روايات حديثة

رواية الداغر الحلقة الخامسة

الحلقة 5. خطر

بمنزل داغر

حنان بقلق : قولى يا ابني ايه اللى حصل و خلاه بالمنظر ده .... من ساعة ما جيتو من برة و هو فى اوضته قافل على نفسه زي ما انت شايف ... ده بقاله تلات ساعات حابس نفسه فيها

وجهت حديثها نحو رامي القابع امامها يحاول طمأنتها على حال صديقه و ابن خالته لكن .... هل يهدأ باله هو نفسه ؟؟؟؟؟ ... يتذكر منذ تفوه ذاك الرجل بأن تاج تكون ابنة الحسيني و هو هاديء بشكل مريب ..... اطلق صراحه بعد ما حدث لينصرف الشاب فوراً فى حين بقى الاخر على صمته طوال الطريق الى هنا ........ بماذا يفكر و الى اين اهتدى بتفكيره ؟ لا يعلم

تنهد بقورة ليجيب خالته

رامي بهدوء مصطنع : متقلقيش يا خالتي مشكلة و هتتحل بس انتى عارفة ابنك بيكبر المواضيع

حنان : بس ياابني ده آ...........

قاطعها خروج داغر من غرفته لتتعلق الانظار به بقلق و توتر فى حين كانت ملامحه جامدة كالمعتاد .... توجه نحو والدته ليميل عليها مقبلاً رأسها بحنان

داغر : متقلقيش يا ست الكل ... كل حاجة تمام ..... مشكلة بس و كنت عايز اهدي عشان الاقي ليها حل و لقيته خلاص

ربتت على يده الموضوعة على كتفها لتردف بهدوء

حنان : ربنا يريح بالك يا ابنى .... ثم وجهت نظرها نحو رامي هاتفة بحب ..... انا هقوم احضرلكم الغدا .... ولا يا رامي خليك اتغدى معانا متمشيش

رامي بمرح : امشي و فى اكل ؟؟؟؟ انتى تعرفى عنى كده برضو

اجابته بإبتسامة ومن ثم نهضت لتتركهم بمفردهم

توجه داغر ليستلقي بتعب على احدى الارائك فى حين هتف رامي بقلق

رامي : نويت على ايه ؟

داغر بهدوء : فى ايه ؟

رامي : موضوع البت دي ؟؟

داغر : تاج ؟ مالها ؟

رامي بعصبية : داغر متجننيش ... انت عارف اقصد ايه .... اوعى .. اوعى يا داغر تكون بتفكر انك تأذيها عشان ابوها و اللى عمله

داغر بتهكم : أأذيها ؟ ......... شكلك بتتفرج على افلام كتير و جو الانتقام ده لاحس عقلك

رامي بقلق و خوف : امال ؟ ناوي تقتلها على طول ؟

اتسعت حدقتا داغر بدهشة قبل ان يحرك رأسه يميناً و يساراً بيأس

داغر : انت يا ابني الدراما مأثرة عليك جامد ... لازم تشوفلك حل فى الموضوع ده ... تنهد قبل ان يردف بهدوء ..... كل الحكاية انى هكمل حمايتي ليها و اهو تبقى تحت عيني يمكن توصلنى لحاجة بخصوص شريك ابوها

تنهد رامي براحة ليردف

رامي بتفكير : تفتكر ممكن ؟

داغر : ليه لأ .... طالما هى تبقى بنت الحسيني يبقى مش مستبعد انها تعرف شريكه .. المشكلة بس انها مش فاكرة حاجة للاسف

رامي : و لو افتكرت ؟

داغر بتفكير : يبقى وقعنا على كنز ..... و هتبقى الحكاية مفهومة

رامي بدهشة : حكاية ايه ؟

شرد الاخر لفترة قبل ان يجيب بغموض

داغر بشرود : حكاية الاحلام

مرت فترة امتنع فيها عن زيارتها لتظل شاردة وحيدة بغرفتها و يعود الحال كما كان فى السابق .... هدوء و ملل وتجاهل لما حولها ..... حتى الطعام اكتفت بالقليل منه على غير عادتها .. اسبوع كامل مر دون رؤيتها له ...... هل نساها ام يتهرب من وعده لها ....... هذا ما كانت تفكر به طوال فترة غيابه .......... قطع شرودها ذاك دلوف شخص ما الى حجرتها لتلتفت نحو الباب بلهفة ظناً منها انه هو .. لكن و كالعادة يخيب املها .....

