أو ممكن يكون عنده قلة وعي كامل بخطورة الكلام الخاص والمشاعر اللي ممكن تتولد ده بيخليه يرتبك أو يختفي فجأة.
_ يعني هو كان عايز الصح بس وقع بالغلط؟
الله وأعلم محدش عارف لكن النية كويسة مش كفاية. الطريق لازم يكون ضمن الحدود الشرعية، عشان ما يقعش هو ولا أنتي في فتنة الشرع حاطط الحدود دي عشان يحميكم من أي خطأ أو ألم.
نية الولد مهما كانت كويسة مش كافية، الطريق لازم يكون ضمن الحدود الشرعية.
أي كلام خاص أو علاقة عاطفية مع البنت الأجنبي حرام مهما كانت النية.
الشاب اللي بيختار الطريقة الغلط حتى مع نية صافية، بيخلق فتنة ومشاكل للطرفين، والابتلاء بيكون طبيعي.
_ طب أعمل إيه دلوقتي؟
المهم دلوقتي أنتي تبتعدي عن أي كلام أو علاقة خاصة مع الولد، وتحافظي على قلبك ونقائك وربنا هيهدي اللي قصده حقيقي، والابتلاء ده درس عشان تعرفي الطريق الصح.
_ بس أنا اتخدعت منه هو أكيد عنده نقص، مش هسامحه
بس عايزة أفهم ليه اختفى وليه وألف ليه.
_ خدي بالك ومتنسيش إنك بشر!
يعني بتغلطي، وبتذنبي، وده عادي جدًا يعني ببساطة، حتى أنتِ ممكن تغلطي أو تعملي حاجة غلط.
فبلاش فكرة أنا مش هسامحه، وهانتقم منه يوم القيامة.
حقك طبعًا، ومفيش حد يقدر يمنعك من حقك… لكن
أنتِ كمان غلطتي زيه زبك فكري كده لو الولد ده هو كمان يقول عليكِ نفس الكلام؟
إحنا كلنا بنقع في الغلط، كلنا بنذنب — إلا من رحم ربي — لكن الفارق الحقيقي بينا هو التوبة.
يمكن تقولِي
لاء، أنا مستحيل أعمل زي اللي عمله، ومستحيل أؤذي زي ما أذاني.
لكن ممكن، من غير ما تقصدي، تأذي حد بطريقة بسيطة جدًا بكلمة، أو نظرة، أو موقف عابر
بس توجعه جرح كبير، يمكن يرجعه لنقطة صعبة في حياته.
زي ما الولد اللي آذاكي، فاكر إن اللي عمله كان شيء بسيط
وأنتِ الوحيدة اللي عرفتي وجعه الحقيقي.
فرفقًا بالقلوب، وعفوًا عند المقدرة
فكلنا بنُخطئ، وكلنا نُؤذَى
لكن اللي بينجو فعلًا هو اللي بيتوب ويعفو.
_ أنتِ ليه بعدتي عني؟ ليه ما سكتّيش وفهمتيني؟
عشان قولتلك ابعدي تبعدي؟ كان لازم تبقي موجودة عشان تنتشليني من ده كله وتوقّفيني عن الغلط وأنا كنت بتمادى فيه.
_ محدش عارف ترتيبات ربنا إيه ولا نصيبنا إيه.
المهم إنك دلوقتي كويسة وهتوبي وتبعدي عن كل الذنوب دي، ونبدأ صفحة جديدة في حياتنا.
صح… فين حاجتك؟ ولا أنتِ لسه مخلّصتيش محاضرات؟
لاء… هنا افتكرت سبب وجودي وإني اتطردت من المحاضرة.
_ يا نهار أبيض! ده أنا اتطردت يا حياة من المحاضرة وكمان هيسقطني!
_ مين؟ وليه؟ عملتِ إيه؟
حكتلها باختصار اللي حصل، وطلبت منها الفون عشان أتصل على ندى وأشوف آخد حاجاتي ولا لأ.
_ ألو يا ندى أنتِ فين؟ وفين حاجاتي؟
أنتِ بتهزّري؟! ياخدوهم يعمل بيهم إيه ده؟
ده زوّدها أوي أوي… وأنا مش هسكتله.
يتبع
#مَلَك_عبدﷲ_أحـمَـد.
_________________________________________________
إحم… جاية ليكم ورقبتي قد السمسمة بجد
بس والله أعتذر عن التأخير.
نسأل الله أن تمر علينا تلك الأيام بعفو وعافية وطمأنينة.
بس عوضتكم والله، الجزئية كبيرة جدًا، لا يُوصف حجمها
وكمان مهمة للغاية، وحقيقي قلبي مبسوط بيها، ويارب تظهر وتبسط أكتر 🤎.
انجوي يا أحلى حبايب ملوكة.
الجزئية الثانية من " ما وراء ما نظن"
