جديد

روايه ليتني لم احبك الفصل الثامن 8 بقلم شهد الشورى

 روايه ليتني لم احبك الفصل الثامن 8 بقلم شهد الشورى 



#الفصل_الثامن

#رواية_ليتني_لم_أحبك

#بقلم_شهد_الشوى

توقف أمام بناية منزلها بعدما وصلوا اخيرًا للقاهرة بصعوبة استطاع ان يجعلها تتوقف عن البكاء قبل أن تصعد قالت له بصوت متحشرج و امتنان :

شكرا انك فضلت معايا انهاردة يا سيف


سيف بابتسامة صغيرة :

مفيش كلمة شكر بينا يا ديما.....و اللي عملته كان اللي المفروض يتعمل ارتاحي و متفكريش في اللي حصل و ركزي على مستقبلك


اومأت له بابتسامة باهتة ثم صعدت للأعلى ليتنهد هو بحزن ثم غادر متوجهًا لمنزله حيث يسكن بأحد الأحياء الهادئة و البسيطة برفقة والديه فهو الابن الوحيد لوالديه

......

صعدت للأعلى حيث منزلها و ما دقت الباب و فتحت لها والدتها الباب نظرت لابنتها بقلق و خوف بالغ و هي ترى ابنتها بحالة يرثى لها وجهها و عيناها حمراء من كثرة البكاء زينب بقلق :

مالك يا ديما ايه اللي حصل


دخلت ديما للداخل و جلست على تلك الاريكة الموجودة بالصالة ثم قالت و هي تنظر لوالدتها :

انا روحت قصر الزيني


توسعت أعين زينب و نظرت لابنتها التي قالت بدموع اغرقت وجهها :

عرفت اللي مكنتيش عوزاني اعرفه....كان عندك حق يا ماما....كان عندك حق البعد عنهم راحة عرفت اللي حصل زمان عرفت ان ابويا اتخلى عني عشان مكنش عنده الجراءة و لا الشجاعة ان يدافع عن اللي حبها و يدافع عن وجود بنته جنبه هو السبب و جدي السبب اخويا بيكرهني و هو طلعني من حياته و جدتي مكنتش عوزاني اجي ع الدنيا هو استسهل و اختار اللي يريح دماغه مراته كانت بتطردني من بيت المفروض انه بيتي زي بيت ابنها ابنها اللي هو اخويا طردني كمان و ابويا وقف ساكت مدافعش عني فضل ساكت


انهارت زينب تجلس على المقعد خلفها و هي ترى انهيار ابنتها و بكاءها الشديد لتقول بحزن و ألم :

ليه عملتي كده يا ديما


ديما ببكاء و شهقات عالية :

كان لازم ابطل اديهم مبررات لبعدهم كان لازم اعرف الحقيقة عشان ارتاح


زينب بحزن :

و دلوقتي ارتاحتي


اومأت برأسها ثم قالت و هي تمسح دموعها

بظهر يدها :

ع الاقل مش هفضل ادي مبررات لناس ميستهلوش ارتاحت مرتحتش مش هتفرق معايا في حاجة عندك البعد عنهم راحة و عيشتنا هنا ارحم بكتير من العيشة في قصر مع ناس زيهم اخر رجلي خطت القصر ده مرة و مش هتتكرر تاني من هنا ورايح احنا مش هنحتاج ليهم


جذبت زينب ابنتها لاحضانها لتتشبث ديما بها و تنهار باكية مرة أخرى لتأخذها والدتها لغرفتها لتنام باحضان والدتها الحنونة و بداخلها تصميم ان تكمل حياتها دون الحاجة لتلك العائلة يكفي وجود والدتها بحياتها و لا تريد شيئًا اخر

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

ارتمت على فراشها تنظر لسقف الغرفة بشرود و هي تزفر بضيق مما يحدث فالمشاكل تأتي واحدة تلو الآخرى....عقلها مشوش تشعر بالخبرة و لا تعرف ماذا تفعل اغمضت عيناها و هي تتذكر المشاجرة الأخيرة بينها و بين جدها

Flash Back


ما دخلت للغرفة خلف جدها حت ىهدر بها بحدة :

فريد بيعمل ايه هنا يا جيانا


تنهدت بعمق قبل أن تقص عليه كل ما حدث و ختمت حديثها قائلة بما اوجع قلبه عليها :

