google.com, pub-6403815486397132, DIRECT, f08c47fec0942fa0 رواية زهرة اصلان الفصل العشرون
روايات حديثة

رواية زهرة اصلان الفصل العشرون




الفصل العشرون
.
غادر أصلان تاركا وراءه قطته التى تتذمر نهارا و تبكى ليلا و طعامها يقل شيئا فشئ بالإضافة لكلامها على الرغم من إنها وعدت نفسها و أصلانها بالتماسك إلا أن شعورا ما بغيض أصبح يتملكها يشبه فقدان الذات ، التيه ، أو اليتم فهى من دونه فقدت هويتها سعادتها و دافعها لبدء يوم جديد .. أما ليلا يصاحبها بكائها الذى أعياها و أرقها الذى لا يفارقها خاصة دونه هو حبيبها أصلانها .. و اعتزلت غرفتها تدريجيا حتى أصبحت تقوم بواجباتها اليومية ثم تتجه لجناحها مباشرة و ضعفت صحتها كثيرا حتى اسقطها المرض و أصبحت طريحة الفراش تسكنها الحمى .
تفاجأ أهل منزل الحج قدرى صباح اليوم التالى بمرض زهرة الأصلان حين تفقدتها السيدة نعمة بعد أن تأخرت كثيرا عن ميعاد استيقاظها .. و قد طلب الجد عدم إخبار أصلان بعد أن طلبت زهرة ذلك من السيدة نعمة و أمر بإحضار الطبيب لها .. و قد لازمتها السيدة نعمة و أم أحمد و كذلك أسماء و سوما بالتناوب و لكن السيدة نعمة من كانت تنام بجوارها ليلا لرعايتها.
" فى جناح الأصلان "
زهرة ملازمة الفراش بسبب الحمى بجوارها سوما و أسماء تتحدثان بمواضيع مختلفة .

- السيدة نعمة و نظرها موجه ناحية زهرة :
مساء الخير يا بنات .
- سوما : مساء الخير يا ماما .



- أسماء بخفوت : مساء الخير يا ماما .
ولكن السيدة نعمة لم تعطى لها وجه و التفتت لسوما قائلة :
- روحوا أنتوا ناموا .. و أنا آعدة جنبها .

- ردت سوما مبتسمة :
خليكى أنتى أنهاردة يا ماما و أنا هنام جنبها .. و متقلقيش أنا
حافظة مواعيد دواها و لو فى حاجة هصحيكى.
- السيدة نعمة :
ﻷ .. روحوا أنتوا .. لو حصل حاجة هتتلبخوا ومش هتعرفوا
تتصرفوا .. و يلا بقى على أوضكوا.
ذهبت أسماء و سوما لغرفتهما تاركتين السيدة نعمة مع زهرة النائمة حاليا .. ولم تجد السيدة نعمة فى نفسها رغبة للنوم و اتخذت لنفسها مقعد بجانب الفراش و جلست عليه تتنهد على حال تلك الفتاة الرقيقة التى أصابها المرض بعد سفر ابنها و تتسآل هل يمكن أن يكون بسبب بعد ابنها عنها إلا 

