رواية البحث عن الزمن الفصل الرابع 4 والاخير بقلم هاجر نورالدين
_ ممكن أتكلم معاك يا فريد؟
بصيتلها بإستغراب وقولت بتساؤل:
= أفندم محتاجة حاجة؟
ردت عليا بإحراج وهي عينيها في الأرض:
_ أنا أسفة على أخر مرة مكانش قصدي بس ليه بطلت تبصلي حتى أو تصبح عليا؟
كنت مستغرب مجرى كلامها رايح فين وبصيت ناحية صالح اللي كان واضح عليه الضيق وعدم الفهم، رجعت بصيتلها من تاني وقولت:
= عادي يعني لأن مفيش حاجة بيننا تخليني أعمل كدا.
بصتلي لثانية وقالت قبل ما تجري من قدامي حرفيًا:
_ بس أنا لاحظتها فيك أول مرة وبقولك ممكن يبقى بيننا عادي أنا بصراحة معجبة بيك.
هي جريت وسابتني أنا وصالح اللي مصدوم وغير مستوعب جنبي، مكنتش عارف أتصرف إزاي من جهة قلبي ومن جهة قلب صالح!
بصيت ناحية صالح بعد ما مشيت وقولت وأنا بتحمحم وبحاول أجمع الكلام:
_ صالح أنا…
قاطعني وقال بصوت هادي وهو بيكمل شغل وملامحهُ كلها حزن:
= متقولش حاجة، إنت مالكش ذنب هي مش حباني عادي.
فضل يكمل شغلهُ حوالي 5 دقايق تحت نظري ومراقبتي ليه، إتنهدت وقولت وأنا بقرب منهُ لأني شايفهُ كل شوية بياخد نفس جامد والدموع متكونة في عينيه:
_ صالح عايزك في موضوع.
رد عليا من غير ما يبصلي وهو مركز في اللي بيعمله:
= مالهوش لازمة قولتلك الكلام يا فريد، سيبني أخلص شغلي.
وقفتهُ عن اللي بيعملهُ وأنل ماسكهُ من كتافهُ وقولت:
_ بقولك عايزك في موضوع، موضوع عني وعشان تعرف إزاي تخلي غزل تحبك وإنت متطمن.
بصلي بأمل وبعدين نظرتهُ إتحولت للحزن وقبل ما يعترض من تاني قولت بسرعة:
_ أنا جاي من زمن تاني يا صالح، أنا مش من زمنكم قاعد معاكم يومين وماشي.
إتحولت نظراتهُ للإستغراب وعدم الفهم وقال بتساؤل:
= يعني إي دا؟
إتنهدت وقعدنا إحنا الإتنين وحكيتلهُ على حكايتي كلها،
آي نعم حبيت غزل منكرش ولا أقدر أنكر، ولكن هي مش من زمني ولا أنا قاعد ليها دايمًا وهي مستحيل أخليها تسيب أهلها خالص وحياتها وعيشتها وتيجي للزمن بتاعي.
بعد ساعة تقريبًا من الحكيّ والإقناع عشان يصدقني الحمدلله صدقني وقال وهو متعجب:
= بس هو في أصلًا موضوع السفر عبر الزمن والكلام دا!
يعني كنت مفكرهُ خيال علمي.
رديت عليه وقولت بإندماج:
_ والأغرب بقى إن العبيط وسيم هو اللي حقق الخيال العلمي دا.
ضحك وقال بتساؤل:
= طيب ناويين تعملوا إي ولا هترجعوا إزاي؟
إتنهدت وقولت بصداع:
_ مش عارف بصراحة بس زي ما قولتلك وسيم شغال عليه وإن شاء الله يومين بالكتير وهنرجع، عشان كدا مش عايزك تضايق مني ولا تفقد الأمل في إنك تبقى مع غزل وتحبها وتحبك، غير كدا أنا مينفعش آجي زمنكم وأكركب الدنيا فيه.
إبتسم صالح بسعادة وقال بإمتنان وهو بيطبطب على كتفي:
= أنا مش عارف أشكرك إزاي إنك مهانش عليك زعلي برغم إنك كدا كدا يومين وهتسيبنا يعني عادي لو سيبتني أزعل، فـ أنا مبسوط إني إتعرفت عليك وبعدين المفروض إني من جدودك كدا.
خلص كلامهُ بضحك وأنا الحقيقة ضحكت وقولت:
_ شوفت بقى الزمن وعمايلهُ خلاني قاعد مع واحد من جدودي وأتكلم معاه كدا عادي زي واحد صاحبي بالظبط وحتى لو عملت كدا عادي.