قبل ما تلوم و تعاتب زي كل مرة سيرة الموضوع ده بتتفتح ارجوك يا جدي انا مش متحملة كفاية سبع سنين لوم و عتاب هتقولي زي كل مرة انا حذرتك هقولك كنت ساذجة و غبية مفيش حد بيتعلم ببلاش و اديني اتعلمت


اغمضت عيناها ثم جلست على الفراش خلفها سبع سنوات لوم و عتاب من جدها سبع سنوات مهما حاولت أن تتناسى ما حدث لا تستطيع تلك الليلة لم تبكي لم تلوم لم تعاتب فقط 


نظرت له ثم انفجرت ضاحكة تتذكر نظراته لها جيدًا كان ينظر لها باندهاش كأنه كان بنتظر انهيارها صراخها لكنها خالفت توقعاته


جلس بجانبها على الفراش ثم قال بهدوء :

مين قال انك اتعلمتي.....ها قوليلي اتعلمتي ايه بالعكس انا شايف حفيدتي بتطفي يوم بعد يوم شايف عنيكي نظرة الحزن دايمًا فيها وقفتي حياتك على كده ضيعتي ٧ سنين من عمرك في شغل و بس هو هيتجوز اهو و كمل حياته


تنهد ثم حاوط وحنتها بحنان ثم قال بهدوء :

جيانا حبيبتي لازم تعرفي قيمة نفسك مش اي علاقة تنتهي تكتئبي و تضايقي مش اي شخص يخرج من حياتك تعتبريه خساره في ناس مكنتش تستاهل تدخل حياتك اصلا و خروجهم من حياتنا بيبقى اكبر نعمة....خلي كلامي ده في بالك دايمًا الحياة لسه قدامك طويلة و هتعيشيها و تشوفي كتير محدش مين ما كان يستاهل تغيري من نفسك أو من شخصيتك او تعملي اي حاجة مش حباها عشانه حياتك هتعيشيها مرة واحدة و بس 


تنهد ثم اكمل بابتسامة حنونة :

انا مكنتش بعترض على تصرفاتك و لبسك و كل ده لاني كنت عارف انك حابه ده حابه نفسك كده لكن لو غيرتي من نفسك عشان نظرة الناس ليكي و عشان ترضيهم يبقى عمرك ما هترتاحي و لا عمرك هترضي الناس عارفة ليه لان مهما عملتي مش هترضيهم و الناس دول مش هيعيشوا حياتك لا انتي اللي هتعيشيها و بس اوعي تغيري من نفسك عشان خاطر حد اللي هيحبك هيحبك زي ما انتي انتي لو حبيتي نفسك زي ما انتي الكل هيحبك كده


اومأت له ليتابع هو بهدوء :

انا جدك و شعري الأبيض ده مش من فراغ انا شوفت كتير في حياتي و اعرف الكويس من الوحش و الولد ده زي ما قولتلك من الاول لو كان بيحبك كان هيحافظ عليكي و يدخل البيت من بابه مش سرقه و من الشباك فهماني يا حبيبة جدو اللي حصل زمان درس و اتعلمي منه صفحة و اطويها و ابتدي من جديد


ارتمت باحضانه تمنع نفسها بصعوبة من البكاء ليته يعلم انها لا تستطيع تجاوز الأمر هكذا فقلبها الأحمق مازال يحمل من مشاعر له


تخلى عنها خذلها فعل الكثير لكن كيف تنساه


هل يمكن لإنسان ان ينسى شخصًا احبه يومًا.... !!


Back


نظرت لسقف الغرفة ثم لذهبت لشرفة غرفتها تنظر للسماء بشرود و لاحت على شفتيها ابتسامة صغيرة و هي تتذكر كيف اعترف لها بحبه قبل سنوات

كيف قال بعلو صوته بحب :

اه بتاع بنات و فيا كل العبر بس بحبك اعمل ايه يعني انا مقدرش اغير الماضي بتاعي بس اقدر ابني مستقبل و حاضر معاكي اثبتلك فيه كل يوم حبي و عشقي ليكي


ثم ركع على ركبتيه قائلا بعشق و هو ينظر لعيناها :

مقدرش اسيبك تمشي و ابعد عنك بعد ما لقيت حظي في الدنيا مقدرش اسيب سعادتي تمشي من بين ايديا من غير ما اعافر لحد ما اوصلها

....