أنها ابتسمت فى النهاية من سخافة تفكيرها دون أن تعلم أنها أصابت فى تفكيرها .. تفكيرها الذى انتقل تلقائيا لابنتها أسماء التى لا تسير على خطى أمها .. تلك الأم التى اهتمت بمنزل عائلة كبير لا يخلو من استقبال الضيوف و خمسة أبناء لها بالإضافة لسوما ابنة أخو زوجها منعم رحمه الله كذلك الجد و زوجته التى هى خالتها و مع ذلك لم تهمل زوجها و كانت قرة عين له إلا أنها لا تعلم ما بال ابنتها أسماء التى أصبحت لا تهتم إما لنفسها أو لزوجها أو ابنها بودة الذى يقضى معظم يومه مع نساء المنزل خاصة زهرة و سوما لذا هى فعليا ليس عليها أى ضغط ولكن تعلم أن ابنتها كما يقولون عنها " تغرق فى شبر ميه " .. ولكنها كأم تخاف على زواجها فهى تعلم أن ابن أختها محمد رجل مستقيم يحب ابنتها و لكن الإهمال يقتل الحب شىء فشىء .. ثم تعود بنظرها ثانية لزهرة فمن يرى جمالها و رقتها و رقيها و صغر سنها لا يصدق بإنها تحمل مسئولية هذا المنزل جانبا إلى جنب مع السيدة نعمة التى اتجهت فقط للإشراف و تحملت زهرة الجزء الأكبر مما جعلها تتيقن أن زهرة هى من ستمتلك زمام الأمور بالمنزل من بعدها .. فكم كانت تتمنى أن تشبه أسماء و سوما تلك الصغيرة التى لا توفر جهد فى الاهتمام بكل أفراد المنزل و بالأخص الأصلان الذى تجعله لا يحتاج أى شىء إلا منها فأصبح اعتماده كله عليها و أصاب الجد فى اختياره لها كزوجة لكبير العائلة بعده .. يعلم الله أنها تحبها كأبنة لها مثل سوما وأسماء وإسراء فتلك الفتاة الموجودة أمامها كثيرا ما تذكرها بنفسها حين دخلت هذا المنزل وهى فى سن السادسة عشر و كانت على قدر المسئولية التى ألقت بها خالتها عليها و كانت تتمنى أن تتشابه أسماء أو سوما معها و مع زهرة إلا أن الله سبحانه لم يرد ذلك .. كما تقدر كثيرا قيام زهرة بنصيحة إبنتيها و مساعدتهما فى مشكلاتهم بسبب سنهم المتقارب وكأن أفراد المنزل جميعا 

يكملون بعضهم البعض و هو الأمر الذى تتمناه هى والجد قبل كل شىء .. إلا أن ذلك لا يمنعها من القيام بواجبها كأم حتى النهاية بنصيحة أبنائها و تقويم أعوجاجهم حتى تعبر بهم للأمان و تكون أدت أمانتها أمام الله وأمام نفسها .. تنهدت السيدة نعمة للمرة التى لا تعلم عددها ثم استغفرت الله و اتجهت للنوم بجوار زهرة .

فى صباح اليوم التالى لسفر أصلان _ فى جناح الأصلان :
تقف السيدة نعمة و بجوارها أم أحمد و فى يدها صينية عليها طعام لزهرة طريحة الفراش .. تجلس سوما بجانبها و تحاول رفعها قليلا تعاونها السيدة نعمة التى تستمر بإفاقة زهرة بعد أن أهلكتها الحمى .. فقالت سوما :
- سوما :
ماما خلينا نديها الدوا عشان تفوق الأول .
- السيدة نغمة بحنق :
دوا إيه أنتى كمان .. مش لما تأكل الأول .. دى مأكلتش
حاجة من إمبارح .. تأكل حتى لو معلقتين شوربة وبعدين
نديها الدوا .
- أم أحمد :


لا حول ولا قوة إلا بالله .. إيه اللى صابك بس يا بنتى ..
دا سى أصلان هيزعل قوى .
- السيدة نعمة بنبرة شبه صارخة :
ﻷ يا أم أحمد الله يخليكى .. محدش يقوله حاجة لو اتصل .. و
أنتى كمان يا سوما نبهى على أسامة .
- سوما : مش هنعرفه إزاى بس يا ماما ؟
- السيدة نعمة :
يا بنتى أحنا كلنا جنبها .. و جوزها فى سفر لو عرف هيجى على ملا
وشه و دا طريق ماشى عليه أخاف يجراله حاجة ..
حتى زهرة الله يشفيها خافت عليه من الحكاية دى ووصتنى
ما أقولوش.
" صوت أنين خفيف "......... مرة .. إثنان .. ثلاثة ..