خلصت كلامي وأنا قلبتها هزار معاه وحاوطت راسهُ بدراعي ودخلنا إحنا الأتنين في وصلة هزار مع بعض.
خلصنا شغل ورجعنا البيت من تاني ووسيم مكانش في البيت،
فضلنا قاعدين مستنيينهُ وبعدها بحوالي ساعتين وشوية دخل البيت.
بصيت ناحية الساعة اللي كانت 12 نص الليل وقولت بتساؤل وإستغراب:
_ كنت فين كل دا؟
بصلي وغمزلي عشان يعني ميتكلمش قدامهم ولكنني إبتسمت وقولت:
= خلاص صالح وعم طه عرفوا كل حاجة ومبقاش ليه لازمة نخبي عليهم، إتكلم براحتك.
بصلنا وسيم بإستغراب وقال بتساؤل وتكملة:
_ بجد والله!
عرفتوا إزاي وعادي يعني كدا خلاص!
أنا كنت يعتبر بحط اللمسات الأخيرة في الجهاز عشان خلاص هيشتغل بكرا إن شاء الله.
إبتسمت بسعادة وقولت:
= طب الحمدلله، يعني كدا بكرا إن شاء الله هنرجع الزمن بتاعنا؟
رد عليا بسعادة هو كمان وقال وهو بيحرك دراعاتهُ بألم:
_ أيوا بإذن الله فاضل فيه تتشات بسيطة جدًا هتخلص في ساعتين بالكتير وبعد كدا نرجع إن شاء الله.
كلنا كنا فرحانين برغم حزن عم طه وصالح البسيط إننا هنمشي ونسيبهم بعد العشرة الطيبة دي حتى لو كام يوم فـ هما فعلًا غيروا فينا كتير جدًا من عادات جميلة وتقاليد وإحترام وحتى الجدعنة والأصول.
دخلنا ننام بعد سهرة طويلة بنشرح فيها لبهم المستقبل عامل إزاي وإننا بنقول على زمنهم الزمن الجميل ونفسنا نرجع نعيش فيه وإن لولا أهلنا وحبايبنا هناك كنا فضلنا في الزمن دا.
تاني يوم صحينا فطرنا ووسيم نزل على طول يكمل باقي الجهاز، وصالح وعم طه راحوا المحل وأنا كان ورايا مشوار لازم أعملهُ.
كنت واقف في حديقة الأسماك مستني حد، لحد ما جات وهي غزل، أول ما شافتني إتكلمت بإحراج وهي مبتسمة وقالت بسعادة:
_ فريد أنا…
قاطعتها قبل ما تكمل وقولت بسرعة:
= قبل ما تتكلميأنا مش جاي أقابلك عشان السبب اللي في بالك، أنا وإنتِ مستحيل ننفع لبعض يا غزل، أنا بكل بساطة من زمن تاني وراجع زمني النهاردا يعني مش هبقى موجود هنا تاني ولا في مكان ولا في بلد ولا في آي حتة من الزمن دا.
عشان كدا حبيت أصلح الموقف اللي حصل وأقولك متحبنيش ولا تتعلقي بيا لأني وهمي خلال ساعة ولا إتنين بالكتير مش هبقى موجود وعشان كدا عايز ألفت نظرك لحد دايم معاكي هنا بس هو خجول شوية من ناحيتك.
صالح قريب عم طه أكيد عارفاه، هو شاب محترم ومكافح وخلوق جدًا والأهم بيحبك جدًا وبيتمنى رضاكي دايمًا وبيشتغل من بدري عشان يجيبلك أحسن حاجة لما ييجي يتقدملك، عايزك تبقي تفكري فيه وتشوفي زي ما هو شايفك، وأسف لو ضايقتك أو خليت ذرة حزن في قلبك وحقيقي إنتِ بنت زي القمر، عن إذنك.
كانت واقفة مصدومة ومش فاهمة حاجة من اللي بقولها، كانت حزينة على مش مستوعبة وفي الأخر سيبتها ومشيت من غير ولا كلمة تاني.
في الحقيقة مش هنكر إني أُعجبت بيها، ولكن اللي فعلًا مش قادر أنكرهُ دلوقتي هو حبي لـ مريم، الكام يوم اللي فاتهُ وضحولي قد إي أنا بحبها وفعلًا كنت محتاجهم عشان أعرف قيمتها.
أنا دلوقتي متشوق أرجع عشان أشوفها، بعد شوية وقت كتير الصراحة وصلونا عم طه وصالح وكانوا زعلانين جدًا علينا.
دخلنا الآلة بعد ما ودعناهم وقولت لوسيم بتساؤل وقلق:
_ حددت الزمن صح؟
رد عليا بثقة وقال:
= عيب عليك الشاطر ميغلطش مرتين.