استندت بيدها على سور الشرفة و هي متعجبة كيف لشخص ان يزيف مشاعره بتلك الدرجة كيف لشخص ان يكون هكذا و كيف وقعت هي بذلك الفخ


ارتفع رنين هاتفها اخرجته من جيبها لترد وقد كان الرقم مجهولاً لتقول بهدوء :

الو


لكن لا رد كررت النداء مرة أخرى و لا تسمع شيء لتتوقف عيناها على تلك السيارة التي تقف على بعد ما من بنايتهم لكن هذا لا يهم ما يهم هو ذلك الذي يستند بجسده عليها و ينظر لها و الهاتف على اذنه ينظر لخصلات شعرها التي تتطاير بفعل الهواء


ظل الاثنان يناظران بعض هكذا لتفيق هي من شرودها و كادت ان تغلق الخط لينطق اسمها :

جيانااا


نظرت له و انزلت الهاتف من على اذنها 

ثم اغلقت الهاتف و دخلت للداخل و اغلقت عيناها تحاول النوم و الهروب من تلك الذكريات التي تهاجم رأسها الآن هيئته و هو يجلس هكذا على إطار السيارة من الامام ذكرتها كيف كان يقف قديمًا ينتظرها حتى تخرج للشرفة و ينظر لها بهيام كيف كانوا يتحدثون بالهاتف حتى يذهب كلاهما في النوم


نفضت تلك الذكريات عن رأسها و هي تنهر نفسها بشدة ثم اغمضت عيناها و ذهبت في 

ثبات عميق هروبًا من ذلك الواقع الأليم

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

بأحد المخازن المهجورة التي لا يصدر منها سوا صوت صريخ يشق سكون الليل ناتج عن ركلات و لكمات قوية عنيفة


اما بالداخل نجد رجلان ملقيان على الأرض يتلوا الاثنان من الألم ليضرخ أحدهم بغضب :

انت مفكر أن اللي بتعمله ده هيعدي على خير انت متعرفش انا مين انا...سراج الفيومي...ابويا هيوديك في ستين داهية


ليقترب منه الآخر و ضحك بسخرية ثم قال بشر :

طب و حياة ابوك اللي للأسف معرفش يربي لهجيبه هنا و يترمي جنبك يا دلوعة ابوك


غضب سراج من اهانته بتلك الطريقة ليقول 

بخبث مستفزًا الآخر :

مش كنت تقول ان البنت تلزمك و عجباك كنا قسمنا مع بعض و اتفقنا بدل اللي بيحصل ده


غضب تمكن من الآخر لينقض عليه و يمطر عليه العديد من الركلات و اللكمات و سيبه بأفظع الشتائم


ابتعد عنه يلهث بقوة من آثر ذلك المجهود قم بثق عليه باشمئزاز و قال لاحد رجاله :

الكلبين دول يتربوا تلت ايام و ارموهم و الواد ده تاخده من ايده ترميه قدام ابوه و تقوله ان عملت اللي هو فشل يعمله و ربيت ابنه و لو فتح بوقه و نطق بكلمة تجيبه هو و ابنه على هنا


ثم غادر المخزن و المكان بأكمله يمسح بيده على وجهه عدة مرات يحاول  ان يهدأ من نفسه بعدما اشتعلت تلك النيران بصدره بعدما استمع لكلمات ذلك الحقير

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

أشرقت الشمس معلنة عن بداية يوم جديد و انتهاء ذلك اليوم الطويل و الشاق عليهم جميعًا


تناول الجميع الأفطار و شاركهم مي و رغدة الذين أتوا للاطمئنان على تيا و قامت بعزيمتهم على عيد مولودها غدًا ثم غادروا و طلب الجد الذي يقيم معهم بالمنزل من تيا ان تصعد لغرفته ترتاح و ذهب هو لمنزل آسر و سمير بالطابق الأسفل ليطمئن عليهم


ثم ذهبت رونزي لترد على هاتفها ليقترب رامي من جيانا قائلاً بحرج :

جيانا انا اسف


جيانا بجمود مصطنع :

اسف على ايه


رامي بحرج :