- السيدة نعمة تربت على وجنة زهرة :
زهرة .. زهرة يا بنتى .. أومى كلى وخدى الدوا .
- زهرة بصوت ضعيف :
مش قادرة يا ماما .
- أم أحمد : طاب إشربى الشوربة بس .
- زهرة : نفت برأسها .
-السيدة نعمة التى رأت شدة الوضع :
سوما روحى هاتى امبول السخونية .. نديها حقنة تنزل السخونية
و بعدين نحميها ونأكلها يا أم أحمد .
- أم أحمد : أنا بقول كده برده .




أعطت أم أحمد زهرة حقنة لخفض الحرارة و نزلت السيدة نعمة تتفقد الجد وأم أحمد كذلك تحمل الطعام ثانية للمطبخ تاركين سوما بجانب زهرة تتفقد حرارتها .. بعد أن أصرت زهرة على الجميع الذهاب لمزاولة أعمالهم و اتفقوا أن تبلغهم سوما عندما تنخفض حرارتها .. و قد اتجهت السيدة نعمة لغرفة الجلوس لتتحدث الى الجد فى بعض الأمور و لكن استوقفها رنين هاتفها .. و لم يكن المتصل سوى أصلان .. حدثته أمه بشكل عادى إلا أن الغير عادى هو انفجار ابنها ما إن ردت أمه عليه يسألها عن زهرة التى قلق عليها كثيرا فهى لا ترد على هاتفها .
- السيدة نعمة مرتبكة :
يا بنى زهرة كويسة .. دى .. دى .. تلاقيها نايمة ولا التليفون بعيد
عنها .
- أصلان الذى لم يصدق حديث والدته .. فزهرة دائما لا تفارقها أو فى
جناحها :
يا أمى ماهو مش معقول نايمة طول اليوم أو ناسية موبايلها
فى حتة لأنى منبه عليها متسيبهوش من إيدها.
- السيدة نعمة وقد ضاقت بها الحيلة :
جرا إيه يا أصلان .. مش كدا يا بنى .. خف على البت شوية ..
قولتلك محصلش حاجة .. شوية كده اتصل بيها وهى هترد عليك .



- أصلان الذى زاد قلقه على زهرته من نبرة أمه المرتبكة :
ال شوية دول مبيجوش من أمبارح .. معلش يا أمى شوفيها
فين واديلها تيليفونك انا هفضل معاكى على الخط مش هقفل .
- السيدة نعمة تنظر للجد الذى أستمع المكالمة كاملة بسبب صوت أصلان
العالى و لم تجد ما ترد به عليه ألا بعد أن أشار لها الجد أن تخبره بمرض
زهرة :
ما هو يا بنى مينفعش أديها التلفون أصلها .. أصلها نايمة فى أوضتها
إيه .. مينفعش أصحيها .. يا بنى أهدى بس أصلها تعبت شوية ..
إيه .. متقلقش كلنا جنبها محدش سايبها .. إيه .. ﻷ مفيش حاجة
وحشة دى بداية حمى .. شكلها خدت برد شديد .. نايمة والله لما
تصحى كده وتفوق هخليها تكلمك .. بس اللوقتى لسه واخدة
حقنة تنزل حرارتها و نامت تانى .. ﻷ متخفش إن شاء الله
حرارتها تنزل ..أ ااا .. آلو .. آلو .. أصلان .. أصلان .......

- الجد المتابع لحديث السيدة نعمة :
إيه .. قفل السكة ؟؟
- السيدة نعمة :
شكله كده .. لا حول ولا قوة إلا بالله .
- الجد : إيه يا نعمة .. قالك إيه ؟
- السيدة نعمة :
قال هيحاول ييجى فى أقرب وقت .
- الجد :
متقلقيش عليهم خليهم يتفاهموا مع بعض .. و انتى عارفة
إن روحهم فى بعض .. عشان كده خايف عليها .
- السيدة نعمة :
آه والله يا عمى .. أول مرة أشوفوا مخضوض كده .. ربنا يستر .



