روايه احرقني الحب الفصل الرابع عشر بقلم ديانا ماريا
الجزء 14
توقف رضوان مكانه ونظراته تنخفض بخزي للأرض وحاول القول بتردد: هديل.. أنا
قاطعته بحرقة وهي ترتجف من شدة الانفعال: أنت إيه؟ لسة فاكرة أنه عندك بنت؟ كنت فين وأنا بموت كل يوم وأنت شايفني قدامك؟ طول السنين دي كنت شايفاك مش قادر تبص في وشي بعد ما عرفت أنه الجوازة اللقطة كانت جوازة سودة على دماغي إنما عمرك ما فكرت تيجي في مرة تقولي حقك عليا.
لم تستطع السيطرة على شلال الدموع الذي سال على وجهها وتابعت بحرقة: كنت مستنياك في مرة تيجي تعتذر مني وتعترف بغلطك بس عمرك ما عملتها كنت بس تدير وشك مني ده بجد؟ يعني بعد ما عرفت أنك غلطان وإني عايشة في جحيم بدل ما تيجي تطبطب عليا تسيبني لوحدي؟ ياما استنيتك تيجي في يوم إنما عمرك ما فكرت تعملها حتى لما دخلت السجن سمعت كلامي علطول وعملك ما جيت تشوفني وأنت عارف أني لوحدي وأكيد خايفة وضعيفة محتاجة سند وحضن دافي كان المفروض بدل ما تستسلم تيجي تقولي لا أنتِ بنتي أنا عمرك ما هسيبك لوحدك حتى لو أنتِ عايزة كدة إنما أنت خدت كلامي وسلمت بيه شوفته أسهل عليك بدل ما تعترف بذنبك.
انهارت كليا عند نهاية الحديث فشدها حسام لصدره، تمسكت هديل بقميصه وهي تبكي بحرقة.
حاول والدها الكلام إلا أن الندم ألجم لسانه فعادت هديل توجه له كلماتها الحادة بقهر يحرق قلبها: كنت عارف وشايف أنه بيضربي كنت بجيلك والعلامات ظاهرة على وشي وجسمي محاولتش في يوم تداوي جرحي كنت واقف تتفرج عليا وأنا بنزف!
رفعت وجهها المبلل بالدموع لوجه حسام الذي بالكاد يسيطر على غضبه وتوسلته قائلة وهي تضغط يدها على صدره: بالله عليك خدني من هنا مش عايزة أقعد هنا يا حسام.
شدد حسام ذراعيه حولها وأجاب بهدوء ممزوج بالرفق: يلا تعالي.
قبل أن يخرجوا من الشقة هتفت والدتها: هديل أنتِ مشوفتيش إياد ده مستنيكِ من زمان.
نظرت لها هديل وكأنها نسيت سبب مجيئها الأساسي لثانية ثم عادت توجه نظراتها لحسام بنظرة ذات معنى فهمها فاستندت عليه وهي تسير لغرفة أخيها كأن هذا اللقاء العاطفي استنزفها، حين رأته أمامها كان إياد ممدد على السرير يبدو ضعيف ولكن أفضل من آخر مرة تتذكره بها.
حين رآها إياد أشرق وجهه ورفع ذراعيه بلهفة هاتفًا باسمها فركضت له هديل بسرعة حتى لا يتعب نفسه وركعت بجانب سريره لتعانقه بشوق ويمتزج بكائها الحار مع دموع إياد التي هبطت من الاشتياق لشقيقته وشعوره بالذنب على ما حدث لها بسببه على حسب اعتقاده.
ابتعدت هديل لتضع يدها على خده وهي تتأمل وجهه بحب: وحشتني أوي يا حبيبي صحتك عاملة إيه دلوقتي؟
أجاب إياد بصوت مخنوق: أنا كويس الحمد لله وحشتيني أوي يا هديل أنا آسف كل ده حصلك بسببي أنا.
عقدت هديل حاجبيها وعاتبته برقة حتى لا تراعي تعبه: هتفتح في الكلام ده تاني؟ قولتلك مش بسببك وبعدين حتى لو بسببك أنا راضية المهم أنك بقيت كويس.
ظهر الذنب بقوة على وجه إياد فنظرت له هديل بخوف من أن تكون أخطأت.
حينها تقدم حسام وقال بنبرة قوية حكيمة: اسمعني يا إياد ساعات ربنا بيديك اختبارات أنت ممكن متكونش فاهم ليه أو إيه الحكمة منها بس بتعرف قدام أنه الاختبارات دي كانت علشان تبقى أقوى وتقدر تواجه الحياة بفكر وشخصية أحسن وأنضج وممكن متعرفش أبدا السبب لكن خليك واثق أنه خير ليك، دي طريقة تفكير اتبنتها من فترة طويلة وصدقني ارتحت جدا.