مكنش قصدي اقول اللي قولته و اسف عشان بجحت في كلامي مع اني غلطان


نظرت له ثم قالت بعتاب :

زعلتني منك اوي يا رامي.....نظرتك ليا زي نظرة الناس مسترجلة و عانس طب هما غرب لكن انت اخويا لما زعقت فيك كان من خوفي عليك


اومأت لها ثم قبل جبينها و قال باسف :

عارف والله حق عليا انا بطلت السجاير و معدش بشرب خالص و بعدت عن صحابي دول


نظرت له بشك ليقول سريعًا لا بابتسامة :

اه والله العظيم زي ما بقولك توبة خلاص


اومأت له بابتسامة حنونة ليحتضنها هو نعم يشاكسها دائمًا و ربما يضايقها بكلماته دون قصد منه لكنه يحبها كثيرًا....والدته الثانية التي دائمًا تقف بجانبه و تدعمه بحلمه بأن يلتحق بكلية الشرطة و الذي كان سيضيعه بتدمير صحته بالتدخين فقط لانه استمع لكلمات رفاقه و جرب ذلك الشئ و من حينها اقدم على التدخين إلى أن رأته شقيقته منذ عدة ايام

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

بمكان نذهب إليه لأول مرة بأحد الأحياء الشعبية بتلك البناية المتهالكة بمنزل صغير ذو اثاث متهالك يصدح صوت القرآن عبر التلفاز بينما تجلس سيدة على الاريكة في منتصف الثلاثون من عمرها تمتلك جمال هادئ مثل شخصيتها تمامًا تمكث بذلك المنزل بمفردها منذ سنوات


تمسك بالمسبحة بيدها و تذكر الله بصوت خفيض لتسمع صوت طرق على الباب ذهبت لتفتح بعدما ارتدت اسدالها و ما ان فتحت الباب و رأت الطارق قالت بهدوء :

عاش من شافك يا حامد و لا نقول حامد باشا بقى


تنهد ثم قال دخل للداخل دون أن يستأذن بالدخول حتى تركت الباب مفتوح و اقتربت منه ليقول هو :

عايزة ايه يا نعمة و جيتي سألتي عليا ليه


ابتسمت بهدوء ثم قالت :

كنت جاية انصحك و اوعيك و اقولك ان الطريق اللي انت ماشي فيه ده آخرته وحشة ده انت حتى في يوم من الايام كنت جوزي و ابو ابني الله يرحمه !!!!


كز على أسنانه و قال بغضب :

طريق ايه و كلام فارغ ايه اللي بتتكلمي عنه انا شغلي كله سليم و مليش في الشغل الشمال ده


ابتسمت ثم قال :

الكلام ده تضحك بيه على الناس مش على نعمة...نعمة اللي عرفاك و حفظاك اكتر من نفسك


نظر لها مطولًا لتتابع هي بعتاب :

ليه يا حامد....ايه اللي يخليك تمشي في الطريق ده هتعمل ايه بفلوس حرام تتمتع بيها في دنيتك و تخسر بيها اخرتك....ذنبهم ايه الناس الغلابه اللي بيموتوا بسببك ياخي افتكر حتى أن ابنك كان من ضمن الناس الغلابة دي اللي ذنب كل واحد فيهم هيبقى في رقبتك


نظر لها ثم هدر بعنف :

اخرسي و متفتحيش بوقك بكلمة و إياكي ثم إياكي تهوبي ناحية القصر او الشركة تاني


نظرت له مطولاً بصمت ليقول هو بغضب :

بتبصيلي كده ليه


ابتسمت بسخرية ثم قالت بحزن :

مستغربة من اللي شيفاه و بسأل نفسي فين حامد اللي مكنش يقدر يأذي نملة فين حامد الطيب اللي كان عمره ما يقبل يصرف قرش حرام على 

نفسه و بيته


اشارت عليه بيدها ثم قالت :

انا شايفة قدامي دلوقتي واحد اتعود ع الحرام و بقى أسهل حاجة عنده الأذية شايفة واحد غريب عني....مش انت حامد و مستحيل تكون حامد اللي انا عرفته و حبيته في يوم من الايام و استأمنته على نفسي


ابتسم بسخرية ثم هدر بغضب :

