روايه حارس غير مألوف الفصل الثاني 2 بقلم شهد محمود موسي
" هي دي اللي أنت متجوزها "
جملة سمعتها من صاحب عمري بعد ما شاف مراتي في عزومة كبيرة المدير كان عازمنا عليها ومن كسوفي خدتها وروحنا البيت.
سيبتها ونمت في أوضة الأطفال برغم إنها اتجرحت من كلام صاحبي وانا سكت ومردتش عليه، وتصرفي في الموقف ده طبيعي لإني مبحبهاش!
مجرد بنت ملامحها مش حلوة، اتجوزتها بأقل التكاليف في شقة صغيرة مفيهاش مطبخ، والوحيدة اللي قبلت بظروفي، وفي الخطوبة جبتلها دبلة يادوب وبعد الجواز خدتها بيعتها، كنت بدور على نفسي بره مع بنات تانية غيرها، كانت بتشوف رسايلي معاهم وكانت بتعيط وتسكت عشان آخر مرة واجهتني فيها ضربتها.
كانت بتهتم بيا وبتراعي ربنا فيا، كانت راضية بشكلها وكل أمنيتها في الحياه بيت هادي وطفل سوي مني!
بس أنا حرمتها من أبسط حقوقها، مكنتش بقولها كلمة تجبر الخاطر ولا افتكر في مرة فرحتها بحاجة، كانت دايمًا تلفت نظري وتقولي فلان جاب لمراته وردة وقالها " بحبك " وفلان بيفسح مراته وفلان بيقعد مع مراته في البلكونة، بس أنا كنت بطنش الكلام، وكل ما كنت بدخل الشقة كنت بلاقيها مشغلة قرآن وراشة معطر وعاملة شعرها بطريقة حلوة جدًا، طابخة أكل بحبه!
بس كنت كل اللي بعمله إني باكل وأقولها الأكل حلو النهاردة!
حتى لما كانت تقولي الأكل بس؟
كنت برد وأقولها: هو في حاجة تانية؟
فضلنا كدا لحد ما في يوم قولتلها تروح لأهلها يومين، ولما رجعت فجأة بدون ما تقولي لقت ست معايا في الشقة، أنا وقتها حسيت بصوت قلبها وهو بيتكسر مليون حتة، ومن جبروتي قعدت أزعقلها وأقولها إزاي تيجي فجأة من غير ما تعرفيني؟
لاقيتها سكتت ودخلت الأوضة وانهارت فب العياط، والست اللي كانت معايا مشت، قعدت في الصالة وأنا مستغرب نفسي، إزاي أبقى وحش للدرجة دي لمجرد إن شكلها مش مقبول بالنسبة لي؟
دخلت الأوضة حطيت إيدي على كتفها لاقيتها انتفضت ومسكت إيدي بعدتها كأنها نار لمستها، مكنتش عارف أقول إيه فقولتلها " أنا آسف " وسيبت الشقة ومشيت!
بقيت كل يوم بشتري كل حاجة بتحبها، وبعاملها كويس وبكل حب وبساعدها في شغل البيت بس هي كانت مطفية، مبقتش قادرة تفرح تاني خلاص، قلبها مات!
شديتها من إيديها وقعدتها وقولتلها:
أعمل إيه تاني وتفرحي؟ أنا غلطت في حقك كتير ومعترف، وبعدين مش قولتي قبل كدا إنك سامحتيني؟
لاقيتها بتضحك بوجع وبتقولي:
مين قال إن مسامحتنا لحد وكلامنا معاه بعد غلطه فينا تخلينا نرجع الود اللي بينا ؟
المسامحة دي حق الله أما رجوع المحبة حقنا إحنا، والقلوب ملك للَّـه مش ملكنا، أما التسامح فله ألف باب، و أما الود فقد كسر بابه!
كلامها نزل على قلبي كسر عليه مليون باب، بلعت ريقي وبصيت لملامحها اللي كانت منورة بشكل غير طبيعي، وضحكتها الجميلة برغم كسرتها وحزنها، أول مرة أعرف إن ملامحها هادية وتتحب، حسيت إني عاوز أفضل حاضنها ومسيبهاش لحظة بس للأسف مبقاش ينفع، ده كان حقي وأنا خسرته بنفسي!
سكت وقولتلها: ليه مكنتيش بتقولي لأهلك لما بزعلك؟
ردت وقالت: أهلي ميفرقوش حاجة عنك، محدش فيهم هيجيبلي حقي، جوزوني أي جوازة وبخسوا بيا عشان شكلي، ودلوقتي هيخافوا يطلقوني عشان ممكن محدش يتجوزني، أنا جيت الدنيا لوحدي ومليش فيها غير ربنا.
قالت كلامها ونامت مصحتش!
ماتت أطيَّب حد قدملي كل حاجة حلوة بدون مقابل، ماتت اللي حسستني إن ليا قيمة وإني بني آدم، ماتت أكتر حد حبيته وأنا معرفش؟ بقالي عشر سنين مش عارف أبص في وش ست تانية!
وحشني معاملتها الطيبة، الجو الهادي اللي كانت عاملاه في البيت.
ماتت وسابت حياتي خراب..
أنا واحد جاي أنصحكم من المستقبل وبقولكم بلاش!
- بلاش تكسر مراتك لأي سبب مهما كان وحافظ على قلبها عشان مش هتلاقي قلب أطيب منه.
- بلاش تخليها تجري لحد غيرك تحكيله همومها وخليك صاحبها وحبيبها وسندها.
بلاش تكسروهم عشان كسرتهم مش سهلة.
ولازم تكون عارف إن مفيش ست كاملة، مراتك اللي ملامحها مش عجباك لو شوفتها آخر ست في الدنيا وحبيتها مش هتشوف غيرها.
ومفيش ست حلوة إلا وفيها عيوب مش أي حد يعرف يتعايش معاها ويقبلها.
لو رضيت بنصيبك وبطلت تبص في رزق غيرك وعرفت قيمة الست اللي معاك هتعيش في جنتين:
- جنة الدنيا معاها وانت مبسوط حتى لو فيها عيوب.
- وجنة الآخرة معاها برضو وهي " كاملة " مفيهاش عيوب.
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا👇