تقدم شرف الدين نحو الفراش بخطوات بطيئة ليجلس امامها قائلاً بإبتسامة حنونة

شرف الدين: صباح الخير يا تاج ..... ايه الاخبار النهاردة ؟ لسة زعلانة برضو

تجاهلت حديثه و ظلت على شرودها ليتنهد بتعب

شرف الدين: و بعدين معاكي يا تاج هتفضلي كده لحد امتى ؟ عاجبك قعدتك هنا بالمنظر ده و انتى الحل فى ايدك ..... ثم اردف بمكر ....... فكرك هو فرحان بيكي كده

حركت بؤبؤ عينيها بإهتمام اثر ذكره لتلفت نحو شرف الدين تراقبه بإهتمام ليكمل هو قائلاً

شرف الدين: ايوة اقصد داغر ...... فكرك ايه اللى هيخليه يسيب شغله و حياته و يجي يزورك هنا ..... ليه متفكريش بذكاء و تشوفي ايه الحل اللى يخليكي تجذبي اهتمامه و تخليه يهتم بيكي و ميسبكيش بالمنظر ده

طالعته بتساؤل

شرف الدين: تتكلمى ..... تخرجى من المكان المريض ده .... انتى سليمة مش مريضة عشان تتحبسي هنا ... لازم تتكلمى و تخرجى و تعيشي حياتك ... لازم تخدي فرصتك يا تاج .... ده حقك ومش لازم ابداً تتنازلى عنه مهما حصل

لحظات امتدت لدقائق تليها اخرى ظلت على صمتها فى حين كان يطالعها بإهتمام ظناً منه انها ستمتثل لأمره لكن طال انتظاره دون جدوى ليتنهد بتعب و يتحرك متجهاً الى الخارج

بعد خروجه من الغرفة و توجهه للمرورعلى باقى مرضاه سمع صراخ يصدر من غرفتها....... تيبست قدماه دهشةً لسماعه هذا الصراخ و قلقاً من سببه .. ليتحرك سريعاً نحو مصدر الصوت و الذي ما كان سوى غرفتها .... قطع الممر بطوله ركضاً ليسمع صرختها التالية و تلك المرة هتفت إسمه بعذاب

تاج : داااااااااااغر

بعد ساعة نرى افراد حراستها يقفون منكسي الرأس فى حين كان هو فى اقصى حالات غضبه و سخطه ... يصرخ بهم

داغر : يعنى اييييييه اللى حصل ده ........... مشغل شوية بقر معايا ...... عايز افهم يعنى ايه مش لاقينها ..... سايبة هي ولا ايه

احد الحرس : يا باشا .. الدكتور كان عندها فقولنا الوضع امان مفيش دقيقتين روحنا ناكل اى حاجة تسندنا بقية اليوم لقينا اللى حصل ده .... قلبنا المستشفى عليها لكن مش باينلها اى اثر

داغر موجهاً حديثه للامن الخاص بالمشفى: و كاميرات المراقبة ؟

افراد الامن : كانت متوقفة الفترة دي عن العمل بفعل فاعل

داغر بغضب مخيف و صراخ : لا دي متظبطة بقى ..... انا عايز افهم انتو ازاى مُكلفين بحمايا المرضى ...... بقى هى دي المستشفيات اللى بيتدفع فيها فلوس قد كده ..... ده انا هوديكو فى ستين داهية