بلعت ريقي وقولت بتوتر أكبر:
_ ربنا يستر.
بعد شوية من نفس اللي حصل المرة اللي فاتت الباب إتفتح ولقينا نفسنا ولله الحمد في زمننا وفي بيت وسيم.
إبتسمنا بسعادة وإحنا بنحضن بعض ومبسوطين لدرجة دخل والد وسيم وإحنا حاضنين بعض بالشكل العبيط دا وفضل باصصلنا ثوانٍ بصمت خلانا نتوتر ونبعد عن بعض بسرعة وبعدين بصيلنا بقرف ومشي وهو بيضرب كف بكف.
نزلت بعدها أجري على أهلي اللي وحشوني جدًا،
روحت وتحت إستغرابهم كلهم حضنتهم وأنا بعبر عن حبي الكبير ليهم واحد واحد وإني مقدرش أعيش من غيرهم.
ومن بعدهم أكيد عارفين مين، مريم، كلمتها وطلبت نتقابل حالًا في الجامعة.
نزلت برغم إن خلاص الجامعة هتقفل،
أول ما شافتني إبتسامتها الواسعة الحلوة دايمًا على شفايفها،
رديت ليها الإبتسامة بإبتسامة أوسع وقولت:
_ وحشتيني يا مريم.
بصتلي بصدمة وعدم تصديق ولكنها قالت بسعادة:
= إنت كويس يا فريد؟
إتكلمت بحماس أكبر وقولت:
_ أنا إكتشفت إني كنت غبي الفترة اللي فاتت وأنا عايز أتقدملك عشان بحبك يا مريم.
مكنتش مصدقة ولكنها كانت فرحانة جدًا ودمعت ومن كسفتها سابتني ومشيت بسرعة.
رجعت البيت وأنا مبسوط وراضي عن كل حاجة في حياتي، قد إي وحشني البيت وسريري وكل حاجة حرفيًا برغم حلاوة الزمن الجميل ولكن المرء على ما شبّ عليه وأنا هنا بلاقي راحتي أكتر.
معداش دقايق من الراحة والإستجمام اللي كنت فيه على سريري ولقيت باب أوضتي بيتفتح بسرعة وبيدخل منهُ وسيم وهو غضبان وبيقول بعصبية:
_ إحنا لازم نرجع تاني.
بصيتلهُ بإستغراب وقولت بإنفعال:
= إنت عبيط ولا إي نرجع فين تاني؟
فتح موبايلهُ بعصبية ووراني ڤيديو كان محتواه إن في واحد إخترع آلة الزمن من حوالي 50 سنة وتحديدًا بقى بعد اليوم اللي إتسرق من وسيم فيه الكتالوج بـ 9 شهور تقريبًا.
كان وسيم غضبان جدًا وهيتشل وقال:
_ الحيوان اللي سرق الكتالوج مني نفذ آلة الزمن وخلاها بإسمهُ لازم أرجع وأمنعه من دا بآي تمن.
ضحكت بسخرية وأنا ممانع وقولت:
= دا في أحلامك يا حبيبي أنا ماصدقت رجعت.
رفع راسهُ بثقة كدا وقال بغضب:
_ وأنا هرجع حتى لو لوحدي عشان أحافظ على إختراعي وأصلا لسة مش عارف يتحكم فيها وبيقولوا في ناس بتروح وبتختفي وأنا بقى اللي عارف كل مخارج وأسرار إختراعي وهروح.
ضربت كف بكف وحاولت أقنعه كيروحش وخلاص ويابني يهديك يرضيك مفيش، سيبتهُ يمشي وفي الحقيقة هو صاحبي أه بس أنا بخاف من إختراعاته وقرارته ومضمنش إني أرجع تاني ويستحيل أروح معاه في حتة.
دلوقتي جايز تبدأ مغامرة جديدة ويبقى إسمها رحلة البحث عن الحقوق في الأزمنة مع وسيم.
ضحكت على تفكيري الغبي دا ولكن في الحقيقة برضوا مقدرش أسيب صاحبي كدا، كلمتهُ وإتفقنا هنرجع تاني عشان نمنع إن الكتالوج يتسرق.
ولكن لو مرجعناش إنتوا عارفين قصتنا ياريت تبلغوا أهلنا إحنا في آنهي زمن وهما بالإختراع اللي موجود دلوقتي جايز يعرفوا يرجعونا من تاني لو وسيم عقله وإختراعاتهُ ودونا في داهية من جديد.
#هاجر_نورالدين
#البحث_عن_الزمن
#الحلقة_الرابعة_والأخيرة
#تمت
