رواية شريف الفصل الثاني 2 بقلم شهيرة عبدالحميد
من بعد ما شوفت خيال الطفل في شقتي، وانا اترعبت وخدت سليم أبني تاني من سريره وخرجت من الشقة خبطت على جارتي قولتلها إني هقعد عندها شوية لحد ما يوصل باص سمير وبعدين اروح بيت ماما، كان مستحيل اقعد في الشقة بعد الـ شوفته وسمعته.
كام ساعة ووصل باص سمير،
خدته ومشيت على بيت ماما
مقدرتش أقولها إيه جابني في نص الاسبوع كده علشان متتخضش وتكبر الموضوع، وقررت افكر بهدوء شوية.
لو الـ حصل ده تهيؤات بسبب صدمتي في موضوع سمير وصاحبه المُريب شريف، فأكيد الموضوع هيعدي ومش هيتكرر.
ولو حقيقي تبقى كارثة أنا حتى مش جهزالها
وانا اخر واحدة تتحمل مواضيع الرعب دي
والأرواح
يومين سمير بيروح مدرسته من بيت ماما بعد ما بلغت سواق الباص بتغيير العنوان، ودماغي واقفة مش قادرة أرجع بيتي ومش قادرة افضل قاعدة عند ماما كتير كده وهي فكراني غضبانة من جوزي الـ اصلًا مسافر.
يوم الخميس بالتحديد حوالي الساعة أربعة الفجر، كنت سهرانة بنيم في سليم.
وبعد وقت طويل راح في النوم،
حطيته على السرير جنبي وقمت اتسحب اشرب قهوة تظبط دماغي الـ هتنفجر من كتر التفكير.
جوا المطبخ
يادوب حطيت القهوة
وسمعت صوت سليم بيضحك!
افتكرت أن ماما صحيت وبتلاعبه، خرجت ابص عليهم لقيته نايم ومفيش حد صاحي غيري؟!
حتى سمير رايح في النوم ومتغطي...
يمكن تهيؤات تاني؟؟!
صوت القهوة فارت
جريت على المطبخ ألحق ما يمكن إنقاذه منها،
وايدي بتترعش،
دلدقت الحبة الـ كانوا باقيين في الكنكة
ورجع صوت ضحك سليم من تاني
لكن المرادي مجريتش عليه
انتظرت شوية مكاني اتأكد من الـ سمعاه!
مهو مش معقول كل دي هلاوس...
صوته واضح،
لا بدء يعمل الاصوات بتاعته المعتادة وهو فرحان "وووووه.. اواواااا.. هههااااهههه"
خرجت اجري عليه،
ولقيته صاحي فعلاً بيلعب وباصص جنبه كأن حد واقف بيلاعبه في مستوى السرير!
اول ما شافني فجأة اتخض
وبدأ يعيط بشدة
كأن الـ كان بيلاعبه اختفى لما حضرت أنا
وهو اتخض من الاختفاء المفاجئ!
شيلته وحضنته بقوة
كل الاماكن بقت خطر
واتاكدت من وجود حاجة غريبة خلاص ملزماني أنا وأطفالي.
الصبح خدت سمير للباص،
وكنت مجهزة نفسي وبلغت ماما اني خلاص هرجع بيتي من برا برا.
ونزلت مع سمير ركبت وياه الباص تاني،
وقررت اني مش هخرج من المدرسة إلا وأنا عندي إجابة تريحني من تعب الأعصاب ده كله.
قعدت جنب سمير
منتظرة صاحبه عُدي
معرفش ليه حاسة أن الطفل ده الوحيد الـ يعرف حاجات كتير وخايف يقولها، لأن إنكاره بمعرفة وجود شريف مش طبيعي.
بعد حوالي ربع ساعة
وقف الباص وطلع عُدي الـ اول ما شافني اتخض كده وملامحه اتخطفت، وقعد بعيد عننا زي التمثال مبيتحركش ولا بيتلفت.
قولت يمكن خايف من أسلوبي معاه اخر مرة، وقولت لسمير يروح يقوله إني عايزة اعتذرله.
راح سمير اتكلم معاه شوية بصوت واطي، ورجع قالي "ماما بيقولك مش زعلان".
عرفت أنه بيتهرب مني
ومش قادر يواجهني
وصلنا المدرسة
ودخلت لميس رحاب
حكيت لها كل الـ بيحصل معايا من وقت ما سألت عن الطفل شريف
اعتقدت اني بضخم من الأمور، وقالتلي بكل قلة ذوق "من الواضح أن خيال حضرتك واسع حبتين، لأن انتي وسمير عندكوا نفس المشكلة".
مبقاش عندي اي وسيلة اثبت بيها كلامي غير اعتراف الطفل عُدي...
رجعت البيت
وانا المرادي جوايا تحدي كبير
موضوع شريف مش هيتقفل إلا ما يبان له ملامح وأسباب.
دخلت على جروب الماميز
وبدأت ادخل لرقم رقم اسأل "حضرتك مامي عُدي".
لحد ما قدرت اوصل لرقم مامته،
كانت مخضوضة في البداية وفكراني جاية اشتكي من أبنها،
لحد ما اتصلت عليها وقولتلها أن في كلام كتير محتاجة أقوله بس ياريت نتقابل أفضل من التليفون.
والحمد لله وافقت واتقابلنا.
كانت كبيرة شوية،
تقريبًا في منتصف الأربعينات...
قعدنا على كافيه وبدأت اتكلم معاها،
قولتلها "بصي أنا حصل موقف مني مش لطيف تجاه عُدي وحبيت اصلح الـ عملته علشان مياخدش انطباع سيئ عني".
وكذبت عنها بموضوع من تأليفي اني كنت رايحة الحضانة متعصبة بسبب حاجات معينة، وغصب عني زعقتله لما كان واقف مع سمير ابني، واني حابة اصالحه بأي طريقة واعمله مفاجأة وكده.
بصراحة بيني وبين نفسي كنت بحاول أعمل اي حيلة علشان اقدر اكون قريبة منه وصديقة لمامته يمكن وقتها يطمنلي ويتكلم معايا ويعرفني ليه نفى معرفته بوجود شريف.
ولحسن الحظ
لقيت مامته بتقولي "طب ده حلو خالص جيتي في وقتك، أنا كنت بجمع أصحاب عُدي علشان عيد ميلاده كمان يومين، اعتقد لو حضرتي انتي وسمير هتكون لافتة لطيفة جدًا منك".
كنت سعيدة جدًا وحاسة اني اخيرًا وصلت لبداية الطريق،
جريت اشتريت هدية لعُدي وجهزت كل حاجة، ومبلغتش سمير علشان ميقعش في الكلام معاه.
قبل العيد ميلاد بيوم
حصلت حاجة وقعت قلبي
كانت الساعة تسعة بليل
وباب أوضة سمير مفتوح والنور قايد
كنت بنادي على سمير علشان يتعشى قبل ما ينام ويوقف لعب
بس سمير ماكنش بيرد!
دخلت وشوفت أبشع حاجة ممكن انسان يشوفها في حياته، لما لقيت......!!
#انسة_شين.
#شهيرة_عبدالحميد.