احدى العمال بغيظ : اذا كان البوليس نفسه معرفش يحميها .. امن المستشفى هيعرف

داغر بسخط : مش شغلك يا روح امك .. تحب تشرف عندنا و تشوف شغلنا بنفسك ...... اتلم يلاااا .... ثم اردف بصراخ موجهاً حديثه للعاملين المتجمهرين حوله ....... وكل واحد يحط جزمة فى بوقه و يروح يشوف شغله ..... و اللى عنده اي حاجة يضيفها او شافها بالصدفة تخص المريضة اللى اتخطفت يحصلنى على الدكتور بتاعها ......... ظل الجميع بمكانهم ليعيد قائلاً ...... اتحركوا احسن و رحمة ابويا تشوفو منى ايام سودة

تحرك الجميع منصرفاً لاتمام عملهم فى حين القى هو نظرة اخيرة نحو افراد الحراسة

داغر : هتتحولو للتحقيق فوراً و اعتبرو نفسكم يا موقوفين عن العمل يا مفصولين .... و ياويلكو لو البت مظهرتش خلال النهاردة او بكرة بالكتير ... انا اللى هتصرف معاكم بمعرفتي

اومأوا جميعاً له ليذفر بضيق و من ثم تحرك متوجهاً نحو غرفة الطبيب

عند شرف الدين


دلف الى الداخل ليراه يجلس منكس الرأس حزين ..... تنحنح داغر ليلفت انتباهه لوجوده فرفع شرف الدين رأسه ناحية الصوت و نهض فجأة

شرف الدين بإهتمام : داغر باشا .... فيه جديد ؟

تنهد داغر بعمق قبل ان يومأ بالنفى ومن ثم تحرك نحو احد المقاعد امام المكتب يجلس عليه ليفعل شرف الدين المثل

داغر : ملهاش اى أثر .... انا مش فاهم حاجة زى دى ازاى تحصل فى عز النهار و عيني عينك كده ... والبقر اللى بيحرسوها كانو فين ساعتها مش فاهم

شرف الدين: كل حاجة بنعملها فيها نسبة خطأ و حاجة زى دى وارد انها تحصل ... انا بس كل قلقي عليها لأنى عارف ان اللى عمل كده و خطفها هيأذيها ... و اللى حصل من يومين يثبت ده

داغر بغموض : تقصد موضوع الدوا اياه ؟

اومأ الاخر ليردف

شرف الدين: البنت اللى انتحلت شخصية ممرضة هنا و دخلتلها كانت على وشك انها تديها دوا بيؤدي لاضطراب فى الذاكرة و فى حالة تاج كان هيمنع اى استعادة لذكرياتها السابقة وده حصل بعد ما بلغتنى انك لاحظت انها بدأت تتذكر بعض الاشخاص و الاحداث اللى مرت بيها

داغر بتفكير : قصدك اللى عمل كده من يومين و اللى خطفها النهاردة عايز انها متفتكرش حاجة .... يعنى وجودها خطر عليه

اومأ شرف الدين بهدوء ليكمل داغر متسائلاً

داغر : طب و هي حالتها ايه ؟ يعنى لو اللى خطفها لسة عايزها عايشة هل مرضها ممكن يأثر على حياتها

شرف الدين : لا ... و ده اللى مطمنى شوية ... العلاج اللى كانت بتاخده انتهى من فترة لأنها شبه اتعالجت من مرض النوم فمبقتش محتاجاه و كان انتظارنا بس انها تتكلم و بكده هيكون كورس العلاج انتهى .... ثم اردف بإبتسامة صغيرة يشوبها الحزن و الحسرة .... عارف ... اخر خطوة فى علاجها تمت خلاص ... ساعة ما حصل اللى حصل انا سمعت صوتها بتصرخ ... بإسمك

داغر بدهشة : تقصد انها .......