فوقي بقى....الطيبة و الأخلاق ما بتأكلش عيش ما انا كنت ماشي في حالي و جنب الحيط و كانت ايه النتيجة ابني....ابني اللي مات قدام عيني و بيتي اتهد الزمن ده مينفعش فيه غير كده من أربع سنين و انا أقسمت اني لازم اجيب فلوس بأي طريقة كانت معاك قرش تسوى معكش يبقى متسواش


نظرت له بحسرة ثم قالت :

امشي يا حامد امشي و مش هقولك غير اتقي ربنا ربنا بلاش تخسر اخرتك توب و ارجع لربنا عشان خاطر يوم ما تقابل ابنك يوم الحساب تعرف تحط عينك في عينه


نظر لها ثم غادر المنزل بغضب شديد و اخذت هي تدعو له باكية :

ربنا يهديك يا حامد....ربنا يهديك

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

بشركة الزيني للحديد و الصلب


يجلس فريد خلف مكتبه يباشر عمله بتركيز شديد يحاول الهاء نفسه عن التفكير بها لكن دون جدوى تذكر امر الحادث الذي قال جده انها تعرضت له غادر مكتبه متوجهًا لمكتب ابن عمه ايهم و ما ذهب لهناك لم يجد السكرتيرة بمكتبها فدخل للداخل دون أن يطرق الباب و ما ان دخل قلب عينيه بملل ما ان رآى ايهم بجلس على مقعده خلف مكتبه و على قدميه تجلس سكرتيرته سالي في وضع مشين و غير لائق ما ان فتح الباب ابتعدت عنه سالي تضبط هيئتها ثم خرجت للخارج مغلقة الباب خلفها لينظر لها فريد باشمئزاز و ذهب و جلس على المقعد الموجود أمام المكتب ثم هدر بأبن عمه بغضب :

مش هتبطل القرف ده بقى و بعدين هي حبكت في المكتب لا و كمان مع الزفته سالي اللي بره


ايهم بسخرية و هو يرجع بجسده للخلف :

اللي بيته من ازاز يا بن عمي


فريد بحدة :

قصدك ايه


ايهم بسخرية :

قصدي انك تبطل كل ما تشوفني تديني في نصايح الأولى تقولها لنفسك و بعدين ايه اللي مضايقك في اللي بعمله ما انت عملته زمان و سالي دي انت مجربها قبلي من زمان و على كرسي مكتبك اللي بعيد عن هنا بكام متر يا حبيب قلب البنات


نظر له فريد بغضب ليقول فريد بحدة ليتابع الأخر 

بلا مبالاه :

المهم كنت عاوزني في ايه


فريد بتساؤل :

حادثة ايه اللي حصلت مع جيانا دي و جدك كان بيقول عليها


ايهم و هو يرفع كتفيه لأعلى :

معرفش كل اللي اعرفه ان جدك من كام شهر كان راجع الشركة و قالنا انه لقى بنت واقعة جنب عربيتها اللي مخبوطة في الشجرة و كانت باين عليها انها مضروبة و نقلها المستشفى وكمان قالنا انه حالتها كانت خطيرة معرفش الباقي بقى و لا كنت اعرف انها جيانا


شعر بانقباض بقلبه أثر سماعه لما يقوله و هو يتخيل كم المعاناة التي عاشتها و تمنى لو كان موجود حينها ليحميها و يتوعد بداخله لمن فعل بها هذا سيذيقه

كافة انواع العذاب ليكون الموت رحمة له


نظر لابن عمه ثم قال :

الراجل اللي اسمه حامد صفوان ده تجيبلي كل حاجة عنه المعروفه و اللي مش معروفة عايز اعرف عنه كل حاجة من يوم ما اتولد لحد دلوقتي


اومأ له ايهم ثم قال :

اعتبره حصل


اومأ له فريد ليدق الباب مرة قبل أن يدخل الطارق من الباب و الذي لم يكن سوا جمال الزيني الذي ما ان دخل وقف الاثنان مرحبين به 

ليقول ايهم بتساؤل :

بقالك فترة مجتش الشركة يعني يا بابا ايه

سر الزيارة


جماا بابتسامة حزينة :