- الجد :
خير يا بنتى .........
- السيدة نعمة قلقة :
أصله الصراحة كان عصبى أوى .. خايفة عليها لما ييجى .
- الجد ضاحكا :
خايفة على زهرة من ابنك ؟
- السيدة نعمة موضحة :
أصلان دا نن عينى من جوا .. بس أنت عارف إنه شديد عليها ..
خايفة يأذيها من غير ما يحس .. و أنت عارف يا عمى البنت من غير
حاجة مش مستحملة .
- الجد مطمئنا السيدة نعمة :
ﻷ .. متخفيش عليها دا يحميها بروحه .. دى زهرته زهرة الأصلان .1

أما عند الأصلان الذى أنهى للتو محادثته مع والدته و قد سقط قلبه خوفا على زهرته .. يعلم الله أنه يشعر بشئ سىء و لكنه ظل يكذب نفسه ولم يتوقع أن يكون الشئ السىء لقطته .. تلك القطة التى أهملت صحتها بعد أن غادر على الرغم من إنه وعدها بالعودة فى أقرب فرصة .. يعلم هو أنها لا تتحمل بعده عنها كما يعلم الله وحده كم أنه لا يتحمل بعدها عن أحضانه .. و لما الكذب فهو اﻵخر لا ينفك يدخن السيجارة تلو الأخرى وقل طعامه فى مقابل زيادة أرقه وسوء مزاجه الذى عانى منه الجميع و كأن طبيعة جسده تمردت عليه .. و جاء له خبر مرضها كالقشة التى قسمت ظهر البعير فترك كل شىء فى مقابل الإطمئنان عليها و لحسن حظه أنه أنهى تقريبا كل عمله وترك الباقى لمحمد وتحت يده العمال بعد أن أبلغه بضرورة سفره على أن يلحقه بعد يومين الأمر الذى استقبله صديقه و زوج أخته بصدر رحب .

مرت ساعات النهار سريعا و حل الليل بعذابه لزهرة إلا أنه لم ينجح تلك الليلة فى عذاب زهرة فقد كانت متغيبة عن الوعى تقريبا معظم اليوم و خاصة ليلا بعد أن ارتفعت درجة حرارتها ثانية و لم تجد السيدة نعمة هى و أم أحمد بدأ من خفض حرارتها بالماء البارد .. و عندما نجحوا فى انهاضها تقريبا دخل عليهم حبيبها الأصلان فزعا من منظرها .. و كان خائفا عليها و لكن سرعان ما تغيرت ملامح وجهه إلى أقرب ما يكون من الوحشية عندما 



علم بقرب كشفها على أهل المنزل مما جعله يستوحش بشدة و لم يهتم بوجود أحد و انتزاعها من أيدى أمه و أم أحمد قبل أن يدخلوها لحمام الجناح و طلب منهم بصرامة مغادرته وهو يحملها بين يديه و رفض اعتراض أمه و أم أحمد كذلك رفض عرض مساعدة سوما وأسماء فانسحبت الواحدة منهن تلو الأخرى و لم يتحرك هو من مكانه يراقبهم بعين أصلان .

عند خروج آخر واحدة منهن من الجناح اتجه أصلان مسرعا إلى حمام جناحه و بين ذراعيه زهرته .. اجلسها على حافة حوض الاستحمام و أسند رأسها للحائط نظرا لانهاكها و انتزع كافة ملابسها كذلك قميصه و بقى بالبنطلون فقط .. حملها مرة أخرى و انزلها معه لحوض الاستحمام مجلسا إياها بين قدميه .. و قد وصل الماء البارد إلى مستوى معقول يمكنه من سكبه على جسدها كما يمسح به وجهها من آن إلى آخر حتى بدأت حرارتها بالانخفاض و هى منكمشة أكثر لصدره لشعورها ببرودة المياه .