اومأ شرف الدين

شرف الدين بإبتسامة : ايوة اتكلمت خلاص ... يعنى مبقاش فى اى داعي لرجوعها هنا حتى لو حصل و وصلتلها

بفيلا ظافر البشري

هب ظافر من جلسته يضرب بكفيه على مكتبه صارخاً

ظافر بغضب : يعنى ايه اتخطفت ...... و بعدين مين اللى هيفكر يخطفها ولا يجي جنبها ... هو لعب عيال و لا ايه ... ثم فين الحمير اللى مُكلفين بمراقبتها ... ايه مشغل معايا شوية عيال

نضال بتوتر : يا باشا محدش توقع ان ده يحصل و بعدين هى مين اللى هيفكر يئذيها يعنى .... ده غير مراقبتنا ليها كان فيه حراسة تبع البوليس متمسمرين قدام اوضتها .... ده معناه ان اللى عملها مش سهل

ظافر بغضب و ثورة : سهل و لا صعب ميخصنيش ... البت ترجع احسن ما كلكو هتروحو ورا الشمس فااااهم ..... انا كنت عارف انها مكنش ينفع تفضل عايشة بس شورتك المهببة

نضال : يا باشا هى كانت مكسب لينا ساعة ما.......

ظافر مقاطعاً : كاااانت ... كانت ومن ساعة اللى حصل و هى ورقة محروقة خلاص و كان لازم نخلص منها ... بس ملحوقة

نضال بشك : قصدك ايه يا باشا ؟

ظافر بغموض : نلاقيها بس و هتعرف قصدي .... ثم عاود الجلوس مرة اخرى ليردف بعملية ..... الشحنة وصلت ؟

نضال بتوتر : وصلت ياباشا بس ......

ظافر : بس ايه ؟

نضال : فى بنتين هربو

ظافر بصراخ : نعم يا خويا ... يعنى ايه هربو .... هو يوم باين من اوله ... هربو فين و ازاى ؟

نضال : بنتين حاولو يهربو بس لحقناهم ياباشا لكن العيال الاغبية ضربوهم بالنار

ظافر بشراسة : موتوهم ... الاغبية ولاد ال***** ... كنت بلاقيهم فى الشارع انا و لا ايه ... وبعدين عز عمل ايه ؟

نضال : ولا حاجة ... هو يقدر يفتح بوقه معانا اصلاً .. وبعدين ما انت عارفو .. اهم حاجة عنده مزاجه و البنات المرة دى كانو متنقيين على الفرازة

ظافر بتنهيدة : حظنا حلو انهم تبع شحنة عز والا كنا روحنا فى سين و جيم ..... نهايته .. خلى بالك من الجو اليومين دول ... خطف تاج مش فى صالحنا ... لو البت دي افتكرت اى حاجة هنروح كلنا فى داهية

نضال بتوعد : تمام يا باشا .... انا مش هيغمضلى عين الا لما الاقيها و اجيبها تحت رجليك.. تطلب السماح و العفو منك

ظافر بتبرم و قلق : لما نشوف

بمنزل داغر

دلف الى المنزل لتستقبله والدته بقلق

حنان : اخيراً وصلت ... ممكن تفهمنى بقى ايه اللى بيحصل و فى ايه مخبيه عليا ؟

تحرك داغر متجاوزاً والدته ليرتمي بتعب على احدى الارائك

داغر : ايه اللى حصل يا امى ومالك قلقانة ليه ؟ قوليلى صحيح ايه الاحوال هنا ؟

حنان : الاحوال زي ما سبتها ... و قلقانة عشان حالك مش عاجبني و تصرفاتك الاخيرة تقلق .... والنهاردة ممكن افهم ايه اللى بيحصل و مش بترد على تليفونات ابن خالتك ليه ... ده مصدعنى ... " داغر وصل يا خالتى ؟" " داغر كلمك يا خالتى؟ " " امانة عليكي تخليه يكلمنى اول ما يوصل " .... وبعدهالك يا ابني اخرتها ايه

داغر بتصميم : اخرتها عدل و راحة يا امى ... اخرتها حق بيرجع لصحابه

حنان : يا ابنى ........