كنت بزور قبر نور و قولت اعدي ع الشركة 

اشوف الوضع ايه


اومأ له ايهم بابتسامة لم تصل إلى عينيه التي امتلئت بالحزن بتلك اللحظة خصيصًا عند ذكر اسم والدته المتوفاة و التي أخذها الموت بلحظة من بينهم ماتت دون أن يودعها ماتت بدون سابق إنذار ماتت دون أن يشبع من حنانها و يكتفي


حزن فريد على حال عمه و ابن عمه الذي يعرف انه ربما لا يظهر حزنه و تأثره كثيرًا لكنه يعرف ان بداخله ينهار خزنًا على وفاة والدته و التي كانت له كل شئ.....وحد نفسه يسأله بتلقائية :

كنت بتحبها للدرجة دي يا عمي


ابتسم جمال ثم قال بحنين و بصوت عاشق يتألم من ألم الفراق و الدي لا يضاهي اي ألم بالعالم :

الحب ده انا عديته من زمان عارف كلام الحب و الغرام كله مش ممكن يوصف مقدار مبي ليها و اللي بحسه ناحيتها....بحبها لدرجة بتمنى الموت كله لحظة عشان اكون جنبها


فريد بتساؤل و تلقائية :

ازاي عرفت انك بتحبها


ابتسم جمال ثم شرد بعالم الأخر و هو يردد بعشق :

كانت مجنونة عارف كانت كتلة شقارة و جنون ماشية ع الارض اول مرة شوفتها كنت بزور واحد صاحبي كان ساكن في منطقة شعبية لقيتها واقفة في الشارع بتلعب كورة مع الاولاد الصغيرين ساعاتها فضلت اضحك عليها جامد و قعدت تتريق عليا و اتحدتني ان العب و فعلا لعبنا و من ساعتها بقيت اروح كل يوم لصاحبي ده اراقبها من بعيد و ساعات اتكلم معاها.....لقيت نفسي بتشد ليها ببقى نفسي اشوفها طول الوقت و تفضل تحت عيني علطول بحس انها ملكي و بتاعتي مش مسموح انها تكون لحد تاني أبدًا بتسحرني بجنانها و شقوتها كانت قادرة انها تخلي عيني عليها طول الوقت من غير ما تاخد بالها قدرت تاخد قلبي و تكون ليه النبض اللي بيخليه يدق نور مكنتش حبيبة بس لأ دي كانت الأم و الصديقة و الأخت ببساطة كده هي كانت ليا الكون كله.....مكنش ينفع ما احبهاش و مقدرش في يوم من الايام اتخيل نفسي مع واحدة تانية غيرها و لا أقدر اتخيلها مع غيري لان ببساطة انا و هي ما ينفعش نكون غير مع بعض و لبعض


ابتسم ايهم بحب و هو يتساءل هي بيوم من الايام سيجد حبًا مثل حب والده هل سيجد من تجعله آسير نظرة من عينها هل سيجد تلك الاستثنائية التي يعشقها من بين الفتيات....؟؟


اما عن فريد شرد يعقله بمكان اخر لو اخد يعلم مقدار ما يشعر به من خوف لو هي تعلم كم يحبها بل يهيم بها عشقًا خاف عليها و خاف مما سيحدث مستقبلاً بداخله مخاوف كثيرة يريد التخلص منها يعنف نفسه الف مرة على أقدامه على فكرة الزواج من أخرى ظنًا بأنه سيستطيع ان ينساها و لكن العكس وجد القدر يضعها أمامه ليغرق بعشقها اكثر و اكثر


جمال بابتسامة :

شكلك بتحب يا بن محمد عارف ان شبه ابوك في كل حاجة حتى التصرفات كأني شايف ابوك في شبابه بحيرته و توهانه


نظر له فريد ليومأ له جمال قائلًا :

بس ياريت متكونش زيه في الحب....قبل ما تقول كلمة بحبك اتأكد أن هتوفي بكل وعود الكلمة دي لما تقولها كون ادها....ابوك قالها زمان بس مكنش أدها


نظر له فريد بصدمة ليتابع جمال بابتسامة :

لو محتار تفضل مع مين اختاراللي  بتحبها لان صدقني حياتك كلها كوم و انك تعيش لحظة حب جنب حبيبتك كوم تاني الحب يا بني اكبر سعادة ممكن تعيشها و اللحظة منها ما بتتعوضش ابدًا


