رواية شريف الفصل الرابع 4 والاخير بقلم شهيرة عبدالحميد
الام كانت بتحاول تتهرب وقالتلي بتوتر "ما يمكن.. يمكن عندهم صاحب اسمه شريف.. انتي مكبرة الموضوع ليه"
سيبت سمير مع عُدي في اوضته، وقعدت حكيت لها برا يوم الحضانة لما روحت واكتشفت أن مفيش حد في الكشف بالاسم ده،
وانا بتكلم سمعنا صوت صريخ جاي من أوضة الأولاد،
جريت أنا وهي علشان نشوف الـ بيحصل د، والكارثة المرادي كانت أكبر مما اتخيل.
شوفت سمير ابني واقف بيصرخ وفي حالة انهيار عصبي، وقصاده على الأرض عُدي مرمي وبيتشنج كأنه بيطلع في الروح، وحولين رقبته لفافة واضح أنه كان بيتخنق بيها...!
مامت عُدي لما شافت ابنها في الحالة دي اعتقدت أن سمير هو السبب والـ عمل كده فيه، وقعدت تصرخ وتقول "أنا هطلب لكوا الحكومة.. انتوا قتلتوا ابني، قوم يا عُدي.. قوم يا حبيبي متوجعش قلبي عليك.. قولي هو عمل فيك كده ليه".
كنت مقدرة موقفها،
وعلشان منضيعش وقت كبير في الصدمة شيلته من الأرض وجريت بيه على برا وهي ورايا.
روحنا اقرب مستشفى، والحمد لله استقبلوه وقالوا إنه محتاج يتحط على جهاز تنفس لأن الرئة فقدت اوكسجين كتير.
ساعتين واطمنا عليه الحمد لله،
وخدت سمير على جنب سألته بهدوء "حبيبي خلاص صاحبك بخير.. أنا عارفة انك مستحيل تعمل كده، بس عرفني مين عمل كده علشان طنط متوديناش للظابط".
لما حس بالخطر والخوف اعترفلي وقالي بتوتر "شريف.. طلع من الدولاب وهو شكله مُخيف اوي المرادي يا ماما، مش زي ما بنشوفه، ولما خوفنا منه مسك عُدي وعمل فيه كده".
خدت سمير من ايده، ودخلت أوضة عُدي الـ كان فايق وحالته مستقرة.
مامته اول ما شافتني قالتلي بغضب "أنتي لسه هنا، بردو مصممة تأذيني أنا وابني، عايزين ايه تاني مننا ارحمونا بقا دانا مطلعتش من الدنيا غير بيه ".
تجاهلت كلامها وانا بطبطب على ضهرها لأني حاسة بيها، وسألت عُدي قصادها "عُدي أرجوك متخبيش عني وتأكد أنك لما تقول الحقيقة هنقدر نحميك علشان ده ميتكررش تاني، مين عمل فيك كده؟ سمير ولا شريف!".
بص لمامته بخوف، وقال بصوت مش مسموع لكن الإجابة كانت واضحة من حركة شفايفه المرتعشة "شــريــف"...
مامته دخلت في حالة انهيار وهي بتنفي إجابة أبنها وقعدت تقول "مستحيل.. مستحيل.. شريف مش موجود.. شريف مات.. ده أكيد شيطان.. أنا خلصت منه ومتأكدة.. مستحيل.. مش هيدمر حياتي تاني زي أبوه ".
لما لقيتها دخلت في نوبة انهيار عصبي بالشكل ده، ناديت على الدكاترة يلحقوها لأنها كانت بدأت تتشنج بشكل مش طبيعي، وبالفعل كانوا اتجمعوا على صوتها قصاد الغرفة ودخلوا كتفوها وادولها حقنة مهدئ.
فضلت جنبها هي وعُدي،
بتنقل بينهم بعد ما نقلوها الغرفة الـ جنبه علشان ميتأثرش بالـ بيحصل.
دخلت حضنت عُدي وطبطبت عليه وقولتله "متخافش يا حبيبي.. ماما خلاص هتكون كويسة، هي بس خافت عليك بزيادة وتعبت".
خليت سمير يقعد معاه يطمنه، لكني المرادي خوفت اسيبهم سوا لوحدهم، وطلبت من ممرضة تقعد وياهم لحد ما اطمأن على والدته.
اطمنت عليهم مع الممرضة،
ودخلت غرفة الام
كانت فايقة،
والدموع بتنزل على وشها في صمت
كأنها بتتعذب، وفقدت التعبير.
قعدت طبطب على شعرها وسألتها "قادرة تحكي وتخفيف شوية من على قلبك؟".
طال الصمت بينا حبتين،
لحد ما نطقت أخيرًا وكان صوتها مكسور "كانت أول جوازة ليا، اهلي غصبوني عليه علشان حادثة قديمة حصلت لي برا إرادتي.. قالوا يستروني مع راجل كبير وغني، المهم يسترها وخلاص... واتجوزت وعيشت اسوء سنين من عمري مع راجل كل ما بيبصلي بحس اني خايفة ومحبوسة في قفص حيوان مبيرحمش... جبت منه شريف، اول طفل ليا...