داغر مقاطعاً : متقلقيش يا امى ... انا ..........

قاطع حديثه رنين هاتفه و بنفس الوقت رنين جرس منزلهم لتتحرك والدته لفتح الباب فى حين هو كان يجيب هاتفه

داغر : الو ... ايوة ياباشا تحت امرك .... الوضع تحت السيطرة و احنا شغالين يا افندم ..... تمام تمام .. اى جديد هبلغ بيه حضرتك ... مع السلامة يا افندم

انهى الاتصال يذفر بضيق ليجد رامي يدلف حيث يجلس ... يهتف بغضب و قلق

رامي : تصدق انك بنى ادم معندكش ريحة الدم ... سايبنى داير على كعوب رجليا ادور عليك من المكتب للمستشفى لهنا ... ممكن افهم حضرتك مش معبرني و لا بترد على مكالماتى ليه ؟

تأفف داغر لينهض متجهاً نحو غرفته هاتفاً

داغر : مشغول

تحرك رامي يتبعه

رامي : مشغول ؟؟؟ يخربيت برودك يا اخى بس هقول ايه .... ها عملت ايه فى موضوع البت دى ... سمعت انها اتخطفت و .........

قطع حديثه دلوفه لغرفة داغر و رؤيته لها ... هى تستلقى بهدوء على الفراش تبدو مستغرقة فى النوم بشدة لتتسع حدقتاه و تخرج منه شهقة تنبه لها داغر ليقلب عيناه بتملل و من ثم اخذ ملابسه و سحب ابنة خالته معه الى خارج الغرفة نحو عرفة اخرى فارغة

ظل رامى على وضعه ليرفع يده بدهشة مشيراً الى غرفته و عيناه لا تحيد عن بابها المغلق

رامي بتلعثم: دي ... دي ................ دي هي

اومأ داغر بهدوء ومن ثم شرع بتبديل ملابسه

رامي : دي البت بتاعة المستشفى .. اللى اتخطفت

داغر : ايوة هي

نقل نظراته الحائرة نحو داغر ليردف بدهشة

رامي بحيرة : ايوة هي ؟؟؟؟ و دي بتعمل ايه فى اوضتك ان شاء الله .. لا و على سريرك كمان.... هى مش كانت مخطوفة

انتهى داغر من ارتداء التيشرت المنزلى خاصته ليردف بهدوء و ابتسامة واسعة

داغر

دلف الى الداخل ليراه يجلس منكس الرأس حزين ..... تنحنح داغر ليلفت انتباهه لوجوده فرفع شرف الدين رأسه ناحية الصوت و نهض فجأة

شرف الدين بإهتمام : داغر باشا .... فيه جديد ؟

تنهد داغر بعمق قبل ان يومأ بالنفى ومن ثم تحرك نحو احد المقاعد امام المكتب يجلس عليه ليفعل شرف الدين المثل

داغر : ملهاش اى أثر .... انا مش فاهم حاجة زى دى ازاى تحصل فى عز النهار و عيني عينك كده ... والبقر اللى بيحرسوها كانو فين ساعتها مش فاهم

شرف الدين: كل حاجة بنعملها فيها نسبة خطأ و حاجة زى دى وارد انها تحصل ... انا بس كل قلقي عليها لأنى عارف ان اللى عمل كده و خطفها هيأذيها ... و اللى حصل من يومين يثبت ده

داغر بغموض : تقصد موضوع الدوا اياه ؟

اومأ الاخر ليردف

شرف الدين: البنت اللى انتحلت شخصية ممرضة هنا و دخلتلها كانت على وشك انها تديها دوا بيؤدي لاضطراب فى الذاكرة و فى حالة تاج كان هيمنع اى استعادة لذكرياتها السابقة وده حصل بعد ما بلغتنى انك لاحظت انها بدأت تتذكر بعض الاشخاص و الاحداث اللى مرت بيها