اطمئن أصلان لبداية انخفاض حرارتها و بالتبعية إفاقتها و استمر بسكب الماء عليها بوتيرة أهدئ و منتظمة .. و أسندت هى رأسها إلى صدره بعد أن أدركت أن حبيبها يحتضنها من الخلف و زادت من ضم ظهرها لصدره مما جعل يديه تتخلفان عن سكب المياه على جسدها و اتجهت لملامسة جسدها تارة و التمسيد على شعرها تارة أخرى و اسند رأسه للخلف فى راحة لقرب تماثل قطته للشفاء ووجودها بين ذراعيه .. تركت يديه جزء جسدها الظاهر من الماء واتجهت إلى الجزء المغمور بالمياه وتمادت 


لمساته فى غياب وعى للعاشقين من النشوة حتى وصلت يديه لما تسبب بشهقتها الضعيفة و التفتت برأسها له ودفنته فى رقبته بعد أن زاد مما يفعله مغيبين عما حولهما و تحولت آناتها من آنات ألم إلى آنات أخرى نابعة من استمتاعها بما يحدث حتى أفاقهما صوت طرقات على باب المرحاض .. جعلته يعى على نفسه و يبتعد عنها برقة ويتمالك أنفاسه و تعى هى الأخرى على نفسها .. أجاب أصلان على الطارق الذى لم يكن سوى والدته بعد أن هدأ نفسه و عاد صوته و التى كانت تخبره بأنها وضعت ملابس زهرة على الفراش و كذلك طعام لهما ثم غادرت الجناح تترك لهم الخصوصية التى وعت على حرص أصلان عليها .

انهض أصلان زهرة من حوض الاستحمام برقة و لفها بالمنشفة وهى صامتة و لكنها أشارت له على ملابسه التى تبللت بالماء مما جعله ينتزعها ويكمل استحمامه ثم لف نفسه بمنشفة هو الآخر و حملها إلى الفراش ثم ساعدها فى ارتداء ملابسها التى سبق وحضرتها لها أمه كذلك أكمل ارتداء ملابسه التى تكونت من جلباب بيتى سماوى اللون و أسفله بنطلون من نفس لون الجلباب .. كما ساعدها كعادته بعد كل استحمام لهما فى تمشيط شعرها و تجفيفه بمجفف الشعر حتى لا تبرد كذلك حتى يشغلها بعد أن لاحظ احمرارها اللطيف منه بعد ما فعله معها فى حوض الاستحمام .. تناولت زهرة مع أصلان القليل من الطعام والشوربة كاملة ثم ساعدها فى تناول الدواء .. حملها إلى الفراش و استلقى جانبها يضمها له يطمئن نفسه أنها بخير و بعد أن ظلا على وضعهما فترة من الوقت انطلق يعاتبها عتاب الاحبة الخاص بها فقط
- كده رورو .. مش قولتلك تخلى بالك من نفسك .

ضمت نفسها له أكثر و لم ترد عليه فقد أخذتها مشاعرها لعالم آخر و جعلتها ذائبة بين ذراعيه لا تقوى حتى على الحديث و لكن تستمر فى ضم نفسها له فقط و تتنفس رائحته التى اشتاقت إليها كذلك هو يزيد من ضمها له حتى كاد يدخلها بين ضلوعه وتلك العاشقة لا تمانع كذلك يعاتبها وهو 


يتنفس رائحتها التى اشتاق إليها
- زعلان منك أوى رورو .
ثم رفع رأسها له يعاتبها بنظراته على إهمال صحتها و تسببها بالبعد بينهما و هو أكثر من مشتاق لقربها .. لم تتحمل نظراته ووجدت نفسها تضع شفتيها على شفتيه تقبله برقة و شوق واعتذار و قبلها بعتاب و شوق يبدو أنه سيطول .. يقبلها و تبادله ثم يفصل قبلتهما حتى تلتقط أنفاسها ثم يعاود تقبيلها و تبادله و يفصل قبلتهما حتى تلتقط أنفاسها و يعاود مرة و مرة ثم مرة حتى وجد أنه ينهار فى قربها مما جعله يبعد شفتيه عنها
- ﻷ رورو
- نظرت له الأخرى بحاجة يفهمها جيدا .
- فقال لها بنفاذ صبر عاشق : أنتى السبب .
- أصلااان.
- " هزها برقة لمرضها " :
لو قربت هتتعبى أكتر .. اسكتى رورو ونامى عشان تتحسنى .