كنت بكرهوا زي أبوه، بكرههم هما الاتنين أوي، صوت عياطه بس كان بيزعجني ويتلف اعصابي.. كل الـ كان بيعمله ابوه فيا كنت بطلعه وانتقم في شريف، لحد ما شكلت شخصية اسوء طفل في التاريخ.. كان مؤذي زينا بالظبط، وبيعمل مشاكل الدنيا، خصوصًا لما كبر ودخل الحضانة.. خلصت من أبوه ومات لما شريف بقا عنده خمس سنين.. واتبقالي حتة منه بتفكرني بأذاه فيا.. كل مرة كان بيعمل مشكلة في الحضانة مع طفل كنت بمسكه اعذب فيه لحد ما يفقد وعيه تمامًا وبتمنى موته ومش عارفة اعملها إزاي، لحد ما في يوم حالي شكوى أنه زق زميله من الشباك وكان هيفتح دماغه.. وقتها رجعنا البيت وشريف عارف عقابي عامل إزاي.. مسكته علقته من رقبته في طرحة وربطته في حديد الشباك علشان يحس بالوجع الـ كان هيسببه لصاحبه.. جتلي مكالمة وقتها وقعدت اتكلم مع صحبتي، ونسيت أنه متعلق!؟
وبعد حوالي نص ساعة افتكرته، جريت ابص عليه كان مات واتخشب.. عيشت بذنبه سنين بتعالج علشان انسى.. انسى اني كنت سفاحة، وانتحرت اكتر من مرة لكن ليا عُمر اعيش واتعذب... وبعد عشر سنين قابلت خالد، بابا عُدي..
الراجل الـ قبلني وحبني على حالتي السوداوية دي كلها، وافتكرت ان دنيتي صالحتني وخلاص هعيش وابدأ من جديد، لكن كنت غلطانة.. من اول ما عُدي كبر وبدأ يتكلم وينطق، كنت بسمعه بيردد "شريف.. شريف"...
كنت بقول يمكن فترة وهتنتهي، وعلمته من صغره أنه مينطقش الاسم ده نهائي، ولا يقوله مهما حصل؛ علشان كده لما سألتيه خاف مني ورفض يعترف بوجوده.
بس من الواضح تعلق عُدي بسمير ابنك خلاه يشاركه ادق أسراره ويعرفه على شريف، ودلوقتي أنا مش بس اذيت عيالي أنا اذيت ناس ملهمش ذنب معايا في حكايتي، صدقيني أنا بتمنى الموت، بس خايفة على عُدي هيعيش ازاي من بعدي!
خلصت الام كلامها، وانا قاعدة بمحي في دموعي بصمت،
مش قادرة احدد مشاعري أنا حزينة على شريف ولا عليها!
قصة قاسية جدًا، يمكن حصلت كتير حوالينا لكن الكل مقدرش يتكلم عنها.
ياما شوفنا أمهات كارهين عيالهم، وده غالبًا بيرجع لماضي أليم كله ذكريات تمرض صاحبها.
معرفتش أقولها إيه!
فضلت ساكتة
ساكتة بس
كأن الكلام كله هرب مني
وسط سكوتنا، سمعت صوت زحمة ودكاترة كتير بيجروا من قصاد باب الاوضة!
قلبي اتقبض فجأة معرفش ليه،
طلعت برا الاوضة اشوف الـ بيحصل
لقيتهم بيدخلوا غرفة الاولاد !؟
جريت وراهم وانا بنادي "سمير.. سمير.. في إيه حد يطمني".
دخلت الاوضة لقيتهم كلهم مصفوفين جنب بعض، ودكتور بيحاول يعمل إنعاش لقلب عُدي!
والممرضة واقفة بتقول "منعرفش حصل إزاي.. فجأة بدأ يتخنق بدون اي سبب ووشه أزرق كأن في حد بيخنقه بقوة ومش راضي يسيبه".
سمير جري عليا حضني وهو بيقولي "كان كويس يا ماما.. حصل ايه.. حصل ايه هو ليه بيحصل كده".
خبيت وشه فيا وانا حضناه علشان ميشوفش حاجة، وانتظرت ثواني علشان اسمع خبر نزل على قلبي زي الصاعقة "البقاء لله.. مفيش فايدة"...
وكأن الدنيا وقفت فجأة بيا، ومبقتش عارفة اقول إيه ولا اعبر حتى بعياط زيهم.
قلبي كان واجعني ومحروق
عيلة كاملة بتتدمر قصادي
شوفت باب الام بيتفتح،
وخارجة تتسند على عجلة المحلول وهي بتبصلي زي المجنونة وبتقولي "مات صح.. مات؟؟ أنا حسيت.. اصل في حاجة في قلبي اتفصلت منه.. عُدي راح؟"
حطيت ايدي على راسي بحاول استجمع اي كلام،
ايه ممكن يتقال في وقت زي ده طيب!
لما مردتش عليها بدأت تضحك بهستيرية كأنها اتجننت حرفيًا وقعدت تكرر "كنت عارفة... كنت متأكدة والله.. ".
وطلعت من هدومها مشرط معرفش جابته منين!
ودبحت نفسها قصاد الكل في منظر خلانا كلنا نصرخ ونجري بعشوائية مش عارفين رايحين فين ولا بنعمل إيه...
كان كل همي أبعد سمير عن كل ده في اسرع وقت، وخدته وجريت برا المستشفى خالص.
انتهى لغز شريف وعُدي للأبد،
وعرضت سمير على دكتور نفسي علشان لو في أي أثر جواه ميتراكمش ويقدر يصاحب من تاني وينسى.
والحمد لله العلاج جاب نتيجة،
وفي أول يوم مدرسة
رجع سمير بيشتكيلي "يا ماما.. شريف ضربني"...
انتهت✓✓✓
#انسة_شين.
#شهيرة_عبدالحميد
تمت