داغر بتفكير : قصدك اللى عمل كده من يومين و اللى خطفها النهاردة عايز انها متفتكرش حاجة .... يعنى وجودها خطر عليه

اومأ شرف الدين بهدوء ليكمل داغر متسائلاً

داغر : طب و هي حالتها ايه ؟ يعنى لو اللى خطفها لسة عايزها عايشة هل مرضها ممكن يأثر على حياتها

شرف الدين : لا ... و ده اللى مطمنى شوية ... العلاج اللى كانت بتاخده انتهى من فترة لأنها شبه اتعالجت من مرض النوم فمبقتش محتاجاه و كان انتظارنا بس انها تتكلم و بكده هيكون كورس العلاج انتهى .... ثم اردف بإبتسامة صغيرة يشوبها الحزن و الحسرة .... عارف ... اخر خطوة فى علاجها تمت خلاص ... ساعة ما حصل اللى حصل انا سمعت صوتها بتصرخ ... بإسمك

داغر بدهشة : تقصد انها .......

اومأ شرف الدين

شرف الدين بإبتسامة : ايوة اتكلمت خلاص ... يعنى مبقاش فى اى داعي لرجوعها هنا حتى لو حصل و وصلتلها

بفيلا ظافر البشري

هب ظافر من جلسته يضرب بكفيه على مكتبه صارخاً

ظافر بغضب : يعنى ايه اتخطفت ...... و بعدين مين اللى هيفكر يخطفها ولا يجي جنبها ... هو لعب عيال و لا ايه ... ثم فين الحمير اللى مُكلفين بمراقبتها ... ايه مشغل معايا شوية عيال

نضال بتوتر : يا باشا محدش توقع ان ده يحصل و بعدين هى مين اللى هيفكر يئذيها يعنى .... ده غير مراقبتنا ليها كان فيه حراسة تبع البوليس متمسمرين قدام اوضتها .... ده معناه ان اللى عملها مش سهل

ظافر بغضب و ثورة : سهل و لا صعب ميخصنيش ... البت ترجع احسن ما كلكو هتروحو ورا الشمس فااااهم ..... انا كنت عارف انها مكنش ينفع تفضل عايشة بس شورتك المهببة

نضال : يا باشا هى كانت مكسب لينا ساعة ما.......

ظافر مقاطعاً : كاااانت ... كانت ومن ساعة اللى حصل و هى ورقة محروقة خلاص و كان لازم نخلص منها ... بس ملحوقة

نضال بشك : قصدك ايه يا باشا ؟

ظافر بغموض : نلاقيها بس و هتعرف قصدي .... ثم عاود الجلوس مرة اخرى ليردف بعملية ..... الشحنة وصلت ؟

نضال بتوتر : وصلت ياباشا بس ......

ظافر : بس ايه ؟

نضال : فى بنتين هربو

ظافر بصراخ : نعم يا خويا ... يعنى ايه هربو .... هو يوم باين من اوله ... هربو فين و ازاى ؟

نضال : بنتين حاولو يهربو بس لحقناهم ياباشا لكن العيال الاغبية ضربوهم بالنار

ظافر بشراسة : موتوهم ... الاغبية ولاد ال***** ... كنت بلاقيهم فى الشارع انا و لا ايه ... وبعدين عز عمل ايه ؟

نضال : ولا حاجة ... هو يقدر يفتح بوقه معانا اصلاً .. وبعدين ما انت عارفو .. اهم حاجة عنده مزاجه و البنات المرة دى كانو متنقيين على الفرازة

ظافر بتنهيدة : حظنا حلو انهم تبع شحنة عز والا كنا روحنا فى سين و جيم ..... نهايته .. خلى بالك من الجو اليومين دول ... خطف تاج مش فى صالحنا ... لو البت دي افتكرت اى حاجة هنروح كلنا فى داهية