- مش تعبانة .
- كدابة .
- لو تعبت هقولك .
- لأ " و هو يتمزق داخليا " .
و استمر الشد و الجذب بينهما برقة حبيبين و عاشقين إلى أن غلبهما شوقهما و انتصرت القلوب و اتحدت الشفاه فى لغة لا يفهمها سواهما خلطت بين المشاعر والحاجة والحب و الرغبة فى الاتحاد .. بهدوء شديد 


حتى لاتمرض و كثرت القبلات المتفرقة على سائر جسدها لتهدئة المشاعر الهائجة المتبادلة بينهما .. تتأوه تارة و تستمتع أخرى و تتلمسه ثالثة .. يتأوه تارة و يستمتع أخرى و يلمسها ثالثة حتى انتهت ليلتهما و قطته نائمة هانئة بين ذراعيه .

صباحا لم يقترب أى أحد من جناح الأصلان لعلمهم بوجوده داخل الجناح تحت تنبيهاته لأهل المنزل بعدم دخول جناحه طالما هو بداخله .. ينتظره الجد و السيدة نعمة بغرفة الجلوس حتى أستيقظ ظهرا يرتدى جلباب بيتى و مقبلا عليهم بنشاط و على شفتيه ابتسامة جعلت الجد والسيدة نعمة ممتنين لتلك التى مازالت بجناحها حتى الآن .
- أصلان : صباح الخير " مقبلا يد جده و أمه "
- الجد : صباح الخير يا بنى .
- السيدة نعمة : يسعد صباحك يا حبيبى .. إزى زهرة دلوقتى .
- أصلان بنظرات عاشقة لم تفت الجد والسيدة نعمة :
الحمد لله .. بقت كويسة .. اديتها الدوا و نامت تانى .
- السيدة نعمة :
طاب تحب أخلى حد من البنات يطلع يشأر عليها ؟؟
- أصلان منتفضا : لأ .
" لعلمه أن قطته مازالت عارية فى الفراش لا يسترها
إلا الغطاء "ثم نظر للسيدة نعمة المتعجبة من ردة فعله
و أكمل .. أنا كمان شوية هصحيها يكون الغدا جهز .. محدش



يدخل الأوضة .. " ثم أخفض عينيه "
- الجد الذى أدرك سبب رفض أصلان بخبث و يكتم ضحكته ثم قال مغيرا
الحديث :
سعاد كلمتنى امبارح و بتسلم عليكم ......

- السيدة نعمة بفرحة لسماع أخبار صديقتها و أخت زوجها رحمه الله :
و النبى صحيح يا عمى .. الله يسلمها .. هتيجى أمتى ؟..
أصلها أتأخرت أوى عن معاد كل سنة .
- الجد ضاحكا من لهفة نعمة على صديقتها :
اصبرى يا نعمة .. سعاد هتيجى أول الشهر .
- أصلان معلقا :
تيجى بالسلامة إن شاء الله .. يعنى بعد أسبوعين .
- الجد :
إن شاء الله .. متنسيش تحضري أوضة ليها هى و جوزها يا نعمة ..
و البت بوسى هتنام مع سوما و دولة هينام مع أسامة .
- السيدة نعمة التى استغربت كلام الجد فى ترتيب الأماكن لكثرة
الغرف بالمنزل :
ليه يا ................
" قاطع حديثها الحج قدرى "
- الجد بجدية شديدة :
ما هو فى نفس اليوم هيجى زاهر و صفصف و منير و مرته
و رائد و خطيبته .
- السيدة نعمة بمفاجأة :
هو رائد خطب ؟؟
- الجد بصرامة و غموض :
أيوه .. أمال أنتى فاكرة صفصف عملت الفلم اللى قلتلكوا عليه فى
بيت الحج حامد المنصورى ليه ؟ .. مش عشان تفركش الجوازة
و تخطبله البت دى اللى شكلها من عينتهامن غير حتى متقولنا
ولا تشورنا .
" أوشكت السيدة نعمة على الحديث إلا أن الجد قاطعها ثانية


