سكريبت حنية الحموات (كامل) بقلم حور حمدان

سكريبت حنية الحموات (كامل) بقلم حور حمدان

سكريبت حنية الحموات (كامل) بقلم حور حمدان

يعني يرضيكي يا ماما الكلام اللي نور قالتهولي؟! بعتالي مسدجات… والله ما ينفع يا طنط.

حماتي سكتت شوية وقالتلي بهدوء:

أولًا اسمي مش حماتِك… اسمي ماما. انتي بنتي زي نور بالظبط، ومحمد خطيبك، مفيش فرق بينكم نهائي.

وبصوت حنين قالت:

قوليلي بهدوء… قالتلك إيه؟


دموعي نزلت وأنا بفتكر…

لما كنت عازمة محمد عندنا، وصورت الأكل ونزلت الستوري. بعدها لقيت نور باعتالي الصورة في مسدج وبتقولي:


“يعني تعزمي أخويا ويجيلِك جعان، تقومي تاكّليه لحمة وبامية بس؟! يخصّ عليكي… ما بتفهميش في الواجب ولا الأصول. وخارجة من بيت جعان أصلًا!”


وبعتها تاني… نفس الكلام، بنفس الأسلوب اللي يكسّر القلب.


كنت مقهورة… ليه بتعمل معايا كده؟ ليه بتوجعني وأنا عمري ما ضايقتها؟!


سكتت ماما شوية وقالتلي بنبرة فيها عتاب وحنية:

حقك عليّا يا بنتي… بس انتي كمان غلطانة. عوّدي نفسك ما تشاركيش كل حاجة على النت… القرف ده ما يعلمش بخير. بس نور… دي بنتي متربتش، وأنا هربّيهالك. حقك على راسي أنتي وأهلك… ومحمد كمان! إزاي يسمحلها تقولك كده؟


قولتلها بحزن:

ما يعرفش يا ماما حاجة… أنا ما قولتلوش عشان ما يتعصبش. دول إخوات بالنهاية… مينفعش أزعّلهم من بعض.


سكتت ماما تاني، وبصوت كله حنية قالتلي:

مش عايزاكي تزعلي منها… حقك عليّا يا بنتي. إنتو الأصول كلها، والأصول عمرها ما تتقاس بالأكل. ده انتو كتر خيركم أكرمتوه آخر كرم. ونور… ليها كلام تاني معايا. ما تزعلِيش يا قلب أمك… حقك على راسي من فوق.


وبنبرة فيها قوة:

وحقك هجيبهولِك… تالت ومتلت. استني عليّا بس… أقولك؟ اقفلي دلوقتي. هي رجِعت من الجامعة أهي…

قفلت مع ماما وانا قلبي بيخبط من التوتر… وبعد خمس دقايق بس لقيت موبايلها بيرن تاني.

رديت لقيتها بتتنفس بعمق كأنها كانت ماسكة نفسها بالعافية.


اسمعيني يا بنتي… انا جوة الأوضة مع نور دلوقتي، وقافلة الباب. ومش هطلع غير لما افوّقها.


سمعت صوت نور من بعيد، صوت عالي ومتعصب:

ماما انتي بتزعقيلي على واحدة غريبة؟!

غريبة يا نور؟!

قالتها ماما بصوت عالي وشديد لدرجة انا اتخضيت من السماعة.


غريبة؟!

دي خطيبة أخوكي يا بت، تقوليلها كلام زي دا؟

عيب… عيب عليكِ وعليا كمان.


نور ردت بتهكم:

ما هي اللي نزلت اكل… وتقولي أكل وكرم وانا مش فاهمة!


ماما ما استحملتش، وصوتها جه متحكم غضبان:


لا يا نور… اللي ما بيفهمش في الأصول هو اللي ياخد صورة أكل ويعايّر بيها بنات الناس.

واللي يكسّف أخوه ويعمل مشاكل من الهوا

واللي يجرح واحدة من خير خلق الله.


نور سكتت فجأة… يمكن لأول مرة حد يوقفها بالشكل ده.


ماما كملت:

انتي فاكرة لو محمد عرف بالكلام ده كان هايعدّيها؟ ده كان هايعلّقك من شعرك.

بس حور كانت أجدع منك… واحترمتك واحترمت بيتك.

وانا… انا اللي هربيك.


سمعت صوت خبطة خفيفة… يمكن ماما كانت بتشاور بإيدها وهي بتتكلم من العصبية.


من النهاردة… مفيش كلمة تطلع من بقك لحور إلا كويسة.

ولو غلطتي تاني… هعرف أوريكي يعني إيه احترام.


نور انفجرت:

يعني انتي واقفة مع الغريبة عليّا؟!


ماما ردت بهدوء قاتل:

الغريبة يا نور؟

دي اللي هتبقى مرات أخوكي.

دي اللي هتندفن معاكي في بيت واحد.

وانا… مقدرش ارضى اتنين من ولادي يتفرقوا بسبب لسانك.


نور بقت تتنفس بسرعة…

وبعدين فجأة صوتها واطي:


طب وانا؟ محدش بيحن عليا. انا لو صحبتي غلطت كنت هزعق زي ما زعقت… انا مش ناقصة حد يا ماما.


ماما قربت منها وصوتها بقى حنان وحزم:


يا نور انتي بنتي… بس البنت اللي مالهاش صاحب بتبقى قوية… ومابتكسّرش قلب حد.

وانا بقولك اهو… روحي اعتذري لحور دلوقتي قبل ما محمد يشمّ خبر.


سكتت ثواني… وبعدها سمعت صوت نور وهي بتتنهد:


حاضر يا ماما.


ماما رجعت تكلمتني:

استني… انا لسه مخلصتش.


وبعدين نادت بصوت عالي:


محمد… تعالالي يا ابني.


سمعت صوت خطوات… وصوت محمد بيقول باستغراب:

خير يا ماما؟


ماما قالتله:

اقعد… واسمع. وركز في اللي هقوله.

حور… مش تتساب.

حور دي تتشال على الراس… مفهوم؟


محمد رد بجدية:

فاهم يا ماما… في ايه؟


اختك غلطت فيها… وغلط كبير كمان.

وانت هتروح لحور النهاردة.

وتقولها إن البيت دا بيتها

ومحدش ليه كلمة عليها غيرك 


محمد اتصدم:

نور عملت ايه…؟


ماما قاطعته:

ما تسألش… المهم هتروح… وتاخد هدية.


نور قالت باستغرب:

هدية اي يا ماما؟


سكتت لحظة… وبعدين صوت فتحة درج وشنطة بتتسحب.


دهب… سلسلة دهب نظيفة… هديتي لحور.

وتروحوا سوا… وتلبسها لبها بايدك يا محمد.

وتقولها إن حقها جه لحد عندها.


محمد رد بصوت مليان رجولة:

حاضر يا ماما… اللي تشوفيه.


ماما اتنفست براحة وقالتلي من السماعة:

خلاص يا قلب امك… قولي لبابا ان محمد جاي.

والسلسلة… لو ما عجبتكيش نغيرها.

بس حقك… انا جبتوهولك.

وانا… عمري ما اسمح حد يكسر قلب بنتي.


وقبل ما اتكلم… لقيتها بتقفل وهي بتقول:

من غير اعتراض ع حاجة سامعة يا قمر 


وانا… قعدت ماسكة الموبايل، ودموعي نازلة، نصها وجع… ونصها رضا.

ونبضي بيتسابق مع باب الشقة اللي على وشك يدق.


#تمتت

#حنية_الحموات

#حكاوي_كاتبة

#حور_حمدان

تمت

تعليقات