نضال بتوعد : تمام يا باشا .... انا مش هيغمضلى عين الا لما الاقيها و اجيبها تحت رجليك.. تطلب السماح و العفو منك

ظافر بتبرم و قلق : لما نشوف

بمنزل داغر

دلف الى المنزل لتستقبله والدته بقلق

حنان : اخيراً وصلت ... ممكن تفهمنى بقى ايه اللى بيحصل و فى ايه مخبيه عليا ؟

تحرك داغر متجاوزاً والدته ليرتمي بتعب على احدى الارائك

داغر : ايه اللى حصل يا امى ومالك قلقانة ليه ؟ قوليلى صحيح ايه الاحوال هنا ؟

حنان : الاحوال زي ما سبتها ... و قلقانة عشان حالك مش عاجبني و تصرفاتك الاخيرة تقلق .... والنهاردة ممكن افهم ايه اللى بيحصل و مش بترد على تليفونات ابن خالتك ليه ... ده مصدعنى ... " داغر وصل يا خالتى ؟" " داغر كلمك يا خالتى؟ " " امانة عليكي تخليه يكلمنى اول ما يوصل " .... وبعدهالك يا ابني اخرتها ايه

داغر بتصميم : اخرتها عدل و راحة يا امى ... اخرتها حق بيرجع لصحابه

حنان : يا ابنى ........

داغر مقاطعاً : متقلقيش يا امى ... انا ..........

قاطع حديثه رنين هاتفه و بنفس الوقت رنين جرس منزلهم لتتحرك والدته لفتح الباب فى حين هو كان يجيب هاتفه

داغر : الو ... ايوة ياباشا تحت امرك .... الوضع تحت السيطرة و احنا شغالين يا افندم ..... تمام تمام .. اى جديد هبلغ بيه حضرتك ... مع السلامة يا افندم

انهى الاتصال يذفر بضيق ليجد رامي يدلف حيث يجلس ... يهتف بغضب و قلق

رامي : تصدق انك بنى ادم معندكش ريحة الدم ... سايبنى داير على كعوب رجليا ادور عليك من المكتب للمستشفى لهنا ... ممكن افهم حضرتك مش معبرني و لا بترد على مكالماتى ليه ؟

تأفف داغر لينهض متجهاً نحو غرفته هاتفاً

داغر : مشغول

تحرك رامي يتبعه

رامي : مشغول ؟؟؟ يخربيت برودك يا اخى بس هقول ايه .... ها عملت ايه فى موضوع البت دى ... سمعت انها اتخطفت و .........

قطع حديثه دلوفه لغرفة داغر و رؤيته لها ... هى تستلقى بهدوء على الفراش تبدو مستغرقة فى النوم بشدة لتتسع حدقتاه و تخرج منه شهقة تنبه لها داغر ليقلب عيناه بتملل و من ثم اخذ ملابسه و سحب ابنة خالته معه الى خارج الغرفة نحو عرفة اخرى فارغة

ظل رامى على وضعه ليرفع يده بدهشة مشيراً الى غرفته و عيناه لا تحيد عن بابها المغلق

رامي بتلعثم: دي ... دي ................ دي هي

اومأ داغر بهدوء ومن ثم شرع بتبديل ملابسه

رامي : دي البت بتاعة المستشفى .. اللى اتخطفت

داغر : ايوة هي

نقل نظراته الحائرة نحو داغر ليردف بدهشة

رامي بحيرة : ايوة هي ؟؟؟؟ و دي بتعمل ايه فى اوضتك ان شاء الله .. لا و على سريرك كمان.... هى مش كانت مخطوفة

انتهى داغر من ارتداء التيشرت المنزلى خاصته ليردف بهدوء و ابتسامة واسعة

داغر : ايوة ما هو انا اللى خطفتها

...........................

يتبع ..............
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-