بجدية شديدة "
اسمعونى .. زهرة متعرفش أن الست اللى عملت المشكلة لما روحنا نخطبها تبقى صفصف مرات زاهر.. ثم وجه حديثه ل أصلان متجهم الوجه وهو يعلم ما يفكر فيه و أكمل .. ولا هما كمان شافوا شكلها لأن فى الأعدة كان ضهرهم ليها .. يعنى زهرة سمعت كلام صفية و مشيت و محدش شافها غيرى يا أصلان اطمن .. و حاسب على الجوهرة اللى معاك يا بنى منهم .. و البنت طيبة بتحبك و بتموت فى التراب اللى يتمشى عليه .. دى مستحملتش تغيب عنها يومين ولا كلت ولا شربت لحد ما أنت جيت .

- أصلان :
مقدرش أزعلها دى روحى يا جدى .. بس غصب عنى كل ما أتصور
أنها كانت ممكن تبقى من نصيب رائد بحس بخنقة وضيق شديد ..
الحمد لله .
- الجد متنهدا :


ربنا يخليكوا لبعض يا بنى .. و يرزقكوا بالخلف الصالح .

- السيدة نعمة و أصلان : اللهم آمين .
- الجد أكمل حديثه :
أنا عارف دماغ صفية مرات زاهر .. هى صممت تيجى فى الوقت ده
بالذات ليه .. عاوزة تورينا البت خطيبة زاهر و تمد لسانها لينا .. وتقول
أدينى خطبتلوا اللى على مزاجى وكسرت كلمتكوا و جبت واحدة أحسن
من اللى انتوا أختارتوها لابنى .. بس مش ده اللى أنا خايف منه .. اللى خايف منه هو لما
يشوفوا زهرة .. و طبعا مش هوصيكوا تاخدوا بالكوا منها و متتسبش لواحدها أبدا فاهمانى يا نعمة .
- السيدة نعمة التى شعرت بالفخر لأن زهرة كنتها و أن صفصف لن تأتى 


لابنها من هى أحسن نسبا أو أخلاقا أو أجمل من زهرة .. ابنها الذى لطالما تفاخرت به و قارنت بينه و بين أصلان ابنها بل و سخرت منه أيضا لأنه اختار دخول كلية الزراعة بدلا من أحد كليات القمة ليرضى جده :
إن شاء الله يا عمى.
- الجد :
أصلان وصى الرجالة يدبحوا عشان الأكل .
- أصلان :
حاضر يا جدى متوصيش حريص .. دى عمتى الغالية و البت بوسى الهبلة .

ضحك الكل على حديث أصلان الذى يعلم الجميع بمعزته لبوسى التى سميت على اسم أخته بثينة .


مرت عدة أيام و جدت مشاكل بالعمل مرة أخرى اضطررت أصلان أن يخالف وعده ويسافر ثانية بمفرده لمدة يومين .. يصادف يوم وصوله وصول أولاد الحج قدرى سعاد و زاهر .. لذا اضطر أصلان أن يسافر بمفرده و ترك الأمور تحت إشراف أسامة و محمد .. و قبل سفره أوصى قطته أن تهتم بصحتها جيدا حتى لا يغضب منها كما تهتم بطعامها .. أما زهرة فوعدته مع كثير من القبلات ألا تهمل نفسها و أن تكون بانتظاره و هى بكامل صحتها .. و حرصت على الرغم من روحها التى غادرت معه أن تكون على قدر المسئولية .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-