ثم وضع يديها على كتف هديل ونظر لها بحب متابعًا: ودلوقتي بشوف نتيجتها.
عاد يحدق لإياد الذي هدأ روعه بعض الشيء وأردف يعده: وبعدين متقلقش على هديل بعد كدة هي معايا دلوقتي.
رفعت هديل بصرها تشكره بعينيها بامتنان حين اطمئن إياد وهدأ وشرع يحدثها فيما أخبره به الطبيب وأن تلك العملية كافية وصحته باذن الله ستكون مستقرة من الآن فصاعدا.
بعد قليل أخبرته هديل أنها ستذهب الآن وستعود في وقت لاحق وقد اطمئن إياد وذلك بسبب وجود حسام الذي يحب أخته ولن يسئ معاملتها كزوجها السابق، سلمت هديل على إخوتها ووالدتها، لم يكن والدها موجودا ولم تهتم بمكانه.
صعدت مع حسام لشقته الذي قال بابتسامة وهو ممسك بيدها: إحنا هنقعد هنا مؤقتا لحد ما ننقل في الشقة التانية أنا بجدد فيها شوية حاجات علشانك لو عايزة أي حاجة بلغيني بيها أو تقدري تروحي تتابعي بنفسك كل حاجة.
هزت رأسها بالنفي مبتسمة فهي تثق في ذوقه وذلك الأمر هو في آخر أولوياتها الآن.
حين دلفوا للشقة توترت هديل بشدة فهي للمرة الأولى لوحدها كليا مع حسام وهي لا تعلم ماذا يتوقع منها كما أنها لم تحدثه عن جروحها.
وقف أمامها فازدادت نبضات قلبها إلا أن كلماته التالية اراحتها بشدة حين تحدث بلطف: لو عايزة تنامي نامي أنا هسيبك ترتاحي وهشتغل شوية، أنا واخد النهاردة إجازة علشانك عندنا كلام كتير نقوله لبعض.
لم تدر بما يريد التحدث لكنها مرتاحة لتأجيل ذلك الحديث فهي متعبة وتريد النوم براحة على سرير حقيقي منذ أشهر طويلة.
تقدم لها حسام وقبل جبينها بعمق ثم ابتعد وقال بنبرة عاطفية دافئة وهو يمرر يده على خدها: مش عايزك تفكري في حاجة خالص دلوقتي أنتِ دلوقتي معايا أنا وليا.
ابتسمت له هديل ولأول تبادر وتتقدم منه لتغرق في أحضانه وهي تضع رأسها على كتفه، إن هذا العناق يبعث فيها للأمان والدفئ اللذان افتقدهما لسنوات حتى نسيت الإحساس بهما.
أرشدها لغرفته ثم تركها إلى راحتها بعد أن أخبرها أن ابتاع لها بعض الملابس، نظرت هديل للغرفة باستكشاف فهي تشبه حسام بالفعل رغم تلك الواجهة الباردة التي يظهرها داخله دافئ وحنون للغاية.
بعد تلك الأشهر التي قضتها في السجن رغبت في الاستحمام بشكل حقيقي وبماء كافي دون استعجال وعلى راحتها فولجت للحمام المرادف للغرفة.
بعد أن انتهت لم تجد في الحمام ما ترتديه إلا روب حمام الخاص فتناولته، كان كبيرا عليها مما جعلها تبتسم بشغب وهي تستعيد بعض المرح الذي فقدته.
حين عادت للغرفة سمعت جرس الباب الذي يرن بشكل متواصل فتعجبت لأن حسام لم يفتح إلا أنها حين خرجت للصالة لم تجده فتساءلت أين ذهب ومن الذي سيأتي الآن؟
لمحت على الطاولة مفاتيحه فابتسمت وهي تتقدم للباب وتقول بتوبيخ مرح: أنت نسيت المفاتيح يا حسام طب كنت قول أنك هتنزل.
حين فتحت الباب تجمدت ابتسامتها وارتبكت مقابل صدمة الفتاة التي أمامها.
كانت سارة بصدمة كبيرة تنظر لهديل التي ترتدي ثوب حسام وواضح من هيئتها أنها انتهت من الاستحمام للتو.
لمع الحقد في عيونها وقالت باحتقار: أنا مكنتش أعرف أنك بالرخص ده مع أني مرتحتش لما شوفتك إنما لحقتي تخرجي من السجن علشان ترمي شباكك حواليه؟ طب لو كان عايز كان خد حد يستاهل مش أنتِ!
#يتبع.
#أحرقني_الحب.
#ديانا_ماريا.
إيه رأيكم وتوقعاتكم يا حلوين ❤️؟ بعتذر عن الغياب كان غصب عني.
اكتب في بحث جوجل 👇
(مدونه الرسم بالكلمات رواية احرقني الحب )
ستظهر لك 👇
لقراءه الرواية كامله اضغط هنا 👇