روايات حديثة

رواية الداغر كاملة جميع الاجزاء بقلم اسماء الاباصيري

المقدمة :

ظلت على وضعيتها تلك حتى سمعت رنين جرس المنزل يتعالى بأرجائه .... نهضت جالسة تفكر بتوتر بما يتوجب فعله فداغر بعمله فى حين والدته تنام بعد تناولها لدوائها لذا من الصعب ايقاظها و هى ... هى وحدها ولا يجب ان يراها اياً كان

تحركت لخارج الغرفة متجهة نحو الباب لتنظر خلال العين السحرية فترى رامي يقف مستنداً بتعب على الحائط .... اضطربت لدقائق تفكر بما عليها فعله قبل ان تهم بفتح الباب

لحظات شعر بعدها بفتح الباب ليهتف دون رفع رأسه

رامي : خالتى الله يهديكي انا كويس مفييش حاجة ده جرح بسيط فمتعمليش هيصة

لم يلقى الرد المتوقع من جهة خالته ليرفع رأسه فيراها تقف امامه مُحدقه به بأعين متسعة و فم مفتوح

ابتسم على هيئتها تلك و حاول الاعتدال بوقفته لكن أنة ألم خرجت منه و أوشك على السقوط أرضاً .. و كرد فعل طبيعي تحركت تسنده مانعة اياه من السقوط ليرفع نظره نحوها هاتفاً بألم

رامي : فين خالتي؟

هي بتوتر و تعلثم : ن ن ..... نايمة

رامي : و ابن خالتي ؟

هي : فى الشغل

سمعته يشتم بلفظ احمرت وجنتاها بسببه ومن ثم أردف بصعوبة

رامي : طب انا محتاج بس علبة الاسعافات اللى هنا عشان معنديش فى البيت

و من ثم اعتدل بوقفته مبتعداً عنها مكملاً

رامي : ممكن تدخلي تجيبهالي من جوة

ظلت على وقفتها تحدق به للحظات ... ترددت اكثر من مرة قبل ان تهتف اخيراً

هي : ممكن تدخل جوة و اساعدك

نظر نحوها بدهشة

رامي : انتي ؟ تساعديني؟

اومأت بهدوء لتردف

هي : انا شوفت الممرضة قبل كده بتساعد واحد كان مصاب زيك

ثم توجهت نحوه مرة اخره تسنده و تدخله الى المنزل فى حين كان هو مذهولاً من تصرفها فهى الخجولة الانطوائية تقدم له العون ؟؟؟؟

نجحت فى ايصاله الى الاريكة ليستقر فوقها فى حين هي و بدون كلمة تحركت من امامه و غابت فترة لتعود بعدها تحمل صندوق الاسعافات ومن ثم اقتربت منه و بدأت بحل ازرار قميصه لتتسع عيناه فجأة و يقفز مبتعداً عنها

رامي : انتى ... انتى بتعملى ايه؟

تاج ببراءة و تلقائية : بقلعك القميص

رامي بدهشة : نعم يا اختى بتقلعيني القميص .... بقولك ايه كله الا كده ... انا من ساعة ما شوفتك و انا مش مرتحلك اصلاً ... الزمى مكانك انا محجوز

هي بتساؤل : محجوز ؟؟؟

رامي: ايوة لريم .... هى كلها سنة و نتجوز

شهقة صغيرة خرجت منها عند ادراكها لمقصده وما اقدمت على فعله لتعتري وجنتاها حمرة الخجل

هي : انا .. انا مقصدتش اللى فهمته .. انا و الله كنت عايزاك تقلعه عشان اعالج جرحك بس

رامي بغباء : جرحى؟

هي : ايوة

تنهد بأرتياح ليتهاوي مرة اخرى على الاريكة و هم بخلع قميصه فى اشارة منه لتكمل ما تريد

بدأت بمداواته .. تركز عيناها على جرحه فى حين كان هو يراقبها بتمعن

استغرقت بضعة دقائق لتنتهي اخيراً مما تفعل و ترفع رأسها نحوه فتراه ينظر نحوها

ابتعدت عنه بخجل تلملم الادوات مرة اخرى بالحقيبة ليردف هو

رامي : ليه ؟

نظرت نحوه بتساؤل ليعيد حديثه قائلاً

رامي : ليه ساعدتيني ؟... اللى اعرفه عنك انك مش بتتعاملى مع اى حد غير خالتى و ::::: ما هما الا استثناء مش اكتر