قالها ثم غادر المكان بأكمله ليترك كل واحدًا منه بدوامته الخاصة

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

في قصر الزيني


بغرفة دولة كانت تأخذ الغرفة طهتبًا و عودة و عقلها مشغول بتلك التي أتت لمنزلها بالأمس و أسمه يتردد بأذنها " جيانا أكمل النويري " استهلت عيناها بحقد و غل لم ينقص او يقل أبدًا بمرور تلك السنوات


ماذا ستفعل الآن بتلك الورطة ابن اكثر شخص تكرهه على الإطلاق دخلت منزلها بل و هي رفيقة زوجة ابنها فيما بعد ماذا ستفعل.....؟؟


افيقت من شرودها على صوت غلق الباب بعد دخول زوجه محمد الذي منذ امس و ملامح وجهه يتبين عليها الحزن الشديد أثر كلمات ابنته له و التي كانت معها حق بكل كلمة قالتها لم يكن شجاع كفاية ليدافع عن سعادته بالحياة هو لم يهتم لانه ببساطة كان اناني جدًا اختار الاسهل و فعله حتى يريح نفسه فهو يعطي نفسه رتبة الاب الفاشل بجدارة اب لاثنان لكنه لا يعرف عنهم شيئًا لم يجلس معهم و يتناقشون لا يعرف ما يفضلون و ما يكرهون هو ببساطة شديدة كان مجرد اسم خلف أبنائه بشهادة الميلاد


نظرت له دولت ثم قالت :

انت من امبارح و انت قالب وشك كده حصل ايه يعني لكل ده


نظر له بكره شديد و اشمئزاز من نفسه قبلها لانه بيوم من الايام وافق على الزواج من واحدة مثلها


هدر بها بعنف :

ابعدي عن وشي الساعة دي يكون أفضل ليكي احسن ما اعمل حاجة مش هتعجبك أبدًا...غوري من وشي يلاااا


قالها بصراخ لتنظر له بحقد و غضب ثم خرجت من الغرفة تغلق الباب بقوة خلفها ليزفر هو بضيق مقررًا شيئًا ما عزم على تنفيذه بأقرب وقت ممكن


فما هو يا ترى.......؟؟

على الناحية الأخرى بغرفة هايدي كانت تستعد للذهاب لشركة الزيني و بداخلها تصميم كبري و نصوًا الليلة بأن تنفذ خطتها مهما كان و لن تدع تلك الزيجة تكتمل أبدًا ففريد ملكها فقط


لكن ما كادت ان تخطو خطوة واحدة خارج القصر حتى سمعت صوت يأتي من خلفها يقول بصرامة :

رايحة على فين


التفتت للقائل و لم يكن سوا جدها صلاح 

لترد عليه ببرود :

خارجة يا جدو


رد عليها بصرامة و لهجة لا تقبل للنقاش :

اطلعي اوضتك مفيش خروج و بعد كده مفيش خروج لوحدك أبدًا و خصوصًا بالمسخرة اللي انتي لبساها دي


نظر لجدها بغضب سرعان ما خطرت ببالها فكرة خبيثة مثلها ستفعلها و ليحدث ما يحدث ستفعلها مهما كانت الخسائر اصطنعت البكاء الشديد و جلست على الاريكة تخفي وجهها بيدها 


ليقول صلاح بتوجس :

بتعيطي ليه


هايدي بملامح يظهر عليها الخوف و الانكسار :

انا واقعة في مصيبة يا جدو


- مصيبة ايه انطقي  !!

قالها بقلق و يشعر ان ما ستقوله ليس بهين أبدًا


ردت عليه و هي بحزن مزيف اتقنته بجدارة :

فريد يا جدو....ضحك عليا و استغلني و بعدها رايح يتجوز و اتخلى عني و مش راضي يتجوزني و يصلح غلطته  !!!!!

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

بمنزل آسر النويري


كان يجلس على الاريكة ببهو منزله يمسك بيده عدة أوراق و قلم يرسم اسماء موصلة ببعضها في دوائر و هو يردد بتوعد :

مجدي القاسم.....حامد صفوان  !!!


عيناه تنظر لذلك الملف بيده و بداخله ينوي على الأنتقام فقط مهما كان الثمن

➖➖➖➖➖


لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا👇

(روايه ليتني لم احبك )

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-