هي بتوتر : وانت صاحبة و قريبه

رامي : يعنى عشان انا صاحبة و قريبه ساعدتيني

اومأت بهدوء

رامي : يعنى هو مهم بالنسبالك و اى حاجة تخصه تهمك انتى كمان

اومأت مرة اخرى ليكمل بخبث

رامي : قوليلي ... هو يبقى بالنسبالك ايه ؟

لم تنتظر لحظة لتفكر بما تجيب بل اردفت فوراً

هي بإبتسامة : كل حاجة

رامي : كل حاجة؟ ... يعنى ايه ؟

هي ببراءة و حالمية : يعنى كل حاجة.... كل حاجة فيه حلوة ... حتى الوحش حلو

ابتسم رامي لبساطة حديثها و تلقائيتها ليعتدل بجلسته مستنداً بظهره الى الخلف قائلاً بشرود و ابتسامة صغيرة

رامي: حتى الوحش حلو ... صح حتى الوحش حلو ... ده لو كان فيها وحش اصلاً

هي بفضول : هى مين دى؟

رامي بشرود و دون وعي : ريم

هي ببراءة : ريم ؟ اه اللى محجوز ليها

نظر نحوها بإبتسامة ليعتدل بجلسته فيكون مواجهاً لها

رامي : عارفة ... انتى بريئة اوى و يمكن انتى فعلاً اللى الوحش بتاعك حلو ... بس مش ليا انا لحد تانى

امالت رأسها لليمين .. تحدق به للحظات دليلاً على عدم فهمها لحديثه

رامي : ايوة يا ستى ريم ... اختة ... بيني و بينك كده ده سر ... احنا بنحب بعض بس مستنيها تخلص دراستها عشان اكلم اخوها

هي : بتحبها؟



رامي : كلمة الحب دى قليلة على اللى جوايا .. انا اللى جوايا اكبر بكتير ... مش عارف اعبرلك عنه ازاى

هو بصوت جهوري : انا اللى هعرفك تعبر ازاى يا روح امك

انتفض كلاً منهما فور سماع صوته لتنهض هى واقفة فى حين تحامل رامي على نفسه ليعتدل بجلسته

أما الاخر كان كل ما يراه نصب عيناه هو مشهد واحد

رامي يجلس عاري الصدر هاتفاً بحبه و مشاعره فى حين كانت هى تجلس بجانبه بأريحية لم يألفها مع غيره .. تنظر نحو رامي بسعادة و تستمع له بإهتمام و تلك الابتسامة القاتلةخاصتها مرسومة على ثغرها

استيقظ على صوت رامي المنهك

رامي : داخل بزعابيبك كده ليه .. مش تقول السلام عليكم الاول .. ثم نظر نحوها و اردف .... البت اتفزعت

اشتعل الغضب اكثر بداخله قبل ان يردف بهدوء مصطنع

هو : ..... على اوضتك

رفعت رأسها نحوه لتخفضها سريعاً فور رؤيتها لملامحه الغاضبة لتتحرك فوراً مغادرة المكان

بعد خروجها تحرك هو نحو رامي بخطوات سريعة ليمسك به من مؤخرة رقبته يسحبه معه نحو باب المنزل وسط هتاف و اعتراض صديقه

رامي : ياعم انت .. ايدك ... وسع كده ... ايه انت اتجننت ولا ايه ؟

هو بغضب : اتجننت ؟ .... انا هوريك الجنان اللى على اصوله ... قاعد تحب فى البت و تضحك عليها بكلمتين اكمنها خام ومش فاهمة حاجة... من امتى بقيت خسيس كده و بتتعدى على حُرمة بيت اخوك

استمع رامي لحديث صديقه ليتحرك بعصبية و يتحرر من قيد الاخر

رامي بغضب : خسيس ؟ حُرمة؟ انا عمرى ما كنت خسيس وانت عارف كده ... ثم حُرمة ايه ؟.... و هى كانت تلزمك فى حاجة ؟

هو : تلزمنى و لا متلزمنيش ميخصكش .... البيت ده متعتبهوش طالما هى لسة هنا و قضيتها منتهتش فاهم ؟؟؟

ثم دفعه لخارج المنزل فى حين هتف الاخر ضاحكاً و قد ادرك ما بنفس صديقه

رامي : يا عم اهدى بس و اسمعنى .... مكنتش اقصدها هى و المصحف ده انا كنت بتكلم عن ر........

هو : انت لسة هتحكى .... ثم تحرك ليحضر قميصه ملقياً اياه بوجهه .... نتقابل بعدين و مش هنا .... فاااااهم

لم يستمع لرد الاخر ومن ثم اغلق الباب فوراً ليستند عليه محاولاً التهدئة من انفاسه الثائرة ليهتف من بين اسنانه

هو : قالى تلزمني قال ... ما هى المصيبة انها تلزمنى .... ثم رفع رأسه للأعلى هاتفاً بتضرع ..... رحمتك يااااارب
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-